تابعونا على المجلس العلمي على Facebook المجلس العلمي على Twitter
الدكتور سعد بن عبد الله الحميد


النتائج 1 إلى 6 من 6

الموضوع: هل قول القرطبي في انكار الخلاف في اشتقاق الاسم صحيح

  1. #1
    تاريخ التسجيل
    Feb 2019
    المشاركات
    260

    افتراضي هل قول القرطبي في انكار الخلاف في اشتقاق الاسم صحيح

    قال القرطبي فإن من قال الاسم مشتق من العلو يقول : لم يزل الله سبحانه موصوفا قبل وجود الخلق وبعد وجودهم وعند فنائهم ، ولا تأثير لهم في أسمائه ولا صفاته ; وهذا قول أهل السنة . ومن قال الاسم مشتق من السمة يقول : كان الله في الأزل بلا اسم ولا صفة ، فلما خلق الخلق جعلوا له أسماء وصفات ، فإذا أفناهم بقي بلا اسم ولا صفة ; وهذا قول المعتزلة وهو خلاف ما أجمعت عليه الأمة ، وهو أعظم في الخطأ من قولهم : إن كلامه مخلوق ، تعالى الله عن ذلك !

  2. #2
    تاريخ التسجيل
    Jan 2012
    المشاركات
    7,880

    افتراضي رد: هل قول القرطبي في انكار الخلاف في اشتقاق الاسم صحيح

    اقتباس المشاركة الأصلية كتبت بواسطة محمد عبدالعظيم مشاهدة المشاركة
    قال القرطبي : لم يزل الله سبحانه موصوفا قبل وجود الخلق وبعد وجودهم وعند فنائهم ،
    قال الشيخ صالح ال الشيخ فى شرح الطحاوية -على قول الطحاوى رحمه الله -
    (لم يَزدَدْ بِكَوْنِهِم شَيْئاً، لم يكنْ قَبلَهُم مِنْ صِفَتِهِ) تركيب هذه الجملة كالتالي: لم يزدد شيئا جل وعلا من صفاته، لم يزدد شيئا بكونهم؛ يعني بوجودهم وإيجادهم وخلقهم لم يزدد شيئا، وهذا الشيء وصف أنه لم يكن قبلهم من صفته؛ يعني أنّ الرب جل وعلا ما ازداد شيئا لما عليه سبحانه قبل أن يخلقه؛ بل هو سبحانه بصفاته قبل أن يخلق الخلق وبعد أن خلق الخلق؛ لأنه لا يجوز أن يعطَّل الرب من صفاته؛ لأن تعطيل الرب من صفاته نقص، والله سبحانه متنزه عن النقص بأنواعه.
    وهذا الكلام منه مع ما بعده متصل ولذلك سنذكر ما يتعلق به من المسائل متتابعا بعد بيان هذه الجمل الآتية:
    قال(وكما كانَ بصفاته أزَليًّا، كذلك لا يزالُ عَلَيْها أبديًّا) يعني أنّ صفات الرب جل وعلا كما أنه لم يزل عليها وهو أولٌ بصفاته وهو أيضا جل وعلا آخرٌ بصفاته سبحانه وتعالى، فصفات الرب جل وعلا أبدية أزلية لا ينفك عنه الوصف في الماضي البعيد ولا في المستقبل، بل هو سبحانه وتعالى لم يزدد بخلقه شيئا، لا في جهة الأولية ولا في جهة الآخرية، بل هو سبحانه وتعالى لم يزل بصفاته أولا سبحانه وآخرا

    قال(ليسَ منذُ خَلَقَ الخلْق اسْتَفَادَ اسمَ ”الخَالِق“، ولا بِإحْدَاثِ البريَّةَ استفادَ اسمَ ”الباري“) أراد بذلك أنه جل وعلا من أسمائه الخالق ومن صفاته الخلق قبل أن يَخلق، فلم يصر اسمه الخالق بعد أن خلق؛ بل هو اسمه الخالق جل وعلا قبل أن يخلق، ولم يكن اسمه الباري بعد أن برأ الخليقة بل اسمه الباري قبل أن يبرأ الخليقة، لهذا قال بعدها (له معنى الرُّبُوبيَّةِ ولا مَرْبُوبَ، ومعنى الخالق ولا مخلُوقَ) وقبل أن يكون سبحانه خالقا للخلق؛ يعني قبل أن يكون ثم مخلوق هو خالق، وقبل أن يكون ثَم مربوب هو جل وعلا هو الرب سبحانه وتعالى.
    قال (وكما أنَّه مُحيِي الموْتَى بَعْدَما أَحْيَا، استحقَّ هَذَا الاسْمَ قَبْلَ إِحْيَائِهم) فهو سبحانه المحيي قبل أن يكون ثم ميت، قبل أن يميت الموتى هو المحيي، وكذلك هو المستحق لاسم الخالق قبل إنشائهم ذلك بأنه على كل شيء قدير.
    هذه الجمل مترابطة في الدلالة على المعنى الذي ذكرته لك، وهذا المعنى الذي دلّ عليه كلام الطحاوي ترتبط به مسائل مهمة جدا بهذا الموضع، وهذا الموضع مما يظهر منه أنّ الطحاوي رحمه الله خالف ما عليه أهل الحديث والأثر في هذه المسألة العظيمة، وذلك أنّ أصول هذه المسألة قديمة في البحث بين الجهمية وبين المعتزلة وبين الكلابية والأشاعرة وبين الماتريدية وبين أهل الحديث والأثر، والمذاهب فيها متعددة، لهذا نبين ما في هذه الجمل من مباحث على مسائل إيضاحا للمقال.
    المسألة الأولى: أنّ الناس اختلفوا في اتصاف الله جل وعلا بصفاته هل هو متصاف بها بعد ظهور آثارها وأسماء الرب جل وعلا سمي بها بعد ظهور آثارها أم قبل ذلك على مذاهب:

    المذهب الأول: هو مذهب المعتزلة والجهمية ومن نحى نحوهم مِنْ أنه جل وعلا لم يَصِر له صفات ولا أسماء إلا بعد أن ظهرت آثارها، فلما خلق صارت له صفة الخلق، وصار من أسمائه الخالق، وذلك على أصل عندهم، وهو أن أسماء الله جل وعلا مخلوقة، فلما خلق سماه الناس الخالق، وخلق له اسم الخالق، فعندهم أنّ الزمان لما ابتدأ فيه الخلق أو الرَّزق أو الإنشاء صار بعده له اسم الخالق، وقبل ذلك لم يكن له هذا الاسم ولم تكن له هذه الصفات، فقبل أن يكون ثم سامع لكلامه فليس هو سبحانه متكلما، فلما خلق سامعا لكلامه خلق كلاما عند المعتزلة والجهمية فأسمعهم إياه، فصار له اسم المتكلم أو صفة الكلام لمّا خلق مَنْ يسمع كلامه، كذلك صفة الرحمة على تأويلهم الذي يؤولونه أو أنواع النعم والمنعم والمحيي والمميت كل هذه لا تطلق على الله عندهم إلا بعد أن وُجد الفعل منه على الأصل الذي ذكرته لكم عنهم أن الأسماء عندهم والصفات مخلوقة.
    المذهب الثاني: هو مذهب الأشاعرة والماتريدية ومذهب طوائف من أهل الكلام في أنّ الرب جل وعلا كان متصفا بالصفات وله الأسماء، ولكن لم تظهر آثار صفاته ولا آثار أسمائه بل كان زمانا طويلا طَويلا معطلا عن الأفعال جل وعلا له صفة الخلق وليس ثم ما يخلقه، له صفة الفعل ولم يفعل شيئا، له صفة الإرادة وأراد أشياء كونية مؤجلة غير منجزة وهكذا، فمن أسمائه عند هؤلاء الخالق، ولكنه لم يخلق، ومن أسمائه عندهم أو من صفاته الكلام ولم يتكلم، ومن صفاته الرحمة بمعنى إرادة الإنعام وليس ثم منعَم عليه، ومن أسمائه المحيي وليس ثم من أحيى، ومن أسمائه الباري وليس ثم برأ، وهكذا حتى أنشأ الله جل وعلا وخلق جل وعلا هذا الخلق المنظور الذي تراه من الأرض والسموات وما قصَّ الله في كتابه، ثم بعد ذلك ظهرت آثار أسمائه وصفاته، فعندهم أن الأسماء والصفات متعلقة بهذا العالم المنظور أو المعلوم دون غيره من العوالم التي سبقته، وهذا فِرارا من قول الفلاسفة الذين زعموا أن هذا العالم قديم، أو أن المخلوقات قديمة متناهية أو دائمة من جهة الأولية؛ من جهة القدم مع الرب جل وعلا.

    والمذهب الثالث: هو مذهب أهل الحديث والآثر وأهل السنة؛ أعني عامة أهل السنة وهو أنّ الرب جل وعلا أولٌ بصفاته، وصفاته سبحانه وتعالى قديمة، يعني هو أول سبحانه وتعالى بصفاته، وأنه سبحانه كان من جهة الأولية بصفاتهِ -كما عبر الماتن هنا بقوله (كانَ بصفاته)- وأنّ صفات الرب جل وعلا لابد أن تظهر آثارها؛ لأنه سبحانه فعّال لما يريد، والرب جل وعلا له صفات الكمال المطلق، ومن أنواع الكمال المطلق أنْ يكون ما أراد سبحانه وتعالى، فما أراده كونا لابد أن يكون ما شاء الله كان وما لم يشأ لم يكن، ومن مذهب أهل السنة والحديث والأثر أنّه سبحانه يجوز أن يكون خلق أنواعا من المخلوقات وأنواعا من العوالم غير هذا العالم الذي نراه، فجنس مخلوقات الله جل وعلا أعمّ من أن تكون هذه المخلوقات الموجودة الآن، فلا بد أن يكون ثَم مخلوقات أوجدها الله جل وعلا و[أثناها] ظهرت فيها آثار أسمائه وصفاته جل وعلا، فإن أسماء الرب جل وعلا وإنّ صفات الرب جل وعلا لابد أن يكون لها أثرُها؛ لأنه سبحانه فعّال لما يريد، فما أراده سبحانه فعله، ووصف نفسه بهذه الصفة على صيغة المبالغة الدالة على الكمال بقوله ?فَعَّالٌ لِمَا يُرِيدُ?، فما أراده سبحانه كان، وهذا متسلسل في الزمن الأول، يعني في الأولية وفي الآخرية فهو سبحانه (وكما كانَ بصفاته أزَليًّا، كذلك لا يزالُ عَلَيْها أبديًّا)، وهذا منهم -يعني من أهل الحديث والأثر والسنة- هذا القول منهم لأجل إثبات الكمال للرب جل وعلا.
    وقول المعتزلة والجهمية فيه تعطيل للرب عن أسمائه وصفاته؛ يعني أن الله جل وعلا كان بلا صفة وبلا أسماء، وأنه لما فعل وُجدت صفات الرب جل وعلا، وهذا نسبة النقص لله جل وعلا لأنّ الصفات هي عنوان الكمال، والله سبحانه وتعالى كمالاته بصفاته.

    وأمّا قول الأشاعرة والماتريدية ومن نحى نحوهم، هذا أيضا فيه وصف الرب جل وعلا بالنقص؛ لأن أولئك يزعمون أنه متصف ولا أثر للصفة، ومعلوم أن هذا العلم المنظور الذي تعلقت به عندهم الأسماء والصفات، هذا العالم إنما وُجد قريبا، فوجوده قريب وإن كانت مدته أو عمره طويل لكنه بالنسبة إلى الزمن بعامة -الزمن المطلق- لا شك أنه قريب لهذا قال عليه الصلاة والسلام «إن الله قدر مقادير الخلائق قبل أن يخلق السموات والأرض بخمسين ألف سنة وكان عرشه على الماء» جل وعلا فالتقدير كان قبل أن يخلق هذه الخلائق قبل أن يخلق السموات والأرض بخمسين ألف سنة، وهي مدة محدودة، والله جل وعلا لا يحدّه زمان، فهو أول سبحانه وتعالى ليس قبله شيء جل وعلا، وفي هذا إقرار لأنه من جهة الأولية يتناهى الزمان في إدراك المخلوق، وننقل من الزمان المنسوب إلى الزمان المطلق، وهذا تتقاصر عقولنا عنه وعن إدراكه، وأما هذا العالم المنظور فإنه محدث وحدوثه قريب.
    ولهذا نقول إن قول الآشاعرة والماتريدية بأنه كان متصفا بصفات وله الأسماء، ولكن لم تظهر آثارها ولم يفعل شيئا أن بعد وجد هذا العالم، نقول معناه - أن ثم زمانا مطلقا طويلا طويلا جدا ولم يكن الرب جل وعلا فاعلا، ولم يكن لصفاته أثر ولا لأسمائه أثر في المربوبات، ولا بد أن الله جل وعلا له سبحانه وتعالى من يعبده جل وعلا من خلقه، ولا بد أن يكون له جل وعلا مخلوقات؛ لأنه سبحانه فعّال لما يريد، وهذه صفة مبالغة مطلقة في الزمن كله؛ لأن (ما) اسم موصول وأسماء الموصول تعم ما كان في حيّز صلتها.
    بقي أنْ يقال إن قولهم أراد ولكن إرادته كانت معلقة غير منجزة، ونقول هذا تحكم؛ لأن هذا مما لا دليل عليه إلا الفرار من قول الفلاسفة ومن نحى نحوهم بقدم هذا العالَم المنظور، وهذا الإلزام ولا يلزم أهل الحديث والسنة والأثر - لأننا نقول إن العوالم التي سبقت هذا العالم كثيرة متعددة لا نعلمها، الله جل وعلا يعلمها.
    وهذا ما قيل إنه يسمى بقِدم جنس المخلوقات، أو ما يسمى بالقِدم النوعي للمخلوقات، وهذه من المسائل الكبار التي نكتفي في تقريرها بما أوردنا لكَ في هذا المقام المختصر.
    المهم أن يتقرر في ذهنكَ أن مذهب الحديث والأثر في هذه المسألة لأجل كمال الربّ جل وعلا، وأن غير قولهم فيه تنقّص الرب جل وعلا بكونه معطَّلا أو لكونه سبحانه وتعالى معطلا أن يفعل وأن يظهر آثار أسمائه وصفاته قبل خَلْق هذا العالم المعلوم أو المنظور.

    المسألة الثانية: أنّ الطحاوي رحمه الله كأنّه يميل إلى المذهب الثاني ؛ وهو مذهب الماتريدية ، وهذا من أغلاط هذه العقيدة التي خالف فيها مؤلفها منهج أهل الحديث والأثر ، هذا ظاهر كلامه كما اعترف به الشارح، ومن شرح هذه العقيدة من الماتريدية قرّروا هذا الكلام على أن كلامه موافق لكلام أبي منصور الماتريدي و الأشعري ومن نحى نحوهم.

  3. #3
    تاريخ التسجيل
    Feb 2019
    المشاركات
    260

    افتراضي رد: هل قول القرطبي في انكار الخلاف في اشتقاق الاسم صحيح

    جزاكم الله خيرا
    لكن هل يقال ان القول بانه مشتق من الوسم ليس من مذهب اهل السنة كما قال القرطبي

  4. #4
    تاريخ التسجيل
    Jan 2012
    المشاركات
    7,880

    افتراضي رد: هل قول القرطبي في انكار الخلاف في اشتقاق الاسم صحيح

    اقتباس المشاركة الأصلية كتبت بواسطة محمد عبدالعظيم مشاهدة المشاركة
    جزاكم الله خيرا
    لكن هل يقال ان القول بانه مشتق من الوسم ليس من مذهب اهل السنة كما قال القرطبي
    كلام القرطبي غير مسلّم ولا يخفى عليك ما عند القرطبي ونحوه من تأثر بالمذاهب الكلامية وعقيدة الاشعرية فالاعتماد عليه في مثل هذه الدقائق وترتيب الأقوال على حججهم ليس بسديد - انظر اخى الكريم ما قال شيخ الاسلام بن تيمية رحمه الله في كتاب "النبوات": يتبين لك الصواب فى المسألة -قال شيخ الاسلام
    والاسم أيضا من هذا الباب ـ وهو علم على المسمّى، ودليل عليه، وآيه عليه. وهذا المعنى ظاهرٌ فيه؛ فلذلك قال الكوفيون إنه مشتق من الوسم، والسمة؛ وهي: العلامة وقال البصريون: بل هو مشتق من السمو؛ فإنّه يقال في تصغيره [سمي] ، لا وُسَيْم، وفي جمعه أسماءـ لا أوسام، وفي تصريفه سميت، لا [وسمت]، وكلا القولين حق، لكن قول البصريين أتم ، فإنّه مشتق منه على قولهم في الاشتقاق الأصغر؛ وهو اتفاق اللفظين في الحروف وتأليفها، وعلى قول الكوفيين هو مشتق منه من الاشتقاق الأوسط، وهو: اتفاق اللفظين في الحروف لا في ترتيبها؛ كما قلنا في الوسم، والسيما. ..ا.هـ كلامه [النبوات 2/767]

  5. #5
    تاريخ التسجيل
    Feb 2019
    المشاركات
    260

    افتراضي رد: هل قول القرطبي في انكار الخلاف في اشتقاق الاسم صحيح

    جزاكم الله خيرا

  6. #6
    تاريخ التسجيل
    Dec 2010
    المشاركات
    1,179

    افتراضي رد: هل قول القرطبي في انكار الخلاف في اشتقاق الاسم صحيح

    اقتباس المشاركة الأصلية كتبت بواسطة محمد عبدالعظيم مشاهدة المشاركة
    قال القرطبي فإن من قال الاسم مشتق من العلو يقول : لم يزل الله سبحانه موصوفا قبل وجود الخلق وبعد وجودهم وعند فنائهم ، ولا تأثير لهم في أسمائه ولا صفاته ; وهذا قول أهل السنة . ومن قال الاسم مشتق من السمة يقول : كان الله في الأزل بلا اسم ولا صفة ، فلما خلق الخلق جعلوا له أسماء وصفات ، فإذا أفناهم بقي بلا اسم ولا صفة ; وهذا قول المعتزلة وهو خلاف ما أجمعت عليه الأمة ، وهو أعظم في الخطأ من قولهم : إن كلامه مخلوق ، تعالى الله عن ذلك !
    لكي نفهم كلام القرطبي و يتضح لنا مقصوده لا بد ان نقف على حقيقة قول الاشاعرة في اسماء الله عز وجل


    - ان الاسم عند الاشاعرة هو عين المسمى . و هذا معنى قولهم ان اسماء الله قديمة غير مخلوقة
    - يعني ان الاسم عندهم عين المسمى و ( اللفظ الذي هو حروف و الفاظ يجعلونه تسمية ) و يقولون انه مخلوق
    - يعني ان اسماء الله عز وجل التي هي حروف و الفاظ تدل على المسمى التي تكلم الله بها في كتابه مخلوقة . لكن هم يتحايلون فيجعلون ما كان من الكلام حرفا و لفظا مخلوق و يجعلونه تسمية و لا يسمونه اسما . لكي لا تظهر حقيقة مذهبهم في الاسماء و انهم يقولون بخلقها كحقيقة قولهم في صفة الكلام تماما
    - ان هذا مما يبين انهم موافقون للجهمية و المعتزلة في مسالة الكلام . و يظهرون الموافقة للسلف مخافة الشناعة و ان ينزل عليهم كلام السلف في هؤلاء .
    - اكبر حجج السلف على ان اسماء الله غير مخلوقة انها من كلام الله . فما يقال في الكلام يقال في الاسماء بل القول فيها فرع عن القول في الكلام . و من تهاون وجبن مع هؤلاء في مسالة الكلام و شدد في مسالة الاسماء فانما اتي من قصور فهمه في تصور هذه المسائل .

    فان كان القرطبي على عقيدة هؤلاء في مسالة الاسماء و انها مخلوقة و ان الاسم هو عين المسمى . فهو يقول ان التسمية ( الاسم عندنا ) مخلوقة . فهي غيره على مذهبه و ما كان غيره فهو مخلوق فيلزم من هذا كما قال
    ( كان الله في الأزل بلا اسم ولا صفة ، فلما خلق الخلق جعلوا له أسماء وصفات )


    فهو لا يثبت قديم غير المسمى و يجعل الكلام ( اللفظ و الحرف ) و ما يدل على المسمى غيره فيحكم عليه بالخلق
    و الجهمية و غيرهم لا يخالفونه في هذا كما لا يخالفونه في كون المسمى قديم . لكن يغلطونه في جعله الاسم عين المسمى فيقولون له سمي الاسماء بمسمياتها و احكم على الاسم بانه كلام بحرف و لفظ يدل على المسمى و اثبت الغيرية و ان ما كان كذلك فهو مخلوق .

    فهو لما تصور و فهم من لفظ السمة الغيرية لانها العلامة على الشيء . و كان عنده ان غير المسمى مخلوق حكم ببطلان ذلك و عزا الصواب لاهل السنة الذين هم الاشاعرة عنده . و قد علم كلام اهل السنة الاقحاح في مسالة الاسم و المسمى و ان اعدل الاقوال ما نص عليه الشارع من ان الاسم للمسمى و ما دل عليه . فالسمة و العلامة هي للمسمى و تدل عليه . فلا نقول هي غيره و لا هي هو بعينه كما قالت الاشاعرة في الاسم .
    فاسماء الله عز وجل ليست مخلوقة لانها من كلامه عز وجل و هي تدل عليه سبحانه و تعالى . و بهذا يفهم قول من قال من اهل السنة ان الاسم هو السمة و العلامة على الشيء و يفهم انكار القرطبي الذي بناه على اصلهم في ان ما ثبتت له الغيرية و كان ليس هو عين المسمى انه مخلوق .

    و الله اعلم

الكلمات الدلالية لهذا الموضوع

ضوابط المشاركة

  • لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
  • لا تستطيع الرد على المواضيع
  • لا تستطيع إرفاق ملفات
  • لا تستطيع تعديل مشاركاتك
  •