وَحَقِّـقِ التَّـوْحِـيدَ إِخْلَاصًا وَلَا
|
|
تَبْـغِ عَـنِ الدِّيـنِ الْقَوِيـمِ مَعْدَلًا
|
لَأَنَّ فِيهِ وَقَعَ الْخِصَامُ
|
|
وَشُرِعَ الْجِهَادُ وَالْإِمَامُ
|
يَقُولُ جَلَّ (وَلَقْـدْ بَعَثْنَا)
|
|
فَافْهَـمْ خَطَابًا عَمَّنَا مَـا اسْتَثْنَى
|
(أَنِ اعْبُدُوا اللهَ) اتْرُكُـوا الطَّاغُوتَا
|
|
مَـا صَحَّ إِخْلَاصٌ وَهَـذَا يُؤْتَى
|
قَـدْ عَدَّهُ أَهْلُ الْبَيَانِ شَرْطًا
|
|
لِصِحَّـةٍ فَاسْلُـكْ طَرِيقًا وَسَطًا
|
مَعْنَاهُ أَنْ تُحَقِّقُـوا الْعِبَادَةَ
|
|
وَتُخْلِصُوا النِّيَّاتِ وَالْإِرَادَةَ
|
فِي الْخَوْفِ وَالْحُبِّ مَعَ الرَّجَـاءِ
|
|
وَالذَّبْـحِ وَالنَّذْرِ مَـعَ الدُّعَاءِ
|
وَتَسْتَعِينُوا تَسْتَغِيثُوا تَخْضَعُـوا
|
|
تَوَكَّلُـوا ثُـمَّ اسْتَعِيذُوا وَاخْشَعُوا
|
للـهِ إِذْ جَمِيعُهَـا يُسَمَّـى
|
|
عِبَـادَةً وَاللَّفْظُ مِنْـهُ عَمَّا
|
فَصَرْفُهُ لِغَيْرِهِ سُبْحَانَـهُ
|
|
شِرْكٌ بِـهِ مُخَالِفٌ مَنْ دَانَهُ
|
قَـدْ جَعَلَ الْحَسَبَ لَهُ وَالرَّغْبَـةَ
|
|
دُونَ الرَّسُولِ فِي عِتَابِ الْعُصْبَةِ
|
وجَعَـلَ الصَّلَاةَ وَالْأَنْسَاكَا
|
|
لَـهُ تَعَالَى حَاذِرِ الْإِشْرَاكَا
|
وَفِـي تَعَـالَوْا اتْلُ لَفْظًا لِنَكِـرَهْ
|
|
وَآيَـةٌ فِـي الْجِنِّ غَيْظُ الْكَفَرَهْ
|
إِذْ فِي سِيَـاقِ النَّفْيِ قَالُـوا إِنَّهَـا
|
|
تِعِمَّ فَـاعْرِفْ لَا حَرُمْتَ مِنْهَا
|
وَقَوْلُـهُ وَمَا خَلَقْتُ الْجِنَّـا
|
|
قَـدْ قَطَعَتْ كُلَّ الشُّـكُوكَ عَنَّا
|
لِأَنَّهَا هِـيَ الْحِكْمَـةُ الشَّرْعِيَّـةُ
|
|
لَهَـا خُلِقْنَا حِكْمَةٌ مَرْعِيَّةٌ
|
قَـدْ رَضِيَهَا دِينًا لَنَا وَمِلَّهْ
|
|
أَقَـامَهَا بِوَاضِحِ الْأَدِلَّـهْ
|
وَصَّى أُولِي الْعَزْمِ بِهَـا الْعَزِيزُ
|
|
إِنَّ السَّعِيـدَ مَنْ لَهَا يُجُـوزُ
|
وَحَقُّـهُ سُبْحَـانَهُ عَلَيْنَـا
|
|
تَوْحِيدُهُ لَوْلَاهُ مَا اهْتَدَيْنَا
|
وَحَقُّنَا عَلَيْـهِ بِالْإِخْلَاصِ
|
|
أَوْجَبَـهُ فَضْـلًا بِلَا قِيَـاسِ
|
وَمُحْكَمُ الْقُـرْآنِ يَكْفِـي الْمُنْصِفَا
|
|
إِذَا رَأَى الْبُرْهَـانَ فِيهِ اعْتَرفَا
|
وَمَا أَتَـى فِـي سُـورَةِ الْأَحْقَافِ
|
|
وَفَـاطِرٍ مَعَ سَبَـأ قُلْ كَافٍ
|
إِنْ قَـالَ فِي الْأَصْنَامِ ذَا فَاسْأَلْهُ
|
|
هَلْ يَعْرِفُ الْقُرْآنَ كِيْ يَقْبَلْهُ
|
قُلْ فِـي جِدَالِ بْنِ الزَّبْعَرِيِّ لِلنَّبِيِّ
|
|
فِـي آيَةِ التَّعْمِيمِ تَنْبِيهُ الْغَبِيِّ
|
قَـدْ أَخْرَجَتْ مَـا بَعْدَهَا مِنْ سَبَقَتْ
|
|
مِنْ رَبِّنَا الْحُسْنَى لَهُمْ وَفَرَّقَتْ
|
إِنَّ قُرَيْشًـا وَافَقَتْ إِذْ سَمِـعَتْ
|
|
تِلْكَ الْغَرَانِيقَ الْعُلَا فَسَجَدَتْ
|
وَقَدْ نَهَانَا عَـنْ دُعَـاءِ الْأَنْبِيَـا
|
|
فِي سُورَةِ الْإِسْرَاءِ عَنْهُ مُنِبِيَا
|
قَـدْ خَصَّهُمْ بِالذِّكْـرِ وَالْمَلَائِكَـ ةَ
|
|
مَـعَ قُرْبِهِمْ لِيُبْطِلَ الْمُشَارَكَةَ
|
وَيَقْتَضِـي أَنَّ الَّذِينَ دُونَهُـمْ
|
|
أَوْلَى وَلَكِنْ حَكَمُوا ظَنُّوهُمْ
|
قَـدْ عَارَضُـوا هَذَا بِتَلْفِيقِ الشَّبَهْ
|
|
وَغَيَّرُوا الْأَسْمَـاءَ مِنْ قُبْحِ السَّبَهْ
|
وَلَقَّبُـوا أَهْلَ الْهُدَى أَلْقَابَا
|
|
شَنِيـعَةً فَالْمَوْعِـدُ الْحِسَابَا
|
وَطَعَنُوا فِي دِينِ مَـن دَعَاهُمْ
|
|
أَنْ يُخْلِصُوا لِرَبِّهِمْ دُعَـاهُمْ
|
سَمُّوهُمُوا خَوارِجًـا قَـدْ كَفَـرُوا
|
|
مَنْ لَمْ يُهَاجِرْ نَحْوَهُمْ بَلْ هَجَرُوا
|
وَخَالَفُـوا الْمَذَاهِبَ الْمَشْهُـورَةَ
|
|
وَيُنْكِرُوا الزِّيَارَةَ الْمَأْثُورَةَ
|
وَزَعَمُوا بِأَنَّـهُ مِنْ أَعْصُـرٍ
|
|
وَالنَّـاسُ قَدْ عَادُو السُّبَلَ الْمُنْكَرِ
|
وَأَنَّهُ بِمُطْـلَقِ التَّوَسُّلِ
|
|
بِالصَّالِحِينَ احْكُمْ بِتَكْفِيـرٍ جَلِي
|
حَاشَـا هُمُـوا مِـنْ هَـذِهِ الْأَقْـوَالِ
|
|
صُـدُورُهَا لَا شَكَّ مِـنْ جُهَّالِ
|
وَقَتَلُـوا جَمْعًـا كَثِيـرًا عِلْمًا
|
|
مِنْ بَلْدَةِ الَاحْسَا وَأَهْرَقُوا الدَّمَا
|
نَعَمْ وَلَكِـنْ يَقْتَضِيـهِ الشَّـرْعُ
|
|
بِقَتْلِهِمْ مَنْ لِلْفَلَاحِ يَدْعُو
|
وَكُلُّهُمْ قُرآءُ فِي الْمَسَاجِـدْ
|
|
مِنْ أَهْلِ نَجْدٍ مَا لِقَـوْلِي جَاحِدْ
|
قَـدْ عَدَّهُمْ حُسَيـنٌ فِي تَارِيخِـهْ
|
|
فَادْمَغْ بِهِ الْكَذَّابَ فِـي يَافُوخِهْ
|
وَأَنـَّه قَدْ قَتَلَ الْمُصَلِّـي
|
|
عَلَـى النَّبِـيِّ بِـأَشْرَفِ الْمَحِلِّ
|
وَيَنْهَبُ الْأَمْوَالَ وَالْأَوْقَافَ
|
|
يُبْطِلُهَا وَيَـدَّعِي الْإِنْصَافَا
|
وَيَدَّعِي بِأَنَّـهُ يُجَاهِدْ
|
|
مَعْ هَدْمِهِ الرِّبَاطَ وَالْمَسَاجِدْ
|
وَأَنَّهُ يَقُولُ إِنَّمَا النَّبِيُّ
|
|
كُرْمَةٌ فِـي الْقَبْرِ تَحْتِ النُّصُبِ
|
سَوْطِي بِهِ نَفْعٌ وَلَيْسَ فِيهِ
|
|
نَفْعٌ لَهُمْ وَخَابَ مَـنْ يَأْتِيهِ
|
وَإِنَّهُمْ قَـدْ كَـشَفُوا الْحِجَابَا
|
|
عَنْ قَبْـرِهِ وَقَلَعُوا الْأَخْشَـابَا
|
وَأَسْقَطُوا مِنْ بَغْيِهِمْ لِحُرْمَتِهْ
|
|
وَكَـفَّرُوا مِنْ غَيِّهِمْ لِأُمَّتِـهِ
|
قَدْ عَمَّمُوا بِالْكُفْرِ مَنْ سِوَاهُمْ
|
|
أَقُولُ حَاشَاهُـمْ إِذَنْ حَاشَاهُمْ
|
عَـنْ ضِدِّهِمْ نَقَلْتُمُـوا مَا قُلْتُمْ
|
|
جَهَِّلْتُمُوا بِـدَّعْتُمُوا ضَلَّلْتُمُـوا
|
لَا أَنَّكُمْ وَاللهِ قَوْمٌ بُـهْتُ
|
|
مِثْلَ الْيَـهُودِ أَبَـدًا شَابَهْتُوا
|
جَوَانِبًا يَا فُرْقَةَ الطُّغْيَانِ
|
|
سُبْحَانَكَ اللَّهُمَّ مِنْ بُهْتَانِ
|
أَقُولُ وَامَقْتُ يَـاإِلَهِـي مِنَّا
|
|
مِـنْ أَبْغَضِ الْهَادِي وَمَـا قَدَّسْنَا
|
سَلِمْتُ إِنْ فِـي الْبِلَادِ الشَّاسِعَهْ
|
|
مَـنْ قَـاتَلُوا مِـنْ غَيْـرِ مَا مُرَاجَعَهْ
|
وَأَخْطَئُوا فِـي نَادِرِ الوَقَـايِعْ
|
|
مَا لِقَدْحٍ فِينَا وَالْمَـلامُ رَاجِعْ
|
مَا قَدَحَ الْخَطَـأُ مِنْ أُسَـامَةَ
|
|
وَخَالِدٍ فِي الْمُصْطَفَى مَنْ لَامًـهُ
|
وَلَيْسَ مِنْ شَرْطِ الدُّعَاةِ الْعِصْمَةُ
|
|
إِذَا صَفَى إِخْلَاصُهُمْ مِـنْ وَصْمَهْ
|
قَـدْ قَالَ أَصْحَابُ النَّبِيِّ اجْعَلْ لَنَّا
|
|
الْأَنْواطَ حَقُّ قَوْمِ مُـوسَى خُلَّنَا
|
مَنْ طَعَنَ ذِي طَعْنٍ فَإِنَّ الْحَقَا
|
|
كَالشَّمْسِ فَانْصُرَا مَا تَرَهُ الصَّدَقَا
|
وَلَـمْ نُكَفِّرْ غَيْـرَ قَوْمٍ جَعَلُوا
|
|
وَسَايِطًـا يَدْعُونَهُمْ وَسَأَلُوا
|
الْأَمْواتَ وَالغِيابَ مَـا لَا يَقْدِرْ
|
|
عَلَيْـهِ إِلَّا اللهُ وَهُوَ الْأَكْبَرُ
|
وَشَرْطُهُ يَـا ذَا قِيَـامِ الْحُجَّةِ
|
|
وَعِنْدَنَا فِـي ذَاكَ قَـوِيُّ حُجَّةِ
|
رُكْنُ الصَّلَاةِ عِنْدَنَا صَلَاتُنَا
|
|
عَلَى الرَّسُولِ مَا سَخَى عُدَاتُنَا
|
هُوَ عِنْـدَنَـا أَحَبُّ مِنْ نُفُوسِـنَا
|
|
بِشَـرْعِهِ تَقْدِيمُنَا تَقْدِيسُنَا |