تابعونا على المجلس العلمي على Facebook المجلس العلمي على Twitter
الدكتور سعد بن عبد الله الحميد


النتائج 1 إلى 11 من 11

الموضوع: مما دس في كتب شيخ الاسلام من كلام ؟

  1. #1
    تاريخ التسجيل
    Dec 2010
    المشاركات
    1,179

    افتراضي مما دس في كتب شيخ الاسلام من كلام ؟

    .............................. ...........


    يقول الشيخ عبد الله الغنيمان حفظه الله في شرحه للفتوى الحموية


    طريقة السلف اسلم و طريقة الخلف اعلم و احكم


    هذه الكلمة متناقضة فاسدة في نفسها لا يمكن ان تكون صحيحة . السلامة مبنية على العلم فكيف يكون الاسلم ليس اعلم ؟ فاذا لم تكن اعلم فهي ليست اسلم .

    و في بعض النسخ زيادة و هي - و ان كانت هذه العبارة اذا صدرت من بعض العلماء قد يعنى بها معنى صحيحا -
    هذه الكلمة ادخلت على المؤلف .كذب ما يقول مثل هذا . لان هذا الكلام باطل . و لهذا ما توجد هذه الكلمة في بعض النسخ مما يدل انها ادخلت في بعض النسخ فقط .


    و الحقيقة ان الشيخ رحمه الله ادخل في كلامه اشياء ليست من كلامه . بل نسب اليه كتب ليست له . و لهذا يقول تلميذه ابن عبد الهادي لمن يقرا رسائل الشيخ - ينبغي ان يكون متنبها لانه ادخل فيها ما ليس منها - و هذا في وقته فكيف الان بعدما طال الوقت !


    فالناس ما بين مبغض و ما بين حاقد و ما بين من له غرض يريد ان يلبس و يشهر حتى يعمي على مذهبه الباطل او يدلل عليه بكلام من اشتهر عند الناس انه على الحق . و هذا كثير


    و من الامثلة على هذا الرسالة التي صدرت قبل سنتين و طبعت بالرياض حققها احد الناس و نسبها لشيخ الاسلام و قال ان الله من بها علينا في هذا الزمان . وهي رسالة يقول فيها انه لا يجوز قتال الكفار الا اذا قاتلوا . فاذا لم يقاتلوا فلا يجوز قتالهم . و يقول انني سوف اثبت ان هذا كلام شيخ الاسلام من كل جملة .

    فنقول هذا كذب لا يمكن ان يكون هذا كلامه . و لو قدر انه كلام له نقول انه كلام باطل . لانه خلاف كلام الله و فعل الرسول صلى الله عليه و سلم و فعل الصحابة رضوان الله عليهم . كل احد يعرف ان رسول الله صلى الله عليه و سلم اغار على بني المصطلق و هم غافلون و سبى ذريتهم و اخذ اموالهم و قتل من قتل من رجالهم .

    و كذلك غزا هوازن و الروم بنفسه و جلس في تبوك عشرين يوما ينتظرهم لكنهم احجموا . و كذلك الصحابة وصلوا الى حدود الصين . هل جاءوا يقاتلونهم ؟ الى غير ذلك

    ثم ذكر الشيخ من النصوص المحكمة ما يرد هذه الشبهة

    ثم قال حفظه الله

    و وجد في رسالته المشهورة التوسل و الوسيلة كلام اعتقد انه مدخل عليه و ليس له . و هو قوله في تمام جوابه ان الذي ياتي الى صاحب القبر و يقول له اشفع لي و ادعوا الله لي ان هذا بدعة منكرة و ليس بشرك . اما اذا دعا المقبور و هو بعيد عنه فهو شرك ؟ هذا لا يمكن ان يقوله شيخ الاسلام لاننا اذا عرفنا شرك المشركين الذي هو دعوة الاشجار و الاحجار ان تشفع له . ما كانوا يقولون اعطونا كذا و كذا . بل كانوا يقولون - ما نعبدهم الا ليقربونا الى الله زلفى -
    هذا خلاف الحق و لا يقوله شيخ الاسلام .

    و يوجد في مجموع الرسائل رسائل متناقضة . من ذلك رسالة فيها التقرير و التدليل ان الخضر ميت قديما و لا وجود له . و يوجد بجوار الرسالة التقرير على انه حي موجود يشاهد . و اشياء من هذا القبيل .

    الشاهد من هذا انه يجب ان يتثبت الانسان . و اذا جاء كلاما لاحد العلماء فيه خلاف لايات الله و لاحاديث رسوله صلى الله عليه و سلم فلا نقبله . لان الذي نقبله كلام الله و كلام رسوله لان الغلط يجوز على كل احد . فلا نعمي افكارنا و عقولنا و ناخذ بالتقليد الاعمى الذي يفعله بعض الناس .

  2. #2
    تاريخ التسجيل
    Jan 2012
    المشاركات
    7,880

    افتراضي رد: مما دس في كتب شيخ الاسلام من كلام ؟

    اقتباس المشاركة الأصلية كتبت بواسطة الطيبوني مشاهدة المشاركة
    و من الامثلة على هذا الرسالة التي صدرت قبل سنتين و طبعت بالرياض حققها احد الناس و نسبها لشيخ الاسلام و قال ان الله من بها علينا في هذا الزمان . وهي رسالة يقول فيها انه لا يجوز قتال الكفار الا اذا قاتلوا . فاذا لم يقاتلوا فلا يجوز قتالهم . و يقول انني سوف اثبت ان هذا كلام شيخ الاسلام من كل جملة .

    فنقول هذا كذب لا يمكن ان يكون هذا كلامه .
    بارك الله فيك -هذه الرسالة يروجها كذبا وزورا كثير من ادعياء السلفية ...لما رآها بعض من ينتسب إلى العلم وليس من أهل الدراية والفهم صادفت هوىً في نفسه فطار بها فرحاً ظاناً أنها الضالة المنشودة، وراجت لديه بمجرد نسبتها لشيخ الإسلام، فسعى في طبعها ونشرها، على كذبها وفشرها، وما علم المسكين أنه قد استسمن ذا ورم، ونفخ في غير ضرم، وأنها محض افتراء وتزوير على الشيخ، وقد نزه الله شيخ الإسلام عن هذا الخطل الواضح والجهل الفاضح، والخوض في شرع الله بغير علم ولا دراية ولا فهم- اما الرد على من نسب هذه الرسالة الى شيخ الاسلام-يقول الشيخ العلامة محمد بن إبراهيم سئل عن هذه الرسالة، وكان من جوابه ما يلي- : ( هذه جرى فيها بحث في مصر، وبيّنا لهم بياناً تاماً في الموضوع، وأنها عُرضَت على مشايخ الرياض فأنكروها .
    وهذه الرسالة حقيقتها أن بعضها من كلامه، ومحذوف منها شيء، ومدخل فيها شيء آخر، وكلامه في الصارم المسلول، والجواب الصحيح وغيرهما يخالف هذا، وهو أنهم يقاتلون لأجل كفرهم) فتاوى الشيخ محمد بن إبراهيم 6/200، 201، وانظر 6/199.------
    --
    وفى مقال لبعض المشايخ تتبع المحقق في كثير من النصوص المبتورة و هي كالأتي:_
    أ– ساق المحقق في ص 22 نقلاً لابن تيمية ولم يتمّه، وتمامه " وكان دم الكافر في أول الإسلام معصوماً بالعصمة الأصلية، وبمنع الله المؤمنين من قتله .. .)) الصارم المسلول 1/210.
    ب- ساق المحقق ص 24 نقلاً لابن تيمية ، وبتره فلم يكمله، والمبتور ما يلي : ( فمن امتنع من هذا قوتل باتفاق المسلمين ، وأما من لم يكن من أهل الممانعة والمقاتلة ، كالنساء والصبيان والراهب ، والشيخ الكبير، والأعمى، والزَمِن ونحوهم، فلا يقتل عند جمهور العلماء ... )) مجموع الفتاوى 28 / 354 ) .
    وقال - في موضع آخر - : (( ولهذا أوجبت الشريعة قتال الكفار، ولم توجب قتل المقدور عليهم منهم، بل إذا أُسّر الرجل منهم في القتال، أو غير القتال، فإنه يفعل فيه الإمامُ الأصلح من قتله، أو استبعاده، أو المنّ عليه، أو مفادا ته .. )) مجموع الفتاوى 28/ 354.
    ج- نقل المحقق ص 24 كلاماً لابن تيمية، لكنه لم يتمّه، وتمامه : ( فإنما يُقاتل ممن كان ممانعاً عن ذلك، وهم أهل القتال، فأما من لا يقاتل عن ذلك فلا وجه لقتله كالمرأة والشيخ الكبير والراهب ونحو ذلك .. ) الصارم المسلول 2/514.
    د- ساق المحقق نقلاً لابن تيمية في ص 26 لكنه حذف مطلعه، حيث قال شيخ الإسلام: ( وأنه – صلى الله عليه وسلم – أمر بقتالهم حتى يسلموا ..).
    هـ- نقل المحقق ما قاله ابن تيمية في ص 27 وحذف قوله: ( والنساء لسن من أهل القتال . )
    و- ساق كلاماً لابن تيمية في 28 من كتاب الجواب الصحيح ، وكان على المحقق أن يدرك أن كلام ابن تيمية هاهنا قد جاء ضمن وجوه الجمع بين جهاد الكفار وبين مجادلتهم، والأمر الآخر أن المحقق لم يكمل بقية النص، وهي بقية تُفْسد عليه بُغيته، وهاك البقية، " ( فإذا وجب علينا جهاد الكفار بالسيف ابتداءً ودفعاً، فلآن يجب علينا بيان الإسلام وإعلامه ابتداءً ودفعاً لمن يطيقه بطريق الأولى والأحرى .
    إلى أن قال: ومعلوم أن يحتاج كل وقت إلى السيف ؟ ) الجواب الصحيح 1/75 ط المدني .
    ز- ساق كلاماً لابن تيمية في ص 29 لكنه لم يتمّه أيضاً، وتمامه: ( ولهذا أوجبت الشريعة قتال الكفار، ولم توجب المقدور عليهم منهم ) مجموع الفتاوى 28/ 355 .
    ح- أورد المحقق نصوص لابن تيمية في ص 35 .. مع أن مقصود ابن تيمية بقوله : ( فمن ليس من أهل القتال لم يؤذن في قتاله.. ) أي النساء، كما صرّح بذلك في تتمة النص الذي أسقطه المحقق !
    انتهى كلامه.
    و هذه الرسالة هي مختصر لأصل منسوب لشيخ الإسلام و الملخص لها مجهول,
    كما نقل الاخ سليمان بن صالح الخراشي في مقال له كلام أهل العلم في الرسالة و من ذلك:

    الإمام ابن باز في محاضرة له بعنوان : "ليس الجهاد للدفاع فقط"، ألقاها عندما كان نائباً لرئيس الجامعة الإسلامية بالمدينة المنورة، في دار الحديث بالمدينة، في أول موسم المحاضرات لعام 1388- 1389هـ، ثم نُشرت في مجموع فتاواه (3/171-201)، حيث قال رحمه الله:
    أما قول من قال بأن القتال للدفاع فقط، فهذا القول ما علمته لأحد من العلماء القدامى ، أن الجهاد شرع في الإسلام بعد آية السيف للدفاع فقط، وأن الكفار لا يُبدؤن بالقتال وإنما يشرع للدفاع فقط.
    وقد كتب بعض إخواننا رسالة في الرد على هذا القول وفي الرد على رسالة افتراها بعض الناس على شيخ الإسلام ابن تيمية ، زعم فيها أنه يرى أن الجهاد للدفاع فقط . وهذا الكاتب هو فضيلة العلامة : الشيخ سليمان بن حمدان رسالة ذكر فيها أن هذا القول منقول عن بعض أهل الكوفة ، وإنما اشتهر بين الكتاب مؤخرا .. وأما العلماء فلم يشتهر بينهم ، وإنما المعروف بين العلماء أن الرسول صلى الله عليه وسلم بعدما هاجر أذن له في القتال مطلقا ، ثم فرض عليه الجهاد وأمر بأن يقاتل من قاتل ، ويكف عمن كف ، ثم بعد ذلك أنزل الله عليه الآيات الآمرة بالجهاد مطلقا ، وعدم الكف عن أحد حتى يدخل في دين الله ، أو يؤدي الجزية إن كان من أهلها كما تقدم ..."
    "وقد تعلق القائلون بأن الجهاد للدفاع فقط بآيات ثلاث :
    الأولى: قوله جل وعلا : وَقَاتِلُوا فِي سَبِيلِ اللَّهِ الَّذِينَ يُقَاتِلُونَكُم ْ وَلا تَعْتَدُوا والجواب عن ذلك كما تقدم أن هذه الآية ليس معناها القتال للدفاع ، وإنما معناها القتال لمن كان شأنه القتال : كالرجل المكلف القوي ، وترك من ليس شأنه القتال : كالمرأة والصبي ونحو ذلك ، ولهذا قال بعدها : وَقَاتِلُوهُمْ حَتَّى لا تَكُونَ فِتْنَةٌ وَيَكُونَ الدِّينُ لِلَّهِ
    فاتضح بطلان هذا القول ، ثم لو صح ما قالوا ، فقد نسخت بآية السيف وانتهى الأمر بحمد الله .
    والآية الثانية التي احتج بها من قال بأن الجهاد للدفاع: هي قوله تعالى : لا إِكْرَاهَ فِي الدِّينِ وهذه لا حجة فيها؛ لأنها على الأصح مخصوصة بأهل الكتاب والمجوس وأشباههم ، فإنهم لا يكرهون على الدخول في الإسلام إذا بذلوا الجزية ، هذا هو أحد القولين في معناها .
    والقول الثاني أنها منسوخة بآية السيف ولا حاجة للنسخ بل هي مخصوصة بأهل الكتاب كما جاء في التفسير عن عدة من الصحابة والسلف فهي مخصوصة بأهل الكتاب ونحوهم فلا يكرهون إذا أدوا الجزية، وهكذا من ألحق بهم من المجوس وغيرهم إذا أدوا الجزية فلا إكراه ، ولأن الراجح لدى أئمة الحديث والأصول أنه لا يصار إلى النسخ مع إمكان الجمع ، وقد عرفت أن الجمع ممكن بما ذكرنا . فإن أبوا الإسلام والجزية قوتلوا كما دلت عليه الآيات الكريمات الأخرى .
    والآية الثالثة التي تعلق بها من قال أن الجهاد للدفاع فقط: قوله تعالى في سورة النساء : فَإِنِ اعْتَزَلُوكُمْ فَلَمْ يُقَاتِلُوكُمْ وَأَلْقَوْا إِلَيْكُمُ السَّلَمَ فَمَا جَعَلَ اللَّهُ لَكُمْ عَلَيْهِمْ سَبِيلاً قالوا : من اعتزلنا وكف عنا لم نقاتله . وقد عرفت أن هذا كان في حال ضعف المسلمين أول ما هاجروا إلى المدينة ثم نسخت بآية السيف وانتهى أمرها ، أو أنها محمولة على أن هذا كان في حالة ضعف المسلمين فإذا قووا أمروا بالقتال كما هو القول الآخر كما عرفت وهو عدم النسخ .
    وبهذا يعلم بطلان هذا القول وأنه لا أساس له ولا وجه له من الصحة ، وقد ألف بعض الناس رسالة افتراها على شيخ الإسلام ابن تيمية وزعم أنه لا يرى القتال إلا لمن قاتل فقط ، وهذه الرسالة لا شك أنها مفتراة وأنها كذب بلا ريب ، وقد انتدب لها الشيخ العلامة سليمان بن سحمان رحمة الله عليه ورد عليها منذ أكثر من خمسين سنة وقد أخبرني بذلك بعض مشايخنا ، ورد عليها أيضا أخونا العلامة الشيخ سليمان بن حمدان رحمه الله القاضي سابقا في المدينة المنورة كما ذكرنا آنفا ورده موجود بحمد الله وهو رد حسن واف بالمقصود . فجزاه الله خيرا . وممن كتب في هذا أيضا أخونا الشيخ صالح بن أحمد المصوعي رحمه الله فقد كتب فيها رسالة صغيرة ، فند فيها هذه المزاعم وأبطل ما قاله هؤلاء الكتبة بأن الجهاد في الإسلام للدفاع فقط .


    وقال الشيخ ابن حمدان في مقدمة رسالته التي أشار إليها الشيخ: "أما بعد فقد وقفت على رسالة منسوبة لشيخ الإسلام وعلم الهداة الأعلام تقي الدين أبي العباس أحمد بن تيمية رحمه الله تعالى ورضي عنه، مضمونها أن قتال الكفار سببه المقاتلة لا مجرد الكفر، وأنهم إذا لم يقاتلونا لم يجز لنا قتالهم وجهادهم على الكفر، وأن هذا القول هو الذي يدل عليه الكتاب والسنة والاعتبار، واستدل لما زعمه ببعض آيات شبه بها ولبس، وأولها على غير معناها المراد بها، مثل قوله تعالى (وقاتلوا في سبيل الله الذين يقاتلونكم) الآية، وقوله (فمن اعتدى عليكم فاعتدوا عليه)، وقوله (لا إكراه في الدين) وحديثين حرفهما لفظاً ومعنى، وضرب صفحاً عن الآيات المحكمة الصريحة التي لا تحتمل التأويل، والأحاديث الصحيحة التي تكاد تبلغ حد التواتر في الأمر بقتال الكفار والمشركين حتى يتوبوا من كفرهم ويقلعوا عن شركهم، وهذه طريقة أهل الزيغ والضلال يدعون المحكم ويتبعون المتشابه؛ كما أخبر الله عنهم في قوله تعالى (هو الذي أنزل عليك الكتاب منه آيات محكمات هن أم الكتاب وأخر متشابهات فأما الذين في قلوبهم زيغٌ فيتبعون ما تشابه منه ابتغاء الفتنة وابتغاء تأويله) ولما رآها بعض من ينتسب إلى العلم وليس من أهل الدراية والفهم صادفت هوىً في نفسه فطار بها فرحاً ظاناً أنها الضالة المنشودة، وراجت لديه بمجرد نسبتها لشيخ الإسلام، فسعى في طبعها ونشرها، على كذبها وفشرها، وما علم المسكين أنه قد استسمن ذا ورم، ونفخ في غير ضرم، وأنها محض افتراء وتزوير على الشيخ، وقد نزه الله شيخ الإسلام عن هذا الخطل الواضح والجهل الفاضح، والخوض في شرع الله بغير علم ولا دراية ولا فهم، ولكن الأمر كما قال أمير المؤمنين علي بن أبي طالب –رضي الله عنه- للحارث بن الأحوص لما قال له: أتظن أن طلحة والزبير كانا على باطل؟ فقال له: يا حارثة إنه لملبوس عليك، إن الحق لا يُعرف بالرجال، اعرف الحق تعرف أهله، فهذا الذي طبعها ونشرها ممن لا يعرف الحق إلا بالرجال، فهو ملبوس عليه كما قال أمير المؤمنين، لأنه لو عرف الحق في هذا الباب لما راجت عنده هذه الرسالة ولقابلها بالإنكار والرد، ونبذها نبذ النواة؛ لأنها تضمن إبطال فريضة دينية هي ذروة سنام الإسلام، ففي الحديث عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال: "رأس الأمر الإسلام وعموده الصلاة وذروة سنامه الجهاد في سبيل الله"، وقد جاء في حديث مرسل "إن الله يحب البصر النافذ عند ورود الشبهات والعقل الكامل عند حلول الشهوات"، فبالبصر النافذ تندفع الشبهة، وبالعقل الكامل تندفع الشهوة، وحيث إن ما جاء في هذه الرسالة مخالف لنصوص الكتاب والسنة ولما أجمعت عليه الأمة في الصدر الأول، ومخالف أيضاً لما نص عليه شيخ الإسلام نفسه في كتبه المشهورة المتداولة المعروفة لدى الخاص والعام؛ كالجواب الصحيح، والصارم المسلول، ومنهاج السنة، والسياسة الشرعية، وغيرها من كتبه التي سنذكر نصه فيها بالحرف، ونحيل على الكتاب ليسهل الوقوف عليه لمن أحب ذلك، وليعلم أن هذه الرسالة مزورة عليه ولا تصح نسبتها إليه بوجه من الوجوه، وأن من نسبها إليه فقد شارك المفتري في عمله وما يترتب عليه من إثم"انتهى.

  3. #3
    تاريخ التسجيل
    Jan 2012
    المشاركات
    7,880

    افتراضي رد: مما دس في كتب شيخ الاسلام من كلام ؟

    اقتباس المشاركة الأصلية كتبت بواسطة الطيبوني مشاهدة المشاركة
    فالناس ما بين مبغض و ما بين حاقد و ما بين من له غرض يريد ان يلبس و يشهر حتى يعمي على مذهبه الباطل او يدلل عليه بكلام من اشتهر عند الناس انه على الحق . و هذا كثير
    نعم صدق الشيخ الغنيمان وكأنَّه يقرأ واقعهم

  4. #4
    تاريخ التسجيل
    Jan 2012
    المشاركات
    7,880

    افتراضي رد: مما دس في كتب شيخ الاسلام من كلام ؟


    الشيخ عبد الرحمن بن قاسم: المولد، والنشأة:
    هو الشيخ الإمام العلامة القدوة: أبو عبد الله عبد الرحمن بن محمد بن عبد الله بن عبد الرحمن بن محمد بن قاسم من آل عاصم من قحطان.
    ولد عام 1312 هـ في بلدة "البير" التي تقع على بعد 120كم شمال الرياض مجاورة لبلدتي ثادق وحريملاء، فنشأ بها، وأخذ مبادئ القراءة والكتابة، وحفظ القرآن مجودًا وهو في سن صغيرة لم يتجاوز التاسعة من عمره.
    أخذ العلم عن الشيخ العلامة "عبد الله بن عبد اللطيف"، وتلقى عنه علوم: التوحيد والعقائد، والتفسير، والحديث، والفقه، وغيرها، ولازم الشيخ "عبد الله العنقري" فكان من أخص تلاميذه، كما أخذ عن الفقيه "محمد بن محمود" الفقه والفرائض، ودرس كذلك على الشيخ "سعد بن عتيق"، والشيخ "سليمان بن سمحان" التوحيد والحديث، كما درس على الشيخ "محمد بن فارس" علوم اللغة وغيرها، ودرس أيضًا على الشيخ "عبد الرحمن بن راشد"، والشيخ "محمد بن مانع".
    وكان يقول عن الشيخ "محمد بن إبراهيم" -رحمهما الله-: "شيخي" مع أنه كان من أقرانه، لكنه كان يحضر له دروسه لتلاميذه، ومجالس علمه، وقرأ عليه ما جمعه من رسائل علماء نجد وغيرها.

    مؤلفاته:
    1- مجموع فتاوى شيخ الإسلام "ابن تيمية" 37 مجلدًا، وهو أشهرها على الإطلاق، ولا تخلو منه مكتبة عالم، ولا طالب علم.
    2- "الدرر السنية في الأجوبة النجدية" 16 مجلدًا.
    3- "حاشية الروض المربع" 7 مجلدات.
    4- "متن أصول الأحكام" مجلد.
    5- "شرح أصول الأحكام" 4 مجلدات.
    6- "حاشية كتاب التوحيد" مجلد.
    7- "حاشية ثلاثة الأصول" مجلد.
    8- "حاشية الدرة المضية" مجلد.
    9- "السيف المسلول على عابد الرسول" مجلد.
    10- "مقدمة في أصول التفسير" مجلد.
    11- "حاشية مقدمة التفسير" مجلد.
    12- "حاشية مقدمة الرحبية" مجلد.
    13- "حاشية الآجرومية" مجلد.
    14- "وظائف رمضان" مجلد.
    15- "تحريم حلق اللحى" كتيب لطيف.
    16- "ملخص الفواكه العديدة في المسائل المفيدة" مجلدين.
    17- "كتاب التاريخ" مجلدين.

    عن الشيخ عبد الرحمن بن قاسم:
    قال الشيخ "محمد بن إبراهيم" -رحمه الله-: "عجبت من هذا الرجل؛ زرته في مرضه، فوجدت عنده الكتب يقرأ ويُحرر".
    قال الشيخ "حمد الجاسر" -رحمه الله-: "وكان -رحمه الله- من أرق من عرفت من العلماء نفسًا، وألطفهم خلقـًا، وأسماهم يدًا".
    قال الشيخ "عبد الرحمن البراك" -حفظه الله-: "الشيخ "عبد الرحمن" -رحمه الله- له باع طويل في فنون العلوم الشرعية في: التوحيد، وعلوم القرآن، والحديث، والفقه، والفرائض، والنحو، وله في هذه الفنون مؤلفاته يعول عليها العلماء، وطلاب العلم.
    قال الشيخ "بكر أبو زيد" -رحمه الله-: "كان من أوعية العلم، جلدًا في سبيل الطلب، فقيهًا، نسَّابةً مؤرخًا".
    قال الشيخ "محمد بن إسماعيل المدني" -رحمه الله-: "رأيت الشيخ "عبد الرحمن بن قاسم" فقيهًا في: "حاشيته على الروض"، ومُحدِثًا في كتابه: "أحكام الأحكام"، وفرضيًا في شرحه على: "الرحبية"، وأصوليًا في: "حاشيته على ثلاثة الأصول"، ونحويًا في: "شرحه للآجرومية"، وكان -رحمه الله- عالمًا، تقيًا، ورعًا، زاهدًا... ".
    قال الشيخ "محمد بن عثمان القاضي" -رحمه الله-: "وكان مشايخه معجبين بفرط ذكائه ونبله، وكان كثير المطالعة في كتب الفروع، والأصول، والعربية، لا يسأم منها، وأكب على كتب الشيخين: "ابن تيمية"، "وابن القيم"، فكانت كتبهما صبوحه وغبوقه، وأدرك بسببهما إدراكًا تامًا، وكان قوي الحفظ، سريع الفهم، ذا موهبة وجواب حاضر على البديهة، نبغ في فنون عديدة، حتى صار مثار الإعجاب بين جلسائه".
    قال الشيخ "عبد الله البسام" -رحمه الله-: "وكان إلى جانب تضلعه في العلوم الدينية والعقائدية والتاريخية، كان له أيضًا إلمام كبير بالنواحي السياسية والاجتماعية".

    رحلة جمع فتاوى شيخ الإسلام ابن تيمية:
    ذكر الشيخ "عبد الملك القاسم" ما ذكره والده الشيخ "محمد" من رحلته ورحلة والده الشيخ العلامة "عبد الرحمن بن قاسم" في جمع وترتيب فتاوى شيخ الإسلام ابن تيمية -رحمه الله-، حتى خرج إلى هذه الدنيا، وقد بلغ 37 مجلدًا في 18835 صفحة.
    وقد أمضى الشيخ "عبد الرحمن" وولده "محمد" -رحمهما الله- أكثر من أربعين عامًا في جمعه وترتيبه وطبعه، وقد وجدوا في سبيل ذلك من العناء والمشقة ما يُحتسب أن يكون رفعة لهما، وذخرًا -إن شاء الله-، فقد عانيا من كثرة السفر، والبحث عن المخطوطات، وترك الأهل والأبناء، ومفارقة الأوطان مع قلة الزاد، ثم في قراءة وفك خط شيخ الإسلام؛ حيث إنه -قدس الله روحه- كان سريع الكتابة، وكان خطه في غاية التعليق والإغلاق، وبعضه بدون نقط، ولا تكاد تظهر حروفه، وقد أشكلت على تلميذه "ابن الوردي"، فيدعو تلميذه "أبا عبد الله بن رشيق المغربي" لحله.
    وكان إغلاق خط "شيخ الإسلام" مدعاة إلى إهمال كتبه، وعجز الكثيرين عن قراءتها، وفك رموزها، يقول الحافظ "ابن عبد الهادي": "كان كثيرًا ما يقول: كتبت في كذا وكذا، أو يسأل عن الشيء فيقول: قد كتبت في هذا، فلا يدري أين هو؟ فيلتفت إلى أصحابه ويقول: ردوا خطي وأظهروه لينقل، فمن حرصهم عليه لا يردونه، ومن عجزهم لا ينقلونه، فيذهب ولا يعرف اسمه".
    وكان لدى الشيخ "محمد بن الشيخ عبد الرحمن" مجموعة من المخطوطات بخط "شيخ الإسلام" -رحمه الله- منها "قاعدة في الاستحسان"، ولم يستطع إدخالها في مجموع الفتاوى؛ لاستغلاق خطها، وبعد حين حلها شيئًا فشيئًا، حتى طبعها ضمن "المستدرك على مجموع الفتاوى".

    بداية جمع مجموع الفتاوى:
    قال الشيخ "محمد" -رحمه الله- في بدايات الجمع: "عندما جمعنا بعض الفتاوى أخبر الأمير "مساعد عبد الرحمن" الملك "فيصل"، فاستعد لطبعها.
    قال -رحمه الله-: لما استقر الأمر أن تطبع في مطابع "الرياض" ذهبت للمطابع، وقابلت الشيخ "حمد الجاسر"، ورفضت توقيع العقد معهم إلا بعد أن يتم توفير "حروف" جديدة للفتاوى، "وكانت طريقة الصف تتم بتجميع الحروف مع بعضها ورصها"، فرفض الشيخ "حمد الجاسر"، وقال: هذه تكفي. قال: فرفضت، وانتهى الأمر إلى حل ذكرته له، وهو أن أذهب لألمانيا؛ لاستجلاب حروف خاصة بالفتاوى فوافق، وذهبت واشتريت الحروف، وما انتهت الفتاوى إلا والحروف قد تآكلت.
    وطبعنا ثلاثين مجلدًا، منها عشرون مجلدًا في سنة واحدة في "الرياض"، ثم لما حصل بين وزير المالية والمطابع إشكال؛ قال الأمير "مساعد بن عبد الرحمن": تطبع في مكة.
    قال -رحمه الله-: فذهبت إلى مكة، وأتممت خمسة المجلدات هناك من المجلد الثلاثين إلى المجلد الخامس والثلاثين.
    قال الشيخ "عبد الله بن جبرين" في رسالته "هذا ما عرفته عن شيخنا عبد الرحمن بن محمد بن قاسم":وفي أثناء عمله في تتبع رسائل أئمة الدعوة، عثر على رسائل كثيرة لشيخ الإسلام ابن تيمية -رحمه الله تعالى-، متفرقة في مواضيع مختلفة، منها ما هو بخط يد الشيخ، ومنها ما قد نسخ، ومنها ما هو مطبوع، فاستشار شيخه "محمد بن إبراهيم" -رحمهما الله تعالى- في جمعها وترتيبها وطبعها، فشجعه الشيخ على ذلك، وفي أثناء بحثه وسهره وتعبه في الجمع والترتيب والتبويب، أصيب من آثار ذلك -بإذن الله- بألم في رأسه تضرر منه، واحتبس عن مواصلة العمل، فأشير عليه أن يبادر إلى العلاج، فسافر إلى "باريس" عاصمة "فرنسا"، وصحبه ابنه محمد، وذلك في آخر عام 1375هـ، وعولج هناك، ونجحت العملية معه، ورجع سالمًا -بحمد الله-، وهناك عثر على بعض المخطوطات القديمة لشيخ الإسلام "ابن تيمية"، فصورها كلها وضمها إلى تلك الموسوعة الكبيرة، وهي مجموعة رسائل شيخ الإسلام "ابن تيمية" -رحمه الله تعالى-.
    وقد أدخل في هذه المجموعة كتبًا ورسائل عدة، منها ما سبق طبعه في مصر وغيرها، ومنها مخطوطات كثيرة لم يسبق أن طبعت، وقد لقي في ترتيبها ونسخها عرق القربة، حيث كتب بخط يده الكثير من الرسائل المتفرقة في مجموعة الرسائل الكبرى، والفتاوى المصرية وغيرها، وقد وفقني الله للاشتراك مع أبناء الشيخ في نسخ بعض المخطوطات القديمة والأفلام المصورة، رغم صعوبة النسخ، ثم يتولى الشيخ "محمد بن عبد الرحمن" -رحمه الله- تصحيحها، ووضعها في المكان الذي حدده أبوه من الأجزاء. وتولى تصحيح الطبع، ومتابعته أبناء الـشيخ، ومعهم بعض الطلاب الذين اختاروهم من أهل الفهم، وإدراك المعاني، حتى كملت هذه الموسوعة الكبيرة التي بذل هذا الشيخ فيها جهداً جهيدًا" انتهى.

    الرحلة لجمع الفتاوى:
    بدأ الشيخ "عبد الرحمن بن قاسم" -رحمه الله- في جمع الفتاوى بعد عام 1340هـ أثناء تفتيشه عن فتاوى علماء نجد، فوجد عند الشيخ "محمد بن عبد اللطيف" -رحمه الله- نحو ثلاثة مجلدات، ثم سافر، وراسل من قدر له الاتصال به في نجد.
    ثم فتش في المخطوطات الموجودة "بمكتبة الحرم المكي"، فاستخرج منها عددًا من المسائل.

    الشروع في الترتيب:
    بعد أن جمع ما تيسر له من المخطوطات أشار عليه الشيخ "محمد بن إبراهيم" بأن يضم الموجود من المخطوطات إلى المطبوعات، ويرتب الجميع على حسب الفنون، وعلى ترتيب أبواب الكتب المتداولة بين العلماء والطلاب؛ لتسهل المراجعة، ولا سيما على من قل إلمامهم بمؤلفات هذا الإمام.

    الرحلة الأولى لجمع الفتاوى من الشام والعراق:
    يقول الشيخ "محمد بن الشيخ عبد الرحمن" -رحمهما الله-: في سنة 1372هـ سافر الوالد إلى "بيروت" للعلاج؛ ولما استكمل الفحوص الطبية، وأجرى بعض العمليات -التي لم تنجح- توجه إلى "مكتبة بيروت العمومية" -وكان حازمًا-، فقد استصحب ما جمعه سابقـًا من الفتاوى، وفهرسًا خاصًا بها، وكنت معه في سفره، ففتشنا فيها فلم نجد مسائل لشيخ الإسلام، ويذكر أن ما كان فيها من "المخطوطات" قد نقل لإحدى الدول منذ زمن طويل؛ ثم فتش في "مكتبة الجامعة الأمريكية" فلم يجد فيها شيئًا" انتهى.
    أمر الشيخ "عبد الرحمن" ولده "محمدًا" بالسفر إلى دمشق؛ لنقل بعض المسائل من المكتبة الظاهرية.
    يقول الشيخ "محمد" -رحمه الله-: "وفي وقت اشتغالي بالنقل من كتاب "الكواكب الدراري" كنت أتصفح المجلد فأجد فيه مسائل، ونقولاً عن "شيخ الإسلام" أستغربها، وأستعذبها؛ ولا أعلم وجودها فيما جمع، فأخذت أتابع المطالعة والتصفح لجميع الموجود فيها من "الكواكب الدراري" -وهو بضع وأربعون مجلدًا-، فإذا أنا أفاجأ بالمسائل الكثيرة النفيسة معًا، ففرحت فرحًا عظيمًا بالتوفيق للعثور على هذه الكنوز العلمية، وشجعني ذلك على الاستمرار في التصفح والتفتيش، وربما شككت في فقد بعض المسائل، فأراجع فهرس المسائل التي جمع الوالد، وأضيف ما تجدد إلى ما يشاكله من الفتاوى في الفهرس، واحتفظ بأرقام ما كان موجودًا؛ رجاء أن تتيسر -يومًا ما- مقابلة الموجود على هذه المخطوطات القديمة" انتهى.
    ثم تصفح المجاميع وهي تزيد على 150 مجموعة، وبعد إكمال المجاميع تصفح كل كتاب لم يذكر مؤلفه، أو له حاشية؛ فوجد في ذلك عددًا غير قليل من المسائل، ثم فتش "الدشوت" التي في المكتبة فتحصلت على مسائل، ونواقص في بعض المسائل.
    وقد كانت مدة التصفح والتفتيش ستة أشهر لما يقارب 900 مجلد من 12000 مجلد مخطوط، ثم سافر الشيخ "محمد" إلى حلب مواصلاً البحث والتنقيب، فوجد في مكتبة الأوقاف مسائل صورها.
    ثم بعدما حصل على ما في الشام من مؤلفات شيخ الإسلام ابن تيمية يمم وجهه شطر العراق فتحصل بعد التفتيش على مسائل في "مكتبة الأوقاف" في بغداد وفيها "الرسالة التدمرية" كاملة بخط "نعمان الألوسي".
    يقول -رحمه الله-: "وكنت قد أزمعت السفر إلى البصرة، ثم الكويت، ثم تركيا، لكن صحة الوالد كانت متأخرة جدًا، وقد أقام ثمانية أشهر في بيروت، فاضطررت إلى الرجوع إليه، ثم رجعنا إلى الوطن" انتهى.

    الرحلة الثانية إلى القاهرة وباريس:
    سافر الشيخ "عبد الرحمن" وولده الشيخ "محمد" -رحمهما الله- إلى القاهرة، وقاما بزيارة "دار الكتب المصرية"، ثم تصفحا ما فيها من المجاميع، وما فيها من "الكواكب الدراري" فتحصلا من الجميع على مجلد متوسط لم يكن موجودًا عندهما.
    ثم سافرا إلى "باريس" عن طريق القاهرة؛ لإجراء عملية جراحية للشيخ "عبد الرحمن"، وبعد أن أجريت له عملية، وتماثل للشفاء -بحمد الله- عمدا إلى "مكتبة باريس الوطنية"، فتتبعا ما فيها من الفهارس المطبوعة باللغة العربية للمخطوطات الموجودة في "باريس" و"لندن" و"برلين" و"فيينا"، وبعض فهارس مخطوطات "تركيا" وغيرها، ثم عادا إلى القاهرة مرة أخرى لإكمال بحثهما.

    الرحلة الثالثة:
    لما أمر الملك "فيصل" بطبع هذه الفتاوى، وأمر أيضًا أن يدفع من المبالغ ما تحتاج إليه هذه المجموعة لتجهيزها للطبع، وما يحتاج إليه من التصحيح، فسافر الشيخ "محمد" -رحمه الله- إلى "بغداد" لشراء "المجلد الرابع من الدرر المضية"، واستنساخ المسائل الموجودة في "مكتبة الأوقاف" وإلى "دمشق" للاتفاق مع نساخ مختصين في نسخ المخطوطات القديمة؛ ليقوموا بنسخ المصورات من خط شيخ الإسلام -رحمة الله عليه-، وتصوير جميع المخطوطات الموجودة في "المكتبة الظاهرية" لمقابلة المطبوعات، والمخطوطات عليها، وتصوير ما لم ينسخ سابقـًا، فصور ذلك كله.
    وقد كانت الأصول المخطوطة في "الظاهرية" هي معظم الأصول التي حصلنا عليها للمقابلة، وأقدمها، وأصحها، ويوجد ضمن ما جمعه الوالد من نجد والحجاز "نسخ خطية"، و"مطبوعات" قد طبعت على نسخ متعددة. فحصلت المقابلة على الأصول المذكورة.
    قال الشيخ "محمد" -رحمه الله-: وكنت أقوم بالتصحيح على هذه الأصول، ويتولى الوالد الإشراف عليه؛ كما أن بعض المسائل قد قابله الوالد فيما سبق" انتهى.
    وقال -رحمه الله-: "ولم نكن نأخذ أي مبالغ، بل كنت أعمل عملي مدرسًا في المعهد العلمي بالرياض صباحًا، ثم في المساء في الفتاوى دون أن أفرغ لها، وما كان يأتينا من أموال تذهب للصف والنسخ والتصوير والمقابلة وما شابهها. حتى إن الشيخ "محمد بن إبراهيم" يعطينا المبالغ التي تقصر عن حجم العمل".
    وقال -رحمه الله- في رحلته للجمع: "فرحت فرحًا عظيمًا عندما وجدت مخطوطات الفتاوى، ولم أفرح في حياتي مثل ذلك الفرح".
    وله الحق -رحمه الله- أن يفرح، ولنا الحق أيضًا أن نفرح بوجود أمثال هؤلاء الأعلام، الذين تكبدوا كثيرًا من العناء والمشقة مع وحشة السفر وقلة الزاد، إلى جانب ما ألم بالشيخ "عبد الرحمن" -رحمه الله- من المرض.
    فصبروا وصابروا؛ لكي يخرج هذا السفر العظيم إلى طلبة العلم وقد بلغ 37 مجلدًا في 18835 صفحة.

    مرض الشيخ عبد الرحمن بن قاسم ووفاته:
    أصيب -رحمه الله- في حادث سيارة في عام 1349 هـ، وأثر في رأسه تأثيرًا بالغـًا، والتأم بعد ذلك وعوفي، فلما ضعف جسمه، وصار مسنـًا عاوده الألم بشدة.
    سافر الشيخ -رحمه الله-؛ لتلقي العلاج في بيروت، ومنها إلى فرنسا، وبقي فيها سبعة أشهر حتى عوفي، ثم عاد إلى السعودية.
    ثم عاوده المرض بعد ذلك، حتى وجد من الألم ما شق عليه، فاضطر ولده الشيخ "محمد" -رحمه الله- إلى السفر إلى فرنسا؛ لشراء الإبر التي لم تكن متوفرة في السعودية.
    يقول الشيخ "محمد" -رحمه الله-: "لما أقبلت على المزرعة بعد هذه الرحلة، فإذا بوالدي خارجها يمشي وحده، قال: فلما رآني فرح فرحًا شديدًا، ومن شدة فرحه بكى" انتهى.
    وقال -رحمه الله-: "بكى من فرحته بالدواء، وذلك لشدة ما كان يجد من الألم" انتهى.
    وفي أواخر أيامه ضعف بصره -رحمه الله- من كثرة ما يقرأ ويكتب -وهذه حال العلماء-، ثم وافته المنية عام 1392 هـ، وصلى عليه جماهير أهل البلد وعلماؤه، فرحمه الله، وأكرم مثواه.
    وتوفي ولده الشيخ "محمد" -رحمه الله- في يوم الثلاثاء 7/6/1421 هـ وكانت جنازته مشهودة.
    رحم الله الشيخ الإمام العلامة "عبد الرحمن بن قاسم"، ورحم الله ولده الشيخ "محمدًا" على ما قدماه لخدمة المسلمين في مشارق الأرض ومغاربها، ونسأل الله أن يجعل ذلك في ميزان حسناتهما، وأن يجزل لهما الأجر والمثوبة.

    لمزيد من المطالعة يراجع:
    - مقدمة مجموع فتاوى شيخ الإسلام ابن تيمية، المجلد الأول.
    - كتاب "عبد الرحمن بن قاسم رحمه الله.. حياته وسيرته مؤلفاته"، وكتاب "العالم العابد الشيخ محمد بن عبد الرحمن بن قاسم رحمه الله.. حياته وسيرته ومؤلفاته" كلاهما للشيخ "عبد الملك القاسم".

  5. #5
    تاريخ التسجيل
    Jan 2012
    المشاركات
    7,880

    افتراضي رد: مما دس في كتب شيخ الاسلام من كلام ؟

    اقتباس المشاركة الأصلية كتبت بواسطة الطيبوني مشاهدة المشاركة
    .
    و وجد في رسالته المشهورة التوسل و الوسيلة كلام اعتقد انه مدخل عليه و ليس له . و هو قوله في تمام جوابه ان الذي ياتي الى صاحب القبر و يقول له اشفع لي و ادعوا الله لي ان هذا بدعة منكرة و ليس بشرك . .
    قال الشيخ صالح آل الشيخ في شرحه للأصول الثلاثة موجها كلام شيخ الإسلام
    السؤال بالذات أعظم وسيلة، السؤال بالحق والجاه أقل منه لكن كلها بدع ووسائل للشرك. هي طريق لتعظيمه بدعة وليست شركا، بدعة واعتداء في الدعاء لأنه لم يأتِ بها دليل ولا وسنة ووسيلة إلى أن يعظم السؤال به فيسأل من دون الله، أول ما حدث كان السؤال بالذوات قبل أن يحصل دعاء غير الله مباشرة كان السؤال بالذوات نسألك بفلان وفلان كثر هذا ثم حصل الشرك بسؤال الميت، نسأل الله العافية، لهذا تجد أن شيخ الإسلام في بعض المواضع يسمي سؤال الميت الشفاعة بدعة والسؤال به بدعة وذلك لأنها لم تكن عند المشركين حتى طوائف مشركي العرب لا تعرف الاستشفاع به مباشرة يعني يقول اشفع لي لكنهم يعبدون ليشفعوا، لكن اشفع لي يا لات اشفع لي يا عزى هذه ما فيه ولكن يعبدون ويتقربون ليشفعوا ?مَا نَعْبُدُهُمْ إِلَّا لِيُقَرِّبُونَا إِلَى اللَّهِ زُلْفَى?[الزمر:3] فهم يرومون منها الشفاعة لذلك سماها بدعة في بعض المواضع لأنها بدعة حدثت وليست سابقة وهي بدعة كفرية شركية، مثل الشرك نقول محرم ?قُلْ تَعَالَوْا أَتْلُ مَا حَرَّمَ رَبُّكُمْ عَلَيْكُمْ أَلَّا تُشْرِكُوا بِهِ شَيْئًا?[الأنعام:151] البدعة لا يعني أنها ليست بشرك، تكون شركا أكبر وبدعة هذا باعتبار أنها حدثت في الأمة، فالبدع منها بدع كفرية شركية مخرجة من الملة منها بدع ما دون ذلك، لكن في تعبير أهل العلم العام يعني الذي يجري ومشهور أن يُختص البدعة لما دون الشرك أذا أردت أن تعبر سنعبر عن البدعة بما دون الشرك، فإذا كانت المسألة شركا أكبر ننص عليها نقول شرك أكبر مخرج من الملة أوشرك أصغر أو نحو ذلك.
    • وقال أيضا في شرح الأصول
    س/ إذا قيل للشهيد أو للرسول عند قبره اشفع لي يوم تبعث فما حكم ذلك؟
    ج/ هذا الذي نتكلم فيه من الصباح، هذا هو الذي نتكلم فيه من بعد صلاة العشاء، هو شرك لأنه سأل طلب منه دعاه سأله، هذا شرك.
    س/ هذا سائل يقول: مهم. جعل الكتابة بالقلم الأحمر عشان تصير خطر يعني، يقول: ما رأيك فيمن ينسب لشيخ الإسلام ابن تيمية أن سؤال الميت أن يدعو الله لك ليس من الشرك الأكبر بل هو بدعة؟
    ج/ هذا جاء في كلام شيخ الإسلام صحيح لكن البدعة يريد بها البدعة الحادثة؛ يعني التي حدثت في هذا الأمة، وليس مراده رحمه الله بالبدعة أنها البدعة التي ليست شركا لأن البدع التي حدثت في الأمة منها بدع كفرية شركية ومها بدع دون ذلك فإذن قوله: وأما سؤال الميت أن يدعو الله للسائل فإنه بدعة. يعني هذا حدث في هذه الأمة حتى أهل الجاهلية ما يفعلون هذا، ما يقولون أدعو الله لنا، إنما يقولون اشفع لنا.
    فمسألة أن يطلب من الميت الدعاء هذه بدعة حدثت، حتى المشركين ليست عندهم، وأهل الجاهلية ليست عندهم بل حدثت في هذه الأمة، وإنما كان عند أهل الجاهلية الطلب بلفظ الشفاعة اشفع لنا، يأتون ويتقربون لأجل أن يشفع، يتعبدون لأجل أن يشفع أو يخاطبونه بالشفاعة ويقولون اشفع لنا بكذا وكذا، أما أدع الله لنا هذه بدعة حدثت في الأمة.
    فكلام شيخ الإسلام صحيح أنها بدعة محدثة، وكونها بدعة لا يعني أن لا تكون شركا أكبر، فبناء القباب على القبور وسؤال أصحابها والتوجه إليها على هذا النحو الذي تراه من مشاهد والحج إلى هذه المشاهد وجعل لها مناسك كلها بدعة، نقول بدعة حدثت في هذه الأمة، وهي يعني سؤال أصحاب هذه المشاهد والذبح لها وعلى هذا النحو الموجود لم يكن موجودا في الجاهلية على هذا النحو، وإنما كانت عبادتهم للأموات على شكل أصنام وأوثان والتجاء للقبور وأشباه ذلك؛ لكن ليس على هذا النحو، فلم يكن أهل الجاهلية يحجون كالحج إلى بيت الله الحرام يحجون إلى مشهد أو إلى قبر أو ما أشبه ذلك.
    نقول هذه بدعة؛ لكن هل يعني أن هذا ليس شركا أكبر؛ لا؟ لأن البدع منها ما هو مكفِّر.

  6. #6
    تاريخ التسجيل
    Jan 2012
    المشاركات
    7,880

    افتراضي رد: مما دس في كتب شيخ الاسلام من كلام ؟

    اقتباس المشاركة الأصلية كتبت بواسطة الطيبوني مشاهدة المشاركة
    و يوجد في مجموع الرسائل رسائل متناقضة . من ذلك رسالة فيها التقرير و التدليل ان الخضر ميت قديما و لا وجود له . و يوجد بجوار الرسالة التقرير على انه حي موجود يشاهد . و اشياء من هذا القبيل ..
    فى فتوى لشيخ الإسلام سئل فيها عن الخضر وإلياس فجاء في جواب الفتوى بأن الخضر حي ، وهذا مشكل إشكالا كثيرا . هذه الفتيا موجودة ضمن المجموع المطبوع بين أيدينا الذي جمعه الشيخ ابن قاسم – رحمه الله - ، والشيخ ابن قاسم من أمانته – رحمه الله – لما أثبت هذه الفتيا علق عليها في الهامش قال : ( هكذا وجدت هذا الجواب ) .
    وهذا من ورع الشيخ عبدالرحمن فهو يعلم أن هذا القول باطل ولكن من باب براءة الذمة أثبت الجواب وذكر التعليق.

    يجاب عن هذه المسألة بثلاثة إجابات :
    1- ربما يكون هذا القول قولا قديما لشيخ الإسلام ابن تيمية .
    2- ربما يكون هذا الجواب مدسوسا على شيخ الإسلام ابن تيمية .
    3- ربما اختلط على الناقل أو على الجامع فأدخل جوابا وكلاما لغير شيخ الإسلام ظانا أنه من كلام شيخ الإسلام .
    مما يؤكد هذه النقطة الأخيرة : أن هناك جوابا لابن الصلاح عن حياة الخضر يشبه ما ذكر في مجموع الفتاوى إلى حد كبير مما يدل على أن هذا الجواب أقرب ما يكون لابن الصلاح – رحمه الله - ، لكنه تداخل على الجامع أو على الطابع فأقحمه ضمن كلام شيخ الإسلام – رحمه الله - .
    ثم وقفت على كلام يصلح أن يكون جوابا رابعا ووجيها وهو :
    4- أن شيخ الإسلام إنما كان يحكي حال وينقل قول من آمن بحياة الخضر في معرض تفنيده لأدلتهم .
    والدليل على ذلك أن قطب الدين الخيضري ( ت894 ) قد رد على أحد علماء اليمن بخصوص هذه المسألة في كتابه ( افتراض دفع الاعتراض ) . فقال الخيضري ما نصه :
    (( هذا الذي نقله عن ابن تيمية ليس هو اعتقاده في مسألة الخضر ، وإنما نقله عن الطائفة القائلين بحياته. والمنقول عن ابن تيمية ترجيح القول بوفاته ، وقد تتبعت جواب ابن تيمية في هذه المسألة الذي نقل عنه الطحاوي هذا الكلام ، فلم أزل حتى ظفرت به ، فوجدته قد قال بعد حكاية هذا القول واحتجاج القائلين به ما نصه ……… )) .
    ثم نقل الفتوى وقال بعدها : (( فهذا هو المحفوظ عن ابن تيمية في حال الخضر ، وقد تكلم على ذلك في عدة مواضع من تصانيفه وفتاويه ، وقد وقفت له على فتاوى كثيرة سئل عنها في هذا المعنى ))

    قد يقول قائل : لم لا يقال بأن هذا الكلام قول متأخر لشيخ الإسلام ، وما المانع ؟
    يرد على هذا :
    1- أن كلام شيخ الإسلام في مصنفاته يبطل هذا الأمر . انظر على سبيل المثال : ( الرد على المنطقيين 184-185 ) ، ( مختصر الفتاوى المصرية 198 ) ، ( منهاج السنة 4/93 ) ، ( مجموع الفتاوى 1/249 ) ، ( مجموع الفتاوى 4/337 ) ، ( مجموع الفتاوى 27/100-101) .
    2- أن تلاميذه الجهابذة الحفاظ كابن كثير ، والذهبي ، وابن القيم ، قد أفاضوا وأجادوا وأسهبوا في إبطال حياة الخضر ، بل كانوا يستشهدون ببعض كلام شيخ الإسلام ، ولو كانت هذه الفتيا عندهم ولو من طرف خفي لصرحوا بذكرها ، فدل على أن شيخ الإسلام أبعد عن هذه الفتيا .
    وهذا نص فتيا شيخ الإسلام – رحمه الله تعالى - والتي ذكرها قطب الدين الخيضري في كتابه ( افتراض دفع الاعتراض ) يثبت فيها القول بوفاة الخضر عليه السلام ، تبطل وترد على ما نسب لشيخ الإسلام من القول بحياة الخضر عليه السلام :
    قال رحمه الله تعالى :
    (( …… وقالت طائفة : هو ميت ، فإن حياته ليس فيها دليل يصلح مثله للخروج عن العادة المعروفة في بني آدم ، وذلك بأن حياته ليس فيها خبر صحيح عن النبي صلى الله عليه وسلم ولا عن أصحابه . والحديث المذكور في مسند الشافعي مرسل ضعيف . والحديث الذي يروى في اجتماع الخضر وإلياس كل عام بالموسم وافتراقهما على تلك الكلمات هو أضعف من ذلك الحديث ، والكلمات كلمات حسنة ، لكن الخبر عن النبي صلى الله عليه وسلم باجتماعهما كل عام وافتراقهما على هؤلاء الكلمات خبر ضعيف . وإذا لم يكن فيه خبر صحيح عمن علم أمته كل شيء ، وقال أبو ذر : لقد توفي رسول الله صلى الله عليه وسلم وما طائر يقلب جناحيه في السماء إلا ذكر لنا منه علما ، ونحو ذلك ، مع أنه أخبرهم بقصته مع موسى وتفصيل ما جرى له معه ، وقال رسول الله صلى الله عليه وسلم : (( وددت أن موسى صبر حتى يقص علينا من خبرهما )) . فلو كان حيا كانت حياته أعجب من ذلك كله ، فكيف لا يخبر بذلك النبي صلى الله عليه وسلم ؟ أم كيف يخبر به فلا يبلغه أصحابه ولا كان هذا معروفا عندهم ؟
    وأيضا فلو كان حيا لكان يجتمع بالنبي صلى الله عليه وسلم ، فإنه قد اجتمع به ليلة المعراج من مات قبله ، فكيف لا يجتمع به من هو حي في وقته ؟
    وأيضا كان يجب عليه الإيمان به والمجاهدة معه ، كما قال تعالى : ( وإذ أخذ الله ميثاق النبيين لما آتيتكم من كتاب وحكمة ثم جاءكم رسول مصدق لما معكم ) الآية . قال ابن عباس : ما بعث الله نبيا إلا أخذ عليه الميثاق لئن بعث محمد وهو حي ليؤمنن به ولينصرنه ، وأمره أن يأخذ الميثاق على أمته لئن بعث محمد وهم أحياء ليؤمنن به ولينصرنه .
    والخضر إما نبي أو من أتباع الأنبياء ، وعلى التقديرين فعليه أن يؤمن بمحمد وينصره ، ومعلوم أن ذلك لو وقع لكان مما تتوفر الدواعي والهمم على نقله ، فقد نقل الناس من آمن بمحمد صلى الله عليه وسلم من الأحبار والرهبان ، فكيف لا ينقل إيمان الخضر وجهاده معه لو كان قد وقع ؟
    وقول من قال : ( الخضر كان حيا في حياته ) بمنزلة قول من يقول : ( يوشع بن نون كان حيا أو بعض أنبياء بني إسرائيل كإلياس ) ، وهذا باطل لمقدمتين:

    إحداهما : لو كان حيا لوجب عليه أن يؤمن به ويهاجر إليه ويجاهد معه .
    والثانية : أن ذلك لو وقع لتوفرت الدواعي والهمم على نقله .
    وإذا كان هارون ونحوه تبعا لموسى ، وكان أنبياء بني إسرائيل تبعا لموسى ، فكيف لا يكون الخضر ونحوه إن قدر نبوته تبعا لمحمد صلى الله عليه وسلم ، الذي ما خلق الله خلقا أكرم عليه منه ، وما تلقوه عن الله بواسطة محمد صلى الله عليه وسلم أفضل مما تلقوه بغير واسطة موسى .
    وأيضا فإن النبي صلى الله عليه وسلم قد أخبر بنزول المسيح ابن مريم آخر الزمان ، وذكر أنه يحكم فينا بكتاب الله وسنة رسوله ، والمسيح أفضل من الخضر ، فلو كان الخضر حيا لكان يكون مع محمد ومع المسيح ابن مريم . وقول بضع الناس : ( إن الرجل الذي يقتله الدجال هو الخضر ) لا أصل له .
    ( ثم قال ) : وعدم إيمانه بموسى إنما كان لأن موسى لم يبعث إليه ، كما في الحديث الصحيح : إن موسى لما سلم عليه قال له : وأنى بأرضك السلام ؟ فقال : أنا موسى ، قال : موسى بني إسرائيل ؟ قال : نعم . وقال في أثنائه : يا موسى إني على علم علمنيه الله لا تعلمه ، وأنت على علم من علم الله علمكه الله لا أعلمه .
    وأما محمد صلى الله عليه وسلم فدعوته عامة لجميع الخلق أسودهم وأحمرهم ، فلا يمكن الخضر وغيره أن يعامل محمدا صلى الله عليه وسلم ويخاطبه كما عامل موسى وخاطبه ، بل على كل من أدرك مبعثه أن يؤمن به ويجاهد معه ، ولا يستغني بما عنده عما عنده . وكل من جوز لأحد ممن أدركته دعوة الرسول أن يكون مع محمد كما كان الخضر مع موسى فهو ضال ضلالا مبينا ، بل كافر يستتاب ،فإن تاب وإلا قتل .
    ولهذا لم يكن في العلم بحياة الخضر بتقدير صحتها ولا في وجوده حيا منفعة للمسلمين ، ولا فائدة لهم في ذلك ، فإن في المسند والنسائي عن جابر أن النبي صلى الله عليه وسلم رأى بيد عمر بن الخطاب ورقة من التوراة ، فقال : ( أمتهوكون يا ابن الخطاب ؟ لقد جئتكم بها بيضاء نقية ، لو كان موسى حيا لما وسعه إلا اتباعي ) .
    فإذا كان هذا حال الأمة مع موسى فكيف مع الخضر وأمثاله ؟
    والمسيح إذا نزل إنما يحكم في الأمة بكتاب ربها وسنة نبيها . فليست هذه الأمة محتاجة في شيء من دينها إلى غير كتاب الله وسنة رسوله ، لا إلى شيء آخر ، ولا إلى نبي لا خضر ولا غيره ، فإن الذي يجيئهم إن جاءهم بخلاف ذلك كان مردودا عليه .
    ولهذا كان أكثر من يتكلم في هذه الأشياء أهل الضلال والحيرة والتهوك الذين لم يستبينوا طريق الهدى من كتاب الله وسنة رسوله ، بل يتعلقون بالمجهولات ويرجعون إلى الضلالات . ونجد كثيرا منهم يعنون بالخضر الغوث…… )) انتهى.

  7. #7
    تاريخ التسجيل
    Jan 2012
    المشاركات
    7,880

    افتراضي رد: مما دس في كتب شيخ الاسلام من كلام ؟

    [وهذه الفتوى شكك الجامع - رحمه الله - (المقصود بالجامع هنا: عبد الرحمن بن القاسم) فيها حيث علق على أولها بقوله (هكذا وجدت هذه الرسالة) ، والذي يظهر أنها ليست له، فهي تخالف ما قرره الشيخ رحمه الله في مواضع من أن الخضر قد مات:
    1 - منها ما ذكره قبل هذه الفتوى بصفحة حين سئل عن حياة الخضر وإلياس فقال (إنهما ليسا في الأحياء ولا معمران) .
    2 - ومنها قوله في الفتاوى: 1 / 249 (فإن خضر موسى مات كما بين هذا في غير هذا الموضع) .
    3 - ومنها قوله في المنهاج: 4 / 93: (والذي عليه سائر المحققون أنه مات) .
    4 - ومنها قوله في الفتاوى: 27 / 100 - 101: (والصواب الذي عليه المحققون أنه ميت، وأنه لم يدرك الإسلام، ولو كان موجودًا في زمن النبي صلى الله عليه وآله وسلم لوجب عليه أن يؤمن به، ويجاهد معه، كما أوجب الله ذلك عليه وعلى غيره، ولكان يكون في مكة والمدينة، ولكان يكون حضوره مع الصحابة للجهاد معهم وإعانتهم على الدين أولى به من حضوره عند قوم كفار ليرقع لهم سفينتهم، ولم يكن مختفيًا عن خير أمة أخرجت للناس. . . إلى أن قال: وإذا كان الخضر حيًا دائمًا فكيف لم يذكر النبي صلى الله عليه وآله وسلم ذلك قط، ولا أخبر به أمته، ولا خلفاؤه الراشدون؟ !).
    5 - ومنها ما ذكره ابن عبد الهادي رحمه الله في (العقود الدرية) أثناء الكلام على مؤلفات الشيخ ص 70: (وجواب في الخضر: هل مات أو هو حي، واختار أنه مات). [صيانة مجموع الفتاوى من السقط والتصحيف ص 35 - ]

  8. #8
    تاريخ التسجيل
    Mar 2010
    المشاركات
    7,532

    افتراضي رد: مما دس في كتب شيخ الاسلام من كلام ؟

    جزاكم الله خيرا
    اللهم اغفر لأبي وارحمه وعافه واعف عنه اللهم اجعل ولدي عمر ذخرا لوالديه واجعله في كفالة إبراهيم عليه السلام

  9. #9
    تاريخ التسجيل
    Nov 2010
    الدولة
    بلاد دعوة الرسول عليه السلام
    المشاركات
    13,561

    افتراضي رد: مما دس في كتب شيخ الاسلام من كلام ؟

    جزاكم الله خيرا

  10. #10
    تاريخ التسجيل
    Dec 2010
    المشاركات
    1,179

    افتراضي رد: مما دس في كتب شيخ الاسلام من كلام ؟

    .............................. ................

    قال ابن القيم رحمه الله في روضة المحبين تحت باب في ذكر الشبه التي احتج بها من أباح النظر إلى من لا يحل

    قالوا ( يعني من اباح النظر الى من لا يحل ) ونحن نحاكمكم إلى واحد يعد بآلاف مؤلفة وهو شيخ الإسلام ابن تيمية فإنه سئل
    ما تقول السادة الفقهاء رضي الله عنهم في رجل عاشق في صورة وهي مصرة على هجره منذ زمن طويل لا تزيده إلا بعدا ولا يزداد لها إلا حبا وعشقه لهذه الصورة من غير فسق ولا خنى ولا هو ممن يدنس عشقه بزنى وقد أفضى به الحال إلى الهلاك لا محالة إن بقي مع محبوبه على هذه الحالة فهل يحل لمن هذه حاله أن يهجر وهل يجب وصاله على المحبوب المذكور وهل يأثم ببقائه على هجره وما يجب من تفاصيل أمرهما وما لكل واحد منهما على الآخر من الحقوق مما يوافق الشرع الشريف

    فأجاب بخطه بجواب طويل قال في أثنائه فالعاشق له ثلاث مقامات ابتداء وتوسط ونهاية أما ابتداؤه فواجب عليه فيه كتمان ذلك وعدم إفشائه للخلق مراعيا في ذلك شرائط الفتوة من العفة مع القدرة فإن زاد به الحال إلى المقام الأوسط فلا بأس بإعلام محبوبه بمحبته إياه فيخف بإعلامه وشكواه إليه ما يجد منه ويحذر من اطلاع الناس على ذلك فإن زاد به الأمر حتى خرج عن الحدود والضوابط التحق بالمجانين والموسوسين فانقسم العشاق قسمين .
    قسم قنعوا بالنظرة بعد النظرة فمنهم من يموت وهو كذلك ولا يظهر سره لأحد حتى محبوبه لا يدري به وقد روي عن النبي من عشق فعف فكتم فمات فهو شهيد والقسم الثاني أباحوا لمن وصل إلى حد يخاف على نفسه منه القبلة في الحين قالوا لأن تركها قد يؤدي إلى هلاك النفس والقبلة صغيرة وهلاك النفس كبيرة وإذا وقع الإنسان في مرضين داوى الأخطر ولا خطر أعظم من قتل النفس حتى أوجبوا على المحبوب مطاوعته على ذلك إذا علم أن ترك ذلك يؤدي إلى هلاكه واحتجوا بقول الله تعالى إن تجتنبوا كبائر ما تنهون عنه نكفر عنكم سيئاتكم وبقوله تعالى الذين يجتنبون كبائر الإثم والفواحش إلا اللمم وبحديث الذي قال يا رسول الله إني لقيت امرأة أجنبية فأصبت منها كل شيء إلا النكاح قال أصليت معنا قال نعم قال إن الله قد غفر لك فأنزل الله تعالى وأقم الصلاة طرفي النهار وزلفا من الليل إن الحسنات يذهبن السيئات .

    ثم قال فإن كان هذا السائل كما زعم ممن لا يدنس عشقه بزنى ولا يصحبه بخنى فينظر في حاله فإن كان من الطبقة الأولى
    فالنظر كاف لهم إن صدقت دعواهم وإن كان من الطبقة الثانية فلا بأس بشكواه إلى محبوبه كي يرق عليه ويرحمه وإن غلب عليه الحال فالتحق بالثالثة أبيح له ما ذكرنا بشرط أن لا يكون أنموذجا لفعل القبيح المحرم فيلتحق بالكبائر ويستحق القتل عند ذلك ويزول عنه العذر ويحق عليه كلمة العذاب انتهى ما ذكرناه من جوابه

    قال ابن القيم مجيبا عن هذه الفتوى المنسوبة لشيخ الاسلام رحمهما الله


    وأما من حاكمتمونا إليه وهو شيخ الإسلام ابن تيمية فنحن راضون بحكمه فأين أباح لكم النظر المحرم وعشق المردان والنساء الأجانب وهل هذه إلا كذب ظاهر عليه وهذه تصانيفه وفتاواه كلها ناطقة بخلاف ما حكيتموه عنه وأما الفتيا التي حكيتموها فكذب عليه لا تناسب كلامه بوجه ولولا الإطالة لذكرناها جميعها حتى يعلم الواقف عليها أنها لا تصدر عمن دونه فضلا عنه وقلت لمن أوقفني عليها هذه كذب عليه لا يشبه كلامه وكان بعض الأمراء قد أوقفني عليها قديما وهي بخط رجل متهم بالكذب وقال لي ما كنت أظن الشيخ برقة هذه الحاشية ثم تأملتها فإذا هي كذب عليه ولولا الإطالة لذكرنا من فتاويه ما يبين أن هذه كذب .

    انتهى المقصود



  11. #11
    تاريخ التسجيل
    Jan 2012
    المشاركات
    7,880

    افتراضي رد: مما دس في كتب شيخ الاسلام من كلام ؟

    اقتباس المشاركة الأصلية كتبت بواسطة الطيبوني مشاهدة المشاركة
    .............................. ...........


    يقول الشيخ عبد الله الغنيمان حفظه الله في شرحه للفتوى الحموية



    فالناس ما بين مبغض و ما بين حاقد و ما بين من له غرض يريد ان يلبس و يشهر حتى يعمي على مذهبه الباطل او يدلل عليه بكلام من اشتهر عند الناس انه على الحق . و هذا كثير


    و من الامثلة على هذا الرسالة التي صدرت قبل سنتين و طبعت بالرياض حققها احد الناس و نسبها لشيخ الاسلام و قال ان الله من بها علينا في هذا الزمان . وهي رسالة يقول فيها انه لا يجوز قتال الكفار الا اذا قاتلوا . فاذا لم يقاتلوا فلا يجوز قتالهم . و يقول انني سوف اثبت ان هذا كلام شيخ الاسلام من كل جملة .

    فنقول هذا كذب لا يمكن ان يكون هذا كلامه . و لو قدر انه كلام له نقول انه كلام باطل . لانه خلاف كلام الله و فعل الرسول صلى الله عليه و سلم و فعل الصحابة رضوان الله عليهم . كل احد يعرف ان رسول الله صلى الله عليه و سلم اغار على بني المصطلق و هم غافلون و سبى ذريتهم و اخذ اموالهم و قتل من قتل من رجالهم .

    و كذلك غزا هوازن و الروم بنفسه و جلس في تبوك عشرين يوما ينتظرهم لكنهم احجموا . و كذلك الصحابة وصلوا الى حدود الصين . هل جاءوا يقاتلونهم ؟ الى غير ذلك

    ثم ذكر الشيخ من النصوص المحكمة ما يرد هذه الشبهة
    نعم بارك الله فيك

الكلمات الدلالية لهذا الموضوع

ضوابط المشاركة

  • لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
  • لا تستطيع الرد على المواضيع
  • لا تستطيع إرفاق ملفات
  • لا تستطيع تعديل مشاركاتك
  •