بهذه الخصال أرِني تديُّنَك والتزامك ( 1)
جميلٌ ورائعٌ أن نرى تديُّنك والتزامَك في المسجد وفي رمضان وفي سائر العبادات ...
ولكنني سأهمسُ في أُذُنِك بما يلي فأعرني سمعَك وقلبَك :

ـ أرني تدينك والتزامكَ تفريجاً لكرب مكروب , وغوثاً للهفة ملهوف , و سروراً تُدخله على قلب بائسٍ , و مواساةً لمن عضَّه الدهرُ بنابه , أو غرق في بحرٍ لُجّيٍّ من الرزايا أوغاص في غَيابة جُبِّ الخطوب .
ـ أرني تدينك والتزامك في لطفك ورحمتك , لا في جلافتك وغلاظتك ...
فلو كنتَ فظا غليظ القلب لانفضَّ الناس من حولك .

ـ أرني تدينكَ والتزامك في ابتسامتك لا في تجهُّمك , فقد عبس النبيُّ صلى الله عليه وسلم مرة في وجه رجلٍ أعمى ـ أي لم ير الأعمى النبيَّ صلى الله عليه وسلم وهو عابس ـ فأنزل الله تعالى في هذا الشأن قرآناً يُتلى ليل نهار , مع أن النبي صلى الله عليه وسلم كان كثيرَ التبسم .
ـ أرني تدينك في حُسن جوارك , وفي نبل أخلاقك , في برك بوالديك , وفي صلة أرحامك , وفي تربية أولادك , وفي كريم سجاياك وعاطر شمائلك .
مصطفى قاسم عباس