شكرا أمي الحبيبةً

بدرية الغنيم

أمي حبيبتي : رحت أبحث عنك كطفل تائه بين أفواج الأمهات المتتابع لحضور مجلس الأمهات ، وأخذت أسترق النظر أتصفح أوجه الأمهات بحثاً عنك وكأنني لم أرك منذ زمن بعيد ، بالرغم من مضي ساعتين على آخر عهد بك !! فحضورك لمدرستي له طعم آخر ودلالات كثيرة ليتك ساعتها وضعت يدك على صدري لتتحسسي ضربات قلبي وهو كطير حبيس قفص لتعلمي مدى حبي لك حينما رأيت وجهك الحبيب بينهن .
ساعتها اختبأت لحظة لأتأملك وأنت في مدرستي وأطيل النظر إليك ؛ لأرسم لك صورة ثابتة في خيالي موقعة منك بعبارة ابنتي الغالية ابنتي الحبيبة هذا دليل آخر على مدى حبي لك . أنا هنا بالرغم من مشاغلي .. أنا هنا لأجل ابنتي الحبيبة ..
وتذكرت حينما صحبتني للمدرسة لأول مرة ، وأنا أتوارى خلفك وأمسح دموعي بعباءتك حتى لا أريك مدى حزني على مفارقتك وخوفي مما أنا مقبلة عليه فإذا بك تلحظين تلك الدمعات فتسارعين لاحتضاني ، فشعرت حينها بدفء صدرك وأخذت أسحب أنفاساً عميقة لتمتلئ رئتاي بعبير أمي الحبيبة لتبقى بين ضلوعي أطول فترة ممكنة لتشعرني بالدفء في هذا المكان الجديد الذي ظننت أني لن أرى أمي فيه ثانية ..
أمي الحبيبة : كم أسعدني حضورك للمدرسة ، وسؤالك عني ، ومساهمتك في أنشطة المدرسة بالحضور والمتابعة فأحببت أن أسطر لك رسالة الشكر هذه ، فشعوري بالسعادة لا يوصف ، فحين رأيتك في مدرستي أحسست بعميق حبك لي ، وشعرت بأنني محل عنايتك أنت ووالدي العزيز الذي تكبد مشقة الخروج من عمله لإيصالك للمدرسة من أجلي ، فكان موقفكما يغنيني عن آلاف كلمات الحب والتقدير كما أنه أغلى من كل الهدايا .
وشعرت أيضاً بتقدير المعلمات لذلك البيت الذي تربيت فيه وشعرن بعميق التواصل وصلابة بناء ذلك البيت وأنه من البيوت التي يشرق العلم في جنباتها وللتربية الجيدة ميدان فسيح فيه. فهل أشكركما على هذا الحب العميق الذي غمرتماني به ؟ أم على تلك المكانة التي صنعتماها لي في منزلي وفي مدرستي ؟
وكم شعرت بالأسى لصديقتي التي تجلس إلى جواري والتي وجدت أمها العذر لنفسها أن تتأخر عن ابنتها حتى في هذا اليوم ، أولم يجد أبوها وقتاً لإيصال أمها !! وتبادر في ذهني أنها لا تحظى بالمحبة التي أحظى بها ، أو ربما ضنت والدتها بوقتها على ابنتها الحبيبة لأجل مشاغل البيت أو مشاغل الوظيفة أو أنهما لا يدركان أهمية التواصل بين البيت والمدرسة !!