حتى لا يصبح رمضان موسما للتنظيف والطبخ


مي عباس




عند الاستعداد لرحلة أوسفرة ممتعة تجهز ربة البيت كل ما يمكنها قبل السفر، فتحضر وجبات الطعام، وتنظم محتويات حقائب السفر لسهولة العثور على الأشياء، وتفكر كثيرا في إعداد ما سيلزم في رحلتها، لتوفر على نفسها الجهد والوقت لضمان الاستمتاع قدر الإمكان في الرحلة..وألا تقضيها في المطبخ أو تنظيف الملابس وغير ذلك.
وشهر رمضان الكريم هو رحلتنا إلى الجنة، وإذا كان المسلم يعبد الله ويبتغي رضاه في كل وقت، إلا أن النشاط في العبادة يجب أن يزداد في رمضان، فالله تعالى فضل أياما وشهورا.. له فيها نفحات يجدر بالعاقل أن يتعرض لها.
ومن المحزن أن المرأة كثيرا ما تهدر أوقاتا ثمينة في أمور جيدة ولكنها من باب الانشغال بالمفضول عن الفاضل.. فهي تقف الساعات الطويلة في المطبخ، وهذا أمر جيد بلا شك، أن تراعي أسرتها، وتكرم ضيوفها، وتسعد زوجها وأولادها، تطعم الطعام وتفطر الصائمين.. ولكن لو أنها أعدت لرحلتها الرمضانية قبل الانطلاق، لوفرت على نفسها جهدا ووقتا للعبادة والذكر.
ومما يؤسف له أن أيام العشر الأواخر ولياليهن تضيع على الكثير من النساء في تنظيف البيت تنظيفا شاملا ودقيقا، فهي في بيوت كثيرة موسم للتنظيف، تحني المرأة ظهرها بالساعات في نظافة البيت بدلا من أن تحنيه في الركوع والسجود.
كما تضيع أيام العشر الأواخر ولياليهن في إعداد حلوى العيد.. وأكرر أن هذه الأمور جيدة، ولكن الشيطان كثيرا ما يسلبنا الحسنات بإشغالنا بالمفضول عن الفاضل.
ولو أن المرأة أدركت عظم الأجر، وعبادة الوقت في شهر رمضان لأعدت له قبل المجيء، ولجعلت هذا التنظيف الشامل قبل دخول الشهر الكريم، فنظافة المكان وطهارته وتنظيمه ينشط النفس للعبادة، كما أن الملائكة تنفر مما ينفر منه بنو آدم، فالاستعداد بالتنظيف قبل دخول رمضان، يجعل الاستعداد للعيد سهلا ميسورا.
ومن حسن قيام المرأة على بيتها أن تعد قائمة بالوجبات التي ستحضرها في رمضان، وتجهز مكوناتها وتحفظها، فتوفر على نفسها نصف الوقت أو أكثر، فهي لا تحتار في اختيار مائدة الإفطار أو السحور، ولا تكتشف فقدان المكونات بعد بدء الطهي فترتبك وتبدد المزيد من الوقت في الحصول على ما تحتاجه.
إن استعداد المرأة لرمضان قبل دخوله، ومحاولة إتمام كل ما قد يشغلها في رمضان من أمور البيت، من التزود بالتقوى، قال تعالى: (وَتَزَوَّدُوا فَإِنَّ خَيْرَ الزَّادِ التَّقْوَى).(الب رة: من الآية197)