[color=inherit !important]
187 - " إن الله تعالى ينزل على أهل هذا المسجد - مسجد مكة - في كل يوم وليلة عشرين ومئة رحمة : ستين للطائفين ، وأربعين للمصلين ، وعشرين للناظرين " .
ضعيف .
رواه الطبراني في " الأوسط " ( 1 / 123 / 2 ) و" الكبير " ( 11475 ) ووقع عنده يوسف بن الفيض ، وابن عساكر ( 9 / 476 / 2 ) والضياء في " المنتقى من مسموعاته بمرو" عن عبد الرحمن بن السفر الدمشقي حدثنا الأوزاعي عن عطاء حدثني ابن عباس مرفوعا ، وعزاه السيوطي في " الجامع الصغير " للحاكم أيضا في " الكنى " وابن عساكر ، وقال الطبراني : لم يروه عن الأوزاعي إلا ابن السفر .
قلت : وهو كذاب يضع الحديث كما يأتي ، قال المناوي في " شرح الجامع " بعد أن عزاه للخطيب أيضا في " التاريخ " والبيهقي في " الشعب " : ظاهر صنيع المصنف أن ابن عساكر خرجه وسكت عليه ، والأمر بخلافه ، فإنه أورده في ترجمة عبد الرحمن ابن السفر من حديثه ، ونقل عن ابن منده أنه متروك ، وتبعه الذهبي ، وقال ابن الجوزي في " العلل المتناهية " ( 2 / 82 - 83 ) :حديث لا يصح ، تفرد به يوسف بن السفر وهو كما قال الدارقطني والنسائي : متروك ، وقال الدارقطني :
يكذب ، وابن حبان : لا يحل الاحتجاج به وقال يحيى : ليس بشيء .
ومنه أخذ الهيثمي ( 3 / 292 ) قوله بعد ما عزاه الطبراني : فيه يوسف بن السفر وهو متروك .
قلت : ويقال فيه ابن الفيض وهكذا رواه ابن حبان في " الضعفاء " ( 3 / 136 - 137 ) وأبو نعيم في " أخبار أصبهان " ( 1 / 116 و307 ) ، وقال ابن حبان :
يوسف بن الفيض يروي عن الأوزاعي المناكير الكثيرة والأوهام الفاحشة ، كأنه كان يعملها تعمدا .
وأورده ابن أبي حاتم في " العلل " ( 1 / 287 ) بسنده هذا وقال : سألت أبي عنه فقال : هذا حديث منكر ، ويوسف ضعيف الحديث شبه المتروك ، وفيه يقول ابن عدي :
روى بواطيل ، والبيهقي : هو في عداد من يضع الحديث ذكره الذهبي في " الميزان " ثم ساق له أحاديث هذا أحدها ، وهو عبد الرحمن بن السفر المتقدم في كلام المناوي ، قال ابن حجر في ترجمته من " اللسان " : كذا سماه بعضهم والصواب يوسف ابن السفر متروك ، وذكره البخاري فقال : عبد الرحمن بن السفر روى حديثا موضوعا .
قلت : وكما ذكره البخاري رواه الطبراني في " الكبير " ( 3 / 123 / 1 ) ، وعلى الصواب رواه ابن الأعرابي في " معجمه " ( 185 / 2 ) ، ثم رواه من حديث عبد الله ابن عمرو بن العاص موقوفا عليه وفي سنده جعفر بن محمد الأنطاكي ، قال الذهبي :
ليس بثقة وله خبر باطل .
قلت : وسيأتي هذا الخبر بلفظ : " يبعث معاوية عليه رداء من نور " .
وأما قول المنذري في " الترغيب " ( 2 / 121 ) : رواه البيهقي بإسناد حسن فهو فيما أظن من تساهله أو أوهامه ، ثم وجدت للحديث طريقا أخرى عن ابن جريج فقال الأزرقي في " أخبار مكة " ( 256 ) حدثني جدي عن سعيد بن سالم وسليم بن مسلم عن ابن جريج به ، وهذا إسناد لا بأس به إلى ابن جريج فإن جد الأزرقي ثقة ، واسمه أحمد بن محمد بن الوليد ، وسعيد بن سالم هو القداح ، قال الحافظ في " التقريب " : صدوق يهم .
وأما قرينه سليم بن مسلم فهو الخشاب وهو متروك فلا يعتد به والعمدة على القداح ، فلولا عنعنة ابن جريج فإنه مدلس ، لحكمت على هذا السند بأنه حسن ، ولفظ هذه الرواية مثل لفظ حديث الترجمة .
ثم رأيت الحديث رواه الحارث بن أبي أسامة في " مسنده " ( 96 - من زوائده ) وابن حبان في " الضعفاء " ( 1 / 321 ) وعنه ابن الجوزي ، وقال ابن حبان : قد تبرأنا من عهدة سالم ، وتابعه إبراهيم بن يزيد الخوزي وهو متروك متهم رواه الأصبهاني في " الترغيب " ( 1 / 444 ) من طريق أخرى عن سعيد به مثله ، ثم صدق ظني حين رأيت الحديث في " شعب الإيمان / الحج " للبيهقي ( ق 66 / 1 ) رواه من طريق النيسابوري باللفظ الآتي بعده وعلقه من طريق يوسف بن السفر وقال : وهو ضعيف .
والحديث في " المعجم الكبير " من طريق أخرى فيه كذاب آخر بلفظ مغاير لهذا بعض الشيء وسيأتي إن شاء الله تعالى برقم ( 6245 ) ، وأما الخطيب فرواه من طريق يوسف هذا في " الموضح " ( 2 / 255 ) وقال : تفرد به أبو الفيض يوسف بن السفر عن الأوزاعي ، ورواه في غيره من طريق آخر بلفظ :
سلسلة الأحاديث الضعيفة والموضوعة وأثرها السيء في الأمة... للألباني/المجلد الأول:حديث رقم(187)