أفلا يعلم إذا بعثر ما في القبور

زياد أبو رجائي

في هذه الآية تقرير لعقيدة البعث والنشور[1] ، والعقاب والثواب ، وهو تهديد ووعيد .
سؤال استفهام إستنكاري ، والهمزة للإنكار والفاء للعطف ؛ والفاعل هنا : الإنسان ، وهي جواب الشرط لأداة الشرط (إذا) ، بينما المفعول به محذوف وهو العامل في إذا فيصبح المعنى :
أيفعل ما يفعل من القبائح أو ألا يلاحظ فلا يعلم الآن مآله إذا بعثر من في القبور من الموتى . فإنه أمر عجيب كيف يغفل عنه الإِنسان !

مشهد بعثرة القبور في القرآن

قال الزجاج بُعْثِرَتْ أَي قلب ترابها وبعث الموتى الذين فيها وقال بَعْثَرُوا متاعهم وبَحْثَرُوه إِذا قَلَبُوه وفَرَّقُوه وبَدَّدُوه وقلبوا بعضه فوق بعض ، وبَعْثَرَ الشيءَ فرَّقه وبَعْثَر الترابَ والمتاع قلبه . وقال الله تعالى : { وَإِذَا القبور بُعْثِرَتْ } ( الانفطار:4) ، أي : وأخرج ما فيها من أهلها أحياء . ويقابله قوله تعالى : { وَنُفِخَ فِي الصُّورِ فَإِذَا هُم مِّنَ الْأَجْدَاثِ إِلَى رَبِّهِمْ يَنسِلُونَ (يس : 51 ) } ، وحالهم خاشعين أبصارهم ومنشرين كالجراد : { خُشَّعاً أَبْصَارُهُمْ يَخْرُجُونَ مِنَ الْأَجْدَاثِ كَأَنَّهُمْ جَرَادٌ مُّنتَشِرٌ (القمر : 7 ) } وقال في سورة القارعة : { يَوْمَ يَكُونُ النَّاسُ كَالْفَرَاشِ الْمَبْثُوثِ (القارعة : 4 ) } ، وقوله تعالى : { يَوْمَ يَخْرُجُونَ مِنَ الْأَجْدَاثِ سِرَاعاً كَأَنَّهُمْ إِلَى نُصُبٍ يُوفِضُونَ (المعارج : 43 ) }
وبعثرة القبور تأتي بالترتيب بعد آياتين سماوتين وهي : انفطار السماء وانتثار الكواكب ، وهي ضمن آيتين أرضيتين : انفجار البحار وبعثرة القبور ، وقد تحمل هذه البعثرة جراء ما يحصل للأرض من خفض ورفع ومن ثم رج الأرض رجاً كما في قوله :
{ خَافِضَةٌ رَّافِعَةٌ * إِذَا رُجَّتِ الْأَرْضُ رَجّاً (الواقعة : 3-4 ) }.



[1] ) أصول لازمة للايمان عند أهل السنة والجماعة وذلك أن : يصدق بالبعث والجنة والنار وبكل ما قص الله من أخبار سالفة أو آتية دون الرجوع في ذلك إلى عقله وقياسه فما وافق عقله قبله وما خالفه رده لأن هذا نقض للإيمان..