قتلوا عماد الدين زنكي وحاولوا قتل صلاح الدين .. من هم الحشاشون؟



: مصطفى الأنصاري



ملخص المقال







الحشاشون طائفة من الشيعة الإسماعيلية الباطنية تجيد تدبير المؤمرات والاغتيالات
تعددت فرق الشيعة ومن ضمنها كانت طائفة الباطنية الإسماعيلية التي كانت قد انقسمت إلى المستعلية والنزارية نسبة إلى المستعلي ونزار؛ وهما أولاد الخليفة الفاطمي العبيديِّ المستنصر بالله؛ حيث تنازع الولدان الحُكم من بعده، ولكن وزير مصر آنذاك بدر الجماليّ وضع المستعلي - وهو الأصغر- في الحكم، وكان هناك أحد الوزراء الكبار في مصر وهو الحسن بن الصباح، وكان مؤيِّدًا لإمامة نزار، فانسحب الحسن بن الصباح من مصر إلى الشام آخذًا معه نزار بن المستنصر، ومؤسِّسًا معه فرقة خبيثة من فرق الشيعة الإسماعيلية اسمها النزارية، وهي التي عُرفت باسم الباطنية؛ لأنهم كانوا يدَّعون أن كل آية في القرآن لها معنًى ظاهري يفهمه عوامُّ الناس، ومعنى باطني لا يفهمه إلا هم. ثم إن الحسن بن الصباح – الزعيم الحقيقي لهذه الفرقة الضالَّة- كان يسقِي أتباعه مخدر الحشيش فيخرج التابع عن الوعي، ومن هنا يبدأ في الطاعة المطلقة للشيخ، وهو الحسن بن الصباح. بل لقد فعل الحسن ما هو أشدُّ من ذلك؛ إذ أنشأ لهم حدائق سمَّاها الجنةَ، وملأها بالفتيات الجميلات، ثم كان يُعْطِي الحشيش لأصحابه حتى يُغَيَّبوا تمامًا عن الوعي، فيأتي بهم إلى هذه الجنة.وعند يقظته من المخدر يُقال له: لكي تعود إلى الجنة لا بُدَّ من طاعة الشيخ (الحسن بن الصباح)؛ وهكذا يتكرُّر معه الأمر، حتى يُصبح مدمنًا للحشيش، ثم يطلب منه في يوم من الأيام أن يقوم بعملية اغتيال انتحارية على أن ينتقل بعدها للإقامة الدائمة في الجنة المزعومة.

ولكونهم كانوا يُدمنون الحشيش فإنهم عُرفوا في التاريخ بالحشَّاشين، وكانوا يحترفون القتل بكل فنونه، ويُجيدون تدبير المؤامرات، وحوادث الاغتيال وجرائمهم في تاريخ الأُمَّة لا تُحصى، نجحوا في كثير منها، وأخفقوا في أخرى، لكنهم كانوا دومًا مصدر غدر وخيانة، ووسيلة عرقلة مستمرَّة لمسيرة الصالحين والمجاهدين!!وقد تعرض كثير من القادة السنة للاغتيال من قبل الحشاشين كالأمير المجاهد عماد الدين زنكي، والأمير مودود أمير الموصل، والقائد صلاح الدين الأيوبي الذي تعرض لأكثر من محاولة للاغتيال من تدبير طائفة الحشاشين ولكنها باءت كلها بالفشل.