أنتَ عنصرٌ فريدٌ

محمود أبو زهرة



قال الله تبارك وتعالى في كتابه الكريم (لقد خلقنا الإنسان في أحسن تقويم) سورة التين آية رقم ( 4 ).

وفي الحديث:(عَنْ هِشَامِ بْنِ عُرْوَةَ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ جَدِّهِ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : "لأَنْ يَأْخُذَ أَحَدُكُمْ حَبْلَهُ فَيَأْتِيَ الْجَبَلَ فَيَجِيءَ بِحُزْمَةٍ مِنْ حَطَبٍ عَلَى ظَهْرِهِ فَيَبِيعَهَا، فَيَسْتَغْنِيَ بِهَا، خَيْرٌ لَهُ مِنْ أَنْ يَسْأَلَ النَّاسَ، أَعْطَوْهُ أَوْ مَنَعُوهُ " رَوَاهُ الْبُخَارِيُّ فِي الصَّحِيحِ).

أحبَّتنا في الله تعالى، وإخواننا المميَّزون الأفاضل:

حينما اخترت اسما لمقالتي هذه، وقع في خلدي ودار في نفسي هذا الكائن الفريد من نوعه، أقصد الإنسان، أنت وأنا، وهو وهي، الإنسان الذي خلقه الله في أحسن تقويم.

أنت باسمك وشكلك وطولك ولونك وظروفك وأحاسيسك ومشاعرك، وتفكيرك وقناعاتك، وطموحك وأهدافك.

نعم أنت الذي أرسلتُ رسالتي إليك، وكتبت مقالتي لك.

هل تعلم أنك عنصر فريد من نوعك، ولا يوجد على ظهر الكرة الأرضية مثلك، ليس له أم بمثل اسم أمك الرُّباعي، وليس له مسمَّى بمثل اسمك السداسي، ليس له جينات وراثية مثلك، أو حتى يضاهيك في بصمة إبهامك، ولا بصمة عينك !!!



وعليه يتوجًّب على كل منا الآتي:

• كل واحد منا يقف مع نفسه قائلا (سبحان الله الخالق العظيم).

• لا تحاول أن تقلّد غيرك فكن كما أنت.

• اصنع لنفسك مجدا، وابن لك اسما، بِنِيَّتِكَ الخالصة، وعملك الصالح المتواصل، وتنظيمك الدقيق، وتفانيك في عملك المتقن.

• لا تحسد أحدا على ما آتاه الله من فضل، فالكل ُّ في العطاء سواسية لكن لا تتعجل النتائج.

• اكتشف نفسك (وفي أنفسكم أفلا تبصرون) سورة الذاريات.

• لا تكن من اليائسين، ستنجح، ستحقق أحلامك، سترضي طموحك، ستصل لأهدافك، فقط امتلك عزيمة كالحديد، وإرادة كالجبال.

• لا تفكر في ماضيك، حتى لا تفقد لذة حاضرك، واستبشر خيرا لمستقبلك.

• ارض بما أعطاك الله، فعطاؤه كثير، ومِنَحُه لا تحصى، وإن شككت عِدّ.

• أنت تستطيع تقديم الكثير من النجاحات، وانجاز الكثير من المُهِمات، لكن لو أردت.

• ساعد الآخرين بكل حبّ وإخلاص، ولا تبخل عليهم بما لديك فَسِرُّ العطاءِ العطاءُ

• لا تضيع وقتك، ولا تبك على حظك، لكن رتِّب هندامك، ومشِّط شعرك.

• أول درجات التصالح: التصالح مع الجسد، والرضى عن الموجود، والاستفادة القصوى منه.

• ولِّ وجهك شطر نفسك، هذِّبها، أدِّبها، قوِّمها، اعصمها، حاسِبْها، جاهِدْها، تابعها.

• انشر البسمة على من حولك من غير تفريط، كالملح في الطعام بتوازن دقيق.

• لا تظهر الشماتة بأخيك فيعافيه الله ويبتليك.

• الأيام دول، ولو دامت لغيرك ما وصلت إليك فوطِّن نفسك، واخْشَوشِن، فكل نعمة محسود.



حدث لي موقف، قال لي أحدهم أنت ما زلت في أول الطريق ولا تمتلك أدوات السير في هذا الطريق وحدك، فقلت له واثقا، ووثقتُ بكلامي قائلا: أنا عليه قادر، بلا تعالٍ، ولا مدحٍ، أخذتُ أعدّدُ له مميزاتي، وأذكرُ له إنجازاتي، وأحدِّثه عن طموحاتي، وأسردُ له خططي البديلة المقروءة والمكتوبة.فقال لي صاحبي متعجبا: كفى ما قلت، ما دام أنك تثق في نفسك، وتؤمن بربِّك، وتنظر هذه النظرة لنفسك، ستنجح نجاحا غير مسبوق، لكن لا تنسنا عند القمة، فنحن ندعو لك ونحبُّك في الله.

قلت لصاحبي وحبيبي، بدعائك لي نهضت، وبستر ربي خطوت، وبفضل ربي صعدت، وبحسن ظني اطمأننت، وبرضاي عن نفسي عبرتُ!!

هذه خواطر نفسي أبثها، وأشجان فؤادي أفوح بها

مع خالص حبِّي لك في الله.