تابعونا على المجلس العلمي على Facebook المجلس العلمي على Twitter
الدكتور سعد بن عبد الله الحميد


النتائج 1 إلى 10 من 10

الموضوع: هل حديث: (حب العرب إيمان وبغضهم نفاق) ثابت؟

  1. #1
    تاريخ التسجيل
    Oct 2012
    المشاركات
    13,372

    افتراضي هل حديث: (حب العرب إيمان وبغضهم نفاق) ثابت؟

    عَنْ أَنَسٍ، رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «حُبُّ الْعَرَبِ إِيمَانٌ وَبُغْضُهُمْ نِفَاقٌ».
    أخرجه العقيلي في «الضعفاء» (6/ 282)، والطبراني في «الأوسط» (2537)، والحاكم في «المستدرك» (6998)، وأبو نعيم في «الحلية» (2/ 333)، من حديث أنس بن مالك رضي الله عنه.
    وقال الحاكم: «هذا حديث صحيح الإسناد، ولم يخرجاه».
    وقال الذهبي: «الهيثم بن حماد متروك».
    لَا إِلَهَ إِلَّا اللهُ مُحَمَّدٌ رَسُولُ الله
    الرد على الشبهات المثارة حول الإسلام

  2. #2
    تاريخ التسجيل
    Jun 2011
    المشاركات
    11,596

    افتراضي رد: هل حديث: (حب العرب إيمان وبغضهم نفاق) ثابت؟

    1190 - " حب قريش إيمان ، و بغضهم كفر ، و حب العرب إيمان ، و بغضهم كفر ، و من أحب
    العرب فقد أحبني ، و من أبغض العرب فقد أبغضني " .

    قال الألباني في " السلسلة الضعيفة و الموضوعة " ( 3/339 ) :
    ضعيف جدا

    رواه العقيلي في " الضعفاء " ( 451 ) و الطبراني في " الأوسط " ( 2306 ) عن
    معقل بن مالك قال : حدثنا الهيثم بن جماز قال : حدثنا ثابت عن أنس مرفوعا .
    و قال الطبراني :
    " لم يروه عن ثابت إلا الهيثم " .
    و قال العقيلي :
    " حديثه غير محفوظ ، قال ابن معين : ضعيف " .
    و قال النسائي في " الضعفاء و المتروكين " ( 30 ) :
    " متروك الحديث " .
    و قال الهيثمي في " المجمع " ( 10/23 ) :
    " رواه البزار ( و في مكان آخر 10/53 : الطبراني في " الأوسط " ) ، و فيه
    الهيثم بن جماز و هو متروك " .
    و أخرج الحاكم ( 4/87 ) منه قوله :
    " حب العرب إيمان ، و بغضهم نفاق " . و قال :
    " صحيح الإسناد " .
    و رده الذهبي بقوله :
    " قلت : الهيثم متروك ، و معقل ضعيف " .
    قال في " الفيض " :
    " قال العراقي في " القرب " : لكن له شاهد من حديث ابن عمر في " المعجم الكبير
    " للطبراني " .
    قلت : و هو ضعيف ، و مع ضعفه فلا يؤثر في المشهود له لشدة ضعفه كما هو معروف ،
    ثم إن شهادته قاصرة ، فإن لفظه :
    " لا يبغض العرب مؤمن ، و لا يحب ثقيفا إلا مؤمن " .



  3. #3
    تاريخ التسجيل
    Jun 2011
    المشاركات
    11,596

    افتراضي رد: هل حديث: (حب العرب إيمان وبغضهم نفاق) ثابت؟

    1191 - " لا يبغض العرب مؤمن ، و لا يحب ثقيفا إلا مؤمن " .
    قال الألباني في " السلسلة الضعيفة و الموضوعة " ( 3/340 ) :
    ضعيف

    قال في " المجمع " ( 10/53 ) بعد أن ذكره من حديث ابن عمر مرفوعا :
    " رواه الطبراني ، و فيه سهل بن عامر و هو ضعيف " .
    قلت : و الشطر الثاني رواه الطبراني ( 12339 ) من حديث ابن عباس مرفوعا بلفظ :
    " ... رجل يؤمن بالله و اليوم الآخر " . و فيه نعيم بن حماد و هو ضعيف .
    و للشطر الأول منه شاهد و لكنه ضعيف جدا و لفظه :
    " لا يبغض العرب إلا منافق "

  4. #4
    تاريخ التسجيل
    Jun 2011
    المشاركات
    11,596

    افتراضي رد: هل حديث: (حب العرب إيمان وبغضهم نفاق) ثابت؟

    1192 - " لا يبغض العرب إلا منافق " .
    قال الألباني في " السلسلة الضعيفة و الموضوعة " ( 3/340 ) :
    ضعيف جدا

    أخرجه ابن عدي ( 145/1 ) عن إسماعيل بن عياش عن زيد بن جبيرة عن داود بن الحصين
    عن عبد الله بن أبي رافع عن أبيه مرفوعا و قال :
    " زيد بن جبيرة عامة ما يرويه لا يتابعه عليه أحد " .
    قلت : و في " التقريب " :
    " متروك " .
    و الحديث في " زوائد المسند " ( 1/81 ) من هذا الوجه ، لكنه قال : " عن علي " !


  5. #5
    تاريخ التسجيل
    Jun 2011
    المشاركات
    11,596

    افتراضي رد: هل حديث: (حب العرب إيمان وبغضهم نفاق) ثابت؟

    160 - " أحبوا العرب لثلاث: لأني عربي، والقرآن عربي، وكلام أهل الجنة عربي ".
    موضوع.
    أخرجه الحاكم في " المستدرك " (4 / 87) وفي " معرفة علوم الحديث (ص 161 - 162) والعقيلي في " الضعفاء " (327) والطبراني في " الكبير " (3 / 122 /1) و" الأوسط "، وتمام في " الفوائد " (22 / 1) ومن طريقه الضياء المقدسي في " صفة الجنة " (3 / 79 / 1) والبيهقي في " شعب الأيمان "والواحدي في " تفسيره " (81 / 1) وابن عساكر (6 / 230 / 1 و7 / 34 / 1) وكذا أبو بكر الأنباري في " إيضاح الوقف والابتداء " (ق 6 / 1 نسخة الإسكندرية) كلهم من طريق العلاء بن عمرو الحنفي حدثنا يحيى بن يزيد الأشعري أنبأنا ابن جريج عن عطاء عن ابن عباس مرفوعا.
    قلت: وهذا إسناد موضوع، وله ثلاث علل:
    الأولى: العلاء بن عمرو، قال الذهبي في " الميزان ": متروك، وقال ابن حبان: لا يجوز الاحتجاج به بحال، ثم ساق له هذا الحديث من طريق العقيلي ثم قال: هذا موضوع، قال أبو حاتم: هذا كذب، ثم ساق له حديثا آخر ثم قال:
    وهو كذب، وقال في " اللسان ": وقال الأزدي: لا يكتب حديثه، وذكره ابن حبان في " الثقات " وقال: ربما خالف، وقال النسائي: ضعيف، وقال صالح جزرة: لا بأس به، وقال أبو حاتم:
    كتبت عنه وما رأيت إلا خيرا.
    قلت: لعل قول أبي حاتم هذا وهو في " الجرح والتعديل " (3 / 1 / 359) قبل أن يطلع على روايته للأحاديث المكذوبة، وإلا فتوثيقه لا يتفق في شيء مع تكذيبه لحديثه كما نقله الذهبي عنه، وهو في كتاب " العلل " لابنه قال: (2 /375 - 376) قال: سألت أبي عن حديث رواه العلاء بن عمرو الحنفي (قلت: فذكره قال) : فسمعت أبي يقول: هذا حديث كذب.
    لكن قد يقال: ما دام أن الحديث له علل كثيرة فجائز أن تكون العلة عند أبي حاتم في غير العلاء هذا، والله أعلم.
    وقال في ترجمته من " اللسان ": وقال العقيلي بعد تخريجه: منكر ضعيف المتن لا أصل له وأقره الحافظ.
    قلت: وليس في نسختنا من العقيلي قوله: ضعيف المتن، والله أعلم.
    وتوثيق ابن حبان إياه مع قوله فيما نقله الذهبي عنه لا يجوز الاحتجاج به بحال فيه تناقض ظاهر، فلعل التوثيق كان قبل الاطلاع على حقيقة أمره، والله أعلم.
    وقد يؤيده قول الهيثمي في " المجمع " (10 / 52) بعد أن عزاه للطبراني:
    وفيه العلاء بن عمرو الحنفي وهو مجمع على ضعفه.

    الثانية: يحيى بن يزيد كذا وقع في هذه الرواية: يزيد، قال الذهبي: (وهو تصحيف، وإنما هو: بريد) .
    قلت: وكذلك وقع في " الضعفاء " للعقيلى و" المعرفة " للحاكم وهكذا أورده ابن أبي حاتم في " الجرح والتعديل " (4 / 12 / 131) وروى عن ابن معين أنه قال: ضعيف، وعن ابن نمير قال: ما يسوى تمرة؟ وعن أبي زرعة: منكر الحديث وعن أبيه قال: ضعيف الحديث ليس بالمتروك يكتب حديثه قال في " اللسان ":
    وذكره الساجي والعقيلي وابن الجارود في الضعفاء، وقد تابعه عند الحاكم محمد بن الفضل وهو متهم كما سبق في الحديث (26) ثم قال الحاكم: حديث يحيى ابن يزيد عن ابن جريج صحيح، فتعقبه الذهبي بقوله: بل يحيى ضعفه أحمد وغيره، والعلاء بن عمرو الحنفي ليس بعمدة، وأما محمد بن الفضل فمتهم وأظن الحديث موضوعا، وكذلك تعقبه الحافظ العراقي في " محجة القرب إلى محبة العرب " (5 /1) فقال: قلت: وليس كما قال، بل هو ضعيف لأن يحيى بن يزيد بن أبي بردة ضعيف عندهم، وكذلك راويه عنه: العلاء بن عمرو الحنفي.

    الثالثة: عنعنة ابن جريج فإنه كان مدلسا، قال أحمد:بعض هذه الأحاديث التي كان يرسلها ابن جريج أحاديث موضوعة، كان ابن جريج لا يبالي من أين يأخذها:
    يعني قوله: أخبرت وحدثت عن فلان كذا في " الميزان ".
    والحديث أورده ابن الجوزي في " الموضوعات " (2 / 41) من طريق العقيلي، ثم قال: قال العقيلي: منكر لا أصل له، قال ابن الجوزي: يحيى يروي المقلوبات.
    قال السيوطي في " اللآليء " (1 / 442) : قلت: إنما أورده العقيلي في ترجمة العلاء بن عمرو على أنه من مناكيره، وكذا فعل صاحب " الميزان " ثم ذكر توثيق ابن حبان وصالح جزرة للعلاء متغافلا عن قاعدة (الجرح مقدم على التعديل) وعن قول ابن حبان الآخر فيه: لا يحل الاحتجاج به بحال، وعن قول الحافظ العراقي:
    ضعيف عندهم، كما تقدم، ثم ذكر تصحيح الحاكم له وما تعقبه الذهبي به، ثم تعقبه السيوطي بقوله: وله شاهد.

    قلت: ولكنه منكر باعتراف السيوطي نفسه فلم يصنع شيئا! وهو الآتي بعده.
    والحديث أورده شيخ الإسلام ابن تيمية في " اقتضاء الصراط المستقيم " (ص 76 - طبعة الخانجي) من طريق العقيلي وأنه قال: لا أصل له وأن ابن الجوزي ذكره في " الموضوعات " وأقرهما على ذلك، إلا أنه نقل قبل ذلك عن الحافظ السلفي: هذا حديث حسن، قال شيخ الإسلام: فما أدري أراد (حسن إسناده) على طريقة المحدثين أو (حسن متنه) على الاصطلاح العام.
    قلت: وغالب الظن أنه أراد الثاني وبه جزم في " الفيض " لكنه عزاه لابن تيمية مع أن كلامه كما رأيت لا يدل على جزمه بذلك، وعلى كل حال فإني أستبعد جدا أن يستحسن السلفي إسناد هذا الحديث مع أن أحسن أحواله أن يكون ضعيفا جدا، وقد حكم بوضعه غير واحد من الأئمة الذين سبقوه مثل أبي حاتم والعقيلي دون أن يخالفهم في ذلك أحد ممن يوثق بعلمه.

    والشاهد الذي أشار إليه السيوطي فيما سبق هو:
    161 - " أنا عربي، والقرآن عربي، ولسان أهل الجنة عربي ".

  6. #6
    تاريخ التسجيل
    Jun 2011
    المشاركات
    11,596

    افتراضي رد: هل حديث: (حب العرب إيمان وبغضهم نفاق) ثابت؟

    161 - " أنا عربي، والقرآن عربي، ولسان أهل الجنة عربي ".
    موضوع.
    أخرجه الطبراني في " الأوسط " (2 / 285 / 1 / 9301) قال حدثنا مسعدة بن سعد حدثنا إبراهيم بن المنذر حدثنا عبد العزيز بن عمران حدثنا شبل بن العلاء عن أبيه عن جده عن أبي هريرة مرفوعا، وقال: لم يروه عن شبل إلا عبد العزيز ابن عمران.
    وقد ساقه السيوطي في " اللآليء " (1 / 442) شاهدا للحديث الذي قبله ثم عقبه بقوله: قال الذهبي في " المغني ": شبل بن العلاء بن عبد الرحمن، قال ابن عدي: له مناكير.

    قلت: وأعله الهيثمي في " المجمع " (10 / 52 - 53) بالراوي عنه فقال:وفيه عبد العزيز بن عمران وهو متروك.
    قلت: وقال ابن معين فيه: ليس بثقة، فالحمل في هذا الحديث عليه أولى، ولهذا قال الحافظ العراقي في " المحجة " (56 / 1) : لكن عبد العزيز بن عمران الزهري متروك قاله النسائي وغيره، وقال البخاري: لا يكتب حديثه، وعلى هذا فلا يصح هذا الحديث وأقره ابن عراق في " تنزيه الشريعة " (209) .

    ومما يدل على بطلان نسبة هذا الحديث إليه صلى الله عليه وسلم أن فيه افتخاره صلى الله عليه وسلم بعروبته وهذا شيء غريب في الشرع الإسلامي لا يلتئم مع قوله تعالى: {إن أكرمكم عند الله أتقاكم} وقوله صلى الله عليه وسلم: " لا فضل لعربي على عجمي ... إلا بالتقوى " رواه أحمد (5 / 411) بسند صحيح كما قال ابن تيمية في " الاقتضاء " (ص 69) ولا مع نهيه صلى الله عليه وسلم عن الافتخار بالآباء وهو قوله صلى الله عليه وسلم: " إن الله عز وجل أذهب عنكم عبية الجاهلية وفخرها بالآباء، الناس بنوآدم، وآدم من تراب، مؤمن تقي وفاجر شقي، لينتهين أقوام يفتخرون برجال إنما هم فحم من فحم جهنم، أو ليكونن أهون على الله من الجعلان التي تدفع النتن بأفواها ".
    رواه أبو داود والترمذي وحسنه وصححه ابن تيمية (ص 35، 69) وهو مخرج في " غاية المرام " (312) .
    فإذا كانت هذه توجيهاته صلى الله عليه وسلم لأمته فكيف يعقل أن يخالفهم إلى ما نهاهم عنه؟ !
    ومن أحاديث ابن عمران هذه التي تدل على حاله! الحديث الآتي وهو:
    162 - " لما تجلى الله للجبل - يعني جبل الطور - طارت لعظمته ستة جبال فوقعت ثلاثة في المدينة، وثلاثة بمكة، بالمدينة أحد وورقان ورضوى، ووقع بمكة حراء وثبير وثور ".


  7. #7
    تاريخ التسجيل
    Jun 2011
    المشاركات
    11,596

    افتراضي رد: هل حديث: (حب العرب إيمان وبغضهم نفاق) ثابت؟

    163 - " إذا ذلت العرب ذل الإسلام ".
    موضوع.
    رواه أبو نعيم في " أخبار أصبهان " (2 / 340) ، وكذا أبو يعلى في " مسنده " (3 / 402 / 1881) عن منصور بن أبي مزاحم حدثنا محمد بن الخطاب البصري عن علي ابن زيد عن محمد بن المنكدر عن جابر مرفوعا، وذكره ابن أبي حاتم في " العلل " (2 / 376) فقال: سألت أبي عن حديث رواه منصور بن أبي مزاحم فذكره قال: فسمعت أبي يقول: هذا حديث باطل ليس له أصل.
    قلت: وله علتان:
    الأولى: محمد بن الخطاب فإنه مجهول الحال، قال ابن أبي حاتم في " الجرح " (3 / 2 / 246) : سألت أبي عنه؟ فقال: لا أعرفه، وفي " الميزان "، وقال الأزدي: منكر الحديث، ثم ساق له هذا الحديث، يشير بذلك إلى أنه منكر، وأقره الحافظ في " اللسان " وزاد عليه أن ابن الخطاب هذا ذكره ابن حبان في " الثقات " (9 / 139) .
    قلت: وتوثيق ابن حبان لا يعتمد عليه كما سبق التنبيه عليه مرارا وبخاصة إذا خولف! .
    الأخرى: علي بن زيد وهو ابن جدعان ضعيف وقد مضى.
    وأما قول الهيثمي في " المجمع " (10 / 53) : رواه أبو يعلى، وفيه محمد بن الخطاب البصري ضعفه الأزدي وغيره، ووثقه ابن حبان، وبقية رجاله رجال الصحيح.
    فهذا من أوهامه رحمه الله لأن ابن جدعان ليس من رجال الصحيح، ثم هو ضعيف كما تقدم، ومنه تعلم خطأ قول المناوي في " فيض القدير ": قال العراقي في " القرب ": صحيح، ثم نقل ما ذكرت عن الهيثمي آنفا ثم قال: ورمز المصنف لضعفه باطل ... يعني أنه صحيح، ثم ناقض نفسه بنفسه في شرحه الآخر " التيسير " فقال: قال العراقي: صحيح وفيه ما فيه! واغتر بذلك السيد رشيد رضا فقال في مجلة " المنار " (17 / 920) : رواه أبو يعلى بسند صحيح.
    ثم رأيت الحافظ العراقي يقول في " محجة القرب في فضل العرب " (5 / 2 - 5 / 1) بعد أن ساق الحديث من طريق أبي يعلى عن منصور به: ومحمد بن الخطاب بن جبير بن حية تقدم الكلام عليه في الباب الذي قبله، وعلي بن زيد بن جدعان مختلف فيه، وقد أخرج له مسلم في المتابعات والشواهد، وذكر في الباب المشار إليه أن محمد بن الخطاب زالت جهالة عينه برواية جماعة عنه ذكرهم، ولا يخفى أن زوال جهالة العين لا يلزم منه زوال جهالة الحال، وعلى هذا فكلام الحافظ المذكور يدل على أن الحديث ضعيف عنده للعلتين اللتين ذكرهما، فهذا التحقيق الذي ذكرته أنا يجعلني أشك في التصحيح الذي نقله المناوي عن العراقي، والحق أنه ضعيف كما رمز له السيوطي، ولولا أن في معناه ما يدل على بطلانه لاقتصرنا على تضعيفه، ذلك لأن الإسلام لا يرتبط عزه بالعرب فقط بل قد يعزه الله بغيرهم من المؤمنين
    ........
    ........فثبت أن الإسلام يعز ويذل بعز أهله وذله سواء كانوا عربا أو عجما، "ولا فضل لعربي على عجمي إلا بالتقوى "، فاللهم أعز المسلمين وألهمهم الرجوع إلى كتابك وسنة نبيك حتى تعز بهم الإسلام.
    بيد أن ذلك لا ينافي أن يكون جنس العرب أفضل من جنس سائر الأمم، بل هذا هو الذي أؤمن به وأعتقده وأدين الله به - وإن كنت ألبانيا فإني مسلم ولله الحمد - ذلك لأن ما ذكرته من أفضلية جنس العرب هو الذي عليه أهل السنة والجماعة، ويدل عليه مجموعة من الأحاديث الواردة في هذا الباب منها قوله صلى الله عليه وسلم: " إن الله اصطفى من ولد إبراهيم واصطفى من ولد إسماعيل بني كنانة، واصطفى من بني كنانة قريشا، واصطفى من قريش بني هاشم واصطفاني من بني هاشم ".
    رواه أحمد (4 / 107) والترمذي (4 / 392) وصححه وأصله في " صحيح مسلم " (7 / 48) وكذا البخاري في " التاريخ الصغير " (ص 6) من حديث واثلة بن الأسقع، وله شاهد عن العباس بن عبد المطلب، عند الترمذي وصححه، وأحمد، وآخر عن ابن عمر عند الحاكم (4 / 86) وصححه.
    ولكن هذا ينبغي ألا يحمل العربي على الافتخار بجنسه، لأنه من أمور الجاهلية التي أبطلها نبينا محمد العربي صلى الله عليه وسلم على ما سبق بيانه، كما ينبغي أن لا نجهل السبب الذي به استحق العرب الأفضلية، وهو ما اختصوا به في عقولهم وألسنتهم وأخلاقهم وأعمالهم، الأمر الذي أهلهم لأن يكونوا حملة الدعوة الإسلامية إلى الأمم الأخرى، فإنه إذا عرف العربي هذا وحافظ عليه أمكنه أن يكون مثل سلفه عضوا صالحا في حمل الدعوة الإسلامية، أما إذا هو تجرد من ذلك فليس له من الفضل شيء، بل الأعجمي الذي تخلق بالأخلاق الإسلامية هو خير منه دون شك ولا ريب، إذ الفضل الحقيقي إنما هو اتباع ما بعث به محمد صلى الله عليه وسلم من الإيمان والعلم، فكل من كان فيه أمكن، كان أفضل، والفضل إنما هو بالأسماء المحددة في الكتاب والسنة مثل الإسلام والإيمان والبر والتقوى والعلم، والعمل الصالح والإحسان ونحوذلك، لا بمجرد كون الإنسان عربيا أو أعجميا، كما قال شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله، وإلى هذا أشار صلى الله عليه وسلم بقوله: " من بطأ به عمله لم يسرع به نسبه " رواه مسلم، ولهذا قال الشاعر العربي:
    لسنا وإن أحسابنا كرمت * * * يوما على الأحساب نتكل
    نبني كما كانت أو ائلنا * * * تبني ونفعل مثل ما فعلوا
    وجملة القول: إن فضل العرب إنما هو لمزايا تحققت فيهم فإذا ذهبت بسبب إهمالهم لإسلامهم ذهب فضلهم، ومن أخذ بها من الأعاجم كان خيرا منهم، " لا فضل لعربي على أعجمي إلا بالتقوى "، ومن هنا يظهر ضلال من يدعوإلى العروبة وهو لا يتصف بشيء من خصائصها المفضلة، بل هو أو ربي قلبا وقالبا!


  8. #8

    افتراضي رد: هل حديث: (حب العرب إيمان وبغضهم نفاق) ثابت؟

    هناك حديث ( أحبوا الفقراء وجالسوهم، وأحب العرب من قلبك وليردك عن الناس ما تعلم من قلبك ).
    أخرجه الحاكم (4 / 332) فقال:
    أخبرنا أبو بكر بن أبي نصر المروزي حدثنا محمد بن غالب حدثنا عمر بن عبد الوهاب الرياحي عن الحجاج بن الأسود عن محمد بن واسع عن أبي صالح
    عن أبي هريرة
    قال: قال رسول الله فذكره، وقال: " صحيح الإسناد، إن كان عمر الرياحي سمع من حجاج بن الأسود ". وقال الذهبي: " حجاج ثقة ".
    وذكر هذا الحديث المنذري في الترغيب والترهيب (4/141)، والسيوطي في الجامع الصغير (226) وعزاه إلى الحاكم وذكرا مقالته وهي "إسناد صحيح" فقط.
    وضعف هذا الحديث الألباني في السلسلة الضعيفة (1838) وأسباب تضعيفه :
    - شك الحاكم في سماع
    عمر بن عبد الوهاب الرياحي عنالحجاج بن الأسود .
    لكن انتفى هذه الشبهة الإمام الألباني وقال:
    (فإن الرياحي ثقة أيضا من رجال مسلم، وقد روى عن إبراهيم بن سعد، وجويرية بن أسماء وغيرهما من هذه الطبقة، وقد رويا عن بعض التابعين مثل نافع والزهري وصالح بن كيسان وغيرهم، وحجاج بن الأسود من طبقتهما، فإنه روى عن التابعين أيضا مثل ثابت البناني وأبي نضرة وجابر بن زيد،
    فهو ممن يمكن للرياحي أن يلقاه ويسمع منه، فلماذا شك الحاكم في سماعه منه؟ لست أدري
    ). اهـ.
    -وجود طابع التصوف.
    قال الألباني: (ولكن القلب لم ينشرح لصحة الحديث، فإن عليه طابع التصوف).

    -ولعله العلة من محمد بن غالب التمار
    قال الألباني: (ويمكن أن تكون العلة من محمد بن غالب، فإنه وإن كان ثقة، فقد وهم في أحاديث كما قال الدارقطني). اهـ.
    قلت: محمد بن غالب التمار :
    ذكره ابن حبان في الثقات وقال :"كان متقنا صاحب دعابة "، وقال الحاكم في سؤلات مسعود بن علي السجزي : ثقة مأمون ، ولم يضره كلام موسى بن هارون فيه
    وقال ابن العماد الحنبلي: "
    ثقة"، وقال ابن أبي حاتم الرازي: "صدوق"، وقال الخطيب البغدادي: "كان كثير الحديث صدوقا حافظا".
    - ثم جعل العلة آكدة على أبي بكر المروزي لعدم معرفته له.
    قال الألباني: (
    على أني لم أعرف أبا بكر المروزي هذا).
    قلتُ: ورد ترجمته في الروض الباسم في تراجم شيوخ الحاكم (2:880)
    [ثقة عابد فاضل]:
    (
    محمَّد بن أحمد بن محمَّد بن حاتم، أبو بكر بن أبي نصر، المَرْوَزِي، الدّاربُردِي.
    حدَّث عن: أبي الموجه محمَّد بن عمرو المروزي، وأبي عبد الله محمَّد بن إبراهيم البوشنجي، وأحمد بن محمَّد بن عيسى القاضي البرتي، وعبد الله بن روح المدايني، وغيرهم.
    وعنه: أبو عبد الله الحاكم في "مستدركه" ووصفه المعدل، ومرةً بالمزكي، وذكر أنه حدثه بمرو، وعبد الجبار بن محمَّد بن عبد الله بن محمَّد بن الجراح، أبو محمَّد الجراحي.
    قال الحاكم في "سؤالات السجزي": وأما شيخنا أبو بكر بن أبي نصر فإني رحلت إلى مرو، وأول ما دخلتها سنة اثنتين وأربعين وثلاثمائة،وليس بها من يُقَدَّم عليه في الصدق والعدالة، وكان من مزكيها. وسمعت أبا عبد الرحمن محمَّد بن مأمون الحافظ -وشكوت إليه عسرًا في أبي العباس المحبوبي- فقال لي: ينبغي أن تغنم السماع من أبي بكر بن أبي نصر، وليس في مدينتنا هذه أورع منه، ولا أقدم ثروة، ولا أصدق لهجة منه، رحل به أبوه سنة سبع وسبعين ومائتين، وإنما فاته السماع من أبي حاتم الرازي بأيام يسيرة، مات قبل أن يدخلها.
    وقال الشيخ الألباني: لم أجد له ترجمته، ولم يذكره السمعاني، وفي "تاريخ جرجان" للسهمي (403/ 852): أبو الفضل محمَّد بن أحمد بن حاتم الفرقدي الجرجاني، كان يترأس في وسط السوق، ويتفقه على الشافعي، وكان له أفضال، توفي سنة ثماني عشرة وثلاثمائة، قلت: فلا أدري إذا كان هو هذا أو غيره اهـ.
    قال مقيده -عفا الله عنه-: هو غيره قطعًا؛ لأنه توفي سنة ثماني عشرة وثلاثمائة، وولد الحاكم سنة إحدى وعشرين وثلاثمائة، أي بعد موته بثلاث سنين، والله الموفق.
    تنبيه: ذكر محقق "المعرفة" أن في هامشها: قال ابن السمرقندي: دار برد من قرى مرو.
    قلت: [ثقة عابد فاضل] ولولا شهرته لاكتفيت بكونه صدوقًا.) اهـ.
    - ولكن يبقى العلة الأساسية الشك في الانقطاع حتى جعلت الألباني يردُّ تصحيح من صححه من كل من السيوطي والمناوي فقال:
    (وأما المناوي فقال في " فيضه ": " قال الحاكم: صحيح. وأقره الذهبي، وتبعهما المصنف، فرمز لصحته ".
    قلت: فهذا خطأ على الحاكم، لأنه أعله بالانقطاع كما رأيت، والذهبي لم يصححه. وأما السيوطي فلا قيمة لرمزه! والله أعلم.)

  9. #9
    تاريخ التسجيل
    Jun 2011
    المشاركات
    11,596

    افتراضي رد: هل حديث: (حب العرب إيمان وبغضهم نفاق) ثابت؟


  10. #10
    تاريخ التسجيل
    Nov 2010
    الدولة
    بلاد دعوة الرسول عليه السلام
    المشاركات
    13,561

    افتراضي رد: هل حديث: (حب العرب إيمان وبغضهم نفاق) ثابت؟

    مراجعة كتاب " العراقي " رحمه الله
    كتاب جميل
    صحح بعض الآثار والأحاديث الثابتة في فضل العرب

    ولشيخ الاسلام كلام نفيس حول جنس العرب

الكلمات الدلالية لهذا الموضوع

ضوابط المشاركة

  • لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
  • لا تستطيع الرد على المواضيع
  • لا تستطيع إرفاق ملفات
  • لا تستطيع تعديل مشاركاتك
  •