الحمدُ للهِ الذي بنعمتهِ اهتدَى الْمُهتَدُونَ، وبعدلهِ ضَلَّ الضَّالُون، (لَا يُسْأَلُ عَمَّا يَفْعَلُ وَهُمْ يُسْأَلُونَ)، أحمدُهُ سُبحانهُ حَمْدَ عبدٍ نزَّهَ رَبَّهُ عمَّا يقولُ الظالمونَ، وأشهدُ أنْ لا إلهَ إلاَّ اللهُ وحدَهُ لا شريكَ له، وسُبحان (اللَّهِ رَبِّ الْعَرْشِ عَمَّا يَصِفُونَ)، وأشهدُ أنَّ محمداً عبدُه ورسولُه وخليلُه الصادق المأمون، اللهُمَّ صَلِّ على عبدكَ ورسولِكَ محمدٍ وعلى آله وأصحابه الذين هُمْ بهديهِ مُستمسكون، وسلَّم تسليماً كثيراً.
أما بعد: فيا أيها الناسُ ﴿ اتَّقُوا اللَّهَ حَقَّ تُقَاتِهِ وَلَا تَمُوتُنَّ إِلَّا وَأَنْتُمْ مُسْلِمُونَ ﴾ [آل عمران: 102].
أيها المسلمون: ليسَ شيءٌ أخوفَ على الصالحين من سوءِ الخاتمة، فإذا ذُكِرَت انفَطَرَت لها القلوب، وتشقَّقت وانصدعت وتقطَّعت لها الأكباد، كيفَ لا والخاتمةُ مُغَيَّبةٌ، والأقدارُ غالبةٌ، والنبيُّ صلَّى اللهُ عليهِ وسلَّم يقولُ: (رُفِعَتِ الأقلامُ وجَفَّتْ الصُّحُفُ) رواه الترمذيُّ وقال: (حَسَنٌ صحيحٌ).
كيفَ لا والنبيُّ صلَّى اللهُ عليهِ وسلَّم: (إنَّ الرَّجُلَ ليَعْمَلُ الزَّمَنَ الطوِيلَ بعَمَلِ أهلِ الجنَّةِ، ثمَّ يُخْتَمُ لهُ عَمَلُهُ بعَمَلِ أهلِ النارِ، وإنَّ الرَّجُلَ ليَعْمَلُ الزَّمَنَ الطوِيلَ بعَمَلِ أهلِ النَّارِ، ثمَّ يُخْتَمُ لهُ عَمَلُهُ بعَمَلِ أهلِ الجنَّةِ) رواه مسلم.
وقال صلَّى اللهُ عليهِ وسلَّمَ: (إنَّ الرَّجُلَ ليَعْمَلُ عَمَلَ أهلِ الجنَّةِ فيما يَبْدُو للناسِ وهُوَ من أهلِ النارِ، وإنَّ الرَّجُلَ ليَعْمَلُ عَمَلَ أهلِ النارِ فيما يَبْدُو للناسِ وهُوَ من أهلِ الجنَّةِ) متفقٌ عليه.
فقد يُرَى الإنسانُ طائعاً مُخبتاً، وقلبُه فاجرٌ فاسدٌ، قد دُسَّت فيه دسائسُ السوءِ الخفيَّة، قال ابنُ رجبٍ: (إنَّ دَسَائسَ السُّوءِ الخَفِيَّةِ تُوجبُ سُوءَ الخاتمةِ، وقد كانَ النبيُّ صلَّى اللهُ عليهِ وسلَّمَ يُكْثِرُ أنْ يقولَ في دُعائهِ: «يا مُقلِّبَ القُلُوبِ ثبِّتْ قلْبي على دينكَ، فقيلَ لهُ: يا نبيَّ اللهِ آمنَّا بكَ وبما جئْتَ بهِ، فهلْ تخافُ علينا؟ فقالَ: نعم، إنَّ القُلُوبَ بينَ أُصبُعينِ من أصابعِ اللهِ عزَّ وجلَّ يُقلِّبُها كيفَ شاءَ») انتهى.
فيومُ القيامةِ تَظْهرُ الفضائحُ، قال تعالى ﴿ وَبَدَا لَهُمْ مِنَ اللَّهِ مَا لَمْ يَكُونُوا يَحْتَسِبُونَ ﴾ [الزمر: 47]، قال الرازيُّ: (أيْ: ظَهَرَتْ لهم أنواعٌ منَ العِقَابِ لم تكُن في حسابهِمْ) انتهى.
قال القرطبيُّ: (قالَ عكرمةُ ابنُ عَمَّارٍ: جَزِعَ محمدُ بنُ الْمُنْكَدِرِ عندَ مَوْتِهِ جَزَعاً شديداً، فقيلَ لهُ: ما هذا الجزعُ؟ قال: أخافُ آيةً من كتابِ اللهِ: ﴿ وَبَدَا لَهُمْ مِنَ اللَّهِ مَا لَمْ يَكُونُوا يَحْتَسِبُونَ ﴾ [الزمر: 47]، فأنا أخْشَى أنْ يَبْدُوَ لي ما لم أكُنْ أحتَسِبُ) انتهى.
عبادَ الله: مِنْ أخطرِ الدسائسِ التي تُوجبُ سوءَ الخاتمة:
أولاً: النفاق والرِّياء: فالمؤمنُ يَخافُ على نفسهِ النفاق الأصغر، من الكذبِ في الحديث، وإخلافِ الوعد، وخيانةِ الأمانةِ، والفُجورِ في الخصومةِ، قال ابنُ رَجَبٍ: (ومِنْ هُنا كانَ الصحابةُ ومَنْ بعدَهُمْ من السَّلَفِ الصالحِ يَخافُونَ على أنفُسهِمُ النِّفاقَ، ويَشْتَدُّ قَلَقُهُمْ وجَزَعُهُمْ منهُ، فالمؤمنُ يَخافُ على نفْسِهِ النِّفاقَ الأصْغَرَ، ويخافُ أنْ يَغْلِبَ ذلكَ عليهِ عندَ الخاتمةِ، فيُخْرِجُهُ إلى النِّفاقِ الأكْبَرِ) انتهى.
وقال الإمامُ البخاري في صحيحهِ: (بابُ خَوْفِ المؤمنِ منْ أنْ يَحْبَطَ عَمَلُهُ وهوَ لا يَشْعُرُ، وقالَ إبراهيمُ التَّيْمِيُّ: «ما عَرَضْتُ قولي على عَمَلي إلا خَشِيتُ أنْ أكونَ مُكَذِّباً»، وقالَ ابنُ أبي مُلَيْكَةَ: «أدركْتُ ثلاثينَ منْ أصحابِ النبيِّ صلَّى اللهُ عليهِ وسلَّمَ، كُلُّهُمْ يَخَافُ النِّفاقَ على نفْسِهِ، ما منهُمْ أحَدٌ يقولُ: إنهُ على إيمانِ جبرِيلَ وميكائيلَ»، ويُذكَرُ عنِ الحسَنِ: «ما خافَهُ إلاَّ مؤمنٌ، ولا أَمِنَهُ إلاَّ مُنافقٌ، وما يُحْذَرُ منَ الإصرارِ على النِّفاقِ والعِصيانِ منْ غيرِ توبَةٍ) انتهى.
ثانياً: ومِن دَسَائسِ السُّوءِ التي قد تُؤدِّي إلى سُوءِ الخاتمةِ إنْ لم يُتبْ منها: الْمَكْرُ والخديعة: قال تعالى: ﴿ أَفَأَمِنَ الَّذِينَ مَكَرُوا السَّيِّئَاتِ أَنْ يَخْسِفَ اللَّهُ بِهِمُ الْأَرْضَ أَوْ يَأْتِيَهُمُ الْعَذَابُ مِنْ حَيْثُ لَا يَشْعُرُونَ * أَوْ يَأْخُذَهُمْ فِي تَقَلُّبِهِمْ فَمَا هُمْ بِمُعْجِزِينَ * أَوْ يَأْخُذَهُمْ عَلَى تَخَوُّفٍ فَإِنَّ رَبَّكُمْ لَرَءُوفٌ رَحِيمٌ ﴾ [النحل: 45 - 47].
ثالثاً: الكِبْرُ والعُجْبُ: قال تعالى: ﴿ سَأَصْرِفُ عَنْ آيَاتِيَ الَّذِينَ يَتَكَبَّرُونَ فِي الْأَرْضِ بِغَيْرِ الْحَقِّ ﴾ [الأعراف: 146]، وقال تعالى: ﴿ تِلْكَ الدَّارُ الْآخِرَةُ نَجْعَلُهَا لِلَّذِينَ لَا يُرِيدُونَ عُلُوًّا فِي الْأَرْضِ وَلَا فَسَادًا وَالْعَاقِبَةُ لِلْمُتَّقِينَ ﴾ [القصص: 83].
رابعاً: الْحَسَدُ والحِقْدُ: قال ابنُ القيِّم رحمه الله: (إن الحَسَد في الحقيقَة نوعٌ من مُعاداةِ الله، فإنهُ يَكْرهُ نعْمَة الله على عَبده وَقد أحبَّها الله.. فَهُوَ مضادٌ لله في قَضَائِهِ وَقدره ومحبته وكراهته، ولذلك كَانَ إبليسُ عدوَّه حَقِيقَة، لأن ذنبه كانَ عَن كبرٍ وحَسَدٍ) انتهى.
خامساً: عقوق الوالدين: قال أبو إسحاق الفَزَارِيُّ لعبدِ اللهِ بنِ الْمُباركِ: (يا أبا عبدِ الرحمنِ، كانَ رجُلٌ من أصحابنا جَمَعَ منَ العِلْمِ أكثَرَ مما جَمَعْتَ وجَمَعْتُ، فاحْتُضِرَ، فشَهِدْتُهُ، فقالَ لهُ: قُلْ لا إلهَ إلا اللهُ، فيقولُ: لا أستطيعُ أنْ أقُولَها، ثمَّ تكَلَّمَ، فيَتَكَلَّمُ، قالَ ذلكَ مرَّتينِ، فلمْ يَزَلْ على ذلكَ حتى ماتَ، قالَ: فسَأَلْتُ عنهُ، فقيلَ: كانَ عاقَّاً بوالديهِ، فظَنَنْتُ أنَّ الذي حُرِمَ كَلِمَةَ الإخلاصِ لعُقُوقهِ بوالديْهِ) رواه ابنُ أبي الدنيا في كتاب المحتضرين.
سادساً: شُرْبُ الخمرِ: قال الرَّبيعُ بنُ مُرَّةَ: (أدركْتُ الناسَ بالشامِ وقيلَ لرَجُلٍ يا فُلانُ: قُلْ لا إلهَ إلاَّ اللهُ، قالَ: اشْرَبْ واسْقِني) رواه البيهقيُّ في شعب الإيمان.
سابعاً: اللَّعِبُ بالشِّطْرَنج: (قالَ مجاهدٌ رضيَ اللهُ عنهُ: ما منْ مَيِّتٍ يَمُوتُ إلا مُثِّلَ لهُ جُلَسَاؤُهُ الذي كانَ يُجَالِسُهُمْ، فاحْتُضِرَ رجُلٌ ممن كانَ يَلْعَبُ بالشِّطْرَنْجِ، فقيلَ لهُ: قُلْ لا إلهَ إلا اللهُ، فقالَ: شَاهَك، ثمَّ ماتَ، فغَلَبَ على لسانهِ ما كانَ يَعْتَادُهُ في حالِ حَياتهِ من اللَّعبِ بها) انتهى.
الخطبة الثانية
إنَّ الحمدَ للهِ، نحمدُهُ ونستعينُهُ، مَنْ يهدِهِ اللهُ فلا مُضِلَّ لهُ، ومنْ يُضْلِلْ فلا هاديَ لهُ، وأشهدُ أنْ لا إلهَ إلاَّ اللهُ وحْدَهُ لا شريكَ لهُ، وأنَّ محمداً عبدُهُ ورسُولُهُ.
أمَّا بعدُ: (فإنَّ خَيْرَ الحديثِ كِتابُ اللهِ، وخيرُ الْهُدَى هُدَى مُحمَّدٍ، وشَرُّ الأُمُورِ مُحْدَثاتُها، وكُلُّ بدعَةٍ ضَلالَةٌ)، و(لا إيمانَ لِمَن لا أَمانةَ لَهُ، ولا دِينَ لِمَنْ لا عَهْدَ لَهُ).
أيها المسلمون: ومن دسائس السوء التي قد تُؤدِّي إلى سُوءِ الخاتمةِ إنْ لم يُتبْ منها:
ثامناً: النَّظَرُ إلى الْحَرَامِ: قال ابنُ القيم: (يُرْوَى أنهُ كانَ بمِصْرَ رجُلٌ يَلْزَمُ مَسجداً للأذانِ والصلاةِ، وعليهِ بَهَاءُ الطاعةِ وأنوارُ العبادةِ، فَرَقيَ يوماً الْمَنارةَ على عادتهِ للأذانِ، وكانَ تحتَ الْمَنارةِ دارٌ لنصرانيٍّ، فاطَّلَعَ فيها فَرَأى ابنةَ صاحبِ الدارِ فافْتُتنَ بها، فتَرَكَ الأذانَ، ونَزلَ إليها، ودَخَلَ الدارَ عليها، فقالت لهُ: ما شأْنُكَ وما تُرِيدُ؟ قالَ: أُرِيدُكِ، فقالتْ: لِماذا؟ قالَ: قدْ سَبَيْتِ لُبِّي، وأخذتِ بِمَجامعِ قَلْبي، قالتْ: لا أُجيبُكَ إلى رِيبَةٍ أبداً، وقالَ: أتزَوَّجُكِ؟ قالتْ: أنتَ مُسْلِمٌ وأنا نصرانيَّةٌ وأبي لا يُزَوِّجُني مِنْكَ، قالَ: أَتنَصَّرُ، قالتْ: إنْ فَعَلْتَ أَفْعَلُ، فتَنَصَّرَ الرجُلُ ليتَزَوَّجها، وأقامَ معَهُمْ في الدارِ، فلَمَّا كانَ في أثناءِ ذلكَ اليومِ، رَقِيَ إلى سَطْحٍ كانَ في الدارِ فَسَقَطَ منهُ فمَاتَ، فلَمْ يَظْفَرْ بها، وفاتَهُ دينُهُ) انتهى.
تاسعاً: العِشقُ، ذكَرَ ابنُ القيِّم أنَّ رَجَلاً عَشَق رَجُلاً، فتركَهُ المعشوقُ، فَمَرضَ العاشقُ حتى لَزِمَ الفِراش، وتوَسَّطَ بعضُ الناسِ عندَ المعشوقِ ليزورَ العاشقَ، فوافق، وأخبروا المريض ففرح فرحاً شديداً، ثم رفضَ المعشوقُ وقال: لا أدخلُ مواقع الرِّيبة، فسقط العاشق المريض وقال كلمةَ الكفر بأن رضا المعشوق أشهى إليه من رحمة الله، ومات على ذلك، فَعِيَاذاً باللهِ من سُوءِ الخاتمةِ.
فعليكَ أيها المسلمُ أن تخافَ ذُنوبَكَ، فقد تَخْذُلَكَ ذُنُوبُكَ عندَ الموتِ، فتَحُولُ بينكَ وبينَ الخاتمةِ الحُسْنَى، قال ابنُ رَجَبٍ: (وفي الجُملةِ: فالخَواتيمُ مِيراثُ السَّوابقِ، فكُلُّ ذلكَ سَبَقَ في الكتابِ السابقِ، ومِنْ هُنا كانَ يَشْتَدُّ خَوْفُ السَّلَفِ منْ سُوءِ الخواتيمِ، ومنهُمْ مَن كانَ يَقْلَقُ من ذِكْرِ السوابقِ، وقد قيلَ: إن قلُوبَ الأبرارِ مُعلَّقَةٌ بالخواتيمِ، يقولُونَ: بماذا يُختَمُ لَنا؟ وقُلوبُ المقرَّبينَ مُعلَّقةٌ بالسوابقِ، يقولُونَ: ماذا سَبَقَ لَنا، وبكَى بعضُ الصحابةِ عندَ مَوتِهِ، فسُئِلَ عن ذلكَ فقالَ: سَمِعْتُ رسولَ اللهِ صلَّى اللهُ عليهِ وسلَّمَ يقولُ: «إن اللهَ تعالى قَبَضَ خَلْقَهُ قبضَتينِ، فقالَ: هؤلاءِ في الجنَّةِ، وهؤلاءِ في النارِ»، ولا أَدْرِي في أيِّ القَبضتينِ كُنتُ؟ قالَ بعضُ السَّلَفِ: ما أبكَى العُيُونَ ما أبكاهَا الكِتابُ السابقُ، وقالَ سُفيانُ لبعضِ الصالحينَ: هلْ أبكاكَ قَطُّ عِلْمُ اللهِ فيكَ؟ فقالَ لهُ ذلكَ الرَّجُلُ: تَرَكَني لا أَفْرَحُ أَبداً.
وكانَ سُفيانُ يَشْتَدُّ قَلَقُهُ من السوابقِ والخواتيمِ، فكانَ يَبكي ويقولُ: أَخافُ أنْ أكُونَ في أُمِّ الكتابِ شَقِيَّاً، ويَبكي، ويقولُ: أخافُ أنْ أُسْلَبَ الإيمانَ عندَ الموتِ.. وقال حاتمٌ الأَصَمُّ: مَنْ خلا قلْبُهُ من ذِكْرِ أربعةِ أخطارٍ، فهوَ مُغْتَرٌّ فلا يَأْمَنُ الشقاءَ: الأولُ: خَطَرُ يومِ الْمِيثاقِ حين قالَ: هؤلاءِ في الجنَّةِ ولا أُبالي، وهؤلاءِ في النارِ ولا أُبالي، فلا يُعْلَمُ في أيِّ الفريقينِ كانَ، والثاني: حينَ خُلِقَ في ظُلُماتٍ ثلاثٍ، فنُودِيَ الْمَلَكُ بالسعادةِ والشقاوةِ، ولا يَدْرِي: أَمِنَ الأشقياءِ هوَ أمْ من السعداءِ؟ والثالثُ: ذِكْرُ هَوْلِ الْمَطْلَعِ، ولا يَدري أيُبَشَّرُ برضَا اللهِ أوْ بسخطهِ؟ والرابعُ: يومَ يَصْدُرُ الناسُ أَشْتاتاً، ولا يدري، أيُّ الطريقينِ يُسْلَكُ بهِ) انتهى.
يا وليَّ الإسلامِ وأَهْلِهِ، ثبِّتْنا بهِ حتى نلْقَاكَ، آمين، يا مُقلِّبَ القُلوبِ ثبِّت قلوبنا على دِينكَ، آمين، اللهُمَّ مُصَرِّفَ القُلُوبِ صَرِّفْ قُلُوبَنا على طاعتكَ، آمين.

رابط الموضوع: https://www.alukah.net/sharia/0/133394/#ixzz5j4sxqebs