تابعونا على المجلس العلمي على Facebook المجلس العلمي على Twitter
الدكتور سعد بن عبد الله الحميد


النتائج 1 إلى 3 من 3

الموضوع: صفة العلم لله تعالى

  1. #1
    تاريخ التسجيل
    Jan 2012
    المشاركات
    7,880

    افتراضي صفة العلم لله تعالى

    قال الله سبحانه وتعالى {وَهُوَ بِكُلِّ شَيْءٍ عَلِيمٌ} فيه إثبات صفة العلم، وصفة العلم صفة ذاتية لله سبحانه وتعالى، كصفة الحياة، وكصفة القيومية، وإن كانت صفة القيومية ترجع إليها صفات الفعل لكن هو قيوم سبحانه وتعالى أزلاً وأبداً، قائم بنفسه ومقيم لغيره من خلقه، فالعلم صفة ذاتية، وذكرنا في السابق أن الصفات تنقسم إلى قسمين: ذاتية، وفعلية، والذاتية تنقسم إلى قسمين:صفات لازمة، وصفات متعدية، فالصفات اللازمة كصفة الحياة، والصفات المتعدية هي أكثر ما ذكر الله عز وجل من صفاته، كالسمع، والبصر، والعلم، والإرادة، والقدرة، والكلام فكلها متعدية، وكذلك الصفات الفعلية تنقسم هذا الانقسام، فمنها ما هو لازم، ومنها ما هو متعدٍ، فمن اللازم في الصفات الفعلية الاستواء والمجيء والإتيان، وأما المتعدي فكالرزق والإحياء والإماتة.
    ثم ذكر المؤلف رحمه الله في إثبات هذه الصفة لله عز وجل -صفة العلم- قوله تعالى: {وَهُوَ الْعَلِيمُ الْحَكِيمُ} وفي هذه الآية إثبات صفتين لله سبحانه وتعالى: صفة العلم وصفة الحكمة، والعلم قد تقدم في قوله تعالى: {وَهُوَ بِكُلِّ شَيْءٍ عَلِيمٌ}
    واعلم أن علم الله سبحانه وتعالى يتعلق بكل شيء، ولذلك جاء متعلقاً بجميع الأشياء في قوله: {وَهُوَ بِكُلِّ شَيْءٍ عَلِيمٌ} ، وقال سبحانه وتعالى: {رَبَّنَا وَسِعْتَ كُلَّ شَيْءٍ رَحْمَةً وَعِلْماً}، وقال: {وَسِعَ كُلَّ شَيْءٍ عِلْماً} أي: وسع علمه كل شيء، فعلم الله سبحانه وتعالى يتعلق -من حيث الزمن- بالماضي والمستقبل والحاضر، ومن حيث الأشياء - يتعلق بالممكنات والمعدومات والممتنعات، ويتعلق علمه سبحانه وتعالى بفعله وبفعل غيره، فعلمه سبحانه وتعالى أحاط بكل شيء، ولبيان هذا ذكر المؤلف رحمه الله قوله تعالى: {يَعْلَمُ مَا يَلِجُ فِي الأَرْضِ وَمَا يَخْرُجُ مِنْهَا وَمَا يَنزِلُ مِنْ السَّمَاءِ وَمَا يَعْرُجُ فِيهَا} ، (ما يلج في الأرض) أي: ما يدخل فيها، (وما يخرج منها) من النبات وغيره، (وما ينزل من السماء) أي: من الملائكة والمطر والوحي وغير ذلك، (وما يعرج فيها) أي: ما يصعد إليها من الملائكة، ومن أعمال العباد وغير ذلك مما لا نعلمه، ولبيان تفصيل علم الله عز وجل وأنه أحاط بالكليات والجزئيات قال المؤلف رحمه الله في الاستدلال في هذا: [وقوله تعالى: {وَعِنْدَهُ مَفَاتِحُ الْغَيْبِ} ، و (مفاتح): جمع مفتح، وهو آلة فتح المغلق كالمفتاح، ولكن (المفتح) أفصح كما قال بعضهم، والغيب كل ما خفي على الإنسان ولم يدركه، سواء أكان غيباً كلياً أم غيباً جزئياً، فالغيب الكلي يكون في المستقبلات كعلم الساعة، والغيب الجزئي النسبي هو ما يعلمه غيرك ويخفى عليك، ومفاتح الغيب هي التي ذكرها الله عز وجل في قوله: {إِنَّ اللَّهَ عِنْدَهُ عِلْمُ السَّاعَةِ وَيُنَزِّلُ الْغَيْثَ وَيَعْلَمُ مَا فِي الأَرْحَامِ وَمَا تَدْرِي نَفْسٌ مَاذَا تَكْسِبُ غَداً وَمَا تَدْرِي نَفْسٌ بِأَيِّ أَرْضٍ تَمُوتُ إِنَّ اللَّهَ عَلِيمٌ خَبِيرٌ} ، وهكذا بينها رسول الله صلى الله عليه وسلم فيما ثبت عنه في الصحيح حيث قال: (مفاتح الغيب خمسة) ، وبينها بهذه الآية.
    قال تعالى: {لا يَعْلَمُهَا إِلاَّ هُوَ}
    ، فبعد أن بين أن مفاتح الغيب عنده نفى علمها عن غيره، فقال: {لا يَعْلَمُهَا إِلاَّ هُوَ} ، وبين شمول علمه فقال: {وَيَعْلَمُ مَا فِي الْبَرِّ وَالْبَحْرِ وَمَا تَسْقُطُ مِنْ وَرَقَةٍ إِلاَّ يَعْلَمُهَا} ، وهذا لبيان إحاطة علمه لما في الجو؛ لأنه ذكر البر والبحر، ثم ذكر الجو في قوله: {وَمَا تَسْقُطُ مِنْ وَرَقَةٍ} ؛ لأن الأوراق الغالب فيها أن تكون في الجو.
    قال تعالى: {وَمَا تَسْقُطُ مِنْ وَرَقَةٍ إِلاَّ يَعْلَمُهَا وَلا حَبَّةٍ فِي ظُلُمَاتِ الأَرْضِ} وهذا ليبين أن علمه يشمل ما خفي واندثر في باطن الأرض، قال تعالى: {وَلا رَطْبٍ وَلا يَابِسٍ} ، وهذا يعم كل شيء، والمخلوق لا يخلو أن يكون رطباً أو يابساً من العاقلات ومن غير العاقلات، قال تعالى: {إِلاَّ فِي كِتَابٍ مُبِينٍ} ، فهو يعلم كل ذلك، وكل ذلك في كتاب مبين، وهو اللوح المحفوظ، وهذا يدل على سعة علم الله سبحانه وتعالى، وأنه محيط بكل شيء، فما من حركة ولا سكون في هذا الكون إلا بعلمه، فحركة الأشجار والأسماك في قاع المحيطات لا تكون إلا بعلمه جل وعلا، وهذا هو الذي دل عليه الكتاب والسنة، قال سبحانه وتعالى في بيان اتصافه بهذه الصفة: {وَمَا تَحْمِلُ مِنْ أُنْثَى وَلا تَضَعُ إِلاَّ بِعِلْمِهِ} فقوله تعالى: ((وما تحمل من أنثى)) يصدق على كل أنثى من البشر وغيرهم، (وَلا تَضَعُ) يعني: ولا تضع ما في بطنها (إِلاَّ بِعِلْمِهِ) يعني: إلا وذلك بعلم منه سبحانه وتعالى، فالباء هنا للمصاحبة والملابسة، أي أن ذلك حاصل بعلم منه سبحانه وتعالى.
    قال رحمه الله تعالى: [وقوله: {لِتَعْلَمُوا أَنَّ اللَّهَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ وَأَنَّ اللَّهَ قَدْ أَحَاطَ بِكُلِّ شَيْءٍ عِلْماً}
    هذا أيضاً فيه إثبات سعة علمه سبحانه وتعالى، وأن علمه محيط بكل شيء. [شرح الواسطية - للشيخ خالد المصلح]

  2. #2
    تاريخ التسجيل
    Jan 2012
    المشاركات
    7,880

    افتراضي رد: صفة العلم لله تعالى

    و يقول الشيخ صالح ال الشيخ - صفة العلم لله جل وعلا أنها كسائر الصفات لله تبارك وتعالى وهي أنها صفة مستقلة ذاتية قائمة بالذات لكن ليست هي عين الذات فـ (الْعَلِيمُ) من أسماء الله جل وعلا هو ذو العلم الواسع وليس معناه أنه (الْعَلِيمُ) بذاته وإنما هو (عليم) بالعلم .
    يعبر المعتزلة عن ذلك بقولهم عليم بلا علم .
    معنى قولهم (عليم بلا علم) يعني عليم بلا صفة زائدة عن ذاته هي العلم ، وهكذا يقولون في سائر الصفات سميع بلا سمع ، يعني بلا صفة زائدة هي السمع بصير بلا بصر وحفيظ بلا حفظ ، وهكذا ، يعني أن الأسماء إما أن يفسروها بمخلوقات منفصلة وإما أن يفسروها بالذات .

    ومما ينبه عليه هنا أن أهل السنة يقولون (يعلم بعلم) وأما ما وقع في بعض الكتب من الكتب المنسوبة لأهل السنة ككتاب (الحيدة) مثل ا من أنه جل وعلا (يعلم بلا علم) هذا غلط ، أو قولهم (إننا لا نطلق هذه العبارة بعلم أو بغير علم لعدم ورودها) كذلك هذا غلط .
    والذي جاء في (الحيدة) هو كذلك في غيرها (أننا نقول يعلم ولا نقول بعلم ولا بغير علم)
    وهذا باطل لأن كونه جل وعلا يعلم معنى ذلك أن علمه متجدد بتجدد زمن الفعل ، لأن الفعل ينحل عن زمن وعن مصدر ، والمصدر مجرد من الزمن ، والزمن لا بد له من تجدد والذات لا يمكن أن تكون كذلك .
    فإذن التجدد راجع إلى حصول هذه الصفة باعتبار متعلقاتها ، وإذا صارت هذه الصفة متجددة باعتبار متعلقاتها يعني باعتبار المعلوم صار ذلك بعلم زائد على الذات ، المقصود من ذلك أن في هذه الآيات رد على طائفة من الضلال في باب الصفات وهم الذين يقولون إن صفات الله جل وعلا هي بالذات وليست زائدة عن الذات . الصفات غير الذات ، نعم ، صفات الله جل وعلا القول فيها كالقول في الذات لكن ذاته جل وعلا هي المتصفة بالصفات .
    فالصفات أمر زائد على الذات ولا يعقل أن توجد ذات ليست بمتصفة بالصفات بل الصفات تكون للذات ، وليس الذات وجودها عينه هو وجود الصفات ، بل ثم صفات وثم ذات .
    نعم الصفات لا يمكن أن تقوم بنفسها بل لا بد لها من ذات تقوم بها ، فإذن صفات الله جل وعلا ومنها (العلم) على ذلك ، وهذه مقدمة تصلح لجميع أنواع الصفات التي ستأتي .
    قال سبحانه وتعالى هنا ?يَعْلَمُ مَا يَلِجُ فِي الْأَرْضِ وَمَا يَخْرُجُ مِنْهَا
    وجه الدلالة هنا قوله (يَعْلَمُ) وكما ذكرت لكم ، الفعل المضارع ينحل عن مصدر وعن زمن .
    يعني بالمصدر اللي هو الصفة (يعلم) فيه العلم (العلم زائد زمن) فإذن فيه إثبات الصفة وهذا معنى كون الأفعال فيها إثبات الصفة لأن الفعل هو حدث وزيادة على الحدث وهو الزمن .

    قوله - يَعْلَمُ مَا يَلِجُ - وجه الدلالة أيضا أنه أتى بـ (مَا) وهي اسم موصول تدل على عموم ما كان في حيز صلتها ، يعني يعلم جميع الوالج في الأرض ، والوالج في الأرض متجدد ، متغير ؟
    كذلك يعلم جميع الذي يخرج من الأرض وهذا متغير .
    إذن فالعلم صفة لله جل وعلا ذاتية ، قائمة بذاته لكن المعلومات متجددة ، فإذن صفة العلم لله جل وعلا ثابتة أصلا وآحادها متعلقة بالمعلومات وبتجدد المعلومات .
    هنا قال - وَمَا يَنزِلُ مِنْ السَّمَاءِ وَمَا يَعْرُجُ فِيهَا -
    كذلك ، وهذه الآية تدل على علم الله جل وعلا -على علم الله جل وعلا بالصغير وبالكبير ، وبالجزئيات وكذلك بالكليات ، وجه الدلالة أنه أتى بـ (مَا) وهي لفظ يدل على عموم الأشياء ، يعني جميع ذلك ومنها أشياء يسيرة جزئية وليست كلها بكلية.
    قال جل وعلا بعدها - وَعِنْدَهُ مَفَاتِحُ الْغَيْبِ لا يَعْلَمُهَا إِلا هُوَ - .............
    قوله هنا - وَعِنْدَهُ مَفَاتِحُ الْغَيْبِ - يعني أن هذه يختص الله جل وعلا بها .
    و مَفَاتِحُ الْغَيْبِ -
    هي مجامعه وأصوله ،يعني أن مجامع الغيب وأصوله ، أو كما قال بعض أهل العلم الطرق الموصلة له التي ينكشف بها هي له جل وعلا وحده وليست لأحد من الخلق ولكن قد يطلع الله جل وعلا بعض خلقه على بعض مفردات الغيب لا على مفاتحه ، أما المَفَاتِحُ وهي الأصول والمجامع فهي عنده جل وعلا وحده .
    قال هنا - وَعِنْدَهُ مَفَاتِحُ الْغَيْبِ لا يَعْلَمُهَا إِلا هُوَ - وهذه ، قوله - لا يَعْلَمُهَا إِلا هُوَ? فيها حصر ، ووجه الحصر أنه أتى بأداة الاستثناء (إِلا) بعد النفي (لا) وأداة الاستثناء إذا أتت بعد النفي بـ (لا) أو بغيرها دلت على (الحصر والقصر) وأيضا قد تدل على (الاختصاص) .
    فهنا فيه حصر وقصر ، يعني علمها محصور فيه جل وعلا ، وهذا كما جاء في آية لقمان ?إِنَّ اللَّهَ عِنْدَهُ عِلْمُ السَّاعَةِ وَيُنَزِّلُ الْغَيْثَ وَيَعْلَمُ مَا فِي الْأَرْحَامِ? الآية ، وقد جاء في الصحيح أن النبي صلى الله عليه وسلم قال (خمسٌ لا يعلمهن إلا الله) وذكر هذه الخمس المذكورة في آية لقمان ، لكن هذه الخمس فيها تفصيل من جهة اختصاص الله جل وعلا بعلمها .

    قال هنا - وَيَعْلَمُ مَا فِي الْبَرِّ وَالْبَحْرِ
    عموم ، يدل على ما ذكرت لك في الآية التي قبلها .
    - وَمَا تَسْقُطُ مِنْ وَرَقَةٍ إِلا يَعْلَمُهَا
    هذا أيضا حصر .
    وَلا حَبَّةٍ فِي ظُلُمَاتِ الْأَرْضِ وَلا رَطْبٍ وَلا يَابِسٍ إِلا فِي كِتَابٍ مُبِينٍ -
    هنا في آخرها قال - إِلا فِي كِتَابٍ مُبِينٍ - وهذه دالة على صفة (العلم) أيضا كسابقتها ، يعني كالجملة في أول الآية .
    وجه الدلالة أن (الكتابة) لا تكون إلا بعد (العلم) .
    قال هنا - وَلا رَطْبٍ وَلا يَابِسٍ إِلا فِي كِتَابٍ? ولا يكون فِي كِتَابٍ (إلا قبل أن توجد هذه الأشياء ، ومعنى ذلك أن (علم) الله جل وعلا شامل لما كان وما سيكون وأيضا يشمل لما لم يكن لو كان كيف يكون .
    قوله هنا - إِلا فِي كِتَابٍ مُبِينٍ - يعني به (اللوح المحفوظ) هو الكتاب المبين ووصفْه بأنه (مُبِينٍ) يقتضي شيئين :
    * الأول أن ما فيه بيّن واضح ليس فيه اشتباه وليس فيه مداخلة بل كل ما فيه بيّن واضح ?فِي كِتَابٍ مُبِينٍ? ، من (أبان) اللازمة ، وذلك أن يكون الشيء بيّنا واضحا في نفسه .
    * كذلك هو (مُبِينٍ) من (أبان) المتعدية ، أبان غيره ، (أبان الشيء) يعني (أوضحه وجلاّه) ، وأيضا في صفة (اللوح المحفوظ) أنه يُبين الأشياء ويظهرها ، لأن كل الأشياء تكون على وفق ما في (اللوح المحفوظ) .
    فإذن ما في هذا الكتاب وهو (اللوح المحفوظ) بيّن في نفسه واضح لأن الله جل وعلا كتبه بـ (علم) وأيضا هو (مُبِينٍ) لغيره موضح لغيره وهذا فيه دلالة واضحة على هذه المسألة وهي علم الله جل جلاله .
    ذكرت لك وجه الدلالة أن :
    - أولا في لفظ الكِتَابٍ ما يفهم منه يفهم منه صفة (العلم) وذلك أن الكتابة لا تكون إلا بعد (العلم) ، يعني المجهول لا يُكتب ، إنما يكتب ما علم ، وهذا فيه إثبات صفة (العلم) .
    - ثانيا كلمة (مُبِينٍ) هذه أيضا فيها صفة (العلم) يعني مضمنة صفة (العلم) لأن هذا الكِتَابٍ بيّن في نفسه واضح ، وهذا معناه يحتاج إلى (علم) - علم مَن كتبه - أيضا (مُبِينٍ) لغيره ، وهذا أيضا يقتضي (علم) من كتبه على التفصيل ، يعني علمه بالتفصيل والدقائق جميعا ، كما قال سبحانه في أول الآية ?وَعِنْدَهُ مَفَاتِحُ الْغَيْبِ لا يَعْلَمُهَا إِلا هُوَ? .هذه الآية فيها إثبات صفة (العلم) لله جل وعلا وإحاطة (علم) الله جل وعلا بجميع المخلوقات ، يعني أنه لا يعزب شيء عن (علم) الله جل وعلا بل كل المعلومات معلومة لله جل وعلا ، كل شيء يعلمه الله تبارك وتعالى ، لا يعزب عنه علم أي شيء ، لا يعزب عنه جل وعلا علم أي شيء ، بل كل المعلومات ، كل شيء يعلمه الله سبحانه وتعالى .
    قال هنا ?وَمَا تَحْمِلُ مِنْ أُنْثَى وَلا تَضَعُ إِلا بِعِلْمِهِ?
    هذا فيه ذكر صفة (العلم) لله جل وعلا بقوله ?إِلا بِعِلْمِهِ? والكلام عليها كالكلام على ما سبق

    ثم قال ?وَأَنَّ اللَّهَ قَدْ أَحَاطَ بِكُلِّ شَيْءٍ عِلْمًا?
    (قَدْ أَحَاطَ) (الإحاطة) له جل وعلا أحاط هو سبحانه ?بِكُلِّ شَيْءٍ عِلْمًا? و (عِلْمًا) هنا متعلقة بـ (أَحَاطَ)
    إذن فأَحَاطَ في هذه الآية مخصوصة بالإحاطة بـ(العلم) وهذا بعض معنى (إحاطة) الله جل وعلا بخلقه ، التي هي من معنى اسم الله ، أو من معنى قول الله جل وعلا ?أَلا إِنَّهُ بِكُلِّ شَيْءٍ مُحِيطٌ? .
    ?أَلا إِنَّهُ بِكُلِّ شَيْءٍ مُحِيطٌ?
    (الإحاطة) هنا أعم من كونها إحاطة علم ، لأن (الإحاطة) تُفَسر - يعني في قوله ?أَلا إِنَّهُ بِكُلِّ شَيْءٍ مُحِيطٌ? - تُفسر بأنها :
    إحاطة (علم) و (قدرة) و (سعة) و (شمول) .
    يفسر أهل السنة الـ (مُحِيطٌ) بهذه الأربعة إحاطة (علم) و (قدرة) و (سعة) و (شمول).
    وقوله هنا - قَدْ أَحَاطَ بِكُلِّ شَيْءٍ عِلْمًا? هذا إحاطة بالعلم ، فليس فيها نفي لأنواع الإحاطة الأخرى بل هذا تخصيص للاحاطة العلمية بالذكر جل تعالى وتقدس وتعاظم .[شرح الواسطية للشيخ صالح ال الشيخ ]



  3. #3
    تاريخ التسجيل
    Jan 2012
    المشاركات
    7,880

    افتراضي رد: صفة العلم لله تعالى

    إِنَّ اللّهَ بِكُلِّ شَيْءٍ عَلِيمٌ .
    قال ابن جرير:
    إن الله ذو علم بكل ما أخفته صدور خلقه من إيمان وكفر، وحق وباطل، وخير وشر، وما تستجنه مما لم تجنه بعد (
    وقال الخطابي: هو العالم بالسرائر والخفيات التي لا يدركها علم الخلق، كقوله تعالى: إِنَّ اللَّهَ عَلِيمٌ بِذَاتِ الصُّدُورِ [لقمان: 23]. وجاء على بناء فعيل للمبالغة في وصفه بكمال العلم ولذلك قال سبحانه: وَفَوْقَ كُلِّ ذِي عِلْمٍ عَلِيمٌ
    قال ابن منظور رحمه الله: فهو الله العالم بما كان وما يكون قبل كونه، وبما يكون ولما يكن من قبل أن يكون، لم يزل عالماً ولا يزال عالماً بما كان وما يكون ولا يخفى عليه خافية في الأرض ولا في السماء، أحاط علمه بجميع الأشياء باطنها وظاهرها، دقيقها وجليلها، على أتم الإمكان
    وقال السعدي: وهو الذي أحاط علمه بالظواهر والبواطن والإسرار والإعلان، وبالواجبات والمستحيلات والممكنات، وبالعالم العلوي والسفلي، وبالماضي والحاضر والمستقبل، فلا يخفى عليه شيء من الأشياء (
    وهو ما نظمه ابن القيم رحمه الله في (النونية):
    وهو العليم أحاط علما بالذي

    في الكون من سر ومن إعلان
    وبكل شيء علمه سبحانه

    فهو المحيط وليس ذا نسيان
    وكذاك يعلم ما يكون غداً وما

    قد كان والموجود في ذا الآن
    وكذاك أمر لم يكن لو كان

    كيف يكون ذاك الأمر ذا إمكان

الكلمات الدلالية لهذا الموضوع

ضوابط المشاركة

  • لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
  • لا تستطيع الرد على المواضيع
  • لا تستطيع إرفاق ملفات
  • لا تستطيع تعديل مشاركاتك
  •