التـاريخ عند ابن أبي شيبة ،
إعـداد: الدكتور سليمان الرحيلي
حـروب الـردة والفتوح الإسلامية:
أما في حروب الردة قد جاء بأخبار متفرقة عن معركة اليمامة بين خالد بن الوليد ومسيلمة الكذاب، وذكر ما عاناه المسلمون في البداية من الهزائم وكثرة قتلاهم وجرحاهم وأن بعضهم كان صائماً [74]. ثم ذكر رواية أحد شهود العيان وهو الصحابي الجليل أنس بن مالك كيف كان موقف خالد عصيباً ثم كـيف كر على أهل اليمامة حتى بلغ حصنهم وتمكن البراء من قتل صاحبهم وفُرجت الشدة [75].
وعلى الـرغم من إسهـاب الطبري في ذكر أخبار معركـة اليمامة، وتعدد رواياتها عنـده [76]، إلا أن ابن أبي شيبـة ذكـر روايات أخرى منها أن شعار المسلمين فيها كان (يا أصحاب سورة البقرة).
ثم انتقل بعد ذلك إلى تاريخ الفتح في العراق على يد خالد بن الوليد، وذكر عدة روايات في مكاتبته مرازبة فارس، وبعض أحداث المعارك هناك مثل معركـة الجسر ومقتل قائدها أبي عبيد الثقفي، وحديث عمر بن الحطاب عنه بأنه سيكون فئة له لو انحاز إليه [77].
وأسهب في وصف أحـداث معـركـة القادسية بالنسبة للمعارك الأخرى، وتعدُّدُ الروايات والتفصيل في وصف الحدث عند أبي شيبة يتبع في كثير من الأحيان حجم الحـدث نفسـه. وهـذا رواياتـه الكثيرة عن أحداث هذه المعركة لابد من الاعتماد والرجوع إليها لمن يدرسها.
وفي معـركـة تُستـر جاء بمعلومـات لا تختلف كثيراً عمـا جاء به أهـل الاختصاص في تاريخ الفتوح مثل البلاذري بل إن نسق ترتيـب الأحداث في تلك المنطقة وقتذاك هو النسق الذي سار عليه البلاذري فيما بعد [78].
كـما اعتمد كل منهما على مرويات من شهدوا المعركة أو نقلوا عنهم، وهو منهج متقدم في الكتابة التاريخية.
ولما انتهى من كتاب التاريخ ومرويات أحداث الفتح الإِسلامي في العراق وبـلاد فارس، انتقل إلى الحديث عن الفتوح في بلاد الشام وابتدأه بذكر ما حفظه ووصلته أخباره في غزوة اليرموك وأنه كان للمسلمين فيها خمسة ألوية، ثم ما آل إليه أمر المسلمين من قوة وحسن حال حتى حسنت معيشتهم ولبسوا الديباج والحرير حتى نهاهم عمر عن ذلك [79].
ثم ذكـر طرفـاً من أخبار زيارة الخليفة عمر إلى بلاد الشام وهيئة مركبه واستقبـال الناس له، وإقراره لبعض مظاهر الخير وسعة الرزق التي ظهر بها بعض قواد المسلمين هناك، في الوقت الذي أبقى فيه هو على تواضع هيئته ومركبـه على الرغم من نصح بعض الجند له بإظهار حال أحسن منها عند استقبال القواد وبطارقة الشام له, فأجابهم عمر بأن العزة ليست بالمظاهر وإنما بالإسلام "إنا قوم أعزّنا الله بالإسلام" [80] وهي الحقيقة التي ما فتئ عمر يؤكدها في كل موقف.
كمـا ذكـر اعتذار عمر عن دعوة أحد الدهاقين النصارى لحضور وليمة أعدها له [81].
أمـا في كتاب التاريخ بمعنى التوقيت فقد خصه المؤلف بالحديث عن أعمار بعض الأنبياء كآدم ونوح ويوسف ومحمد عليهم السلام وبعض مشاهير الصحابة كابن عباس والخلفاء الأربعة، ثم سنوات وفيات بعض الأعلام، حتى سنة 177 هـ [82]. ثم أورد مدد عهود الخلفاء الراشدين وخلفاء الدولة الأموية حتى الخليفة المأمون على طريقة ذكر اسم كل خليفة ومدة حكمه [83]. وكان دقيقاً في ذكر عدد السنوات وكسورها التي مكثها كل منهم ووافقه في ذلك عدد من المؤرخين ممن جاء بعده وعلى رأسهم الإمام الطبري.
ثم ألحقه بباب نفيس عن أسماء من اشتهروا بكنيتهم، أو ذكر كنى من اشتهروا بأسمائهم، لعـدد كبير من الصحـابـة والخلفاء والقواد والأعلام المشهورين ذكر فيه سرداً للكنى المشهورة واسم صاحبها أو اسم الخليفة أو العلم، وكان ابن أبي شيبة مصدراً لعدد ممن ألفوا في هذا الباب من القدامى، وقد ألف في هذا الباب فيما بعد كل من الإمام مسلم (ت 261 هـ) والدولابي (ت 310 هـ)، كتباً منفردة.
الفـتن:
عقد ابن أبي شيبة باباً للفتن وسماه كتاب الفتن جاء فيه في البداية بعدة مرويات في مفهوم الفتنة العام، وكيف تكون وعلاماتها والموقف منها [84]، وذكر عدة روايات تجعـل بعض الأحـداث التاريخية منها مثل قتل عثمان ومقتل الحسين وحركة عبد الله بن الزبير.
وعلى أية حال فإن هذا الباب عند المحدثين لا يخلو من مادة تاريخية تفيد في موضوعاتها، ومنها مرويات ابن أبي شيبة حول مقتل الحسين وابن الزبير فهي مهمة عند دراسة تلك الأحداث وتعين في معرفة مواقف بعض الصحابة والتابعين منها، وتوضح جوانب من موقف الدولة الأموية إزاءها إلا أنه ينبغي عدم التسليم ببعضهـا لمـا يظهـر عليه من الوضع والصنعة مثل سرد بعض الروايات في صفات تنطبق على أحد الرجلين والموقف منه، والنص في بعضها على أن الـذي يخرب البيت العتيق هو رجل من آل الزبير [85] ونحو ذلك مما يوحي بأنها وضعت بعد أحداث الحركتين بأسلوب يوهم بأنها روايات سابقة جاءت الأحداث تؤكدها, وهو أمر لم تخل منه المصادر التاريخية أيضاً، وكان المصنفون الأوائل قد دونوا كل رواية وصلتهم، وتركوا نقدها وتمحيصها، والأخذ بها أو ردّها لمن يأتي بعدهم، وقد وضح ذلك الطبري في مقدمته ولا يعني أنها مما صح عندهم.
وقد توسع ابن أبي شيبه في باب مقتل الخليفة عثمان بن عفان رضي الله عنـه أكثر من الأبواب أو الموضوعات الأخرى في الفتنة، فقد جاء بأكثر من 120 رواية في أحداث مقتله [86]. وتبين في مجموعها تفاصيل ما دار بينه وبين الخارجين عليه ورجوعهم ثم عودتهم من الطريق ومطالبتهم له بخلع نفسه أو القصاص منه، وعزل بعض الولاة ورده ذلك ومحاجتهم فيه، وكيف اقتحموا عليه الدار, وأسماء من باشر أو أشار بقتله منهم، وروايات أخرى فيما يترتب على تلك الفتنة من هلاك العرب وعدم اجتماعهم يداً واحدة بعدها، وقد انفرد ابن أبي شيبـة بهـا بين أصحـاب المصنفات مثل الصنعاني، كـما أنها تشبه تفاصيل ما أورده وزاد عليه كثيراً عمر بن شبة فيما بعد في الموضوع ذاته [87]. وهناك روايات متفقة في السند والمتن عند الاثنين مع تفصيل أو إيجاز فيه عند أحـدهمـا أحيانـاً فهل أخذ عمر بن شبة عن ابن أبي شيبة ولم يشر إليه؟ [88] والمعروف أن الإمام الطبري رجع لابن شبة في موضوع مقتل عثمان رضي الله عنه إلا أن هناك روايات كثيرة عندهما لم ينقلها ولهذا فإن الرجوع إليهما مباشرة سوف يسهم في دراسة أحداثه ونقد مروياته من جديد.
وعلى الرغم من أن المصنف أخر مرويات مقتل عثمان عن الحديث عن فتنة مقتل الحسين وابن الزبير إلا أن حديثه في كتاب الجمل وترتيبه بعده ظهر كأنه نتيجة واقعة لتلك الأحداث كما هي حقيقة بالفعل ودلالة على افتراق الأمة بعد تلك الفتنة.
حتى رد ابن سيرين في أحدها بقوله: "ما علمت أن علياً اتهم في قتل عثمان حتى بويع, اتهمه الناس". وقال علي نفسه فيما بعد في البصرة: "والله ما قتلته وما مالأت على قتله" [89].
وكان عمار بن ياسر لا يجيز تكفير أهل الشام في صفين ويقول عنهم: بأنهم مفتونون جاروا عن الحق، ويصفهم في رواية أخرى بأنهم فسقوا ظلموا.
كـما جاء ابن أبي شيبة بروايات في نشأة الخوارج المبكرة وصفتهم وموقفهم من الخلاف بين علي بن أبي طالب ومعاوية ثم قتال علي لهم عند النهروان، وأشهر فرقهم وهي الحرورية [90].
معركـة الجمـل:
أفرد ابن أبي شيبة كتاباً لأحداث معركة الجمل، وبدأه بمسير عائشة وعلي وطلحة والزبير إلى الكوفة وبدأه برواية طويلة حول وفود بعض أهل البصرة على علي من بني راسب [91]، ثم كيف أنشب عُبـدان الفريقين القتال وعقر جمل عائشة، وأن قلة قليلة من الصحابة شهدوا الجمل [92].
ثم ذكر عدة صور من تقدير الفريقين بعضهما بعضاً وأن الأمر لا يصل إلى التكفير "لم يكفر أهل الجمل" وكل منهم يلهج بالثناء على صاحبه ويعطي جائزة لمن يبشره أنه حيّ,. ووصف الفريق الآخر بأن: "إخواننا بغوا علينا" [93]. وربما جلس علي وأصحابه يوماً يبكون على طلحة والزبير [94].
كما أورد عدداً من الروايات تشير أن طلحة والزبير بايعا علياً مكرهين فساغ لهما نقض بيعته, ومرة أخرى يريان أنه بدل [95].
وأخرى تذكر أن عائشة وعلياً كان يتمنيان أنهما لم يدركا معركة الجمل [96]. وبحكم موضوع هذا الكتـاب فرواياتـه تدور حولها حتى جاء فيه بالروايات المتعارضة والمواقف المختلفة لمن شاركوا في أحداثه.
وبعـد انتهاء المصنف من ذكر مرويات معركة الجمل عقد باباً لموقعة صفين بين علي ومعاوية- رضي الله عنهما- جاء فيه بأربع وأربعين رواية فيها، دارت بوضوح أكثر حول مواقف عمار بن ياسر- رضي الله عنه- وثباته مع علي وترديده القول: "لو ضربونا حتى يبلغونا سعفات هجر لعلمنا أنا علي الحق وأنهم على البـاطل"؛ ومـع هذا كان ينهى أصحابه عن تكفير أهل الشام، ويأمرهم بقول: "فسقوا وظلموا" [97], فما أمر التكفير بهين. وقريب منه موقف علي رضي الله عنه عندما يروي المصنف أنه كان يحسن معاملة أسرى الشام ولم يقتل أحداً منهم ويكتفي بأخذ سلاحه ثم يخلي سبيله وربما أعطى الواحد منهم بعـض الدراهم في سبيل الإحسان إليه [98].
ثم جاء بعد ذلك بروايات كثيرة حول ظهور الخوارج وموقفهم من علي وموقفه الحازم منهم بصور مختلفة معقولة بالسند وكثير منها بعبارة شهدنا، وكنا مع، وخـطبنا، وأمثالها من عبارات شهود العيان، والقرب من الأحداث [99]. فضلاً عن أن ابن أبي شيبة يذكر مروياته حول أحداث الجمل وصفين والخوارج بطرق إسناد مختلفة في الغالب عما ورد عند الآخرين كأبي مخنف ونصر بن مزاحم والطبري.
تراجـم الأعـلام:
تضمنت أحـداث السيرة النبوية معلومات قيمة حول عدد من الصحابة كإسـلامهم وبعض صفاتهم وما تحلّوا به من فضائل، وأدوارهم في المعارك والغزوات ومواقفهم في الحياة الإسلامية وقتذاك. مثل مرويات إسلام الخلفاء الراشدين الأربعة وكيفية ذلك، وإسلام كبار الصحابة الآخرين كالزبير وأبي ذر الغفاري وزيد بن حارثة وسلمان الفارسي وعدي بن حاتم وجرير بن عبد الله البجلي رضي الله عنهم. والمصنف تحدث عن هؤلاء وغيرهم سواء عند مناسبة ذكر إسلامهم في كتاب المغازي [100], أو عند مناسبة كلامهم في باب الزهد [101]، أو عند ذكر صفاتهم في باب طويل عقده للفضائل [102]، تحدث فيه بإسهاب عن أخبار كثير من الصحابة ومواقفهم وثناء الرسول صلى الله عليه وسلم على بعضهم وأقوال بعضهم أو الآخرين فيهم، فعلى سبيل المثال ذكر عن عثمان خمسة عشر صفحة وعن الـزبير أربع وعن عبد الله بن مسعود ست صفحات وغيرهم كثيرا عدا ما جاء عنهم في مواضعه عند ذكر الأحداث التي شاركوا فيها أو ذكر فضائل قبائلهم أو أقاليمهم.
وذكـر في إسلام سلمان الفارسي رواية مطولة [103] لم يذكرها ابن إسحاق وهي مما تفرد به عنه.
وبجمع الروايات الكلية عن كل علم عند ابن أبي شيبة يصبح لدينا حوله كـمٌّ كبيرٌ من المادة العلمية في التراجم والسير لا غنى عنها لمن يبحث في هذا الباب، كما تساعد في دراسة بعض مواقف الصحابة مثل أبي ذر والزبير رضي الله عنهما من الأحداث التاريخية في أواخر عصر الخلفاء الراشدين وبداية الدولة الأموية.
الدولـة العباسـية:
أشاعت الدولة العباسية بأنها دولة عدل ومحاربة جور، وأنه سيكون من خلفائها مهدي يملأ الأرض عدلاً، وعزوا ذلك إلى أحاديث مروية عن الرسول عليه السلام وقد جمع ابن أبي شيبة عدداً منها في مصنفه منها أنه "لن تنتهي الدنيا حتى يبعث الله رجلاً من أهل بيتي يواطىء اسمه اسمي واسم أبيه اسم أبي" [104] والمقصود الإشارة إلى الخليفة المهدي محمد بن عبد الله إلى درجة أن المهدي الذي يخرج في الناس قيدت الروايات وقتذاك خروجه بأنه بعد قتل محمد النفس الزكية [105], أي وفق ترتيب الأحداث التاريخية المعروفة فالخليفة المهدي جاء بعد انتهاء ثورة النفس الزكية.
ولم يأت المصنف بمرويات في أخبار الدولة الأموية والدولة العباسية عدا ما أشير إليه سواء في أبواب المصنف أو في كتبه التاريخية المضافة إليه وقد يعود ذلك إلى طبيعة مؤلفه الأساس وهو في الحديث ثم أن تاريخ الدول وعهود الحكام لم يشع التأليف فيه كـثيراً وقتذاك مثلما اشتهر التأليف في موضوعات كتبه التاريخية.
القبائـل والأنسـاب:
لم يفت المصنف ذكر أخبار بعض الأحلاف والقبائل العربية مثل قريش وقيس وبني عامـر وبني عبس وثقيف وبجيـلة والمهاجرين والأنصار والعرب عامة [106]. وتوضح هذه جانباً ثم أنسابهم ومكانتهم في الدولة الإسلامية ومواقف بعضهم من أحداثها ومشاركتهم في الفتوح والإدارة ونحوهما. وقد أثنى الرسول عليه السلام على كثير من صفاتهم أو مواقفهم أو دعا لهم مثل ثنائه على جهينة وأسلم وغفار وغيرها وقد توسع الإمام مسلم في ذلك [107], فهو يذكر عن بني أسد أنه شهد ألفان منهم معركة القادسية وكانت لهم راية خاصة بهم.
كما كانت قيس مقدم جيش مسلمة بن عبد الملك في قتال الترك في بعض ثغور أرمينية [108].
وقـد اهتم مؤرخـو الأنسـاب بهـذه المرويات عند التاريخ لأنساب هذه القبائل ولهذا فإن مصنف ابن أبي شيبة من المصادر المبكرة لكتب الأنساب، وقد رجع البلاذري إليه فيما يتعلق بنسب بعض بيوت قريش [109].
أحـكام الحـرب:
تَحدث المصنف طويلاً عن أحكام الحروب وقواعدها، وعقد لذلك باباً باسم باب الجهـاد بين فيه حكـم الحـرب ومبرراتها وشرعية الأسباب المؤدية إليها، ومقدماتها من بيات ومبارزة [110], ثم ما يحدث خلالها من قتل وغزو في البر والبحر، والموقف من الأملاك في أرض العدو من زرع ودواب وعمارة، والموقف من كيفية معاملة الأسرى وتوزيع الغنائم ونصيب كل فرقة من الجيش منها, وهو في هذا يتابع المحدثين حيث دأبوا في مؤلفاتهم على عقد باب في بيان الجهاد وأقسامه وقواعده وأهدافه ووسائله. وكان الميدان لذلك على أرض الواقع هو التاريخ - بطبيعة الحال- من نشر للدعوة وقتال المشركين وحروب اليهود والنصارى، وكل ذلك أخذ من أرض الواقع التاريخي واستشهد عليه بما فعله الرسول عليه السلام في غزواته أو أمر به قواده أو قاله في مناسبته أو عند حدوثه, أو سار عليه من جاء بعده أو خلفائه الراشدين أو أحد أمرائهم وقواد جيوشهم. فوردت في مجاله معارك وأحداث وأدوات وغنائم وإدارة للمعارك وإسناد وتموين وتوزيع غنائم في البر والبحر، وهي موضوعات مهمة لم يعن بها بما فيه الكفاية في الدراسات التاريخية. كما يأتي المصنف بعدة روايات بشأن عدم هدم الكنائس والبيع النصرانية في البلاد التي فتحها المسلمون ويذكر كتابـاً مهماً لعمر بن عبد العزيز وجّهه لولاته بشأن عدم هدم أماكن العبادة للشعوب الأخرى والرهبان والعبَّاد العاكفين فيها [111].
وكذلك عدم التعرض لغير المقاتلة ومن ثم ذكر أن المسلمين الأوائل لم يكونوا يقتلون النساء والأطفال والشيوخ من الأعداء من مختلف الأجناس، بل كان لدى القواد المسلمين تعليمات بالرفق بالطبقات العامة كالفلاحين ونحوهم [112].
د
وقد أوصى أبو بكر الصديق قواده في بلاد الشام بعدة وصايا تعد دستوراً في الخلق الحربي خالداً سبق أي آداب أو قوانين حديثة حولها, منها عدم قتل الشيوخ والنساء والصبية أو قطع الشجر أو إغراق المزروعات أو عقر الحيوانات أو إشعال الحرائق وتخريب الدور والأسواق العامرة [113].
إن الخلق الحربي وآداب القتال في الإسلام كانت أحد عوامل انتصاره وانتشـاره السـريع في البلدان المفتوحة وأدرك أهلها أن الحرب الجديدة لها أهداف ووسائل تختلف عن الحروب التي عانوا منها من قبل ولهذا فإن مرويات ابن أبي شيبة في هذا المجال تقدم مادة مهمة لمن يبحث انتشار الإسلام.
أما الأمان الذي ذكره ابن أبي شيبة فهو بمعنى الإِجارة وكيف أن المسلمين الأوائل كان يجير عليهم الرجل منهم حتى إن المرأة كانت تجير فيقبلون من أجارت [114].
أما الأمان بمفهـومه الواسع فيما يعرف بنظام المستأمنين في الحضارة الإسلامية لأهل الذمة والسفراء والتجار فلم يتطرق له على الرغم من توسع الإمام أبي يوسف فيه من قبل [115].
تـاريخ المـدن:
أما في تاريخ المدن فقد أورد ابن أبي شيبة مجموعة أحاديث عن فضائل المدن والأقاليم الإسلامية مثل المدينة والكوفة والبصرة واليمن والشام [116]. ففي فضائل المدينة ذكر أن من أسمائها طابة وأن الدجال لا يدخلها في آخر الزمان، وكذلك حديث أن الإيمان ليأرز إلى المدينة كما تأرز الحية إلى جحرها، وقد أورده الإمام مسلم في صحيحه فيما بعد [117]. كما أورد عدداً من الروايات عن مركزي الكوفية والبصرة في الإسلام [118]. وكذلك الحال بالنسبة لإقليمي اليمن والشام، ولهذا كانت هذه المعلومات مادة مناسبة للذين أرخوا لتلك المدن والأقاليم في القرون التالية مثل عمر بن شبة في تاريخ المدينة، وابن عساكر في تاريخ دمشق وبلاد الشام.
ولم يذكر ابن أبي شيبة شيئاً عن مدن وأقاليم مهمة مثل مكة وبغداد ومصر على الرغم أن سياق رواياته تطلب ذلك، فهل لم يجد ما يذكره عنها أم أن أقساماً حوتها من مصنفه ضاعت.
الفـداء :
لازم الفـداء وتبادل الأسرى العلاقات الحربية بين المسلمين وأعدائهم خلاله عصور التاريخ وذكر ابن أبي شيبة صوراً من كيفية إجرائه ووقائعه في عهد الرسول صلى الله عليه وسلم وخلفائه الراشدين وعهد الدولة الأموية ومن ذلك أن الرسول عليه السلام فدى رجلين من المسلمين برجل من المشركين من بني عقيل [119]، وأنه لم يكن يقبل فدية أو أن يبقى أحد من قتلى المشركين إذا ما طلبوا ذلك [120]. وأشـار إلى فداء جرى بالسـوس في أقصى المغـرب في العهد الأموي بين موسى بن نصير وأحد قواد الأعداء هناك [121].
ولم تذكره كتب التاريخ العامة كالطبري والمسعودي وابن الأثير على الرغم من أن المسعودي توسع أكـثر من غيره في ذكر الأفدية بين المسلمين والروم [122]. ومن ثم تفرد به ابن أبي شيبة. بالنسبة لما ذكر من مصادر.
الإمـامـة والسـياسـة:
احتلت الإمامة والسياسة حيزاً مناسباً عند ابن أبي شيبة فقد جاء بعدد من الأحاديث والأقوال في طاعة الإمام ونـص على أن الإمام الذي تجب طاعته هو من يحكـم بما أنزل الله وأن يؤدي الأمانة الملقات على عنقه نحو محكوميه، وأن يكون من أولي العقل والفقه يقود الناس بكتاب الله عز وجل [123].
وحذّر من تولي الإمارة في أي مجال حتى ولو في السفر إلا بشروطها من الحق والعدل "فإنه ما من أمير عشرة إلا يؤتى به يوم القيامة مغلولاً لا يفكه من غله ذلك إلا العدل". والضابط فيها أن من يسألها يوكل إليها، وحسب الإنسان ضعفاً، ومن أوتيها من غير مسألة يعان عليها، وكفى بعون الله وتوفيقه لعبده [124].
والمؤلف افتتح باب الجهاد بذكر ما ورد في الإمارة والسياسة وربما أسهم هذا في صرف الباحثين المتأخرين فيها عن الرجوع إليه لاستقلالها عن الجهاد والحـرب في المؤلفـات المتـأخرة كالماوردي والغزالي حيث عقدا لها أبواباً مستقلة. كما ذكر المصنف رحمه الله كثيراً من الروايات التي تعبر عن السياسة والحكم بالأمر [125]. وهو فيما يبدو المصطلح السياسي الذي يطلق عليهما في الماضي، كما وردت عنده كلمة عالم بالسياسة في مناسبة ما ينبغي أن يتحلى به الأمير [126].
آلات الحـرب ورايـاتها:
اشتملت الروايات التاريخية التي أوردها ابن أبي شيبة في مصنفه على بعض آلات الحـرب وخططهـا مثـل السيوف ومسمياتهـا الـرماح والمنجنيق والتروس والدروع.
وكذلك لا تخلو من الإشارة إلى بعض الخطط الحربية كالكمين والالتفاف والخندق والبيات أو الهجوم الليلي سواء في أحداث معركة اليمامة أو الجسر أو القادسية وغيرها. وبالإضافة إلى ما ورد عنها عنده في كتب الأحداث التاريخية فإن كتاب الجهاد حوى على الكثير من وصفها.
كمـا جاء المصنف بعـدد من الرِوايات في منـاسبـات عدة بأن رايات المسلمين في العهد النبوي كانت سوداً وعلى رأسها راية الرسول عليه السلام المسماة بالعقاب وتابعه المسلمون في ذلك فكانت راية خالد بن الوليد في فتح دمشق سوداء وكانت راية علي في موقعة الجمل سوداء أيضاً [127]. وعلى الرغم من أن نصر بن مزاحم معاصره ذكر الرايات الإسلامية الأولى بعدة ألوان ومنها راية بيضاء وأخرى حمراء [128], فإننا لا نعرف تعليلاً لاقتصار ابن أبي شيبة على مرويات الرايات السوداء إلا أن يكون ذلك بتأثير روح العصر العباسي الذي عاش فيه حيث كان السواد شعاره.
ويلحق بهذا ما ورد عنده عن الشعارات في الحرب وهى ما يشبه كلمة السر أو الهتاف [129].
وأخيراً فإن من يبحث في ألبسـة العـرب وأنواعهـا ومواضع استخدامها ومناسباتها ومواد نسجها أو صبغها وما هو مخصص للرجال أو النساء يجد في المصنف مادة مناسبة في هذا الموضوع [130].
أهـل الذمـة:
أشار ابن أبي شيبـة باختصـار إلى معاملة أهل الذمة وذكر أن عمر بن الخطاب كان يرفع الجزية عمن أسلم منهم ويفرض الخراج على أرضه، ومن كان له أرض أخذت منه ردت إليه، أما الذين بقوا على دينهم فقد كانت ترقم رقابهم [131]؛ ربما للتفريق بينهم وبين من أسلم من بني ملتهم, وقد اتبع هذا الإجراء نحوهم في العصر العباسي.
وهي نصوص تصلح لمن يدرس أحوال أهل الذمة في العصرين الأموي والعباسي حيث حاول بعض الولاة إبقاء الجزية على من أسلم، وألزموا أهل الذمة بلباس أو لون معين.
الخـاتمـة
إن وقوع الأخبار والحوادث التاريخية في المصادر الحديثية الأولى يعد سنداً مهماً في قبولها ويرفع من حقيقة وقوعها وقيمتها ليس من الناحية المنهجية ولاسيما النقدية فحسب وإنما من حيث الإقتداء والتأسي ولا يخالجنا أي شك بأنها خضعت لنفس معيار تلك العلوم أو قريباً منه وهو معيار دقيق تحرى فيه أولئك العلماء أيما تحري، وحسب التاريخ أن يخضع له، وأن تعار مروياته وأحداثه تلك الدقة. وهو بعد ينبغي أن يأخذ حقه لدى الباحثين المحدثين في مجال التاريخ إزاء المعلومات التاريخية الواردة هناك.
ولهذا فإن كتب الحـديث تساعد في تفسير الأحداث التاريخية وتعليل الموقف منها وتقويمه أنىّ كان صانعه وتقدم نظائر له مهمة، يمكن القياس عليها في كثير من فروع التاريخ، وتحقق أحد مقاصد دراسته المهمة سواء من حيث الحكم والإقتداء من عدمه، أم من حيث المنهج المطلوب المتمثل في تجاوز مرحلة الوصف والسرد الذي غلب على كثير من كتب التاريخ والدراسات التاريخية الحديثة إلى مرحلة التفسير والتحليل والمقارنة والتشخيص.
إن الرصد والإشارة إلى فروع التاريخ عند ابن أبي شيبة تؤكد هذه الحقيقة في ضرورة العودة مرة أخرى إلى المصادر الحديثية والورود على مناهلها فهي تشتمل على الكثير من فروع التـاريخ وأبوابه مثل كتب الصحاح والمسانيد والسنن وسوف تسهم بجدارة ليس في إثراء مادتها على أهمية ذلك، وإنما في تأصيلها وتوثيقها ولاسيما في الفترات التي تسوهل في تدوين أحداثها وكانت تلك المصادر معاصرة لها أو قريبة من ذلك.
ولو لم يكن من هذه الدراسة عدا التأكيد على المؤرخين بضرورة عنايتهم بدراسة التاريخ عند المحدثين من أصحاب المصنفات والمسانيد والصحاح والسنن وضرب المثال بجهود أحدهم لكفاها، وفوق كل ذي علم عليم.
______________________________ __________
[1] الخطيب البغدادي: تاريخ بغداد ج10 ص66.
[2] نفسـه.
[3] الذهبي: سير أعلام النبلاء ج11 ص122-123.
[4]الخطيب البغدادي: تاريخ بغداد ج10 ص66.
[5] البخاري:كتاب التاريخ الصغير ج2 ص333.
[6] البخاري. كتاب التاريخ الصغير ج2 ص332-333.
[7] سير أعلام النبلاء ج11 ص- 122.
[8] المصدر السابق: ج11 ص123-124.
[9]الذهبي: ميزان الاعتدال ج2 ص490.
[10] الخطيب البغدادي: تاريخ بغداد ج10 ص67.
[11] البخاري: كتاب التاريخ الصغير ج2 ص335.
[12] الـنديم: الفهرست 285؛ الخطيب البغدادي: تاريخ بغداد ج10 ص66.
[13] البداية النهاية: ج10 ص315. وزاد ابن كثير: "ولم يصنف أحد مثله قط لا قبله ولا بعده". ج10 ص356.
[14] كشف الظنون ج2 ص1311.
[15] هدية العارفين ج1 ص440.
[16] النديم ص105.
[17]المصدر السابق ص111.
[18]ياقوت: معجم الأدباء ج7 ص210.
[19] النديم ص114.
[20] المصدر السابق ص125.
[21] جاء كتاب التاريخ في ج12 ص547 وج13 ص5، وجاء كتاب المغازي في ج14 ص283، وجاء كتاب الفتن ج15 ص5، و جاء كتاب الجمل في ج15 ص248، أما كتاب صفين وسماه ما ذكر في صفين فجاء في ج15 ص288.
[22] البلاذري: أنساب الأشراف ج1 ص404-405.
[23] النديم ص284.
[24] المصدر السابق.
[25] نفـسه.
[26] نفـسه.
[27] ابن أبي شيبة ج12 ص547.
[28] ابن أبي شيبة ج13 ص5-30.
[29] ابن أبي شيبة ج14 ص310-539.
[30] يبلغ مجموع صفحـات كتاب التاريخ 122 صفحة، وتقع في جزء 12 من ص547-805، وفي جزء 13 من ص5-94، ويعمل الباحث على تحقيق نصوصه.
[31] ابن أبي شيبة ج14 ص597.
[32] الصنعاني: المصنف ج5 ص330.
[33] ابن أبي شيبة ج13 ص34-35.
[34] المصدر السابق ج14 ص424، 427، 512.
[35] ابن أبي شيبة: المصنف ج14 ص291.
[36] المصدر السابق ج12 ص394- 395.
[37] المصدر السابق ج11 ص139.
[38]سليمان العودة: السيرة النبوية في الصحيحين وعند ابن إسحاق ص108.
[39]محمد الأعظمي: مقدمة كتاب مغازي رسول الله صلى الله عليه وسلم لعروة بن الزبير ص68.
[40] ابن أبي شيبة: المصنف ج12 ص136.
[41] الـنديم: الفهرست ص105.
وأبو مخنف لوط بن يحيى إخباري تالف وشيعي محترق، أما نصر ابن مزاحم المنقري فهو رافضي جلد متروك. انظر على الترتيب الذهبي: ميزان الاعتدال ج4 ص253؛ ج3 ص417-418.
[42] ابن أبي شيبة: المصنف ج14 ص376.
[43] المصدر السابق ج14 ص391، 405، 440، 455، 470.
[44] المصدر السابق ج14 ص312، 377، 404، 416، 417، 424، 428، 429.
[45] محمد الأعظمي: مقدمة كتاب مغازي رسول الله صلى الله عليه وسلم لعروة بن الزبير ص23.
[46] ابن كثير: البداية و النهاية ج، ص101.
[47] الذهبي: ميزان الاعتدال ج1 ص590-593.
[48] الخطيب البغدادي: تاريخ بغداد ج9 ص417 –418- 420.
[49] عثمان بن سعيد الدارمي تاريخه ص227.
[50] ابن حجر: تهذيب التهذيب ج11 ص517.
[51] عثمان به سعيد الدارمي: تاريخه ص92، المقدمي: كتاب التاريخ ص131.
د
[52] عثمان بن سعيد الدارمي: تاريخه ص70.
[53] الذهبي: ميزان الاعتدال ج3 ص81-82.
[54] ابن أبي شيبة: المصنف ج11 ص517.
[55] ابن أبي شيبة ج14 ص292-294.
[56] ابن هشام: سيرة النبي ج1 ص136.
[57] ابن أبي شيبة ج14 ص302-303.
[58] سورة القمر آية 45.
[59] سورة الأنفال آية 11.
[60] ابن أبي شيبة ج14 ص358.
[61] المصدر السابق ج14 ص353 – 387.
[62]ابن أبي شيبة ج14 ص353-381.
[63] المصدر السابق ج14 ص389- 390.
[64] المصدر السابق ج14 ص392.
[65] المصدر السابق ج14 ص395.
[66] ابن سعد: الطبقات الكبرى ج2 ص42- 48.
[67] ابن أبي شيبة ج14 ص401-403.
[68] المصدر السابق ج14 ص408- 416.
[69] ابن سعد: الطبقات الكبرى ج2 ص128-130.
[70] الصنعاني ج5 ص357 - 360.
[71] صحيح البخاري ج5 ص22.
[72] ابن أبي شـيبـة ج14 ص572.
[73] المصدر السابق ج14 ص582 .
[74] ابن أبي شيبة ج12 ص548.
[75] المصدر السابق ج12 ص549.
[76] الطبري: تاريخ الأمم و الملوك ج3 ص281- 300.
[77] ابن أبي شيـبة ج12 ص556-557.
[78] فتوح البلدان ص534-538.
[79] ابن أبي شيبة ج13 ص34-37.
[80] المصدر السابق ج13 ص40- 41.
[81] ابن أبي شيبة ج13 ص69، 70، 73.
[82] نفسـه.
[83] المصدر السابق ج13 ص70-72.
[84] ابن أبي شيبة ج15 ص5-15، 70-87 وغيرها.
[85] المصدر السابق ج15 ص84.
[86] ابن أبي شـيبة ج15 ص218-221.
[87] عمر ابن شبة: تاريخ المدينة ج4 ص1149.
[88] ابن أبي شيبه المصنف ج15 ص215-219, عمر بن شبة: تاريخ المدينة ج4 ص1149، 1152.
[89] ابن أبي شيبة ج15 ص210.
[90] ابن أبي شيبة ج15 ص 303، 320, 326.
[91]ابن أبي شيبة ج15 ص251.
[92] المصدر السابق ج15 ص264.
[93] المصدر السابق ج15ص257-258.
[94] المصدر السابق ج15 ص261.
[95] المصدر السابق ج15 ص261، 272.
[96] المصدر السابق ج15 ص282، 286.
[97]ابن أبي شيبة ج15 ص293-294.
[98]المصدر السابق ج15 ص295.
[99] المصدر السابق ج15 ص303-319، 320، 326، 327، 332.
[100] ابن أبي شيبة ج12 ص284.
[101] ابن أبي شيبة ج13 ص192.
[102] ابن أبي شيبة ج12 ص5.
[103] ابن أبي شيبة ج14 ص321-324.
[104] ابن أبي شيبه ج15 ص198.
[105] ابن أبي شيبه ج15 ص199.
[106] ابن أبي شيبه ج12 ص155-167، 197-206.
[107] صحيح مسلم ج2 ص404-407.
[108] ابن أبي شيبـة ج2 ص198.
[109] البلاذري: أنساب الأشـراف ج3 ص28- 29، 54.
[110]ابن أبي شيبـة ج15 ص369.
[111] ابن أبي شيبـة ج12 ص343، 387.
[112] ابن أبي شيبة ج12 ص383.
[113] نفسـه.
[114] ابن أبي شيبة ج12 ص452-453.
[115] أبو يوسف: كتاب الخراج ص203-204.
[116] ابن أبي شيبة ج12 ص179 - 191.
[117] صحيح مسلم ج2 ص405.
[118] ابن أبي شيبة ج12 ص188-189.
[119] ابن أبي شـيبة ج2 ص416.
[120] المصدر السابق ج12 ص419.
[121] المصدر السابق ج15 ص418.
[122] المسعودي: التنبيه والإشراف ص160.
[123] ابن أبي شـيبة ج12 ص212 -214.
[124] المصدر السابق ج12 ص215- 218.
[125] المصدر السابق ج12ص170، 172-173.
[126] ابن أبي شيبة ج12 ص560.
[127] ابن أبي شيبة ج12 ص512-513.
[128]نصر بن مزاحم المنقري: وقعة صفين ص289.
[129] ابن أبي شيبة ص12 ص503-506.
[130] ابن أبي شيبة ج8 ص411، 430.
[131] ابن أبي شيبة ج12 ص233-234، 346.
**********************