قال الشيخ العلامة بكر بن عبد الله أبو زيد رحمه الله:
" الاستقراء دل على أن التقييد لتقرير الاعتقاد ، ليس كالتقييد للنقض على أهل الفرق ، كالأشاعرة ، وذوي الاعتزال .. ، وبيان هذا :
أن السلف إذا كتبوا الاعتقاد على سبيل التقرير والبيان ، قصروا ذلك على موارد النصوص الثابتة ، ومنها : عقيدة الطحاوي ، وأبي الخطاب الكلوذاني ، وابن تيمية في العقيدة الواسطية ، وغيرها .
وأما إذا كتبوا للرد والنقض ، مثل كتاب : نقض الدارمي عثمان بن سعيد على بشر المريسي العنيد ؛ فإن مقام النقض يفرض الإبطال لكلام الخلفي .
ولهذا ، فلا يهولنك ما يهرج به الخلف على السلف ، من أنهم أطلقوا على الله كذا وكذا ، كما هوَّش بذلك الكوثري في مقالاته على أهل السنة ، بعبارات نقلها الدارمي في نقضه ، وقد قفَّ شعري ، وحصل في النفس حسيكة على الإمام الدارمي من خلال نقول الكوثري عنه نص العبارة ، وبرقم الصفحة ؛ فلما رجعت إلى مقولات المريسي ، وصاحبه ابن الثلجي ، وجدت أن الدارمي رحمه الله تعالى ، أمام عبارات فجة ، وإطلاقات خلفية ، لا تصدر من متماسك في دينه وعقله . فالدارمي لم يبدأ بتلك العبارات ، وإنما هو في مجال النقض ، لا في مجال التقرير" . اهـ
من "الأجزاء الحديثية" (228-229) .