تابعونا على المجلس العلمي على Facebook المجلس العلمي على Twitter
الدكتور سعد بن عبد الله الحميد


النتائج 1 إلى 7 من 7

الموضوع: بعض أحوال ملك الموت

  1. #1
    تاريخ التسجيل
    Nov 2012
    المشاركات
    16,352

    افتراضي بعض أحوال ملك الموت

    السؤال

    قيل لي : إن ملك الموت شكى إلى الله تبارك وتعالى مسؤولية مهمته حين كلف بها ، ورد الله تبارك وتعالى بأن يجعل له الأسباب وتبقى مهمته هي قبض الأرواح فقط ، فهل هناك شيء من الصحة في هذا من النصوص ؟
    نص الجواب






    الحمد لله
    أولًا:
    اختص الله بعض ملائكته بنزع أرواح العباد ، عندما تنتهي آجالهم التي قدرها الله لهم، قال تعالى: (قل يَتَوَفَّاكُم ملك الموت الَّذي وكل بكم ثُمَّ إلى ربكم ترجعون)السجدة/11 .
    وهو كبير الملائكة الذين وكلهم الله بقبض أرواح العباد .
    فإن الذين يقبضون الأرواح أكثر من ملك: (وهو الْقَاهِرُ فوق عباده ويرسل عليكم حفظةً حتَّى إذا جاء أحدكم الموت تَوَفَّتْهُ رسلنا وهم لا يفرطون * ثم ردُّوا إلى الله مولاهم الحق إلا له الحكم وهو أسرع الحاسبين) الأنعام/61-62 .
    ثانيا :
    تنزع الملائكة أرواح الكفرة والمجرمين نزعًا شديدًا عنيفًا ، بلا رفق ولا هوادة: (ولو ترى إذ الظَّالمون في غَمَرَاتِ الموت والملائِكة باسطوا أيديهم أخرجوا أنفسكم اليوم تجزون عذاب الهون) الأنعام/93 .
    وقال: (ولو ترى إذ يتوفَّى الَّذين كفروا الملائكة يضربون وجوههم وأدبارهم وذوقوا عذاب الحريق) الأنفال/ 50 .
    وقال: (فكيف إذا تَوَفَّتْهُمُ الملائكة يضربون وجوههم وأدبارهم) محمد/27 .
    أما المؤمنون فإن الملائكة تنزع أرواحهم نزعًا رفيقًا، وإذا جاء الموت، ونزل بالعبد المؤمن، فإن الملائكة تتنزل عليه، تبشره وتثبته: (إنَّ الَّذين قالوا ربنَّا الله ثمَّ استقاموا تتنزَّل عليهم الملائكة ألاَّ تخافوا ولا تحزنوا وأبشروا بالجنَّة التي كنتم توعدون - نحن أولياؤكم في الحياة الدنيا وفي الآخرة ولكم فيها ما تشتهي أنفسكم ولكم فيها ما تدَّعون) فصلت/30-31 .
    وقد ذكرنا بعض أحوال ملك الموت في الجواب رقم: (128486).
    ثالثا:
    لم نقف على القصة التي أشرت إليها ، فيما بين أيدينا من الكتب التي ذكرت أحوال الملائكة، ككتاب الإمام السيوطي: "الحبائك في أخبار الملائك"، وكتاب الشيخ عمر الأشقر: "عالم الملائكة الأبرار".
    ولا نعلم لذلك أصلا من سنة النبي صلى الله عليه وسلم ، ولا في كلام السلف الصالح .
    فالحذر الحذر من تلك القصص ، وأشباهها من الروايات والأخبار التي ليس لها أصل، ولا يعرف الإنسان مخارجها، ولا من رواها، وهل هي صحيحة أم غير صحيحة.
    وإنما ينشغل المسلم بما صح من الأخبار والحكايات، دون ما لم يصح، فضلا عما لا أصل له، ففيما صح الكفاية والبركة .
    والناس مولعون بالحكايات والطرف، وأكثر أكاذيب الناس في هذا الباب .
    وقد روى مسلم في مقدمة الصحيح (1/ 10) عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: كَفَى بِالْمَرْءِ كَذِبًا أَنْ يُحَدِّثَ بِكُلِّ مَا سَمِعَ .
    قال النووي رحمه الله عن هذا الحديث ، وما في معناه من الآثار:
    " فيها الزَّجْرُ عَنِ التَّحْدِيثِ بِكُلِّ مَا سَمِعَ الْإِنْسَانُ ، فَإِنَّهُ يَسْمَعُ فِي الْعَادَةِ الصِّدْقَ وَالْكَذِبَ ؛ فَإِذَا حَدَّثَ بِكُلِّ مَا سَمِعَ فَقَدْ كَذَبَ ، لِإِخْبَارِهِ بِمَا لَمْ يَكُنْ " .
    انتهى من "شرح النووي على مسلم" (1/ 75).
    وانظر السؤال رقم: (14212)، (262232).
    والله أعلم .
    https://islamqa.info/ar/answers/2998...85%D9%88%D8%AA


    وأمتثل قول ربي: {فَسَتَذْكُرُون ما أَقُولُ لَكُمْ ۚ وَأُفَوِّضُ أَمْرِي إِلَى اللَّهِ ۚ إِنَّ اللَّهَ بَصِيرٌ بِالْعِبَادِ}

  2. #2
    تاريخ التسجيل
    Jan 2012
    المشاركات
    7,880

    افتراضي رد: بعض أحوال ملك الموت

    اقتباس المشاركة الأصلية كتبت بواسطة أبو البراء محمد علاوة مشاهدة المشاركة
    قال تعالى: (قل يَتَوَفَّاكُم ملك الموت الَّذي وكل بكم ثُمَّ إلى ربكم ترجعون)السجدة/11 .
    وهو كبير الملائكة الذين وكلهم الله بقبض أرواح العباد .
    فإن الذين يقبضون الأرواح أكثر من ملك: (وهو الْقَاهِرُ فوق عباده ويرسل عليكم حفظةً حتَّى إذا جاء أحدكم الموت تَوَفَّتْهُ رسلنا وهم لا يفرطون * ثم ردُّوا إلى الله مولاهم الحق إلا له الحكم وهو أسرع الحاسبين) الأنعام/61-62 .

    جزاك الله خيرا - ولاثراء الموضوع والفائدة -
    لا شك في أن القرآن كلام الله الذي لا يأتيه الباطل من بين يديه ولا من خلفه ، وهو كتاب محكم لا اختلاف فيه ولا تناقض .

    وما يزعمه البعض من وجود تناقض في القرآن فبسبب قصور علمهم وقلة اطلاعهم وتدبرهم لكلام الله .

    قال تعالى : ( أَفَلَا يَتَدَبَّرُونَ الْقُرْآَنَ ، وَلَوْ كَانَ مِنْ عِنْدِ غَيْرِ اللَّهِ لَوَجَدُوا فِيهِ اخْتِلَافًا كَثِيرًا ) [النساء/82]

    قال ابن كثير رحمه الله : " يقول تعالى آمرا لهم بتدبر القرآن ، وناهيا لهم عن الإعراض عنه وعن تفهم معانيه المحكمة وألفاظه البليغة ، ومخبرا لهم أنه لا اختلاف فيه ، ولا اضطراب ، ولا تعارض ؛ لأنه تنزيل من حكيم حميد ، فهو حق من حق ". انتهى من " تفسير القرآن العظيم" (1/529) .



    جاء في بعض الآيات أن الذي يقبض أرواح الناس ملَك واحد ، كما في قوله تعالى : ( قُلْ يَتَوَفَّاكُمْ مَلَكُ الْمَوْتِ الَّذِي وُكِّلَ بِكُمْ ثُمَّ إِلَى رَبِّكُمْ تُرْجَعُونَ ) [السجدة/11]..........

    وجاء في آيات أخرى أن الناس تتوفاهم ملائكة لا ملَك واحد ، كقوله تعالى : ( إِنَّ الذين تَوَفَّاهُمُ الملائكة ظالمي أَنْفُسِهِمْ ) [ النساء : 97 ] ا.

    وقوله تعالى : ( فَكَيْفَ إِذَا تَوَفَّتْهُمُ الملائكة يَضْرِبُونَ وُجُوهَهُمْ وَأَدْبَارَهُمْ ) [ محمد : 27 ] وقوله تعالى : (حتى إِذَا جَآءَ أَحَدَكُمُ الموت تَوَفَّتْهُ رُسُلُنَا وَهُمْ لاَ يُفَرِّطُونَ ) [ الأنعام : 61 ] إلى غير ذلك من الآيات .
    ولا تعارض بين هذه الآيات ولا تناقض بحمد الله تعالى ، وذلك لأن الموكل بقبض الأرواح ملك واحد ، إلا أن له أعواناً يعملون بأمره ويعينونه على ذلك .

    ومما يدل على وجود أعوان لملك الموت ما رواه الإمام أحمد في مسنده (18063) عَنِ الْبَرَاءِ بْنِ عَازِبٍ قَالَ : قال النبي صلى الله عليه وسلم : ( إِنَّ الْعَبْدَ الْمُؤْمِنَ إِذَا كَانَ فِي انْقِطَاعٍ مِنْ الدُّنْيَا وَإِقْبَالٍ مِنْ الْآخِرَةِ ، نَزَلَ إِلَيْهِ مَلَائِكَةٌ مِنْ السَّمَاءِ بِيضُ الْوُجُوهِ ، كَأَنَّ وُجُوهَهُمْ الشَّمْسُ ، مَعَهُمْ كَفَنٌ مِنْ أَكْفَانِ الْجَنَّةِ وَحَنُوطٌ مِنْ حَنُوطِ الْجَنَّةِ ، حَتَّى يَجْلِسُوا مِنْهُ مَدَّ الْبَصَرِ ، ثُمَّ يَجِيءُ مَلَكُ الْمَوْتِ عَلَيْهِ السَّلَام حَتَّى يَجْلِسَ عِنْدَ رَأْسِهِ ، فَيَقُولُ : أَيَّتُهَا النَّفْسُ الطَّيِّبَةُ اخْرُجِي إِلَى مَغْفِرَةٍ مِنْ اللَّهِ وَرِضْوَانٍ..

    فَتَخْرُجُ تَسِيلُ كَمَا تَسِيلُ الْقَطْرَةُ مِنْ فِي السِّقَاءِ ، فَيَأْخُذُهَا ، فَإِذَا أَخَذَهَا لَمْ يَدَعُوهَا فِي يَدِهِ طَرْفَةَ عَيْنٍ حَتَّى يَأْخُذُوهَا فَيَجْعَلُوهَا فِي ذَلِكَ الْكَفَنِ وَفِي ذَلِكَ الْحَنُوطِ ، وَيَخْرُجُ مِنْهَا كَأَطْيَبِ نَفْحَةِ مِسْكٍ وُجِدَتْ عَلَى وَجْهِ الْأَرْضِ .

    فَيَصْعَدُونَ بِهَا ...) الخ ، والحديث صححه ابن القيم في " إعلام الموقعين " (1 / 214) ، والألباني في "أحكام الجنائز" صـ 159.

    فهذا الحديث يدل على أن مع ملك الموت ملائكة آخرين يأخذون من يده الروح حين يأخذها من بدن الميت .

    قال شيخ المفسرين ابن جرير الطبري : " إن قال قائل : أو ليس الذي يقبض الأرواح ملك الموت ، فكيف قيل : (توفته رسلنا )، و"الرسل" جملة ، وهو واحد ؟

    قيل : جائز أن يكون الله تعالى ذكره أعان ملك الموت بأعوان من عنده ، فيتولون ذلك بأمر ملك الموت .

    فيكون" التوفي" مضافًا إلى ملك الموت ، كما يضاف قتلُ من قتله أعوانُ السلطان ، وجلدُ من جلدوه بأمر السلطان ، إلى السلطان، وإن لم يكن السلطان باشر ذلك بنفسه ، ولا وليه بيده ". انتهى من تفسير الطبري (11/410) بتصرف يسير .

    وقال الإمام أبو المظفر السمعاني :

    " فإن قيل : قد قال في آية أخرى : ( قُلْ يَتَوَفَّاكُمْ مَلَكُ الْمَوْتِ ) السجدة /11، وقال هاهنا : ( تَوَفَّتْهُ رُسُلُنَا ) الأنعام /61 ، فكيف وجه الجمع ؟

    قيل : قال إبراهيم النخعي : لملك الموت أعوان من الملائكة ، يتوفَّوْن عن أمره ؛ فهو معنى قوله : ( توفته رسلنا ) ، ويكون ملك الموت هو المتوفى في الحقيقة ؛ لأنهم يصدرون عن أمره ، ولذلك نسب الفعل إليه في تلك الآية . وقيل : معناه : ذكر الواحد بلفظ الجمع ، والمراد به : ملك الموت . "

    وقال القرطبي:

    " والتوفي تارة يُضاف إلى ملك الموت ، كما قال : ( قل يتوفاكم ملك الموت ) .

    وتارة إلى الملائكة لأنهم يتولون ذلك ، كما في قوله : ( حَتَّى إِذَا جَاءَ أَحَدَكُمُ الْمَوْتُ تَوَفَّتْهُ رُسُلُنَا وَهُمْ لَا يُفَرِّطُونَ ) .

    وتارة إلى الله وهو المتوفي على الحقيقة ، كما قال : ( الله يتوفى الأنفس حين موتها ) " انتهى من " تفسير القرطبي" (7/7) .

    قال الشيخ ابن عثيمين : " إن ملك الموت له أعوان يعينونه على إخراج الروح من الجسد حتى يوصلوها إلى الحلقوم ، فإذا أوصلوها إلى الحلقوم قبضها ملك الموت .

    وقد أضاف الله تعالى الوفاة إلى نفسه ، وإلى رسله أي : الملائكة ، وإلى ملك واحد ... ولا معارضة بين هذه الآيات ، فأضافه الله إلى نفسه ؛ لأنه واقع بأمره ، وأضافه إلى الملائكة ؛ لأنهم أعوان لملك الموت ، وأضافه إلى ملك الموت ؛ لأنه هو الذي تولى قبضها من البدن ". انتهى " الشرح الممتع" (5/ 114) - بتصرف يسير من - https://islamqa.info/ar/answers/128486

  3. #3
    تاريخ التسجيل
    Nov 2010
    الدولة
    المغرب/الدار البيضاء
    المشاركات
    1,504

    افتراضي رد: بعض أحوال ملك الموت

    الشكوى نوع من الاعتراض فكيف تعترض الملائكة على ربها و قد خلقت للطاعة و العبادة
    اللهم ارحم والدي كما ربياني صغيرا، رب اغفر لي ولوالدي و للمومنين يوم يقوم الحساب

  4. #4
    تاريخ التسجيل
    Nov 2012
    المشاركات
    16,352

    افتراضي رد: بعض أحوال ملك الموت

    جزاكم الله خيرًا على البيان والتوضيح
    وأمتثل قول ربي: {فَسَتَذْكُرُون ما أَقُولُ لَكُمْ ۚ وَأُفَوِّضُ أَمْرِي إِلَى اللَّهِ ۚ إِنَّ اللَّهَ بَصِيرٌ بِالْعِبَادِ}

  5. #5
    تاريخ التسجيل
    Jan 2012
    المشاركات
    7,880

    افتراضي رد: بعض أحوال ملك الموت

    اقتباس المشاركة الأصلية كتبت بواسطة أبو عبد البر طارق مشاهدة المشاركة
    الشكوى نوع من الاعتراض فكيف تعترض الملائكة على ربها و قد خلقت للطاعة و العبادة
    القصة لم تصح اخى الكريم - وقد نقل الاخ الفاضل ابو البراء ذلك
    اقتباس المشاركة الأصلية كتبت بواسطة أبو البراء محمد علاوة مشاهدة المشاركة

    لم نقف على القصة التي أشرت إليها ، فيما بين أيدينا من الكتب التي ذكرت أحوال الملائكة، ككتاب الإمام السيوطي: "الحبائك في أخبار الملائك"، وكتاب الشيخ عمر الأشقر: "عالم الملائكة الأبرار".
    ولا نعلم لذلك أصلا من سنة النبي صلى الله عليه وسلم ، ولا في كلام السلف الصالح .
    فالحذر الحذر من تلك القصص ، وأشباهها من الروايات والأخبار التي ليس لها أصل، ولا يعرف الإنسان مخارجها، ولا من رواها، وهل هي صحيحة أم غير صحيحة.
    وإنما ينشغل المسلم بما صح من الأخبار والحكايات، دون ما لم يصح، فضلا عما لا أصل له، ففيما صح الكفاية والبركة .
    والناس مولعون بالحكايات والطرف، وأكثر أكاذيب الناس في هذا الباب .
    وقد روى مسلم في مقدمة الصحيح (1/ 10) عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: كَفَى بِالْمَرْءِ كَذِبًا أَنْ يُحَدِّثَ بِكُلِّ مَا سَمِعَ .

  6. #6
    تاريخ التسجيل
    Sep 2015
    الدولة
    Libya
    المشاركات
    147

    افتراضي رد: بعض أحوال ملك الموت

    فَإِذَا حَدَّثَ بِكُلِّ مَا سَمِعَ فَقَدْ كَذَبَ . لا بعض ما سمع ؟ فهناك كلاما يسرد يكذب بعضه بعضا لاشكال أو وهم ؟ ولهذا يقتصد في نقله وخبره.

    حاصل الأمر هذا في مثل هذه الأحاديث من مسمى
    إنعدام المانع
    ؟ ولهذا هناك روايات وربما كلام ينتشر بين الناس ويؤوله الناس ؟


  7. #7
    تاريخ التسجيل
    Jan 2012
    المشاركات
    7,880

    افتراضي رد: بعض أحوال ملك الموت

    اقتباس المشاركة الأصلية كتبت بواسطة نبيل عبد الحميد العريفي مشاهدة المشاركة
    فَإِذَا حَدَّثَ بِكُلِّ مَا سَمِعَ فَقَدْ كَذَبَ . لا بعض ما سمع ؟
    قد يحدث ببعض ما سمع ويكون كذبا ايضا------ ما يرشد اليه الحديث هوالتثبت وعدم التسرع في نقل الأخبار حتى يتأكد من صحتها--التثبت مطلب شرعي لقوله تعالى : ( يا أيها الذين آمنوا إن جاءكم فاسق بنبأ فتبينوا أن تصيبوا قوما بجهالة فتصبحوا على ما فعلتم نادمين ) . وفي قراءة أخرى ( فتثبتوا ) معنى التثبت : تفريغ الوسع والجهد لمعرفة حقيقة الحال ليعرف أيثبت هذا الأمر أم لا .
    والتبين : التأكد من حقيقة الخبر وظروفه وملاباساته --"قَالَ النَّوَوِيّ : فَإِنَّهُ يَسْمَع فِي الْعَادَة الصِّدْق وَالْكَذِب فَإِذَا حَدَّثَ بِكُلِّ مَا سَمِعَ فَقَدْ كَذَبَ لإِخْبَارِهِ بِمَا لَمْ يَكُنْ , وَالْكَذِب الإِخْبَار عَنْ الشَّيْء بِخِلَافِ مَا هُوَ وَلا يُشْتَرَط فِيهِ التَّعَمُّد "--------------------- قال الشيخ بن باز -المقصود يدخل فيه من يحدث بكل ما هب ودب ما يبالي، المؤمن ينتقي لا يحدث إلا بشيء ينتقيه، ينفع شيء ينتقيه يحفظ الحديث الصحيح من كان يؤمن بالله واليوم الآخر فليقل خيرا أو ليصمت هذا الكلام الجامع.---------قال ابن رجب: (يشير إلى أنَّه لا ينبغي الاعتماد على قول كلِّ قائل، كما قال في حديث وابصة: ((وإن أفتاك الناس وأفتوك)) (7) . وإنما يعتمد على قول من يقول الصدق، وعلامة الصدق أنَّه تطمئن به القلوب، وعلامة الكذب؛ أنه تحصل به الريبة، فلا تسكن القلوب إليه، بل تنفر منه.
    ومن هنا كان العقلاء في عهد النَّبي صلى الله عليه وسلم إذا سمعوا كلامه وما يدعو إليه، عرفوا أنه صادق، وأنه جاء بالحق، وإذا سمعوا كلام مسيلمة، عرفوا أنه كاذب، وأنه جاء بالباطل، وقد روي أن عمرو بن العاص سمعه قبل إسلامه يدعي أنه أنزل عليه: يا وبر يا وبر، لك أذنان وصدر، وإنك لتعلم يا عمرو. فقال: والله إني لأعلم أنك تكذب)----قال الشيخ بن عثيمين فى شرح رياض الصالحين -كفى بالمرء كذبا أن يحدث بكل ما سمع يعني أن الإنسان إذا صار يحدث بكل ما سمع من غير تثبت وتأن، فإنه يكون عرضة للكذب، وهذا هو الواقع ولهذا يجيء إليك بعض الناس يقولون: صار كذا وكذا، ثم إذا بحثت وجدت أنه لم يكن، أو يأتي إليك ويقول: قال فلان كذا وكذا، فإذا بحثت وجدته لم يقل، وأعظم شيء أن يكون هذا فيما يتعلق بحكم الله وشريعته بأن يكذب على الله فيقول في القرآن برأيه ويفسر القرآن بغير ما أراد الله أو يكذب على النبي صلى الله عليه وسلم يقول: قال النبي صلى الله عليه وسلم كذا.
    وهو كاذب، أو ينقل حديثا يرى أنه كذب وهو لم يكذبه ولكن يقول: قال فلان كذا وكذا عن رسول الله صلى الله عليه وسلم وهو يرى أنه كذب فإنه يكون أحد الكاذبين كما بين ذلك النبي صلى الله عليه وسلم ويزداد إثم التقول إذا تشبع الإنسان بما لم يعط، كما في حديث المرأة أنها يكون لها ضرة يعني زوجة أخرى مع زوجها فتقول إن زوجي أعطاني كذا وأعطاني كذا وهي كاذبة، لكن تريد أن تراغم (تغيظ) ضرتها وتفسدها على زوجها، فهذا كما قال النبي صلى الله عليه وسلم: المتشبع بما لم يعط كلابس ثوبي زور أي كذب.
    والحاصل أنه يجب على الإنسان أن يتثبت فيما يقول ويتثبت فيمن ينقل إليه الخبر، هل هو ثقة، أو غير ثقة كما قال الله تعالى: {يا أيها الذين آمنوا إن جاءكم فاسق بنبأ فتبينوا أن تصيبوا قوما بجهالة فتصبحوا على ما فعلتم نادمين} ولاسيما إذا كثرت الأهواء وصار الناس يتخبطون ويكثرون من القيل والقال بلا تثبت ولا بينة، فإنه يكون التثبت أشد وجوبا، حتى لا يقع الإنسان في المهلكة.
    والله الموفق - http://shamela.ws/browse.php/book-

الكلمات الدلالية لهذا الموضوع

ضوابط المشاركة

  • لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
  • لا تستطيع الرد على المواضيع
  • لا تستطيع إرفاق ملفات
  • لا تستطيع تعديل مشاركاتك
  •