الجاهلية تعود ! إنجاب الإناث سبب للطلاق !!!


كتب ـ أحمد الدسوقي


مئات من حالات الطلاق تقع في البلاد العربية والإسلامية بسبب إنجاب الإناث.. زوجات كثيرات تعرضن للاضطهاد والظلم من الأزواج والسبب الأمية والجهل وقلة الوعي والتمسك بعادات وتقاليد متوارثة بعيدة عن الإسلام ؛ فتفضيل الذكر على الأنثى، وتعظيم الرجل داخل أسرته وبين أبناء عمومته وأقاربه إذا أنجب ذكورا )يحملون اسمه من بعده( والتقليل من شأن الأنثى.. كلها أمور جاهلية حاربها الإسلام وحذر منها.
ففي إحصائية حديثة صدرت عن الجهاز المركزي للتعبئة العامة والإحصاء بالقاهرة جاء أن عدد حالات الطلاق في العام الماضي بلغت 68 ألف حــــالة بنسبة 1.1% مقارنة بالمتزوجين في عام 2000م حيث بلغت عقود الزواج 579 ألف عقد. وفي عام 2001م بلغت حالات الطلاق 70 ألف حالة بنسبة 1.1%، أما حالات عقود الزواج فبلغت 513 ألف حالة زواج.
وقد بلغ عدد حالات الطلاق بسبب إنجاب الإناث في محافظة القاهرة وحدها في العام الأخير 1780 حالة، بينما في الإسكندرية 1017 حالة، وزادت نسبة الطلاق في محافظات الصعيد والوجه القبلي بنسبة 20% بسبب إنجاب الإناث بينما انخفضت في الوجه البحري إلى 15%.
وربما لا يعرف كثير من الذين يقدمون على طلاق زوجاتهم بسبب إنجاب الإناث أن الأبحاث العلمية تؤكد مسؤولية الرجل الكاملة عن نوع الجنين؛ إذ يوضح ذلك الدكتور "محمود نشأت" - رئيس قسم النساء والولادة بمستشفى الجلاء التعليمي بالقاهرة - حيث يقول: منذ اللحظة الأولى التي يتم فيها تلقيح بويضة الأنثى بالحيوان المنوي للذكر يتحدد نوع الجنين المقبل ذكراً كان أم أنثى، فمع بداية انقسام البويضة الملقحة تبدأ الانقسامات المتتالية في الاتجاه الذي يحدد نوع الجنين بشكل مطرد لا يمكن تغييره أو تعديله.. إذ إن خلايا الإنسان تحمل داخلها مجموعة من "الكروموزومات" هي الأرشيف الخاص به وبكل صفاته الإنسانية والشخصية وعددها 46.. ولكنها تقع في مجموعتين متقابلتين، كل زوجين معا وكل مجموعة 23 "كروموزوم"، ومن هؤلاء 22 زوجا تحمل الصفات العامة وتسمى "أوتوزوم" أما الزوج الأخير - أي الثالث والعشرين - فهو المختص بحمل الصفات الجنسية للنوع؛ فالأنثى تحمل زوجين من كروموزوم يسمى (x) اكس أي (xx) بينما يحمل الذكر واحدا منهما (x) وآخر أصغر حجما وأقل كثافة ويسمى (y) فإذا حدث التلقيح بين أحد الحيوانات المنوية الذي يحمل (x) فإن الجنين يكون أنثى "الحيوان المنوي+(x) البويضة".
ويضيف: أما إذا حدث التلقيح بين حيوان منوي يحمل (y) فإن الجنين يصبح ذكرا من الحيوان المنوي (+x ) من البويضة؛ ومن ذلك يتضح أن تحديد الجنين ولدا كان أو بنتا إنما يكون بسبب الحيوان المنوي الملقح للذكر، أي أن إنجاب الذكر أو الأنثى إنما يكون بسبب الأب وليس الأم، ولذا يتضح خطأ بعض الأفراد عن جهل بلوم الأم أو الزوجة بسبب إنجاب الإناث وهن من ذلك براء.
ويقول دكتور"عبد المعطي بيومي" - عميد كلية أصول الدين السابق - إن الطلاق ما شرع إلا كحل أخير ليس في الحياة سواه، حيث تنفد كل الوسائل ويصبح ضرورة، أما الطلاق بغير ضرورة ودون استنفاد الوسائل فهو حرام، وهو أبغض الحلال عند الله؛ لما فيه ضرر بالنفس وبالزوجة والبنات، وما يصنعه كثير من الأزواج بكثرة الزواج بالنساء وكثرة الطلاق لأسباب تافهة وجاهلية - ومنها لعدم إنجاب الذكور - فهذا حرام، وقد سمى الإسلام هذا النوع من الرجال والنساء بـالذواقين والذواقات، وقد مقت الله تعالى هذا الصنيع وحرمه؛ لما يترتب عليه من هدم للحياة الأسرية؛ فعندما ذكر الله سبحانه وتعالى زينة الحياة الدنيا جمع بين الذكر والأنثى، قال تعالى: {الْمَالُ وَالْبَنُونَ زِينَةُ الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَالْبَاقِيَاتُ الصَّالِحَاتُ خَيْرٌ عِندَ رَبِّكَ ثَوَابًا وَخَيْرٌ أَمَلا} فكلمة "البنون" في اللغة مقصود بها الذكور والإناث، وطلب الذكر والإلحاح عليه نوع من أنواع الشهوة يمكن أن يجلب سخط الله تعالى، فميثاق الزواج الغليظ يصون الأسرة من الدمار ويحض على أواصر الحياة الأسرية التي قال عنها الرسول صلى الله عليه وسلم: "الدنيا متاع وخير متاع الدنيا المرأة الصالحة". قال صلى الله عليه وسلم: "من أحسن تربية ثلاث بنات وزوجهن دخل الجنة" فقال رجل: وابنتان يا رسول الله؟ قال: "وابنتان"، قال رجل: يا رسول الله، وواحدة؟ قال: "وواحدة"، وقال صلى الله عليه وسلم: "من عال ابنتين أو ثلاثا، أختين أو ثلاثا، حتى يبنين - أي يتزوجن - أو يموت عنهن كنت أنا وهو في الجنة كهاتين" وأشار بإصبعيه السبابة والوسطى.
ويضيف: في آخر كلمات الرسول صلى الله عليه وسلم في خطبة الوداع أوصى بالنساء خيرا فقال صلى الله عليه وسلم: "أوصيكم بالنساء خيرا فإنهن عوان لديكم - أي (أسيرات) -". وقال تعالى: { آبَآؤُكُمْ وَأَبناؤُكُمْ لاَ تَدْرُونَ أَيُّهُمْ أَقْرَبُ لَكُمْ نَفْعاً..}.
ويقول: الإنسان لا يعلم الحكمة؛ لماذا أعطاه الله البنات أو اختصه بالبنين أو جعل الآخر عقيما، كما جاء في كتابه العزيز، فهي أمور غيبية فالذي يعطي ويمنع هو الله سبحانه وتعالى، وليس للإنسان اختيار في أن يمنحه الله البنات أو البنين، وهي نظرة تكشف عن مبدأ عنصري ليس له أصل في الإسلام، وهو نوع من أنواع العنف ضد المرأة، ومرجعه الجهل والمعتقدات المتخلفة التي تنظر للمرأة بنظرة عصر الجاهلية، أو نظرة دونية لا تناسب الإنسان سواء رجلاً أو امرأة، وقد أصبح تغيير هذه النظرة ضرورة ملحة.