يعرف المجرمون بسيماهم فيؤخذ بالنواصي والأقدام
أبو الهيثم محمد درويش
{يُعْرَفُ الْمُجْرِمُونَ بِسِيمَاهُمْ فَيُؤْخَذُ بِالنَّوَاصِي وَالْأَقْدَامِ} :
يوم القيامة لن يفلت مجرم بما أجرم وإنما يعرفون بعلامات واضحة منها سواد الوجوه عياذاً بالله , فيؤخذون بنواصيهم وأقدامهم ويلقون في نار جهنم , وساعتها سينسون كل نعيم ولا تتبقى سوى الحسرات والندم.
فأي عاقل هذا الذي لم يعمل لهذا اليوم العظيم.
اللهم ارزقنا حسن الخواتيم وبيض وجوهنا يوم القيامة.
قال تعالى :
{ {يُعْرَفُ الْمُجْرِمُونَ بِسِيمَاهُمْ فَيُؤْخَذُ بِالنَّوَاصِي وَالْأَقْدَامِ * فَبِأَيِّ آلَاءِ رَبِّكُمَا تُكَذِّبَانِ } } [الرحمن 41-42]
قال ابن كثير في تفسيره :
يعرف المجرمون بسيماهم أي : بعلامات تظهر عليهم .
وقال الحسن وقتادة : يعرفونهم باسوداد الوجوه وزرقة العيون . وقوله : {فيؤخذ بالنواصي والأقدام} أي : تجمع الزبانية ناصيته مع قدميه ، ويلقونه في النار كذلك .
وقال الأعمش عن ابن عباس : يؤخذ بناصيته وقدمه ، فيكسر كما يكسر الحطب في التنور .
وقال الضحاك : يجمع بين ناصيته وقدميه في سلسلة من وراء ظهره .
وقال السدي : يجمع بين ناصية الكافر وقدميه ، فتربط ناصيته بقدمه ، ويفتل ظهره.
و قال السعدي في تفسيره:
وقال هنا: { { يُعْرَفُ الْمُجْرِمُونَ بِسِيمَاهُمْ فَيُؤْخَذُ بِالنَّوَاصِي وَالْأَقْدَامِ} } أي: فيؤخذ بنواصي المجرمين وأقدامهم، فيلقون في النار ويسحبون فيها، وإنما يسألهم تعالى سؤال توبيخ وتقرير بما وقع منهم، وهو أعلم به منهم، ولكنه تعالى يريد أن تظهر للخلق حجته البالغة، وحكمته الجليلة.