بسم الله، الحمد لله، و الصلاة و السلام على رسول الله، و آله و صحبه و من والاه، أما بعد:
فأشارككم ببحث خفيف لطيف عن تكرر معجزات الأنبياء.

معجزات الأنبياء قسمان: متكررة و غير متكررة.

القسم الأول: المعجزات غير المتكررة:
هناك معجزات اختص الله بها بعض الأنبياء فهي لا تتكرر للأنبياء الآخرين و لا للأولياء.

أمثلة:
المثال الأول:
معجزة سليمان عليه السلام في تسخير الريح و الجن و الشياطين له، قال الله عز و جل حاكياً عن سليمان: (قال رب اغفر لي و هب لي ملكاً لا ينبغي لأحد من بعدي إنك أنت الوهاب * فسخرنا له الريح تجري بأمره رخاء حيث أصاب * و الشياطين كل بناء و غواص * و آخرين مقرنين في الأصفاد * هذا عطاؤنا فامنن أو أمسك بغير حساب) سورة ص، الشاهد من هذه الآيات هو قول: (لا ينبغي لأحد من بعدي) فمعجزات سليمان عليه السلام السالفة خاصة به لن تتكرر لأحد بعده.

المثال الثاني:
معجزة القرآن الكريم الخاصة بنبينا محمد عليه الصلاة و السلام، فيستحيل أن تتكرر هذه المعجزة أي أن ينزل الله كتاباً يتحدى به الإنس و الجن مثل القرآن لأن النبوة و الرسالة ختمت بنبينا محمد صلى الله عليه و سلم.

القسم الثاني: المعجزات المتكررة.
هناك معجزات تتكرر بين الأنبياء و معجزات تتكرر لأولياء الله على شكل كرامات، و تكرر المعجزات يعني تطابقها في الجوهر مع اختلافها في الصفة و الكيفية و الشكل.

النوع الأول: معجزات تكررت بين الأنبياء:
إن معجزة إحياء الموتى تكررت بين عدة أنبياء مع اختلافها في الصفة و الكيفية و الشكل.
فهذه المعجزة حدثت لإبراهيم عليه السلام: قال الله تعالى: (و إذ قال إبراهيم رب أرني كيف تحيي الموتى قال أولم تؤمن قال بلى و لكن ليطمئن قلبي قال فخذ أربعة من الطير فصرهن إليك ثم اجعل على كل جبل منهن جزءاً ثم ادعهن يأتينك سعياً و اعلم أن الله عزيز حكيم).

و حدثت لموسى عليه السلام في قصة البقرة: قال الله تعالى: (و إذ قتلتم نفساً فادارأتم فيها و الله مخرج ما كنتم تكتمون * فقلنا اضربوه ببعضها كذلك يحيي الله الموتى و يريكم آياته لعلكم تعقلون).

و حدثت لعيسى عليه السلام: قال الله تعالى: (و تخرج الموتى بإذني).

النوع الثاني: معجزات تكررت لأولياء الله على شكل كرامات:
قد تتكرر معجزة نبي لولي من أولياء الله لكنها في هذه الحالة لا تسمى (معجزة) و إنما تسمى (كرامة).

المثال الأول: نار إبراهيم عليه السلام:
قال الله تعالى: (قلنا يا نار كوني برداً و سلاماً على إبراهيم).
إن معجزة نار إبراهيم عليه السلام قد تكررت للتابعي الجليل أبي مسلم الخولاني و هذا رابط القصة من كتاب سير أعلام النبلاء: (https://goo.gl/NR2oRn).

المثال الثاني: إبراء الأكمه و الأبرص:
قال الله تعالى مخاطباً عيسى عليه السلام: (و تبرئ الأكمه و الأبرص بإذني).
إن معجزة عيسى عليه السلام في إبراء الأكمه و الأبرص قد تكررت للغلام المؤمن في قصة أصحاب الأخدود و هذا رابط القصة: (https://goo.gl/bFAe7J)، الشاهد من القصة: (و كان الغلام يبرئ الأكمه و الأبرص و يداوي الناس من سائر الأدواء).

و صلى الله على نبينا محمد و على آله و صحبه أجمعين.