1724 - " إني صليت صلاة رغبة و رهبة ، سألت الله عز وجل لأمتي ثلاثا ، فأعطاني اثنتين
و رد علي واحدة ، سألته أن لا يسلط عليهم عدوا من غيرهم ، فأعطانيها ، و سألته
أن لا يهلكهم غرقا ، فأعطانيها ، و سألته أن لا يجعل بأسهم بينهم ، فردها علي ".
قال الألباني في " السلسلة الصحيحة " 4 / 302 :
أخرجه ابن ماجة ( 3951 ) و ابن خزيمة في " صحيحه " ( رقم - 1218 ) و أحمد ( 5 /
240 ) من طريق رجاء الأنصاري عن عبد الله بن شداد بن الهاد عن معاذ بن جبل
قال : " صلى رسول الله صلى الله عليه وسلم يوما صلاة ، فأطال فيها ، فلما انصرف
قلنا : يا رسول الله أطلت اليوم الصلاة ؟ قال : " فذكره . قال البوصيري في
" زوائد ابن ماجة " ( 264 / 1 ) : " هذا إسناد صحيح ، رجاله ثقات ، رواه الإمام
أحمد في " مسنده " و أبو بكر بن أبي شيبة في ( مسنده ) " .
قلت : و رجاله ثقات رجال الشيخين غير رجاء الأنصاري ، و هو مجهول ، فقد قال
الذهبي : " ما روى عنه سوى الأعمش " ، فأنى لإسناده الصحة . نعم للحديث طريق
آخر و شواهد يتقوى بها : فأخرجه أحمد ( 5 / 243 و 247 ) من طريقين عن عبد الملك
ابن عمير عن عبد الرحمن بن أبي ليلى عن معاذ به نحوه إلا أنه قال : " أن لا
يبعث عليهم سنة تقتلهم جوعا " بدل " .. غرقا " . و هذا هو المعروف في الشواهد
المشار إليها ، منها حديث ثوبان مرفوعا : " إن الله زوى لي الأرض .. " و فيه :
" بسنة عامة " . أخرجه مسلم ( 8 / 171 ) و غيره و صححه الترمذي ( 2 / 27 ) و قد
مضى تخريجه تحت الحديث ( 1683 ) رقم ( 3 ) . و منها عن أنس بن مالك مرفوعا مثله
. أخرجه أبو نعيم في " الحلية " ( 8 / 326 ) و الحاكم ( 1 / 314 ) و قال : "
صحيح الإسناد " . و وافقه الذهبي . و منها حديث خباب بن الأرت و هو مخرج في "
صفة الصلاة " . لكن للغرق شاهد من حديث سعد بن أبي وقاص مرفوعا بلفظ : " سألت
ربي ثلاثا ، فأعطاني اثنتين و منعني واحدة ، سألت ربي أن لا يهلك أمتي بالسنة ،
فأعطانيها و سألته أن لا يهلك أمتي بالغرق ، فأعطانيها و سألته أن لا يجعل
بأسهم بينهم ، فمنعنيها " . أخرجه مسلم ( 8 / 171 - 172 ) و أحمد ( 1 / 175 و
182 ) و الجندي في " فضائل المدينة " ( رقم 59 - منسوختي ) . فهذا يدل على أن
ذكر الغرق محفوظ أيضا ، فيظهر أن أصل الحديث ذكر فيه الغرق و السنة معا ، كما
يدل عليه حديث سعد المذكور ، ثم ذكر بعض الرواة هذا ، و بعضهم هذا . و الله
أعلم .