إن السعي إلى تحديث وتطوير نظام التعليم، يكون بالاستعانة بالوسائل التكنولوجية، فإننا نلحظ في كثير من الأقطار العربية عملًا حثيثًا في سبيل تكييف مناهج وبرامج التعليم، وكتتويج لهذا المجهود يجب إيلاء أهمية خاصة للوسائل التكنولوجية، فهي لغة العصر والتطور.
وكمثال عن ذلك نتناول جهاز "الداتا شو" " Data Show"، وهو تلك الوسيلة التي تُمكِّن المتعلم من رؤية وسماع شريط مصور، يتناول موضوعًا في إطار المادة التي تُدرَّس، فالمتعلم بحاجة ماسة إلى التحفيز والتشجيع، وتحبيبه في المادة، وإشعاره بأن النظام التعليمي الذي يدرس في ظله مواكب للعصرنة، ويتماشى مع متطلباتها الأساسية التي تُسهِّل الكثير من مظاهر الحياة.
استعمال الصور الجميلة المنمقة بألوان زاهية، يدخل في السياق نفسه، فتجلب نظر المتعلم، وتجعله يسبَح مع خياله، وتُفجِّر فيه قدراته الإبداعية الكامنة؛ لأنه أصبحت للمتعلم مساحة ليست بالهينة في إطار الدرس، فهو يَصيغ المعلومة ويَمتلكها، والعين تُرسل إشارات للدماغ، فيَعمل بأقصى ما عنده من طاقات، وهذا من أساليب التواصل الضرورية، فيجب توفير الأجواء المناسبة لذلك.
من الجيد الأخذ بعين الاعتبار الحواسيب في التعلم، ويتم ربط بعضها ببعض بقيادة المدرس، فيَتخلَّى المتعلم عن الكراسة والسيالة، ويَلج عالم التقانة من بابه الواسع، فهو يَدرس المادة، وأيضا يَتعلَّم كيف يَستثمر الوسائل التكنولوجية لحسابه، ويكون هذا بمخبر مخصص لهذا الغرض، ويُوصل بالشابكة العنكبوتية، فيَعرض المدرس شروحاته، ويَقترح التمارين التي يُريد، ويُجاب عن أسئلتها في الحال من قِبَل المتعلمين بسلاسة تامة، فنضمن الفعالية في التعلم، مع اقتصادٍ في الجهد والوقت، والتماشي مع وسائل العصر.
إننا بتناولنا للوسائل التكنولوجية، نرغب في التنويه إلى أنها خطوة كبيرة نحو التحديث، رغم أنها تتطلب ميزانية هائلة، بشراء الأجهزة، وتكوين المدرسين؛ حتى يُصبحوا مُؤهلين لاستعمالها، وتهيئة الأمكنة الخاصة بها وأدوات صيانتها، وأي مجتمع يأخذ هذه التفاصيل في الحسبان، فهو تعبير منه عن الأهمية الكبيرة التي يُوليها لهذا القطاع، فالمتعلم بحاجة إلى الممارسة، فتُمنح له الحرية في ذلك؛ لتنغرس فيه المعارف المُلقنة، والنمطية في التعليم هي أحد الأسباب الرئيسة، لعدم بلوغ العملية التعليمية أهدافها، فتنويع الطرق، يُعالج النقائص الملاحظة.


رابط الموضوع: https://www.alukah.net/social/0/132211/#ixzz5dEAXxxsS