إلى ابنتي ..مع التحية

بقلم : مها العومي
ابنتي الحبيبة...



بدأت تتحولين من طفلة صغيرة إلى فتاة بالغة .وهذه المرحلة جزء من نموك وكذلك كل فتاة في مثل عمرك. و تفهمك لها، وتعاملك معها بصورة سليمة، سيساعدك بإذن الله على اجتيازها بسلام .
لا تظني الأمر سهلاً ، ستتملكك الحيرة أمام شخصيتك الجديدة ، التي قد تجدين صعوبة في التحكم بها ، وستشعرين بمشاعر متضاربة من الفرح والحزن والخجل ، لا تنزعجي ولا تنسي أن جسمك ينمو وتنمو معه كل خلية فيك ، ثقي أنني سأتفهم ما تمرين به لكني لا أستطيع مساعدتك حتى تساعديني أنت في ذلك .
حبيبتي....لا تظني وأنت في هذه المرحلة ، أنك ستبلغين مبلغ الكبار سريعا ، فلن تكبري بين ليلة وضحاها، فعيشي هذه المرحلة بكل حلاوتها وستنضجين رويداً رويدا .
ستجدين مشاعر الضيق والانفعال تتجاذبك ، وقد تخطئين في التعبير عنها فتثورين وقد لا يفهمك من حولك ، فأرجو منك وقتها أن تخبريني عن سر ما أنت فيه ، فقد تكون هناك مشكلة في مدرستك أو مع إحدى صديقاتك فأساعدك في حلها ، وإذا وجدت أننا لم نتفهم ما تعانيه ، فلا تحولي البيت إلى معركة بينك وبين إخوتك ، أو بيني وبينك .

أعلم أنك قد تخالفينني الرأي ًحتى لو كان رأيي صحيحاً!! وقد أرى منك التذمر والشكوى من تنفيذ ما يطلب منك في البيت !! وقد تفعلين ذلك لمجرد التعبير عن مشاعرك ، وسأتفهم الأمر ، ولكن احذري يا صغيرتي أن يكون هذا ديدنك دائماً ..
قد ترفضين الذهاب معي أو مع الأسرة إلى مكان ما، وسأحترم رغبتك ولكن ليس كثيراً ، فعزلتك بهذه الطريقة ليست محمودة ولا تروق لنا خاصة إذا لم يكن في المنزل أحد غيرك !!
لا تلوميني إذا سمعت مني محاضرات طويلة فيما يجب عليك فعله أو تركه، لاسيما إن وجدت منك سلوكاً غير لائق ، فتوقعي وتقبلي نصائحي وتوجيهاتي ، واعلمي أن الهدف ليس انتقادك أو تصيد أخطاءك ، وإنما إرشادك إلى الصواب .
ستنشغلين عني بعالمك الجديد ، فصديقاتكوالحديث معهن في الهاتف سيأخذك كثيرا ولكني أود ألا تصرفي جل وقتك في هذا .
ستحبين غرفتك كثيراً ، وستشعرين أنها مأوى تنسجين فيها أحلامك ، ولكني اتمنى أن اكون صديقتك التي تودعيها أسرارك وأحلامك .. سأكون سعيدة بذلك .. أريدك أن تحدثيني عن اهتماماتك وعما تودين إنجازه في حياتك ، حتى أساعدك في تحقيق بعض طموحاتك بإذن الله .
أعلم أنك قد تخفين عني بعض الأشياء ، وقد تبوحين بها لصديقاتك ، ولكني سأحاول معرفة بعضها للاطمئنان على أحوالك .
لا تتضايقي إن زرت غرفتك لأرى ما تفعلين فيها ، وليس هذا لشكي فيك أو عدم ثقتي بك ، ولكن حرصا عليك ؛ فأنا ووالدك نخاف أن تقعي في أخطاء أو مشكلات لا خبرة لك بها.
لن نكون معك دائما،ً لكننا سنلاحظك من بعيد ، وسنحملك مسؤولية تصرفاتك و سلوكك ، لذا أرجو أن تتعلمي الوضوح مع نفسك أولا ثم معنا ثانياً ، وثقي أننا سنمنحك الثقة ما دمت تثبتين أنك أهل لها ، لكن إذا أخليت بهذه الثقة فلنا حينها أن نتدخل بما نراه مناسباً ، بعيداً عن مشيئتك .

فلذة كبدي... أعلم أنك ستحتاجين مني لكثير من التشجيع والاهتمام واللين ، ولكني أحتاج منك القرب والثقة بي كأم ، وقتها لن أبخل عليك بالتفاف ساعدي حول رأسك واحتضانك بكل دفء وحنان . فمهما كبرت فستظلين طفلتي الصغيرة ،التي سأحيطها بحبي ورعايتي .. دمت لأمك المحبة.