الإسلام الحق
الإسلام هو دين الله الخاتم، ومما يتميز به أنه ليس جامدا، وإنما فيه المتغير والثابت، ولو كان صلبا لا مرونة فيه؛ لانتهى إلى ما انتهت إليه الأديان المحرفة، والأفكار البشرية البائدة.
إنه يمتاز بقدرته الفائقة على التأقلم مع كل واقع يوجد فيه، فطبيعة نصوصه تلائم جميع الظروف والملابسات الاجتماعية والاقتصادية والسياسية وغيرها من مناحي الحياة، ولأجل هذا التميز كان هذا الدين الحنيفي هو الأفضل لكل زمان ومكان، هذا هو الإسلام الموحى به من الله تعالى..
أما فهوم علمائه فهي -على جلالتهم ورفعة أقدارهم- تظل اجتهادات تصيب وتخطئ، والمجتهد مأجور في حالتي الخطأ والصواب، إذا استفرغ الوسع في البحث، وكان أهلا للاجتهاد، مع توفر النية الحسنة والقصد الطيب.
إن النصوص الشرعية القاطعة في ثبوتها ودلالاتها هي اليقينيات الثابتة التي تدور عليها رحى الشرع المطهر.
إن الإسلام متسع المجال رحْب الدائرة، بما يجعله فضاء للكثير من الرؤى والأفكار، ما لم تخرج على أصوله وثوابته اليقينية، ومن حكمة الله عزوجل أن كان وجود خصوم الشرع المناوئين له، وجودا أسهم في تجلية محاسن الإسلام لدى كل ذي فطرة سليمة، بما أثاروه من شبه وخيالات فاسدة، وكان الرد العلمي الصحيح عليها وجها من وجوه عظمة هذا الدين.
ولهذا السبب وغيره، لم يُكره الإسلام المخالفين في الدين على التحول عن دينهم إلى الإسلام، وفي الفتوحات الإسلامية لم يكن الإسلام خيارا يجبر عليه أحد من الناس، بل ظل غير المسلمين على دينهم، في إطار شرعي يحفظ الحقوق والحرية والكرامة، وفي ظل سلطان الإسلام وشريعته العادلة، قال تعالى: {لَا إِكْرَاهَ فِي الدِّينِ} (البقرة: 257)
د. صالح سالم النهام