أَنْبَأَنَا أبو محمد ابن الأكفاني ، نا أبو الفتيان عمر بن أبي الحسن عبد الكريم الدهستاني الصوفي ، قدم علينا دمشق ، قَالَ : سمعت الشيخ أبا الحسن علي بن الحسين بن عَبْد الرزاق الدمشقي ، بصيدا ، يقول : سمعت أبا الحسن علي بن محمد النيسابوري ، يحكي ، عن الأصمعي ، أنه قَالَ : دخلت في الطواف عند السحر ، فإذا أَنَا بغلام شاب حسن الوجه ، حسن القامة ، عليه شملة وله ذؤابتان ، وهو متعلق بأستار الكعبة ، يقول : ألا أيها المأمول في كل ساعة شكوت إليك الضر فارحم شكايتي ألا يا رجائي أنت كاشف كربتي وهب لي ذنوبي كلها واقض حاجتي فزادي قليل ما أراه مبلغي أللزاد أبكي أم لبعد مسافتي أتيت بأعمال قباح ردية فما لي الورى خلق جنى كجنايتي أتحرقني بالنار يا غاية المنى فأين رجائي ثم أين مخافتي قَالَ : فتقدمت إليه ، وكشفت عن وجهه ، فإذا به الحسن بن الحسن بن علي بن أبي طالب ، عليهم السلام ، فقلت : يا سيدي ، مثلك من يقول هذه المقَالَة ، وأنت من أهل بيت النبوة ومعدن الرسالة ؟ قَالَ : هيهات يا أصمعي ، إن الله خلق الجنة لمن أطاعه ، وإن كان عبدا حبشيا ، وخلق النار لمن عصاه ، وإن كان ولدا قرشيا ، أما سمعت قول الله عز وجل : فَإِذَا نُفِخَ فِي الصُّورِ فَلا أَنْسَابَ بَيْنَهُمْ سورة المؤمنون آية 101 ، الآيتين . .