لا يقبل الله من الأعمال إلا ما كان خالصا صوابا ، أما الإخلاص فهو تمحض العمل لله تعالى وخلوه من الرياء والشرك وطلب غير وجه الله تعالى والأجر من غيره ، والصواب في ميزان الشريعة ما وافق ما جاء به النبي صلى الله عليه وسلم بأن كان على سنته ، والرياء أخفى من دبيب النمل ؛ لذلك كان أخوف ما يخاف النبي صلى الله عليه وسلم على الأمة لذلك أرشد صلى الله عليه وسلم الصحب الكرام لاتقائه بقول ( اللهم إنا نعوذ بك أن نشرك بك شيئا نعلمه ونستغفرك لما لا نعلمه ) ،
ومما يذكر في باب اختبار الإخلاص أن يسأل المرء نفسه هل العمل مقصود لله أم لغيره ؟
فإن كان مقصودا لذاته أو لغير الله كان شركا -بالمعنى اللغوي- ، فإن أَكَل الأكلة ، أو سَعَى للرزق ، أو أتى المرأة لذات الشهوة ، أولحظ النفس ومجرد إبقاء الحياة كان شركا
، وإن كانت تلك الأعمال مقصودة لله بأن فعله المرء لنيل مرضاة الله ولتقيمه على معنى العبودية له ولترفع ثقل نفسه بإتيان ما أحل ربه لتبقى نشيطة في طاعته ، أو للحول بينه وبين معصية ربه : كان ذلك إخلاصا ، نسأل الله الإخلاص والقبول .