◄#الأول. : السفيه والمُنحط ؛ هذا الصنف لم يُخرج نفسه من قذارة نفسه فهل سيخرج معك بنتيجة مستقيمة ، وبماذا سوف يأخذ ويعطي معك والعفن يسكنه ، فمثله لا قيمة له ولا عبرة بقوله ؛ وبميزان ( أنزلوا الناس منازلهم ) فمثله لا منزل ولا نُزل له أصلاً ؛ فضلاً عن أن يكون في القاع ، وهو أردى أنواع الجهل ، قال جل ثناؤه : { وأعرض عن الجاهلين } ، وعلى هذا النهج سار العقلاء والحكماء ؛ قال الحافظ ابن عبد البر : ( كان يُقال : لا تمار حليما ولا سفيها ، فإن الحليم يغلبك ، والسفيه يؤذيك ) ❶

◄#الثاني: المتعنت والمكابر ؛ هذا الصنف حتى لو عرف الحق والصواب فإنه لا يتبعه مكابراً عن الحق واعراض عنه ، فالنقاش معه معدوم الفائدة لأنه ولو رأى الدليل والبرهان ما أنصفه ، قال الخطيب البغدادي : ( فإنه لا يقدر على نصرة الحق إلا مع الإنصاف ) ❷
☜◄وقال.ابن.حزم.t t : ( وإياك وسؤال المتعنت ومراجعة المكابر الذي يطلب الغلبة بغير علم ، فهما خلقا سوء ، دليلان على قلة الدين وكثرة الفضول ، وضعف العقل وقوة السخف ، وحسبنا الله ونعم الوكيل ) ❸

◄#الثالث: المتطفل ؛ هذا الصنف لا علم لديه ولا قصد لديه ، إنما يناقش من باب التطفل ، فهو لا يريد الحق ونحوه إنما يريد النقاش في حد ذاته ، قال الجويني : ( وقوم دأبهم التطفل في المناظرة ، يستنكفون عن السؤال ، او لقصورهم فيه ، ولم يبلغوا مبلغ أن يسألوا ، وربما لا يفهمون أكثر ما جرى ، ينتظرون فرصة احد الخصمين على الآخر فيأخذون في الشغب والصياح ، إيهاما منهم لمن حضر المجلس من العوام وأهل النقص أنهم من جملتهم ، وهم صفر من صناعتهم ، فهؤلاء يعدون من جملة أهل الجدل ) ❹

◄#الرابع: المجبول على الخلاف ؛ هذا الصنف عمقه الداخلي لا يرضى إلا أن يخالف من أمامه ، ولو ظهر الحق والدليل والبرهان ولَم يبقى شك في ذلك ؛ تجده يخُالف ، فمهما حصل فإنه يختار خلاف ما اختاره الذي أمامه ؛ قال ابن حزم : ( واحذر من مكالمة من ليس مذهبه إلا المضادة والمخالفة ) ❺
⇦وقال.الطرطوشي.t t : ( إذا رأيت إنساناً جُبل على الخلاف ، إن قلت نعم قال : لا ، وإن قلت لا : قال : نعم ، فألحقه بعالم الحمير ، فإن دأب الحمار إن أدنيته بعد ، وإن أبعدته قرب ) ❻

◄#الخامس: المقلد ؛ هذا الصنف لا اختيار له ولا قرار بذاته إنما يمشي على قول غيره ، فمثله ولو ظهر له البرهان المبين ما تبعه وخالفه بكل جرأة ؛ فقط لأنه يتبع شخص يقول خلاف هذا القول ، أو ينتهج منهج خلاف الحق ، فهو يتبع الأشخاص وليس الدليل والبرهان ، فمهما شرحت له وأوضحت لن يقول لك سوى أنا على مذهب فلان ، فلا تتعب نفسك معه ؛ قال ابن القيم : ( وأما الجاهل المقلد فلا تعبأ به ولا يسوءك سبه وتضليله ، فإنه كنباح الكلب ، فلا تجعل للكلب عندك قدرا أن ترد عليه كلما نبح عليك ، ودعه يفرح بنباحه ، وافرح أنت بما فضلت به عليه من العلم والإيمان والهدى ، واجعل الإعراض عنه من بعض شكر نعمة الله التي ساقها إليك وانعم بها عليك ) ❼

☜فخذها قاعدة في جميع محطات حياتك في التعامل مع الناس ؛ لا تناقش إلا من اجتمعت فيه هذه الصفات الستة : ( المؤدب ) ضد السفيه والمنحط ، ( المُنصِف ) ضد المتعنت والمكابر ، ( القاصد للأمر ) ضد المتطفل ، ( المُتبع للدليل ) ضد المجبول على الخلاف ، ( المجتهد ) ضد المقلد .

ـــ