هل للإمام السيوطي إجازة من الحافظ ابن حجر رحمهما الله؟
الحمد لله وحده، والصلاة والسلام على من لا نبي بعده، وبعد:فقد كثُر السؤال عن مسألة في باب الرواية، وهي:
هل للإمام السيوطي 849 - 911 هـ إجازة من الحافظ ابن حجر 773 - 852 هـ رحمة الله عليهما؟
وبعد البحث والتفتيش ظفرت بالنصوص الآتية:
قال الإمام السيوطي رحمه الله في سيرته الذاتية "التحدُّث بنعمة الله" وهو يعدِّدُ شيوخَه ص: 64، ط المكتبة العصرية: أحمد بن علي بن محمد بن محمد بن علي بن محمود الكناني، العسقلاني، قاضي القضاة، إمام الحفاظ، شهاب الدين أبو الفضل، المشهور بابن حجر - لا شك في أن لي منه إجازةً؛ فإن والدي كان يحضر مجالسَه كثيرًا؛ وقد أخبرني من أَثِقُ به أنه كان يجيز لمن حضَرَ مجلسَه وأولادَهم.
••••
وقال رحمه الله في معجمه الكبير الذي رفع فيه أسانيده لقريب من 3000 كتاب وسماه: "أنشاب الكثب، في أنساب الكتب"، وهو مخطوط ينشر قريبًا بعنايتي في دار الحديث الكتانية - بإذن الله تعالى -:تصانيف حافظِ العصر، قاضي القضاة شهاب الدين أبي الفضل بن حجر العسقلاني: أنبأني عنه غير واحد، ولي منه إجازة عامة، ولا أستبعد أن يكون لي منه إجازة خاصة؛ فإن والدي رحمه الله كان يغشَى مجالسَه؛ لأنه كان ينوب عنه في الحكم، وكنت كثيرًا ما أحضر مع والدي مجالس الأكابر؛ فلا أستبعد أن يكون صَحِبَني معه في شيء من مجالسه، وقد وقفت على استدعاء بخط أحد الفضلاء شهاب الدين الزواوي، سأل فيه الإجازة لمن وقف على هذا الاستدعاء، وأجاز فيه الحافظ ابن حجر، فدخلت في هذه الإجازة بوقوفي عليه.وهذه الإجازة عندي مرتبةٌ وسطى بين الخاصة والعامة، لا هي في قوة الخاصة، ولا في ضعف العامة.
••••
وقال في طبقات الحُفَّاظ الذي لخَّص فيه تذكرة الحفاظ للإمام الذهبي رحمه الله، وذيَّل عليه، وختم بترجمة شيخ الإسلام الحافظ ابن حجر رحمه الله، وقال فيها ص: 580 ط مكتبة الثقافة الدينية: ولي منه إجازة عامة، ولا أستبعد أن يكون لي منه إجازة خاصة؛ فإن والدي كان يتردد إليه، وينوب في الحكم عنه، وإن يكن فاتني حضور مجالسه، والفوز بسماع كلامه، والأخذ عنه - فقد انتفعت في الفن بتصانيفه، واستفدت منه الكثير.
••••
قلت: وقد قَطَعَتْ جَهِيزَةُ قولَ كلِّ خطيب، و
إذا قالتْ حَذَامِ فصدِّقوها ** فإن القول ما قالت حَذَامِ
ورَبُّ البيت أدرى بما فيه.
رحم الله الإمام ابن حجر، ورحم الله الإمام السيوطي، ونفعنا بعلمهما.
هذا ما تيسر إعداده، وتحصَّل إيراده، في هذه المقالة، على عجالة، والحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين، ومن تبعهم بإحسان إلى يوم الدين.
وكتبمحمد آل رحاب
المدينة المنورة، ليلة الأربعاء 28-12-1435هـ
<span style="margin: 0px; color: rgb(153, 51, 102);">https://www.alukah.net/culture/0/775...#ixzz5btid3Au1