أخي الحبيب أمجد
قولك: (هل يمكن أن يقال: أين أصحاب أحمد المختصين به كأبناءه والمرُّوذي وغيرهم عن هذا النقل ؟؟).اهـ.
أقول: في قولك هذا إشارة إلى إعلال الرواية المنقولة عن الإمام، وهذا بعيد - في المسألة محل المباحثة -؛ لما يلي:
1- إبراهيم بن محمد بن الحارث الأصبهاني، قال ابن أبي يعلى: (نقل عن إمامنا أشياء). وقال: (ذكره أبو محمد الخلال من جملة الأصحاب). فلم يذكرا إغرابا ولا نكارة ...
2- "أبناء أحمد والمرُّوذي" لم يستوعبا جميع مسائل الإمام، هذا هو الأصل، ومَن ادَّعى غير ذلك، يلتزم بالدليل. ثم: هنا يُقال: هل وصلنا جميع مسائل أحمد من طريق "أبنائه والمرُّوذي"؛ لكَي نطعن في رواية إبراهيم ابن الحارث عن الإمام أحمد بدعوى "التفرّد" ؟!
3- هذه الرواية ذكرها أهل البصيرة والنَّقد من أئمة المذهب .. فمنهم من استحسنها على غيرها كشيخ الإسلام .. ومنهم من أشار إلى ضعفها في مقابل رواية أخرى (فلم نذهب بعيدا) في استحباب ابتداء تراويح أول ليلة بسورة القلم - يعني: العلق - وتناقلوا علة ذلك: أنها أول سورة نزلت. أما تعليل البهوتي فبعيد ..
(والله أعلم).
ونعتذر إلى شيخنا أبي محمد أن تقدَّمنا بالجواب بين يديه (غفر الله لنا وله وللجميع).