تابعونا على المجلس العلمي على Facebook المجلس العلمي على Twitter
الدكتور سعد بن عبد الله الحميد


النتائج 1 إلى 2 من 2

الموضوع: المجموع الثمين من كلام العلماء الربانين فى توحيد رب العالمين

  1. #1
    تاريخ التسجيل
    Jan 2012
    المشاركات
    7,880

    افتراضي المجموع الثمين من كلام العلماء الربانِيِّن فى توحيد رب العالمين

    قال شيخ الاسلام ابن تيمية- الغاية المحمودة التي بها كمال بني آدم وسعادتهم ونجاتهم : عبادةالله وحده وهي حقيقة لا إله إلا الله وكل من لم يحصل له هذا الإخلاص لم يكن من أهل النجاة والسعادة . فكل من سوى بين الله وبين بعض المخلوقات في الحب بحيث يحبه كما يحب الله ويخشاه كما يخشى الله ويرجوه كما يرجو الله ويدعوه كما يدعو الله فهو مشرك الشرك الذي لا يغفره الله ولو كان مع ذلك عفيفاً في طعامه ونكاحه وكان حليماً شجاعاً---------------- قال الإمام عبد الرحمن بن حسن - اجمع علماء أهل السنة سلفاً وخلفاً من الصحابة والتابعين والأئمة وجميع أهل السنة أن المرء لا يكون مسلما إلا بالتجرد من الشرك الأكبر والبراءة منه وممن فعله وبغضهم ومعاداتهم بحسب الطاقة والقدرة وإخلاص الأعمال كلها لله-------------------------------قال الإمام شيخ الإسلام محمد بن عبد الوهاب-مجرد الإتيان بلفظ الشهادة مع مخالفة ما دلت عليه من الأصول المقررة ومع الشرك الأكبر في العبادة لا يدخل المرء في الإسلام .-------------------------- قال الإمام بن القيم -الإسلام هو : توحيد الله وعبادته وحده لا شريك له والإيمان برسوله واتباعه فيما جاء به .
    فما لم يأت العبد بهذا فليس بمسلم وأن لم يكن كافراً معانداً فهو كافر جاهل ------------- قال الشيخ سليمان بن عبد الله-مجرد التلفظ بالشهادتين لا يكفي في الإسلام بدون العمل بمعناها واعتقاده إجماعاً------------------ قال شيخ الإسلام محمد بن عبد الوهاب-الإسلام هو : الاستسلام لله بالتوحيد والانقياد له بالطاعة والبراءة من الشرك وأهله-------------قال شيخ الإسلام محمد بن عبد الوهاب العبادة لا تسمى عبادة إلا مع التوحيد كما أن الصلاة لا تسمى صلاة إلا مع الطهارة . فإذا دخل الشرك في العبادة فسدت وعبادة الله لا تحصل إلا بالكفر بالطاغوت والعبادة هي: التوحيد لأن الخصومة كانت فيه ---------------------------- قال الشيخ سليمان بن عبد الله- وسمى دين الإسلام توحيداً لأن مبناء على أن الله واحد في ملكه وأفعاله لا شريك له وواحد في ذاته وصفاته لا نظير له وواحد في إلهيته وعبادته لا ندَ له------------------- قال الشيخ عبد الرحمن بن حسن----التوحيد هو : الكفر بكل طاغوت عبده العابدون من دون الله . فالتوحيد الذي بعث الله به رسله , غريب في الناس جداً , وأكثرهم لا يعرف حقيقته ولا يعرف الشرك الأكبر المنافي له--------قال الشيخ عبد الرحمن بن حسن-إن الكفر بالطاغوت : ركن التوحيد فإذا لم يحصل هذا الركن لم يكن العبد موحداً والتوحيد هو أساس الإيمان الذي يصلح به جميع الأعمال وتفسد بعدمه ---------------قال شيخ الإسلام ابن تيمية-وأكثر من يقول : لا إله إلا الله لا يعرف الإخلاص وأكثرمن يقولها تقليداً وعادة ولم يخالط الإيمان بشاشة قلبه وغالب من يفتتن عند الموت وفي القبور أمثال هؤلاء كما في الحديث : (( سمعت الناس يقولون شيئاً فقلته )) وغالب أعمال هؤلاء إنما هو تقليد واقتداء بأمثالهم وهم من أقرب الناس من قوله تعالى : (( إِنَّا وَجَدْنَا آبَاءَنَا عَلَى أُمَّةٍ وَإِنَّا عَلَى آثَارِهِمْ مُقتَدُونَ)) ومن قالها : على وجه الكمال المانع من الشرك الأكبر والأصغر فهذا غير مصر على ذنب أصلاً فيغفر له ويحرم على النار ....وإنما يخاف على المخلص أن يأتي بسيئة راجحة فيضعف إيمانه فلا يقولها بإخلاص ويقين مانع من جميع السيئات ويخشى عليه بذلك من الشرك الأكبر والأصغر ...والذي يدخل النار ممن يقولها إما أنهم لم يقولوها بالصدق واليقين التام المنافيين للسيئات أو لرجحانها أو قالوها واكتسبوا بعد ذلك سيئات رجحت على حسناتهم ثم ضعف لذلك صدقهم ويقينهم ثم لم يقولوها بعد ذلك بصدق ويقين تام لأن الذنوب قد أضعفت ذلك الصدق واليقين من قلوبهم -------------- قال الشيخ سليمان بن عبدالله ولا ريب أنه لو قال أحد من المشركين : لا إله إلا الله ونطق أيضاً بشهادة : أن محمداً رسول الله ولم يعرف معنى الإله ولا معنى الرسول وصلى وصام وحج ولا يدري ما ذاك إلا أنه رأى الناس يفعلونه فتابعهم ولم يفعل شيئاً من الشرك فإنه لا يشك أحد في عدم إسلامه .
    وقد أفتى بذلك فقهاء المغرب كلهم في أول القرن الحادي عشر أو قبله في شخص كان كذلك كما ذكره صاحب (( الدر الثمين في شرح المرشد المعين )) من المالكية ثم قال شارحة : وهذا الذي أفتوا به جلي في غاية الجلاء لايمكن ان يختلف فيه أثنان -------------------قال الشيخ سليمان بن عبد الله من صرف شيئاً مما لا يصلح إلأ لله من العبادات لغير الله فهو مشرك ولو نطق بـ : لا إله إلأ الله إذ لم يعمل بما تقتضيه من التوحيد والإخلاص----------------- قال الشيخ عبد الرحمن بن حسن ) والمشرك قد عكس مدلول لا إله إلأ الله فأثبت ما نفته ونفى ما أثبتته من الإخلاص------- قال الشيخ عبد الرحمن بن حسن-لقد تبين أن مشركي هذه الأزمان أجهل بالله وبتوحيده من مشركي العرب ومن قبلهم---------------- قال الشيخ سليمان بن عبد الله -ولقد بالغ صلى الله عليه وسلم وحذر وأنذر وأبدأ وأعاد وخص وعم في حماية الحنفية السمحة فهي حنفية في التوحيد سمحة في العمل--------------------قال الإمام عبد اللطيف بن عبد الرحمن بن حسن -لقد عادت عبادة الأولياء والصالحين ودعاء الأوثان والشياطين كما كانت قبل النبوة وفي زمن الفترة حذو النعل بالنعل وحذو القذة بالقذة وهذا من أعلام النبوة ... ولقد أطبق على ترك الإسلام جمهور أهل البسيطة----------------------- قال الامام بن القيم-قال عمر بن الخطاب رضي الله عنه : إنما تنقض عرى الإسلام عروة عروة إذا نشأ في الإسلام من لا يعرف الجاهلية . وهذا لأنه إذا لم يعرف الشرك وما عابه القران وذمه وقع فيه واقره وهو لا يعرف انه الذي كان عليه أهل الجاهلية فتنتقض بذلك عرى الإسلام ------------------- قال الامام بن القيم-وما نجا من شرك هذا الشرك الأكبر إلأ من جرد توحيده لله وتقرب بمقت المشركين إلى الله--------------------- قال شيخ الإسلام محمد بن عبد الوهاب-مجرد الإتيان بلفظ الشهادة من غيرعلم بمعناها ولا عمل بمقتضاها لا يكون به المكلف مسلماً بل هو حجة على ابن آدم خلافاً لمن زعم أن الإيمان مجرد الإقرار كالكرامية ومجرد التصديق كالجهمية . إن مسمى الإيمان لابد فيه من التصديق والعمل ومن شهد أن لا إله إلأالله وعبد غيره فلا شهادة له وإن صلى وزكى وصام وأتى بشيء من أعمال الإسلام----------------- قال شيخ الإسلام محمد بن عبد الوهاب-إن أصل الإسلام وقاعدته : شهادة أن لا إله إلا الله وهي أصل الإيمان بالله وحده وهي أفضل شعب الإيمان .وهذا الأصل لا بد فيه من : العلم والعمل والإقرار بإجماع المسلمين ومدلوله : وجوب عبادة الله وحده لا شريك له والبراءة من عبادة ما سواه----------------------قال شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله تعالى، جعل النبي صلى الله عليه وسلم الدين ثلاث درجات: أعلاها الإحسان، وأوسطها الإيمان، ويليه الإسلام، فكل محسن مؤمن، وكل مؤمن مسلم، وليس كل مؤمن محسنًا، ولا كل مسلم مؤمنًا، كما دلت عليه الأحاديث. انتهى----------------------الإيمان والكفر، ضدان لا يجتمعان ولا يرتفعان، ولكل منهما أصل وشُعب. فأصل الإيمان: التوحيد، وشُعبه: الطاعات، وأصل الكفر: الشرك، وشُعبه: المعاصي.
    فالضد من أصل الإيمان وشُعبه، يستحيل أن يجتمع مع ضده من أصل الكفر وشُعبه.
    فالعبد إذا قامت به شُعبة من شُعب الكفر دون أصله، لا يكون كافرًا، وكذلك إذا قامت به شُعبة من شُعب الإيمان دون أصله، لا يصير مؤمنًا.
    فحكم الكفر لا ينحل عن صاحبه، حتى يحقق أصل الإيمان لا شُعبه، وكذلك حكم الإيمان لا يفارق صاحبه، حتى يقوم به أصل الكفر لا شُعبه، وبعبارة أخرى: إن الإيمان لا يثبت لكافر، حتى ينخلع من أصل الكفر، لا شُعبه، كما أن الكفر لا يثبت على مؤمن، حتى يذهب عنه أصل الإيمان لا شُعبه.
    والحاصل: أن للإيمان أصل، لا يتم ولا يصح الإسلام والإيمان إلاَّ به إجماعًا.
    فأصل الإسلام والإيمان: القيام بمعنى (لا إله إلاَّ الله) إقرارًا وعلمًا وعملاً، ومدلول ذلك يتمثل في: عبادة الله وحده لا شريك له، والكفر بكل ما يُعبد من دونه، مع الإقرار والقبول لكافة أحكام الله تعالى من»[المختصر المفيد فى عقائد أئمة التوحيد]----- قال الشيخ عبد اللطيف بن عبد الرحمن--فمن سوى بين أصل الإيمان وشعبه، أو أصل الكفر وشعبه، في الأسماء والأحكام، فهو مخالف للكتاب والسنة، وخارج عن سبيل سلف الأمة، وداخل في عموم أهل البدع والأهواء. --------- وقال الشيخ عبد الرحمن بن حسن - رحمه الله تعالى-: «لا يصح لأحد إسلام إلاَّ بمعرفة ما دلَّت عليه هذه الكلمة - أي كلمة التوحيد - من نفي الشرك في العبادة، والبراءة منه وممن فعله ومعاداته، وإخلاص العبادة لله وحده لا شريك له، والموالاة في ذلك».
    وقال عبد الله وإبراهيم ابنا عبد اللطيف، وسليمان بن سمحان - رحم الله الجميع-: حقيقة الإسلام التي بعث الله بها رسله الكرام، ودعوا إليها تتمثل في: وجوب عبادة الله وحده لا شريك له، وإخلاص العمل له، وأن لا يشرك في
    واجب حقه أحد من خلقه، وأن يوصف بما وصف به نفسه من صفات الكمال ونعوت الجلال. فمن خالف ما جاءوا به، ونفاه وأبطله، فهو كافر ضال، وإن قال: لا إله إلاَّ الله، وزعم أنه مسلم، لأن ما قام به من الشرك يناقض ما تكلَّم به من كلمة التوحيد، فلا ينفعه التلفظ بقول: لا إله إلاَّ الله، لأنه تكلَّم بما لم يعمل به، ولم يعتقد ما دلّ عليه». اهـ.
    وقال إسحاق بن عبد الرحمن بن حسن - رحمهم الله تعالى-: «قال محمد بن عبد الوهاب رحمه الله: ومجرَّد الإتيان بلفظ الشهادة، من غير علم بمعناها، ولا عمل بمقتضاها، لا يكون به المكلَّف مسلمًا؛ بل هو حجة على ابن آدم، خلافًا لمن زعم أن الإيمان مجرَّد: الإقرار»
    وقال الشيخ محمد بن إبراهيم بن عبد اللطيف، مفتي الديار النجدية في وقته - رحمه الله تعالى-: «فإن كثيرًا من الناس ينتسبون إلي الإسلام، وينطقون بالشهادتين، ويؤدُّون أركان الإسلام الظاهرة، ولا يُكتفى بذلك في الحكم بإسلامهم، ولا تحل ذكاتهم لشركهم بالله في العبادة بدعاء الأنبياء والصالحين، والاستغاثة بهم وغير ذلك من أسباب الردة عن الإسلام. وهذا التفريق بين المنتسبين إلى الإسلام، أمر معلوم بالأدلة من الكتاب والسنَّة، وإجماع سلف الأمة وأئمتها

  2. #2
    تاريخ التسجيل
    Jan 2012
    المشاركات
    7,880

    افتراضي رد: المجموع الثمين من كلام العلماء الربانين فى توحيد رب العالمين

    وقال الشيخ عبد الله بن عبد الرحمن أبو بطين - رحمه الله تعالى-: «الإقرار بتوحيد الربوبية، وهو أنَّ الله سبحانه خالق كل شيء ومليكه ومدبِّره، فهذا يُقرُّ به المسلم والكافر ولا بد منه، لكن لا يصير الإنسان به مسلمًا حتى يأتي بتوحيد الألوهية الذي دعت إليه الرسل، وأبى عن الإقرار به المشركون، وبه يتميَّز المسلم من المشرك، وأهل الجنة من أهل النار».
    وقال الشيخ سليمان بن عبد الله - رحمهما الله تعالى-: «فاعلم أن العلماء أجمعوا على أن من صرف شيئًا من نوعي الدعاء لغير الله فهو مشرك، ولو قال: لا إله إلاَّ الله محمد رسول الله وصلَّى وصام، إذ شرط الإسلام مع التلفظ بالشهادتين: أن لا يعبد إلاَّ الله، فمن أتى بالشهادتين، وعبد غير الله، فما أتى بهما حقيقة، وإن تلفظ بهما، كاليهود الذين يقولون: لا إله إلا الله وهم مشركون. ومجرد التلفظ بالشهادتين لا يكفي في الإسلام بدون العمل بمعناها، واعتقادها إجماعًا».
    وقال الشيخ عبد الرحمن بن حسن - رحمه الله تعالى-: «فلا إله إلاَّ الله، هي: كلمة الإسلام لا يصح إسلام أحد إلاَّ بمعرفة ما
    وضعت له، ودلَّت عليه، وقَبوله، والانقياد للعمل به، وهي كلمة الإخلاص المنافي للشرك، وكلمة التقوى».
    وسُئلت اللجنة الدائمة للبحوث العلمية والإفتاء «فتوى رقم 10684»: س: ما هو الحدُّ الفاصل بين الكفر والإسلام، وهل من ينطق بالشهادتين ثم يأتي بأفعال تناقضهما يدخل في عداد المسلمين رغم صلاته ؟ ج: الحمد لله وحده والصلاة والسلام على رسوله وآله وصحبه... وبعد: الحد بين الكفر والإسلام النطق بالشهادتين مع الصدق والإخلاص والعمل بمقتضاهما، فمن تحقق فيه ذلك فهو مسلم مؤمن. أما من نافق فلم يصدق ولم يخلص فليس بمؤمن، وكذا من نطق بهما وأتى بما يناقضهما من الشرك، مثل من يستغيث بالأموات في الشدَّة أو الرخاء، ومن يؤثر الحكم بالقوانين الوضعية على الحكم بما أنزل الله تعالى، ومن يهزأ بالقرآن أو ما ثبت من سنَّة رسول الله r فهذا كافر وإن نطق بالشهادتين وصلَّى وصام. وبالله التوفيق وصلَّى الله على نبينا محمد وآله وصحبه وسلم------------------- وقال عبد الرحمن بن حسن: «وفي الباب - أي الباب الأول من كتاب التوحيد-: الحث على إخلاص العبادة لله، وأنها لا تنفع مع الشرك، بل لا تسمَّى عبادة--------------- وقال الشيخ أبو بطين:
    أما تعريف العبادة، فقد عرَّفها شيخنا محمد بن عبد الوهاب رحمه الله في فوائده على كتابه، كتاب التوحيد، بأن العبادة هي التوحيد، لأن الخصومة فيه، وأن من لم يأت به لم يعبد الله؛ فدلَّ على أنَّ التجرد من الشرك لا بدَّ منه في العبادة، وإلاَّ فلا يسمَّى عبادة»--------------------- وقال الشيخ عبد الرحمن بن حسن:
    وقول الله تعالى: ﴿وَاعْبُدُواْ اللّهَ وَلاَ تُشْرِكُواْ بِهِ شَيْئًا﴾ [النساء: 36] الآية. وهذه الآية تبين العبادة التي خُلقوا لها أيضًا، فإنه تعالى قرن الأمر بالعبادة التي فرضها بالنهي عن الشرك الذي حرمه وهو الشرك في العبادة، فدلَّت هذه الآية على: أن اجتناب الشرك شرط في صحة العبادة، فلا تصح بدونه أصلاً، كما قال تعالى: ﴿ذَلِكَ هُدَى اللّهِ يَهْدِي بِهِ مَن يَشَاء مِنْ عِبَادِهِ وَلَوْ أَشْرَكُواْ لَحَبِطَ عَنْهُم مَّا كَانُواْ يَعْمَلُونَ﴾ -------------------- ونقل الشيخ عبد اللطيف بن عبد الرحمن عن ابن القيم قوله:
    «ومن خصائص الإلهية الكمال المطلق من جميع الوجوه. الذي لا نقص فيه بوجه من الوجوه، وذلك يوجب أن تكون العبادة كلها له وحده والتعظيم والإجلال والخشية والدعاء والرجاء والإنابة والتوكل والاستغاثة، وغاية الذل مع غاية الحب، كل ذلك يجب: عقلاً وشرعًا وفطرة أن يكون لله وحده، ويمتنع عقلاً وشرعًا وفطرة أن يكون لغيره. فمن جعل شيئًا من ذلك لغيره فقد شبَّه ذلك الغير بمن لا شبيه له ولا مثل له، وذلك أقبح التشبيه وأبطله، ولشدَّة قبحه وتضمنه غاية الظلم أخبر سبحانه وتعالى عباده أنه لا يغفره، مع أنه كتب على نفسه الرحمة. ومن خصائص الإلهية: العبودية التي قامت على ساقين لا قوام لها بدونهما: غاية الحب مع غاية الذل. هذا تمام العبودية، وتفاوت منازل الخلق فيها بحسب تفاوتهم في هذين الأصلين. فمن أعطى حبه وذله وخضوعه لغير الله فقد شبَّهه به في خالص حقَّه. وهذا من المحال أن تجيء به شريعة من الشرائع، وقبحه مستقر في كل فطرة وعقل، ولكن غيرَّت الشياطين فطر أكثر الخلق وعقولهم وأفسدتها عليهم واجتالتهم عنها، ومضى على الفطرة الأولى من سبقت لهم من الله الحسنى، فأرسل إليهم رسله، وأنزل عليهم كتبه بما يوافق فطرتهم وعقولهم. فازدادوا بذلك نورًا على نورهم، يهدي الله لنوره من يشاء»-------------------- وقال الشيخ عبد الرحمن بن حسن في شرحه لكتاب التوحيد : قوله: «وَلَهُما» أي البخاري ومسلم، وهذا حديث طويل اختصره المصنف وذكر منه ما يناسب الترجمة وهو قوله: «من قال لا إله إلا الله يبتغي بذلك وجه الله»، وهذا هو حقيقة معناها الذي دلَّت عليه هذه الكلمة من الإخلاص ونفي الشرك، والصدق والإخلاص متلازمان لا يوجد أحدهما بدون الآخر، فإن من لم يكن مخلصًا فهو مشرك، ومن لم يكن صادقًا فهو منافق، والمخلص أن يقولها: مخلصًا الإلهية لمن لا يستحقها غيره وهو الله تعالى، وهذا التوحيد هو أساس الإسلام... وهذا بخلاف من يقولها، وهو يدعو غير الله ويستغيث به من ميت أو غائب لا ينفع ولا يضر، كما ترى عليه أكثر الخلق فهؤلاء وإن قالوها، فقد تلبسوا
    بما يناقضها فلا تنفع قائلها إلاَّ بالعلم بمدلولها نفيًا وإثباتًا، والجاهل بمعناها وإن قالها لا تنفعه لجهله بما وضعت له الوضع العربي الذي أريد منها من نفي الشرك، وكذلك إذا عرف معناها بغير تيقن له، فإذا انتفى اليقين وقع الشك. ومما قيدت به في الحديث قوله r: «غَيرَ شاكٍّ» فَلا تَنْفَعُ إلاَّ من قالها بعلم ويقين لِقَوْلِهِ صِدْقًا مِنْ قَلبِهِ خالِصًا مِنْ قَلبِهِ، وكذلك من قالها غير صادق في قوله، فإنها لا تنفعه لمخالفة القلب اللسان، كحال المنافقين الذين يقولون بألسنتهم ما ليس في قلوبهم، وكذلك حال المشركين فلا تقبل من مشرك لمنافاة الشرك للإخلاص، ولما دلَّت عليه هذه الكلمة مطابقة، فإنَّها دلَّت على نفي الشرك والبراءة منه، والإخلاص لله وحده لا شريك له مطابقة، ومن لم يكن كذلك لم ينفعه قوله: لا إله إلاَّ الله، كما هو حال كثير من عبدة الأوثان يقولون: لا إله إلاَّ الله وينكرون ما دلَّت عليه من الإخلاص، ويعادون أهله وينصرون الشرك وأهله، وقد قال الخليل لأبيه وقومه: ﴿إِنَّنِي بَرَاء مِّمَّا تَعْبُدُونَ * إِلاَّ الَّذِي فَطَرَنِي فَإِنَّهُ سَيَهْدِينِ * وَجَعَلَهَا كَلِمَةً بَاقِيَةً فِي عَقِبِهِ﴾ [الزخرف: 26 – 28]، وهي: لا إله إلا الله»

الكلمات الدلالية لهذا الموضوع

ضوابط المشاركة

  • لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
  • لا تستطيع الرد على المواضيع
  • لا تستطيع إرفاق ملفات
  • لا تستطيع تعديل مشاركاتك
  •