طفلي عضَاض .. فماذا أفعل ؟



أخذت "أمُّ أحمد" بيد طفلتها البالغة من العمر سبع سنوات إلى المدرسة، وعندما دخلت استوقفتها المعلمة وأخبرتها بأنَّ طفلتها قد عضَّت طفلة أصغر منها في فترة الاستراحة، وقد تمَّ إرسالها إلى المديرة، وكعقاب لها لن تتمتَّع بفترة الاستراحة لبقية الأسبوع . ارتبكت "أمّ أحمد" ولم تدر من أين تبدأ، واختلط شعورها بالخجل من تصرف ابنتها بالصدمة والغضب، ولم تدر أنَّ تلك واحدة من أصعب المشكلات التي يواجهها المدرسون والآباء معاً.
ويعتبر قيام الطفل بعض طفل آخر سلوكاً عدوانياً غير مقبول ؛ ففي العادة يشعر والدا الطفل المعضوض بالاستياء والقلق من خطر إصابة طفلهما بالعدوى من جراء العض، وإذا حدث ذلك في أحد روضات الأطفال فيطالب أولياء الطفل المتضرر باستبعاد الطفل الذي قام بهذا السلوك من الروضة، أما إذا حدث في منزل شخص آخر فغالباً ما يطلب منه أصحاب المنزل ألاّ يأتيهم أبدا،ً ولكن الناس ينسون أن العض – أحياناً – يكون متوقعاً كسلوك لدى بعض الأطفال في السن الصغيرة، وأول من يعلّم غالبية الأطفال ذلك السلوك هم آباؤهم؛ عندما يسمحون لهم بعضّهم كنوع من المداعبة، لكن من المهم التوقف عن هذا السلوك في مرحلة مبكرة.
تتجلى أهم الأسباب التي تكمن وراء هذه المشكلة في أنَّ الطفل عادة يكتشف العض بطريق الصدفة خلال العام الأول من العمر؛ وهو السن الذي يكون فيه قضم الأشياء وإدخالها في الفم سلوكاً طبيعياً، وفي الغالب تستمر هذه الحالة مع الطفل؛ حيث يعتبرها الأهل شيئاً طريفا ؛ ويعتبرها الطفل لعبة يجذب بها الانتباه إليه، وبعد ذلك قد يستعمل الطفل العض عند شعوره بالإحباط ورغبته في الحصول على شيء من طفل آخر؛ وفي هذه المرحلة من العمر التي يفتقر فيها الطفل إلى القدرات اللغوية؛ يكون العض هو وسيلته البدائية للتعبير عن نفسه، أما بعد بلوغ الطفل عامين أو أكثر من العمر فيكون العض طريقة متعمدة للتعبير عن غضبه ويخيف بها الآخرين.
لكن كيف يمكن تجنيب الطفل التعوّد على العض ؟
يجيب المختصون : إن أفضل فترة يمكن فيها منع هذا السلوك من أن يصبح عادة لدى الطفل هي المرحلة الأولى ، وللوقاية ينصحونك بالتالي :
· لا تضحكي ولا تستسلمي :
تأكدي من عدم قيام أي فرد من أفراد الأسرة بالضحك عندما يعض الطفل أو بمداعبة الطفل بالعض، ولا تستسلمي لطلبات الطفل عند ممارسته هذه العادة.
"يجب عدم عض الآخرين أبداً" وعلّليها للطفل بأن العض يسبب ألما للآخرين، أما الأسباب الأخرى - التي قد لا يفهمها الطفل في مثل هذا العمر - فهي أن العض قد يتسبب في حدوث التهابات أو ندبة.
تأكدي من أنك تنهينه بصوت شديد وتنظرين إليه بحدة للتوقف عن العض عندما تشعرين أنه على وشك عضّ أحد؛ قبل أن يقدم على ذلك فعلاً تاركاً الشخص المعضوض يصرخ ويعاني الألم ، وقد يتطلب الأمر منك مزيداً من المراقبة للطفل عن كثب إلى أن يكف عن هذه العادة.
وذلك بأن تخبريه بأنه إذا أراد شيئا من شخص ما؛ فليأتِ إليك ويطلب أن تساعديه في الحصول عليه، أو يشير إليه بدلاً من عض الشخص الذي يوجد هذا الشيء بحوزته، أما إذا كان يعضّ عندما يغضب فاطلبي منه أن يأتي إليك ويخبرك أنه غاضب؛ بدلاً من العض، أما إذا لجأ الطفل لهذه العادة في المرحلة التي يميل فيها إلى وضع أي شيء في فمه ومضغه (عادة تكون قبل بلوغ الطفل ثمانية عشر شهراً من العمر) فساعديه في اختيار الدمية التي يمكن أن يعضها، بدلاً من أن تأمريه بالتوقف عن العض؛ فسوف تفي الدمية أو حلقة التسنين بالغرض، ولا بأس بأن تشجعيه على حمل الدمية أو حلقة التسنين معه لعدة أيام.
ضعي الطفل في مكان يبعث على السأم بمعدل دقيقة لكل سنة من العمر، وإذا حاول أن يعضك أثناء حمله ؛ فانهريه وضعيه في الحال وانصرفي بعيدا عنه - كنوع من العزل - وإذا لم تجدِ هذه الطريقة فخذي منه لعبته المفضلة بقية اليوم.
إذا قمت بعضّ الطفل عقابا له على عض الآخرين فإن ذلك يؤدي إلى انزعاج الطفل ويسبب له ألماً؛ وقد يفهم من ذلك أنه لا مانع من قيام الكبير بعض من يصغره سناً. كذلك لا تعاقبيه بغسل فمه بالصابون أو صفعه على فمه أو قرص وجنتيه أو فمه؛ فالحقيقة أنه إذا كان الطفل ذا طباع عدوانية فيجب بشكل عام أن تتجنبي عقابه بدنياً.
من أهم المواقف التي يمدح الطفل فيها على ذلك: عندما يكون في المواضع التي كان يعض فيها سابقاً، أو يجمعه أحد المواقف مع أحد الأطفال الذين اعتاد أن يعضهم، وفي البداية نبّهيه بلطف قبل مواجهة مثل هذه المواقف مباشرة، ثم امدحيه بعد ذلك على سلوكه الحسن.
يعتبر العض سلوكاً شائعاً في الروضة؛ لذا يجب أن يتبع العاملين في دور الرعاية (الروضة) الخطوات المذكورة آنفاً؛ للتخلص من هذا السلوك في مؤسستهم، ويجب أن يراقبوا الأطفال بعناية، ويضعوا الطفل الذي يعض في فترة عزل مباشرة حتى لو تصرف وكأنه ينوي عض طفل آخر، وبشكل عام فإن العض غير ضار؛ لأن معظم عض الأطفال الصغار لا يخترق الجلد.
منقول