727 - " دعوني من السودان ، إنما الأسود لبطنه و فرجه " .
قال الألباني في " السلسلة الضعيفة و الموضوعة " ( 2 / 157 ) :
موضوع .
أخرجه الطبراني في " الكبير " ( 3 / 122 / 2 ) و الخطيب ( 14 / 108
) من طريق عبد الله بن رجاء : أخبرني يحيى بن سليمان المديني عن عطاء بن أبي
رباح عن ابن عباس قال : ذكر السودان عند رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال
: فذكره . قلت : و هذا سند ضعيف ، عبد الله بن رجاء هو الغداني . قال الحافظ :
" يهم قليلا " ، فليس هو علة الحديث و إنما شيخه يحيى هذا ، قال الحافظ : " لين
الحديث " . و به أعل ابن الجوزي الحديث فأورده في " الموضوعات " و قال : ( 2 /
233 ) : " لا يصح ، و يحيى قال البخاري : منكر الحديث " . و هو قد تبع البخاري
في هذا التجريح ، و من المعلوم أن البخاري لا يقول في الراوي " منكر الحديث "
إلا إذا كان متهما عنده . و لهذا فإن تعقب السيوطي في " اللآلي " على ابن
الجوزي بأن يحيى هذا روى له أبو داود و الترمذي و النسائي ، و قال أبو حاتم :
يكتب حديثه و ليس بالقوي ، و ذكره ابن حبان في " الثقات " - لا يساوي شيئا ،
فإن توثيق ابن حبان في مثل هذا المقام مما لا يعتد به العلماء الأعلام ، لاسيما
مع تضعيف الأئمة الآخرين لهذا الراوي . و جملة القول أن هذا الإسناد ضعيف لا
تقوم به حجة ، و أما المتن فلا أشك في وضعه ، و لنعم ما صنع ابن الجوزي في
إيراده إياه في " الموضوعات " ، و تعقب السيوطي إياه إنما هو جمود منه على
السند دون أن ينعم النظر في المتن و ما يحمله من معنى تتنزه الشريعة عنه ، إذ
كيف يعقل أن تذم هذه الشريعة العادلة أمة السودان بحذافيرها و فيهم الأتقياء
الصالحون العفيفون كما في سائر الأمم ، و ليت شعري ما يكون موقف من كان غير
مسلم من السودان إذا بلغه هذا الذم العام لبني جنسه من شريعة الإسلام ؟! فلا
جرم أن ابن القيم قال كما يأتي بعد حديث : " أحاديث ذم الحبشة و السودان كلها
كذب " . و أقره الشيخ ملا علي القاري في " موضوعاته " ( ص 119 ) ، بل إن ابن
القيم رحمه الله قال في صدد التنبيه على أمور كلية يعرف بها كون الحديث موضوعا
، قال ( صفحة 48 - 49 ) : " و منها ركاكة ألفاظ الحديث و سماجتها بحيث يمجها
السمع و يسمج معناها الفطن " . ثم ساق أحاديث عدة هذا آخرها . و للحديث طريق
آخر عن ابن عباس و هو : " لا خير في الحبش ، إذا جاعوا سرقوا ، و إذا شبعوا
زنوا ، و إن فيهم لخلتين حسنتين : إطعام الطعام ، و بأس عند البأس " .