الحمد الله أن جعلنا مسلمين حنفاء لله غير مشركين به، على ملة إبراهيم عليه السلام نعبد الله وحده ولا نشرك به شيئا، لا نرضى بغير الله رباً و لا حكما ولا ولياً ، ولا نبغي غير الإسلام دينا.
ندين لله بالتوحيد ، وترك الشرك ، والبراءة من المشركين ، ونوالي على الإسلام ونعادي عليه ، ونكْفر بكل ما يعبد من دون الله.
اعلم – أرشدك الله – أن الإسلام هو دين الله الذي شرعه لعباده ليكون منهجا لهم في هذه الحياة وطريقا مستقيما يسيرون عليه؛ لتحقيق ما خُلقوا من أجله، ولأداء حق الله عليهم، وليفوزوا بسعادة الدارين.
والله عز وجل هو الذي يحدد مفهوم هذا الدين وحقيقته ومدخله وأصله وحدوده ولا يمكن لأحد من العباد أن يحدد ما يحبه الله ويرضاه وما يغضبه ويسخطه من غير أن يستند على الشرع والوحى المنزل؛ ولهذا كان الأصل في العبادات التوقف فلا نتعبد لله إلا بما شرع، ولا علم لنا الا بما علمنا الله على السنة رسله وانبياءه
وفهم أصل دين الإسلام سهل يسير على من تجرد للحق وانزاحت عنه الشبهه الفرعونية فما بال القرون الاولى -وكذلك الشبهه القرشية -مَا سَمِعْنَا بِهَٰذَا فِي الْمِلَّةِ الْآخِرَةِ إِنْ هَٰذَا إِلَّا اخْتِلَاقٌ - وفى قوله تعالى عنهم- إِنَّا وَجَدْنَا آبَاءَنَا عَلَىٰ أُمَّةٍ وَإِنَّا عَلَىٰ آثَارِهِم مُّقْتَدُونَ - قَالَ أَوَلَوْ جِئْتُكُم بِأَهْدَىٰ مِمَّا وَجَدتُّمْ عَلَيْهِ آبَاءَكُمْ ۖ قَالُوا إِنَّا بِمَا أُرْسِلْتُم بِهِ كَافِرُونَ ،-- بين النبى صلى الله عليه وسلم فى الحديث القدسى ان الله جل وعلا خلق عباده حنفاء و فطرهم على التوحيد فطرت الله التى فطر الناس عليها ، ولكن الشياطين اجتالتهم وأبعدتهم عنها، فمِن السهل أن يرجعوا إليه ان رشدوا واهتموا وانابوا واستعانوا بربهم، فما هي إلا غشاوة لو انزاحت لرأوا حقيقةالإسلام وحقيقة ملة ابرهيم التى فطر الله عليها جميع العباد واضحة بيضاء نقية بعيدا عن تلبيس الملبسين وشبهات المجادلين عن المشركين.
الله جل وعلا لم يترك الخلق سدى و هملاً بل خلق الخلق ليعبدوه وبالالهية يفردوه بعث لهم رسله ليعلموهم الناس ويرشدوهم ويردوهم الى الحنيفية كلما ابتعدوا عنها ، ففي كل أمة بعث الله لهم رسولا منهم بلسان قومه يدعوهم لعبادة الله وحده وترك ما اتخذوه من معبودات من دونه.
فالإسلام هو دين الله الذي بعث به رسله جميعا من عهد نوح إلى خاتمهم نبينا محمد عليهم جميعا صلاة الله وسلامه، فكلهم على دين واحد ، قال تعالى: (يَا أَيُّهَا الرُّسُلُ كُلُوا مِنَ الطَّيِّبَاتِ وَاعْمَلُوا صَالِحاً إِنِّي بِمَا تَعْمَلُونَ عَلِيمٌ * وَإِنَّ هَذِهِ أُمَّتُكُمْ أُمَّةً وَاحِدَةً وَأَنَا رَبُّكُمْ فَاتَّقُونِ) قال بن كثير، معنى أمتكم أمة واحدة أي دينكم يا معشر الأنبياء دين واحد وملة واحدة وهو الدعوة إلى عبادة الله وحده لا شريك له .
وفي الحديث الصحيح الذي يرويه مسلم وغيره " الْأَنْبِيَاءُ إِخْوَةٌ من عَلاتٍ وَأُمَّهَاتُهُم ْ شَتَّى وَدِينُهُمْ وَاحِدٌ .."
قال البغوي في شرح السنة : يريد : أن أصل دين الأنبياء واحد ، وإن كانت شرائعهم مختلفة ، كما أن أولاد العَلات أبوهم واحد ، وإن كانت أمهاتهم شتى . انتهى
ويقول ابن حجر في فتح الباري : ومعنى الحديث أن أصل دينهم واحد وهو التوحيد وإن اختلفت فروع الشرائع . انتهى

شرائع دين الأنبياء شتى وإنما اتفقوا في أصل الدين الذي يُبنى عليه كل ما سواه ، بمعنى أنهم اتفقوا على أن يعبدوا إلها واحدا لا يشركون به شيئا واختلفوا في الشرائع والعبادات التي يتقربون بها إلى ربهم وإلههم الله الواحد الأحد. كما قال تعالى: ( لِكُلٍّ جَعَلْنَا مِنْكُمْ شِرْعَةً وَمِنْهَاجاً )(المائدة: من الآية48)
وأصل الدين الذي اتفقوا عليه هو التوحيد توحيد الله عز وجل في ربوبيته وألوهيته واسماءه وصفاته ، وهو معنى ومدلول كلمة الإخلاص ( لا إله إلا الله ) قال الله تعالى: (وَمَا أَرْسَلْنَا مِنْ قَبْلِكَ مِنْ رَسُولٍ إِلَّا نُوحِي إِلَيْهِ أَنَّهُ لا إِلَهَ إِلَّا أَنَا فَاعْبُدُونِ) (الانبياء:25) ومعنى هذا أنه بداية من نوح عليه السلام إلى سيدنا محمد كلهم بُعثوا بـ لا إله إلا الله ، فكان أول ما يبدأ ويقرع به كل رسول اسماع قومه : (يَا قَوْمِ اعْبُدُوا اللَّهَ مَا لَكُمْ مِنْ إِلَهٍ غَيْرُهُ) (الأعراف:59)
فالأنبياء كلهم على الحنيفية ملة الإسلام مسلمون مؤمنون يدينون لله بالتوحيد والبراءة من الشرك وأهله، ويدعون إلى عبادة الله وحده وترك عبادة ما سواه، وتصديق بعضهم مستلزم تصديق سائرهم، وطاعة بعضهم تستلزم طاعة سائرهم، وكذلك التكذيب والمعصية، وقد جعل الله عز وجل الإيمان بهم متلازما، وكفَّر من قال أنه آمن ببعض وكفر ببعض، قال تعال: (قُلْ آمَنَّا بِاللَّهِ وَمَا أُنْزِلَ عَلَيْنَا وَمَا أُنْزِلَ عَلَى إِبْرَاهِيمَ وَإِسْمَاعِيلَ وَإِسْحَاقَ وَيَعْقُوبَ وَالْأَسْبَاطِ وَمَا أُوتِيَ مُوسَى وَعِيسَى وَالنَّبِيُّونَ مِنْ رَبِّهِمْ لا نُفَرِّقُ بَيْنَ أَحَدٍ مِنْهُمْ وَنَحْنُ لَهُ مُسْلِمُونَ) (آل عمران:84) وقال عز وجل: (إِنَّ الَّذِينَ يَكْفُرُونَ بِاللَّهِ وَرُسُلِهِ وَيُرِيدُونَ أَنْ يُفَرِّقُوا بَيْنَ اللَّهِ وَرُسُلِهِ وَيَقُولُونَ نُؤْمِنُ بِبَعْضٍ وَنَكْفُرُ بِبَعْضٍ وَيُرِيدُونَ أَنْ يَتَّخِذُوا بَيْنَ ذَلِكَ سَبِيلاً * أُولَئِكَ هُمُ الْكَافِرُونَ حَقّاً ..) : (وَمَنْ يَبْتَغِ غَيْرَ الْإِسْلامِ دِيناً فَلَنْ يُقْبَلَ مِنْهُ وَهُوَ فِي الْآخِرَةِ مِنَ الْخَاسِرِينَ) (آل عمران:85)
وقال تعالى: (وَأَنَّ هَذَا صِرَاطِي مُسْتَقِيماً فَاتَّبِعُوهُ وَلا تَتَّبِعُوا السُّبُلَ فَتَفَرَّقَ بِكُمْ عَنْ سَبِيلِهِ ذَلِكُمْ وَصَّاكُمْ بِهِ لَعَلَّكُمْ تَتَّقُونَ) (الأنعام:153) -
معنى أن التوحيد هو أصل الدين:
1- أن التوحيد هو أول شيء يفعله العبد ليدخل في الإسلام فهو الباب الوحيد الذي يدخل منه الناس في دين الله. فأي إنسان مهما كانت ملته او دينه او منصبه اولونه او عشيرته لكي يصير مسلما لا بد أن يأتي بالتوحيد أولا. ذلك أن الرسل كلهم أول ما بدأوا به
- و اعلم ان التوحيد هو الأساس الذي يُبنى عليه الدين، وكل شرائع الدين تأتي بعد التوحيد، فبدون توحيد لا يصح شيء من الدين لا الصلاة ولا الزكاة ولا الصوم ولا الحج ولا الجهاد ولا غيرها، والدليل قوله تعالى: (وَمَنْ يَعْمَلْ مِنَ الصَّالِحَاتِ مِنْ ذَكَرٍ أَوْ أُنْثَى وَهُوَ مُؤْمِنٌ فَأُولَئِكَ يَدْخُلُونَ الْجَنَّةَ وَلا يُظْلَمُونَ نَقِيراً) (النساء:124) وقوله (وَمَنْ أَرَادَ الْآخِرَةَ وَسَعَى لَهَا سَعْيَهَا وَهُوَ مُؤْمِنٌ فَأُولَئِكَ كَانَ سَعْيُهُمْ مَشْكُوراً) (الاسراء:19) وقوله: (فَمَنْ يَعْمَلْ مِنَ الصَّالِحَاتِ وَهُوَ مُؤْمِنٌ فَلا كُفْرَانَ لِسَعْيِهِ وَإِنَّا لَهُ كَاتِبُونَ) (الانبياء:94) فَشَرَطَ الإيمان لقبول الأعمال الصالحة والتوحيد هو أصل الإيمان. وقال تعالى: (وَلَقَدْ أُوحِيَ إِلَيْكَ وَإِلَى الَّذِينَ مِنْ قَبْلِكَ لَئِنْ أَشْرَكْتَ لَيَحْبَطَنَّ عَمَلُكَ وَلَتَكُونَنَّ مِنَ الْخَاسِرِينَ) (الزمر:65) فالشرك يناقض التوحيد ويهدمه ومن فقد التوحيد لم يُقبل له عمل. وقال تعالى: (مَا كَانَ لِلْمُشْرِكِينَ أَنْ يَعْمُرُوا مَسَاجِدَ اللَّهِ شَاهِدِينَ عَلَى أَنْفُسِهِمْ بِالْكُفْرِ أُولَئِكَ حَبِطَتْ أَعْمَالُهُمْ وَفِي النَّارِ هُمْ خَالِدُونَ) (التوبة:17). والأدلة على ذلك كثيرة.
وأيضاً ، معنى أن التوحيد أصل الدين - وانه او ما يجب على العبد ان يدين به - وأن كل دين لم يُبْنَ على التوحيد فهو باطل وليس هو بالإسلام الذي يريده الله عز وجل وإن ادَّعى صاحبه أنه على الإسلام، فالمسلم من وحَّد الله وعبده وحده ولم يشرك به شيئا. وليس الإسلام مجرد ادعاء وانتساب مجرد عن المعنى والحقيقة، وأيضا ليس الإسلام مجرد قول لا إله إلا الله، بل الإسلام استسلام وخضوع وانقياد لله وحده قال بن القيم -الاسلام - هو الاستسلام لله بالتوحيد والانقياد له بالطاعة والبراءة من الشرك واهله فان لم يأت العبد بهذا فليس بمسلم فان لم يكن كافرا معاندا فهو كافر جاهل - فلابد من عبادة الله وحده والكفر بما يعبد من دونه بالقول والعمل، قول القلب واللسان وعمل القلب والجوارح.
- وأيضاً، معنى أن التوحيد هو أصل الدين أنه هو الحد الفاصل بين الكفر والإسلام، وهو العَلَمُ المميز بين المسلمين وغيرهم ، فلا تجد مسلما ليس عنده توحيد -ليس بمسلم من يفعل الشرك الاكبر الذى يناقض التوحيد لان الشرك والتوحيد ضدان لا يجتمعان ولا يرتفعان. وقد تجد من يزعم أنه مسلم وليس عنده توحيد بل تجده غارق فى بحار الشرك والتنديد فاسلام هذا مجرد زعم وأُمنية يتمناها ولكن الحقيقة أنه ليس بمسلم. قال تعالى: (لَيْسَ بِأَمَانِيِّكُم ْ وَلا أَمَانِيِّ أَهْلِ الْكِتَابِ مَنْ يَعْمَلْ سُوءاً يُجْزَ بِهِ وَلا يَجِدْ لَهُ مِنْ دُونِ اللَّهِ وَلِيّاً وَلا نَصِيراً * وَمَنْ يَعْمَلْ مِنَ الصَّالِحَاتِ مِنْ ذَكَرٍ أَوْ أُنْثَى وَهُوَ مُؤْمِنٌ فَأُولَئِكَ يَدْخُلُونَ الْجَنَّةَ وَلا يُظْلَمُونَ نَقِيراً *وَمَنْ أَحْسَنُ دِيناً مِمَّنْ أَسْلَمَ وَجْهَهُ لِلَّهِ وَهُوَ مُحْسِنٌ وَاتَّبَعَ مِلَّةَ إِبْرَاهِيمَ حَنِيفاً وَاتَّخَذَ اللَّهُ إِبْرَاهِيمَ خَلِيلا ) (النساء:123: 124: 125) قال ابن كثير رحمه الله: والمعنى في هذه الآية أن الدين ليس بالتحلي ولا بالتمني ، ولكن ما وقر في القلوب وصدقته الأعمال ، وليس كل من ادَّعى شيئا حصل له بمجرد دعواه ، ولا كل من قال إنه هو على الحق سُمِع قوله بمجرد ذلك ، حتى يكون له من الله برهان ، ولهذا قال تعالى (ليس بأمانيكم ولا أماني أهل الكتاب من يعمل سوءا يجز به) أي ليس لكم ولا لهم النجاة بمجرد التمني ، بل العبرة بطاعة الله سبحانه وإتباع ما شرعه على ألسنة الرسل الكرام. انتهى
- وأيضا، معنى أن التوحيد هو أصل الدين و أنه أول ما يجب أن ندعو المخالفين فى أصل دين الاسلام إليه - فإن حققوه دعوناهم لما بعده من الصلاة وغيرها، وإن لم يحققوه قولا وعملا فلا داعي للحديث معهم عن الصلاة وغيرها فبدون توحيد سواء أدّوا الصلاة أو تركوها فهم ليسوا من اهل التوحيد ومن لم يكن من اهل التوحيد لم يقبل الله منه صرفا ولا عطفا- -وقدمنا الى ما عملوا من عمل فجعلناه هباءا منثورا. قال رسول الله صلى الله عليه وسلم لمعاذ لما بعثه إلى اليمن:
عن بن عباس رضي الله عنهما أن النبي صلى الله عليه وسلم بعث معاذا رضي الله عنه إلى اليمن فقال: ادعهم إلى شهادة أن لا إله إلا الله وأني رسول الله فإن هم أطاعوا لذلك فأعلمهم أن الله قد افترض عليهم خمس صلوات في كل يوم وليلة فإن هم أطاعوا لذلك فأعلمهم أن الله افترض عليهم صدقة في أموالهم تؤخذ من أغنيائهم وترد على فقرائهم .
وفي رواية أخرى: ((فليكن أول ما تدعوهم إلى أن يوحدوا الله تعالى فإذا عرفوا ذلك فأخبرهم أن الله فرض عليهم خمس صلوات)) وهاتان الرويتان في البخاري وغيره
وفي رواية لمسلم: ((فليكن أول ما تدعوهم إليه عبادة الله عز وجل فإذا عرفوا الله فأخبرهم أن الله فرض عليهم خمس صلوات.....)) .
قال ابن حجر في فتح الباري: ويجمع بينها بأن المراد بعبادة الله توحيده ، وبتوحيده الشهادة له بذلك ولنبيه بالرسالة ، ووقعت البداءة بهما لأنهما أصل الدين الذي لا يصح شيء غيرهما إلا بهما ، فمن كان منهم غير موحد فالمطالبة متوجهة إليه بكل واحدة من الشهادتين على التعيين ، ومن كان موحدا فالمطالبة له بالجمع بين الإقرار بالوحدانية والإقرار بالرسالة ، وإن كانوا يعتقدون ما يقتضي الإشراك أو يستلزمه كمن يقول ببنوة عزير أو يعتقد التشبيه فتكون مطالبتهم بالتوحيد لنفي ما يلزم من عقائدهم.انتهى
ولا يتم للعبد الدخول في هذا الدين ولا يصح منه إلا باعتقاد بطلان ما عليه اهل الشرك والضلال ، وتركه وبغضه، والبراءة من عبادة غير الله وكذلك البراءة من العابد والمعبود من دون الله.
وأخبره عليه السلام أن من أجابه إلى ذلك فلْيُعلمه شعائر الإسلام وما ينبغي عليه ، ويبدأ بالأهم فالأهم ، ولا يتعدى إلى الثاني حتى يلتزموا الأول ، ولا ينتقل إلى الثالث حتى يلتزموا الثاني؛ أما من خالف في الأول ( الشهادتين) فلا يكون من المسلمين فلا فائدة من أمره بشرائع الإسلام وتعليمه إياها.
هذا هو معنى أن التوحيد هو أصل دين الإسلام . فلا بد من تعلمه ومعرفته والاستيقان به ، وبعد العلم به يأتي الاعتقاد بصحته والإقرار به والعمل والالتزام به فالعلم بالشئ والعمل به فرع عن التصور، وأما من يجهل التوحيد ولا يميز بينه وبين الشرك فلا يمكن أن يحقق الاعتقاد والإقرار والعمل، بل تجده يخلط بين عبادة الله وعبادة غيره ولا يأتى بالقيود الثقال التى قيدت بها لا اله الا الله ولم يأت بما تضمنته لا اله الا الله من نفى الشرك، والله عز وجل يقول: (الَّذِينَ آمَنُوا وَلَمْ يَلْبِسُوا إِيمَانَهُمْ بِظُلْمٍ أُولَئِكَ لَهُمُ الْأَمْنُ وَهُمْ مُهْتَدُونَ) (الأنعام:82) والظلم هنا هو الشرك فمن آمن بالله ورسوله ولم يخلط إيمانه بالشرك فهو المهتدي الآمن من عذاب الله، ومن خلط إيمانه بالشرك فهو الضال المشرك المستحق لمقت الله وعذابه.
فمن عرف ما قلناه وأيقن به فالحمد لله،-ومن أغوته شياطين الجن والانس فلا يلومنَّ الا نفسه -لانه لم يتخذ اصل دعوة الانبياء سبيلا - ويوم القيامة -يَوْمَ يَعَضُّ الظَّالِمُ عَلَىٰ يَدَيْهِ يَقُولُ يَا لَيْتَنِي اتَّخَذْتُ مَعَ الرَّسُولِ سَبِيلًا -يَا وَيْلَتَىٰ لَيْتَنِي لَمْ أَتَّخِذْ فُلَانًا خَلِيلًا -لَّقَدْ أَضَلَّنِي عَنِ الذِّكْرِ بَعْدَ إِذْ جَاءَنِي ۗ وَكَانَ الشَّيْطَانُ لِلْإِنسَانِ خَذُولًا