بسم الله الرحمن الرحيم
حوار حول ما كتبته الأستاذة(إمامة الحرم.. نور عبد العزيز الخريجي).
الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على رسول الله وبعد فهذه الملاحظات لا تدخل في باب الردود وإنما هي ملاحظات من قارئ يتحرى الصواب والأصوب.
في يوم الإثنين الموافق 12/من جمادى الآخرة من عام 1429هـ نشرت جريدة الوطن في عددها (2817) السنة الثامنة- مقالا بعنوان:(ما نتمناه لإمامة المسجد النبوي الشريف) نتحدث حوله في الفقرات التالية:
أ- المرأة معتبرة في المجتمع الإسلامي وخصوصا إذا كان لها فكر ورأي فيؤخذ به وتمجد عليه وقد أثنى النبي صلى الله عليه وسلم على حسن أداء خطيبة النساء أسماء بنت يزيد بن السكني للأسئلة المهمة التي تعني المرأة حسب مسؤلياتها وخصائصها ونحن إذ نقدر لهذه الأخت غيرتها على الإمامة في الحرم النبوي الشريف وتألمها من تضييع بعض الأئمة التي ذكرتهم لنأخذ عليها ما يلي:
1- أنها ذكرت بالوصف أحد أئمة المسلمين بسوء ونعتته نعوتا ملؤها الاستهزاء وهذا لا يليق بمسلم يدعي التشرف بجوار المصطفى عليه الصلاة والسلام ذلك أن هذا الإمام شرفه الله بالإمامة في هذا المسجد الشريف ولولا ذلك لما صح لأحد من الناس أن يعينه أو يقره إذا فالأمر أمر الله أولا وأخيرا.
2- ثم إن المسلمين يقدسون من وقف في المحراب المشرف وعلى المنبر المنور فلا يجوز لهم بحال أن يلمزوه أو يتفكهوا بالحديث عنه وإن كان من حقهم عليه أن ينصح لهم ويعلمهم ويعظهم ويهتم بشؤنهم.. وهذا ما عهدناه من الإمام الموقر.
3- وما ذكرته الكاتبة هدانا الله وإياها- والله حسيبها- من كراهة إمامة رجل لقوم هم له كارهون- هو كما قالت:(في الدين) وعندي أن هذا الإمام محبوب في الدين حسبما نسمع من دروسه وخطبه المربية للأمة المشفقة على حالها فمن كان هذا حاله فمبغضه أو كارهه إنما كرهه لأغراض أخرى....
4- وما ألمحت إليه الكاتبة تاب الله علينا وعليها- من الجهوية في التعيين والصراع على الإمامة وأن المعيار الشرعي هو الذي يحدد الأصلح والأجود يرجع إليه في المرجعيات الإدارية ولا يقحم في مجال التلبيس أو التدليس، وعلى الكاتبة وهي ليست حديثة السن كما يبدو أن لا تسكت على هذا الواقع وعليها أن تكون بادرت بتجريد سيف قلما الطويل وتشنع على من عين كل إمام لا يصلح للإمامة فسكوتها وسكوت من وراءها أفسد على جميع المذاهب صلا تهم وليست الشافعية فقط فهي تتحمل وزر ذلك السكوت إلى الآن علما أن هذه الأخطاء التي نصت عليها كلها في الفاتحة وهي كلها لحن جلي مبطل لصلاة من صلى خلف من حصلت منه إذا لم يكن دونه في حسن القراءة فنحن جميعا في رقبتها إن لم تكذب نفسها والإمام المعير بذلك مازال يصلي الجهرية ونحن عندنا إجازات في القراءن لا نكاد نلاحظ شيئا مما لاحظته متعنا الله وإخواننا المسلمين بأسماعنا وأبصارنا وقوتنا- آمين- وقد ذكرتني الأمثلة المضروبة في مخارج الحروف بموقف حصل لإمام الحرم المكي في القرن الحادي عشر وهو علي بن إبراهيم الطبري الشافعي حيث تعرض له رجل مفتات ليقول له :(إن بعض أئمة الحرم لا يحسن إخراج الذال من مخرجها فقال له : تعنيني- قال: نعم- وكان ذلك بحضور من الناس. فقال: اسمع، كَََِِِْذبت كذاب كذبة كذب كاذب كذبوه ثم قال له هل أخرجتها الآن من مخرجها. فخجل هذا المعترض وافتضح أمام الناس.
فهل نوجه هذه الصيغ كلها لهذه الأخت..؟
5- يلاحظ عليها أنها شخصت هذا الإمام وعرفت أنه بحنجرته عيوب خلقية ولم تترك مجالا أن لكل قبيلة من العرب بعض الحروف التي تأخذ عليها القبيلة المجاورة لها عليها فيها بعض المآخذ وكأنها لم تتأمل روايات الحديث:أنزل القرآن على سبعة أحرف- هذا على سبيل التنزل في الملاحظة-
6- وإني منذ سنوات وأنا أسمع من بعض خريجي كلية القرآن الكريم- وأعرف أسماءهم- أن قراءة الإمام المشار إليه عند الكاتبة مفصلة موضحة وأنهم يخرجون من الصلاة معه وقد وقعت في قلوبهم الخشية وعلاهم الخشوع- وعند الأئمة الكبار أن المراد بالأقرإ في الحديث الشريف: الأخشع والأورع فإذا انضم لذلك الأفقه الأعلم كان المعترض بعد ذلك من أصحاب الأهواء والأغراض فلا ينطلي على الناس أنه ناصح أمين ومشفق على إمامة الحرم ويخاف على صلاة المسلمين من البطلان- نعوذ بالله من الخذلان وطمس البصيرة.
ب- حضرت منذ سنوات في جامعة أم القرى محاضرة للدكتور سعود الشريم إمام المسجد الحرام قال فيها إننا إذا أعطينا المرأة كل الحرية لتنساوى مع الغرب في إعطائها المسؤولية وتمكينها من كل ما تشتهي أو تميل إليه أو تتمناه لتمنت لنا من نسائنا إمامة الحرم أو خادمة الحرمين الشريفين فلعل ما تتمناه الكاتبة- على ما في كتابتها- نورة عبد العزيز الخريجي أن تكون إمامة الحرم...
وعلى كل فقد قالت العرب:
إذا شئت يوما أن تسود عشيرة
فبالحلم سدًٍُْ لا بالتسرع والشتم

فهذا النوع من الكتابة تسرع وشتم وتطاول على أهل الدين كالعلماء والأئمة وأهل الدنيا كالساسة الذين لهم المرجعية في الاختيار والتعيين.
د/محمد الداه الأمسمي