تابعونا على المجلس العلمي على Facebook المجلس العلمي على Twitter
الدكتور سعد بن عبد الله الحميد


النتائج 1 إلى 9 من 9

الموضوع: تعريف العقيدة لغة واصطلاحاً

  1. #1
    تاريخ التسجيل
    Jan 2018
    المشاركات
    40,454

    افتراضي تعريف العقيدة لغة واصطلاحاً





    تعريف العقيدة لغة واصطلاحاً


    تعريف العقيدة لغةً:
    العقيدة في اللغة: من العقد؛ وهو الربط، والإبرام، والإحكام، والتوثق، والشد بقوة، والتماسك، والمراصة، والإثبات؛ ومنه اليقين والجزم. والعقد نقيض الحل، ويقال: عقده يعقده عقداً، ومنه عقدة اليمين والنكاح، قال الله تبارك وتعالى: {لاَ يُؤَاخِذُكُمُ اللّهُ بِاللَّغْوِ فِي أَيْمَانِكُمْ وَلَكِن يُؤَاخِذُكُم بِمَا عَقَّدتُّمُ الأَيْمَانَ} [المائدة: 89].
    والعقيدة: الحكم الذي لا يقبل الشك فيه لدى معتقده، والعقيدة في الدين ما يقصد به الاعتقاد دون العمل؛ كعقيدة وجود الله وبعث الرسل. والجمع: عقائد وخلاصة ما عقد الإنسان عليه قلبه جازماً به؛ فهو عقيدة، سواء كان حقاً، أم باطلاً .


    تعريف العقيدة في الاصطلاح العام:
    العقيدة في الاصطلاح العام: هي الأمور التي يجب أن يصدق بها القلب، وتطمئن إليها النفس؛ حتى تكون يقيناً ثابتاً لا يمازجها ريب، ولا يخالطها شك. أي: الإيمان الجازم الذي لا يتطرق إليه شك لدى معتقده، ويجب أن يكون مطابقاً للواقع، لا يقبل شكاً ولا ظنا؛ فإن لم يصل العلم إلى درجة اليقين الجازم لا يسمى عقيدة.


    منقول







    اذا الايمان ضاع فلا أمان
    ولا دنيا لمن لم يحى دينا
    ومن رضى الحياة بغير دين
    فقد جعل الفنـاء له قرينا

  2. #2
    تاريخ التسجيل
    Mar 2010
    المشاركات
    7,532

    افتراضي رد: تعريف العقيدة لغة واصطلاحاً

    سؤال:ما هي أفضل وسيلة تعليمية للطالبات يمكن استخدامها لربط المعنى اللغوي "العقيدة" بالمعنى الاصطلاحي العام ؟
    حتى نبين معنى الربط والاستيثاق الباعث على الاطمئنان على الشيء المعقود؟؟


    .

  3. #3
    تاريخ التسجيل
    Jan 2012
    المشاركات
    7,880

    افتراضي رد: تعريف العقيدة لغة واصطلاحاً

    اقتباس المشاركة الأصلية كتبت بواسطة أم علي طويلبة علم مشاهدة المشاركة
    سؤال:ما هي أفضل وسيلة تعليمية للطالبات يمكن استخدامها لربط المعنى اللغوي "العقيدة" بالمعنى الاصطلاحي العام ؟
    حتى نبين معنى الربط والاستيثاق الباعث على الاطمئنان على الشيء المعقود؟؟
    .
    بارك الله فيكم وجزاكم الله خيرا
    قالالشيخ ابن عثيمين رحمه الله:
    " عقيدة " فعيلة بمعنى مفعولة أي شيء معتقد، والعقيدة في الأصل من العقد، وهو إحكام الشدّـ، وضدّه الحل، هذا في الأصل يعني في اللغة العربية.
    وأما في الاصطلاح:
    فهو حكم الذهن الجازم هذه العقيدة، يعني أن تحكم على الشيء حكما جازما تحكم عليه ذهنا ولا لفظا؟ ذهنا، يعني تعتقد في قلبك بأن هذا كذا نفيا أو إثباتا جازما به،
    فلا عقيدة مع الشك، لأنه لا بد أن يكون هناك جزم،
    ولا عقيدة باعتبار نطق اللسان، لأن نطق اللسان يقع حتى من المنافق،
    فالمنافق يقول لا إله إلا الله، ولكن ليس عنده عقيدة،
    إذن العقيدة تعريفها اصطلاحا:
    حكم الذهن الجازم.
    طيب، هل نقول المطابق للواقع أو لا؟ لا،
    ما نقول هكذا،
    بل نقول:
    حكم الذهن الجازم فإن طابق فهي عقيدة صحيحة،
    وإن خالف الواقع فهي عقيدة فاسدة.
    اعتقاد النصارى أن الله ثالث ثلاثة هذا عقيدة لكن فاسدة أو صالحة؟
    الطالب : فاسدة.
    الشيخ : فاسدة، لأنها غير مطابقة للواقع.
    اعتقاد أهل التحريف أن الاستواء بمعنى الاستيلاء عقيدة لكنها صحيحة أو فاسدة؟
    الطالب : فاسدة.
    الشيخ : فاسدة، لأنها خلاف الواقع، لكن هم يجزمون بذلك ويعتقدون هذا.
    فصارت العقيدة في اللغة من العقد، وهو إحكام الشد الذي ضدّه الحل.
    وفي الاصطلاح:
    حكم الذهن الجازم، فقولنا حكم الذهن خرج به قول اللسان، لأنه لا يعتبر عقيدة، إذ قد يقول الإنسان ما لا يعتقد، وخرج بقولنا الجازم الشك، فإن الشاك لم يعتقد.
    طيب،
    ثم هل يشترط أن يكون مطابقا أو لا؟
    نقول: لا يشترط أن يكون مطابقا للواقع،
    لكن إن طابق الواقع فالعقيدة صحيحة وإن خالف الواقع فالعقيدة فاسدة.
    **********
    حتى نبين معنى الربط والاستيثاق الباعث على الاطمئنان على الشيء المعقود؟؟
    العقائد هي الأمور التي تصدق بها النفوس، وتطمئن إليها القلوب، وتكون يقيناً عند أصحابها، لا يمازجها ريب ولا يخالطها شك.

    وكلمة عقيدة في اللغة مأخوذة من مادة (عقد) ومدارها على اللزوم والتأكد والاستيثاق،
    ففي القرآن : ( لا يؤاخذكم الله باللغو في أيمانكم ولكن يؤاخذاكم بما عقدتم الأيمن )
    وتعقيد الأيمان إنما يكون بقصد القلب وعزمه .
    ويُقال (عقد الحبل) أي : شدّ بعضه ببعض ، والاعتقاد : من العقد وهو الربط والشد ، يقال: اعتقدت كذا ، يعني : جزمت به في قلبي ، فهو حكم الذهن الجازم .

    والعقيدة في الشّرع هي :
    أمور علمية يجب على المسلم أن يعتقدها في قلبه ويؤمن بها إيمانا جازما دون شكّ ولا ريب ولا تردّد ، لأن الله أخبره بها بطريق كتابه ، أو بطريق وحيه إلى رسوله صلى الله عليه وسلم .

    وأصول العقائد التي أمرنا الله باعتقادها هي المذكورة في قوله تعالى :
    ( آمن الرسول بما أنزل إليه من ربه والمؤمنون كل أمن بالله وملائكته وكتبه ورسله لا نفرق بين أحد من رسله وقالوا سمعنا وأطعنا غفرانك ربنا وإليك المصير ) ،
    وحددها الرسول صلى الله عليه وسلم في حديث جبريل المشهور بقوله :
    ( الإيمان :
    أن تؤمن بالله،
    وملائكته ،
    وكتابه ،
    ولقائه ،
    ورسله ،
    وتؤمن بالبعث الآخر ) .

    إذن العقيدة في الإسلام :
    هي المسائل العلمية التي صح بها الخبر عن الله ورسوله ،
    والتي يجب أن ينعقد عليها قلب المسلم تصديقاً لله ورسوله .


    *****************

    وإن سأل سائل:
    لماذا يَذكر العلماء المعنى اللغوي للكلمة مع المعنى الاصطلاحي؟
    فالجواب:
    لأجل أن نَعرِف الارتباط بين المعنى الشرعي والمعنى اللغوي؛
    حتى يتبيَّن لنا أن المصطلحات الشرعية لم تكن خارجة عن نطاق المعاني اللغوية خروجًا كاملاً؛
    بل هناك ارتباط؛
    ولهذا تجد العلماء - رحمهم الله - كلما أرادوا أن يَعرفوا شيئًا
    قالوا: هو في اللغة كذا، وفي الاصطلاح كذا.
    وإن سأل سائل:
    ما وجه الارتباط بين المعنى اللغوي والمعنى الشرعيِّ لكلمة العقيدة؟

    فالجواب: وجه الارتباط بين المعنى اللغويِّ، والمعنى الشرعي لكلمة العقيدة:
    هو أن كلمة عقيدة مِن العقد، والعقد هو ربط الشيء؛
    أي: الجمع بين أطراف الشيء،
    فكأن المُعتقِد قد جمع أطرافَ قلبه، وعقَد ضميره على مُعتقَدِه،
    فأحكم وثاقَه بالأدلة القاطِعة لدَيه، والبراهين التي قامت على معتقدِه،
    وسُمِّيَت العقيدة عقيدةً؛
    لأن القلب يَعْقِدُ عليها العزم،
    فأصل العقيدة مادة العقد،
    وهي تدور حول الإحكام والشَّدِّ، وعَقَدتُ الحبل: إذا رَبطْتَهُ بشدة.

    *********************
    ربط المعنى اللغوي "العقيدة" بالمعنى الاصطلاحي العام ؟
    جاء في "الموسوعة العقدية - الدرر السنية" (1/ 8) :
    " مرت كلمة عقيدة بثلاث مراحل:

    المرحلة الأولى:
    وهي دور الموسوعية في المعنى وعدم الاختصاص،
    وهو المعنى اللغوي، فهي في اللغة تطلق ويراد بها:

    العزم المؤكد - الجمع - النية - التوثيق للعقود - ما يدين به الإنسان سواء كان حقا أو باطلا.
    المرحلة الثانية:
    وهي دور الفعل القلبي، وفيه تبرز العقيدة كمعنى يقوم بقلب العبد،
    وهو أخص من المرحلة قبله،
    ويعبر عنه بالمعنى المصدري وهو بهذا الاعتبار: الإيمان الذي لا يحتمل النقيض .

    المرحلة الثالثة:
    وهي الدور الذي نضجت فيه العقيدة، وأصبحت علما ولقبا على قضايا معينة، وهو دور الاستقرار وهو المعبر عنه: العلم بالأحكام الشرعية العقدية المكتسب من الأدلة اليقينية ورد الشبهات وقوادح الأدلة الخلافية.

    ومن المؤلفات التي حملت اسم العقيدة أو الاعتقاد ومن ذلك:
    كتاب (عقيدة السلف أصحاب الحديث) للصابوني (ت: 449هـ).
    و (شرح أصول اعتقاد أهل السنة والجماعة) للالكائي (ت: 418هـ).
    و (الاعتقاد) للبيهقي (ت: 458هـ)"، انتهى ،
    وانظر: المدخل لدراسة العقيدة الإسلامية لإبراهيم البريكان - (ص 8) .
    مباحث في عقيدة أهل السنة والجماعة لناصر بن عبد الكريم العقل - (ص10) ".

    ثانيا:
    وأما عن نشأة استخدام مصطلح (العقيدة)،
    فيقول د. عثمان ضميرية، رحمه الله:

    " إن من أكثر الكلمات والألفاظ تداولاً على الألسنة بين الناس كلمة (العقيدة)
    وما يقاربها ويتفق معها في الاشتقاق، كالاعتقاد والعقائد..
    وعلى كثرة استعمال هذه

    الكلمة التي غدت مصطلحاً شائعاً، فإننا لا نجد لها استعمالاً في القرآن الكريم وفي
    الحديث الشريف.
    ولذلك يرى بعض الباحثين:
    أنها مستحدثة في العصر العباسي للمعنى الذي

    استعملت فيه، وأن اللفظ المستعمل في القرآن الكريم والحديث الشريف هو ... (الإيمان) .
    وقد استعمل لفظ (العقيدة) أجيال من المسلمين، بمعنى: الامور الأساسية التي يجب على المؤمن بدينٍ أن يقبلها ويصدق بها. واستعمال السلف.
    من العلماء والأئمة لهذه الكلمة دليل على جواز ذلك وإطلاقها على هذا الجانب من ... جوانب الدين" انتهى من "مدخل لدراسة العقيدة الإسلامية"، د. عثمان جمعة ضميرية (73).

    و"الملاحظ أن العقيدة لم ترد بلفظها في الكتاب والسنة،
    وإن كانت قد وردت مادتها،
    كما في قول الله سبحانه وتعالى: لا يُؤَاخِذُكُمُ اللَّهُ بِاللَّغْوِ فِي أَيْمَانِكُمْ وَلَكِنْ يُؤَاخِذُكُمْ بِمَا عَقَّدْتُمُ الْأَيْمَانَ [المائدة: من الآية89] ؛
    أي: يؤاخذكم إذا حنثتم في الأيمان التي وثقتموها وأكدتموها.

    وكما في قوله -صلى الله عليه وسلم: "الخيل معقود في نواصيها الخير إلى يوم القيامة" 1؛ أي: ملازم لها إلى يوم القيامة.
    كذلك، لم يستخدم علماء الأمة في القرون المفضلة مصطلح "عقيدة"،
    وإنما استخدموا مصطلحات أخرى.
    وأول من استخدم هذا المصطلح -فيما أعلم- هو الإمام أبو حاتم الرازي "ت327هـ"
    فقي كتابه الذي وسمع بـ"أصل السنة واعتقاد الدين"،
    وتلاه الإمام أبو بكر الإسماعيلي "ت371هـ"
    الذي وسم كتابه بـ"اعتقاد أئمة الحديث"، وتبعه الأئمة؛ كأبي القاسم اللالكائي "ت418هـ" في كتابه "شرح أصول اعتقاد أهل السنة والجماعة"، وأبي عثمان الصابوني "ت449هـ" في كتابه "عقيدة السلف أصحاب الحديث"، وأبي بكر البيهقي "ت458هـ" في كتابه "الاعتقاد على مذهب السلف أهل السنة والجماعة"، وقوام السنة الأصبهاني "ت535هـ" في كتابه "الحجة في بيان المحجة وشرح عقيدة أهل السنة، وغيرهم"، انتهى من " المفيد في مهمات التوحيد"، لعبد القادر صوفي : (9 - 10).
    **************************
    للعقيدة الإِسلامية أَسماء مُتعدِّدة عند أَهل السُّنَّة والجماعة، منها:
    العقيدة، والاعتقاد، والعقائد، والتوحيد، والسنَّة، والشريعة، والإيمان، وأصول الدِّين، وما مِن اسمٍ مِن هذه الأسماء إلا وتجد بعض الأئمة قد صنَّف كتابًا وسماه بهذا الاسم، فكم مِن كتاب لأئمة السلف اسمه الإيمان أو التوحيد أو أصول الدِّين أو نحو ذلك

    أطلق العلماء على العقيدة الصحيحة اسم "السنَّة"؛ لتمييزها عن عقائد ومقولات الفِرَق الضالة؛ لأن العقيدة الصحيحة مُستمَدة مِن سنة النبي - صلى الله عليه وسلم - التي هي مُبيِّنة للقرآن

    ومِن أسماء العقيدة الصحيحة:
    أصول الدِّين، وقد أُطلِق على العقيدة الصحيحة اسم أصول الدِّين؛ لأن أصول الدِّين هي ما يقوم الدِّين عليها، وتُعتبَر أصلاً له، والدِّين الإسلامي يقوم على أصله وأساسة وهو التوحيد؛ فسائر أمور الدِّين كلها تُبنى على الاصل والاساس والاعتقاد الحق.

    مِن أسماء العقيدة الصحيحة: الفقه الاكبر، وقد أُطلق على العقيدة الصحيحة اسم "الفقه الاكبر لأن العقيدة هي أصل الدِّين، والفقه العمَلي الذي يُسمى الفقه الاصغر فروعه، ولأن شرف العِلم وعظمته بحسب المعلوم، ولا معلوم أكبر مِن ذات الله - تعالى - وصفاته، وهو ما يبحث فيه هذا العِلم؛ لذلك سُمي الفقه الأكبر.

    ومِن أسماء العقيدة الصحيحة: التوحيد، وقد أُطلِق على العقيدة الصحيحة اسم التوحيد؛ مِن باب تسمية الشيء بأشرف أجزائه؛ لأن توحيد الله - عز وجل - هو أشرف مباحِث عِلم العقيدة.
    أما المباحث الأُخرى؛ مِن إيمانٍ بالملائكة، والكتُب، والرسُل، واليوم الآخِر، والقضاء والقدر، ومباحث الإمامة، والصحابة، وغيرها، فهي تعتمد عليه، وتستند إليه؛ إذ هو أساسها وجوهرها، فهي تدخل فيه بالاستِلزام

    ومن أسماء العقيدة الصحيحة: الإيمان، وكلمة الإيمان ومُشتقاتها مِن أكثر الكلمات استعمالاً في القرآن الكريم والسنَّة النبوية، وقد أُطلق على العقيدة الصحيحة اسم الإيمان، وهو التصديق الجازم بالعقائد الواردة في القرآن والسنَّة والعملُ بمُقتضاها.
    ومِن أسماء العقيدة الصحيحة: الشريعَة، والشريعة بالمعنى العام هي ما شرَع الله - تعالى - لعباده مِن الأحكام على لسان نبيِّه - صلى الله عليه وسلم - سواء كانت مُتعلِّقةً بكيفيَّة عمل، وتُسمَّى فرعية وعمليةً، ودُوِّن لها علم الفقه، أو بكيفية الاعتقاد، وتُسمَّى أصلية واعتقادية، ودُوِّن لها عِلم العقيدة، أو بكيفية السلوك والتحلي بمَحاسن الأخلاق، ودُوِّن لها عِلم الأخلاق.
    وتُطلَق الشريعة على العقائد التي يَعتقدها أهل السنَّة مِن الإيمان؛ مثل: اعتقادهم أن الإيمان قول وعمل، وأن الله موصوف بما وصَف به نفسَه ووصَفه به رسوله، وأن القرآن كلام الله غير مخلوق، وأن الله خالق كل شيء، وما شاء الله كان وما لم يشأ لم يكن، وأنه على كل شيء قدير، وأنهم لا يُكفِّرون أهل القبلة بمجرَّد الذنوب، ويؤمنون بالشفاعة لأهل الكبائر، ونحو ذلك مِن عقود أهل السنَّة، فسمَّوا أصول اعتقادهم:شريعة




  4. #4
    تاريخ التسجيل
    Jan 2012
    المشاركات
    7,880

    افتراضي رد: تعريف العقيدة لغة واصطلاحاً

    اقتباس المشاركة الأصلية كتبت بواسطة أم علي طويلبة علم مشاهدة المشاركة
    المعنى اللغوي....المعنى الاصطلاحي العام ؟

    .
    العلاقة بين المعنى اللغوي والشرعي: توضيحه فى مسألة الايمان
    من معاني الإيمان لغة: التصديق، وأن التصديق يكون بالقلب واللسان والجوارح،
    وهكذا الإيمان الشرعي، عبارة عن تصديق مخصوص،
    وهو ما يسمى عند السلف، بقول القلب،
    وهذا التصديق لا ينفع وحده،
    بل لابد معه من الانقياد والاستسلام،
    وهو ما يسمى بعمل القلب
    ويلزم من ذلك قول اللسان، وعمل الجوارح،
    وهذه الأجزاء مترابطة، لا غنى لواحدة منها عن الأخرى ومن آمن بالله عز وجل،
    فقد أمن من عذابه
    فالمنهج الصحيح إذن لفهم الألفاظ الشرعية
    هو أن نتلقى تفسيرهم
    وفهم السلف لمعاني هذه الألفاظ أولاً،
    ثم نضبط بهذا الفهم ألفاظ النصوص،
    وليس العكس،

    أي ليس استخراج المعاني من النظر المباشر إلى الدلالات اللغوية لألفاظ النصوص،
    كما ذهب إلى ذلك من ذهب من أهل الأهواء والبدع ......

    ولكن قوماً خرجوا على هذا المنهج،
    وعدلوا عن معرفة كلام الله ورسوله،
    وأخذوا يتكلمون في المسميات الشرعية
    بطرق مبتدعة ومقدمات لغوية وعقلية مظنونة

    ، فقالوا: إن الإيمان لا تدخل فيه الأعمال
    وإنما هو التصديق المجرد؛
    فخالفوا بذلك كلام الله ورسوله صلى الله عليه وسلم وإجماع السلف.
    وقد بنوا قولهم هذا على مقدمتين مظنونتين

    :المقدمة الأولى:
    قولهم إن الإيمان في اللغة هو التصديق، والرسول إنما خاطب الناس بلغة العرب لم يغيرها، فيكون مراده بالإيمان التصديق.
    المقدمة الثانية:
    قولهم إن التصديق إنما يكون بالقلب واللسان، أو بالقلب،
    فالأعمال ليست من الإيمان.
    وقد تصدى علماء السنة والجماعة لهؤلاء القوم، فردوا عليهم قولهم، ودحضوا شبهاتهم،
    وكشفوا زيغهم وضلالهم.
    ويتلخص الرد على أصحاب هذا الاتجاه من خلال استعراض أصول ثلاثة ....
    الأصل الأول: إن أهل اللغة لم يثبت عنهم أن الإيمان قبل نزول القرآن هو التصديق:
    أما عن الأصل الأول فنقول:
    إن أهل اللغة، إما يقصد بهم المتكلمون باللغة قبل الإسلام، فهؤلاء لم نشهدهم ولا نقل لنا أحد عنهم أن الإيمان عندهم قبل نزول القرآن هو التصديق
    ، فمن يزعم أنهم لم يعرفوا في اللغة إيماناً غير ذلك من أين لهم هذا النفي الذي لا تمكن الإحاطة به؟ بل هو قول بلا علم وإما يقصد بأهل اللغة نقلتها، كأبي عمرو والأصمعي والخليل ونحوهم، فهؤلاء لا ينقلون كل ما كان قبل الإسلام بإسناد، وإنما ينقلون ما سمعوه من العرب في زمانهم، وما سمعوه في دواوين الشعر وكلام العرب وغير ذلك بالإسناد، ولا نعلم فيما نقلوه لفظ الإيمان، فضلاً عن أن يكونوا أجمعوا عليه،
    بل نسأل:
    من نقل هذا الإجماع؟ ومن أين يعلم هذا الإجماع؟ وفي أي كتاب ذكر هذا الإجماع؟
    بل إن بعضهم يذهب إلى أن الإيمان في اللغة مأخوذ من الأمن الذي هو ضد الخوف
    ، والبعض الآخر يذهب إلى أنه بمعنى الإقرار وغيره ولو قدر أن بعضهم نقل كلاماً عن العرب يُفهم منه أن الإيمان هو التصديق، فهم آحاد لا يثبت بنقلهم تواتر، بل نقلهم ذلك ليس بأبلغ من نقل المسلمين كافة لمعاني القرآن عن النبي صلى الله عليه وسلم
    إذ ينبغي للمسلم أن يقدر قدر كلام الله ورسوله، بل ليس لأحد أن يحمل كلام أحد من الناس إلا على ما عرف أنه أراده، لا على ما يحتمله ذلك اللفظ في كلام كل أحد
    .فنحن لا حاجة بنا مع بيان الرسول لما بعثه الله به من القرآن أن نعرف اللغة قبل نزول القرآن،
    والقرآن نزل بلغة قريش، والذين خوطبوا به كانوا عرباً، وقد فهموا ما أريد به، وهم الصحابة،
    ثم الصحابة بلغوا لفظ القرآن ومعناه إلى التابعين حتى انتهى إلينا،
    فلم يبق بنا حاجة إلى أن تتواتر عندنا تلك اللغة من غير طريق تواتر القرآن
    .إن الألفاظ لا ينطق بها ولا تستعمل إلا مقيدة، إذ لا يوجد في الكلام حال إطلاق محض للألفاظ، بل الذهن يفهم من اللفظ في كل موضع ما يدل عليه اللفظ في ذلك الموضع
    .والشارع قد استعمل الألفاظ أيضاً مقيدة لا مطلقة،
    كقوله تعالى:

    وَلِلّهِ عَلَى النَّاسِ حِجُّ الْبَيْتِ [آل عمران: 97]
    وكذلك قوله: فَمَنْ حَجَّ الْبَيْتَ أَوِ اعْتَمَرَ [البقرة: 158]. فذكر حجاً خاصاً وهو حج البيت، فلم يكن لفظ الحج متناولاً لكل قصد، بل لقصد مخصوص دل عليه اللفظ نفسه من غير تغيير. فالحج المخصوص الذي أمر الله به دلت عليه الإضافة أو التعريف باللام،
    فإذا قيل:
    الحج فرض عليك، كانت لام العهد تبين أنه حج البيت .
    وكذلك لفظ الزكاة، بيّن النبي صلى الله عليه وسلم مقدار الواجب، وسماها الزكاة المفروضة، فصار لفظ الزكاة إذا عرف باللام ينصرف إليها لأجل العهد،
    ولفظ الإيمان أمر به مقيداً بالإيمان بالله وملائكته وكتبه ورسله،
    وكذلك لفظ الإسلام بالاستسلام لله رب العالمين،
    وكذلك لفظ الكفر مقيداً،
    فخطاب الله ورسوله للناس بهذه الأسماء، كخطاب الناس بغيرها،
    وهو خطاب مقيد خاص لا مطلق يحتمل أنواعاً .
    وقد بين الرسول تلك الخصائص، والاسم دل عليها، فلا يقال إنها منقولة، ولا إنه زيد في الحكم دون الاسم، بل الاسم إنما استعمل على وجه يختص بمراد الشارع، لم يستعمل مطلقاً،
    وهو إنما قال:

    (أقيموا الصلاة)
    بعد أن عرفهم الصلاة المأمور بها،
    فكان التعريف منصرفاً إلى الصلاة التي يعرفونها، لم ينزل لفظ الصلاة وهم لا يعرفون معناه، وكذلك الإيمان والإسلام
    وقد كان معنى ذلك عندهم من أظهر الأمور .
    فالواجب أن يعرف اللغة والعادة والعرف الذي نزل في القرآن والسنة،
    وما كان الصحابة يفهمون من الرسول عند سماع تلك الألفاظ،
    فبتلك اللغة والعادة والعرف خاطبهم الله ورسوله [الموسوعة العقدية -العلاقة بين المعنى اللغوى والشرعى]

  5. #5
    تاريخ التسجيل
    Jan 2012
    المشاركات
    7,880

    افتراضي رد: تعريف العقيدة لغة واصطلاحاً

    اقتباس المشاركة الأصلية كتبت بواسطة محمدعبداللطيف مشاهدة المشاركة
    فبتلك اللغة والعادة والعرف خاطبهم الله ورسوله
    فائدة معرفة تقسيم الحقيقة إلى ثلاثة أقسام
    أن نحمل كل لفظ على معناه الحقيقي في موضع استعماله
    فيحمل في استعمال أهل اللغة على الحقيقة اللغوية،
    وفي استعمال الشرع على الحقيقة الشرعية،
    وفي استعمال أهل العرف على الحقيقة العرفية)
    .
    قال الشنقيطي في "أضواء البيان" (2/ 238):
    (المقرر في الأصول عند المالكية والحنابلة وجماعة من الشافعية
    أن النص إن دار بين الحقيقة الشرعية والحقيقة اللغوية حمل على الشرعية وهو التحقيق
    خلافاً لأبي حنيفة في تقديم اللغوية
    ولمن قال يصير اللفظ مجملاً لاحتمال هذا وذاك)
    .
    قال شيخ الاسلام في "مجموع الفتاوى" (7/ 286):
    (ومما ينبغي أن يعلم أن الألفاظ الموجودة في القرآن والحديث
    إذا عرف تفسيرها وما أريد بها من جهة النبي
    لم يحتج في ذلك إلى الاستدلال بأقوال أهل اللغة ولا غيرهم)
    .
    *************
    قال الشيخ:
    (وتنقسم الحقيقة إلى ثلاثة أقسام:
    لغوية،
    وشرعية،
    وعرفية.
    فاللغوية هي:
    اللفظ المستعمل فيما وضع له في اللغة.
    والحقيقة الشرعية هي: اللفظ المستعمل فيما وضع له في الشرع.
    والحقيقة العرفية هي:
    اللفظ المستعمل فيما وضع له في العرف).
    قال المرداوي في التحبير (1/ 389):
    الحقيقة ثلاثة أنواع:
    أحدها:
    اللغوية، وهي الأصل، كالأسد على الحيوان المفترس.
    الثاني:
    الحقيقة العرفية،
    وحدها:
    ما خص عرفاً ببعض مسمياته،
    يعني:

    أن أهل العرف خصوا أشياء كثيرة ببعض مسمياتها، وإن كان وضعها للجميع حقيقة،
    وهي قسمان:
    عامة، وخاصة.
    فالعامة:

    ما انتقلت من مسماها اللغوي إلى غيره للاستعمال العام بحيث هجر الأول،
    وذلك إما بتخصيص الاسم ببعض مسمياته كالدابة بالنسبة إلى ذات الحافر،
    فإن الدابة وضعت في أصل اللغة لكل ما يدب على الأرض
    فخصصها أهل العرف بذات الحافر من الخيل والبغال والحمير ...
    وإما باشتهار المجاز، كإضافتهم الحرمة إلى الخمر، وإنما المحرم الشرب، وكذلك ما يشيع استعماله في غير موضوعه اللغوي، كالغائط، والعذرة، والراوية،
    وحقيقتها:
    المطمئن من الأرض، وفناء الدار
    ، والجمل الذي يستقى عليه الماء .
    والخاصة:

    ما لكل طائفة من العلماء من الاصطلاحات التي تخصهم، كاصطلاح النحاة، والنظار، والأصوليين، وغيرهم على أسماء خصوها بشيء من مصطلحاتهم، كالمبتدأ، والخبر، والفاعل، والمفعول، والنقض، والكسر، والقلب، وغير ذلك مما اصطلح عليه أرباب كل فن).
    والحقيقة الشرعية:
    هي اللفظ المستعمل فيما وضع له أولا في الشرع كالصلاة للعبادة المخصوصة المفتتحة بالتكبير المختتمة بالتسليم، وكّالإيمان، للاعتقاد والقول والعمل
    [كتاب الشرح الكبير لمختصر الاصول]

  6. #6
    تاريخ التسجيل
    Jan 2012
    المشاركات
    7,880

    افتراضي رد: تعريف العقيدة لغة واصطلاحاً

    اقتباس المشاركة الأصلية كتبت بواسطة محمدعبداللطيف مشاهدة المشاركة
    المرحلة الثالثة:
    وهي الدور الذي نضجت فيه العقيدة، وأصبحت علما ولقبا على قضايا معينة، وهو دور الاستقرار وهو المعبر عنه:
    العلم بالأحكام الشرعية العقدية المكتسب من الأدلة اليقينية
    ورد الشبهات وقوادح الأدلة الخلافية
    .............................. .....
    نعم ولهذا سمِّىَ هذا المجلس المبارك بإسم -مجلس العقيدة -
    ومع ذلك فهو يتناول
    العقائد وتمييزها عن عقائد ومقالات الفِرَق الضالة
    ، وتوحيد الانبياء والمرسلين ومخالفته لتوحيد المعطلة والجهمية وعباد القبور،
    والسنَّة وعقائد اهل السنة ومخالفتها للبدعة،
    والشريعة التى شرعها الله لعبادة ومجانبتها لشريعة اهل الضلال،
    والإيمان عند اهل السنة ومخالفته للفرق الضالة من المرجئة والخوارج،
    وأصول الدِّين
    فسائر أمور الدِّين كلها تُبنى على الاصل والاساس والاعتقاد الحق ومخالفته لأصول المتكلمين،
    وكل هذا داخل فى مفهوم العقيدة الصحيحة المتضمنة للاعتقاد والقول والعمل
    فالعقيدة الصحيحة عند اهل السنة والجماعة بمعنى الايمان والايمان متضمن للاعتقاد والقول والعمل

  7. #7
    تاريخ التسجيل
    Mar 2010
    المشاركات
    7,532

    افتراضي رد: تعريف العقيدة لغة واصطلاحاً

    بارك الله فيكم، فلفظ الإيمان أوسع دلالة فالاعتقاد مجرد تصديق جازم في القلب، فالإيمان ما يقوم بالقلب من التصديق وما يتبعه من أعمال القلب كالمحبة والتوكل وغيره وينطق اللسان مقرا بمقتضياتها وتأتي الجوارح بما يتطلبه صلاح الفلب.
    اللهم اغفر لأبي وارحمه وعافه واعف عنه اللهم اجعل ولدي عمر ذخرا لوالديه واجعله في كفالة إبراهيم عليه السلام

  8. #8
    تاريخ التسجيل
    Jan 2012
    المشاركات
    7,880

    افتراضي رد: تعريف العقيدة لغة واصطلاحاً

    اقتباس المشاركة الأصلية كتبت بواسطة أم علي طويلبة علم مشاهدة المشاركة
    فلفظ الإيمان أوسع دلالة فالاعتقاد مجرد تصديق جازم في القلب، فالإيمان ما يقوم بالقلب من التصديق وما يتبعه من أعمال القلب كالمحبة والتوكل وغيره وينطق اللسان مقرا بمقتضياتها وتأتي الجوارح بما يتطلبه صلاح الفلب.
    نعم لفظ الايمان اوسع من مجرد تصديق القلب
    ولا مشاحة فى الاصطلاح اذا كانت الضوابط صحيحة كما تقدم فى الكلام على الايمان
    أُطلِق على العقيدة الصحيحة اسم الايمان او غيره من الاسماء الشرعية؛ مِن باب تسمية الشيء بأشرف أجزائه؛
    سئل الشيخ صالح الفوزان
    السؤال
    ما الفرق بين العقيدة والإيمان؟
    الاحابة
    الجواب: العقيدة هى الإيمان وهو ما يعتقده القلب ويؤمن به،
    فالعقيدة والإيمان شئٌ واحد،
    وهما من أعمال القلوب،
    وهى الأصل والأساس لهذا الدين،
    فلا دين بدون عقيدة صحيحة،
    ولا دون إعتقادٍ صحيح على موجب الكتاب والسنة، عقيدة أهل السنة والجماعة،
    وهى الإيمان بالله وملائكته وكتبه ورسله واليوم الآخر والإيمان بالقدر خيره وشره، كذلك الإيمان بالله –سبحانه وتعالى-وبأسمائه وصفاته، فنثبت ما أثبته الله لنفسه أو أثبته له رسوله من الآسماء والصفات من غير تشبيه ولا تمثيل ومن غير تحريف ولا تعطيل.
    اقتباس المشاركة الأصلية كتبت بواسطة أم علي طويلبة علم مشاهدة المشاركة
    لفظ الإيمان أوسع دلالة فالاعتقاد مجرد تصديق جازم في القلب،
    أنَّ الإيمان أوسع معنًى من العقيدة،باعتبار وان كان بينهما عموم وخصوص من جهات اخرى سنبينها ان شاء الله
    الإيمان أوسع من مجرد الاعتقاد فهو يشمل الاعتقاد والقول والعمل.
    العقيدة أصل الإيمان وأساسه،
    وبدون العقيدة فلا يوجد إيمان؛
    لأنَّ الأساس إذا انهدم انهدم الجدار،
    فالعقيدة تمثِّل اعتقاد القلب،
    وهو قولُ القلب وعمله
    ، وهذا هو أصلُ وأساسُ الإيمانِ،
    فهذا يدُلُّ على أهمية العقيدة بالنسبة للإيمان.

    العقيدة الصحيحة تورث إيمانًا صحيحًا على اللسان والجوارح
    والعقيدة المنحرفة في القلوب تورث إيمانًا منحرفًا على اللسان والجوارح،
    فالصحابة رضي الله عنهم والتابعون، ومن اقتدى بهم لمَّا كان الاعتقاد في قلوبهم صحيحًا،
    موافقًا للكتاب والسنة،
    كان إيمانُهم صحيحًا،
    فكانوا خَيْرَ أُمَّةٍ أُخرجت للناس،
    ولننظر إلى فِرقَة مُنحرفة -
    كالمرجئة مثلاً - لما انحرفت العقيدة في قلوبهم عن الكتاب والسنة،
    واعتقدوا أنَّ الإيمانَ هو المعرفة في القلب فقط،
    وأخرجوا العمل من مُسمَّى الإيمان، انحرف إيمانُهم،
    فصار عندهم مرتكب كبائر الذُّنوب والمعاصي، مثل المؤمن المطيع لله - عزَّ وجلَّ - المجتنب لمعصيته.
    والخوارج لمَّا انحرفت العقيدة في قلوبهم عن الكتاب والسنة،
    واعتقدوا أنَّ الإيمان شيءٌ واحدٌ إذا ذهب بعضُه، ذهب كله -
    انحرفَ إيمانهم فكفَّروا مرتكب الكبيرة، واستحلوا دَمَه،
    وهذا كله بسبب الانحراف في العقيدة،
    فانحراف العقيدة يؤدِّي إلى انحراف أعمال الإيمان والعكس بالعكس
    العقيدة هي أساس الدين، وجميع الأعمال لا قيمةَ لها إذا لم تكن نابعة عن عقيدة صحيحة، لا قيمةَ لها إذا لم تكُن خالصة لوجه الله، نابعة من اعتقاد القلب بعبودية الله وحدَه،

    علم العقيدة يزيد على علم التوحيد والايمان برد الشبهات وقوادح الأدلة الخلافية،
    فيجتمعان في معرفة الحق بدليله،
    وتكون العقيدة أعم موضوعا من الكلام على الايمان والتوحيد لأنها تقرر الحق بدليله وترد الشبهات وقوادح الأدلة وتناقش الديانات والفرق،
    وقد جرى السلف على تسمية كتبهم في التوحيد والإيمان بكتب العقيدة،
    كما فعل أبو عثمان الصابوني رحمه الله في كتابه (عقيدة السلف أصحاب الحديث)
    والإمام اللالكائي رحمه الله في (شرح أصول اعتقاد أهل السنة والجماعة)
    سئل الامام ابن باز رحمه الله
    س: الإيمان والتوحيد والعقيدة أسماء لمسميات هل تختلف في مدلولاتها؟
    ج:
    نعم، تختلف بعض الاختلاف،
    ولكنها ترجع إلى شيء واحد.
    التوحيد هو إفراد الله بالعبادة،
    والإيمان هو الإيمان بأنه مستحق للعبادة،
    والإيمان بكل ما أخبر به سبحانه، فهو أشمل من كلمة التوحيد،
    التي هي مصدر وحد يوحد، يعني أفرد الله بالعبادة وخصه بها؛
    لإيمانه بأنه سبحانه هو المستحق لها؛ لأنه الخلاق؛ لأنه الرزاق؛ ولأنه الكامل في أسمائه وصفاته وأفعاله؛ ولأنه مدبر الأمور والمتصرف فيها، فهو المستحق للعبادة،
    فالتوحيد هو إفراده بالعبادة ونفيها عما سواه،
    والإيمان أوسع من ذلك يدخل فيه توحيده والإخلاص له، ويدخل فيه تصديقه في كل ما أخبر به رسوله عليه الصلاة والسلام،
    والعقيدة تشمل الأمرين،
    فالعقيدة تشمل التوحيد، وتشمل الإيمان بالله وبما أخبر به سبحانه أو أخبر به رسوله ﷺ، والإيمان بأسمائه وصفاته.
    والعقيدة: هي ما يعتقده الإنسان بقلبه ويراه عقيدة يدين الله بها ويتعبده بها،
    فيدخل فيها كل ما يعتقده من توحيد الله والإيمان بأنه الخلاق الرزاق وبأنه له الأسماء الحسنى والصفات العلى، والإيمان بأنه لا يصلح للعبادة سواه،
    والإيمان بأنه حرم كذا وأوجب كذا وشرع كذا ونهى عن كذا، فهي أشمل
    مجموع فتاوى ومقالات الشيخ ابن باز (6/ 277).


  9. #9
    تاريخ التسجيل
    Mar 2010
    المشاركات
    7,532

    افتراضي رد: تعريف العقيدة لغة واصطلاحاً

    بارك الله فيكم وفي علمكم
    اللهم اغفر لأبي وارحمه وعافه واعف عنه اللهم اجعل ولدي عمر ذخرا لوالديه واجعله في كفالة إبراهيم عليه السلام

الكلمات الدلالية لهذا الموضوع

ضوابط المشاركة

  • لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
  • لا تستطيع الرد على المواضيع
  • لا تستطيع إرفاق ملفات
  • لا تستطيع تعديل مشاركاتك
  •