تابعونا على المجلس العلمي على Facebook المجلس العلمي على Twitter
الدكتور سعد بن عبد الله الحميد


صفحة 1 من 2 12 الأخيرةالأخيرة
النتائج 1 إلى 20 من 22

الموضوع: هل يحب النبي صلى الله عليه وسلم لذاته ؟؟

  1. #1
    تاريخ التسجيل
    Nov 2010
    الدولة
    بلاد دعوة الرسول عليه السلام
    المشاركات
    13,561

    افتراضي هل يحب النبي صلى الله عليه وسلم لذاته ؟؟

    قال شيخ الإسلام- رحمه الله تعالى-:

    (بل لا يجوز أن يُحب شيءٌ من الموجود لذاته ؛ إلا هو سبحانه وبحمده؛ فكل محبوب في العالم إنما يجوز أن يُحب لغيره لا لذاته، والرب تعالى هو الذي يجب أن يُحبَّ لنفسه، وهذا من معاني إلهيته، و{لوكان فيهما آلهة إلا الله لفسدتا}، فإن محبة الشيء لذاته شركٌ!!
    فلا يحب لذاته إلا الله؛ فإنَّ ذلك من خصائص إلهيته؛ فلا يستحق ذلك إلا الله وحده، وكل محبوب سواه إن لم يحب لأجله، ولما يحب لأجله؛ فمحبته فاسدة... وإنما تحب الأنبياء والصالحون تبعاً لمحبته؛ فإن من تمام حُبه، حبُ ما يحبه، وهو يحب الأنبياء والصالحين، ويحب الأعمال الصالحة؛ فحبها لله هو من تمام حبه، وأما الحب معه، فهو حب المشركين الذين يحبون أندادهم كحب الله؛ فالمخلوق إذا أحب لله، كان حبه جاذباً إلى حب الله...فإنك إذا أحببت الشخص لله، كان الله هو المحبوب لذاته) مجموع الفتاوى 10/607

    وجاء في شرح فتح المجيد، شرح كتاب التوحيد للشيخ الغنيمان:

    يجب أن يفرق الإنسان بين محبة الله جل وعلا، ومحبة رسوله صلى الله عليه وسلم؛ لأن محبة الله جل وعلا محبة عبادة وذل وخضوع، أما محبة الرسول صلى الله عليه وسلم: فهي محبة تابعة لمحبة الله؛ لأن الله يحبه، ولأن الله أمر بحبه، فهي محبة لله وفي الله، وليست محبة مع الله، لأن المحبة مع الله شرك، كما قال جل وعلا: وَمِنَ النَّاسِ مَنْ يَتَّخِذُ مِنْ دُونِ اللَّهِ أَندَادًا يُحِبُّونَهُمْ كَحُبِّ اللَّهِ {البقرة:165} وكذلك قال جل وعلا في الآية الأخرى مخبراً عن أهل الجحيم، أنهم يعود بعضهم على بعض باللوم، ويلوم بعضهم بعضا وهم في النار: تَاللَّهِ إِنْ كُنَّا لَفِي ضَلالٍ مُبِينٍ إِذْ نُسَوِّيكُمْ بِرَبِّ الْعَالَمِينَ {الشعراء:97ـ 98} يعني: يسوونهم برب العالمين في المحبة، يحبونهم كما يحبون الله. اهـ.

  2. #2

    افتراضي رد: هل يحب النبي صلى الله عليه وسلم لذاته ؟؟

    محبة مجنون ليلى لليلى من أي أنواع المحبة؟
    فهي قطعا ليست لله، فهل هذا شرك؟

  3. #3
    تاريخ التسجيل
    Jan 2012
    المشاركات
    7,880

    افتراضي رد: هل يحب النبي صلى الله عليه وسلم لذاته ؟؟

    اقتباس المشاركة الأصلية كتبت بواسطة محمد بن عبدالله بن محمد مشاهدة المشاركة
    محبة مجنون ليلى لليلى من أي أنواع المحبة؟
    فهي قطعا ليست لله، فهل هذا شرك؟
    اولا لابد من هذه المقدمة-
    قال الشيخ صالح آل الشيخ في كفاية المستزيد شرح كتاب التوحيد:

    العبد يجب أن يكون الله جل وعلا أحب إليه من كل شيء حتى من نفسه، وهذه المحبة المراد منها محبة العبادة، وهي المحبة التي فيها تعلُّقٌ بالمحبوب بما يكون معه امتثال للأمر رغبة واختيارا، ورغب إلى المحبوب، واجتناب النهي رغبة واختيارا، فمحبة العبادة هي المحبة التي تكون في القلب، يكون معها الرغب والرهب، يكون معها الطاعة، يكون معها السعي في مراضي المحبوب والبعد عما لا يحب المحبوب، والموحد ما أتى للتوحيد إلا بشيء وقر في قلبه من محبة الله جل وعلا لأنه دلته ربوبية الله جل وعلا وأنه الخالق وحده وأنه ذو الملكوت وحده وأنه ذو الفضل والنعمة على عباده وحده من أنه محبوب، وأنه يجب أن يُحب، وإذا أحب العبد ربه فإنه يجب عليه أن يوحده بأفعال العبد، أن يوحد الله بأفعاله -يعني أفعال العبد- حتى يكون محبا له على الحقيقة.

    لذلك نقول: المحبة التي هي من العبادة هي المحبة التي يكون فيها إتباع للأمر والنهي ورغب ورهب.

    ولهذا قال طائفة من أهل العلم المحبة المتعلقة بالله ثلاثة أنواع:

    ( محبة الله على النحو الذي وصفنا، هذا نوع من العبادات الجليلة، ويجب إفراد الله جل وعلا بها.

    ( والنوع الثاني: محبة في الله وهو أن يحب الرسل في الله عليهم الصلاة والسلام، وأن يحب الصالحين في الله, يحب في الله وأن يبغض في الله.

    ( والنوع الثالث محبة مع الله وهذه محبة المشركين لآلهتهم؛ فإنهم يحبونها مع الله جل وعلا، فيتقربون إلى الله رغبا ورهبا نتيجة محبة الله، ويتقربون إلى الآلهة رغبا ورهبا نتيجة لمحبتهم لتلك الآلهة.

    ويتضح المقام بتأمل حال المشركين وعبدة الأوثان وعبدة القبور في مثل هذه الأزمنة، فإنك تجد المتوجه لقبر الولي في قلبه من محبة ذلك الولي وتعظيمه ومحبة سدنة ذلك القبر ما يجعله في رغب ورهب وفي خوف وفي طمع وفي إجلال حين يعبد ذلك الولي أو يتوجه إليه بأنواع العبادة؛ لأجل تحصيل مطلوبه، فهذه هي محبة العبادة التي صرفها لغير الله جل وعلا شرك أكبر به؛ بل هي عماد الدين؛ بل هي عماد صلاح القلب، فإن القلب لا يصلح إلا بأن يكون محبا لله جل وعلا، وأن تكون محبته لله جل وعلا أعظم من كل شيء.

    فالمحبة؛ محبة الله وحده هذه -يعني محبة العبادة- هذه من أعظم أنواع العبادات، وإفراد الله بها واجب.

    والمحبة مع الله محبة العبادة هذه شركية، من أحب غير الله جل وعلا معه محبة العبادة فإنه مشرك الشرك الأكبر بالله جل وعلا.

    هذه الأنواع الثلاثة هي المحبة المتعلقة بالله.

    أما النوع الثاني من أنواع المحبة، وهي المحبة المتعلقة بغير الله من جهة المحبة الطبيعية، وهذا أذن فيه الشرع وجائز؛لأن المحبة فيها ليست محبة العبادة والرغب والرهب الذي هو من العبادة،وإنما هي محبة للدنيا، وذلك كمحبة الوالد لولده والولد لوالده والرجل لزوجته والأقارب لأقربائهم والتلميذ لشيخه والمعلم لأبنائه ونحو ذلك من الأحوال، هذه محبة طبيعية لا بأس بها؛ بل الله جل وعلا جعلهاغريزة." اهـ---------------تنقسم المحبّة إلى محبة خاصّة ومحبّة مشتركة والمحبّة الخاصّة تنقسم إلى محبّة
    شرعية ومحبة محرمة .

    فالمحبة الشرعية أقسام :
    1- محبة الله وحكمها أنها من أوجب الواجبات وذلك لأن محبته سبحانه هي أصل دين الإسلام فبكمالها يكمل الإيمان . وبنقصها ينقص التوحيد
    2- محبة الرسول وهي أيضاً واجبة من واجبات الدين ،
    3- محبة الأنبياء والمؤمنين وحكمها واجبة لأن محبة الله تعالى تستلزم محبة أهل طاعته
    المحبة المحرمة :
    منها ما هو شرك : وهو أن تحب من دون الله شيئاً كما يحب الله تعالى فهو قد اتخذ نداً
    ومنها ما هو محرّم دون الشرك : وذلك بأن يحب أهله أو ماله أو عشيرته وتجارته ومسكنه فيؤثرها أو بعضها على فعل ما أوجبه الله عليه من الأعمال كالهجرة والجهاد ونحو ذلك -------------

    محبة النساء ونحوها مما زينه الله للإنسان، محبة لغيرها، وليس أحد يحب هذه الأشياء لذاتها، فهو إنما يحب الطعام والشراب لما يحصل له به من بقاء النفس، وكذا يحب النساء لما يحصل له به من بقاء النوع، ويحب ما يلتذ به لوجود الملاءمة للطبع، وحصول اللذة به، وليست هذه محبة شركية، ولا محبة مع الله تعالى، بل هي جائزة- كما ذكرت- إذا لم تفض لمحرم.
    ، يقول ابن القيم -رحمه الله-: وَهَاهُنَا أَرْبَعَةُ أَنْوَاعٍ مِنَ الْمَحَبَّةِ يَجِبُ التَّفْرِيقُ بَيْنَهَا، وَإِنَّمَا ضَلَّ مَنْ ضَلَّ بِعَدَمِ التَّمْيِيزِ بَيْنَهَا:
    أَحَدُهَا: مَحَبَّةُ اللَّهِ، وَلَا تَكْفِي وَحْدَهَا فِي النَّجَاةِ مِنْ عَذَابِ اللَّهِ، وَالْفَوْزِ بِثَوَابِهِ، فَإِنَّ الْمُشْرِكِينَ وَعُبَّادَ الصَّلِيبِ وَالْيَهُودَ وَغَيْرَهُمْ، يُحِبُّونَ اللَّهَ.
    الثَّانِي: مَحَبَّةُ مَا يُحِبُّ اللَّهُ، وَهَذِهِ هِيَ الَّتِي تُدْخِلُهُ فِي الْإِسْلَامِ، وَتُخْرِجُهُ مِنَ الْكُفْرِ، وَأَحَبُّ النَّاسِ إِلَى اللَّهِ أَقْوَمُهُمْ بِهَذِهِ الْمَحَبَّةِ، وَأَشَدُّهُمْ فِيهَا.
    الثَّالِثُ: الْحُبُّ لِلَّهِ، وَفِيهِ، وَهِيَ مِنْ لَوَازِمِ مَحَبَّةِ مَا يُحِبُّ، وَلَا تَسْتَقِيمُ مَحَبَّةُ مَا يُحِبُّ إِلَّا فِيهِ، وَلَهُ.
    الرَّابِعُ: الْمَحَبَّةُ مَعَ اللَّهِ، وَهِيَ الْمَحَبَّةُ الشِّرِكِيَّةُ، وَكُلُّ مَنْ أَحَبَّ شَيْئًا مَعَ اللَّهِ، لَا لِلَّهِ، وَلَا مِنْ أَجْلِهِ، وَلَا فِيهِ، فَقَدِ اتَّخَذَهُ نِدًّا مِنْ دُونِ اللَّهِ، وَهَذِهِ مَحَبَّةُ الْمُشْرِكِينَ.
    وَبَقِيَ قِسْمٌ خَامِسٌ لَيْسَ مِمَّا نَحْنُ فِيهِ: وَهِيَ الْمَحَبَّةُ الطَّبِيعِيَّةُ ، وَهِيَ مَيْلُ الْإِنْسَانِ إِلَى مَا يُلَائِمُ طَبْعَهُ، كَمَحَبَّةِ الْعَطْشَانِ لِلْمَاءِ، وَالْجَائِعِ لِلطَّعَامِ، وَمَحَبَّةِ النَّوْمِ، وَالزَّوْجَةِ، وَالْوَلَدِ، فَتِلْكَ لَا تُذَمُّ، إِلَّا إِذَا أَلْهَتْ عَنْ ذِكْرِ اللَّهِ، وَشَغَلَتْ عَنْ مَحَبَّتِهِ، كَمَا قَالَ تَعَالَى: يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لَا تُلْهِكُمْ أَمْوَالُكُمْ وَلَا أَوْلَادُكُمْ عَنْ ذِكْرِ اللَّهِ {سُورَةُ الْمُنَافِقُونَ :9}، وَقَالَ تَعَالَى: رِجَالٌ لَا تُلْهِيهِمْ تِجَارَةٌ وَلَا بَيْعٌ عَنْ ذِكْرِ اللَّهِ --------------------------------------------------------
    -
    اقتباس المشاركة الأصلية كتبت بواسطة محمد بن عبدالله بن محمد مشاهدة المشاركة
    محبة مجنون ليلى لليلى من أي أنواع المحبة؟
    ------جواب هذا بالكلام على العشق -ا
    لعشق مرض من أمراض القلب، وما أجمل ما قاله ابن القيم رحمه الله في الطب ‏النبوي عند الحديث عن هديه صلى الله عليه وسلم في علاج العشق.‏
    قال ابن القيم: هذا مرض من أمراض القلب، مخالف لسائر الأمراض في ذاته وأسبابه ‏وعلاجه، وإذا تمكن واستحكم، عز على الأطباء دواؤه، وأعيى العليل داؤه… إلى أن ‏قال: وعشق الصور إنما تبتلى به القلوب الفارغة من محبة الله تعالى المعرضة عنه، المتعوضة ‏بغيره عنه، فإذا امتلأ القلب من محبة الله والشوق إلى لقائه، دفع ذلك عنه مرض عشق ‏الصور، ولهذا قال تعالى في حق يوسف: (وَلَقَدْ هَمَّتْ بِهِ وَهَمَّ بِهَا لَوْلا أَنْ رَأى بُرْهَانَ رَبِّهِ ‏كَذَلِكَ لِنَصْرِفَ عَنْهُ السُّوءَ وَالْفَحْشَاءَ إِنَّهُ مِنْ عِبَادِنَا الْمُخْلَصِينَ) [يوسف:24] ‏
    فدل على أن الإخلاص سبب لدفع العشق وما يترتب عليه من السوء والفحشاء التي هي ‏ثمرته ونتيجته، فصرف المسبب صرف لسببه، ولهذا قال بعض السلف، العشق حركة قلب ‏فارغ، يعني: فارغاً مما سوى معشوقه…‏
    والعشق مركب من أمرين : استحسان للمعشوق، وطمع في الوصول إليه، فمتى انتفى ‏أحدهما انتفى العشق، وقد أعيت علة العشق على كثير من العقلاء، وتكلم فيها بعضهم ‏بكلام يرغب عن ذكره إلى الصواب، ثم قال: والمقصود أن العشق لما كان مرضاً من ‏الأمراض، كان قابلاً للعلاج، وله أنواع من العلاج، فإن كان مما للعاشق سبيل إلى وصل ‏محبوبه شرعاً، فهو علاجه، كما ثبت في الصحيحين من حديث ابن مسعود رضي الله عنه ‏قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : " يا معشر الشباب من استطاع منكم الباءة ‏فليتزوج، ومن لم يستطع فعليه بالصوم، فإنه له وجاء -------
    العشق مرض من أمراض القلب ولا بد من علاجه.‏
    ‏- من طرق العلاج للعشق بين الرجل والمرأة الزواج -إذا كان ممكناً- وهو أصل العلاج ‏وأنفعه.

    إن لم يزل مرض العشق مع اليأس فقد انحرف الطبع ‏انحرافاً شديداً فينتقل إلى علاج آخر، وهو علاج عقله بأن يعلم بأن تعلق القلب بما لا ‏مطمع في حصوله نوع من الجنون، وصاحبه بمنزلة من يعشق الشمس، وروحه متعلقة ‏بالصعود إليها، والدوران معها في فلكها، وهذا معدود عند جميع العقلاء في زمرة ‏المجانين-------------------------------------------من اسباب وقوع العشق--فراغ القلب من الإيمان بالله وعبادته وكما قال الشاعر
    اتانى هواها قبل أن اعرف الهوى *** فصادف قلبا خاليا فتمكن -----------------------------------------
    عواقب العشق-الانشغال بحب المعشوق وذكره عن حب الله تعالى وذكره... لقد اخبرنا ابن القيم رحمه الله... ( لا يمكن أن يجتمع فى القلب حب الرحمن الأعلى وعشق الصور بل هما ضدان لا يتلاقيان).---عذاب قلب العاشق بمعشوقه:- ولقد قال احد أهل العلم ( من أحب شيئا غير الله عذب به ولابد... والعشق أن استلذ به صاحبه فهو اشد درجات عذاب القلب... بدليل إننا نسمع عن من جلس طوال الليل قلقا على معشوقه لأنه لم يراه او يسمع صوته... وكثيرا ما نسمععن الذى لم يذق طعم النوم لأنه حبيبته هجرته وغير ذلك
    -
    اقتباس المشاركة الأصلية كتبت بواسطة محمد بن عبدالله بن محمد مشاهدة المشاركة
    م، فهل هذا شرك؟


    التعلق بغير الله تعالى درجات متفاوتة؛ بعضها طبعي مباح؛ كمحبة الطعام، والشراب، والنكاح، وبعضها فسق محرم؛ كمحبة السماع المحرم، والنظر المحرم، والوطء المحرم، والكسب المحرم، وبعضها ينقض أصل التوحيد، ويوقع في شرك المحبة؛ كما يقع لبعض العشاق المفتونين الذين تجاوز عشقهم المتعة الحسية، حتى نفذ إلى سويداء القلب، واستولى عليها. وقد وصف ابن القيم -رحمه الله- هذه الحال الخطيرة بعبارات كاشفة، وعلامات فارقة.. فقال: (وهو –والله- الداء العضال، والسم القتال، الذي ما علق بقلب إلا وعز على الورى استنقاذه من إساره، ولا استعلت نار في مهجة، إلا وصعب على الخلق تخليصها من ناره، وهو أقسام. وهو تارة يكون كفراً لمن اتخذ معشوقه نداً يحبه كما يحب الله، فكيف إذا كانت محبته أعظم من محبة الله في قلبه؟! فهذا عشق لا يغفر لصاحبه، فإنه من أعظم الشرك، والله لا يغفر أن يشرك به، وإنما يغفر بالتوبة الماحية ما دون ذلك. وعلامة هذا العشق الشركي الكفري: أن يقدم العاشق رضاء معشوقه على رضاء ربه. وإذا تعارض عنده حق معشوقه، وحقه، وحق ربه، وطاعته، قدَّم حق معشوقه على حق ربه، وآثر رضاه على رضاه، وبذل لمعشوقه أنفس ما يقدر عليه، وبذل لربه -إن بذل- أردى ما عنده، واستفرغ وسعه في مرضات معشوقه، وطاعته، والتقرب إليه، وجعل لربه -إن أطاعه- الفضلة التي تفضل عن معشوقه من ساعاته.. ولا ريب أن هذا العشق من أعظم الشرك، وكثير من العشاق يصرح بأنه لم يبق في قلبه موضع لغير معشوقه البتة، بل قد ملك معشوقه عليه قلبه كله، فصار عبداً مخلصاً من كل وجه لمعشوقه. فقد رضي هذا من عبودية الخالق جل جلاله، بعبودية المخلوق مثله؛ فإن العبودية هي كمال الحب والخضوع، وهذا قد استغرق قوة حبه، وخضوعه، وذلة لمعشوقه. فقد أعطاه حقيقة العبودية) الجواب الكافي (1/149-150).

  4. #4
    تاريخ التسجيل
    Mar 2010
    المشاركات
    7,532

    افتراضي رد: هل يحب النبي صلى الله عليه وسلم لذاته ؟؟

    المحبة المشروعة قسمان:

    1) محبة الله تعالى: وهذه لا يجوز تعلقها بغير الله تعالى، وسوّى المشركون فيها بين الله عز وجل وبين آلهتهم.

    2) محبة غير الله تعالى، أنواعها:
    - محبة رحمة، محبة الوالدة لولدها.
    - محبة أنس، محبة المشتركين في تجارة أو علم.
    -محبة الشهوات، كحب الزوجة والمال والولد.
    - محبة إحسان، كمحبة لمن يحسن إليك.
    - محبة الدين، كالحب في الله.
    - محبة الإجلال، كمحبة كالوالدين.

    هذه أنواع من المحبة تصلح بين الخلق.


    اللهم اغفر لأبي وارحمه وعافه واعف عنه اللهم اجعل ولدي عمر ذخرا لوالديه واجعله في كفالة إبراهيم عليه السلام

  5. #5

    افتراضي رد: هل يحب النبي صلى الله عليه وسلم لذاته ؟؟

    إذًا، يصح أن يحب رسول الله صلى الله عليه وسلم من وجهين:
    حبٌّ من جهة الطاعة، وهو حب الله ومنه حب نبيه صلى الله عليه وسلم، ((حتى أكون أحب إليه من ...)).
    وحبٌّ من جهة الطبيعة، وذلك حين يقرأ شخصٌ -ولو كان كافرا- سيرتَه، فيعجب به، ويحبه، لما اشتمل عليه من صفات عالية، وأخلاق كاملة.
    ويصدق على الحب الأخير أنه يحب رسول الله صلى الله عليه وسلم لذاته.

  6. #6
    تاريخ التسجيل
    Jan 2012
    المشاركات
    7,880

    افتراضي رد: هل يحب النبي صلى الله عليه وسلم لذاته ؟؟

    اقتباس المشاركة الأصلية كتبت بواسطة محمد بن عبدالله بن محمد مشاهدة المشاركة
    إذًا، يصح أن يحب رسول الله صلى الله عليه وسلم من وجهين:
    حبٌّ من جهة الطاعة، وهو حب الله ومنه حب نبيه صلى الله عليه وسلم، ((حتى أكون أحب إليه من ...)).
    وحبٌّ من جهة الطبيعة، وذلك حين يقرأ شخصٌ -ولو كان كافرا- سيرتَه، فيعجب به، ويحبه، لما اشتمل عليه من صفات عالية، وأخلاق كاملة.
    ويصدق على الحب الأخير أنه يحب رسول الله صلى الله عليه وسلم لذاته.
    قال شيخ الإسلام -رحمه الله-: وليس في الوجود ما يستحق أن يحب لذاته من كل وجه إلا الله تعالى. وكل ما يحب سواه، فمحبته تبع لحبه؛ فإن الرسول صلى الله عليه وسلم إنما يحب لأجل الله، ويطاع لأجل الله، ويتبع لأجل الله، كما قال تعالى: {قل إن كنتم تحبون الله فاتبعوني يحببكم الله}، وفي الحديث: {أحبوا الله لما يغذوكم به من نعمه، وأحبوني لحب الله، وأحبوا أهل بيتي لحبي}، وقال تعالى: {قل إن كان آباؤكم} إلى قوله: {أحب إليكم من الله ورسوله وجهاد في سبيله فتربصوا حتى يأتي الله بأمره والله لا يهدي القوم الفاسقين}، وقال النبي صلى الله عليه وسلم: {لا يؤمن أحدكم حتى أكون أحب إليه من ولده، ووالده، والناس أجمعين}، وفي حديث الترمذي، وغيره: {من أحب لله، وأبغض لله، وأعطى لله، ومنع لله، فقد استكمل الإيمان}، وقال تعالى: {ومن الناس من يتخذ من دون الله أندادًا يحبونهم كحب الله والذين آمنوا أشد حبًّا لله}. فالذين آمنوا أشد حبًّا لله من كل محب لمحبوبه.

    وقال أيضًا -: بل لا يجوز أن يحب شيء من الموجودات لذاته إلا هو سبحانه وبحمده، فكل محبوب في العالم إنما يجوز أن يحب لغيره، لا لذاته، والرب تعالى هو الذي يجب أن يحب لنفسه، وهذا من معاني إلهيته، و{لو كان فيهما آلهة إلا الله لفسدتا}، فإن محبة الشيء لذاته شرك، فلا يحب لذاته إلا الله، فإن ذلك من خصائص إلهيته، فلا يستحق ذلك إلا الله وحده، وكل محبوب سواه إن لم يحب لأجله، أو لما يحب لأجله، فمحبته فاسدة. والله تعالى خلق في النفوس حب الغذاء، وحب النساء؛ لما في ذلك من حفظ الأبدان، وبقاء الإنسان؛ فإنه لولا حب الغذاء لما أكل الناس، ففسدت أبدانهم، ولولا حب النساء لما تزوجوا، فانقطع النسل، والمقصود بوجود ذلك، بقاء كل منهم ليعبدوا الله وحده، ويكون هو المحبوب المعبود لذاته، الذي لا يستحق ذلك غيره، وإنما تحب الأنبياء والصالحون تبعًا لمحبته، فإن من تمام حبه حب ما يحبه، وهو يحب الأنبياء، والصالحين، ويحب الأعمال الصالحة، فحبها لله هو من تمام حبه، وأما الحب معه فهو حب المشركين الذين يحبون أندادهم كحب الله، فالمخلوق إذا أحب لله، كان حبه جاذبًا إلى حب الله، وإذا تحاب الرجلان في الله، اجتمعا على ذلك، وتفرقا عليه؛ كان كل منهما جاذبًا للآخر إلى حب الله، كما قال تعالى: {حقت محبتي للمتحابين فيّ، وحقت محبتي للمتجالسين فيّ، وحقت محبتي للمتباذلين فيّ، وإن لله عبادًا ليسوا بأنبياء، ولا شهداء، يغبطهم الأنبياء، والشهداء بقربهم من الله، وهم قوم تحابوا بروح الله على غير أموال يتباذلونها، ولا أرحام يتواصلون بها، إن لوجوههم لنورًا، وإنهم لعلى كراس من نور، لا يخافون إذا خاف الناس، ولا يحزنون إذا حزن الناس}.

    فإنك إذا أحببت الشخص لله، كان الله هو المحبوب لذاته، فكلما تصورته في قلبك، تصورت محبوب الحق، فأحببته، فازداد حبك لله، كما إذا ذكرت النبي صلى الله عليه وسلم، والأنبياء قبله، والمرسلين، وأصحابهم الصالحين، وتصورتهم في قلبك، فإن ذلك يجذب قلبك إلى محبة الله المنعم عليهم، وبهم، إذا كنت تحبهم لله، فالمحبوب لله يجذب إلى محبة الله، والمحب لله إذا أحب شخصًا لله، فإن الله هو محبوبه، فهو يحب أن يجذبه إلى الله تعالى، وكل من المحب لله، والمحبوب لله، يجذب إلى الله.




  7. #7

    افتراضي رد: هل يحب النبي صلى الله عليه وسلم لذاته ؟؟

    أخي بارك الله فيك، لا تكثر من النصوص التي لا علاقة لها بالموضوع، فتحيد عن الإجابة
    السؤال الذي طرحه الأخ حسن المطروشي الأثري: (هل
    يحب النبي صلى الله عليه وسلم لذاته ؟؟)فما هو جوابك؟

  8. #8
    تاريخ التسجيل
    Mar 2010
    المشاركات
    7,532

    افتراضي رد: هل يحب النبي صلى الله عليه وسلم لذاته ؟؟

    بارك الله فيكم، هنا منتدى علمي يتدارس فيه العلوم الشرعية، والفتاوى تؤخذ من العلماء وليس من المنتديات.
    الأخ محمد عبداللطيف نفع الله به ذكر شروح العلماء لمن يريد الاستقادة.


    اقتباس المشاركة الأصلية كتبت بواسطة محمدعبداللطيف مشاهدة المشاركة

    وقال أيضًا -: بل لا يجوز أن يحب شيء من الموجودات لذاته إلا هو سبحانه وبحمده، فكل محبوب في العالم إنما يجوز أن يحب لغيره، لا لذاته، والرب تعالى هو الذي يجب أن يحب لنفسه، وهذا من معاني إلهيته، و{لو كان فيهما آلهة إلا الله لفسدتا}، فإن محبة الشيء لذاته شرك، فلا يحب لذاته إلا الله، فإن ذلك من خصائص إلهيته، فلا يستحق ذلك إلا الله وحده، وكل محبوب سواه إن لم يحب لأجله، أو لما يحب لأجله، فمحبته فاسدة.

    ... كما إذا ذكرت النبي صلى الله عليه وسلم، والأنبياء قبله، والمرسلين، وأصحابهم الصالحين، وتصورتهم في قلبك، فإن ذلك يجذب قلبك إلى محبة الله المنعم عليهم، وبهم، إذا كنت تحبهم لله، فالمحبوب لله يجذب إلى محبة الله، والمحب لله إذا أحب شخصًا لله، فإن الله هو محبوبه، فهو يحب أن يجذبه إلى الله تعالى، وكل من المحب لله، والمحبوب لله، يجذب إلى الله.


    قال النووي رحمه الله في شرح صحيح مسلم:
    وبالجملة أصل المحبة الميل إلى ما يوافق المحب، ثم الميل قد يكون لما يستلذه الإنسان، ويستحسنه كحسن الصورة والصوت والطعام ونحوها وقد يستلذه بعقله للمعاني الباطنة كمحبة الصالحين والعلماء وأهل الفضل مطلقا، وقد يكون لإحسانه إليه، ودفعه المضار والمكاره عنه.
    وهذه المعاني كلها موجودة في النبي - صلى الله عليه وسلم - لما جمع من جمال الظاهر والباطن، وكمال خلال الجلال، وأنواع الفضائل، وإحسانه إلى جميع المسلمين بهدايته إياهم إلى الصراط المستقيم، ودوام النعم، والإبعاد من الجحيم.


    اللهم اغفر لأبي وارحمه وعافه واعف عنه اللهم اجعل ولدي عمر ذخرا لوالديه واجعله في كفالة إبراهيم عليه السلام

  9. #9
    تاريخ التسجيل
    Jan 2012
    المشاركات
    7,880

    افتراضي رد: هل يحب النبي صلى الله عليه وسلم لذاته ؟؟

    اقتباس المشاركة الأصلية كتبت بواسطة محمد بن عبدالله بن محمد مشاهدة المشاركة
    تكثر من النصوص التي لا علاقة لها بالموضوع، فتحيد عن الإجابة
    السؤال: (هل يحب النبي صلى الله عليه وسلم لذاته ؟؟)فما هو جوابك؟
    بارك الله فيك اخى محمد بن عبدالله بن محمد - لا حيدة اخى الكريم - وانما هو بيان وايضاح- وجوابى فى اجابة هذا السؤال - هل النبي صلى الله عليه وسلم يُحَبُّ لذاته لأنَّ ذاته حميدة، أم يُحَبُّ في الله - عز وجل - لما اتصف بالنبوة والرسالة؟
    ج/ هذا سؤال جيد، ونبينا صلى الله عليه وسلم جَمَعَ من الأوصاف والعِلَلْ والأسباب التي لأجلها يُحِبُّ المُحِبْ من أحب، جَمَعَ كل الأسباب والأوصاف، فهو صلى الله عليه وسلم يُحَبُّ من كل جهة:
    - يُحَبْ لله - عز وجل - لأنَّ الله - عز وجل - أمر بحبه صلى الله عليه وسلم.
    - ويُحَبْ لأنَّ الله - عز وجل - اصطفاه وفَضَّلَهُ وجعله رسولاً ورحمةً للعالمين.
    - ويُحَبْ صلى الله عليه وسلم لأنَّ الله خَصَّهُ بالقرآن خَصَّهُ بالآيات والبراهين، خَصَّهُ بما لم يخصّ به الأنبياء والرسل.
    - ويُحَبْ صلى الله عليه وسلم لأجل جهاده في الله حق الجهاد ونصحه لهذه الأمة وتبليغه رسالة ربه - جل جلاله -.
    - ويُحَبْ ّ صلى الله عليه وسلم لعِظَمِ إحسانه لكل أحد، فما من أحد إلا وهو قد أحسن إليه صلى الله عليه وسلم أيما إحسان، وإذا كان الناس فيما بينهم يحبون من أحسن إليهم كما قال شاعرهم:
    أحسن إلى الناس تستعبد قلوبهم فطالما استعبد الإنسانَ إحسانُ (1)
    فنبينا صلى الله عليه وسلم أَحْسَنَ أيَّمَا إحسان وأفاض على هذه الأمة من إحسانه وفضله صلى الله عليه وسلم بما بلغ من رسالة ربه واهتدى بهدي ربه - عز وجل -، فيُحَبُّ لذلك أعظم المحبة صلى الله عليه وسلم، فلولا أنَّ الله - عز وجل - مَنَّ علينا ببعثة محمد صلى الله عليه وسلم ثُمَّ باتِّبَاعِهِ لكنا من الهالكين، فنبينا صلى الله عليه وسلم يُحَبْ لما في عنق كلّ أحد من هذه الأمة له صلى الله عليه وسلم من المنّة، فمنّته صلى الله عليه وسلم على كل أحد، ولهذا جعل الله - عز وجل - من جميل ثوابه لنبيه أنّ له مثل أجور أمته، فكل من عمل عملاً صالحا من الإيمان وشُعَبِه، فله صلى الله عليه وسلم مثل أجره، والناس يُحِبُّونَ أيضاً لأنواع الصفات، فَيُحِبُّ المحب فلاناً لكرمه، ويُحِبُّ المحب فلاناً لخلقه ولشجاعته ولإمامته ولفتواه ولحكمه ولحسن تعامله ولأشياء كثيرة من الخلال والأوصاف ولتعامله مع أهله ولكماله في صفاته وأخلاقه وسجاياه.
    والنبي صلى الله عليه وسلم إذا نظرنا إلى كل جهة من هذه الجهات فإنه يُحَبْ عليها صلى الله عليه وسلم.
    ولكن مع هذا كله فإن القاعدة عند أهل العلم من أهل السنة أنَّ النبي صلى الله عليه وسلم محبته ليست استقلالاً ولكن تبعٌ لمحبة الله - عز وجلوهذا يعظّم شأن نبينا صلى الله عليه وسلم.[إتحاف السائل بما في الطحاوية من مسائل

    ]---الذي يحب لذاته هو الله ليس الا ولكن النبي صلى الله عليه وسلم يحب لله لأنه رسول الله عبد الله الذي اصطفاه للرساله العامة ، أما المحبة الذاتية إنما هي لله وحده هذا فرق دقيق يجب أن يعلم طلاب العلم كل من يحب دون الله إنما يحب لله ولكن الله يحب لذاته الذي يحب لذاته هو الله وحده ، ومن دونه بدأ من رسوله صلى الله عليه وسلم يحب لله"[شرح الاصول الثلاثة]--------------------------------------------
    والعبد المسلم يحب النبي صلى الله عليه وسلم . يحبه لا لذاته وإنما يحبه لأنه رسول من الله عز وجل ولأنه مبلغ من الله عز وجل . فإن محبة النبي لذاته كما قال شيخ الإسلام ابن تيمية هي شرك . وكذلك طاعته , لا يطاع لذاته وإنما يطاع لأنه رسول من الله عز وجل . أما قال صلى الله عليه وسلم : " من أطاعني فقد أطاع الله ومن عصاني فقد عصى الله"؟! فمحبة النبي لا تكون لذاته وإنما تكون محبة في الله , محبة لأنه أخرجنا بإذن الله من الظلمات إلى النور"[شرح الاصول الثلاثة -عمر بازمول]

  10. #10

    افتراضي رد: هل يحب النبي صلى الله عليه وسلم لذاته ؟؟

    نحن نريد نفهم عبارة شيخ الإسلام أولاً، وما تدل عليه، فموطن استشكال الأخ حسن إنما هي عبارة شيخ الإسلام، ولذلك ما ذكر مخالف لكلام شيخ الإسلام؛ لأنه قال: (فَإِنَّ مَحَبَّةَ الشَّيْءِ لِذَاتِهِ شِرْكٌ فَلَا يُحَبُّ لِذَاتِهِ إلَّا اللَّهُ).
    فلا بد من فهم معنى قوله: (محبة الشيء لذاته)
    فهل حب الابن لأبيه [كحب فاطمة لرسول الله صلى الله عليه وسلم]: حب لذاته، أم لله؟،
    فإن قلت: لله، فبَيِّن وجهَهُ في كل حبِ ابن لأبيه.
    وإن قلت: لذاته، فهل هو شركٌ بحسب كلام شيخ الإسلام، لا بتفاصيل غيره؟!
    وإن قلت: ليس لله، ولا لذاته، بل لأمر آخر غيرهما، فبينه من كلام شيخ الإسلام.


    وكذا حب الإنسان نوعًا ما من الطعام، هل هذا حب أيضا لله أم حب لذاته فيعد شركا؟
    فرسول الله صلى الله عليه وسلم يحب الكتف، ويحب القرع والثريد...، وقال تعالى: {ويطعمون الطعام على حبه ...} الآية.
    نعم، حب الطعام من أجل حفظ النفس، لكن حب نوع منه خاص: هذا ما نحن فيه؟

    وهل حب الزوج زوجته حب لله أيضا أم حب لذاتها؟. ((حبب إلي من دنياكم ثلاث))، وأحب النساء إليه صلى الله عليه وسلم عائشة، وعلام يعتذر في قوله: ((اللهم هذا قسمي فيما أملك، فلا تلمني فيما لا أملك)).
    نعم، حب الرجل النساء من أجل حفظ النسل، لكن حبه لامرأة من زوجاته أكثر من غيرها!!

    وهل حب الإنسان للمال شرك؛ فإن الله وعد قومًا بالبر من إنفاقهم مما يحبون، فقال: {لن تنالوا البر حتى تنفقوا مما تحبون}، فوصف الله ما بأيديهم من مالٍ: بالمحبة.
    فهل يكون البخيل مشركًا؛ لحبه المال؟!


    فهذه بعض الأمثلة، وفي قوله تعالى: {زين للناس حب الشهوات من ...} ما هو واضح ظاهر في استشكالي.

    وأمامك خيار من ثلاث:
    إما أن تقول: هذه حب لله، فتحتاج إلى تفسير وبيان، كيف تكون حبا لله بتأويل مقبول، لا بعيد عن العقل والمنطق؟!.
    وإما أن تقول: هذه حب لذاتها، فيرد: هل هذا من الشرك عند شيخ الإسلام؟!، فإن لم يكن منه فما دليلك من كلام شيخ الإسلام رحمه الله تعالى.
    وإما أن تقول: هذه حب لا لله، ولا لذاتها، فتحتاج إلى بيان ذلك من كلام شيخ الإسلام رحمه الله تعالى.



    على أن ما ذكر من أن المحبة الطبيعية ليس مما نحن فيه: فغلط؛ بل هي عند شيخ الإسلام لا بد وأن تكون لله، وإلا كانت شركًا

  11. #11
    تاريخ التسجيل
    Jan 2012
    المشاركات
    7,880

    افتراضي رد: هل يحب النبي صلى الله عليه وسلم لذاته ؟؟

    اقتباس المشاركة الأصلية كتبت بواسطة محمد بن عبدالله بن محمد مشاهدة المشاركة
    نحن نريد نفهم عبارة شيخ الإسلام أولاً، وما تدل عليه، فموطن استشكال الأخ حسن إنما هي عبارة شيخ الإسلام، ولذلك ما ذكر مخالف لكلام شيخ الإسلام؛ لأنه قال: (فَإِنَّ مَحَبَّةَ الشَّيْءِ لِذَاتِهِ شِرْكٌ فَلَا يُحَبُّ لِذَاتِهِ إلَّا اللَّهُ).
    فلا بد من فهم معنى قوله: (محبة الشيء لذاته)
    فهل حب الابن لأبيه [كحب فاطمة لرسول الله صلى الله عليه وسلم]: حب لذاته، أم لله؟،
    فإن قلت: لله، فبَيِّن وجهَهُ في كل حبِ ابن لأبيه.
    وإن قلت: لذاته، فهل هو شركٌ بحسب كلام شيخ الإسلام، لا بتفاصيل غيره؟!
    وإن قلت: ليس لله، ولا لذاته، بل لأمر آخر غيرهما، فبينه من كلام شيخ الإسلام.


    وكذا حب الإنسان نوعًا ما من الطعام، هل هذا حب أيضا لله أم حب لذاته فيعد شركا؟
    فرسول الله صلى الله عليه وسلم يحب الكتف، ويحب القرع والثريد...، وقال تعالى: {ويطعمون الطعام على حبه ...} الآية.
    نعم، حب الطعام من أجل حفظ النفس، لكن حب نوع منه خاص: هذا ما نحن فيه؟

    وهل حب الزوج زوجته حب لله أيضا أم حب لذاتها؟. ((حبب إلي من دنياكم ثلاث))، وأحب النساء إليه صلى الله عليه وسلم عائشة، وعلام يعتذر في قوله: ((اللهم هذا قسمي فيما أملك، فلا تلمني فيما لا أملك)).
    نعم، حب الرجل النساء من أجل حفظ النسل، لكن حبه لامرأة من زوجاته أكثر من غيرها!!

    وهل حب الإنسان للمال شرك؛ فإن الله وعد قومًا بالبر من إنفاقهم مما يحبون، فقال: {لن تنالوا البر حتى تنفقوا مما تحبون}، فوصف الله ما بأيديهم من مالٍ: بالمحبة.
    فهل يكون البخيل مشركًا؛ لحبه المال؟!


    فهذه بعض الأمثلة، وفي قوله تعالى: {زين للناس حب الشهوات من ...} ما هو واضح ظاهر في استشكالي.

    وأمامك خيار من ثلاث:
    إما أن تقول: هذه حب لله، فتحتاج إلى تفسير وبيان، كيف تكون حبا لله بتأويل مقبول، لا بعيد عن العقل والمنطق؟!.
    وإما أن تقول: هذه حب لذاتها، فيرد: هل هذا من الشرك عند شيخ الإسلام؟!، فإن لم يكن منه فما دليلك من كلام شيخ الإسلام رحمه الله تعالى.
    وإما أن تقول: هذه حب لا لله، ولا لذاتها، فتحتاج إلى بيان ذلك من كلام شيخ الإسلام رحمه الله تعالى.



    على أن ما ذكر من أن المحبة الطبيعية ليس مما نحن فيه: فغلط؛ بل هي عند شيخ الإسلام لا بد وأن تكون لله، وإلا كانت شركًا
    لقد بينت ما سبق اخى الكريم لكى تستنتج منه ما تريد ولكنك مصمم على شئ ما وسأوضحه لك ما دمت مصمم--- كلام شيخ الاسلام على المحبة من كل وجه وتسمى [كمال الحب] وهو ركن من اركان العبادة- فالله سبحانه وتعالى يحب من كل وجه لما له من الكمال المطلق فى ذاته واسمائه وصفاته- فله المحبة الخاصة وهى محبة العبادة دقق فى كلامى اخى الكريم - محبة العبادة -هي المحبة التي فيها تعلُّقٌ بالمحبوب بما يكون معه امتثال للأمر رغبة واختيارا -و محبة العبادة، هي التي توجب التذلل والتعظيم، وأن يقوم بقلب الإنسان من إجلال المحبوب وتعظيمه ما يقتضي أن يمتثل أمره ويجتنب نهيه، وهذه خاصة بالله، فمن أحب مع الله غيره محبة عبادة، فهو مشرك شركاً أكبر، ويعبر العلماء عنها بالمحبة الخاصة .- وهى المقصودة فى كلام شيخ الاسلام--اذا تقرر ذلك عندك اخى الكريم محمد بن عبدالله بن محمد ننتقل الى القسم الثانى- من المحبة
    القسم الثاني: محبة ليست بعبادة في ذاتها، وهذه أنواع:

    النوع الأول: المحبة لله وفي الله، وذلك بأن يكون الجالب لها محبة الله، أي: كون الشيء محبوباً لله تعالى من أشخاص: كالأنبياء، والرسل، والصديقين، والشهداء، والصالحين
    وهذا النوع تابع للقسم الأول الذي هو محبة الله .----------- اذا تقرر ذلك اخى الكريم ننتقل الى


    النوع الثاني: محبة إشفاق ورحمة، وذلك كمحبة الولد، والصغار، والضعفاء، والمرضى.

    النوع الثالث: محبة إجلال وتعظيم لا عبادة، كمحبة الإنسان لوالده، ولمعلمه، ولكبير من أهل الخير.

    النوع الرابع: محبة طبيعية ، كمحبة الطعام ، والشراب ، والملبس ، والمركب ، والمسكن .

    وأشرف هذه الأنواع النوع الأول، والبقية من قسم المباح، إلا إذا اقترن بها ما يقتضى التعبد صارت عبادة، فالإنسان يحب والده محبة إجلال وتعظيم، وإذا اقترن بها أن يتعبد لله بهذا الحب من أجل أن يقوم ببر والده صارت عبادة، وكذلك يحب ولده محبة شفقة، وإذا اقترن بها ما يقتضي أن يقوم بأمر الله بإصلاح هذا الولد صارت عبادة .

    وكذلك المحبة الطبيعية، كالأكل والشرب والملبس والمسكن إذا قصد بها الاستعانة على عبادة صارت عبادة، ولهذا " حبب للنبي ( النساء والطيب " من هذة الدنيا، فحبب إليه النساء، لأن ذلك مقتضى الطبيعة ولما يترتب عليه من المصالح العظيمة، وحبب إليه الطيب، لأنه ينشط النفس ويريحها ويشرح الصدر، ولأن الطيبات للطيبين، والله طيب لا يقبل إلا طيباً.


    فهذه الأشياء إذا اتخذها الإنسان بقصد العبادة صارت عبادة، قال النبي ( : " إنما الأعمال بالنيات ، وإنما لكل امرئ ما نوى " -----------------اذا تقرر ذلك اخى الكريم -ننتقل الى-
    الثالث: المحبة مع الله التي تنافي محبة الله، وهي أن تكون محبة غير الله كمحبة الله أو أكثر من محبة الله، بحيث إذا تعارضت محبة الله ومحبة غيره قدم محبة غير الله، وذلك إذا جعل هذه المحبة نداً لمحبة الله يقدمها على محبة الله أو يساويها بها.--------اذا تقرر ذلك عندك اخى الكريم محمد بن عبدالله بن محمد-أجيبك بما اشكل عليك واردت تعيينه------------------أصل الأعمال كلها هو المحبة، فالإنسان لا يعمل إلا لما يحب، إما لجلب منفعة، أو لدفع مضرة، فإذا عمل شيئاً، فلأنه يحبه إما لذاته كالطعام : أو لغيره كالدواء-------وبهذا تفهم كلام شيخ الاسلام انه فى محبة العبادة -وتسمى المحبة الخاصة-وهى -

    أصل التوحيد وروحه إخلاص المحبة لله وحده وهي أصل التأله والتعبد له بل هي حقيقة العبادة ولا يتم التوحيد حتى تكمل محبة العبد لربه، وتسبق محبته جميع المحاب وتغلبها ويكون لها الحكم عليها بحيث تكون سائر محاب العبد تبعا لهذه المحبة التي بها سعادة العبد وفلاحه .

    ومن تفريعها وتكميلها الحب في الله والبغض في الله فيحب العبد ما يحبه الله من الأعمال والأشخاص ويبغض ما يبغضه الله من الأشخاص والأعمال، ويوالي أولياءه ويعادي أعداءه، وبذلك يكمل إيمان العبد وتوحيده .------
    وكذا حب الإنسان نوعًا ما من الطعام، هل هذا حب أيضا لله أم حب لذاته فيعد شركا؟
    اذا فرقت اخى الكريم محمد بن عبدالله بن محمد بين انواع المحبة زال اشكالك-فمحبة نوع من انواع الطعام لذاته لا يعد شركا اذا فرقت بين محبة العبادة والمحبة الطبيعية-وسبق الحواب -
    فرسول الله صلى الله عليه وسلم يحب الكتف، ويحب القرع والثريد...، وقال تعالى: {ويطعمون الطعام على حبه ...} الآية.
    نعم، حب الطعام من أجل حفظ النفس، لكن حب نوع منه خاص: هذا ما نحن فيه؟
    أصل الأعمال كلها هو المحبة، فالإنسان لا يعمل إلا لما يحب، إما لجلب منفعة، أو لدفع مضرة، فإذا عمل شيئاً، فلأنه يحبه إما لذاته كالطعام : أو لغيره كالدواء-
    اقتباس المشاركة الأصلية كتبت بواسطة محمد بن عبدالله بن محمد مشاهدة المشاركة
    وإن قلت: لذاته، فهل هو شركٌ بحسب كلام شيخ الإسلام،
    اقتباس المشاركة الأصلية كتبت بواسطة محمد بن عبدالله بن محمد مشاهدة المشاركة
    لا بتفاصيل غيره؟!
    وإن قلت: ليس لله، ولا لذاته، بل لأمر آخر غيرهما، فبينه من كلام شيخ الإسلام.


    وكذا حب الإنسان نوعًا ما من الطعام، هل هذا حب أيضا لله أم حب لذاته فيعد شركا؟
    --
    لما هذا التحكم-- الحق يقبل سواء بكلام شيخ الاسلام او بكلام غيره


  12. #12
    تاريخ التسجيل
    Nov 2010
    الدولة
    بلاد دعوة الرسول عليه السلام
    المشاركات
    13,561

    افتراضي رد: هل يحب النبي صلى الله عليه وسلم لذاته ؟؟

    وفقكم الله وزادكم من فضله وعلمه
    جزاكم الله خيرا ...

  13. #13
    تاريخ التسجيل
    Nov 2010
    الدولة
    بلاد دعوة الرسول عليه السلام
    المشاركات
    13,561

    افتراضي رد: هل يحب النبي صلى الله عليه وسلم لذاته ؟؟

    لعل الإشكال في فهم معنى كلام شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله ..
    ولعل منعه من ذلك لما فيه من الغلو
    وقوله صلى الله عليه وسلم " لا تطروني كما أطرت النصارى ابن مريم ...
    " لا تتخذوا قبري ..
    قد يكون النهي من باب الغلو ..
    وبالرغم من هناك طائفة غلت فيه ... كما هو المنتشر لدى الصوفية ..
    وتنتشر الشركيات لغلوهم ...
    والله أعلم

  14. #14

    افتراضي رد: هل يحب النبي صلى الله عليه وسلم لذاته ؟؟

    عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " لَا يُؤْمِنُ أَحَدُكُمْ حَتَّى أَكُونَ أَحَبَّ إِلَيْهِ مِنْ وَالِدِهِ، وَوَلَدِهِ، وَالنَّاسِ أَجْمَعِينَ "

    وعَنْ زُهْرَةَ بْنِ مَعْبَدٍ، عَنْ جَدِّهِ، قَالَ: كُنَّا مَعَ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَهُوَ آخِذٌ بِيَدِ عُمَرَ بْنِ الْخَطَّابِ، فَقَالَ: وَاللهِ لَأَنْتَ يَا رَسُولَ اللهِ أَحَبُّ إِلَيَّ مِنْ كُلِّ شَيْءٍ إِلَّا نَفْسِي، فَقَالَ النَّبِيُّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " لَا يُؤْمِنُ أَحَدُكُمْ حَتَّى أَكُونَ أَحَبَّ إِلَيْهِ مِنْ نَفْسِهِ " فَقَالَ عُمَرُ: فَلَأَنْتَ الْآنَ وَاللهِ أَحَبُّ إِلَيَّ مِنْ نَفْسِي، فَقَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " الْآنَ يَا عُمَرُ ".

    هل هذا غلوٌّ؟!!!
    ثم هل قال: (أحب إليه في الله من نفسه)؟.


    فما الدليل على قولكم: أنه لا يحب لذاته؟!، أَوَرَدَ في ذلك نص من الكتاب أو السنة؟؟

  15. #15
    تاريخ التسجيل
    Nov 2010
    الدولة
    بلاد دعوة الرسول عليه السلام
    المشاركات
    13,561

    افتراضي رد: هل يحب النبي صلى الله عليه وسلم لذاته ؟؟

    اشكل على بعض الاخوة كلام شيخ الاسلام ابن تيمية
    هو محبته تقتضي لذاته
    ام اتباع هدي وسنته صلى الله عليه وسلم
    ام الامر يقتضي الاثنين معا
    ودلالته على ذلك

  16. #16

    افتراضي رد: هل يحب النبي صلى الله عليه وسلم لذاته ؟؟

    اقتباس المشاركة الأصلية كتبت بواسطة حسن المطروشى الاثرى مشاهدة المشاركة
    اشكل على بعض الاخوة كلام شيخ الاسلام ابن تيمية
    هو محبته تقتضي لذاته
    ام اتباع هدي وسنته صلى الله عليه وسلم
    ام الامر يقتضي الاثنين معا
    ودلالته على ذلك
    كما يشكل كلامه رحمه الله تعالى لتعارضه مع الأحاديث الصحيحة كحديث أَنَسٍ، أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: ((ثَلَاثٌ مَنْ كُنَّ فِيهِ وَجَدَ بِهِنَّ حَلَاوَةَ الْإِيمَانِ: أَنْ يَكُونَ اللهُ وَرَسُولُهُ أَحَبَّ إِلَيْهِ مِمَّا سِوَاهُمَا ...)).
    ولم يقل: (ثم رسوله)، أو (فرسوله)؟

  17. #17
    تاريخ التسجيل
    Jan 2012
    المشاركات
    7,880

    افتراضي رد: هل يحب النبي صلى الله عليه وسلم لذاته ؟؟

    -خارج الموضوع قليلا ثم نعود --قال العلماء: إن المحاب ترتيبها توقيفي لا ينبغي أن يعطى أحد منها فوق من هو أفضل منه، فينبغي أن يحب المرء الصحابة أكثر مما يحب غيرهم، ويحب الخلفاء الراشدين منهم أكثر مما يحبهم، ويحب أبا بكر أكثر من عمر، وعمر أكثر من عثمان، وعثمان أكثر من علي، وهكذا على حسب درجاتهم ومراتبهم، ينبغي أن يترتب في القلب حبهم.
    فينبغي أن يترأس حبهم في القلب على حب كل بشر سواهم أيًّا كان هذا البشر، خلا الأنبياء، وأعلى من هذا وأغلى حب الرسول صلى الله عليه وسلم، وأعلى وأغلى منه وأفضل وأكبر وأكثر حب الله تعالى، فهو الحب الأول، وكل شيء يُحَبُّ لله، إلا حب الله؛ فهو يحب لذاته. ولذلك كانت محبة الله هي المنزلة التي فيها تنافس المتنافسون، وإليها شخص العاملون، وإلى عَلمَها شمر السابقون، وعليها تفانى المحبون، وبروح نسيمها تروح العابدون، فهي قوت القلوب، وغذاء الأرواح، وقرة العيون، وهي الحياة التي من حرمها فهو من جملة الأموات، والنور الذي من فقده فهو في بحار الظلمات، والشفاء الذي من عدمه حلت بقلبه جميع الأسقام، واللذة التي من لم يظفر بها فعيشه كله هموم وآلام، وهي روح الإيمان والأعمال والمقامات والأحوال التي متى خلت منها فهي كالجسد الذي لا روح فيه، تحمل أثقال السائرين إلى بلاد لم يكونوا إلا بشق الأنفس بالغيها، وتوصلهم إلى منازل لم يكونوا بدونها أبدًا واصليها، وتبوؤهم من مقاعد الصدق مقامات لم يكونوا لولاها داخليها، وهي مطايا القوم التي مسراهم على ظهورها دائمًا إلى الحبيب وطريقهم الأقوم الذي يبلغهم إلى منازلهم الأولى من قريب، تالله لقد ذهب أهلها بشرف الدنيا والآخرة إذ لهم من معية محبوبهم أوفر نصيب، وقد قضى الله يوم قدر مقادير الخلائق بمشيئته وحكمته البالغة أن المرء مع من أحب فيا لها من نعمة على المحبين سابغة، تالله لقد سبق القوم السعاة وهم على ظهور الفرش نائمون، وقد تقدموا الركب بمراحل وهم في سيرهم واقفون.
    من لي بمثل سيرك المدلل ♦♦♦ تمشي رويدًا وتجيء في الأول
    أجابوا منادي الشوق إذ نادى بهم حي على الفلاح، وبذلوا نفوسهم في طلب الوصول إلى محبوبهم وكان بذلهم بالرضا والسماح، وواصلوا إليه المسير بالإدلاج والغدو.والرواح تالله لقد حمدوا عند الوصول سراهم وشكروا مولاهم على ما أعطاهم، وإنما يحمد القوم السرى عند الصباح[بن القيم]



  18. #18
    تاريخ التسجيل
    Jan 2012
    المشاركات
    7,880

    افتراضي رد: هل يحب النبي صلى الله عليه وسلم لذاته ؟؟

    اقتباس المشاركة الأصلية كتبت بواسطة محمد بن عبدالله بن محمد مشاهدة المشاركة
    كما يشكل كلامه رحمه الله تعالى لتعارضه مع الأحاديث الصحيحة كحديث أَنَسٍ، أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: ((ثَلَاثٌ مَنْ كُنَّ فِيهِ وَجَدَ بِهِنَّ حَلَاوَةَ الْإِيمَانِ: أَنْ يَكُونَ اللهُ وَرَسُولُهُ أَحَبَّ إِلَيْهِ مِمَّا سِوَاهُمَا ...)).
    ولم يقل: (ثم رسوله)، أو (فرسوله)؟
    المحبة الشركية المذمومة هي التي يسوي فيها المحِبٌ بين محبته لله، ومحبته للند الذي اتخذه من دون الله، بحيث يبلغ كمال الحب، مع كمال الخضوع لغير الله سبحانه وتعالى، فمن أحب غير الله محبة عبودية أي محبة تستلزم كمال الذل وكمال الخضوع فقد أشرك مع الله غيره. فقد قال الله تعالى: وَمِنَ النَّاسِ مَنْ يَتَّخِذُ مِنْ دُونِ اللَّهِ أَنْدَادًا يُحِبُّونَهُمْ كَحُبِّ اللَّهِ وَالَّذِينَ آَمَنُوا أَشَدُّ حُبًّا لِلَّهِ .. {البقرة، 165}.
    وأخبر سبحانه عن أهل النار أنهم يقولون يوم القيامة: تَاللَّهِ إِن كُنَّا لَفِي ضَلَالٍ مُّبِينٍ* إِذْ نُسَوِّيكُم بِرَبِّ الْعَالَمِينَ {الشعراء:97ـ 98}.
    وليس من المحبة الشركية المحبة الطبيعية -أي التي جُبل عليها الإنسان بطبعه- كمحبته للأبناء وللزوجة، وما شابه ذلك من أنواع المحاب.
    فمحبة المرأة لزوجها وأهلها لا يذم عليها، بل يمدح ويحمد، فعن عمرو بن العاص أن النبي صلى الله عليه وسلم: بعثه على جيش ذات السلاسل فأتيته فقلت: أي الناس أحب إليك؟ قال: عائشة، قلت: من الرجال؟ قال: أبوها، قلت ثم من؟ قال: ثم عمر بن الخطاب.. فعدَّ رجالاً. متفق عليه.---

    أصل التوحيد وروحه إخلاص المحبة لله وحده وهي أصل التأله والتعبد له بل هي حقيقة العبادة ولا يتم التوحيد حتى تكمل محبة العبد لربه، وتسبق محبته جميع المحاب وتغلبها ويكون لها الحكم عليها بحيث تكون سائر محاب العبد تبعا لهذه المحبة التي بها سعادة العبد وفلاحه .

    ومن تفريعها وتكميلها الحب في الله والبغض في الله فيحب العبد ما يحبه الله من الأعمال والأشخاص ويبغض ما يبغضه الله من الأشخاص والأعمال، ويوالي أولياءه ويعادي أعداءه، وبذلك يكمل إيمان العبد وتوحيده

  19. #19
    تاريخ التسجيل
    Jan 2012
    المشاركات
    7,880

    افتراضي رد: هل يحب النبي صلى الله عليه وسلم لذاته ؟؟

    اقتباس المشاركة الأصلية كتبت بواسطة محمد بن عبدالله بن محمد مشاهدة المشاركة
    ثم هل قال: (أحب إليه في الله من نفسه)؟.
    محبة ليست بعبادة في ذاتها - وهى المحبة لله وفي الله، وذلك بأن يكون الجالب لها محبة الله، أي: كون الشيء محبوباً لله تعالى من أشخاص: كالأنبياء، والرسل، والصديقين، والشهداء، والصالحين

  20. #20
    تاريخ التسجيل
    Jan 2012
    المشاركات
    7,880

    افتراضي رد: هل يحب النبي صلى الله عليه وسلم لذاته ؟؟

    محبة النساء ونحوها مما زينه الله للإنسان، محبة لغيرها، وليس أحد يحب هذه الأشياء لذاتها، فهو إنما يحب الطعام والشراب لما يحصل له به من بقاء النفس، وكذا يحب النساء لما يحصل له به من بقاء النوع، ويحب ما يلتذ به لوجود الملاءمة للطبع، وحصول اللذة به، وليست هذه محبة شركية، ولا محبة مع الله تعالى، بل هي جائزة- كما ذكرت- إذا لم تفض لمحرم.
    ولما ذكر ابن القيم أنواع المحبة، لم يجعل هذا النوع من المحبة مع الله، بل جعلها محبة مستقلة بذاتها، لا تسمى محبة مع الله، فما قرأته من أن المحبة مع الله نوعان، وأن هذا النوع منها ليس مذمومًا، غير صحيح، فهذه المحبة -وإن كانت غير مذمومة كما ذكرت- إلا أن تفضي لمحرم، لكنها لا تسمى محبة مع الله، يقول ابن القيم -رحمه الله-: وَهَاهُنَا أَرْبَعَةُ أَنْوَاعٍ مِنَ الْمَحَبَّةِ يَجِبُ التَّفْرِيقُ بَيْنَهَا، وَإِنَّمَا ضَلَّ مَنْ ضَلَّ بِعَدَمِ التَّمْيِيزِ بَيْنَهَا:
    أَحَدُهَا: مَحَبَّةُ اللَّهِ، وَلَا تَكْفِي وَحْدَهَا فِي النَّجَاةِ مِنْ عَذَابِ اللَّهِ، وَالْفَوْزِ بِثَوَابِهِ، فَإِنَّ الْمُشْرِكِينَ وَعُبَّادَ الصَّلِيبِ وَالْيَهُودَ وَغَيْرَهُمْ، يُحِبُّونَ اللَّهَ.
    الثَّانِي: مَحَبَّةُ مَا يُحِبُّ اللَّهُ، وَهَذِهِ هِيَ الَّتِي تُدْخِلُهُ فِي الْإِسْلَامِ، وَتُخْرِجُهُ مِنَ الْكُفْرِ، وَأَحَبُّ النَّاسِ إِلَى اللَّهِ أَقْوَمُهُمْ بِهَذِهِ الْمَحَبَّةِ، وَأَشَدُّهُمْ فِيهَا.
    الثَّالِثُ: الْحُبُّ لِلَّهِ، وَفِيهِ، وَهِيَ مِنْ لَوَازِمِ مَحَبَّةِ مَا يُحِبُّ، وَلَا تَسْتَقِيمُ مَحَبَّةُ مَا يُحِبُّ إِلَّا فِيهِ، وَلَهُ.
    الرَّابِعُ: الْمَحَبَّةُ مَعَ اللَّهِ، وَهِيَ الْمَحَبَّةُ الشِّرِكِيَّةُ، وَكُلُّ مَنْ أَحَبَّ شَيْئًا مَعَ اللَّهِ، لَا لِلَّهِ، وَلَا مِنْ أَجْلِهِ، وَلَا فِيهِ، فَقَدِ اتَّخَذَهُ نِدًّا مِنْ دُونِ اللَّهِ، وَهَذِهِ مَحَبَّةُ الْمُشْرِكِينَ.
    وَبَقِيَ قِسْمٌ خَامِسٌ لَيْسَ مِمَّا نَحْنُ فِيهِ: وَهِيَ الْمَحَبَّةُ الطَّبِيعِيَّةُ ، وَهِيَ مَيْلُ الْإِنْسَانِ إِلَى مَا يُلَائِمُ طَبْعَهُ، كَمَحَبَّةِ الْعَطْشَانِ لِلْمَاءِ، وَالْجَائِعِ لِلطَّعَامِ، وَمَحَبَّةِ النَّوْمِ، وَالزَّوْجَةِ، وَالْوَلَدِ، فَتِلْكَ لَا تُذَمُّ، إِلَّا إِذَا أَلْهَتْ عَنْ ذِكْرِ اللَّهِ، وَشَغَلَتْ عَنْ مَحَبَّتِهِ، كَمَا قَالَ تَعَالَى: يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لَا تُلْهِكُمْ أَمْوَالُكُمْ وَلَا أَوْلَادُكُمْ عَنْ ذِكْرِ اللَّهِ {سُورَةُ الْمُنَافِقُونَ :9}، وَقَالَ تَعَالَى: رِجَالٌ لَا تُلْهِيهِمْ تِجَارَةٌ وَلَا بَيْعٌ عَنْ ذِكْرِ اللَّهِ {سُورَةُ النُّورِ: 37}. انتهى.
    فبان بهذا أن فتوانا المشار إليها لا يرد عليها إشكال، ولعل الأمر قد ازداد اتضاحًا لديك، وانتفت عنك فيه كل شبهة [ الاسلام سوال وحواب]

الكلمات الدلالية لهذا الموضوع

ضوابط المشاركة

  • لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
  • لا تستطيع الرد على المواضيع
  • لا تستطيع إرفاق ملفات
  • لا تستطيع تعديل مشاركاتك
  •