دراسة عن الدخيل
في تفسير مجمع البيان للطبرسي
د. عبد الله أحمد محمد عباس[(*)]
خامساً: الإمامة
إن مفهوم الإمامة عند المذهب الشيعي: هو أن "الإمامة لعلي وأولاده ويعتقدون أنه لابد للناس من إمام, وينتظرون إماماً سيخرج في آخر الزمن"([45]).
فمسألة الإمامة عندهم أحد أصول الدين إن لم تكن الأصل الأول والأهم في نظرهم؛ لأن الإمامة كالنبوة في كل شيء باستثناء الوحي, وأول من أظهر القول بالنص على إمامة علي رضي الله عنه: ابن سبأ([46]).
قال الشيخ علي السالوس – حفظه الله: وبمراجعة التفسير عندهم – الشيعة – أصوله وكتبه, رأيت أن عقيدتهم في الإمامة كان لها أكبر الأثر في وضع الأصول وفي تناولهم لكتاب الله تعالى.. فحيث لا يوجد أثر لعقيدتهم في الإمامة يصبح تفسيرهم كتفسير غيرهم, وبقدر وجود هذا الأثر بقدر افتراقهم عمن سواهم([47]).
ولما كان الطبرسي يدين بالإمامة فإننا نجده ينزل ببعض الآيات وفق عقيدته كما في قوله تعالى: (إنَّمَا ولِيُّكُمُ اللَّهُ ورَسُولُهُ والَّذِينَ آمَنُوا) [المائدة: 55].
قال: وهذه الآية من أوضح الدلائل على صحة إمامة علي بعد النبي صلى الله عليه وسلم بلا فصل([48]) وحجته في ذلك أمران:
الأول: أن معنى الولي أولى وأحق.
الثاني: أن الآية نزلت في علي رضي الله عنه حينما تصدق وهو في الصلاة.
وهذا التفسير منه بعيد, لأمور, منها:
أولاً: أن الولاية – هنا – بمعنى ولاية النصرة والمودة, فهي الموالاة التي ضد المعاداة؛ لأن سياق الكلام في تقوية قلوب المؤمنين وإزالة الخوف عنها من المرتدين, ومما يؤكد هذا المعنى: ما ذكره الحافظ ابن عساكر من أن الحسن المثنى بن الحسن السبط بن علي بن أبي طالب: أنه سئل ألم يقل الرسول صلى الله عليه وسلم: (من كنت مولاه فعلي مولاه)([49]) فقال: بلى, ولكن والله لم يعن رسول الله صلى الله عليه وسلم بذلك الامارة والسلطان، ولو أراد ذلك لأفصح لهم به ،فإن رسول الله صلى الله عليه وسلم كان أنصح للمسلمين, ولو كان الأمر كان قيل لقال: يا أيها الناس هذا ولي أمركم, والقائم عليكم من بعدي, فاسمعوا له وأطيعوا, والله لئن كان الله ورسوله اختار علياً لهذا الأمر وجعله القائم للمسلمين من بعده ثم ترك علي أمر الله ورسوله لكان علي أول من ترك أمر الله ورسوله([50]).
ثانياً: دعواه أن الآية نزلت في علي رضي الله عنه أمر غير مسلم به؛ إذ لم يثبت في ذلك أثر صحيح, كما ذكر ابن تيمية وابن كثير رحمهما الله تعالى([51]).
سادساً: رؤية الله تعالى
دلت الأدلة على أن المؤمنين يرون ربهم يوم القيامة, فمن الأدلة على ذلك:
قوله تعالى: (وجُوهٌ يَوْمَئِذٍ نَّاضِرَةٌ (22) إلَى رَبِّهَا نَاظِرَةٌ) [القيامة:22 – 23].
وقوله تعالى: (كَلاَّ إنَّهُمْ عَن رَّبِّهِمْ يَوْمَئِذٍ لَّمَحْجُوبُونَ ) [المطففين: 15].
قال الشافعي رحمه الله: ما حجب الفجار إلا وقد علم أن الأبرار يرونه عز وجل([52]).
ومن الأدلة كذلك على رؤية الله في الجنة: ما أخرجه البخاري من حديث أبي هريرة أن الناس قالوا: يا رسول, هل نرى ربنا يوم القيامة؟ فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (هل تضارون في القمر ليلة البدر؟) قالوا: لا يا رسول الله, قال: (فهل تضارون في الشمس ليس دونها سحاب؟) قالوا: لا يا رسول الله, قال: (فإنكم ترونه كذلك)([53]).
وغيرها من الأحاديث التي بلغت حد التواتر كما ذكر ذلك الحافظ ابن كثير, والحافظ الحكمي – رحمهما الله –.([54])([55]).
غير أن الطبرسي – يرى خلاف ذلك, وأن الله لا يُرى في الآخرة.
ففي سورة القيامة يحرف معنى الآية بما يوافق معتقده, فيقول: (إلَى رَبِّهَا نَاظِرَةٌ) [القيامة: 23].
اختلف فيه على وجهين:
أحدهما: أن معناه نظرة العين, والثاني: أنه الانتظار.
واختلف من حمله على نظر العين على قولين:-
أحدهما: أن المراد: إلى ثواب ربها ناظرة.
والآخر: أن النظر بمعنى الرؤية, والمعنى: تنظر إلى الله معاينة.. وهذا لا يجوز([56]).
وهذا الرأي منه في تفسير الآية لا يصح؛ لأن النظر في هذا القرآن إن عدي بـ "إلى" فمعناه المعاينة بالأبصار, كما في قوله تعالى: (وهُوَ الَّذِي أَنزَلَ مِنَ السَّمَاءِ مَاءً فَأَخْرَجْنَا بِهِ نَبَاتَ كُلِّ شَيْءٍ فَأَخْرَجْنَا مِنْهُ خَضِرًا نُّخْرِجُ مِنْهُ حَبًّا مُّتَرَاكِبًا ومِنَ النَّخْلِ مِن طَلْعِهَا قِنْوَانٌ دَانِيَةٌ وجَنَّاتٍ مِّنْ أَعْنَابٍ والزَّيْتُونَ والرُّمَّانَ مُشْتَبِهًا وغَيْرَ مُتَشَابِهٍ انظُرُوا إلَى ثَمَرِهِ إذَا أَثْمَرَ ويَنْعِهِ إنَّ فِي ذَلِكُمْ لآيَاتٍ لِّقَوْمٍ يُؤْمِنُونَ) [الأنعام: 99].
ولذا أضاف النظر إلى الوجوه, وإذا كانت الوجوه هي التي تنظر فمعنى ذلك أن المقصود من النظر الرؤية, لأن الوجوه هي محل الرؤية التي فيها العينان([57]).
وكذا عند تفسيره لقوله تعالى: (ولَمَّا جَاءَ مُوسَى لِمِيقَاتِنَا وكَلَّمَهُ رَبُّهُ قَالَ رَبِّ أَرِنِي أَنظُرْ إلَيْكَ قَالَ لَن تَرَانِي ولَكِنِ انظُرْ إلَى الجَبَلِ فَإنِ اسْتَقَرَّ مَكَانَهُ فَسَوْفَ تَرَانِي فَلَمَّا تَجَلَّى رَبُّهُ لِلْجَبَلِ جَعَلَهُ دَكًا وخَرَّ مُوسَى صَعِقًا فَلَمَّا أَفَاقَ قَالَ سُبْحَانَكَ تُبْتُ إلَيْكَ وأَنَا أَوَّلُ المُؤْمِنِينَ) [الأعراف: 143].
قال: هذا جواب من الله تعالى, ومعناه لا تراني أبداً؛ لأن لن ينفى على وجه التأييد([58]).
وهذا التفسير منه فاسد لأمور:
أولاً: أنه ثبت في القرآن والسنة رؤية الله كما تقدم, فكيف يناقض القرآن والسنة؟!
ثانياً: دعواه أن "لن" للتأبيد غير مسلم به عند النحاة.
قال ابن مالك في الكافية:
ومن رأى نفياً بلن مؤبداً .. فقوله أردد وسواه فاعضدا([59])
وقال ابن هشام في شرح قطر الندى:
"لن" حرف يفيد النفي والاستقبال بالاتفاق, ولا يقتضي تأبيداً([60]).
ثالثاً: أن "لن" لو كانت تستلزم التأبيد لما جاز تحديد أو تقييد الفعل بعدها بغاية كما في قوله تعالى: (فَلَمَّا اسْتَيْأَسُوا مِنْهُ خَلَصُوا نَجِيًا قَالَ كَبِيرُهُمْ أَلَمْ تَعْلَمُوا أَنَّ أَبَاكُمْ قَدْ أَخَذَ عَلَيْكُم مَّوْثِقًا مِّنَ اللَّهِ ومِن قَبْلُ مَا فَرَّطتُمْ فِي يُوسُفَ فَلَنْ أَبْرَحَ الأَرْضَ حَتَّى يَأْذَنَ لِي أَبِي أَوْ يَحْكُمَ اللَّهُ لِي وهُوَ خَيْرُ الحَاكِمِينَ) [يوسف: 80].
وكذلك لو كانت تفيد التأبيد لما ذكر معها "أبداً" في قوله تعالى: (ولَن يَتَمَنَّوْهُ أَبَدًا بِمَا قَدَّمَتْ أَيْدِيهِمْ واللَّهُ عَلِيمٌ بِالظَّالِمِينَ ) [البقرة: 95]. إذ الأصل عدم التكرار([61]).
سابعاً: إنكاره لما ثبت من أن النبي صلى الله عليه وسلم سحر ذكر ذلك عند تفسيره لقوله تعالى: (واتَّبَعُوا مَا تَتْلُو الشَّيَاطِينُ عَلَى مُلْكِ سُلَيْمَانَ ومَا كَفَرَ سُلَيْمَانُ ولَكِنَّ الشَّيَاطِينَ كَفَرُوا يُعَلِّمُونَ النَّاسَ السِّحْرَ ومَا أُنزِلَ عَلَى المَلَكَيْنِ بِبَابِلَ هَارُوتَ ومَارُوتَ ومَا يُعَلِّمَانِ مِنْ أَحَدٍ حَتَّى يَقُولا إنَّمَا نَحْنُ فِتْنَةٌ فَلا تَكْفُرْ فَيَتَعَلَّمُون َ مِنْهُمَا مَا يُفَرِّقُونَ بِهِ بَيْنَ المَرْءِ وزَوْجِهِ ومَا هُم بِضَارِّينَ بِهِ مِنْ أَحَدٍ إلاَّ بِإذْنِ اللَّهِ ويَتَعَلَّمُونَ مَا يَضُرُّهُمْ ولا يَنفَعُهُمْ ولَقَدْ عَلِمُوا لَمَنِ اشْتَرَاهُ مَا لَهُ فِي الآخِرَةِ مِنْ خَلاقٍ ولَبِئْسَ مَا شَرَوْا بِهِ أَنفُسَهُمْ لَوْ كَانُوا يَعْلَمُونَ) [البقرة: 102].
قال: فأما ما روي من الأخبار أن النبي صلى الله عليه وسلم سحر فكان يرى أنه فعل ما لم يفعله وأن لم يفعل ما فعله, فأخبار مفتعلة, لا يلفت إليها([62]).
وعند تفسيره لسورة الفلق, قال: قالوا: إن لبيد بن أعصم اليهودي سحر رسول الله صلى الله عليه وسلم... رووا ذلك عن عائشة وابن عباس, وهذا لا يجوز([63]).
وعند تفسيره لسورة الفلق ذهب إلى أن السحر ليس له حقيقة, وليس له تأثير, وأنه ضرب من التخييل, أو أنها خدع وتمويهات يخيل إلى المسحور أن لها حقيقة([64]).
وهذا التفسير منه مردود لأمور:-
أولاً: أن حديث سحر النبي صلى الله عليه وسلم حديث صحيح, قد رواه الأئمة, منهم: البخاري ومسلم في صحيحيهما([65]).
ثانياً: أن سحر اليهودي للنبي – عليه الصلاة والسلام – لم يكن في علمه ولا في عقله, ولا في تبليغه؛ لقيام الدليل والإجماع على عصمته من هذا, إنما كان في بدنه, فهو نوع من الأعراض البشرية, كالأمراض المؤثرة في الأجسام؛ لأنه صلى الله عليه وسلم بشر (إن نَّحْنُ إلاَّ بَشَرٌ مِّثْلُكُمْ) [إبراهيم: 11].
ومما يؤيد ذلك أنه لم ينقل عنه صلى الله عليه وسلم في خبر من الأخبار أنه قال قولاً فكان بخلاف ما أخبر به([66]).
ثالثاً: أن السحر منه: ما هو حقيقة, ومنه: ما هو تخييل, فمن الأول: ما أشار الله إليه بقوله: (فَيَتَعَلَّمُو َ مِنْهُمَا مَا يُفَرِّقُونَ بِهِ بَيْنَ المَرْءِ وزَوْجِهِ ومَا هُم بِضَارِّينَ بِهِ مِنْ أَحَدٍ إلاَّ بِإذْنِ اللَّهِ ويَتَعَلَّمُونَ مَا يَضُرُّهُمْ ولا يَنفَعُهُمْ ولَقَدْ عَلِمُوا لَمَنِ اشْتَرَاهُ مَا لَهُ فِي الآخِرَةِ مِنْ خَلاقٍ ولَبِئْسَ مَا شَرَوْا بِهِ أَنفُسَهُمْ لَوْ كَانُوا يَعْلَمُونَ) [البقرة: 102].
وقوله تعالى: (ومِن شَرِّ النَّفَّاثَاتِ فِي العُقَدِ) [الفلق: 4].
فدلت الآية على أنه شيء موجود له حقيقة؛ فكانت سبباً للتفريق بين الزوجين ولذا أمرنا بالاستعاذة منه.
ومن الثاني: قوله تعالى: (يُخَيَّلُ إلَيْهِ مِن سِحْرِهِمْ أَنَّهَا تَسْعَى) طه: 66.
وقوله تعالى: (سَحَرُوا أَعْيُنَ النَّاسِ واسْتَرْهَبُوهُ مْ وجَاءُوا بِسِحْرٍ عَظِيمٍ) [الأعراف: 116].
ثامناً: ميراث الأنبياء
ثبت في الصحيحين: أن عمر رضي الله عنه قال لجماعة من الصحابة من بينهم علي والعباس – رضي الله عن الجميع –: ( أنشدكم بالله الذي بإذنه تقوم السماء والأرض, هل تعلمون أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: (لا نورث, ما تركناه صدقة)؟ فقال: الرهط: قد قال ذلك, فأقبل على علي والعباس فقال: هل تعلمان أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال ذلك؟ قالا: قد قال ذلك([67]).
ومعلوم أن السنة من حيث دلالتها على العقائد والأحكام الواردة في القرآن الكريم على أقسام, منها:-
البيان والتوضيح: كتوضيح المشكل – مثل –: بيان المراد من الخيط الأبيض والأسود في وقت الإمساك, وكتقييد المطلق في القرآن – مثل –: بيان قطع اليد اليمنى للسارق, وكتخصيص العام – مثل: مقوله تعالى: (يُوصِيكُمُ اللَّهُ فِي أَوْلادِكُمْ لِلذَّكَرِ مِثْلُ حَظِّ الأُنثَيَيْنِ فَإن كُنَّ نِسَاءً فَوْقَ اثْنَتَيْنِ فَلَهُنَّ ثُلُثَا مَا تَرَكَ وإن كَانَتْ واحِدَةً فَلَهَا النِّصْفُ ولأَبَوَيْهِ لِكُلِّ واحِدٍ مِّنْهُمَا السُّدُسُ مِمَّا تَرَكَ إن كَانَ لَهُ ولَدٌ فَإن لَّمْ يَكُن لَّهُ ولَدٌ ووَرِثَهُ أَبَوَاهُ فَلأُمِّهِ الثُّلُثُ فَإن كَانَ لَهُ إخْوَةٌ فَلأُمِّهِ السُّدُسُ مِنْ بَعْدِ وصِيَّةٍ يُوصِي بِهَا أَوْ دَيْنٍ آبَاؤُكُمْ وأَبْنَاؤُكُمْ لا تَدْرُونَ أَيُّهُمْ أَقْرَبُ لَكُمْ نَفْعًا فَرِيضَةً مِّنَ اللَّهِ إنَّ اللَّهَ كَانَ عَلِيمًا حَكِيمًا) [النساء: 11].
فهذا حكم عام في وراثة الأولاد آباءهم وأمهاتهم, غير أن السنة خصت المورث بغير الأنبياء, بقوله صلى الله عليه وسلم: (لا نورث ما تركناه صدقة)([68]).
والطبرسي أهمل هذا الجانب فاعتقد عقيدة ثم راح يستدل لها ويحمل كلام الله على معتقده.
فعندما فسر قوله تعالى: (لِلرِجَالِ نَصِيبٌ مِّمَّا تَرَكَ الوَالِدَانِ والأَقْرَبُونَ ولِلنسَاءِ نَصِيبٌ مِّمَّا تَرَكَ الوَالِدَانِ والأَقْرَبُونَ مِمَّا قَلَّ مِنْهُ أَوْ كَثُرَ نَصِيبًا مَّفْرُوضًا) [النساء: 7].
قال: ويدخل في عموم اللفظ: الأنبياء وغير الأنبياء([69]).
وكذلك عند قوله تعالى: (وإنِّي خِفْتُ المَوَالِيَ مِن ورَائِي وكَانَتِ امْرَأَتِي عَاقِرًا فَهَبْ لِي مِن لَّدُنكَ ولِيًا) [مريم: 5]([70]).
وقوله تعالى: (ووَرِثَ سُلَيْمَانُ دَاوُدَ وقَالَ يَا أَيُّهَا النَّاسُ عُلِّمْنَا مَنطِقَ الطَّيْرِ وأُوتِينَا مِن كُلِّ شَيْءٍ إنَّ هَذَا لَهُوَ الفَضْلُ المُبِينُ) [النمل: 16]([71]).
ذهب أن الأنبياء يورثون أبنائهم ما تركوه من مال غيره.
تاسعاً: التقية
عرفها السرخسي بقوله: التقية أن يقي الإنسان نفسه بما يظهره وإن كان يضمر خلافه([72]).
والتقية أو التقاة رخصة لكف الأذى, ولا يعمل بها إلا بشروط:-
أولاً: أن تكون في مقابلة الكفار ومن في حكمهم.
ثانياً: أن تكون عند الضرورة.
ثالثاً: أن تكون بظاهره لا بباطنه ونيته([73]).
غير أن الشيعة الإمامية الذين ينتسب إليهم الطبرسي فعقيدتهم تختلف في التقية, فهم يرون التقية دين, ولا دين لمن لا تقية له([74]).
وأنه يجب العمل بها على الدوام إلى أن يخرج القائم([75]).
وأن الحسنة هي التقية, والسيئة الإذاعة([76]).
وعلى هذه العقيدة نجد الطبرسي يحمل بعض نصوص القرآن عليها كما قال في قوله تعالى: (وقَالَ رَجُلٌ مُّؤْمِنٌ مِّنْ آلِ فِرْعَوْنَ يَكْتُمُ إيمَانَهُ) [غافر: 28].
في صدره على وجه التقية. قال أبو عبد الله (ع): التقية من ديني ودين آبائي ولا دين لمن لا تقية له([77]).
وليس في الآية ما يدل على التقية لأن مؤمن آل فرعون كتم إيمانه ولم يكذب أو يظهر خلاف ما يعتقد.
الخاتمة:
الحمد لله وحده, والصلاة والسلام على من لا نبي بعده, نبينا محمد وعلى آله وصحبه، وبعد:
من خلال استعراض ودراسة الدخيل في تفسير الطبرسي "مجمع البيان في تفسير القرآن" فقد ظهر لي نتائج, من أهمها:-
أولاً: اشتمل تفسير مجمع البيان على الكثير من الروايات الضعيفة والموضوعة فضلاً عن الأحاديث التي لا أصل لها.
ثانياً: لم يسلك الطبرسي منهجاً واحداً في ذكره للروايات الإسرائيلية, فمرة يغلق عليها ويرفضها, ومرة يذكرها من غير تعليق أو تعقيب.
ثالثاً: بالرغم من أن الطبرسي صرح في مقدمة تفسيره – مجمع البيان – ببطلان القول بزيادة القرآن ونقصانه, إلا أنه في ثنايا تفسيره خالف ما ذكره من مقدمته فذكر بعض القراءات التي فيها زيادة تغير المعنى وتخالف شروط القراءة الصحيحة.
رابعاً: كثرة الآراء الدخيلة في تفسيره كان منشؤها عند الطبرسي: الاعتقاد ثم الاستدلال.
خامساً: بعد دراسة واستقراء تفسير الطبرسي (مجمع البيان) تبين لي خلو التفسير من الطعن في الصحابة عموماً وفي الخلفاء الراشدين الثلاثة وأم للمؤمنين خصوصاً رضي الله عن الجميع مما جعله يمتاز عن تفاسير باقي الشيعة من هذا الجانب.
والله أسأل القبول والإخلاص, وصلى الله وسلم على نبينا ممحمد وعلى آله وصحبه وسلم.
والحمد لله رب العالمين,,
المصادر والمراجع
الإتقان في علوم القرآن للسيوطي – دار الكتب العلمية – بيروت – الطبعة الأولى بدون تاريخ.
إحياء علوم الدين للغزالي – المكتبة التجارية – القاهرة – الطبعة الأولى – 1983م.
أضواء البيان في إيضاح القرآن بالقرآن للشنقيطي – ط الرئاسة العامة للإفتاء الرياض – 1403ه.
الاعتقادات لابن بابوية – دار الكتب الإسلامية – طهران – 1400ه.
الأعلام للزركلي – دار العلم للملايين – بيروت – ط الخامسة – 1980م.
أعيان الشيعة للعاملي – ط ابن زيدون – دمشق – الطبعة الأولى – 1358ه.
البحر المحيط في أصول الفقه للزركشي – وزارة الأوقاف الكويتية – الطبعة الثانية – 1992م.
البداية والنهاية في التاريخ لابن كثير – مطبعة الفجالة – القاهرة – 1993م.
البرهان في علوم القرآن للزركشي – دار المعرفة – بيروت – 1993م.
تاريخ دمشق لابن عساكر – دار الكتب العلمية – الطبعة الأولى – 2002م.
التعالم وأثره على الفكر والكتاب للشيخ بكر بن أبو زيد – دار العاصمة – الرياض – الطبعة الثانية – 1408ه.
تفسير القرآن العظيم لابن كثير – ط الشعب – الطبعة الأولى – 1390ه.
التفسير والمفسرون د. محمد حسين الذهبي – دار الكتب الحديثة – القاهرة – الطبعة الأولى – 1396ه.
تنرية الشريعة المرفوعة عن الأحاديث الموضوعة للكناني – دار الكتب العلمية – بيروت – الطبعة الأولى- 2003م.
الجامع لأحكام القرآن للقرطبي – دار الكتاب العربي – بيروت – الطبعة الأولى – 1997م.
درء تعارض العقل والنقل لابن تيمية – جامعة محمد بن سعود الإسلامية – الطبعة الأولى – 1399ه.
روح المعاني في تفسير القرآن العظيم والسبع المثاني للألوسي – دار إحياء التراث العربي – لبنان – الطبعة الرابعة – 1985م.
زاد المعاد لابن القيم الجوزية – مؤسسات الرسالة – بيروت – الطبعة الخامسة – 1991م.
سلسلة الأحاديث الضعيفة للألباني – الأردن – الطبعة الثانية – 1404ه.
سنن ابن ماجة – طبعة المعارف بتحقيق الألباني – الطبعة الأولى بدون تاريخ.
سنن أبي داود – طبعة المعارف بتحقيق الألباني – الطبعة الأولى بدون تاريخ.
سنن الترمذي – طبعة المعارف بتحقيق الألباني – الطبعة الأولى بدون تاريخ.
شرح قطر الندى لابن هاشم – دار العصرية – بيروت – الطبعة الأولى – 1994م.
الصافي شرح أصول الكافي للقزويني – دار العرين – بيروت – الطبعة الأولى – 1984م.
صحيح ابن حبان – مؤسسة الرسالة – بيروت – الطبعة الأولى – 1414ه.
صحيح البخاري – المكتبة الإسلامية – اسطنبول – تركيا – الطبعة الأولى – 1987م.
صحيح مسلم – المكتبة الإسلامية – اسطنبول – تركيا – الطبعة الأولى – 1987م.
العقيدة الواسطية لابن تيمية – تحقيق الهراس – دار الهجرة – الرياض – الطبعة الثالثة – 1995م.
عمدة التفسير للشيخ أحمد شاكر – دار الكتب العلمية – بيروت – الطبعة الأولى.
فتح الباري شرح صحيح البخاري لابن حجر العسقلاني – دار طيبه – الرياض – الطبعة الأولى – 1426ه.
المبسوط للسرخسي – دار المعرفة – بيروت – الطبعة الأولى – 1986م.
مجمع البيان في تفسير القرآن للطبرسي – دار الكتب العلمية – بيروت – الطبعة الأولى – 1997م.
مجموع مهمات المتون – مطبعة مصطفى الحلبي – القاهرة – الطبعة الرابعة – 1369ه.
المحصول في علم الأصول للرازي – مؤسسة الرسالة – بيروت – الطبعة الأولى – 1418ه.
مستدرك الحاكم – دار المعرفة – بيروت – الطبعة الأولى – 1418ه.
المستصفى من علم الأصول للغزالي - دار العلوم الحديثة – بيروت – الطبعة الأولى – 1996م.
المصباح المنير لأحمد بن محمد المقرئ – مؤسسة فؤاد – بيروت بدون تاريخ.
مع الشيعة الإثنى عشرية في الأصول والفروع د. علي السالوس – دار التقوى – قطر – الطبعة الأولى – 1997م.
معارج القبول بشرح سلم الوصول للحافظ الحكمي – دار ابن القيم – الدمام – الطبعة الأولى – 1410ه.
مغنى اللبيب لابن هاشم المجلس الوطني – الكويت – الطبعة الأولى – 2000م.
المغني لابن قدامة – دار عالم الكتب – الرياض – الطبعة الثالثة – 1417ه.
مفاتيح الغيب للرازي – دار الكتب العلمية – بيروت – الطبعة الأولى – 1990م.
المفردات في غريب القرآن للراغب الأصفهاني – دار القلم – دمشق – الطبعة الثانية – 1418ه.
المقاصد الحسنة في بيان كثير من الأحاديث المشتهرة على الألسنة للسخاوي – دار الكتب العلمية – الطبعة الأولى – 1987م.
مقدمة في أصور التفسير لابن تيمية – دار القرآن الكريم – بيروت – الطبعة الثالثة – 1399م.
الملل والنحل للشهرستاني – دار المعرفة – بيروت – الطبعة الثانية – 1395ه.
منهاج السنة النبوية في نقض كلام الشيعة القدرية لابن تيمية – ط جامعة محمد بن مسعود – الطبعة الأولى – 1406ه.
النشر في القراءات العشر لابن الجزري – دار الكتب العلمية – بيروت – الطبعة الثالثة – 2001م.
A study of strange ideas in explanation (Tafseer)
the collection of explanation of Al- Tubresi
Dr. Abdullah Ahmed Mohamed Abbas
A teacher assistant in Tafseer and Hadith faculty
of Shari’ah and Islamic studies - Kuwait university
The idea of the research exposes some strange vocabulary in explanation (Tafseer) Al-Tubresi “Al-Bayan” collection. The research includes the following:
Introduction: A preface with reasons for choosing the research.
Preamble: Introducing Al-Tubresi and his book (Tafseer) and method of research and the meaning of strange and some previous studies of the strange. Then I divided the research into Four topics:
First Research - Introduction and reason of choice of the reasoning Preamble: It includes introduction of Tubresi and his Tafseer, method of research and the meaning of Dakheel some previous studies in strange. Then I divided the research into Four topics:
First topic: Showing contents collection of Tafseer with lots of narrations with examples.
Second topic: It includes some Israilites in Bayan collection for explanation.
Third topic : It contains non authantic unapproved readings.
Fourth topic : It contains strange words of opinion side which was based on belief and proof. I saw this in several problems explained - At last: The end and indexes.
[(*)] مدرس مساعد بقسم التفسير والحديث – كلية الشريعة والدراسات الإسلامية – جامعة الكويت.
[1] التعالم وأثره على الفكر والكتاب, للشيخ بكر بن عبد الله أبو زيد صـ 106.
[2] الأعلام للزركلي (5/ 148).
[3] في بعض الطبعات "مجمع البيان لعلوم القرآن".
[4] المصباح المنير (1/ 87).
[5] المفردات في غريب القرآن صـ 166.
[6] مجمع البيان (1/ 10).
[7] الإقليد: المفتاح لسان العرب, مادة قلد.
[8] مجمع البيان (1/ 199), قلت: وهذه الرواية منكرة ليس لها أصل, أخرجها العياشي في تفسيره (1/ 47) والصدوق في عيون أخبار الرضا (2/ 13).
[9] تنزيه الشريعة المرفوعة عن الأحاديث الشنيعة الموضوعة (1/ 457), السلسلة الضعيفة برقم (6245).
[10] الشن البالي: القربة القديمة الممزقة, وقيل: السقاء البالي المحيط في اللغة (مادة: شن).
[11] مجمع البيان (1/ 303).
[12] مجمع البيان (2/ 111).
[13] المصدر السابق.
[14] المصدر السابق.
[15] مجمع البيان (2/ 135).
[16] البداية والنهاية (1/ 365).
[17] مجمع البيان (9/ 177).
[18] عمدة التفسير (1/ 15).
[19] مجمع البيان (1/ 17).
[20] مجمع البيان (7/ 248).
[21] البرهان (1/ 331), النشر (1/ 9), الإتقان (1/ 210).
[22] أورد السيوطي في كتاب الإتقان هذه الضوابط التي تحكم مسار الباحث في التفسير عن طريق الرأي والاجتهاد, ينظر الإتقان (2/ 233).
[23] مقدمة أصول التفسير صـ (87).
[24] إحياء علوم الدين (1/ 137).
[25] تفسير القرطبي (1/ 33).
[26] ميزان الحكمة (1/ 174).
[27] رواه الترمذي برقم (2499), وابن ماجه برقم (4251), قال الألباني: حسن.
[28] التفسير والمفسرون (2/ 117).
[29] مجمع البيان (4/ 62).
[30] المحصول (4/ 20), المستصغى (1/ 273), البحر المحيط (4/ 436).
[31] رواه أبو داود برقم (4253), والترمذي (2167), وابن ماجه (3950) وصححه الألباني في تحقيقه لسنن ابن ماجه.
[32] مجمع البيان (3/ 143).
[33] العقيدة الواسطية صـ (231).
[34] مجمع البيان (1/ 188).
[35] مجمع البيان (9/ 74).
[36] مجمع البيان (5/ 19).
[37] الاعتقادات صـ (90), الصافي (1/ 347).
[38] مجمع البيان (7/ 321).
[39] مجمع البيان (2/ 104).
[40] أخرجه ابن ماجه برقم (190 – 2800) والترمذي برقم (2/ 167 – 168) وحسنه الألباني عند تحقيقه لسنن ابن ماجه والترمذي.
[41] أضواء البيان (6/ 440).
[42] روح المعاني (20/ 27).
[43] مجمع البيان (9/ 74).
[44] روح المعاني (20/ 27).
[45] أعيان الشيعة (1/ 20).
[46] الملل والنحل (1/ 174).
[47] مع الشيعة (الاثنا عشرية) في الأصول والفروع (2/ 131).
[48] مجمع البيان (3/ 275).
[49] رواه الترمذي برقم (3713), باب مناقب علي بن أبي طالب, وقال الألباني: صحيح.
[50] تاريخ ابن عساكر (4/ 166).
[51] منهاج السنة (4/ 4), تفسير ابن كثير (2/ 68).
[52] تفسير ابن كثير (4/ 451).
[53] البخاري, كتاب التوحيد, باب قوله تعالى "وجوه يومئذ ناضرة إلى ربها ناظرة", رقم (7437) واللفظ له.
[54] معارج القبول بشرح سلم الوصول (1/ 306), تفسير القرآن العظيم (8/ 279).
[55] للاستزادة يرجع إلى كتاب "رؤية الله" للدارقطني "والرؤية" للبيهقي "ودرء تعارض العقل والنقل" لابن تيمية.
[56] مجمع البيان (10/ 155).
[57] روح المعاني (9/ 47).
[58] مجمع البيان (4/ 271).
[59] مجموع مهمات المتون صـ 381.
[60] شرح قطر الندى صـ 39.
[61] مغنى اللبيب (1/ 313).
[62] مجمع البيان (1/ 262).
[63] مجمع البيان (10/ 393).
[64] مجمع البيان (1/ 261).
[65] أخرجه البخاري, كتاب بدء الخلق, باب صفة إبليس, برقم (3268), وأخرجه مسلم, كتاب الطب, باب السحر, برقم (2189).
[66] فتح الباري (10/ 226), أضواء البيان (4/ 469), زاد المعاد (4/ 124).
[67] صحيح البخاري, كتاب الفرائض, باب قول النبي صلى اله عليه وسلم: (ما تركناه صدقة) برقم (6730).
[68] المصدر السابق.
[69] مجمع البيان (2/ 10).
[70] المصدر السابق.
[71] المصدر السابق (4/ 314).
[72] المبسوط (24/ 45).
[73] تفسير الرازي (8/ 14), المغني (8/ 147), فتح الباري (12/ 314) تفسير ابن كثير (2/ 23).
[74] مجمع البيان (8/ 338).
[75] مجمع البيان (2/ 212), الاعتقادات صـ 15.
[76] مجمع البيان (9/ 16).
[77] مجمع البيان (8/ 338).