في مدح المصطفى صلى الله عليه وسلم




سالم خالد الرميضي [¨]


باسم الذي أنشأ الأكوان من عدم
رصعتها ببهي التبر خالطه
نحت من معدن الأشعار جوهرة
حتى بدت كشعاع الشمس ساطعة
أو مثل ليل بهيم قد أنار به
ولست أعني التي في طرفها حورٌ
فلست أقصد ريمًا بالقصيد ولا
بل إن قافيتي كالثلج ناصعة
مضمونها لإله الكون نافلة
"لاهم هب لي بيانا أستعين به"
وفجر القول نهرا صافيا سلسا
بروض زهر جني مائس عبق
في ذكر من ذكره فاق الخيال ومن
فالوجه أبلج مثل البدر طلعته
أشم عرنينه والنور غرته
وهو الذي قد حوي الأمجاد قاطبة
بديمة العلم يروي كل ذي ظمأ
محمد سيد الخلق الذي كملت
محمد يستظل المجد رايته
محمد من سنا الأنوار ألمعها
محمد من شذى الأزهار أعبقها
محمد من سيوف الله أصرمها
يا سيد الخلق يا حاوي الثناء ويا
يا أشرف الناس في أصل ومنتسب
يا أفصح الناس قولا يا معلمهم
قد قلت فيكم مديحا ليس يغمركم
بالله قولوا إذا ما تم آخره
ثم الصلاة وتسليم يماثلها


ألقي قلادة شعر خطها قلمي
من البساتين ريح الشيح والعنم
ما صغتها بلجين الحبر بل بدمي
أو مثل ضوء بريق لاح من إضم
بدر التمام فجلي سدفة الظلم
أو من بأهدابها سهم الغرام رمي
ليلى وليس سعاد أنطقت قلمي
ولم تدنس بفحش القول واللمم
في مدح خير عباد الله كلهم
وأطرح قبولًا وتخليدًا على كلمي
يكس الفيافي ويكسو دارس الرمم
محضته لرسول العرب والعجم
قد جاوز الأفق بالأخلاق والشيم
يحيطه حالك كالليل حين عمي
وقوله عقد در جد منتظم
وهو الذي قد روى الصحراء بالديم
بل ليس يرواه غير الحاذق الفهم
خلاله فهو نار في ذرا علم
وكيف لا؟ وهو هادي الناس والأمم!
يضيء حالك ليل الجهل والظلم
إن جاءه الصحب أو إن جاء ذو الرحم
محمد خير من يسعى على قدم
مهد المحامد بل يا منبع الكرم
يا أحسن الناس في حكم وفي حكم
يا أشجع الناس عند الحادث العمم
بل ربما لم يجاوز أخمص القدم
وقيت شر عيون الناس والتهم
على الرسول وآل البيت كلهم


[¨] القصيدة فائزة بالمركز الثاني في مسابقة الشيخة باسمة الصباح للإبداع الشبابي 2009.