تابعونا على المجلس العلمي على Facebook المجلس العلمي على Twitter
الدكتور سعد بن عبد الله الحميد


النتائج 1 إلى 5 من 5

الموضوع: بحث حجيه السنه

  1. #1
    تاريخ التسجيل
    Oct 2010
    الدولة
    مصر
    المشاركات
    418

    افتراضي بحث حجيه السنه

    حجيه السنه

    بسم الله الرحمن الرحيم

    الحمد لله رب العالمين والصلاه والسلام على اشرف المرسلين وعلى اله واصحابه والتابعين لهم باحسان الى يوم الدين.

    هذا مبحث فى حجيه السنه والرد على من انكرها لشيخنا ووالدنا ابو احمد المصرى غفر الله له وامد فى عمره على طاعته .
    فقد وجدت على بعض منتديات اهل العلم من يتبجح برد السنه ويتكلم بكلام خال عن الدليل فيه بعض فلسفه حتى اشكل على بعض طلبه العلم كلامه فاردت ان تكون هذه مساهمه من كتب ومحاضرات شيخنا لعل الله ان يزيل اللبس والحيره عن قلوب بعض الحائرين ويهدينا جميعا الى سواء السبيل.
    وهذا المبحث من كتابه (فيض الكريم فى رد شبهات عن سنه النبى الكريم) وقد كمل من الكتاب الجزء الاول واما الجزء الثانى لازال يضاف اليه ويعدل فيه وينقح .




    الباب الاول : حجيه السنه
    --------------------


    *بسم الله الرحمن الرحيم*

    الحمد لله على نعمه الاسلام والصلاه والسلام على خير الانام وعلى اله وصحبه الاعلام .
    واشهد ان لااله الاالله وحده لاشريك له واشهد ان محمدا عبده ورسوله وصفيه من خلقه وحبيبه ادى الامانه وبلغ الرساله ونصح الامه فكشف الله به الغمه وتركها على المحجه البيضاء ليلها كنهارها لايزيغ عنها الا هالك فاللهم اجزه خير ماجزيت نبيا عن امته ورسولا عن دعوته ورسالته .
    اللهم صلى على محمد وعلى اله واصحابه ومن تبعهم باحسان الى يوم الدين.
    (يَاأَيُّهَا النَّاسُ اتَّقُوا رَبَّكُمُ الَّذِي خَلَقَكُمْ مِنْ نَفْسٍ وَاحِدَةٍ وَخَلَقَ مِنْهَا زَوْجَهَا وَبَثَّ مِنْهُمَا رِجَالًا كَثِيرًا وَنِسَاءً وَاتَّقُوا اللَّهَ الَّذِي تَسَاءَلُونَ بِهِ وَالْأَرْحَامَ إِنَّ اللَّهَ كَانَ عَلَيْكُمْ رَقِيبًا)

    اما بعد :

    فان اصدق الحديث كلام الله تعالى وخير الهدى هدى محمد وشر الامور محدثاتها وكل محدثه بدعه وكل بدعه ضلاله وكل ضلاله فى النار.
    وبعد :
    فقد انزل الله تبارك وتعالى الكتاب تبيانا لكل شيئ وهدى ورحمه للمؤمنين
    وكان من هُدى الكتاب الامر باتباع النبى الكريم فان فى اتباعه النجاه وفى مخالفته الهلاك قال تعالى:(وَمَا آتَاكُمُ الرَّسُولُ فَخُذُوهُ وَمَا نَهَاكُمْ عَنْهُ فَانْتَهُوا وَاتَّقُوا اللَّهَ إِنَّ اللَّهَ شَدِيدُ الْعِقَابِ).
    واتباع الرسول صلى الله عليه وسلم باتباع الكتاب الذى انزل عليه وهو القرأن الكريم واتباع السنه التى هى وحى من الله مثل الكتاب.
    قال تعالى: (وَمَا يَنْطِقُ عَنِ الْهَوَى * إِنْ هُوَ إِلَّا وَحْيٌ يُوحَى)
    وقد جاءت السنه المطهره مبينه لظاهرالكتاب ومفصله لمجمله ومستقله بالتشريع مثل الكتاب وأخذت الامه بها علما وعملا ولم نعلم احدا رد سنه من سنن النبى صلى الله عليه وسلم .
    قال تعالى :( الْيَوْمَ أَكْمَلْتُ لَكُمْ دِينَكُمْ وَأَتْمَمْتُ عَلَيْكُمْ نِعْمَتِي وَرَضِيتُ لَكُمُ الْإِسْلَامَ دِينًا) .
    ونقل اول هذه الامه الدين الذى اكمله وارتضاه رب العالمين الى من بعدهم وهكذا الى ان يشاء الله.
    ثم حدث فى زمن البدع والاهواء أن نبتت نبته سوء أُشربوا فى قلوبهم حب الشهوات واتبعوا الهوى والشبهات فخالفوا الامه وانكروا حجيه السنه وادعوا انهم اكتفوا بالقرأن ولم يقدموا على زعمهم الا شبهات واهيه وحجج غير مرضيه ،ونحن نرد عليهم وندحض باطلهم بأذن الله تعالى.

    روى الامام مسلم فى صحيحه أَنَّ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ:( مَا مِنْ نَبِىٍّ بَعَثَهُ اللَّهُ فِى أُمَّةٍ قَبْلِى إِلاَّ كَانَ لَهُ مِنْ أُمَّتِهِ حَوَارِيُّونَ وَأَصْحَابٌ يَأْخُذُونَ بِسُنَّتِهِ وَيَقْتَدُونَ بِأَمْرِهِ ثُمَّ إِنَّهَا تَخْلُفُ مِنْ بَعْدِهِمْ خُلُوفٌ يَقُولُونَ مَا لاَ يَفْعَلُونَ وَيَفْعَلُونَ مَا لاَ يُؤْمَرُونَ فَمَنْ جَاهَدَهُمْ بِيَدِهِ فَهُوَ مُؤْمِنٌ وَمَنْ جَاهَدَهُمْ بِلِسَانِهِ فَهُوَ مُؤْمِنٌ وَمَنْ جَاهَدَهُمْ بِقَلْبِهِ فَهُوَ مُؤْمِنٌ وَلَيْسَ وَرَاءَ ذَلِكَ مِنَ الإِيمَانِ حَبَّةُ خَرْدَلٍ).(صحيح مسلم)





    رب اغفر لى ولوالدى وللمؤمنين والمؤمنات يوم يقوم الحساب
    اللهم اجعل عملنا لوجهك خالصا وعن النار مخلصا.











    تعريف السنه:
    --------------
    السنه لغه : هى الطريقه او السيره يقال امض على سَنَنِكَ و سُنَنِكَ
    و السُّنَّةُ السيرة او الطريقه. (مختار الصحاح)

    وجاء لفظ السنه فى الذكر فى اكثر من موضع:
    قال تعالى : سُنَّةَ مَنْ قَدْ أَرْسَلْنَا قَبْلَكَ مِنْ رُسُلِنَا وَلَا تَجِدُ لِسُنَّتِنَا تَحْوِيلًا.
    وقال تعالى : وَمَا مَنَعَ النَّاسَ أَنْ يُؤْمِنُوا إِذْ جَاءَهُمُ الْهُدَى وَيَسْتَغْفِرُو ا رَبَّهُمْ إِلَّا أَنْ تَأْتِيَهُمْ سُنَّةُ الْأَوَّلِينَ أَوْ يَأْتِيَهُمُ الْعَذَابُ قُبُلًا.
    وقال تعالى :مَا كَانَ عَلَى النَّبِيِّ مِنْ حَرَجٍ فِيمَا فَرَضَ اللَّهُ لَهُ سُنَّةَ اللَّهِ فِي الَّذِينَ خَلَوْا مِنْ قَبْلُ وَكَانَ أَمْرُ اللَّهِ قَدَرًا مَقْدُورًا.
    وقال تعالى : سُنَّةَ اللَّهِ الَّتِي قَدْ خَلَتْ مِنْ قَبْلُ وَلَنْ تَجِدَ لِسُنَّةِ اللَّهِ تَبْدِيلًا.
    وتشير الايات الى الطريقه والسيره.

    السنه اصطلاحا :كل ما امر به النبى صلى الله عليه وسلم من قول او فعل
    اوتقرير.
    قال الشاطبى رحمه الله : يُطْلَقُ لَفْظُ "السُّنَّةِ" عَلَى مَا جَاءَ مَنْقُولًا عَنِ النَّبِيِّ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- عَلَى الْخُصُوصِ، مِمَّا لَمْ يُنَصَّ عَلَيْهِ فِي الْكِتَابِ الْعَزِيزِ، بَلْ إِنَّمَا نُصَّ عَلَيْهِ من جهته عليه الصلاة والسَّلَامُ، كَانَ بَيَانًا لِمَا فِي الْكِتَابِ أَوْ لَا.
    وَيُطْلَقُ أَيْضًا فِي مُقَابَلَةِ الْبِدْعَةِ؛ فَيُقَالُ: "فُلَانٌ عَلَى سُنَّةٍ" إِذَا عَمِلَ عَلَى وَفْقِ مَا عَمِلَ عَلَيْهِ النَّبِيُّ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- كَانَ ذَلِكَ مِمَّا نُصَّ عَلَيْهِ فِي الْكِتَابِ أَوْ لَا، وَيُقَالُ: "فُلَانٌ عَلَى بِدْعَةٍ" إِذَا عَمِلَ عَلَى خِلَافِ ذَلِكَ.
    وَيُطْلَقُ أَيْضًا لَفْظُ السُّنَّةِ عَلَى مَا عَمِلَ عَلَيْهِ الصَّحَابَةُ، وُجِدَ ذَلِكَ فِي الْكِتَابِ أَوِ السُّنَّةِ أَوْ لَمْ يُوجَدْ؛ لِكَوْنِهِ اتِّبَاعًا لِسُنَّةٍ ثَبَتَتْ عِنْدَهُمْ لَمْ تُنْقَلْ إِلَيْنَا، أَوِ اجْتِهَادًا مُجْتَمَعًا عَلَيْهِ مِنْهُمْ أَوْ مِنْ خُلَفَائِهِمْ؛ فَإِنَّ إِجْمَاعَهُمْ إِجْمَاعٌ، وَعَمَلُ خُلَفَائِهِمْ رَاجِعٌ أَيْضًا إِلَى حَقِيقَةِ الْإِجْمَاعِ .
    وَيَدُلُّ عَلَى هَذَا الْإِطْلَاقِ قَوْلُهُ, عَلَيْهِ الصَّلَاةُ وَالسَّلَامُ: "عَلَيْكُمْ بِسُنَّتِي وَسُنَّةِ الْخُلَفَاءِ الرَّاشِدِينَ الْمَهْدِيِّينَ ".(الموافقات)

    قلت :السنه عند الاصوليين :كل قول او فعل او تقرير للرسول الكريم لايدخل فيها القرأن الكريم ولا اقوال غير الرسول صلى الله عليه وسلم.
    وعند الفقهاء :السنه ماليس بواجب كالنوافل او المندوبات او المستحبات وكذلك التطوع.
    وقد تطلق على مايضاد البدعه كما حكى الشاطبى
    وعند اهل الحديث : كل قول او فعل او تقرير او صفه خُلقيه او خلقيه
    وهى الطريقه والسبيل الى ماكان عليه النبى صلى الله عليه وسلم وتعريف اهل الحديث اعم واشمل .

    حجيه السنه:
    ==========
    اتفق أهل العلم على أن الأدلة المعتبرة شرعًا أربعة وهي: الكتاب، والسنة، والإجماع، والقياس.
    قال الامام الشافعي رحمه الله: "وجهة العلم الخبر في الكتاب، أو السنة، أو الإجماع، أو القياس" .
    واتفقوا أيضًا على أن هذه الأدلة الأربعة ترجع إلى أصل واحد، هو الكتاب والسنة، إذ هما ملاك الدين وقوام الإسلام .
    وقال ايضا: "وأنه لا يلزم قول بكل حال إلا بكتاب الله، أو سنة رسوله صلى الله عليه وسلم ، وأن ما سواهما تبع لهما" .
    فجميع هذه الأدلة ترجع إلى الكتاب، والكتاب قد دل على حجية السنة
    والكتاب والسنة دلا على حجية الإجماع، وهذه الأدلة الثلاثة دلت على حجية القياس لذلك صح أن يقال: مصدر هذه الأدلة هو القرآن، باعتبار أنه الأصل، وأن ما عداه بيان له، وفرع عنه، ومستند إليه.(معالم اصول الفقه).
    ------------
    وقال الامام الشافعى :لم اسمع أحدا نسبه الناس أونسب نفس إِلَى عِلْمٍ يُخَالِفُ فِي أَنْ فَرَضَ اللَّهُ عز وجل اتباع آمر رسول الله وَالتَّسْلِيمَ لِحُكْمِهِ بِأَنَّ اللَّهَ عَزَّ وَجَلَّ لَمْ يَجْعَلْ لأَحَدٍ بَعْدَهُ إِلا اتِّبَاعَهُ وَأَنَّهُ لا يَلْزَمُ قَوْلٌ بِكُلِّ حَالٍ إِلا بِكِتَابِ اللَّهِ أو سنة رسوله وَأَنَّ مَا سِوَاهُمَا تَبَعٌ لَهُمَا وَأَنَّ فَرْضَ اللَّهِ عَلَيْنَا وَعَلَى مَنْ بَعْدَنَا وَقَبْلَنَا فِي قبول الخبر عن رسول الله وَاحِدٌ لا يَخْتَلِفُ فِي أَنَّ الْفَرْضَ وَالْوَاجِبَ قَبُولِ الْخَبَرِ عَنْ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ.(جماع العلم)
    ------------
    حجيه السنه من القرأن الكريم:
    =========================
    قال تعالى :( وَمَا يَنْطِقُ عَنِ الْهَوَى (3) إِنْ هُوَ إِلَّا وَحْيٌ يُوحَى).

    وقال تعالى :( وَمَا آتَاكُمُ الرَّسُولُ فَخُذُوهُ وَمَا نَهَاكُمْ عَنْهُ فَانْتَهُوا وَاتَّقُوا اللَّهَ إِنَّ اللَّهَ شَدِيدُ الْعِقَابِ).

    قال تعالى:(مَنْ يُطِعِ الرَّسُولَ فَقَدْ أَطَاعَ اللَّهَ وَمَنْ تَوَلَّى فَمَا أَرْسَلْنَاكَ عَلَيْهِمْ حَفِيظًا).
    وقال تعالى :( لَقَدْ مَنَّ اللَّهُ عَلَى الْمُؤْمِنِينَ إِذْ بَعَثَ فِيهِمْ رَسُولًا مِنْ أَنْفُسِهِمْ يَتْلُو عَلَيْهِمْ آيَاتِهِ وَيُزَكِّيهِمْ وَيُعَلِّمُهُمُ الْكِتَابَ وَالْحِكْمَةَ وَإِنْ كَانُوا مِنْ قَبْلُ لَفِي ضَلَالٍ مُبِينٍ).

    وقال تعالى :( قُلْ أَطِيعُوا اللَّهَ وَالرَّسُولَ فَإِنْ تَوَلَّوْا فَإِنَّ اللَّهَ لَا يُحِبُّ الْكَافِرِينَ).

    وقال تعالى:( يَاأَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا أَطِيعُوا اللَّهَ وَأَطِيعُوا الرَّسُولَ وَأُولِي الْأَمْرِ مِنْكُمْ فَإِنْ تَنَازَعْتُمْ فِي شَيْءٍ فَرُدُّوهُ إِلَى اللَّهِ وَالرَّسُولِ إِنْ كُنْتُمْ تُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الْآخِرِ ذَلِكَ خَيْرٌ وَأَحْسَنُ تَأْوِيلًا).

    وقال تعالى:( يَاأَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا أَطِيعُوا اللَّهَ وَرَسُولَهُ وَلَا تَوَلَّوْا عَنْهُ وَأَنْتُمْ تَسْمَعُونَ).
    وقال تعالى:( قُلْ أَطِيعُوا اللَّهَ وَأَطِيعُوا الرَّسُولَ فَإِنْ تَوَلَّوْا فَإِنَّمَا عَلَيْهِ مَا حُمِّلَ وَعَلَيْكُمْ مَا حُمِّلْتُمْ وَإِنْ تُطِيعُوهُ تَهْتَدُوا وَمَا عَلَى الرَّسُولِ إِلَّا الْبَلَاغُ الْمُبِينُ).
    وقال تعالى:( يَاأَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا أَطِيعُوا اللَّهَ وَأَطِيعُوا الرَّسُولَ وَلَا تُبْطِلُوا أَعْمَالَكُمْ).
    وقال تعالى:( قُلْ إِنْ كُنْتُمْ تُحِبُّونَ اللَّهَ فَاتَّبِعُونِي يُحْبِبْكُمُ اللَّهُ وَيَغْفِرْ لَكُمْ ذُنُوبَكُمْ وَاللَّهُ غَفُورٌ رَحِيمٌ).

    وقال تعالى:( الَّذِينَ يَتَّبِعُونَ الرَّسُولَ النَّبِيَّ الْأُمِّيَّ الَّذِي يَجِدُونَهُ مَكْتُوبًا عِنْدَهُمْ فِي التَّوْرَاةِ وَالْإِنْجِيلِ يَأْمُرُهُمْ بِالْمَعْرُوفِ وَيَنْهَاهُمْ عَنِ الْمُنْكَرِ وَيُحِلُّ لَهُمُ الطَّيِّبَاتِ وَيُحَرِّمُ عَلَيْهِمُ الْخَبَائِثَ وَيَضَعُ عَنْهُمْ إِصْرَهُمْ وَالْأَغْلَالَ الَّتِي كَانَتْ عَلَيْهِمْ فَالَّذِينَ آمَنُوا بِهِ وَعَزَّرُوهُ وَنَصَرُوهُ وَاتَّبَعُوا النُّورَ الَّذِي أُنْزِلَ مَعَهُ أُولَئِكَ هُمُ الْمُفْلِحُونَ).

    وقال تعالى:( قُلْ يَاأَيُّهَا النَّاسُ إِنِّي رَسُولُ اللَّهِ إِلَيْكُمْ جَمِيعًا الَّذِي لَهُ مُلْكُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ لَا إِلَهَ إِلَّا هُوَ يُحْيِي وَيُمِيتُ فَآمِنُوا بِاللَّهِ وَرَسُولِهِ النَّبِيِّ الْأُمِّيِّ الَّذِي يُؤْمِنُ بِاللَّهِ وَكَلِمَاتِهِ وَاتَّبِعُوهُ لَعَلَّكُمْ تَهْتَدُونَ).

    قال تعالى :( يَاأَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اسْتَجِيبُوا لِلَّهِ وَلِلرَّسُولِ إِذَا دَعَاكُمْ لِمَا يُحْيِيكُمْ وَاعْلَمُوا أَنَّ اللَّهَ يَحُولُ بَيْنَ الْمَرْءِ وَقَلْبِهِ وَأَنَّهُ إِلَيْهِ تُحْشَرُونَ).

    وقال تعالى :( إِنَّمَا كَانَ قَوْلَ الْمُؤْمِنِينَ إِذَا دُعُوا إِلَى اللَّهِ وَرَسُولِهِ لِيَحْكُمَ بَيْنَهُمْ أَنْ يَقُولُوا سَمِعْنَا وَأَطَعْنَا وَأُولَئِكَ هُمُ الْمُفْلِحُونَ).

    وقال تعالى :( لَقَدْ كَانَ لَكُمْ فِي رَسُولِ اللَّهِ أُسْوَةٌ حَسَنَةٌ لِمَنْ كَانَ يَرْجُو اللَّهَ وَالْيَوْمَ الْآخِرَ وَذَكَرَ اللَّهَ كَثِيرًا).

    وقال تعالى:( وَمَا كَانَ لِمُؤْمِنٍ وَلَا مُؤْمِنَةٍ إِذَا قَضَى اللَّهُ وَرَسُولُهُ أَمْرًا أَنْ يَكُونَ لَهُمُ الْخِيَرَةُ مِنْ أَمْرِهِمْ وَمَنْ يَعْصِ اللَّهَ وَرَسُولَهُ فَقَدْ ضَلَّ ضَلَالًا مُبِينًا).


    وقال تعالى :( فَلَا وَرَبِّكَ لَا يُؤْمِنُونَ حَتَّى يُحَكِّمُوكَ فِيمَا شَجَرَ بَيْنَهُمْ ثُمَّ لَا يَجِدُوا فِي أَنْفُسِهِمْ حَرَجًا مِمَّا قَضَيْتَ وَيُسَلِّمُوا تَسْلِيمًا).

    وقال تعالى:( وَمَنْ يُشَاقِقِ الرَّسُولَ مِنْ بَعْدِ مَا تَبَيَّنَ لَهُ الْهُدَى وَيَتَّبِعْ غَيْرَ سَبِيلِ الْمُؤْمِنِينَ نُوَلِّهِ مَا تَوَلَّى وَنُصْلِهِ جَهَنَّمَ وَسَاءَتْ مَصِيرًا).

    وقال تعالى :( وَمَنْ يَعْصِ اللَّهَ وَرَسُولَهُ وَيَتَعَدَّ حُدُودَهُ يُدْخِلْهُ نَارًا خَالِدًا فِيهَا وَلَهُ عَذَابٌ مُهِينٌ).
    ماأوردنا من الايات فيها الكفايه لمن كان له قلب او القى السمع وهوشهيد .

    حجيه السنه من اقوال النبى :
    ======================
    قَالَ النَّبِيُّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: (خَيْرُكُمْ قَرْنِي، ثُمَّ الَّذِينَ يَلُونَهُمْ، ثُمَّ الَّذِينَ يَلُونَهُمْ) قَالَ عِمْرَانُ: لاَ أَدْرِي أَذَكَرَ النَّبِيُّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بَعْدُ قَرْنَيْنِ أَوْ ثَلاَثَةً - قَالَ النَّبِيُّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: (إِنَّ بَعْدَكُمْ قَوْمًا يَخُونُونَ وَلاَ يُؤْتَمَنُونَ، وَيَشْهَدُونَ وَلاَ يُسْتَشْهَدُونَ ، وَيَنْذِرُونَ وَلاَ يَفُونَ، وَيَظْهَرُ فِيهِمُ السِّمَنُ)
    (متفق عليه)
    قال رسول الله صلى الله عليه وسلم قال ( كل أمتي يدخل الجنة يوم القيامة إلامن أبى قالوا ومن يأبى يا رسول الله قال من أطاعني دخل الجنة ومن عصاني فقد أبى) (مسند احمد)

    عن المقدام بن معدي كرب يقول : حرم رسول الله صلى الله عليه وسلم أشياء يوم خيبر منها الحمر الأهلية وغيرها قال (ويوشك متكئ على أريكته يحدث بحديثي فيقول بيننا وبينكم كتاب الله فما وجدنا فيه من حلال أحللناه ومن حرام حرمناه ألا وإن ما حرم رسول الله صلى الله عليه وسلم مثل حرم الله عز وجل)(المعجم الكبير للطبرانى).

    قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ( أوتيت الكتاب ومثله ألا يوشك شبعان على أريكته يقول عليكم بالقرآن فما وجدتم فيه من حلال فأحلوه وما وجدتم فيه من حرام فحرموه ألا لا يحل لكم الحمار الأهلي ولا كل ذي ناب من السباع ولا لقطة معاهد إلا أن يستغني عنها صاحبها ومن نزل بقوم فعليهم أن يقروه).(المعجم الكبير للطبرانى )

    عن العرباض بن سارية السلمي رضي الله عنه قال : نزلنا مع النبي صلى الله عليه وسلم خيبر ومعه من معه من أصحابه وكان صاحب خيبر رجلا ماردا منكرا فأقبل إلى النبي صلى الله عليه وسلم فقال يا محمد ألكم أن تذبحوا حمرنا وتأكلوا ثمارنا وتضربوا نساءنا فغضب النبي صلى الله عليه وسلم وقال يا بن عوف اركب فرسك ثم ناد إن الجنة لا تحل إلا لمؤمن وأن اجتمعوا للصلاة قال فاجتمعوا ثم صلى بهم النبي صلى الله عليه وسلم ثم قام فقال (أيحسب أحدكم متكئا على أريكته قد يظن ان الله عز وجل لم يحرم شيئا إلا ما في هذا القرآن ألا وإني والله قد أمرت ووعظت ونهيت عن أشياء إنها لمثل القرآن أو أكثر وإن الله عز وجل لم يحل لكم أن تدخلو بيوت أهل الكتاب إلا بإذن ولا ضرب نسائهم ولا أكل ثمارهم إذا أعطوكم الذي عليهم)
    (السنن الكبرى للبيهقى)

    عن سالم بن عبد الله بن عمر ان عبد الله بن عمر حدثه انه كان ذات يوم عند رسول الله صلى الله عليه وسلم مع نفر من أصحابه فأقبل عليهم رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال(يا هؤلاء ألستم تعلمون انى رسول الله إليكم )
    قالوا بلى نشهد انك رسول الله قال (ألستم تعلمون أن الله أنزل في كتابه من أطاعني فقد أطاع الله )قالوا بلى نشهد انه من أطاعك فقد أطاع الله وان من طاعة الله طاعتك قال (فإن من طاعة الله أن تطيعوني وان من طاعتي أن تطيعوا أئمتكم أطيعوا أئمتكم فإن صلوا قعودا فصلوا قعودا)(مسند احمد)
    قال رسول الله صلى الله عليه وسلم قال ( تركت فيكم أمرين لن تضلوا ما مسكتم بهما كتاب الله وسنة نبيه) (موطأ مالك)

    عن العرباض بن سارية قال : صلى لنا رسول الله صلى الله عليه وسلم صلاة الصبح ثم أقبل علينا بوجهه فوعظنا موعظة بليغة ذرفت منها الأعين ووجلت منها القلوب فقال قائل يا رسول الله كأنها موعظة مودع فأوصنا قال( أوصيكم بتقوى الله والسمع والطاعة وإن كان عبدا حبشيا وإنه من يعش منكم فسيرى اختلافا كثيرا فعليكم بسنتي وسنة الخلفاء الراشدين المهديين وعضوا عليها بالنواجذ وإياكم ومحدثات الأمور فإن كل بدعة ضلالة) (الطبرانى –مسند الشاميين)

    قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ( إن الدين ليأرز إلى الحجاز كما تأرز الحية إلى جحرها وليعقلن الدين من الحجاز معقل الأروية من رأس الجبل إن الدين بدأ غريبا ويرجع غريبا فطوبى للغرباء الذين يصلحون ما أفسد الناس من بعدي من سنتي)(سنن الترمذى)قال أبو عيسى هذا حديث حسن صحيح

    عن أبي هريرة قال خطب رسول الله - عليه الصلاة والسلام - الناس فقال (ان الله قد فرض عليكم الحج فقال رجل في كل عام فسكت عنه حتى أعاده ثلاثا فقال لو قلت نعم لوجبت ولو وجبت ما قمتم بها ذروني ما تركتكم فإنما هلك من كان قبلكم بكثرة سؤالهم واختلافهم على أنبيائهم فإذا أمرتكم بالشيء فخذوا به ما استطعتم وإذا نهيتكم عن شيء فاجتنبوه) (سنن النسائى)

    قالت عائشة رضي الله عنها : صنع النبي - عليه الصلاة والسلام - شيئا ترخص فيه وتنزه عنه قوم فبلغ ذلك النبي - عليه الصلاة والسلام - فحمد الله ثم قال (ما بال أقوام يتنزهون عن الشيء أصنعه فوالله إني أعلمهم بالله وأشدهم له خشية)

    عن أَنَسَ بْنَ مَالِكٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ،قال: جَاءَ ثَلاَثَةُ رَهْطٍ إِلَى بُيُوتِ أَزْوَاجِ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، يَسْأَلُونَ عَنْ عِبَادَةِ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فَلَمَّا أُخْبِرُوا كَأَنَّهُمْ تَقَالُّوهَا، فَقَالُوا: وَأَيْنَ نَحْنُ مِنَ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ؟ قَدْ غُفِرَ لَهُ مَا تَقَدَّمَ مِنْ ذَنْبِهِ وَمَا تَأَخَّرَ، قَالَ أَحَدُهُمْ: أَمَّا أَنَا فَإِنِّي أُصَلِّي اللَّيْلَ أَبَدًا، وَقَالَ آخَرُ: أَنَا أَصُومُ الدَّهْرَ وَلاَ أُفْطِرُ، وَقَالَ آخَرُ: أَنَا أَعْتَزِلُ النِّسَاءَ فَلاَ أَتَزَوَّجُ أَبَدًا، فَجَاءَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ إِلَيْهِمْ، فَقَالَ: (أَنْتُمُ الَّذِينَ قُلْتُمْ كَذَا وَكَذَا، أَمَا وَاللَّهِ إِنِّي لَأَخْشَاكُمْ لِلَّهِ وَأَتْقَاكُمْ لَهُ، لَكِنِّي أَصُومُ وَأُفْطِرُ، وَأُصَلِّي وَأَرْقُدُ، وَأَتَزَوَّجُ النِّسَاءَ، فَمَنْ رَغِبَ عَنْ سُنَّتِي فَلَيْسَ مِنِّي). رواه البخارى

    قال رسول الله صلى الله عليه وسلم (تفترق هذه الأمة ثلاثة وسبعين فرقة كلها في النار إلا واحدة قالوا وما تلك الفرقة قال من كان على ما أنا عليه اليوم وأصحابي) (المعجم الاوسط للطبرانى)

    عن عبد الله بن عمر رضي الله عنهما قال :كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يلبس خاتما من ذهب فنبذه فقال (لا ألبسه أبدا فنبذ الناس خواتيمهم)

    عن أبي سعيد ان رسول الله صلى الله عليه وسلم صلى في نعليه فصلى الناس في نعالهم ثم ألقى نعليه فألقى الناس نعالهم وهم في الصلاة فلما قضى صلاته قال( ما حملكم على إلقاء نعالكم في الصلاة )قالوا يا رسول الله رأيناك فعلت ففعلنا فقال صلى الله عليه وسلم (ان جبريل أخبرني أن فيها أذى فإذا اتى أحدكم المسجد فلينظر فإن رأى في نعليه أذى فليخلعها وإلا فليصل فيهما)

    قال رسول الله صلى الله عليه وسلم :( صلوا كما رأيتموني أصلي فإذا حضرت الصلاة فليؤذن لكم أحدكم وليؤمكم أكبركم) رواه البخاري

    عن جابر قال : رأيت رسول الله صلى الله عليه وسلم على راحلته يوم النحر يقول (لتأخذوا عني مناسككم فإني لا أدري لعلي لا أحج حجة أخرى)
    (الطبراني في مسند الشاميين)

    عن أبي هريرة عن النبي صلى الله عليه وسلم قال( إذا لم تجدوا إلا مرابض الغنم ومعاطن الإبل فصلوا في مرابض الغنم ولا تصلوا في معاطن الإبل )
    (صحيح ابن خزيمه)

    عن كعب بن مالك الأنصاري قال عهدي بنبيكم صلى الله عليه وسلم قبل وفاته لخمس ليال فسمعته يقول ( لم يكن من نبي إلا وله خليل في أمته وإن خليلي أبو بكر بن أبي قحافة وإن الله عز وجل اتخذ صاحبكم خليلا ألا وإن الأمم قبلكم كانوا يتخذون قبور أنبيائهم مساجد وإني أنهاكم عن ذلك اللهم هل بلغت) ثلاث مرات ثم قال (اللهم اشهد) ثلاث مرات ثم أغمي عليه هنية ثم قال (الله الله فيما ملكت أيمانكم اشبعوا بطونهم والبسوا ظهورهم ولينوا القول لهم) (المعجم الكبير للطبرانى)

    عن أبي جمرة قال سمعت بن عباس يقول : قدم وفد عبد القيس على رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال النبي صلى الله عليه وسلم (أنهاكم عن الدباء والحنتم والنقير والمقير )(صحيح مسلم)
    قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ( إياكم والسمر بعد هدوء الليل فإن أحدكم لا يدري ما يبث الله من خلقه غلقوا الأبواب وأوكئوا السقاء وأكفئوا الإناء وأطفئوا المصابيح ) (الادب المفرد -البخارى).

    عن بن عباس قال: لما قبض رسول الله صلى الله عليه وسلم قلت لرجل هلم فلنتعلم من أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم نسألهم فإنهم كثير فقال العجب والله لك يا بن عباس أترى الناس يحتاجون إليك وفي الناس من ترى من أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم فتركت ذلك وأقبلت على المسألة وتتبع أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم فإن كنت لآتي الرجل في الحديث يبلغني أنه سمعه من رسول الله صلى الله عليه وسلم فأجده قائلا فأتوسد ردائي على باب داره تسفي الرياح على وجهي حتى يخرج إلي فإذا رآني قال يا بن عم رسول الله مالك قلت حديث بلغني أنك تحدثه عن رسول الله صلى الله عليه وسلم فأحببت أن أسمعه منك فيقول هلا أرسلت إلي فآتيك فأقول أنا كنت أحق أن آتيك وكان ذلك الرجل يراني قد ذهب أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم وقد احتاج الناس إلي فيقول أنت كنت أحق مني.

    *******

  2. #2
    تاريخ التسجيل
    Oct 2010
    الدولة
    مصر
    المشاركات
    418

    افتراضي رد: بحث حجيه السنه

    بعض شبهات منكرى السنه:
    -------------------

    قالوا: لانحتاج الا للقرأن فقط قال تعالى {مَا فَرَّطْنَا فِي الْكِتَابِ مِنْ شَيْءٍ} وبنص الكتاب فانه لم يفرط فى شيئ ولا يكون كذلك الا اذا استوعب جميع الاحكام ولم يحتاج الى غيره .
    ونصوص الكتاب قطعيه ونصوص السنه ظنيه واحكام الشرع لابد فيها من اليقين.

    قالوا ايضا : قال تعالى : {إِنَّا نَحْنُ نَزَّلْنَا الذِّكْرَ وَإِنَّا لَهُ لَحَافِظُونَ}.
    والذكرالمحفوظ هو القرأن فقط .اما السنه ففيها ضعيف و مكذوب وذلك يدل على عدم حفظها فليست حجه مثل الكتاب .

    وقالوا : قال تعالى : {وَنَزَّلْنَا عَلَيْكَ الْكِتَابَ تِبْيَانًا لِكُلِّ شَيْءٍ}.
    والبيان هو التفسير والتفصيل والتوضيح وليس بعد توضيح الله بيان.

    وقالوا ايضا :لو كانت نصوص السنه حجه لامر النبى صلى الله عليه وسلم بكتابتها مثل القرأن وانما نهى عن كتابه غير القرأن وامر بمحو ماعداه فليست السنه حجه ، فقد روى مسلم عَنْ أَبِي سَعِيدٍ الْخُدْرِيِّ، أَنَّ رَسُولَ اللهِ - صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - قَالَ: «لاَ تَكْتُبُوا عَنِّي، وَمَنْ كَتَبَ عَنِّي غَيْرَ الْقُرْآنِ فَلْيَمْحُهُ، وَحَدِّثُوا عَنِّي، وَلاَ حَرَجَ، وَمَنْ كَذَبَ عَلَيَّ مُتَعَمِّدًا فَلْيَتَبَوَّأْ مَقْعَدَهُ مِنَ النار.

    *******



    الرد على اقوال منكرى السنه:
    ========================
    قلت:احتجاج منكرى السنه بالايه: {مَا فَرَّطْنَا فِي الْكِتَابِ مِنْ شَيْءٍ}
    فالمراد بذلك هوالكتاب الذى كتب الله تعالى فيه مقادير الخلائق وعلم كل شيئ فى السموات والارض .
    قال تعالى : (وَعِنْدَهُ مَفَاتِحُ الْغَيْبِ لَا يَعْلَمُهَا إِلَّا هُوَ وَيَعْلَمُ مَا فِي الْبَرِّ وَالْبَحْرِ وَمَا تَسْقُطُ مِنْ وَرَقَةٍ إِلَّا يَعْلَمُهَا وَلَا حَبَّةٍ فِي ظُلُمَاتِ الْأَرْضِ وَلَا رَطْبٍ وَلَا يَابِسٍ إِلَّا فِي كِتَابٍ مُبِينٍ) .
    وعند ابى داود عن النبى صلى الله عليه وسلم انه قال :( إن أول ما خلق الله القلم فقال له اكتب قال رب وماذا أكتب قال اكتب مقادير كل شيء حتى تقوم الساعة).فالكتاب الذى عنى بذلك غير القرأن وهذا واضح.
    قال ابن كثير رحمه الله فى تفسير الايه:الْجَمِيع عِلْمُهُمْ عِنْدَ اللَّهِ، وَلَا يَنْسَى وَاحِدًا مِنْ جَمِيعِهَا مِنْ رِزْقِهِ وَتَدْبِيرِهِ، سَوَاءٌ كَانَ بَرِّيًّا أَوْ بَحْرِيًّا، كَمَا قَالَ: {وَمَا مِنْ دَابَّةٍ فِي الأرْضِ إِلا عَلَى اللَّهِ رِزْقُهَا وَيَعْلَمُ مُسْتَقَرَّهَا وَمُسْتَوْدَعَه َا كُلٌّ فِي كِتَابٍ مُبِينٍ} [هُودٍ: 6] .أَيْ: مُفصح بِأَسْمَائِهَا وَأَعْدَادِهَا وَمَظَانِّهَا، وَحَاصِرٌ لِحَرَكَاتِهَا وَسَكَنَاتِهَا.
    وقال أبو جعفر: ان الله غير غافل عن عمل شيء دبَّ على الأرض صغيرٍ أو كبيرٍ، ولا عمل طائر طار بجناحيه في الهواء ، ومُثْبَت كل ذلك من أعمالهم في أم الكتاب.وبنحو الذي قلنا في ذلك قال أهل التأويل.

    قلت :لا حجه فى الايه على رد السنه والحمد لله ،ويدل على حجيه السنه وعدم اعتبار اقوال الطاعنين قول رسول الله صلى الله عليه وسلم: (نَضَّرَ اللَّهُ امْرَأً سَمِعَ مِنَّا حَدِيثًا، فَحَفِظَهُ حَتَّى يُبَلِّغَهُ، فَرُبَّ حَامِلِ فِقْهٍ إِلَى مَنْ هُوَ أَفْقَهُ مِنْهُ، وَرُبَّ حَامِلِ فِقْهٍ لَيْسَ بِفَقِيه). رواه احمد.
    قال الامام الشافعى رحمه الله: فلما نَدَب رسول الله إلى استماع مقالته وحفظِها وأدائها امرأً يؤديها، والامْرُءُ واحدٌ: دلَّ على أنه لا يأمر أن يُؤدَّى عنه إلا ما تقوم به الحجة على من أدى إليه؛ لأنه إنما يُؤدَّى عنه حلال وحرام يُجتَنَب، وحدٌّ يُقام، ومالٌ يؤخذ ويعطى، ونصيحة في دينٍ ودنيا.(الرساله)
    قلت :والمكتفى بالقرأن التارك لاحاد السنه لابد وان يتبع فى تفسير ظاهر الفاظ القرأن لغه العرب ومن المعلوم ان معانى الفاظها التى وضعوها ونقلت عنهم اما بالكتب او سماعا جلها نقل احاد .
    *******
    قلت :احتجاجهم بالايه:{إِنَّا نَحْنُ نَزَّلْنَا الذِّكْرَ وَإِنَّا لَهُ لَحَافِظُونَ}
    وقولهم بأن الذكرالمحفوظ هو الكتاب دون السنه لان السنه فيها ضعيف ومكذوب فدل على انها غير محفوظه مثل الكتاب فلا يحتج بها.
    قلت :ليس فى الايه متمسك لمنكرى السنه، فالذكر هو القرأن والسنه ،
    وان الله سبحانه وتعالى لم يستقصى فى الايه كل المحفوظات فلا حصر فانه يمسك السموات والارض ان تزولا وهو من الحفظ ويحفظ العرش والكرسى وغيرهما فلا يصح استدلالهم بذلك لانه يكون اخبر عن شيئ ولم ينفى ماعداه ولا يوجد حصرا حقيقيا فى الايه.
    قال ابو جعفر: (وَإِنَّا لَهُ لَحَافِظُونَ) قال: وإنا للقرآن لحافظون من أن يزاد فيه باطل مَّا ليس منه، أو ينقص منه ما هو منه من أحكامه وحدوده وفرائضه
    وقيل: الهاء في قوله (وَإِنَّا لَهُ لَحَافِظُونَ) من ذكر محمد صلى الله عليه وسلم بمعنى: وإنا لمحمد حافظون ممن أراده بسوء من أعدائه.(تفسير الطبرى)
    قلت : بطل احتجاجهم بالايه ،والسنه محفوظه والحمد لله على الامه.
    والكذب على رسول الله صلى الله عليه وسلم لايعنى ترك سنته وردها فان الله سبحانه وتعالى اخبر فى كتابه الكريم عن اليهود والنصارى افترائهم الكذب بنسبتهم الابناء اليه تعالى الله عما يقول الظالمون علوا كبيرا.
    ولايصح عند عقلاء بنى ادم رد السنه الصحيحه لوجود بعض الاحاديث الضعيفه أو المكذوبات التى افتراها الناس على السنه فيُترك الصحيح الثابت ،انما تُنْتَقى الاحاديث الصحيحه وتُميز عن غيرها وهذا والحمد لله المعول عليه،والمعمول به لان فى الامه علماء نقاد يميزون الصحيح من غيره
    فالصحيح ثابت ومعروف للامه ولم يغيب منه شيئ والدين كامل والحمد لله ،ولكن اعداء الحق دائما وابدا يَكذِبُون على الله ورسله.
    قال تعالى:(وَيَوْمَ الْقِيَامَةِ تَرَى الَّذِينَ كَذَبُوا عَلَى اللَّهِ وُجُوهُهُمْ مُسْوَدَّةٌ أَلَيْسَ فِي جَهَنَّمَ مَثْوًى لِلْمُتَكَبِّرِ ينَ).
    وقال رسول الله صلى الله عليه وسلم :( مَنْ كَذَبَ عَلَىَّ مُتَعَمِّدًا فَلْيَتَبَوَّأْ مَقْعَدَهُ مِنَ النَّارِ ).مقدمه صحيح مسلم
    والسنه هى كل ماثبت عنه صلى الله عليه وسلم من قول او فعل او تقرير او صفه .
    ومن حفظ الله للكتاب والسنه ان جعل فى الامه علماء ربانيين ينفون عن شرع الله كذب الكذابين وباطل المبطلين.
    *******
    قلت : احتجاجهم بالايه: {وَنزلْنَا عَلَيْكَ الْكِتَابَ تِبْيَانًا لِكُلِّ شَيْءٍ}
    قالوا وبيان الله ليس بعده بيان فلا نحتاج لغير القرأن.
    قلت:ليس بصحيح فقد قَالَ الْأَوْزَاعِيُّ تبيانا لكل شيئ : أَيْ: بِالسُّنَّةِ.
    وقال ابو جعفر:نزل عليك يا محمد هذا القرآن بيانا لكل ما بالناس إليه الحاجة من معرفة الحلال والحرام والثواب والعقاب (وَهُدًى) من الضلال (وَرَحْمَةً) لمن صدّق به، وعمل بما فيه من حدود الله، وأمره ونهيه .
    (تفسير الطبرى)
    قلت :ومما امر به القرأن اتباع الرسول صلى الله عليه وسلم ومما نهي عنه مخالفه امره صلى الله عليه وسلم .
    وليس الامر كما يزعمون باستغناء الكتاب عن بيان رسول الله صلى الله عليه وسلم ،قال تعالي :(وَأَنْزَلْنَا إِلَيْكَ الذِّكْرَ لِتُبَيِّنَ لِلنَّاسِ مَا نُزِّلَ إِلَيْهِمْ) .
    والذى ندين لله به ان القرأن الكريم كلام الله تعالى حقيقه غير مخلوق وانه معجز فى لفظه بديع فى نظمه ، اُنزل بلسان عربى مبين ،والكلام منه مجمل ومفصل ، وقد ذكر سبحانه وتعالى الكتاب فقال :( هُوَ الَّذِي أَنْزَلَ عَلَيْكَ الْكِتَابَ مِنْهُ آيَاتٌ مُحْكَمَاتٌ هُنَّ أُمُّ الْكِتَابِ وَأُخَرُ مُتَشَابِهَاتٌ). ومن المعلوم ان المتشابه يحتاج الى ايضاح وقد امرنا الله ورسوله برد المتشابه الى المحكم ،فاذا احتاجت بعض الايات الى زياده بيان فلا مانع من اعتماد بيان السنه لانها وحى كالقرأن.
    وقد جاء فى نظم القرأن الكريم على سبيل المثال (وَالْمُطَلَّقَ تُ يَتَرَبَّصْنَ بِأَنْفُسِهِنَّ ثَلَاثَةَ قُرُوءٍ)ولفظ القرء من الالفاظ المشتركه ومن معناه فى لغه العرب التى اُنزل بها القرأن الحيض والطهر وهما ضدان .ولبيان معنى اللفظ يُحمل على احد المعانى المحتمله اذا دلت عليه القرائن.
    فكيف يكون الحكم بدون البيان هل تتربص المطلقه ثلاث حيض ام تتربص ثلاثه اطهار.
    ونقول لمنكرى السنه ان الذى اُنزل عليه القرأن الكريم ليبين للناس مانُزِّل اليهم سن احكاما ليست فى كتاب الله تعالى عملت بها الامه ولم يخالفها احد ، وقال تعالى مخاطبا الامه : (وما اتاكم الرسول فخذوه ومانهاكم عنه فانتهوا).
    فوالله الذى لااله غيره لو لم يكن الا هذه الايه فقط دليل على حجيه السنه لكانت كافيه.
    وقد رد رسول الله صلى الله عليه وسلم على من طعن فى حجيه سنته بما رواه الامام احمد بسنده عن الْمِقْدَامَ بْنَ مَعْدِي كَرِبَ يَقُولُ :حَرَّمَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَوْمَ خَيْبَرَ أَشْيَاءَ ثُمَّ قَالَ:( يُوشِكُ أَحَدُكُمْ أَنْ يُكَذِّبَنِي وَهُوَ مُتَّكِئٌ عَلَى أَرِيكَتِهِ يُحَدَّثُ بِحَدِيثِي فَيَقُولُ بَيْنَنَا وَبَيْنَكُمْ كِتَابُ اللَّهِ فَمَا وَجَدْنَا فِيهِ مِنْ حَلَالٍ اسْتَحْلَلْنَاه ُ وَمَا وَجَدْنَا فِيهِ مِنْ حَرَامٍ حَرَّمْنَاهُ أَلَاوإن ماحرم رسول الله صلى الله عليه و سلم مثل ما حرم الله )
    وفى روايه عند الامام احمد وابو داود(ألا إني أوتيت الكتاب ومثله معه).

    وروى الْإِمَامُ أَحْمَدُ بسنده عن عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَمْرٍو قَالَ: كُنْتُ أَكْتُبُ كُلَّ شَيْءٍ أَسْمَعْهُ مِنْ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أُرِيدُ حِفْظَهُ، فَنَهَتْنِي قُرَيْشٌ فَقَالُوا: إِنَّكَ تَكْتُبُ كُلَّ شَيْءٍ تَسْمَعُهُ مِنْ رَسُولِ اللَّهِ، وَرَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بَشَرٌ، يَتَكَلَّمُ فِي الْغَضَبِ. فأمسكتُ عَنِ الْكِتَابِ، فَذَكَرَتْ ذَلِكَ لِرَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فَقَالَ: "اكْتُبْ، فَوَالَّذِي نَفْسِي بِيَدِهِ، مَا خَرَجَ مِنِّي إِلَّا حَقٌّ".
    قال شيخ الاسلام رحمه الله: وَكَانَ مَعْرِفَةُ مَا أَمَرَ اللَّهُ بِهِ رَسُولَهُ وَاجِبًا عَلَى جَمِيعِ الْأَنَامِ . وَاَللَّهُ سُبْحَانَهُ بَعَثَ مُحَمَّدًا بِالْكِتَابِ وَالسُّنَّةِ ، وَبِهِمَا أَتَمَّ عَلَى أُمَّتِهِ الْمِنَّةَ . قَالَ تَعَالَى : { وَلِأُتِمَّ نِعْمَتِي عَلَيْكُمْ وَلَعَلَّكُمْ تَهْتَدُونَ } { كَمَا أَرْسَلْنَا فِيكُمْ رَسُولًا مِنْكُمْ يَتْلُو عَلَيْكُمْ آيَاتِنَا وَيُزَكِّيكُمْ وَيُعَلِّمُكُمُ الْكِتَابَ وَالْحِكْمَةَ وَيُعَلِّمُكُمْ مَا لَمْ تَكُونُوا تَعْلَمُونَ } .
    قلت :حرف العطف يدل على التغاير بين الكتاب والحكمه فقوله تعالى يعلمهم الكتاب يعنى القرأن الكريم والحكمه السنه المطهره .
    ومن اهدر حرف العطف واعتبر فى الايات تكرار فقد ابعد ومن قال الحكمه تعليم احكام الكتاب فعلى قوله لابد من نقل هذه التعاليم لكل الامه وتلك من السنه فتعين ماقلنا.
    وقد جاء لفظ الكتاب فى بعض الايات موصوفا بلفظ الحكيم قال تعالى : (يس * وَالْقُرْآنِ الْحَكِيمِ).وقال تعالى : (الر تِلْكَ آيَاتُ الْكِتَابِ الْحَكِيمِ) وقال تعالى : (الم *تِلْكَ آيَاتُ الْكِتَابِ الْحَكِيمِ).
    اى الْمُحْكَمِ الَّذِي لَا يَأْتِيهِ الْبَاطِلُ مِنْ بَيْنِ يَدَيْهِ وَلَا مِنْ خَلْفِهِ. جاء بغير حرف عطف فكان ذلك صفه للكتاب .

    وقَالَ تَعَالَى : { لَقَدْ مَنَّ اللَّهُ عَلَى الْمُؤْمِنِينَ إذْ بَعَثَ فِيهِمْ رَسُولًا مِنْ أَنْفُسِهِمْ يَتْلُو عَلَيْهِمْ آيَاتِهِ وَيُزَكِّيهِمْ وَيُعَلِّمُهُمُ الْكِتَابَ وَالْحِكْمَةَ }.
    وَقَالَ تَعَالَى : { وَاذْكُرُوا نِعْمَةَ اللَّهِ عَلَيْكُمْ وَمَا أَنْزَلَ عَلَيْكُمْ مِنَ الْكِتَابِ وَالْحِكْمَةِ يَعِظُكُمْ بِهِ }.
    وقَالَ تَعَالَى : { هُوَ الَّذِي بَعَثَ فِي الْأُمِّيِّينَ رَسُولًا مِنْهُمْ يَتْلُو عَلَيْهِمْ آيَاتِهِ وَيُزَكِّيهِمْ وَيُعَلِّمُهُمُ الْكِتَابَ وَالْحِكْمَةَ }
    وَقَالَ تَعَالَى عَنْ الْخَلِيلِ : { رَبَّنَا وَابْعَثْ فِيهِمْ رَسُولًا مِنْهُمْ يَتْلُو عَلَيْهِمْ آيَاتِكَ وَيُعَلِّمُهُمُ الْكِتَابَ وَالْحِكْمَةَ وَيُزَكِّيهِمْ }
    فلفظ أنزل الكتاب والحكمه ويعلمهم الكتاب والحكمه يدل على قولنا حيث غاير حرف العطف بينهما فالكتاب هو القرأن الذى يتلوه رسول الله على المسلمين ويعلمهم اياته والحكمه التى يعلمها للمسلمين هى السنه والكل منزل بالوحى فدل على حجيه الحكمه وهى السنه.
    وقَالَ تَعَالَى لازواج النبى صلى الله عليه وسلم : { وَاذْكُرْنَ مَا يُتْلَى فِي بُيُوتِكُنَّ مِنْ آيَاتِ اللَّهِ وَالْحِكْمَةِ } .
    قَالَ غَيْرُ وَاحِدٍ مِنْ الْعُلَمَاءِ : مِنْهُمْ يَحْيَى بْنُ أَبِي كَثِيرٍ وقتادة وَالشَّافِعِيُّ وَغَيْرُهُمْ ( الْحِكْمَةُ ) : هِيَ السُّنَّةُ لِأَنَّ اللَّهَ أَمَرَ أَزْوَاجَ نَبِيِّهِ أَنْ يَذْكُرْنَ مَا يُتْلَى فِي بُيُوتِهِنَّ مِنْ الْكِتَابِ وَالْحِكْمَةِ ، وَالْكِتَابُ هو الْقُرْآنُ وَمَا سِوَى ذَلِكَ مِمَّا كَانَ الرَّسُولُ يَتْلُوهُ هُوَ السُّنَّةُ.(مجمو ع الفتاوى)
    وقد اعترض بعض المعترضين على الامام الشافعى فقال :هذا القرآن يتلى فكيف تتلى الحكمة؟.
    فقال الامام الشافعى: إنما معنى التلاوة أن ينطق بالقرآن والسنة.(جماع العلم)
    وقال الشوكاني رحمه الله: قَدِ اتَّفَقَ مَنْ يُعْتَدُّ بِهِ مِنْ أَهْلِ الْعِلْمِ عَلَى أَنَّ السُّنَّةَ الْمُطَهَّرَةَ مُسْتَقِلَّةٌ بِتَشْرِيعِ الْأَحْكَامِ وَأَنَّهَا كَالْقُرْآنِ فِي تَحْلِيلِ الْحَلَالِ وَتَحْرِيمِ الْحَرَامِ، وَقَدْ ثَبَتَ عَنْهُ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنَّهُ قَالَ: "أَلَا وَإِنِّي أُوتِيتُ الْقُرْآنَ وَمِثْلَهُ مَعَهُ" أَيْ: أُوتِيَتُ الْقُرْآنَ وَأُوتِيَتُ مِثْلَهَ مِنَ السُّنَّةِ الَّتِي لَمْ يَنْطِقْ بِهَا الْقُرْآنُ، وَذَلِكَ كَتَحْرِيمِ لُحُومِ الْحُمُرِ الْأَهْلِيَّةِ وَتَحْرِيمِ كُلِّ ذِي نَابٍ مِنَ السِّبَاعِ وَمِخْلَبٍ مِنَ الطَّيْرِ، وَغَيْرِ ذَلِكَ مِمَّا لَا يَأْتِي عَلَيْهِ الْحَصْرُ.(ارشاد الفحول)
    وقال ايضا:«إِنَّ ثُبُوتَ حُجِّيَّةِ السُنَّةِ المُطَهَّرَةِ وَاسْتِقْلاَلَه َا بِتَشْرِيعِ الأَحْكَامِ ضَرُورَةٌ دِينِيَّةٌ، وَلاَ يُخَالِفُ فِي ذَلِكَ إِلاَّ مَنْ لاَ حَظَّ لَهُ فِي الإِسْلاَمِ» (ارشاد الفحول).

    وقول منكرى السنه :لو كانت حجه لامر النبى صلى الله عليه وسلم بكتابتها مثل القرأن ،فقد نهى عن كتابه غير القرأن لما روى مسلم عَنْ أَبِي سَعِيدٍ الْخُدْرِيِّ، أَنَّ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: «لاَ تَكْتُبُوا عَنِّي، وَمَنْ كَتَبَ عَنِّي غَيْرَ الْقُرْآنِ فَلْيَمْحُهُ، وَحَدِّثُوا عَنِّي، وَلاَ حَرَجَ، وَمَنْ كَذَبَ عَلَيَّ مُتَعَمِّدًا فَلْيَتَبَوَّأْ مَقْعَدَهُ مِنَ النَّارِ».قالوا فاذا كان المكتوب عنه سنه فكيف تكون حجه مع الامر بمحوها.؟

    قلت:عجبا ممن يحتجون بمثل هذا الحديث على عدم تدوين غير القرأن وهم يردون السنه جمله وتفصيلا وعله النهى الخوف من اختلاط القرأن بغيره.
    اخذوا بأحاديث النهى عن الكتابه واحتجوا بها وهى من السنه لانها توافق هواهم ثم ردو مانُقل من روايات دُوِنت وعُمِلَ بها جيلا بعد جيل لم يطعن فيها احد فتناقضوا ولو انصفوا لجمعوا بين الروايات لان اطراح احد الدليلين بالترجيح يكون عند تعذر الجمع .
    عن عبد الله بن عمرو قال كنت أكتب كل شيء أسمعه من رسول الله صلى الله عليه وسلم وأريد حفظه فنهتني قريش عن ذلك قالوا تكتب كل شيء تسمعه من رسول الله صلى الله عليه وسلم ورسول الله صلى الله عليه وسلم يتكلم في الرضى والغضب قال فأمسكت فذكرت ذلك للنبي صلى الله عليه وسلم فأشار بيده إلى فيه فقال:( أكتب فوالذي نفسي بيده ما يخرج منه إلا حق).عبد الرزاق في مصنفه ج 5/ ص 313 حديث رقم: 26428
    وقال رسول الله صلى الله عليه وسلم:(لِيُبَلِّغ ِ الشَّاهِدُ الغَائِبَ، فَإِنَّ الشَّاهِدَ عَسَى أَنْ يُبَلِّغَ مَنْ هُوَ أَوْعَى لَهُ مِنْهُ) اخرجه البخارى ومسلم.
    وذلك فى حجه الوداع وشهدها من الصحابه الالاف وقد امر النبى صلى الله عليه وسلم بكتابه خطبته فى ذلك اليوم لابى شاه .
    عن ابى هريره ان رسول الله صلى الله عليه وسلم فى فتح مكه ركب راحلته فخطب فقال إن الله حبس عن مكة الفيل وسلط عليها رسوله والمؤمنين ألا وإنها أحلت لي ساعة من النهار ألا وإنها ساعتي هذه حرام لا يختلى شوكها ولا يعضد شجرها ولا يلتقط ساقطتها إلا منشد ومن قتل له قتيل فهو بخير النظرين إما أن يقتل وإما أن يفادي أهل القتيل قال فجاء رجل يقال له أبو شاه فقال اكتب لي يا رسول الله قال اكتبوا لأبي شاه فقال رجل من قريش إلا الاذخر يا رسول الله فانا نجعله في بيوتنا وقبورنا فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم إلا الاذخر.(مصنف عبد الرزاق)

    قلت :امر بكتابه خطبته لابى شاه فدل على حجيه مافيها من احكام،
    فالنهى عن كتابه غير القرأن كان اول الامر حتى لا يختلط بغيره .
    فالقرأن الكريم نزل منجما حسب الوقائع والاحوال وكان ينزل من السوره بعض الايات وينزل من غيرها بعض الايات وتُنسخ بعض الايات كما سنبين ذلك فى مبحث النسخ ان شاء الله.
    فكان النبى صلى الله عليه وسلم يأمر كاتب الوحى بين يديه ان يجعل هذه الايات فى سوره كذا وهذه تتمه سوره كذا وهذا كله ثابت فكان التحرى والدقه الا يختلط القرأن بغيره ويُحفظ فى الصدور كاملا ولا يخشى عليه بعد ذلك .
    القرأن الكريم أٌنزل متعبدا بتلاوته لايجوز تغير حرف مكان حرف او قراءته بالمعنى بعكس الحديث فيمكن التحديث بمعناه وليس كالقرأن متعبدا به فكان لابد من تدوين لفظ القرأن الكريم فلما علم اسلوب ولفظ القرأن وانه يختلف عن لفظ الحديث جاءت الاباحه بتدوين الحديث الشريف.
    وقد صحت الروايات بكتابه السنه والعمل بها فلا تعارض والحمد لله.
    قال الله تعالى لنبيه :( لَا تُحَرِّكْ بِهِ لِسَانَكَ لِتَعْجَلَ بِهِ * إِنَّ عَلَيْنَا جَمْعَهُ وَقُرْآنَهُ * فَإِذَا قَرَأْنَاهُ فَاتَّبِعْ قُرْآنَهُ * ثُمَّ إِنَّ عَلَيْنَا بَيَانه).
    قوله تعالى:( ثُمَّ إِنَّ عَلَيْنَا بَيَانه)اى انه سبحانه وتعالى المتكفل ببيان القرأن وتوضيح احكامه.
    ثم وجدناه سبحانه وتعالى فى ايه اخرى يندب الرسول الى بيان احكام ما اُنزل الى الناس فقال تعالى:(وَأَنْزَل ْنَا إِلَيْكَ الذِّكْرَ لِتُبَيِّنَ لِلنَّاسِ مَا نُزِّلَ إِلَيْهِمْ) واقوال الله لاتتعارض ومن اصدق من الله حديثا ،فعلمنا ان من بيان القرأن الكريم ماانزله الله فى كتابه واضحا ومنه ماجعل لرسوله صلى الله عليه وسلم بيانه بالسنه التى هى وحى من عند الله فالبيان مأله كله يرجع الى الله.
    قال تعالى :( وَلَا تَعْجَلْ بِالْقُرْآنِ مِنْ قَبْلِ أَنْ يُقْضَى إِلَيْكَ وَحْيُهُ وَقُلْ رَبِّ زِدْنِي عِلْمًا) والمتأمل لهذه الايه يرى حرص النبى الكريم على اللفظ القرأنى وخوفه من نسيان بعض حروفه .
    والصحابه رضى الله عنهم لم يكونوا جميعا يعرفون القراءه والكتابه بل القليل منهم وكان اعتمادهم مع وجود الالواح على الحفظ ولذلك قال بعض اهل العلم ان هذه الامه تميزت عن غيرها من الامم بالحفظ والاسناد وهذا واضح لاشك فيه.
    قال تعالى : (بَلْ هُوَ آيَاتٌ بَيِّنَاتٌ فِي صُدُورِ الَّذِينَ أُوتُوا الْعِلْمَ وَمَا يَجْحَدُ بِآيَاتِنَا إِلَّا الظَّالِمُونَ).
    فانظر يرحمك الله كيف حكى الله سبحانه وتعالى ان الايات حفظها فى الصدور لان الكتابه ليست سبيل الحفظ وحدها فلا حجه فى دعوى المحتج والذين نقلوا قول النبى صلى الله عليه وسلم بعدم الكتابه هم الصحابه الذين نقلوا سنته المكتوبه وعملت الامه بها جيلا بعد جيل وفى حديث عبد الله بن عمرو بن العاص (رضى الله عنهما) لمَّا نهته قريش عن الكتابه وسماح النبى صلى الله عليه وسلم له بالكتابه ما يدل على قولنا.
    قال: يا رسول الله أكتب عنك ما سمعت قال: نعم .قال: في الغضب
    والرضى ؟قال: (نعم فإنه لا ينبغي لي أن أقول في ذلك إلا حقا) .وهذ فعل اقترن بأقرار الرسول صلى الله عليه وسلم وقد مر معنا فى بعض الروايات بلفظ (اكتب).وهذا لفظ امر .
    روى البخارى فى صحيحه بسنده عن أَبَى هُرَيْرَةَ قال: (مَا مِنْ أَصْحَابِ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَحَدٌ أَكْثَرَ حَدِيثًا عَنْهُ مِنِّي، إِلَّا مَا كَانَ مِنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَمْرٍو، فَإِنَّهُ كَانَ يَكْتُبُ وَلاَ أَكْتُبُ) .
    وعند احمد عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ،قال: ( مَا كَانَ أَحَدٌ أَعْلَمَ بِحَدِيثِ رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مِنِّي، إِلَّا مَا كَانَ مِنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ عَمْرٍو، فَإِنَّهُ كَانَ يَكْتُبُ بِيَدِهِ، وَيَعِيهِ بِقَلْبِهِ، وَكُنْتُ أَعِيهِ بِقَلْبِي، وَلَا أَكْتُبُ بِيَدِي، وَاسْتَأْذَنَ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فِي الْكِتَابِ عَنْهُ، فَأَذِنَ لَهُ ).
    وجاء عن بعض اهل العلم توجيه التعارض بين المنع من الكتابه والسماح بها
    على أقوال نذكر بعضا منها:
    -ان هذا كان اول الامر عند خوف اختلاط القرأن بغيره .
    قلت:ويرجح هذا الامر قول الله تعالى لرسوله :( وَلَا تَعْجَلْ بِالْقُرْآنِ مِنْ قَبْلِ أَنْ يُقْضَى إِلَيْكَ وَحْيُهُ وَقُلْ رَبِّ زِدْنِي عِلْمًا)وقوله تعالى: ( لَا تُحَرِّكْ بِهِ لِسَانَكَ لِتَعْجَلَ بِهِ * إِنَّ عَلَيْنَا جَمْعَهُ وَقُرْآنَهُ * فَإِذَا قَرَأْنَاهُ فَاتَّبِعْ قُرْآنَهُ * ثُمَّ إِنَّ عَلَيْنَا بَيَانه). فانه تنبيه للرسول بعدم ضياع القرأن الكريم وان الله سبحانه متكفل بالجمع والحفظ ، ولان القرأن حال نزوله كان يُنسخ منه بعض الايات وقد نزل منجما فكان لابد من كتابته فى الصحف مع حفظه فى الصدور.
    ومن توجيه التعارض ايضا: جعل الاذن بالكتابه ناسخ للامر بعدم الكتابه لتأخر الاخبار المبيحه.
    ومنها :ان الامر بمحو ماعدا القرأن اى لايكتب غير القرأن فى اللوح الواحد كتفسير او فقه او غيره.
    ومنها: ان هذا امر لمن يكتب الوحى بالقرأن بين يدي الرسول صلى الله عليه وسلم.

    قلت :ولو كانت الكتابه وحدها الحجه لَمَا حُرِفّت وغُيِّرَت التوراه وقد اُنزلت مكتوبه من لدن رب الارض والسماء.
    قال تعالى( وَكَتَبْنَا لَهُ فِي الْأَلْوَاحِ مِنْ كُلِّ شَيْءٍ مَوْعِظَةً وَتَفْصِيلًا لِكُلِّ شَيْءٍ فَخُذْهَا بِقُوَّةٍ وَأْمُرْ قَوْمَكَ يَأْخُذُوا بِأَحْسَنِهَا سَأُرِيكُمْ دَارَ الْفَاسِقِينَ).
    وقال تعالى :( فَوَيْلٌ لِلَّذِينَ يَكْتُبُونَ الْكِتَابَ بِأَيْدِيهِمْ ثُمَّ يَقُولُونَ هَذَا مِنْ عِنْدِ اللَّهِ لِيَشْتَرُوا بِهِ ثَمَنًا قَلِيلًا فَوَيْلٌ لَهُمْ مِمَّا كَتَبَتْ أَيْدِيهِمْ وَوَيْلٌ لَهُمْ مِمَّا يَكْسِبُونَ)
    و ماحُرفت وغُيرت الكتب السابقه الا ومن بين اسباب ذلك فقدان شرط اتصال سند السماع.
    فالقرأن الكريم تواتر لفظه ومعناه وقطعت الامه بتواتره وانه هو هو المنزل على رسول الله صلى الله عليه وسلم يقينا لم يتغير ولم يُبدل .
    حفظته الامه وتلقته شفاهه من افواه الرجال ولم تنتشر المصاحف وتعم الارض الا فى العصر الحديث مع ظهور الات الطباعه .
    ومنذ أول الامر والى ان يشاء الله سيظل تلقى القرأن الكريم شفاهه بسند متصل رغم وجود الكتب لانه من أصح السبل للحفظ وعدم التصحيف والحجه فى القرأن انه عُمل به وقطعت الامه بصحته وتلقته بالقبول ،كذلك اخبار السنه جلها احاد وتلقتها الامه بالقبول واعطاها عمل الامه تواترا معنويا رفعها الى درجه القطع فكيف لاتكون حجه.
    واما احتجاجهم بالحديث الذى رواه الامام مسلم لا حجه لهم فيه فقد امر النبى صلى الله عليه وسلم بمحو كل ماعدا القرأن ثم قال وحدثوا عنى ولاحرج وهل يكون الحديث عن رسول الله صلى الله عليه وسلم الا نقلا عنه وهل يكون بكلام خالٍ عن فائده معاذ الله فان ما تحدثوا به عن رسول الله صلى الله عليه وسلم احكام الكتاب والسنه .
    ومن تأمل نص الحديث جيدا بلا تقليدٍ أعمى علم ان حفظ القرأن بالكتابه اولا حتى لايختلط حرفا بحرف فتكون المعجزه الخالده مثارا لطعن احد ، روى الامام احمد فى مسنده عَنْ خَارِجَةَ بْنِ زَيْدٍ أَنَّ أَبَاهُ زَيْدًا أَخْبَرَهُ أَنَّهُ لَمَّا قَدِمَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ الْمَدِينَةَ قَالَ زَيْدٌ ذُهِبَ بِي إِلَى النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَأُعْجِبَ بِي فَقَالُوا يَا رَسُولَ اللَّهِ هَذَا غُلَامٌ مِنْ بَنِي النَّجَّارِ مَعَهُ مِمَّا أَنْزَلَ اللَّهُ عَلَيْكَ بِضْعَ عَشْرَةَ سُورَةً فَأَعْجَبَ ذَلِكَ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَقَالَ يَا زَيْدُ تَعَلَّمْ لِي كِتَابَ يَهُودَ فَإِنِّي وَاللَّهِ مَا آمَنُ يَهُودَ عَلَى كِتَابِي قَالَ زَيْدٌ فَتَعَلَّمْتُ كِتَابَهُمْ مَا مَرَّتْ بِي خَمْسَ عَشْرَةَ لَيْلَةً حَتَّى حَذَقْتُهُ وَكُنْتُ أَقْرَأُ لَهُ كُتُبَهُمْ إِذَا كَتَبُوا إِلَيْهِ وَأُجِيبُ عَنْهُ إِذَا كَتَب.(مسند الامام احمد)
    قلت:وذلك يبين حرص النبى صلى الله عليه وسلم على القرأن لذلك امر بتدوينه اولا بأول واعتنى بذلك جيدا .
    ويوضح ماقلنا من ان النهى كان فى اول الامر ثم رُفِع بعد ذلك فقد وُجِدَ عند ابى بكر كتاب فرائض الصدقه وكذلك عند على ابن ابى طالب صحيفه فيها بعض احكام الجراحات وفكاك الاسير وكذلك عند عبد الله بن عمرو بن العاص صحف الاحاديث المسماه بالصادقه أو كتاب عمرو بن شعيب عن ابيه عن جده .وكتاب عمرو بن حزم وابى شاه وغيرهم وهى كتب يرجع اليها المسلمون فى فقه دينهم وذلك يدل على تدوين السنه وعدم اهمال كتابتها مع الاعتماد على الحفظ والا فكيف يُظَنُ بهؤلاء الاجلاء مخالفه امر النبى صلى الله عليه وسلم؟.ا.
    واول جمع للمصحف الشريف كان بعد قتل اكثر القراء الحافظين لكتاب الله فى حروب الرده فى زمن خلافه ابى بكر رضى الله عنه وارضاه وهذا يوضح ان الحفظ فى الصدور كان هو المعول عليه ولو كانت السنه غير حجه فلماذا حذر رسول الله صلى الله عليه وسلم من الكذب عليه وقال (حدثوا عنى ولاحرج ومن كذب على متعمدا فليتبوء مقعده من النار ).
    وقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم :( يَكُونُ فِى آخِرِ الزَّمَانِ دَجَّالُونَ كَذَّابُونَ يَأْتُونَكُمْ مِنَ الأَحَادِيثِ بِمَا لَمْ تَسْمَعُوا أَنْتُمْ وَلاَ آبَاؤُكُمْ فَإِيَّاكُمْ وَإِيَّاهُمْ لاَ يُضِلُّونَكُمْ وَلاَ يَفْتِنُونَكُمْ ). رواه مسلم
    فحذر من الاحاديث المكذوبه فكيف لاتكون الاحاديث الصحيحه حجه ،ثم ان اهل الكفر ومن تبعهم منذ اول الامر والى ان يشاء الله ما زالوا يكيدون لاهل الاسلام والطعن فى كتاب الله فلما اعياهم وجهوا سهامهم نحو السنه النبويه واغروا سفهاء المسلمين ممن باع دينه بدنياهم للطعن فى حجيتها ،
    ورسموا المنهج الشيطانى لجعل المسلمين بلا اسلام وذلك بصياغه تفسيرات للنصوص والاحكام على شواذ معانى اللغه وموافقه كل مالم يُنَزِل به الله من سلطان مما يوافق اهواء اهل الكفر والالحاد .
    وقد حدث بعضا مما نقول ففى الغرب الكافر على سبيل المثال لاالحصر قضيه تزويج المسلمه من غير المسلم حدث ذلك بفتوى تنويريه من شيخ تنويرى على زعمهم تم لى عنق النص وتنحيه السنه والاجماع واخرجوا لهم حكما لايحتمله المعنى مضاد للشرع والعياذ بالله والنماذج كثيره .
    فان استطاعوا ان يُنَحّوا السنه جانبا ويُظهروا باطلهم فمن اليسير بعد ذلك ان يطعنوا فى دلاله الاحكام الثابته فى القرأن من حرام وحلال وكفر وايمان لان الضابط فى ذلك العقل العلمانى التغريبى فتضيع امه الاسلام ،
    والله متم نوره ولو كره الكافرون.

  3. #3
    تاريخ التسجيل
    Oct 2010
    الدولة
    مصر
    المشاركات
    418

    افتراضي رد: بحث حجيه السنه

    البيان

    فصل :بيان السنه وحجيتها:
    انظر اخى المسلم الى بيان السنه المطهره وكيف استقلت بالتشريع مثل الكتاب .
    قال تعالى:( وَمَا جَعَلْنَا الْقِبْلَةَ الَّتِي كُنْتَ عَلَيْهَا إِلَّا لِنَعْلَمَ مَنْ يَتَّبِعُ الرَّسُولَ مِمَّنْ يَنْقَلِبُ عَلَى عَقِبَيْهِ وَإِنْ كَانَتْ لَكَبِيرَةً إِلَّا عَلَى الَّذِينَ هَدَى اللَّهُ وَمَا كَانَ اللَّهُ لِيُضِيعَ إِيمَانَكُمْ إِنَّ اللَّهَ بِالنَّاسِ لَرَءُوفٌ رَحِيمٌ (143) قَدْ نَرَى تَقَلُّبَ وَجْهِكَ فِي السَّمَاءِ فَلَنُوَلِّيَنّ َكَ قِبْلَةً تَرْضَاهَا فَوَلِّ وَجْهَكَ شَطْرَ الْمَسْجِدِ الْحَرَامِ وَحَيْثُ مَا كُنْتُمْ فَوَلُّوا وُجُوهَكُمْ شَطْرَهُ).
    وروى البخارى فى صحيحه عَنِ البَرَاءِ بْنِ عَازِبٍ، أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ كَانَ أَوَّلَ مَا قَدِمَ المَدِينَةَ نَزَلَ عَلَى أَجْدَادِهِ، أَوْ قَالَ أَخْوَالِهِ مِنَ الأَنْصَارِ، وَأَنَّهُ «صَلَّى قِبَلَ بَيْتِ المَقْدِسِ سِتَّةَ عَشَرَ شَهْرًا، أَوْ سَبْعَةَ عَشَرَ شَهْرًا، وَكَانَ يُعْجِبُهُ أَنْ تَكُونَ قِبْلَتُهُ قِبَلَ البَيْتِ، وَأَنَّهُ صَلَّى أَوَّلَ صَلاَةٍ صَلَّاهَا صَلاَةَ العَصْرِ، وَصَلَّى مَعَهُ قَوْمٌ» فَخَرَجَ رَجُلٌ مِمَّنْ صَلَّى مَعَهُ، فَمَرَّ عَلَى أَهْلِ مَسْجِدٍ وَهُمْ رَاكِعُونَ، فَقَالَ: أَشْهَدُ بِاللَّهِ لَقَدْ صَلَّيْتُ مَعَ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قِبَلَ مَكَّةَ، فَدَارُوا كَمَا هُمْ قِبَلَ البَيْتِ.

    قلت :صلاه رسول الله صلى الله عليه وسلم سته عشر شهرا او اكثر الى بيت المقدس _اعاده الله الى المسلمين وفك اسره من رجس اليهود المعتدين _اما ان تكون بنص من القرأن او لا، فنظرنا فى كتاب الله تعالى فلم نجد نص توجيه القبله الى بيت المقدس وانما وجدنا نص تحويل القبله من بيت المقدس الى بيت الله الحرام.
    ولم يُنقل عن احد من اصحاب النبى صلى الله عليه وسلم مخالفه ذلك الامر فعلمنا ان الامر بالتوجه كان بالسنه وانها تستقل بالاحكام كالكتاب وهذا واضح لاشك فيه.
    بيان ذلك:
    اننا قد علمنا ان رسول الله صلى الله عليه وسلم قد توجه واصحابه فى الصلاه الى بيت المقدس كما جاء فى الذكر الحكيم والروايات الصحيحه ثم لم نجد ايه واحده تذم او تعاتب النبى والمسلمين على ذلك بل قال تعالى: (وَمَا جَعَلْنَا الْقِبْلَةَ الَّتِي كُنْتَ عَلَيْهَا إِلَّا لِنَعْلَمَ مَنْ يَتَّبِعُ الرَّسُولَ مِمَّنْ يَنْقَلِبُ عَلَى عَقِبَيْهِ).
    وهذه الايه حجه على من ينكر السنه ويردها بنص الكتاب لان الله تعالى يخبر
    انه ارتضى توجه النبى الى بيت المقدس رغم عدم نزول قرأن بهذا التوجه
    وانما ذلك بالسنه لانها وحى من عند الله ،فدل ذلك على ان سنه النبى واجبه الاتباع ،وقوله تعالى:(يتبع الرسول) يدل على ذلك لان الدين لله والامر لله فاين فى كتاب الله الامر بالتوجه الى بيت المقدس قبل تحويل القبله؟
    فلابد لكل ذى عقل ان يعلم ان الله سبحانه وتعالى شَرَعَ لنبيه احكاما مع احكام الكتاب وهى السنه وجعلها حجه مثل الكتاب.
    فمن رد سنه الرسول صلى الله عليه وسلم فقد رد قول الله سبحانه وتعالى:(وَمَا آتَاكُمُ الرَّسُولُ فَخُذُوهُ وَمَا نَهَاكُمْ عَنْهُ فَانْتَهُوا وَاتَّقُوا اللَّهَ إِنَّ اللَّهَ شَدِيدُ الْعِقَابِ).
    قال ابن كثيررحمه الله : أَيْ: مَهْمَا أَمَرَكُمْ بِهِ فَافْعَلُوهُ، وَمَهْمَا نَهَاكُمْ عَنْهُ فَاجْتَنِبُوهُ، فَإِنَّهُ إِنَّمَا يَأْمُرُ بِخَيْرٍ وَإِنَّمَا يَنْهَى عَنْ شَرٍّ.
    وروى ابْنُ أَبِي حَاتِمٍ عَنْ مَسْرُوقٍ قَالَ: جَاءَتِ امْرَأَةٌ إِلَى ابْنِ مَسْعُودٍ فَقَالَتْ: بَلَغَنِي أَنَّكَ تَنْهَى عَنِ الْوَاشِمَةِ وَالْوَاصِلَةِ، أَشَيْءٌ وَجَدْتَهُ فِي كِتَابِ اللَّهِ أَوْ عَنْ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ؟ قَالَ: بَلَى، شَيْءٌ وَجَدْتُهُ فِي كِتَابِ اللَّهِ وَعَنْ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ. قَالَتِ: وَاللَّهِ لَقَدْ تَصَفَّحْتُ مَا بَيْنَ دَفَّتَيِ الْمُصْحَفِ فَمَا وَجَدْتُ فِيهِ الَّذِي تَقُولُ!. قَالَ: فَمَا وَجَدْتِ فِيهِ: {وَمَا آتَاكُمُ الرَّسُولُ فَخُذُوهُ وَمَا نَهَاكُمْ عَنْهُ فَانْتَهُوا} ؟ قَالَتْ: بَلَى. قَالَ: فَإِنِّي سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَنْهَى عَنِ الْوَاصِلَةِ وَالْوَاشِمَةِ وَالنَّامِصَةِ.
    قال تعالى:(فَلْيَحْذ َرِ الَّذِينَ يُخَالِفُونَ عَنْ أَمْرِهِ أَنْ تُصِيبَهُمْ فِتْنَةٌ أَوْ يُصِيبَهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ).
    قال ابن كثيررحمه الله : أَيْ: عَنْ أَمْرَ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، وَمِنْهَاجُهُ وَطَرِيقَتُهُ وَسُنَّتُه وَشَرِيعَتُهُ، فَتُوزَنُ الْأَقْوَالُ وَالْأَعْمَالُ بِأَقْوَالِهِ وَأَعْمَالِهِ، فَمَا وَافَقَ ذَلِكَ قُبِل، وَمَا خَالَفَهُ فَهُوَ مَرْدُود عَلَى قَائِلِهِ وَفَاعِلِهِ، كَائِنًا مَا كَانَ، كَمَا ثَبَتَ فِي الصَّحِيحَيْنِ وَغَيْرِهِمَا، عَنْ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنَّهُ قَالَ: "مَنْ عَمِلَ عَمَلا لَيْسَ عَلَيْهِ أَمْرُنَا فَهُوَ رَدّ".
    وقال ايضا: فَلْيَحْذَرْ وليخْشَ مَنْ خَالَفَ شَرِيعَةَ الرَّسُولِ بَاطِنًا أَوْ ظَاهِرًا {أَنْ تُصِيبَهُمْ فِتْنَةٌ} أَيْ: فِي قُلُوبِهِمْ، مِنْ كُفْرٍ أَوْ نِفَاقٍ أَوْ بِدْعَةٍ، {أَوْ يُصِيبَهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ} أَيْ: فِي الدُّنْيَا، بِقَتْلٍ، أَوْ حَد، أَوْ حَبْسٍ، أَوْ نَحْوِ ذَلِكَ.
    روى الْإِمَامُ أَحْمَدُ عن أَبُو هُرَيرة قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: "مَثَلِي وَمَثَلُكُمْ كَمَثَلِ رَجُلٍ اسْتَوْقَدَ نَارًا، فَلَمَّا أَضَاءَتْ مَا حَوْلَهَا . جَعَلَ الْفَرَاشُ وَهَذِهِ الدَّوَابُّ اللَّاتِي يَقَعْنَ فِي النَّارِ يَقَعْنَ فِيهَا، وَجَعَلَ يَحْجِزُهُنَّ وَيَغْلِبْنَهُ ويتقحَّمن فِيهَا". قَالَ: "فَذَلِكَ مَثَلِي وَمَثَلُكُمْ، أَنَا آخِذٌ بحجزِكم عَنِ النَّارِ هَلُمَّ عَنِ النَّارِ، فَتَغْلِبُونِي وَتَقْتَحِمُونَ فِيهَا". (تفسير ابن كثير)
    *******
    قال تعالى:وَمَا كَانَ لِمُؤْمِنٍ وَلَا مُؤْمِنَةٍ إِذَا قَضَى اللَّهُ وَرَسُولُهُ أَمْرًا أَنْ يَكُونَ لَهُمُ الْخِيَرَةُ مِنْ أَمْرِهِمْ وَمَنْ يَعْصِ اللَّهَ وَرَسُولَهُ فَقَدْ ضَلَّ ضَلَالًا مُبِينًا
    قال ابن كثير رحمه الله:قَالَ الْعَوْفِيُّ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ: قَوْلُهُ: {وَمَا كَانَ لِمُؤْمِنٍ وَلا مُؤْمِنَةٍ} الْآيَةِ، وَذَلِكَ أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ انْطَلَقَ لِيَخْطُبَ عَلَى فَتَاهُ زَيْدِ بْنِ حَارِثَةَ، فَدَخَلَ عَلَى زَيْنَبَ بِنْتِ جَحْشٍ الْأَسَدِيَّةِ فَخَطَبَهَا، فَقَالَتْ: لَسْتُ بِنَاكِحَتِهِ، فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: "بَلْ فَانْكِحِيهِ". قَالَتْ: يَا رَسُولَ اللَّهِ، أُؤَامَرُ فِي نَفْسِي. فَبَيْنَمَا هُمَا يَتَحَدَّثَانِ أَنْزَلَ اللَّهُ هَذِهِ الْآيَةَ عَلَى رَسُولِهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: {وَمَا كَانَ لِمُؤْمِنٍ وَلا مُؤْمِنَةٍ إِذَا قَضَى اللَّهُ وَرَسُولُهُ أَمْرًا} الْآيَةَ، قَالَتْ: قَدْ رَضِيتُهُ لِي مُنْكِحًا يَا رَسُولَ اللَّهِ؟ قَالَ: "نَعَمْ". قَالَتْ: إِذًا لَا أَعْصِي رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عليه وسلم، قد أنكحته نفسي .
    وَقَالَ ابْنُ جُرَيْج أَخْبَرَنِي عَامِرُ بْنُ مُصْعَبٍ، عَنْ طَاوُسٍ قَالَ: إِنَّهُ سَأَلَ ابْنَ عَبَّاسٍ عَنْ رَكْعَتَيْنِ بَعْدَ الْعَصْرِ، فَنَهَاهُ، وَقَرَأَ ابْنُ عَبَّاسٍ، رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ : {وَمَا كَانَ لِمُؤْمِنٍ وَلا مُؤْمِنَةٍ إِذَا قَضَى اللَّهُ وَرَسُولُهُ أَمْرًا أَنْ يَكُونَ (12) لَهُمُ الْخِيَرَةُ مِنْ أَمْرِهِمْ} .
    فَهَذِهِ الْآيَةُ عَامَّةٌ فِي جَمِيعِ الْأُمُورِ، وَذَلِكَ أَنَّهُ إِذَا حَكَمَ اللَّهُ وَرَسُولُهُ بِشَيْءٍ، فَلَيْسَ لِأَحَدٍ مُخَالَفَتُهُ وَلَا اخْتِيَارَ لِأَحَدٍ هَاهُنَا، وَلَا رَأْيَ وَلَا قَوْلَ، كَمَا قَالَ تَعَالَى: {فَلا وَرَبِّكَ لَا يُؤْمِنُونَ حَتَّى يُحَكِّمُوكَ فِيمَا شَجَرَ بَيْنَهُمْ ثُمَّ لَا يَجِدُوا فِي أَنْفُسِهِمْ حَرَجًا مِمَّا قَضَيْتَ وَيُسَلِّمُوا تَسْلِيمًا}
    يُقْسِمُ تَعَالَى بِنَفْسِهِ الْكَرِيمَةِ الْمُقَدَّسَةِ: أَنَّهُ لَا يُؤْمِنُ أَحَدٌ حَتَّى يُحَكم الرَّسُولَ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فِي جَمِيعِ الْأُمُورِ، فَمَا حَكَمَ بِهِ فَهُوَ الْحَقُّ الَّذِي يَجِبُ الِانْقِيَادُ لَهُ بَاطِنًا وَظَاهِرًا؛ وَلِهَذَا قَالَ: {ثُمَّ لَا يَجِدُوا فِي أَنْفُسِهِمْ حَرَجًا مِمَّا قَضَيْتَ وَيُسَلِّمُوا تَسْلِيمًا} أَيْ: إِذَا حَكَّمُوكَ يُطِيعُونَكَ فِي بَوَاطِنِهِمْ فَلَا يَجِدُونَ فِي أَنْفُسِهِمْ حَرَجًا مِمَّا حَكَمْتَ بِهِ، وَيَنْقَادُونَ لَهُ فِي الظَّاهِرِ وَالْبَاطِنِ فَيُسَلِّمُونَ لِذَلِكَ تَسْلِيمًا كُلِّيًّا مِنْ غَيْرِ مُمَانِعَةٍ وَلَا مُدَافِعَةٍ وَلَا مُنَازِعَةٍ، كَمَا وَرَدَ فِي الْحَدِيثِ: "وَالَّذِي نَفْسِي بِيَدِهِ لَا يُؤْمِنُ أَحَدُكُمْ حَتَّى يَكُونَ هَوَاهُ تَبَعًا لِمَا جِئْتُ بِهِ".

    قال تعالى : {فَإِنْ تَنَازَعْتُمْ فِي شَيْءٍ فَرُدُّوهُ إِلَى اللَّهِ وَالرَّسُولِ إِنْ كُنْتُمْ تُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الآخِرِ}
    قلت:امر الله تعالى الامه عند التنازع ان يكون الحكم بينها بالكتاب الكريم وهذا مفهوم قوله تعالى (فَرُدُّوهُ إِلَى اللَّهِ) ثم عطف بالرد الى رسول الله صلى الله عليه وسلم( فَرُدُّوهُ إِلَى اللَّهِ وَالرَّسُولِ) ولو كان الرد كمايزعمون الى فهم الرسول لنصوص القرأن فى حياته دون حجيه سنته لكان هذا من المشكلات حيث يكون فهم الرسول للقرأن لم يصل الى باقى الامه وانما كان لزمانهم فقط لانه على زعمهم لم يصل بالتواتر ويترتب على هذا الزعم الا يلزم مَن بعد الصحابه هذا الفهم ،مع ان الايه برد التنازع عامه لكل الامه .
    ولان من شهدوا التنزيل وهم افصح العرب لو كانوا يخطئون فهم بعض احكام الشرع او تفسير بعض الايات فمن بعدهم اولى ثم كيف يُحتج على الامه بحفظ الذكر اذا ومافائده حفظ الحروف دون معرفه مرادها وكيفيه العمل بها.
    فلو رُدت السنه المبينه للقرأن سيكون من تبعات ذلك ان يوجد فى متأخرى الامه من المطلقات من تعتد بثلاث حيض واخرى تعتد بثلاثه اطهار والدليل من القرأن الكريم قال تعالى : ( وَالْمُطَلَّقَا تُ يَتَرَبَّصْنَ بِأَنْفُسِهِنَّ ثَلَاثَةَ قُرُوءٍ )
    ولفظ القرء من الالفاظ المتضاده ولاشك ان الحكم الصواب واحداً اذا فاللفظ الظاهر لايستقل بالحكم وحده لانه يحتمل اكثر من معنى فلابد من مبين شرعى يُحمل عليه احد المعانى ليستخرج الفقيه الحكم فاللفظ هنا لم يستقل بنفسه وانما احتاج لمبين .
    ولاحجه لمن يقول ايراد هذا المثال هنا من الخطأ لان هذا حادث بين اراء الفقهاء فى نفس هذه الايه نقول له ان الحكم الصواب واحد فالحق واحد وهذه الاشاره فقط لتبين ان اللفظ وان كان قرأنا كريما فليس كل ماجاء فيه من الفاظ الاحكام مستقلا بذاته بالحكم فيحتاج الى بيان لتوضيح المراد ، وهو مايطلق عليه قطعى الثبوت ظنى الدلاله.
    فرد السنه ردا لبيان القرأن لان الكتاب كما أوضحنا وان كانت نصوصه قطعيه لكن دلاله بعض هذه النصوص على الاحكام منها ماهوقطعى ومنها ماهو ظنى.
    وفى الكتاب بعض ايات منسوخه كماقال تعالى :(مَا نَنْسَخْ مِنْ آيَةٍ أَوْ نُنْسِهَا نَأْتِ بِخَيْرٍ مِنْهَا أَوْ مِثْلِهَا أَلَمْ تَعْلَمْ أَنَّ اللَّهَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ) ولم تُعلم اغلب الايات المنسوخه الا من بيان السنه .

    وعند رد بيان السنه سيكون فى الامه من تعتد بعد وفاه زوجها اربعه اشهر وعشرا بنص الكتاب (وَالَّذِينَ يُتَوَفَّوْنَ مِنْكُمْ وَيَذَرُونَ أَزْوَاجًا يَتَرَبَّصْنَ بِأَنْفُسِهِنَّ أَرْبَعَةَ أَشْهُرٍ وَعَشْرًا) .
    وتعتد اخرى مثلها بعد وفاه زوجها سنه كامله ايضا بنص الكتاب (وَالَّذِينَ يُتَوَفَّوْنَ مِنْكُمْ وَيَذَرُونَ أَزْوَاجًا وَصِيَّةً لِأَزْوَاجِهِمْ مَتَاعًا إِلَى الْحَوْلِ غَيْرَ إِخْرَاجٍ).
    وفى هذا اختلاف وافتراء على الشرع.

    ايضا سيكون حكم المرأه اذا زنت ان تُحبس فى بيتها فلا تخرج منه حتى وفاتها بنص الكتاب (وَاللَّاتِي يَأْتِينَ الْفَاحِشَةَ مِنْ نِسَائِكُمْ فَاسْتَشْهِدُوا عَلَيْهِنَّ أَرْبَعَةً مِنْكُمْ فَإِنْ شَهِدُوا فَأَمْسِكُوهُنّ َ فِي الْبُيُوتِ حَتَّى يَتَوَفَّاهُنَّ الْمَوْتُ أَوْ يَجْعَلَ اللَّهُ لَهُنَّ سَبِيلًا).
    ويكون حكم اخرى مثلها الجلد مائه جلده كل ذلك بنص الكتاب(الزَّانِ َةُ وَالزَّانِي فَاجْلِدُوا كُلَّ وَاحِدٍ مِنْهُمَا مِائَةَ جَلْدَةٍ).
    وبهذا النص والذى قبله يتساوى الثيب والبكر واذا كان حد الجلد على العبيد النصف كيف يُنَصّفُ حد الحبس حتى الوفاه اا؟..
    وستكون حجه من اخذ حكما من ايه وترك اخرى هى نفس حجه مخالفه فتضيع الاحكام وتتفرق الامه.
    هذه بعض امثله فقط فانظر اخى المسلم كيف يمكرون ليحرفوا احكام الكتاب فيتوهم متوهم ان فى كتاب الله تعالى اختلافا وتحريفا مثل كتب اليهود والنصارى ،فنعوذ بالله من الخذلان والكفر بعد الايمان .
    انما طريقه اهل الحق ان يتبعوا سنه النبى صلى الله عليه وسلم لانها فصلت الاحكام وبينت المجمل ودلت على الناسخ والمنسوخ .
    ولو كان الكتاب مستقلا دون السنه بالحكم والتشريع كما زعموا فلماذا كذَّبهم الحق سبحانه وتعالى وذكر الرد الى الرسول وقدعلمنا ان الرد يكون اليه فى حياته ثم بعد وفاته الى سنته صلى الله عليه وسلم لان الايه عامه باجماع الناس لكل الامه من اولها الى اخرها .
    قال ابن كثير رحمه الله: قَالَ مُجَاهِدٌ وَغَيْرُ وَاحِدٍ مِنَ السَّلَفِ: أَيْ: إِلَى كِتَابِ اللَّهِ وَسَنَةِ رَسُولِهِ.وَهَذ ا أَمْرٌ مِنَ اللَّهِ، عَزَّ وَجَلَّ، بِأَنَّ كُلَّ شَيْءٍ تَنَازَعَ النَّاسُ فِيهِ مِنْ أُصُولِ الدِّينِ وَفُرُوعِهِ أَنْ يَرُدَّ التَّنَازُعَ فِي ذَلِكَ إِلَى الْكِتَابِ وَالسُّنَّةِ.
    فَمَا حَكَمَ بِهِ كِتَابُ اللَّهِ وَسُنَّةُ رَسُولِهِ وَشَهِدَا لَهُ بِالصِّحَّةِ فَهُوَ الْحَقُّ، وَمَاذَا بَعْدَ الْحَقِّ إِلَّاالضَّلَال ُ. (تفسير ابن كثير)
    وقال ميمون بن مهران: «الرَدُّ إِلَى اللهِ هُوَ الرُّجُوعُ إِلَى كِتَابِهِ، وَالرَدُّ إِلَى الرَّسُولِ هُوَ الرُّجُوعُ إِلَيْهِ فِي حَيَاتِهِ وَإِلَى سُنَّتِهِ بَعْدَ وَفَاتِهِ».


    قال شيخ الاسلام رحمه الله: لَمَّا كَانَ الْقُرْآنُ مُتَمَيِّزًا بِنَفْسِهِ - لِمَا خَصَّهُ اللَّهُ بِهِ مِنْ الْإِعْجَازِ الَّذِي بَايَنَ بِهِ كَلَامَ النَّاسِ كَمَا قَالَ تَعَالَى: {قُلْ لَئِنِ اجْتَمَعَتِ الْإِنْسُ وَالْجِنُّ عَلَى أَنْ يَأْتُوا بِمِثْلِ هَذَا الْقُرْآنِ لَا يَأْتُونَ بِمِثْلِهِ وَلَوْ كَانَ بَعْضُهُمْ لِبَعْضٍ ظَهِيرًا} وَكَانَ مَنْقُولًا بِالتَّوَاتُرِ - لَمْ يَطْمَعْ أَحَدٌ فِي تَغْيِيرِ شَيْءٍ مِنْ أَلْفَاظِهِ وَحُرُوفِهِ؛ وَلَكِنْ طَمِعَ الشَّيْطَانُ أَنْ يُدْخِلَ التَّحْرِيفَ وَالتَّبْدِيلَ فِي مَعَانِيهِ بِالتَّغْيِيرِ وَالتَّأْوِيلِ، وَطَمِعَ أَنْ يُدْخِلَ فِي الْأَحَادِيثِ مِنْ النَّقْصِ وَالِازْدِيَادِ مَا يُضِلُّ بِهِ بَعْضَ الْعِبَادِ. فَأَقَامَ اللَّهُ تَعَالَى الْجَهَابِذَةَ النُّقَّادَ أَهْلَ الْهُدَى وَالسَّدَادِ، فَدَحَرُوا حِزْبَ الشَّيْطَانِ، وَفَرَّقُوا بَيْنَ الْحَقِّ وَالْبُهْتَانِ وَانْتُدِبُوا لِحِفْظِ السُّنَّةِ وَمَعَانِي الْقُرْآنِ مِنْ الزِّيَادَةِ فِي ذَلِكَ وَالنُّقْصَانِ.( مجموع الفتاوى)
    وقال ايضا: طَرِيقَةِ أَهْلِ السُّنَّةِ وَالْجَمَاعَةِ: اتِّبَاعُ آثَارِ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بَاطِنًا وَظَاهِرًا، وَاتِّبَاعُ سَبِيلِ السَّابِقِينَ الْأَوَّلِينَ مِنْ الْمُهَاجِرِينَ وَالْأَنْصَارِ وَاتِّبَاعُ وَصِيَّةِ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ حَيْثُ قَالَ: " {عَلَيْكُمْ بِسُنَّتِي وَسُنَّةِ الْخُلَفَاءِ الرَّاشِدِينَ الْمَهْدِيِّينَ مِنْ بَعْدِي تَمَسَّكُوا بِهَا وَعَضُّوا عَلَيْهَا بِالنَّوَاجِذِ وَإِيَّاكُمْ وَمُحْدَثَاتِ الْأُمُورِ فَإِنَّ كُلَّ مُحْدَثَةٍ بِدْعَةٌ وَكُلَّ بِدْعَةٍ ضَلَالَةٌ} . وَيَعْلَمُونَ أَنَّ أَصْدَقَ الْكَلَامِ كَلَامُ اللَّهِ، وَخَيْرَ الْهَدْيِ هَدْيُ مُحَمَّدٍ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَيُؤْثِرُونَ كَلَامَ اللَّهِ عَلَى كَلَامِ غَيْرِهِ مِنْ كَلَامِ أَصْنَافِ النَّاسِ وَيُقَدِّمُونَ هَدْيَ مُحَمَّدٍ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عَلَى هَدْيِ كُلِّ أَحَدٍ وَبِهَذَا سُمُّوا أَهْلَ الْكِتَابِ وَالسُّنَّةِ.
    بوب البخارى فى صحيحه كتاب الاعتصام بالكتاب والسنه.
    باب الاقتداء بسنن رسول الله صلى الله عليه وسلم .
    وروى عن أبي هريرة أن رسول الله صلى الله عليه و سلم قال : ( كل أمتي يدخلون الجنة إلا من أبى ) . قالوا يا رسول الله ومن يأبى ؟ قال :( من أطاعني دخل الجنة ومن عصاني فقد أبى )
    وروى البخارى رحمه الله ايضا: عن أبي وائل قال : جلست إلى شيبة في هذا المسجد قال جلس إلي عمر في مجلسك هذا فقال هممت أن لا أدع فيها صفراء ولا بيضاء إلا قسمتها بين المسلمين قلت ما أنت بفاعل قال لم ؟ قلت لم يفعله صاحباك قال :«هُمَا المَرْءَانِ يُقْتَدَى بِهِمَا»
    و عن ابن عمر رضي الله عنهما قال : اتخذ النبي صلى الله عليه و سلم خاتما من ذهب فاتخذ الناس خواتيم من ذهب فقال النبي صلى الله عليه و سلم ( إني اتخذت خاتما من ذهب ) . فنبذه وقال ( إني لن ألبسه أبدا ) . فنبذ الناس خواتيمهم .
    وروى ابو داود فى سننه عَنْ أَبِى سَعِيدٍ الْخُدْرِىِّ قَالَ: بَيْنَمَا رَسُولُ اللَّهِ -صلى الله عليه وسلم- يُصَلِّى بِأَصْحَابِهِ إِذْ خَلَعَ نَعْلَيْهِ فَوَضَعَهُمَا عَنْ يَسَارِهِ فَلَمَّا رَأَى ذَلِكَ الْقَوْمُ أَلْقَوْا نِعَالَهُمْ فَلَمَّا قَضَى رَسُولُ اللَّهِ -صلى الله عليه وسلم- صَلاَتَهُ قَالَ « مَا حَمَلَكُمْ عَلَى إِلْقَائِكُمْ نِعَالَكُمْ ». قَالُوا رَأَيْنَاكَ أَلْقَيْتَ نَعْلَيْكَ فَأَلْقَيْنَا نِعَالَنَا. فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ -صلى الله عليه وسلم- « إِنَّ جِبْرِيلَ -صلى الله عليه وسلم- أَتَانِى فَأَخْبَرَنِى أَنَّ فِيهِمَا قَذَرًا ». وَقَالَ « إِذَا جَاءَ أَحَدُكُمْ إِلَى الْمَسْجِدِ فَلْيَنْظُرْ فَإِنْ رَأَى فِى نَعْلَيْهِ قَذَرًا أَوْ أَذًى فَلْيَمْسَحْهُ وَلْيُصَلِّ فِيهِمَا ».
    فانظر يرحمك الله كيف اقتدى الصحب الكرام بالنبى صلى الله عليه وسلم فى فعله وقد عرفناك ان فعله من سنته ولو كان الامر اكتفاءً بالقرأن دون السنه فلماذا يقتدى الصحابه بفعل النبى صلى الله عليه وسلم ا.؟ وحاشاهم طريق اهل الزيع والضلال ،وقد نقل التابعين وتابعيهم الى زماننا والى ان يشاء الله احتجاج الامه جميعا بسنه النبى الكريم والعمل بها لاينكر ذلك الا من فى قلبه مرض.
    روى الحاكم فى مستدركه عن عبيد الله بن أبي رافع عن أبيه عن النبي صلى الله عليه وسلم قال : (لا ألفين أحدكم متكئا على أريكته يأتيه الأمر من أمري مما أمرت به أو نهيت عنه فيقول ما أدري ما وجدنا في كتاب الله اتبعناه ) قال الحاكم صحيح على شرط الشيخين ولم يخرجاه .(مستدرك الحاكم)
    و فى روايه عند ابن ابى عاصم:(أم حسب امرؤ منكم وقد شبع حتى بطن وهو متكئ على أريكته لا يظن الله عز وجل حرم شيئا إلا ما في القرآن ألا إني قد حدثت ووعظت بأشياء هي مثل القرآن أو أكثر وأنه لا يحل لكم من السباع كل ذي ناب ولا الحمر ولا تدخلوا بيوت المكاتبين إلا بإذن ولا تأكلوا من أموالهم شيئا إلا ما طابوا له نفسا وقال لا تضربوا وقال لا تجلدوا نساءهم)(الآحاد والمثاني )
    وفى روايه عند البيهقى:( يوشك أن يقعد الرجل منكم على أريكته يحدث بحديثي فيقول بيني وبينكم كتاب الله فما وجدنا فيه حلالا استحللناه وما وجدنا فيه حراما حرمناه وإن ما حرم رسول الله صلى الله عليه وسلم كما حرم الله عز وجل) (رواه البيهقي فى السنن الكبرى ).
    وفى هذا الحديث رد على كل منكر لسنه رسول الله صلى الله عليه وسلم او مشكك فيها لان قول الرسول صلى الله عليه وسلم (وإن ما حرم رسول الله صلى الله عليه وسلم كما حرم الله عز وجل) بيان رادع لكل من عنده مسكه عقل .
    وهذا الحديث مما يعده العلماء من معجزات النبى صلى الله عليه وسلم حيث اخبر بما يقع من تكذيب سنته من بعض من لاخلاق لهم وقد وقع كما اخبر صلى الله عليه وسلم .

  4. #4
    تاريخ التسجيل
    Oct 2010
    الدولة
    مصر
    المشاركات
    418

    افتراضي رد: بحث حجيه السنه

    انظر الى بيان السنه التالى:
    قال الله تعالى :( وَأَقِيمُوا الصَّلَاةَ وَآتُوا الزَّكَاةَ وَمَا تُقَدِّمُوا لِأَنْفُسِكُمْ مِنْ
    خَيْرٍ تَجِدُوهُ عِنْدَ اللَّهِ إِنَّ اللَّهَ بِمَا تَعْمَلُونَ بَصِيرٌ).(سوره البقره)
    قلت :انا نجد خبر الله فى كتابه الكريم :(واقيموا الصلاه واتوا الزكاه )فى اكثر من موضع ولكن الكتاب الكريم لم يفصل لنا كيفيه هذه الصلاه كم عددها وركعاتها واقوالها وافعالها ومواقيتها وكذلك الزكاه كم مقدارها واصنافها وميقاتها .

    الصلاه فى اللغه: الدُّعَاءُ،
    قَالَ الْأَعْشَى:
    لَهَا حَارِسٌ لَا يبرحُ الدهرَ بَيْتَها ... وَإِنْ ذُبحَتْ صَلَّى عَلَيْهَا وزَمْزَما
    وَقَالَ أَيْضًا : وَقَابَلَهَا الرِّيحُ فِي دَنّها ... وَصَلَّى عَلَى دَنّها وَارْتَسَمَ
    والصلاه فى الشرع والاصطلاح:عباده بافعال واقوال مخصوصه مفتتحه بالتكبير ومختتمه بالتسليم .وتشتمل على قيام وركوع وسجود وقراءه القرأن وتتضمن الدعاء.

    والزكاه فى اللغه :الطهارة والنَّماء والبَركةُ والمَدْح .
    الزكاه فى الشرع والاصطلاح : أداء مقدار مخصوص من مال مخصوص لصرفه في مصارف مخصوصة.

    ولم نعلم تفصيل ذلك الا من السنه ،وعدد الصلوات فى اليوم والليله وعدد ركعات كل صلاه وكيفيه هيئاتها ومواقيت كل صلاه لم تُعلم الا من السنه.

    كذلك تحريم زواج البنت على خالتها او عمتها علمناه من السنه النبويه ولم نرى تفصيله فى الكتاب.
    وأعمال الحج والعمره وغيرهما كثير مذكور فى سنن وسيره النبى الكريم صلى الله عليه وسلم فلولا السنه لاستغلقت اكثر الاحكام على الناس ولم يظهر لهم وجه بيان القرأن الكريم فيها لان السنه موضحه ومبينه للقرأن الكريم.
    روى البخارى بسنده الى النبى صلى الله عليه وسلم قال:( ...وَصَلُّوا كَمَا رَأَيْتُمُونِي أُصَلِّي...)الحدي ث
    وروى مسلم فى صحيحه عن جابر رضى الله عنه سمع النبى صلى الله عليه وسلم يقول :( رأيت النبي صلى الله عليه و سلم يرمي على راحلته يوم النحر ويقول لتأخذوا مناسككم فإني لا أدري لعلي لا أحج بعد حجتي هذه )

    قلت:من لدن الرسول الكريم وصحابته الكرام والى ان يشاء الله جيلا بعد جيل لاتزال الامه تصنع صنيع رسول الله صلى الله عليه وسلم فى الصلاه وفى النسك للحج والعمره وتتحرى كل ما ثبت عنه صلى الله عليه وسلم وقد تواتر نقل الامه فى شتى بقاع الارض على خمس صلوات وعلى انصبه الزكوات وعلى نسك الحج والعمره من لدن الصحابه الى يومنا هذا فهل بعد هذا التواتر والقطع دليل .
    ولو كان ماذهب اليه هؤلاء المنكرون للسنه هو الحق وحاشا ان يكون كذلك فكيف ساغ لامه محمد من زمن النبى الكريم والى ان يشاء الله ان تتحرى وتطيع اوامره صلى الله عليه وسلم فيما بَلَّغ من سنته اا..
    فالقرأن الكريم كما وضحت لك سابقا لم يبين تفصيل الصلاه والزكاه والحج والعمره وغيرهم من الاحكام.
    فان كان المخالف للسنه المنكر لها لشبهه دخلت عليه لايزال فيه بعض خير ويصلى صلاتنا فليعلم ان فعله اقرار منه بالسنه ونعوذ بالله ان ينكرها بقلبه ولسانه وقلمه فليتق الله ربه ،فان ماقلنا واضح لمن كان له قلب او القى السمع وهو شهيد.
    *******
    قال الله تعالى : وَمَا أَنْزَلْنَا عَلَيْكَ الْكِتَابَ إِلَّا لِتُبَيِّنَ لَهُمُ الَّذِي اخْتَلَفُوا فِيهِ وَهُدًى وَرَحْمَةً لِقَوْمٍ يُؤْمِنُونَ .

    قلت : أُنزل الله الكتاب بلغه العرب
    فلما ندب الله _جل جلاله_ رسوله صلى الله عليه وسلم ليبين للناس مانُزل اليهم ولم يكلهم الى فهمهم وعقولهم او الى مصطلحات لغتهم علمنا ان السنه المطهره جاءت بتفصيل ماأُجمل فى الكتاب الكريم من احكام وشرائع وهذا واضح جلى.
    قال سبحانه: (يَاأَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لَا تَقْتُلُوا الصَّيْدَ وَأَنْتُمْ حُرُمٌ وَمَنْ قَتَلَهُ مِنْكُمْ مُتَعَمِّدًا فَجَزَاءٌ مِثْلُ مَا قَتَلَ مِنَ النَّعَمِ يَحْكُمُ بِهِ ذَوَا عَدْلٍ مِنْكُمْ هَدْيًا بَالِغَ الْكَعْبَةِ أَوْ كَفَّارَةٌ طَعَامُ مَسَاكِينَ أَوْ عَدْلُ ذَلِكَ صِيَامًا لِيَذُوقَ وَبَالَ أَمْرِهِ عَفَا اللَّهُ عَمَّا سَلَفَ وَمَنْ عَادَ فَيَنْتَقِمُ اللَّهُ مِنْهُ وَاللَّهُ عَزِيزٌ ذُو انْتِقَامٍ
    وسيأتى مبحث حجيه القياس ان شاء الله والرد على من انكره فان هذه الايه جعلت لمن يحكم على قاتل الصيد فى الحرم ان يقيس على مثل ماقتل فالقياس هنا منوط باجتهاد الحاكم فى الحكومه وانه قد يوجد ماليس له مثليه فيقدر بالقيمه كمافى اقوال بعض اهل العلم وهذه الايه ترد على من انكر القياس الصحيح فالقياس اصل وفرع وعله تجمهع بينهما.
    ولنعد لما كنا بصدده انظر اخى المسلم كيف ان الله تبارك وتعالى جعل فى كتابه الكريم على من قتل صيدا فى الحرم ان يكون حكمه الى الناس (ذوا عدل منكم).
    وقال تعالى: (وَإِنْ خِفْتُمْ شِقَاقَ بَيْنِهِمَا فَابْعَثُوا حَكَمًا مِنْ أَهْلِهِ وَحَكَمًا مِنْ أَهْلِهَا إِنْ يُرِيدَا إِصْلَاحًا يُوَفِّقِ اللَّهُ بَيْنَهُمَا إِنَّ اللَّهَ كَانَ عَلِيمًا خَبِيرًا)
    وجعل بين الزوجين المتنازعين حكمين من الناس .
    وهذا امرمن الله سبحانه والطاعه واجبه ومن المعلوم ضروره اختلاف حكومات بعض الناس فيما يحكمون به لتفاوت العلم بينهم والمتبع للكتاب والسنه يرضى بما ارتضاه الله ورسوله،قال تعالى: {فَلا وَرَبِّكَ لا يُؤْمِنُونَ حَتَّى يُحَكِّمُوكَ فِيمَا شَجَرَ بَيْنَهُمْ ثُمَّ لا يَجِدُوا فِي أَنْفُسِهِمْ حَرَجاً مِمَّا قَضَيْتَ وَيُسَلِّمُوا تَسْلِيماً} [النساء: 65] .والايه وان نزلت على سبب فهى عامه للامه جميعا لان ما حكم به الرسول صلى الله عليه وسلم لابد وان يكون محفوظا فعموم الاحكام تشمل الامه جميعا فمن وجد حكما حكم به رسول الله فى قضيه توافق قضيته كيف لايأخذ به وحكوماته صلى الله عليه وسلم بين الناس واقواله من سنته.
    والمقتفى للقرأن ومنكرا للسنه يرضى بحكم غير المعصومين اتباعا لامر الله فى الكتاب ويرد ماورد من حكومات وسنن الرسول المعصوم الذى أُمر باتباعه بنص الكتاب فكيف يكون متبعا للكتاب وهويرد سنه رسول الله فهذا تناقض وتخبط ،نعوذ بالله من الضلال بعد الهدى.

    لقد اكمل الله سبحانه وتعالى هذا الدين وبين ذلك فى كتابه الكريم فلو كان الامر كما يقول المنكرون للسنه لبين الله تعالى بأيه واحده ان على الامه الاكتفاء بالقرأن فقط فان قالوا :قال الله تعالى :ان الحكم الا لله .
    قلنا: ونحن نقول بقولكم والله سبحانه وتعالى هو الذى امر المسلمين باتباع النبى الكريم وعدم مخالفه امره واخبر ان طاعه النبى الكريم من طاعته وسلوك طريقه اتباعا لشرعه المستقيم فأحكام رسول الله من شرع الله ،والسنه انزلت وحيا من عند الله تعالى فلا بد من النظر فى السنه لفهم القرأن والا ضاع الدين وضلت الامه عن سواءالسبيل.
    ومن زعم انه لايحتاج الى بيان وطريق النبى الكريم فهو على شفا حفره من النار فعليه بالتوبه .نعوذ بالله من النار وعذابها .

    قال تعالى : ( إِنَّا نَحْنُ نَزَّلْنَا الذِّكْرَ وَإِنَّا لَهُ لَحَافِظُونَ ) .
    ومن المعلوم ان الذكر قرأنا وسنه وثبت عن النبى الكريم ان سنته وحى كما فى حديث عبد الله بن عمرو بن العاص رضى الله عنهما "اكْتُبْ، فَوَالَّذِي نَفْسِي بِيَدِهِ، مَا خَرَجَ مِنِّي إِلَّا حَقٌّ".
    فماذا بعد الحق الا الضلال.
    ثم انه قد بلغنا عن الصحابه فى حياه رسول الله صلى الله عليه وسلم السؤال عن بعض الاحكام والمسائل فكان ينزل على رسول الله صلى الله عليه وسلم قرأنا وفى احيانا اخرى احكام السنه .
    وذكرنا واقعه تحويل القبله ومافيها وهذا واضح لكل ذى عقل.
    *******


    *******


  5. #5
    تاريخ التسجيل
    Oct 2010
    الدولة
    مصر
    المشاركات
    418

    افتراضي رد: بحث حجيه السنه

    انظر الى بيان السنه المطهره التالى:

    قال تعالى :{وَالسَّارِقُ وَالسَّارِقَةُ فَاقْطَعُوا أَيْدِيَهُمَا جَزَاءً بِمَا كَسَبَا نَكَالاً مِنَ اللَّهِ وَاللَّهُ عَزِيزٌ حَكِيمٌ}.
    قلت :الايه الكريمه لم تبين مقدار المسروق ان كان حقيرا او جليلا ولفظ ايديهما يشمل اليد كلها فيكون القطع اما من الكف او المرفق او العضد .

    فمن رد السنه سيكون عليه ان يقطع اليد فى كل مايطلق عليه سرقه وايضا سيكون فى الامه من يقطع اقل جزء من اليد كالكف ومن يقطع اليد من المرفق ومن يقطع كامل اليد من العضد وكل من جاء بحجه جاء غيره بحجه مثل حجته فتضيع الاحكام على الامه وهذا سبيل الشيطان اعاذنا الله واياكم منه.
    فمن اخذ بالسنه وبيانها يجدها بينت ان القطع من مفصل الكف وان القيمه التى يقطع فيها ربع دينار.
    ودلت السنه على عدم القطع فى اوقات المجاعات وتأخير اقامه الحدود اثناء الحروب مع اهل الكفر.
    ولقد حكم رسول الله صلى الله عليه وسلم على بعض من وقع فى الزنا بالرجم وكذلك فعل اصحابه من بعده ولم ينكر الرجم الا شرذمه من متأخري هذه الامه ممن ضل سعيهم فى الحياه الدنيا وهم يحسبون انهم يحسنون صنعا ممن لايعتد بهم و لابانكارهم.
    والمنكر يقول لايوجد فى كتاب الله ايه تدل على الرجم لانه لايرى السنه ولايعتد بها وهذا ديدان منكرى السنه عموما ومنكرى الرجم خصوصا .
    نقول له ان قول وفعل الرسول صلى الله عليه وسلم حجه ،واجماع الصحابه رضى الله عنهم حجه فى ذلك ايضا فلاينكر الرجم الا معاند للكتاب والسنه ممن اتبع الهوى والشيطان والعياذ بالله.
    فان الكتاب قد حكم على الزناه بحكمين .
    الحكم الاول فى سوره النساء قال تعالى :(وَاللَّاتِي يَأْتِينَ الْفَاحِشَةَ مِنْ نِسَائِكُمْ فَاسْتَشْهِدُوا عَلَيْهِنَّ أَرْبَعَةً مِنْكُمْ فَإِنْ شَهِدُوا فَأَمْسِكُوهُنّ َ فِي الْبُيُوتِ حَتَّى يَتَوَفَّاهُنَّ الْمَوْتُ أَوْ يَجْعَلَ اللَّهُ لَهُنَّ سَبِيلًا) .
    والحكم الثانى فى سوره النور قال تعالى:(الزَّانِي َةُ وَالزَّانِي فَاجْلِدُوا كُلَّ وَاحِدٍ مِنْهُمَا مِائَةَ جَلْدَةٍ وَلَا تَأْخُذْكُمْ بِهِمَا رَأْفَةٌ فِي دِينِ اللَّهِ إِنْ كُنْتُمْ تُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الْآخِرِ وَلْيَشْهَدْ عَذَابَهُمَا طَائِفَةٌ مِنَ الْمُؤْمِنِينَ).
    قال ابن كثير رحمه الله عن الحكم الاول: كَانَ الْحُكْمُ فِي ابْتِدَاءِ الْإِسْلَامِ أَنَّ الْمَرْأَةَ إِذَا زَنَتْ فَثَبُتَ زِنَاهَا بِالْبَيِّنَةِ الْعَادِلَةِ، حُبست فِي بَيْتٍ فَلَا تُمكن مِنَ الْخُرُوجِ مِنْهُ إِلَى أَنْ تَمُوتَ.
    قلت :فان الحكم الاول فى سوره النساء الامساك فى البيوت وهو الحبس الى ان تموت وعقب الله تعالى بقوله (او يجعل الله لهن سبيلا ) .
    والحكم الثانى فى سوره النور الجلد مائه جلده ولم تفصل الايات بين الثيب والبكر.
    قلت :وكان بيان ذلك السبيل وتفصيل ذلك المجمل بما جاءعن النبى صلى الله عليه وسلم كما روى مسلم فى صحيحه قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «خُذُوا عَنِّي، خُذُوا عَنِّي، قَدْ جَعَلَ اللهُ لَهُنَّ سَبِيلًا، الْبِكْرُ بِالْبِكْرِ جَلْدُ مِائَةٍ وَنَفْيُ سَنَةٍ، وَالثَّيِّبُ بِالثَّيِّبِ جَلْدُ مِائَةٍ، وَالرَّجْمُ»
    فالسبيل الذى حكاه رب العزه فى الكتاب جاء مفصلا بالسنه لاينكر ذلك الا معاند فانظر يرحمك الله كيف اوحى سبحانه وتعالى الى نبيه بتفصيل احكام الكتاب وتبين ظاهرالنصوص بالسنه النبويه الشريفه .
    قال ابن كثير رحمه الله: قَالَ الْإِمَامُ مَالِكٌ:
    حَدَّثَنِي محمد بن شِهَابٍ، أَخْبَرَنَا عُبَيْدِ اللَّهِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عُتْبَةَ بْنِ مَسْعُودٍ أَنَّ ابْنَ عَبَّاسٍ أخبره أن عمر قَامَ فَحَمِدَ اللَّهَ وَأَثْنَى عَلَيْهِ. ثُمَّ قَالَ: أَمَّا بعد، أيها الناس فَإِنَّ اللَّهَ تَعَالَى بَعَثَ مُحَمَّدًا صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بِالْحَقِّ، وَأَنْزَلَ عَلَيْهِ الْكِتَابَ فَكَانَ فِيمَا أَنْزَلَ عَلَيْهِ آيَةُ الرَّجْمِ، فَقَرَأْنَاهَا وَوَعَيْنَاهَا، وَرَجَمَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَرَجَمْنَا بَعْدَهُ، فَأَخْشَى أَنْ يُطَولَ بِالنَّاسِ زَمَانٌ أَنْ يَقُولَ قَائِلٌ لَا نَجِدُ آيَةَ الرَّجْمِ فِي كِتَابِ اللَّهِ فَيَضِلُّوا بِتَرْكِ فَرِيضَةٍ قَدْ أَنْزَلَهَا اللَّهُ، فَالرَّجْمُ فِي كِتَابِ اللَّهِ حَقٌّ عَلَى مَنْ زَنَى إِذَا أُحْصِنَ مِنَ الرِّجَالِ وَالنِّسَاءِ، إِذَا قَامَتِ الْبَيِّنَةُ أَوِ الْحَبَلُ أَوْ الِاعْتِرَافُ . أَخْرَجَاهُ في الصحيحين من حديث مالك مطولا، وهذه قِطْعَةٌ مِنْهُ فِيهَا مَقْصُودُنَا هَاهُنَا.
    وروى الامام احمدعَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ:
    حَدَّثَنِي عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ عَوْفٍ أَنَّ عُمَرَ بْنَ الْخَطَّابِ خَطَبَ النَّاسَ فَسَمِعْتُهُ يَقُولُ: أَلَا وَإِنَّ أُنَاسًا يَقُولُونَ مَا بَالُ الرَّجْمِ؟ فِي كِتَابِ اللَّهِ الْجِلْدُ، وَقَدْ رَجَمَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَرَجَمْنَا بَعْدَهُ، وَلَوْلَا أن يقول قائل أو يتكلم متكلم أَنَّ عُمَرَ زَادَ فِي كِتَابِ اللَّهِ مَا ليس منه لأثبتها كما نزلت به وَأَخْرَجَهُ النَّسَائِيُّ مِنْ حَدِيثِ عُبَيْدِ اللَّهِ بْنِ عبد الله به.
    وقد روى ابى يعلى بسنده عن بن عباس قال سمعت عمر بن الخطاب يقول يا أيها الناس ألا لا تخدعوا عن الرجم ألا لا تخدعوا عن الرجم فإن رسول الله صلى الله عليه وسلم رجم وأبو بكر رجم ورجمت وإنه يكون قوم يكذبون بالرجم وبالشفاعة وبالدجال وبقوم يخرجون من النار بعدما محشتهم أو امتحشوا .مسند ابى يعلى ج 1/ ص 137 حديث رقم: 146
    قلت :هذا امير المؤمنين عمر ثانى الخلفاء الراشيدين يحذر من رد سنه رسول الله فى حكم الرجم لان نص ايه الرجم ليست فى الكتاب لانها مما نسخت تلاوتها وثبت حكمها وسنتعرض لذلك عند مبحث النسخ والرد على الطاعنين ان شاء الله ومن علم الحق ولم يسعه ماوسع الاخيار فلا وسَّع الله عليه.
    روى الخطيب البغدداى بسنده : عن الحسن ان عمران بن حصين كان جالسا ومعه أصحابه فقال رجل من القوم لا تحدثونا الا بالقرآن قال فقال له ادنه فدنا فقال :أرأيت لو وكلت أنت وأصحابك الى القرآن أكنت تجد فيه صلاة الظهر أربعا وصلاة العصر أربعا والمغرب ثلاثا تقرأ في اثنتين أرأيت لو وكلت أنت وأصحابك الى القرآن أكنت تجد الطواف بالبيت سبعا والطواف بالصفا والمروة ثم قال اى قوم خذوا عنا فانكم والله إن لا تفعلوا لتضلن.
    وعن الحسن :ان رجلا قال لعمران بن الحصين ما هذه الأحاديث التي تحدثوناها وتركتم القرآن قال :أرأيت لو أبيت أنت واصحابك إلا القرآن من أين كنت تعلم ان صلاة الظهر عدتها كذا وكذا وصلاة العصر عدتها كذا وحين وقتها كذا وصلاة المغرب كذا والموقف بعرفة ورمى الجمار كذا واليد من أين تقطع أمن ههنا أم ههنا أم من ههنا ووضع يده على مفصل الكف ووضع يده عند المرفق ووضع يده عند المنكب اتبعوا حديثنا ما حدثناكم والا والله ضللتم.(الكفايه)
    -------

    اقول لكل منكرى السنه والطاعنين فى حجيه اخبار السنه الذين يريدون احكاما قطعيه تنقلها جميع الامه .
    اغلبكم كذّاَبون ومتلونون لان رواد العلم الحديث يبثون فى الفَلَك والطب والهندسه والجيلوجيا وغيرها نظريات وابحاث تُنشر عن طريق رجل واحد او اثنان او اكثر تُدَّرس فى الجامعات تتقبلونها على انها مسلمات علميه وانتم لم تكونوا فى المعامل وقتئذ ولم تشاهدوا التجارب .
    والقول بانها ابحاث معمليه او تجريبيه محسوسه كذب فمنها ماهو افتراضيات وحسابيات وبعد اونه واخرى تأتى نظريه لتهدم ماقبلها ومع ذلك تتبجحون بانها حقيقه مسلمه وكأنها وحى من السماء .
    ثم تتناقضون فتنكرون ما نقلته الامه من وحى السماء واستقر العمل عليه بما يفيد قطعيه النصوص الظنيه وذلك لعمل الامه بها جميعا فتشككون وترفضون لانكم للاسف لاتريدوا للاسلام ان يقود الامم فتحاربوا الاسلام علمتم ام جهلتم فنعوذ بالله من علم لاينفع.
    ان ماهو قطعى عند احد الافراد يكون ظنيا عند غيره لعدم العلم به فالقطع والظن يتفاوت بتفاوت المعرفه به وماتناقلته الامه واجمعت على العمل به من الاحكام الشرعيه رغم انها احاد ظنيه الثبوت يحيلها اجماع العمل بها الى قطيعه الثبوت والدلاله ،ومناقشه ذلك يأتى فى مبحث حجيه اخبار الاحاد ان شاء الله.
    ان الامه مجمعه على حجيه سنه رسول الله صلى الله عليه وسلم والاخذ بها.
    وثبوت السنه كثبوت الكتاب لايجادل فى ذلك الاصاحب هوى.
    فنعوذ بالله من الضلال بعد الايمان.


    اللهم لاعلم لنا الا ماعلمتنا انك انت العليم الحكيم
    --------------------------------------------------------



    والحمد لله رب العالمين

الكلمات الدلالية لهذا الموضوع

ضوابط المشاركة

  • لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
  • لا تستطيع الرد على المواضيع
  • لا تستطيع إرفاق ملفات
  • لا تستطيع تعديل مشاركاتك
  •