تابعونا على المجلس العلمي على Facebook المجلس العلمي على Twitter
الدكتور سعد بن عبد الله الحميد


النتائج 1 إلى 20 من 20

الموضوع: من آفة (التعصب المذهبي)(!)

  1. #1

    افتراضي من آفة (التعصب المذهبي)(!)

    من آفة (التعصب المذهبي): (1)
    تشويه صورة الإسلام البهية النقية(!) وإدخال السفاهات ونشرها باسم الإسلام(!)

    قال الإمام الألباني-رحمه الله- تحت حديث (منكر لا أصل له) برقم (609) الذي نصه:
    «إذا كانوا ثلاثة فليؤمهم أقرؤهم لكتاب الله، فإن كانوا في القراءة سواء، فأكبرهم سنا، فإن كانوا في السن سواء فأحسنهم وجهاً».

    قال -رحمه الله- «وفيه عديد من المخالفات[منها]:
    أن هناك أحاديث صحيحة تبين الأحق بالإمامة مثل حديث أبي مسعود البدري -مرفوعاً-:
    «يؤم القوم أقرؤهم لكتاب الله، فإن كانوا في القراءة سواء فأعلمهم بالسُّنة، فإن كانوا في السُّنة سواء فأقدمهم هجرة، فإن كانوا في الهجرة سواء فأكبرهم سناً». رواه مسلم وغيره.
    وليس فيه ولا في غيره ذكر للأحسن وجهاً. فهذا من الأدلة على صحة حكم الأئمة المذكورين على هذا الحديث بالإنكار....

    وقد ذهبت بعض المذاهب إلى تقديم الأحسن وجهاً بعد الاستواء في الشروط الأخرى عملاً بهذا الحديث المنكر. بل بالغت بعضها فقالت –كما في «مراقي الفلاح» (ص55) من كتب الحنفية-: «فالأحسن زوجة لشدة عفته، فأكبرهم رأسا، فأصغرهم عضوا»! ».

    فقال الإمام الألباني في الهامش:
    «وكأنهم لم يسعهم الوقوف عند الأحاديث الصحيحة ، كحديث أبي مسعود المتقدم آنفاً، بل ولا عند الأحاديث الموضوعة والمنكرة، حتى اخترعوا من آرائهم شروطاً أخرى، وليتها كانت معقولة وغير مستهجنة، ومن الممكن العمل بها، وإلا فقل لي بربك كيف يمكن معرفة (الأصغر عضواً)، مع كونه أكبرهم رأساً إلا بالكشف عن العورات، ثم هم مع ذلك يسمون مثل هذه الآراء فقهاً!
    فاللهم توفيقك وهدايتك».اهـ
    [«السلسلة الضعيفة »]

    قلت: عليكم بالكتاب والسنة الصحيحة بفهم الصحابة ومن اقتدى أثرهم تفلحوا، ولا تسمعوا لدعاة (التعصب المذهبي) فوجوههم مسودة.
    نسأل الله السلامة.

    «لا يزال أهل الغرب ظاهرين..»: «في الحديث بشارة عظيمة لمن كان في الشام من أنصار السنة المتمسكين بها،والذابين عنها،والصابرين في سبيل الدعوة إليها». «السلسلة الصحيحة» (965)

  2. #2

    افتراضي رد: من آفة (التعصب المذهبي)(!)

    من آفة (التعصب المذهبي): (2)

    لا سبيل إلى نشر الإسلام والمحافظة عليه إلا بالاستسلام لنصوص الكتاب والسنة، واتباع السلف الصالح، المستلزم الخروج عن الجمود المذهبي
    (مشروعية صلاة الجمعة في القرى وغيرها)


    قال الإمام الألباني-رحمه الله- تحت حديثٍ (لا أصل له مرفوعاً) في «السلسلة الضعيفة»برقم (917)
    والذي نصه:
    «لا جمعة ولا تشريق إلا في مصر جامع».
    قال: «....وفي هذه الآثار السلفية عن عمر، ومالك، وأحمد من الاهتمام العظيم اللائق بهذه الشعيرة الإسلامية الخالدة: صلاة الجمعة حيث أمروا بأدائها والمحافظة عليها حتى في القرى وما دونها من أماكن التجمع،...... هو الذي يتفق مع عمومات النصوص الشرعية وإطلاقاتها، وبالغ التحذير من تركها وهي معروفة، وحسبي الآن أن أذكر بآية من القرآن: {يا أيها الذين آمنوا إذا نودي للصلاة من يوم الجمعة فاسعوا إلى ذكر الله وذروا البيع}، وصلاة الظهر بعدها ينافي تمامها: {فإذا قضيت الصلاة فانتشروا في الأرض وابتغوا من فضل الله}.
    ولما سافرت في رمضان سنة 1396 إلى بريطانيا سرني جداً أنني رأيت المسلمين في لندن يقيمون صلاة الجمعة والعيد -أيضاً-، وبعضهم يصلون الجمعة في بيوت اشتروها أو استأجروها وجعلوها (مصليات) يصلون فيها الصلوات الخمس والجمعات. فقلت في نفسي: لقد أحسن هؤلاء بالمحافظة على هذه العبادة العظيمة هنا في بلاد الكفر،
    ولو تعصبوا لمذهبهم -وجلهم من الحنفية - لعطلوها وصلوها ظهرا! فازددت يقيناً بأنه لا سبيل إلى نشر الإسلام والمحافظة عليه إلا بالاستسلام لنصوص الكتاب والسنة، واتباع السلف الصالح، المستلزم الخروج عن الجمود المذهبي إلى فسيح دائرة الإسلام، الذي بنصوصه التي لا تبلى يصلح لكل زمان ومكان، وليس بالتعصب المذهبي، والله ولي التوفيق».
    «لا يزال أهل الغرب ظاهرين..»: «في الحديث بشارة عظيمة لمن كان في الشام من أنصار السنة المتمسكين بها،والذابين عنها،والصابرين في سبيل الدعوة إليها». «السلسلة الصحيحة» (965)

  3. #3

    افتراضي رد: من آفة (التعصب المذهبي)(!)

    من آفة (التعصب المذهبي): (3)

    الإرهاب الفكري المذهبي

    «كان الإمام الفقيه الحنفي نظام الدين محمد بن أحمد البدايوني يسمع الغناء بالدف، فقام قضاة البلد بتحريض (السلطان محمد شاه تغلق) عليه، وقالوا: «ينبغي للسلطان أن ينصر مذهب الإمام الأعظم -رحمه الله-»، لأنه «صح عن الإمام الأعظم أنه قال: السماع حرام».

    ووقعت مناظرة بينه وبين القضاة الرسميين، ولما انصرف قال نظام الدين محمد بن أحمد البدايوني:
    «إني عجبت اليوم من جرأة الفقهاء كيف أنكروا الأحاديث، وقالوا: إن الرواية الفقهية مقدمة عليها، وبعضهم قالوا: إن ذلك الحديث متمسك
    للشافعي وهو (عدو لعلمائنا) فلا نستمعه ولا نعتقده، وقالوا ذلك بمحضر الصدور والقضاة، فكيف يصح اعتقادهم في الأحاديث! فإن رضى السلطان بها ومنع عن رواية الحديث أخاف أن يحل عليهم غضب الله سبحانه ويهلك الحرث والنسل بسوء اعتقاد العلماء بالحديث.

    قال الكرماني: وقد وقع ما قال الشيخ بعد بضع سنين من يد محمد شاه تغلق، فإنه قَتل من السادة والأشراف ما لا يحصر بحد وعد، ثم أخرج الناس من دهلي إلى دولت آباد فلم يبق في دهلي أحد، ومضت على ذلك شهور وأعوام وكان ذلك بعد وفاة الشيخ».

    [انظر: «الإعلام بمن في تاريخ الهند من الأعلام» (1/194)]
    «لا يزال أهل الغرب ظاهرين..»: «في الحديث بشارة عظيمة لمن كان في الشام من أنصار السنة المتمسكين بها،والذابين عنها،والصابرين في سبيل الدعوة إليها». «السلسلة الصحيحة» (965)

  4. #4

    افتراضي رد: من آفة (التعصب المذهبي)(!)

    من آفة (التعصب المذهبي): (4)

    الفكر التكفيري عند المتعصب المذهبي(!)

    جاء في ترجمة (علم الله الأميتهوي) -أحد العلماء المبرزين في الفقه والحديث والعربية-:
    «وكان ختنه [صهره] نصير الدين يقرأ عليه بعض الكتب الفقهية، فإذا هو أورد إشكالاً على بعض المسائل فأجاب عنه (علم الله) ثم احتج عليه بقول أبي حنيفة.
    فقال نصير الدين: هو رجل وأنا رجل!
    فغضب عليه (علم الله) وسل السيف!!
    ففر نصير الدين، فتعقبه (علم الله) إلى بيجابور.

    قال عبد الباقي النهاوندي في (مآثر رحيمي): إن ختنه نصير الدين كان يرجح الحديث أياً ما كان على قياس المجتهد، وكان ينكر القياس ويقول إن حديث: (علماء أمتي كأنبياء بني إسرائيل) موضوع، فكفره (علم الله)! وأفتى بقتله!! وإحراقه في النار!!! ورتب المحضر لذلك، فأثبت العلماء توقيعاتهم على المحضر، فانتصر له عبد الرحيم بن بيرم خان أمير تلك الناحية، فرفعوا تلك القضية إلى جهانكير بن أكبر شاه، فأمر باحضارهما في المعسكر، فذهب القاضي نصير الدين إلى الحجاز وذهب (علم الله) إلى بيجابور، والتجأ إلى إبراهيم عادل شاه البيجابوري».
    [انظر: «الإعلام بمن في تاريخ الهند من الأعلام» (5/588)]
    «لا يزال أهل الغرب ظاهرين..»: «في الحديث بشارة عظيمة لمن كان في الشام من أنصار السنة المتمسكين بها،والذابين عنها،والصابرين في سبيل الدعوة إليها». «السلسلة الصحيحة» (965)

  5. #5

    افتراضي رد: من آفة (التعصب المذهبي)(!)

    من آفة (التعصب المذهبي): (5)
    «مصنف ابن أبي شيبة» في قفص الاتهام!
    «قال صاحب «الجذوة»: كان محمد محباً للعلوم مؤثراً لأهل الحديث، عارفاً، حسن السيرة، ولما دخل الأندلس أبو عبد الرحمن بقي بن مخلد بكتاب أبي بكر بن أبي شيبة، وقرئ عليه، أنكر جماعة من أهل الرأي ما فيه من الخلاف، واستشنعوه، وبسطوا العامة عليه، ومنعوا من قراءته، إلى أن اتصل ذلك بالأمير محمد، فاستحضره وإياهم، واستحضر الكتاب كله، وجعل يتصحفه جزءاً جزءاً، إلى أن أتى على آخره، وقد ظنوا أنه موافقهم على الإنكار عليه، ثم قال لخازن الكتب: هذا كتاب لا تستغني خزانتنا عنه، فانظر في نسخه لنا، ثم قال لبقي بن مخلد: انشر علمك، وارو ما عندك من الحديث، واجلس للناس حتى ينتفعوا بك. فنهاهم أن يتعرضوا له».
    [«المغرب في حلى المغرب» (1/52)]
    «لا يزال أهل الغرب ظاهرين..»: «في الحديث بشارة عظيمة لمن كان في الشام من أنصار السنة المتمسكين بها،والذابين عنها،والصابرين في سبيل الدعوة إليها». «السلسلة الصحيحة» (965)

  6. #6

    افتراضي رد: من آفة (التعصب المذهبي)(!)

    من آفة (التعصب المذهبي): (6)
    وأخو الجهالةِ في الشّقاوةِ يَنعمُ!
    «ومن أعظم ما تجازف به بعض من أعمته العصبية عن صحيح الحق والشعور به قوله: (إن الكتاب والسنة مشتركان بين اثنين وسبعين فرقة، كلها في النار إلا واحدة؛ وهي منحصرة في مقلدي الأربعة)!»! [«إيقاظ الوسنان في العمل بالحديث والقرآن» (ص31)]
    «لا يزال أهل الغرب ظاهرين..»: «في الحديث بشارة عظيمة لمن كان في الشام من أنصار السنة المتمسكين بها،والذابين عنها،والصابرين في سبيل الدعوة إليها». «السلسلة الصحيحة» (965)

  7. #7

    افتراضي رد: من آفة (التعصب المذهبي)(!)

    من آفة (التعصب المذهبي): (7)
    التّنقل من مذهب إلى مذهب تبعاً للهوى(!)


    قال الشيخ محمد حامد الفقي -رحمه الله-:
    «... ولم يوجب الله ولا رسوله ولا أحد من الأئمة اتباع مذهب معين، وإنما الناس مكلفون باتباع سنة الرسول محمد -صلى الله عليه وسلم-، ومسؤولون عن ذلك من حين يضجعون في قبورهم وينصرف عنهم مشيعوهم، وكذلك يوم القيامة، قال -تعالى-: {فَلَنَسْأَلَنّ الَّذِينَ أُرْسِلَ إِلَيْهِمْ وَلَنَسْأَلَنَّ الْمُرْسَلِينَ}.
    فمن تعصب لمذهب من مذاهب الأئمة بحيث لا يتبع سواه، وربما كان الحق عند غيره فسيندم ويقول: {يَالَيْتَنِي اتَّخَذْتُ مَعَ الرَّسُولِ سَبِيلًا * يَاوَيْلَتَا لَيْتَنِي لَمْ أَتَّخِذْ فُلَانًا خَلِيلًا } .
    ومن الغريب العجيب أن أشد الناس تعصباً للمذاهب أجهلهم بنفس المذاهب والأئمة!! وأنهم إذا هووا شيئاً من أمورهم الدُّنيوية ولم يجدوا في المذهب ما يوافقهم تركوه والتمسوا ما يوافقهم في مذهب آخر!! فإذا لم يجدوا تركوا المذاهب كلها!!
    وأكثر المقلدين للمذاهب يقدِّسون كل ما ينسب إليها ويقدمونه على الأحاديث النبوية الصحيحة، ولو كان للرسول صلى الله عليه وسلم قدر في نفوسهم وحب عظيم في قلوبهم لما سمعوا غير حديثه ولا عملوا إلا به، ولكن لا حول ولا قوة إلا بالله العلي العظيم».
    [(مجلة الإصلاح) -العدد الخامس عشر – 1/10/1347هـ - الموافق 1929م ]
    «لا يزال أهل الغرب ظاهرين..»: «في الحديث بشارة عظيمة لمن كان في الشام من أنصار السنة المتمسكين بها،والذابين عنها،والصابرين في سبيل الدعوة إليها». «السلسلة الصحيحة» (965)

  8. #8

    افتراضي رد: من آفة (التعصب المذهبي)(!)

    من آفة (التعصب المذهبي): (8)
    من نظر في كتاب البخاري تزندق!!!

    جاء في ترجمة قاضي الحنفية (يوسف بن موسى الملطي الحنفي): اشتُهر أنه كان يفتي بأكل الحشيش، وبوجوه من الحيل في أكل الربا، وأنه كان يقول: من نظر في كتاب البخاري تزندق!
    فهجاهُ محب الدّين بن الشحنة قائلاً:
    عجبت لشيخ يأمر الناس بالتقى ... وما راقب الرحمن يوما وما اتقى
    يرى جائزاً أكل الحشيشة والربا ... ومن سمع الوحي حقّاً تزندقا
    [«الضوء اللامع» للسخاوي (10/ 5، 307)]
    «لا يزال أهل الغرب ظاهرين..»: «في الحديث بشارة عظيمة لمن كان في الشام من أنصار السنة المتمسكين بها،والذابين عنها،والصابرين في سبيل الدعوة إليها». «السلسلة الصحيحة» (965)

  9. #9

    افتراضي رد: من آفة (التعصب المذهبي)(!)

    من آفة (التعصب المذهبي): (9)
    بأي ذنب طُلِّقت؟!


    جاء في ترجمة (علي بن عبد المحسن البغدادي القطيعي):
    «أنه كان يفتي بما يُنسب لابن تيمية في (مسألة الطلاق)، حتى أنه امتحن بسببها على يد الجمال الباعوني قاضي الشافعية بدمشق، وصفع! وأركب على حمار!! وطيف به في شوارع دمشق وسجن!!!».
    [«الضوء اللامع لأهل القرن التاسع» (5/228)]


    وجاء في ترجمة (يوسف بن ماجد المرداوي المقدسي):
    «قال في «الشّذرات»: امتحن مراراً بسبب فتياه بمسألة ابن تيميّة في (الطّلاق)، وكذا في عدّة من مسائله،..... وكان شديد التّعصّب لمسائل ابن تيميّة، ويسجن بسبب ذلك ولا يرجع».
    [«السحب الوابلة» ترجمة رقم (797)]


    وجاء في ترجمة (محمد بن خليل بن الدمشقي الحريري):
    «قال في «الإنباء»: ...وحصلت له محنة بسبب (مسألة الطّلاق) المنسوبة إلى ابن تيميّة، ولم يرجع عن اعتقاده».
    [«السحب الوابلة» ترجمة رقم (586)]
    «لا يزال أهل الغرب ظاهرين..»: «في الحديث بشارة عظيمة لمن كان في الشام من أنصار السنة المتمسكين بها،والذابين عنها،والصابرين في سبيل الدعوة إليها». «السلسلة الصحيحة» (965)

  10. #10

    افتراضي رد: من آفة (التعصب المذهبي)(!)

    من آفة (التعصب المذهبي): (10)
    قال المباركفوري -رحمه الله-:
    «قال في «فتح البيان»: «في هذه الآية [أي: ï´؟اتَّخَذُوا أَحْبَارَهُمْ وَرُهْبَانَهُمْ أَرْبَابًا مِنْ دُونِ اللَّهِ وَالْمَسِيحَ ابْنَ مَرْيَمَ وَمَا أُمِرُوا إِلَّا لِيَعْبُدُوا إِلَهًا وَاحِدًا لَا إِلَهَ إِلَّا هُوَ سُبْحَانَهُ عَمَّا يُشْرِكُونَï´¾] ما يزجر مَن كان له قلب أو ألقى السمع وهو شهيد عن التقليد في دين الله، وتأثير ما يقوله الأسلاف على ما في الكتاب العزيز والسنة المطهرة؛ فإن طاعة المتمذهب لمن يقتدي بقوله، ويستن بسنته، من علماء هذه الأمة مع مخالفته لما جاءت به النصوص، وقامت به حجج الله وبراهينه؛ هو كاتخاذ اليهود والنصارى للأحبار والرهبان أرباباً من دون الله!! للقطع بأنهم لم يعبدوهم؛ بل أطاعوهم: وحرموا ما حرموا، وحللوا ما حللوا، وهذا هو (صنيع المقلدين من هذه الأمة) وهو أشبه به من شبه البيضة بالبيضة، والتمرة بالتمرة، والماء بالماء.
    فيا عباد الله ما بالكم تركتم الكتاب والسنة جانباً!! وعمدتم إلى رجال هم مثلكم في تعبد الله لهم بهما، وطلبه للعمل منهم بما دلا عليه وأفاداه، فعملتم بما جاؤوا به من الآراء التي لم تعمد بعماد الحق، ولم تعضد بعضد الدِّين، ونصوص الكتاب والسنة، تنادي بأبلغ نداء، وتصوت بأعلى صوت بما يخالف ذلك ويباينه، فأعرتموها آذاناً صماً، وقلوباً غلفاً، وأفهاماً مريضة، وعقولاً مهيضة، وأذهاناً كليلة، وخواطر عليلة، وأنشدتم بلسان الحال:
    وما أنا إلا من غزية إن غوت
    ~~~~ غويتُ وإن ترشد غزية أرشد». اهـ
    وقال الرازي في «تفسيره»: «قال شيخنا ومولانا خاتمة المحققين والمجتهدين -رضي الله عنه-: قد شاهدت جماعة من مقلدة الفقهاء! قرأت عليهم آيات كثيرة من كتاب الله -تعالى- في بعض المسائل، فكانت مذاهبهم بخلاف تلك الآيات! فلم يقبلوا تلك الآيات!! ولم يلتفتوا إليها!!! وبقوا ينظرون إليّ كالمتعجب(!) يعني: كيف يمكن العمل بظواهر هذه الآيات مع أن الرواية عن سلفنا وردت إلى خلافها ولو تأملت حق التأمل وجدت هذا الداء ساريا في عروق الأكثرين من أهل الدنيا»اهـ ».
    [«تحفة الأحوذي بشرح جامع الترمذي» (8/391)]

    قال الشيخ رشيد رضا -رحمه الله- متعقباً الرازي:
    «إن الرازي -رحمه الله تعالى- كان يقرر هذه الحقيقة عندما يفسر آياتها وينساها في مواضع أخرى، فيتعصب للأشعرية في أصول العقائد وللشافعية في فروع الفقه، لا سيما فيما يخالفون فيه الحنفية! وهذا هو أصول الداء الذي يشكو من بعض أعراضه عند الكلام في مسائل الخلاف مع الغفلة عن سببها.
    أما الإمام الغزالي فقد تجرد عن التعصب للمذاهب كلها في نهايته، ووصف الدواء في بعض كتبه كـ«القسطاس المستقيم» ولكنه لم يوفق إلى تأليف أمة تدعو إليه وتقوم به.
    وإذا كان الرازي وشيخه يقولان في علماء القرن السابع، والغزالي يقول في علماء القرن الخامس ما قالوا، فماذا نقول في أكثر علماء زماننا وهم يعترفون بما نعرفه من كونهم لا يشقون لأولئك غباراً؟ ألسنا الآن أحوج إلى الإصلاح منا إليه في تلك العصور التي اعترف هؤلاء الأئمة بأن الظلمات فيها غشيت النور، حتى ضل بالاختلاف الجمهور؟! بلى؛ وهو ما نعاني فيه ما نعاني! وإلى الله ترجع الأمور».
    [«تفسير المنار» (4/41)]
    وقال في (8/149): «إن شيخه -رحمه الله- كان مجتهداً بحق، وأما هو فعلى توسعه في فن الاستدلال يؤيد المذهب تارة بالتأويل والجدل، ويستقل بالاستدلال أخرى.
    وقد جاء بعد شيخه كثير من المجتهدين مثله، ولكن كثرة المقلدين! وتأييد الحكام لهم قد نصر باطلهم على حق أولئك الأئمة!!! ولولا الحكام الجاهلون والأوقاف التي وقفت على فقه المذاهب لم يتفرق المسلمون في دينهم شيعاً، حتى صدق عليهم ما ورد في أهل الكتاب قبلهم، إلا من هداه الله ووفقه لإيثار كتاب الله وسنة رسوله على كل شيء».
    «لا يزال أهل الغرب ظاهرين..»: «في الحديث بشارة عظيمة لمن كان في الشام من أنصار السنة المتمسكين بها،والذابين عنها،والصابرين في سبيل الدعوة إليها». «السلسلة الصحيحة» (965)

  11. #11

    افتراضي رد: من آفة (التعصب المذهبي)(!)

    من آفة (التعصب المذهبي): (11)
    الفلوس تغيُّر ما في النفوس(!)
    نقل ابن الجوزي في كتابه «المنتظم في تاريخ الأمم والملوك» (17/ 25) عن ابن عقيل قوله: «ورأيت كثيراً من أصحاب المذاهب انتقلوا ونافقوا، وتوثقوا بمذهب (الأشعري والشافعي) طمعاً في العز والجرايات...»!!!
    قلتُ: والتاريخ يعيد نفسه...
    وسبق أن نشرت ما نقله الشيخ سيد سابق –رحمه الله- في مقدمة كتابه «فقه السنة»:
    «سأل أبو زرعة شيخه البلقيني قائلاً: ما تقصير الشيخ تقي الدِّين السُّبكي عن الاجتهاد وقد استكمل آلته؟
    فسكت البلقيني.
    فقال أبو زرعة: فما عندي أن الامتناع عن ذلك إلا للوظائف التي قدرت للفقهاء على المذاهب الأربعة! وأن من خرج عن ذلك لم ينله شيء من ذلك!! وحرم ولاية القضاء!!! وامتنع الناس عن افتائه!! ونُسبت إليه البدعة!!
    فابتسم البلقيني، ووافقه على ذلك».
    قلتُ: والناظر إلى العالم بعد (مؤتمر الشيشان)، واستبدال الدَّعم بالعملة الصعبة –كما يُقال-، يحقُّ للبلقيني –رحمه الله- أن يضحك بدل أن يبتسم...
    يا قوم: إذا بُليتم فاستتروا!!!
    «لا يزال أهل الغرب ظاهرين..»: «في الحديث بشارة عظيمة لمن كان في الشام من أنصار السنة المتمسكين بها،والذابين عنها،والصابرين في سبيل الدعوة إليها». «السلسلة الصحيحة» (965)

  12. #12

    افتراضي رد: من آفة (التعصب المذهبي)(!)

    من آفة (التعصب المذهبي): (12)

    التعصب المذهبي والتكفير(!)

    يقول الغزالي محذراً من التكفير النابع عن التعصب المذهبي:
    «فإنْ زعمَ أن حدّ الكفرِ ما يخالفُ مذهب الأشعريّ، أو مذهبَ المعتزليِّ أو الحنبليّ أو غيرهم، فاعلم أنّه غِرٌّ بليدٌ قد قيّده التقليدُ، فهو أعمى من العُميان، فلا تُضيّع بإصلاحه الزمان»!! [«فيصل التفرقة بين الإسلام والزندقة» (ص180)]

    ويقول العز ابن عبد السلام –في «قواعد الأحكام»- محاولاً إصلاح الداخل الأشعريّ:
    «وقد رجع الأشعري -رحمه الله- عند موته عن تكفير أهل القِبلة، لأن الجهل بالصفات ليس جهلاً بالموصوفات، وقد اختلف في عبارات والمشار إليه واحد ....
    والعجب أن الأشعرية اختلفوا في كثير من الصفات كالقِدم والبقاء والوجه واليدين والعينين.... ومع ذلك لم يُكفّر بعضُهم بعضاً!». [(1/ 203 باختصار)]
    منقول
    «لا يزال أهل الغرب ظاهرين..»: «في الحديث بشارة عظيمة لمن كان في الشام من أنصار السنة المتمسكين بها،والذابين عنها،والصابرين في سبيل الدعوة إليها». «السلسلة الصحيحة» (965)

  13. #13

    افتراضي رد: من آفة (التعصب المذهبي)(!)

    من (آفة التعصب المذهبي): (13)
    نصرة المذهب على حساب الدليل(!)


    «فَرْق ما بين المتعصّب المذهبيّ، والمذهبيّ غير المتعصّب (أو قُل: المتّبع -لا فَرْق!-):
    أنّ الأوّلَ: يجعلُ جُلَّ جَهدِه تقويةَ المذهب -ولو على حسابِ الدليل!-، بينما المذهبيُّ غيرُ المتعصّب-اتِّباعاً-: تراه (يدورُ مع الدليل حيثُ دار)-وجوداً وعدَماً-!
    فالحُجّةُ -عند المتعصّب!- هي رأيُ المذهب -لا غيرَ-!
    ويلزَمُ مِن هذا (التقليد) -المتعصُّب!- ولا بُدّ!-: صحّةُ كلِّ قولٍ! منسوبٍ إلى أيِّ مذهب!-بالرُّغم مِن وجود كلّ الاختلافاتِ والتبايُنات المعروفة بينهم!-؛ فلا إنكار! ولا ردّ! ولا أحدَ يُخالفُ أحداً! وكلُّهـ/ـم صوابٌ في صوابٍ!
    كما قال قائلُهم: (...وكلُّهم مِن رسول الله مُلتمِسُ!)!
    ولو كان ذلك كذلك -على الحقيقة-: لاستوتِ المذاهبُ-كلُّها-، وانتفتِ المفاضَلةُ بينها! ولانْفَضَّتِ الصراعاتُ التاريخية(!) بين مقلِّديها!
    وهذا -كلُّه- خيالٌ -مِن جهةٍ-، وخِلافُ ما عليه الأئمّةُ المعظِّمون للدليل مِن أهل المذاهب الأربعة -وما أكثرَهم!-مِن جهةٍ أخرى-!
    ولا يَهُمُّنا-في هذا المقام-كثيراً!-التلقيباتُ! والمصطلَحات! والتسمياتُ: (تقليد)! (اتباع)! (اجتهاد)! ما دام البحثُ العلميُّ هو الرائد! والجوُّ الشرعيُّ هو السائد-دون أن يكونَ التعصُّبُ هو القائد-!
    ومِن جهةٍ ثالثةٍ: ليس في هذا التنبيهِ العلميّ الواقعيّ(!) أدنى/أيُّ=انتقاصٍ بأيِّ مذهبٍ مِن المذاهب الأربعة-مِن حيثُ هي-كما قد يستغلُّه-بالباطلِ- بعضُ المتعصّبة! أو النفعيّين!-؛ فنحن عالَةٌ على كُبرائهم! وتلاميذُ في مدرستِهم!-! مع الإقرار الحاسمِ ببشريّتهم-أجمعين-رحمهم الله-مِن جهةٍ رابعةٍ-.
    ومَن فهم منّا! أو نقل عنّا: الطعنَ! أو الغمزَ! أو الإساءةَ لأيِّ مذهب؛ فهو مُبطِلٌ، مُفتَرٍ، أفّاكٌ!
    ثمّ إنّ أغلبَ العلماءِ المذهبيّين-رحمهم اللهُ-لم يكونوا متعصّبين؛ بل كانوا حريصينَ -أشدَّ ما يكونون- على الدليل: يتّبعون ما ترجّح لهم منه -ولو خالَف المذهبَ-!
    وهذا مَرْبطُ الفَرَس-كما يقولون-!
    والناظرُ في الخلافِ الفقهيّ -بين علماء المذاهب-بعضِهم لبعضٍ-رحمهم الله-: يرى دلائلَ ذلك بيِّنة -مُتكاثِرة-، وجليّةً -مُتضافرة- مهما حاول المتعصّبةُ تأويلَ ذلك! أو ردَّه! أو تعطيلَه!-!».
    منقول...
    «لا يزال أهل الغرب ظاهرين..»: «في الحديث بشارة عظيمة لمن كان في الشام من أنصار السنة المتمسكين بها،والذابين عنها،والصابرين في سبيل الدعوة إليها». «السلسلة الصحيحة» (965)

  14. #14

    افتراضي رد: من آفة (التعصب المذهبي)(!)

    من (آفة التعصب المذهبي): (14)
    ردُّ الدليل نصرة للمذهب(!)
    يقول النووي -في «شرح صحيح مسلم» (10/ 30) رادّاً على بعض العلماء الذين ردوا بعض الأحاديث الصحيحة تعصّباً للمذهب! لا بالطُّرق العلمية والمنهجية:
    «زعم أنه مضطرب، وهذا غلط ظاهر وجسارة على رد السُّنن بمجرد الهوى! وتوهين صحيحها لنصرة المذاهب!!».
    ومثل ذلك قول الباقلاني في «التقريب والإرشاد» (3/ 430) -محاججاً خصمه-: «ولعلك قد وجدته [أي: الدليل] كما وجدناه، لكنك تكتم ذلك لغرض لك من نصرة المذهب أو غيره».
    وهذا دليل على شيوع الظاهرة، وإدراك العلماء لها؛ ولذا يقرر الغزالي في «ميزان العمل» (ص 409) أن جميع المذاهب: «ليس مع واحد منهم معجزة يترجّح بها جانبه، فجانب الالتفاتَ إلى المذاهبِ، واطلب الحقَّ بطريقِ النّظرِ لتكون صاحبَ مذهبٍ، ولا تكن في صورة أعمى تقلّداً قائداً يرشدك إلى طريق، وحواليك ألف مثل قائدك ينادون عليك: بأنه أهلكك وأظلك عن سواء السبيل. وستعلم في عاقبة أمرك ظلم قائدك، فلا خلاص إلا في الاستقلال»!
    منقول...
    «لا يزال أهل الغرب ظاهرين..»: «في الحديث بشارة عظيمة لمن كان في الشام من أنصار السنة المتمسكين بها،والذابين عنها،والصابرين في سبيل الدعوة إليها». «السلسلة الصحيحة» (965)

  15. #15

    افتراضي رد: من آفة (التعصب المذهبي)(!)

    من (آفة التعصب المذهبي): (15)
    التّعصّب والانتصار للمذهب، والتّشنيع على المخالف!!!
    قال الجويني -إمام الحرمين- في كتابه «مغيث الخلق» (ص16) -وقد عاب المذهب الحنفي-:
    «نحن ندعي أنه يجب على كافة العاقلين، وعامة المسلمين شرقاً وغرباً، بعداً وقرباً، انتحال مذهب الشافعي ، ويجب على العوام الطعام، والجهال الأنذال -أيضاً- انتحال مذهبه، بحيث لا يبغون عنه حولاً، ولا يريدون به بدلاً»!!!
    «لا يزال أهل الغرب ظاهرين..»: «في الحديث بشارة عظيمة لمن كان في الشام من أنصار السنة المتمسكين بها،والذابين عنها،والصابرين في سبيل الدعوة إليها». «السلسلة الصحيحة» (965)

  16. #16

    افتراضي رد: من آفة (التعصب المذهبي)(!)

    من (آفة التعصب المذهبي): (16)

    تأييد المذهب بشتى الوسائل(!)
    يقول الفخر الرازي في «مناقب الإمام الشافعي» (ص384):
    «القول بأنّ قول الشافعي خطأ في مسألة كذا، إهانة للشافعي القرشي، وإهانة قريش غير جائزة، فوجب أن لا يجوز القول بتخطئته في شيء من المسائل»!!!
    «لا يزال أهل الغرب ظاهرين..»: «في الحديث بشارة عظيمة لمن كان في الشام من أنصار السنة المتمسكين بها،والذابين عنها،والصابرين في سبيل الدعوة إليها». «السلسلة الصحيحة» (965)

  17. #17

    افتراضي رد: من آفة (التعصب المذهبي)(!)

    من (آفة التّعصب المذهبي): (17)
    نسخة مِن تعامل المتعصبين مع الملة الثانية -حسب نظرهم-(!)

    قال صاحب «مراقي الفلاح» الحنفي، عن ماء البئر النجس الذي وقع فيه حیوان مات وانتفخ:
    «فإن عجن بمائها يلقى للكلاب، أو يعلف به المواشي، وقال بعضهم: يباع لشافعي»!!
    (ص22)
    «لا يزال أهل الغرب ظاهرين..»: «في الحديث بشارة عظيمة لمن كان في الشام من أنصار السنة المتمسكين بها،والذابين عنها،والصابرين في سبيل الدعوة إليها». «السلسلة الصحيحة» (965)

  18. #18

    افتراضي رد: من آفة (التعصب المذهبي)(!)

    من (آفة التّعصب المذهبي): (18)
    جناية المتعصِّب على أخيه المتعصِّب(!)
    والحمد لله على نعمة الاتباع...

    قال قاضي دمشق الحنفي البلاساغوني:
    «لو كان لي أمر لأخذت الجزية مِن الشافعية»!!
    [«لسان الميزان» (5/ 402)]
    «لا يزال أهل الغرب ظاهرين..»: «في الحديث بشارة عظيمة لمن كان في الشام من أنصار السنة المتمسكين بها،والذابين عنها،والصابرين في سبيل الدعوة إليها». «السلسلة الصحيحة» (965)

  19. #19

    افتراضي رد: من آفة (التعصب المذهبي)(!)

    من (آفة التّعصب المذهبي): (19)
    لا يوجد خلاف بين المتعصبين(!)


    منع بعض فقهاء الحنفية أن يتزوج الحنفي شافعيةً؛ لأنها تشك في إيمانها، لأن الشافعي يقول : (أنا مؤمن -إن شاءالله-).
    ثم أصدر بعض الحنفية فتوى بجواز تزويج الحنفي بالشافعية تنزيلاً لها منزلة أهل الكتاب(!)
    «لا يزال أهل الغرب ظاهرين..»: «في الحديث بشارة عظيمة لمن كان في الشام من أنصار السنة المتمسكين بها،والذابين عنها،والصابرين في سبيل الدعوة إليها». «السلسلة الصحيحة» (965)

  20. #20

    افتراضي رد: من آفة (التعصب المذهبي)(!)

    من (آفة التّعصب المذهبي): (20)
    التكفير غير المنضبط....

    توسع الأحناف في باب التكفير حتى بلغت المكفرات أكثر من ألف مكفر، ولهم عجائب في ذلك:

    قال ابن حجر الهيتمي متحدثاً عن توسع الأحناف في التكفير : وَقَدْ تَوَسَّعَ أَصْحَابُهُ فِي الْمُكَفِّرَاتِ وَعَدُّوا مِنْهَا جُمَلًا مُسْتَكْثَرَةً، جِدًّا وَبَالَغُوا فِي ذَلِكَ أَكْثَرَ مِنْ بَقِيَّةِ أَئِمَّةِ الْمَذَاهِبِ مَعَ قَوْلِهِمْ بِأَنَّ الرِّدَّةَ تُحْبِطُ الْأَعْمَالَ، وَبِأَنَّ مَنْ ارْتَدَّ بَانَتْ مِنْهُ زَوْجَتُهُ وَحُرِّمَتْ عَلَيْهِ، فَمَعَ هَذَا التَّشْدِيدِ الْعَظِيمِ بَالَغُوا فِي الِاتِّسَاعِ فِي الْمُكَفِّرَاتِ . [«الزواجر»(1/46)]

    وقال شمس الدين الأفغاني: وقد خصص كثير من علماء الحنفية عدة مباحث للتكفير في كتبهم، وبوبوا لذلك واهتموا بجمع ألفاظ الكفر، والتصريح بالتكفير بها، وفي ذلك من العجائب والغرائب من تكفير المسلمين، بأشياء قد تصدر خطأ، أو بزلة لسان دون قصد الجنان، وقد جمع العلامة القاري (1014هـ) ألفاظ الكفر وكلمات الارتداد عند الحنفية فأوعى.

    وذكر العلامة الآلوسي (1317هـ) طرفًا من ذلك أيضاً.

    بل قد ألف بعض الحنفية كتابًا في ألفاظ الكفر وكلمات الارتداد، والأقوال التي يكفرون بها المسلم الذي صلى وصام، وزكى، وحج، وعبد الله طوال عمره.
    [«جهود علماء الحنفية» (1/529-530)]

    ومن أمثلة ذلك:
    - تكفيرهم من صغر لفظ: مصحف أو مسجد.
    قال ابن القيم : ثُمَّ إنَّ هَذَا عَلَى مَذْهَبِ أَبِي حَنِيفَةَ وَأَصْحَابِهِ أَشَدُّ؛ فَإِنَّهُمْ لَا يَأْذَنُونَ فِي كَلِمَاتٍ وَأَفْعَالٍ دُونَ ذَلِكَ بِكَثِيرٍ، وَيَقُولُونَ: إنَّهَا كُفْرٌ، حَتَّى قَالُوا: لَوْ قَالَ الْكَافِرُ لِرَجُلٍ: " إنِّي أُرِيدُ أَنْ أُسْلِمَ " فَقَالَ لَهُ: " اصْبِرْ سَاعَةً " فَقَدْ كَفَرَ، فَكَيْفَ بِالْأَمْرِ بِإِنْشَاءِ الْكُفْرِ؟ وَقَالُوا: لَوْ قَالَ: " مُسَيْجِدٌ " أَوْ صَغَّرَ لَفْظَ الْمُصْحَفِ كَفَرَ.
    [«إعلام الموقعين» (3/141)]

    أمثلة أخرى :
    - ويخاف عليه الكفر إذا شتم عالماً أو , فقيهاً من غير سبب.
    وقوله لسلطان زماننا، عادل! ، وقيل: لا، وعلى هذا الاختلاف قول الخطباء في ألقاب السلطان: العادل الأعظم .
    [«البحر الرائق» (5/133)]


    تأمل لو طبقت هذه على الفتوى على خطباء هذا الزمان!
    - رجل قال : أنا مؤمن إن شاء الله من غير تأويل كفر .
    «ألفاظ الكفر» لبدر الرشيد الحنفي رقم (227)

    قال الإمام الفضلي : لا ينبغي لرجل أن يستثني في إيمانه فلا يقول أنا مؤمن إن شاء الله .
    «ألفاظ الكفر» لبدر الرشيد الحنفي رقم (229)

    قال الشيخ محمد الخميس: هذا التأويل باطل لأن قول المسلم أنا مؤمن إن شاء الله سنة متوارثة في سلف الأمة وأئمة السنة، ولم يخالف في ذلك إلا المرجئة ومنهم الماتريدية.

    و قال: ولهم في ذلك عجائب، فقال الشيخ محمد بن الفضل الكماري البخاري: من قال أنا مؤمن إن شاء الله فهو كافر لا تجوز المناكحة معه.
    ومثله في الغلو والتهور قول أبي حفض السفكردري وبعض أئمة الحنفية في خوارزم المتعصبة الغلاة: لا ينبغي للحنفي أن يزوج ابنته من رجل شافعي المذهب ولكن يتزوج من الشافعية تنزيلا لهم منزلة أهل الكتاب!

    - من قال النصرانية خير من اليهودية أو على العكس يكفر .

    «ألفاظ الكفر» لبدر الرشيد الحنفي رقم (449)

    قال الشيخ محمد الخميس : هذا باطل وتهور محض ولا يكفر به إطلاقاً.

    والتلذذ بالغناء كفر!

    جاء في رد المحتار: وفي البزازية استماع صوت الملاهي - كضرب قصب، ونحوه - حرام؛ لقوله عليه الصلاة والسلام: "استماع الملاهي معصية، والجلوس عليها فسق، والتلذذ بها كفر" أي: بالنعمة، فصرف الجوارح إلى غير ما خلق لأجله كفر بالنعمة، لا شكر، فالواجب كل الواجب أن يجتنب كي لا يسمع؛ لما روي أنه عليه الصلاة والسلام أدخل أصبعه في أذنه عند سماعه، وأشعار العرب لو فيها ذكر الفسق تكره.
    «الدر المختار» (1/652)

    والحديث مرسل لا يصح كما ذكر العراقي في تخريج الإحياء.

    ولهم عجائب وغرائب وتصل المكفرات لأكثر من ألف مكفر، وراجع في ذلك كتاب: «الجامع لألفاظ الكفر» للشيخ محمد الخميس .



    والشاهد : أن هذه بعض أهم الأمور التي جعلت المستشرقين وأعداء الدين ؛ يقررون في مؤسساتهم الاستشراقية نشر المذهب الحنفي!

    وأكرر لا يلزم من ذلك انتقاص أئمة المذهب أو علمائها الذين كانوا على السنة والاتباع، وهم كثر والحمد لله، ولكن الحذر من متأخري الأحناف الذين خلطوا الحق بالباطل والغث بالسمين.
    والحمد لله رب العالمين.


    منقووول
    «لا يزال أهل الغرب ظاهرين..»: «في الحديث بشارة عظيمة لمن كان في الشام من أنصار السنة المتمسكين بها،والذابين عنها،والصابرين في سبيل الدعوة إليها». «السلسلة الصحيحة» (965)

الكلمات الدلالية لهذا الموضوع

ضوابط المشاركة

  • لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
  • لا تستطيع الرد على المواضيع
  • لا تستطيع إرفاق ملفات
  • لا تستطيع تعديل مشاركاتك
  •