( نخب الأفكار في تنقيح مباني الأخبار في شرح معاني الآثار)


للإمام بدر الدين العيني (762هـ - 855هـ)



اسم الكتاب: نخب الأفكار في تنقيح مباني الأخبار في شرح معاني الآثار.

المؤلف: الحافظ بدر الدين العيني الحنفي.

الجهة الطابعة: طبع هذا الكتاب في تسعة عشر مجلدًا (19)، بتحقيق الأستاذ ياسر بن إبراهيم، وقد قامت على إخراجه لجنة إحياء التراث الإسلامي بإدارة الشئون الإسلامية بوزارة الأوقاف القطرية.

هذا الكتاب دفع الشبهات التي علقت بأذهان البعض ... فأضحى كنزاً للأحناف في نصرة مذهبهم


ترجمة الإمام الطحاوي صاحب الكتاب الأصل


هو العلامة الحافظ الكبير، محدث الديار المصرية وفقيهها، أبو جعفر أحمد بن محمد بن سلامة بن سلمة بن عبد الملك الطحاوي الحنفي، ولد سنة ثمان وثلاثين ومائتين، ومات سنة إحدى وعشرين وثلثمائة، وبرز في علم الحديث وفي الفقه، وكان ثقةً ثبتًا فقيهًا عاقلًا، لم يخلف مثله. قال الشيخ أبو إسحق الشيرازي في "طبقات الفقهاء": "وأبو جعفر الطحاوي انتهت إليه رئاسة أصحاب أبي حنيفة بمصر، أخذ العلم عن أبي جعفر بن أبي عمران، وأبي خازم وغيرهما، وكان شافعيًا يقرأ على أبي إبراهيم المزني، فقال له يومًا: والله لا جاء منك شيءٌ، فغضب أبو جعفر من ذلك، وانتقل إلى ابن أبي عمران، فلما صنف مختصره، قال: "رحم الله أبا إبراهيم، لو كان حيًا لكفر عن يمينه". صنف "اختلاف العلماء"، و"الشروط" و"أحكام القرآن"، و"معاني الآثار".

ترجمة الحافظ بدر الدين العيني صاحب الشرح


هو الحافظ محمود بن أحمد بن موسى بن محمود البدر الحلبي الأصل ثم القاهري الحنفي ويعرف بالعيني، ولد في 17 رمضان 762هـ، وكان إمامًا عالمـًا علامة عارفًا بالصرف والعربية وغيرها، حافظًا للتاريخ وللغة، مشاركًا في الفنون، لا يمل من المطالعة والكتابة، اشتهر اسمه وبعد صيته، مع لطف العشرة والتواضع، وقد حدث وأفتى ودرس، وأخذ عنه الأئمة من كل مذهب، طبقة بعد أخرى، ومات في ليلة الثلاثاء سنة 855هـ.
أهمية الكتاب الأصل ' شرح معاني الآثار '


كتاب "شرح معاني الآثار" من الكتب المهمة والنفيسة، ذات الفائدة والنفع، ولعل المتأمل فيه يجده نفيسًا جيدًا في بابه، وقد قال الحافظ الذهبي- رحمه الله- في ترجمة الإمام الطحاوي من كتابه "السير": "ومن نظر في تواليف هذا الإمام علم محله من العلم وسعة المعرفة"، ومما يدل على عظم علم الطحاوي- رحمه الله- واتساع روايته وجلالة قدره في البحث والمدارسة: أنه ربما أخرج في حكم واحد نادر الوقوع بالنسبة إلى غيره عن اثني عشر صحابيًا، مع استنباط الأحكام والتوغل فيها (كما في باب الصدقة على بني هاشم مثلًا).
وقد كانت للحافظ بدر الدين العيني- رحمه الله- عناية خاصة بهذا الشرح، وكان الداعي لتأليفه شرحه عليه، دفع اتهام الحنفية- رحمهم الله- بأخذهم بالرأي وتأخيرهم للأثر، لذلك شد العزم، وأخرج ما في جعبته لنصرة المذهب، ودفع الشبهات التي علقت بأذهان البعض عنه، فأضحى هذا الكتاب كنزًا للأحناف في نصرة مذهبهم.
العيني شرح الكتاب شرحاً جميلاً منسقاً شاملاً


منهج العيني في شرحه


شرح العيني كتاب "شرح معاني الآثار" شرحًا جميلًا منسقًا، يذكر فيه مناسبة الحديث للباب، ومناسبة الباب لما قبله من الأبواب، ويتكلم على رجال إسناده بإسهاب، ويبين فيه اللغات والإعراب، ووجوه المعاني والبيان، والأسئلة والاعتراضات والأجوبة، وتخريج مواضع الحديث، وما يستنبط منه من الأحكام.
وقد قام- رحمه الله- بوضع الحرف قبل الفقرة التي يريد شرحها من الكتاب الأصل، دلالة على أنه من كلام المصنف، أو إشارة إلى أن هذا الكلام هو صدر الكتاب، ووضع الحرف (ش) قبل شرحه، إشارة إلى أنه كلامه هو.
ثم يبدأ شرح الأبواب مبتدئًا بتفسير الترجمة وعلاقة الباب بما قبله وسبب تأخيره عنه. ثم يترجم رواة الحديث رجلًا رجلًا، مقتصرًا على اسمه ونسبه ولقبه ومرتبته في الجرح والتعديل، وذكر من وثقه ومن جرحه، ومن أخرج له من أصحاب الكتب الستة.
وغالبًا ما يضبط الأسماء والألفاظ المشتبهة بالشكل أو بالحروف. ثم يذكر من أخرج الحديث من أصحاب الكتب الستة، ويحكم على الحديث بالصحة أو بالضعف على حسب ما تبدى له من نظره الفاحص- رحمه الله.
ثم يشرع في شرح غريب الألفاظ، وإعراب ما يشكل من الجمل والكلمات، ثم ينقل آراء المذاهب الفقهية المتعلقة بالمسألة ويناقشها ويتوسع فيها، فيذكر آراء الصحابة والتابعين وبقية الفقهاء، مع أدلتهم والردود عليها، وغالبًا ما يرجح رأي مذهبه الحنفي وينتصر له ويقرره، وربما تكلف الرد على من خالفه، ناقلًا عن أمهات كتب الفقه والحديث.
ومن عادة الحافظ العيني- رحمه الله- أنه يكثر من إيراد الاعتراضات مبرزًا إياها بقوله "فإن قيل" ويجيب عنها بقوله "قلت"، وغالبًا ما يذكر بعض الفوائد المنتقاة من الأحاديث في آخر كل حديث، وربما يعمي الطحاوي بعض الفقهاء أو الفرق والمذاهب، فيقوم العيني ببيان ذلك وتوضيحه وتسميته.

وعند انتهاء المسألة وسرد أدلتها يذكر في الغالب الأحاديث التي لم يذكرها الطحاوي ويخرجها.
(ملاحظة: أكثر ما ورد في التعريف بهذا الكتاب مقتبسٌ من مقدمة المحقق ياسر بن إبراهيم).

* * *

منقول