تابعونا على المجلس العلمي على Facebook المجلس العلمي على Twitter
الدكتور سعد بن عبد الله الحميد


النتائج 1 إلى 5 من 5

الموضوع: أيهما أفضل : الفطر في السفر أم الصوم ؟

  1. #1
    تاريخ التسجيل
    Nov 2012
    المشاركات
    16,352

    افتراضي أيهما أفضل : الفطر في السفر أم الصوم ؟

    السؤال

    من سافر في رمضان وهو صائم ، فهل الأفضل له الفطر أم متابعة الصيام ؟.
    نص الجواب



    الحمد لله
    ذَهَبَ الْأَئِمَّةُ الْأَرْبَعَةُ , وَجَمَاهِيرُ الصَّحَابَةِ وَالتَّابِعِينَ إلَى أَنَّ الصَّوْمَ فِي السَّفَرِ جَائِزٌ صَحِيحٌ مُنْعَقِدٌ , وَإِذَا صَامَ وَقَعَ صِيَامُهُ وَأَجْزَأَهُ . أنظر الموسوعة الفقهية ج28 ص73
    وأما الأفضلية فعلى التفصيل التالي :
    " الحال الأولى : إذا كان الصوم والفطر سواء ، بمعنى أن الصوم لا يؤثر عليه ، ففي هذه الحالة يكون الصوم أفضل للأدلة التالية :
    أ / عَنْ أَبِي الدَّرْدَاءِ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ قَالَ خَرَجْنَا مَعَ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فِي شَهْرِ رَمَضَانَ فِي حَرٍّ شَدِيدٍ حَتَّى إِنْ كَانَ أَحَدُنَا لَيَضَعُ يَدَهُ عَلَى رَأْسِهِ مِنْ شِدَّةِ الْحَرِّ وَمَا فِينَا صَائِمٌ إِلَّا رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَعَبْدُ اللَّهِ بْنُ رَوَاحَةَ " رواه البخاري ( 1945) ومسلم رقم (1122) .
    ب/ أنه أسرع في إبراء الذمة ؛ لأن القضاء يتأخر ، والأداء وهو صيام رمضان يقدم .
    ج / أنه أسهل على المكلف غالباً ؛ لأن الصوم والفطر مع الناس أسهل من أن يستأنف الصوم .
    د / أنه يدرك الزمن الفاضل ، وهو رمضان ، فإن رمضان أفضل من غيره ؛ لأنه محل الوجوب ، فلهذه الأدلة يترجح ما ذهب إليه الشافعي رحمه الله من أن الصوم أفضل في حق من يكون الصوم والفطر عنده سواء .
    الحال الثانية : أن يكون الفطر أرفق به ، فهنا نقول : إن الفطر أفضل ، وإذا شق عليه بعض الشيء صار الصوم في حقه مكروهاً ؛ لأن ارتكاب المشقة مع وجود الرخصة يشعر بالعدول عن رخصة الله عز وجل .
    الحال الثالثة : أن يشق عليه مشقة شديدة غير محتملة فهنا يكون الصوم في حقه حراماً .والدليل على ذلك ما رواه مسلم عَنْ جَابِرِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمَا أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ خَرَجَ عَامَ الْفَتْحِ إِلَى مَكَّةَ فِي رَمَضَانَ فَصَامَ حَتَّى بَلَغَ كُرَاعَ الْغَمِيمِ فَصَامَ النَّاسُ ثُمَّ دَعَا بِقَدَحٍ مِنْ مَاءٍ فَرَفَعَهُ حَتَّى نَظَرَ النَّاسُ إِلَيْهِ ثُمَّ شَرِبَ فَقِيلَ لَهُ بَعْدَ ذَلِكَ إِنَّ بَعْضَ النَّاسِ قَدْ صَامَ فَقَالَ أُولَئِكَ الْعُصَاةُ أُولَئِكَ الْعُصَاةُ " .
    وفي رواية " فَقِيلَ لَهُ إِنَّ النَّاسَ قَدْ شَقَّ عَلَيْهِمْ الصِّيَامُ وَإِنَّمَا يَنْظُرُونَ فِيمَا فَعَلْتَ فَدَعَا بِقَدَحٍ مِنْ مَاءٍ بَعْدَ الْعَصْرِ " (1114) .
    فوصف من صام مع المشقة الشديدة بالعصاة . أنظر الشرح الممتع للشيخ محمد ابن عثيمين رحمه الله .ج6 ص355
    " قَالَ النَّوَوِيُّ وَالْكَمَالُ بْنُ الْهُمَامِ : إنَّ الْأَحَادِيثَ الَّتِي تَدُلُّ عَلَى أَفْضَلِيَّةِ الْفِطْرِ , مَحْمُولَةٌ عَلَى مَنْ يَتَضَرَّرُ بِالصَّوْمِ , وَفِي بَعْضِهَا التَّصْرِيحُ بِذَلِكَ , وَلَا بُدَّ مِنْ هَذَا التَّأْوِيلِ , لِيَجْمَعَ بَيْنَ الْأَحَادِيثِ , وَذَلِكَ أَوْلَى مِنْ إهْمَالِ بَعْضِهَا , أَوْ ادِّعَاءِ النَّسْخِ , مِنْ غَيْرِ دَلِيلٍ قَاطِعٍ . وَاَلَّذِينَ سَوَّوْا بَيْنَ الصَّوْمِ وَبَيْنَ الْفِطْرِ , اسْتَدَلُّوا بِحَدِيثِ عَائِشَةَ رضي الله عنها أَنَّ حَمْزَةَ بْنَ عَمْرٍو الْأَسْلَمِيَّ رضي الله تعالى عنه قَالَ لِلنَّبِيِّ - صلى الله عليه وسلم - أَأَصُومُ فِي السَّفَرِ ؟ - وَكَانَ كَثِيرَ الصِّيَامِ - فَقَالَ : إنْ شِئْت فَصُمْ , وَإِنْ شِئْت فَأَفْطِرْ متفق عليه . "
    <span style="color:#0000ff;"><font size="5"><span style="font-family:traditional arabic;">https://islamqa.info/ar/answers/2016...B5%D9%88%D9%85
    وأمتثل قول ربي: {فَسَتَذْكُرُون ما أَقُولُ لَكُمْ ۚ وَأُفَوِّضُ أَمْرِي إِلَى اللَّهِ ۚ إِنَّ اللَّهَ بَصِيرٌ بِالْعِبَادِ}

  2. #2
    تاريخ التسجيل
    Oct 2012
    المشاركات
    13,372

    افتراضي رد: أيهما أفضل : الفطر في السفر أم الصوم ؟

    وهذا تحرير المسألة من كتابي: ((مذاهب فقهاء الإسلام في أحكام الصيام)):
    المسألة الثانية: هل الأفضل للمسافر الصوم أم الفطر؟
    الفطر مباح للمسافر أيًّا كان حال هذا المسافر؛ مُتْعَبًا أو غير متعب، وجد مشقة في السفر أو لم يجد؛ كما تقدمت أدلة هذا، وقد أجمع العلماء على هذا.
    ولكن هل الأفضل له الصوم أم الفطر؟
    ذهب الإمام أحمد رحمه الله إلى أن الفطر للمسافر أفضلُ مطلقًا؛ سواء وجد مشقة أم لا؛ وهو من مفردات المذهب([1]).
    قال الإمام أبو داود رحمه الله: «سَمِعْتُ أَحْمَدَ بْنَ حَنْبَلٍ يَقُولُ: الْفِطْرُ فِي السَّفَرِ أَفْضَلُ»اهـ([2]).
    وذهب الأئمة الثلاثة إلى أن الفطر أفضلُ إن وجد مشقة؛ وإلا فالصوم أفضل.
    سُئل الإمام أبو حنيفة رحمه الله: «إِن كَانَ صَامَ فِي السَّفَرِ أَيُجْزِئهُ؟ قَالَ: نَعَمْ، وَهُوَ أَفْضَلُ مِنَ أَنْ يُفْطِرَ ؛ وَإِنَّمَا الْإِفْطَار رُخْصَةٌ»([3]).
    وقال علاء الدين السمرقندي الحنفي رحمه الله: «فعندنا الصَّوْمُ أَفْضَلُ لِأَنَّهُ عَزِيمَةٌ، وَالْإِفْطَارُ رُخْصَةٌ، إِذَا لَمْ يَلْحَقْهُ مَشَقَّةٌ»([4]).
    وقال الإمام مالك رحمه الله: «الصِّيَامُ فِي السَّفَرِ لِمَنْ قَوِيَ عَلَيْهِ حَسَنٌ»([5]).
    وقال الشافعي رحمه الله: «إنْ تَضَرَّرَ بِالصَّوْمِ فَالْفِطُرُ أَفْضَلُ، وَإِلَّا فَالصَّوْمُ أَفْضَلُ»([6]).
    والمقصود بالضرر هنا؛ أي: المشقة؛ لأن الضرر يجب معه الفطر إجماعًا، ولا يقال فيه: الأفضل.
    إذًا هنا إجماع من الأئمة الأربعة على أن من وجد مشقة في السفر فالفطر أفضل في حقه؛ وإنما اختلفوا في من لم يجد المشقة؛ فمذهب أحمد أن الفطر أفضل؛ ومذهب الأئمة الثلاثة أن الصوم أفضل.
    قلت: ودليل الإمام أحمد رحمه الله في أن الفطر أفضل قوله تعالى: ﴿فَمَنْ كَانَ مِنْكُمْ مَرِيضًا أَوْ عَلَى سَفَرٍ فَعِدَّةٌ مِنْ أَيَّامٍ أُخَرَ﴾ [البقرة: 184]؛ فأطلق الله سبحانه وتعالى الفطر والقضاء في أيام أخر، ولم يفَصِّل.
    وقوله ﷺ: «لَيْسَ مِنَ البِرِّ الصَّوْمُ فِي السَّفَرِ».
    قلت: والراجح – والله أعلم – هو ما ذهب إليه الجمهور أن الصيام أفضل لمن لم يشق عليه؛ وَدَلِيلُ ذَلِكَ حَدِيثُ أَبِي سَعِيدٍ الْخُدْرِيِّ ﭬ، قَالَ: «كُنَّا نَغْزُو مَعَ رَسُولِ اللهِ ﷺ فِي رَمَضَانَ، فَمِنَّا الصَّائِمُ وَمِنَّا الْمُفْطِرُ، فَلَا يَجِدُ الصَّائِمُ عَلَى الْمُفْطِرِ، وَلَا الْمُفْطِرُ عَلَى الصَّائِمِ، يَرَوْنَ أَنَّ مَنْ وَجَدَ قُوَّةً فَصَامَ، فَإِنَّ ذَلِكَ حَسَنٌ، وَيَرَوْنَ أَنَّ مَنْ وَجَدَ ضَعْفًا، فَأَفْطَرَ فَإِنَّ ذَلِكَ حَسَنٌ».
    وَعَنْ رَبِيعَةَ، قَالَ: حَدَّثَنِي قَزَعَةُ، قَالَ: أَتَيْتُ أَبَا سَعِيدٍ الْخُدْرِيَّ ﭬ، وَهُوَ مَكْثُورٌ عَلَيْهِ، فَلَمَّا تَفَرَّقَ النَّاسُ عَنْهُ، قُلْتُ: إِنِّي لَا أَسْأَلُكَ عَمَّا يَسْأَلُكَ هَؤُلَاءِ عَنْهُ، سَأَلْتُهُ عَنِ الصَّوْمِ فِي السَّفَرِ؟ فَقَالَ: سَافَرْنَا مَعَ رَسُولِ اللهِ ﷺ إِلَى مَكَّةَ وَنَحْنُ صِيَامٌ، قَالَ: فَنَزَلْنَا مَنْزِلًا، فَقَالَ رَسُولُ اللهِ ﷺ: «إِنَّكُمْ قَدْ دَنَوْتُمْ مِنْ عَدُوِّكُمْ، وَالْفِطْرُ أَقْوَى لَكُمْ» فَكَانَتْ رُخْصَةً، فَمِنَّا مَنْ صَامَ، وَمِنَّا مَنْ أَفْطَرَ، ثُمَّ نَزَلْنَا مَنْزِلًا آخَرَ، فَقَالَ: «إِنَّكُمْ مُصَبِّحُو عَدُوِّكُمْ، وَالْفِطْرُ أَقْوَى لَكُمْ، فَأَفْطِرُوا» وَكَانَتْ عَزْمَةً، فَأَفْطَرْنَا، ثُمَّ قَالَ: لَقَدْ رَأَيْتُنَا نَصُومُ، مَعَ رَسُولِ اللهِ ﷺ بَعْدَ ذَلِكَ، فِي السَّفَرِ([7]).
    فدلَّ هذان الحديثان أن من وجد قوة فصام فإنَّ ذلك حسن، وأن الصحابة كانوا يصومون مع رسول الله ﷺ إذا وجدوا قوة.
    ولأن النبي ﷺ كان يصوم في السفر، وإنما أفطر ﷺ في فتح مكة ليبين للناس التشريع.
    ولأن الصوم أبرأ للذمة.
    وأما الآية، فقد بيَّنتها السُّنَّة.
    وأما قوله ﷺ: «لَيْسَ مِنَ البِرِّ الصَّوْمُ فِي السَّفَرِ»؛ فإنما قاله النبي ﷺ لَمَّا رأى الرجل قد أصابه الجَهدُ، وظُلِّل عليه، فلا يصح تعميمه؛ لأن النبي ﷺ نفسَه كان يصوم في السفر، فوجب قصره على خصوص السبب. والله أعلم.
    وقد رجح هذا الشوكاني([8])، وابن عثيمين([9])، رحمهما الله.
    ورجح قول الإمام أحمد شيخُ الإسلام ابن تيمية رحمه الله([10]).
    تنبيه:
    يخرج من هذه المسألة من يتضرر بالصيام؛ لأن من يتضرر بالصيام وجب عليه الفطر؛ بالإجماع؛ سواء كان مسافرًا أم مقيمًا، لم يخالف في هذا أحد.


    [1])) انظر «المغني» (3/ 157)، و«الإنصاف» (3/ 287).

    [2])) «مسائل أبي داود» (ص135).

    [3])) «الأصل» لمحمد بن الحسن (2/ 234).

    [4])) «تحفة الفقهاء» (1/ 359).

    [5])) «الموطأ» (1/ 309)، ط الرسالة.

    [6])) «المجموع» (6/ 261).

    [7])) أخرجه مسلم (454).

    [8])) «نيل الأوطار» (4/ 267).

    [9])) «الشرح الممتع» (6/ 343).

    [10])) «مجموع الفتاوى» (25/ 214).
    لَا إِلَهَ إِلَّا اللهُ مُحَمَّدٌ رَسُولُ الله
    الرد على الشبهات المثارة حول الإسلام

  3. #3
    تاريخ التسجيل
    Oct 2008
    المشاركات
    874

    افتراضي رد: أيهما أفضل : الفطر في السفر أم الصوم ؟

    ......
    أخى الكريم .. محمد طه شعبان
    ..
    الإفطار فى شهر رمضان : للمريض . والمسافر : استثناء من الأصل ..
    أباحه الله للمريض : فيما لو خشى على هلاك نفسه . أو هلاك عضو من أعضائه .
    وأباحه الله للمسافر : لو كان هناك مشقة وجهد ومعاناة لاقدرة له معها على يسار واحتمال الصيام .
    ( والسفر لابد يكون للضرب فى الأرض وطلب الرزق ليس فى رحلة أو نزهة )
    .....
    فإن لم يكن هناك خشية للمريض من الهلاك .. عاد الفرض إلى أصله .. ووجب الصيام دون حرية اختيار
    وإن لم يكن هناك تعب ومشقة للمسافر .. عاد الفرض إلى أصله .. ووجب الصيام وأيضاً دون حرية اختيار
    .
    وإن استندت إلى حديث رسول الله صلى الله عليه وسلم .. فقد كان ذلك فى غزو وجهاد
    *******
    أخى : الإفطار رخصة رخصها الله لعباده .. هذه الرخصة ليست مطلقة دون قيد أو شرط أو دون رابط أو ضابط ..
    شهر رمضان .. شهر واحد خلال العام ..
    فإذا كان هناك قدرة
    للمريض على الصيام دون هلاك .. وللمسافر دون معاناة ومشقة : فلا ترخيص لأيهما بالإفطار ..
    وهذه القدرة . والمعاناة : تختلف من شخص إلى آخر .. والله هو الشهيد والحسيب والرقيب .
    .....

  4. #4
    تاريخ التسجيل
    Oct 2012
    المشاركات
    13,372

    افتراضي رد: أيهما أفضل : الفطر في السفر أم الصوم ؟

    ليتك تذكر لنا أدلة ما ذكرتَه، مدعمًا بأقوال أهل العلم.
    لَا إِلَهَ إِلَّا اللهُ مُحَمَّدٌ رَسُولُ الله
    الرد على الشبهات المثارة حول الإسلام

  5. #5
    تاريخ التسجيل
    Oct 2008
    المشاركات
    874

    افتراضي رد: أيهما أفضل : الفطر في السفر أم الصوم ؟

    الأمر لايحتاج إلى ذكر أو سرد أدلة أخى محمد .. يقول سبحانه وتعالى : { يُرِيدُ اللّهُ بِكُمُ الْيُسْرَ وَلاَ يُرِيدُ بِكُمُ الْعُسْرَ }
    ما الذى يجلب التيسير من الله ..؟ المشقة والمعاناة .. إن وجدت تم الترخيص بالإفطار . وإن لم توجد فلا ترخيص بالإفطار .

الكلمات الدلالية لهذا الموضوع

ضوابط المشاركة

  • لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
  • لا تستطيع الرد على المواضيع
  • لا تستطيع إرفاق ملفات
  • لا تستطيع تعديل مشاركاتك
  •