العيوب المنهجية في سياق الروايات الحديثية عند المستشرق "مونتجمري وات" في كتابيه"محمد في مكة"،"محمد في المدينة"
د. نعمات محمد الجعفري[(*)(*)][(*)]
المطلب الثالث
المنهج الإسقاطي
اتبع "وات" المنهج الإسقاطي للأوهام والخيالات على الوقائع والأحداث التاريخية المروية التي يشهد لها التاريخ بالتسليم، ومن ذلك: إسقاط خيالاته وأوهامه على الواقع التاريخي لدوافع هجرة المسلمين إلى الحبشة، فلا تكاد مصادرنا تختلف حول هجرة المسلمين إلى الحبشة في العام الخامس من البعثة بعد أن اشتد عليهم أذى مشركي مكة فراراً بأنفسهم ودينهم من اضطهادهم، واستجابة لأمر الرسول صلى الله عليه وسلم الذي اختار لهم الحبشة مهجرا لهم، لما اشتهر به ملكها من صفات العدل ولين الجانب، فضلا عما تتيحه لهم الهجرة من إمكان مزاولة التجارة التي كان يمارسها القرشيون هناك قبل الإسلام، ولكن "وات" ينحى بتحليلاته تجاه هذا الواقع التاريخي، رافضا ما اتفقت عليه المصادر القديمة والحديثة بشأن دوافع الهجرة إلى الحبشة – فلا يقبل دافع الفرار من الاضطهاد والأذى لسببين:
1 – لأنه لا يقر ولا يعترف بشدة الأذى الذي تعرض له المسلمون.
2 – استبعاده أن تكون هذه الشخصيات المتميزة المكانة قد هاجرت بدافع الأذى، وأنه لو صح ذلك لكان الأولى بهم أن يعودوا بمجرد أن وجد الرسول صلى الله عليه وسلم وصحبه ملاذاً آمنا في المدينة، ولكن بعض المهاجرين استمروا في الحبشة حتى العام السابع للهجرة.. ويرفض – أيضاً – الدافع الثاني وهو الدافع المادي الذي يقوم على فكرة أن المسلمين هاجروا سعيا وراء الاشتغال بالتجارة. كما رفض الدافع الذي أثاره الباحثون الغربيون من أن محمداً أمرهم بالهجرة ليحول بينهم وبين خطر الارتداد عن الإسلام لو استمر ذلك الاضطهاد، ووضح أن هذا الدافع غير مقنع لشدة تمسك هؤلاء المهاجرين بالإسلام، كما أن بقاءهم في مكة وصبرهم على الأذى كان من شانه أن يقدم نموذجاً ملهماً للآخرين _ ويقرر «وات» دوافعاً أخرى للهجرة وهى:
1 – رغبة محمد في الحصول على مساعدة عسكرية من الحبشة تمكنه من السيطرة على مكة.
2 – رغبة محمد في تحويل الحبشة إلى قاعدة لمهاجمة تجارة مكة.
3 – محاولة منه لأن يتوصل إلى طريق تجارى بديل يتجه من الجنوب إلى الإمبراطورية البزنطية؛ حتى يكسر الاحتكار الذي يمارسه المكيون على طريق التجارة.
4 – وجود خلافات حادة في الرأي داخل صفوف المجتمع الإسلامي، وان الحزب الذي كان يتزعمه أبو بكر كان يلقى معارضة شديدة من عناصر أخرى وعلى رأسهم: عثمان بن مظعون، وخالد بن سعيد بن العاص، فيقول: (من الصعب مقاومة الفكرة القائلة بوجوب الاطمئنان إلى السبب الخامس وهو انه نشأ انقسام قوى في الرأي داخل أمة الإسلام الناشئة) ([100])ويبنى «وات» على تحليله هذا نتيجة خطيرة، وهي: أن الهجرة إلى الحبشة لم تكن تنفيذاً لتوجيهات الرسول صلى الله عليه وسلم، بل تمت بمبادرة قام بها المهاجرون أنفسهم، وأما ما يرد في المصادر من أن محمداً هو الذي أمر أصحابه بالهجرة فإنما ذلك محاولة من المصادر لإخفاء الدوافع الحقيقية لهؤلاء الذين غادروا مكة وتخلوا عنه هناك، ويرى أنه من المحتمل أن محمداً عندما علم بهذا الانشقاق في صفوف المسلمين رأى أن العلاج اقتراح الهجرة إلى الحبشة. ويستنتج أن عودة كثير من مهاجري الحبشة إلى محمد قبل الهجرة إلى المدينة يشير إلى عودة العلاقات بينهم وبينه إلى طبيعتها، ويرى أن هذا الدافع هو من أهم الدوافع وراء الهجرة.
وإذا قرأنا نصه القائل فيه: (إن معظم الذين هاجروا إلى الحبشة كانوا ينتمون إلى بطني مخزوم وعبد شمس، وهذان البطنان هما أساس المعارضة القرشية لمحمد وألد أعداء الإسلام، فكان المسلمون من هذين البطنين أشد تعرضاً للاضطهاد دون من سواهم من مسلمي البطون القرشية الأخرى، ومن هنا اضطروا إلى الفرار إلى الحبشة.
ورغم ما تنطوي عليه هذه النقطة من وجاهة ظاهرية قد تغري بقبول هذا الدافع إلا أني أرفض الاقتناع به) ([101]).
من الفحص الأول لهذا الطرح التاريخي عند «وات» يتضح لنا بجلاء كيف يلجأ إلى نقض الأسباب الوجيهة للدوافع التي تثبتها مصادرنا الحديثية وعدم اقتناعه بها، دون أن يقدم لنا تفسيراً واحداً لأوجه عدم اقتناعه لا نقلية ولا عقلية، غير أنه يعمل على استبدال الحقائق التاريخية الناصعة بأوهام وخيالات يتبناها تفكيره محاولاً إسقاطها عليها؛ لتتواءم مع النتيجة التي يريد الوصول لها، وهي أن الرسول صلى الله وعليه وسلم لم يحقق نجاحاً في بداية دعوته مع أصحابه، والدليل هذه الهوة العميقة من الخلافات التي حدت بالنبي أن يأمرهم بالهجرة.
إن الدوافع التي قررها لا تستند إلى دليل، بل هي أقرب إلى الخيال من الحقيقة، إذ من المستبعد أن يدور بخاطر محمد صلى الله عليه وسلم أن يتطلع إلى مساعدة عسكرية من الحبشة وهو في بدء الدعوة ولم يؤذن له بالقتال، ولم يؤمر إلا بتبليغ الدعوة، ﴿ فَاصْدَعْ بِمَا تُؤْمَرُ وَأَعْرِضْ عَنِ الْمُشْرِكِينَ ﴾([102])، ومهما حصل عليه من مساعدة عسكرية فالبون شاسع بين قوته وقوة المشركين. وعلى فرض أنه يريد مساعدة عسكرية فلماذا يرسل النساء والأطفال والشيوخ ؟ ألا يكفيه إرسال بعث من أربعة أو خمسة رجال للحصول على الموافقة للمساعدة العسكرية ؟ وهل كانت هناك علاقات وطيدة بين الرسول صلى الله عليه وسلم وبين النجاشي تجعله يطمح ويتأمل بان يحظى بموافقة النجاشي لتحويل بلده إلى قاعدة عسكرية تخوض حرباً ضد قوة كقوة قريش لا علاقة ولا دافع له فيها ؟ وما الأدلة التي استند عليها «وات» على الانقسامات والخلافات الحادة التي يدعي وجودها بين صفوف المسلمين ؟ وما طبيعتها؟ وما دواعيها وأسبابها ؟
لم يجب «وات» في طرحه لهذه القضية على أي من هذه الأسئلة لان تحليلاته فيها مبنية على أوهام وتخيلات أسقطها على هذا الواقع التاريخي بلا دليل صحيح أو قرينة علمية موثوقة.
المطلب الرابع
التعميم الفاسد
لقد اتبع «وات» منهج تعميم الفكرة التي يستنبطها من مدلول ظاهرة جزيئية على الكل، فقد أطال في تقديم تصور ابعد ما يكون عن الحقيقة التاريخية الثابتة ثبوتاً قطعياً بالقرآن الكريم والسنة الصحيحة عن طبيعة العلاقة بين الأنصار والرسول صلى الله عليه وسلم ملخصها الآتي :
1 – أن الأنصار لم يكونوا يدينون سياسياً للرسول صلى الله عليه وسلم، فيقول: (وهناك ما يقوله القرآن بهذا الصدد ) وَيَقُولُ الَّذِينَ آمَنُوا لَوْلَا نُزِّلَتْ سُورَةٌ فَإِذَا أُنزِلَتْ سُورَةٌ مُّحْكَمَةٌ وَذُكِرَ فِيهَا الْقِتَالُ رَأَيْتَ الَّذِينَ فِي قُلُوبِهِم مَّرَضٌ يَنظُرُونَ إِلَيْكَ نَظَرَ الْمَغْشِيِّ عَلَيْهِ مِنَ الْمَوْتِ فَأَوْلَى لَهُمْ(([103])، وقد نشأت ضرورة في ذلك الوقت تدعو لعدم تحكيم محمد في الخلافات، فيعرض علينا القرآن وكتب الطبقات – إذن – صورا متكاملة عن عدم الرضي الذي كان سائدا في المدينة حول سياسة محمد، ومما يدل على محدودية سلطة الرسول صلى الله عليه وسلم السياسة أنه لم يكن قادرا على عقاب عبد الله بن أبي سلول مع عظيم جرمه في حق عائشة رضى الله عنه في حادثة الإفك المشهورة) ([104]).
2- إن الأنصار يقدمون ولاءهم للقبيلة على ولائهم للمجتمع الإسلامي، فيقول حول ذلك: (إن هذا الموقف يتضمن أن هؤلاء الرجال – الأوسيين – كانوا يعتبرون أنفسهم في المقام الأول أعضاء في قبيلة الأوس، وليسوا أعضاء في المجتمع الإسلامي) ([105]).
3- أن الرسول صلى الله عليه وسلم كان يحس أن الأنصار يكنون الحقد والبغضاء للمهاجرين، وكانت تصرفاته معهم تعكس هذا الإحساس، فقد تعمد في حادث الإفك أن يثير الخلاف بين الأوس والخزرج حتى ينسي هؤلاء أحقادهم ضد المهاجرين([106]).
والذي يهمنا في هذا المقام استشهاد "وات" في هذا الصدد لدعم وجهة نظره بالرواية التي تحكي قصة الجدل الحاد الذي دار بين الأنصار بعضهم مع بعض أمام الرسول في حادثة الإفك، وطريقة تعامله معها، والرواية هي كما في البخاري من حديث عائشة قالت في الحديث الطويل: "... فقام رسول الله صلى الله عليه وسلم من يومه فستعذر من عبد الله بن أبي بن سلول فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم من يعذرني من رجل بلغني أذاه في أهلي ؟ فو الله ما علمت على أهلي إلا خيراً، وقد ذكروا رجلاً ما علمت عليه إلا خيراً، وما كان يدخل على أهلي؟ إلا معي، فقام سعد بن معاذ، فقال: يا رسول الله أنا، والله أعذرك منه، إن كان من الأوس ضربنا عنقه، وإن كان من إخواننا من الخوارج أمرتنا ففعلنا فيه أمرك، فقام سعيد بن عبادة وهو سيد الخزرج وكان قبل ذلك رجلاً صالحاً ولكن احتملته الحمية، فقال: كذبت لعمر الله، والله لا تقتله، ولا تقدر على ذلك، فقام أسيد بن الحضير، فقال: كذبت لعمر الله، والله لنقتله، فإنك منافق تجادل عن المنافقين، فثار الحيان الأوس والخزرج حتى هموا، ورسول الله صلى الله عليه وسلم على المنبر فنزل فخفضهم حتى سكتوا وسكت .." ([107]).
إن "وات" في تقرير هذه النتيجة يعمد إلى حادث عفوي تلقائي من الطبيعي فيه أن تثور بعض نوازع القبلية العصبية في لحظة ضعف تفرضها الطبيعة البشرية فيعممها على علاقة الأنصار بالمهاجرين متجاهلاً الحوادث الأخرى التي شهد لهم القرآن فيها بوصولهم لأعلى درجات المحبة والإيثار، ولم يشهد لغيرهم بذلك في التاريخ الإنساني. لقد حمل "وات" هذا الحادث العابر من الدلالات ما لا يحتمله، واعتبره حادثاً مدبراً من الرسول صلى الله عليه وسلم، فعمد إلى دراسة هذه الجزئية، ليعمم منه حكماً خطيراً يقدح بل يهدم به تاريخا ثابتاً مما يتمتع به المهاجرون والأنصار من روابط أخوية، وولاء الأنصار من روابط أخوية، وولاء الأنصار للرسول صلى الله عليه وسلم، وإذا جاز هذا التعميم لـــ "وات" جاز لنا أن نحكم على العلاقات الإنسانية القائمة أساساً على المودة والرحمة مثل علاقة الأب مع ابنه والأخ مع أخيه بنقيض ما يجب أن تكون عليه، جراء حادثة شجار أو اختلاف رأي، كما – أيضا يستدل بقصة أبي لبابة على المعارضة السياسية التي كان يواجهها محمد من أنصاره في المدينة، فقال: (يمكن القول بأن: خيانة أبي لبابة لبني قريظة هي الحد الذي يسبق المرحلة الثانية لمعارضة أهل المدينة ليست موجهة ضد الأمة الإسلامية كاملة بل ضد بعض جوانب من سياسة محمد، وقضية أبي لبابة غامضة لسوء الحظ, وهذا ما يقول ابن إسحاق... ثم أورد قصة أبي لبابة حين بعثه النبي صلى الله عليه وسلم لبني قريظة حين طلب اليهود من الرسول "أن ابعث إلينا أبا لبابة بن عبد المنذر أخا بني عمرو بن عوف وكانوا من حلفاء الأوس نستشيره، يا أبا لبابة أترى أن ننزل على حكم محمد ؟ قال: نعم، وأشار بيده إلى حلقه: إنه الذبح، قال أبو لبابة: فو الله ما زالت قدماي حتى عرفت أني قد خنت الله ورسوله، ثم انطلق أبو لبابة على وجهه ؟ ولم يأت رسول الله حتى ارتبط في المسجد إلى عمود من عمده، وقال: لا أبرح مكاني حتى يتوب الله على مما صنعت، وعاهد الله لا يطأ بني قريظة أبدا، ولا يراني الله في بلد خنت الله ورسوله فيه أبدا، فلما بلغ رسول الله خبره وكان قد استبطأه، قال: أما إنه لو كان جاءني لاستغفرت له، أما إذ فعل ما فعل فما أنا بالذي أطلقه من مكانه حتى يتوب الله عليه، ثم إن توبة أبي لبابة نزلت على رسول الله صلى الله عليه وسلم وهو في بيت أم سلمة، قالت أم سلمه: فسمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم من السحر وهو يضحك، قالت: فقلت له: مم تضحك أضحك الله سنك؟ قال: تيب علي أبي لبابة, قالت: أفلا أبشره يا رسول الله ؟ قال: بلي إن شئت، قال: فقامت على باب حجرتها وذلك قبل أن يضرب عليهن الحجاب"([108]).
قال "وات" بعد ذكره للقصة: (القصة كما نقلت إلينا جرى لها بعض التعديل) ([109])، إنه الاتهام بوضع هذه الروايات والزيادة والتعديل دون بيان موضع التعديل والزيادة والمسوغ لحكمه بذلك، إنه يطلق الأحكام بذلك جزافاً دون تثبت أو أدلة.
كما أنه يستدل بحادثة واحدة تحكي قصة رجل مؤمن رقت مشاعره لبكاء النساء والأطفال فخانه لسانه وأباح بسر الرسول صلى الله عليه وسلم، ثم لم يلبث في حينها أن أدرك عظيم جرمه، وفرض على نفسه عقابا لا يحتمله إلا من كان مؤمنا منقاداً لما جاء به محمد صلى الله عليه وسلم، فأين جوانب المعارضة السياسية التي عممها "وات" من أهل المدينة لمحمد من هذه الحادثة، وما الربط المشترك بين موقف أبي لبابة والمعارض السياسي الذي لا يتنازل عن رأيه بسهولة، بل يناضل ويتحمل المشاق، فيترك بلده ويلجأ إلى بلاد أخرى من أجل إيصال صوته وإبداء رأيه بحرية؟
إننا نلحظ كيف يتلاعب بالنصوص ويحللها كيفما اتفق له، فيشتمل طرحه لفكرة واحدة أكثر من عيب من عيوب المنهجية، مثل هذه الحادثة التي اشتملت على التعميم الفاسد، والتشكيك غير المنهجي.
المطلب الخامس
إهمال الأدلة المضادة
مع ظهور الخلل المنهجي لدي "مونتجمري وات" في جميع تحليلاته التي جمع فيها أكثر من عيب من عيوب المنهجية العلمية، إلا أننا نرى أن عيب إهماله للأدلة المضادة يكاد يكون العيب المتكرر في تناوله لجميع الأحداث والقضايا، وبهذا الإهمال كثيراً ما يقرأ "وات" الروايات والأحداث التاريخية منفصلة عن سياقها العام، فلا يتمكن من وضعها في إطارها الصحيح، ومن هنا تأتي أحكامه مجانية للصواب، مثال ذلك: ما زعم به من أن مصادر السيرة تتحامل على خالد بن الوليد وتعمد على الحط من قدره، وهو في ذلك يعمد على بعض أحداث جزئية فصلها عن سياقها العام فلم يقرأها قراءة صحيحة، وهو بذلك يهمل الأدلة المضادة التي تعلي من مكانة خالد وتضعه مع خيرة الصحابة.
ومن أبرز الأمثلة أيضا: تجاهله وإهماله في قضية تشويهه للعلاقة بين المهاجرين والأنصار، مع الرسول صلى الله عليه وسلم للأدلة المضادة من محكم القرآن والسنة النبوية التي سجلت موقف الأنصار من المهاجرين في معرض الثناء والمدح، قال تعالي: )سَبَّحَ لِلَّهِ مَا فِي السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَهُوَ الْعَزِيزُ الْحَكِيمُ(([110]).
وحديثه صلى الله عليه وسلم "أفلا ترضون يا معشر الأنصار أن يذهب الناس بالشاة والبعير وترجعون برسول الله صلى الله عليه وسلم في رحالكم ؟ فو الذي نفس محمد بيده لولا الهجرة لكنت أمرا من الأنصار، ولو سلك الناس شعبا وسلكت الأنصار، شعبا لسلكت شعب الأنصار اللهم أرحم الأنصار، وأبناء الأنصار وأبناء أبناء الأنصار، قال فبكي القوم حتى أخضلوا لحاهم، وقالوا: رضينا برسول الله قسماً وحظا، ثم انصرف رسول الله صلى الله عليه وسلم وتفرقنا([111]).
إن "وات" أهمل كل هذه النصوص وعمد إلى تلك الرواية التي تحكي حادثاً عارضاً ليعمم منه حكما بنقض به كل الحقائق التاريخية، وكذلك أهمل "وات" حين رفض أن يكون الدافع للهجرة إلى الحبشة الأذى والاضطهاد الذي شنه كفار قريش على المسلمين الأوائل جميع الأدلة القرآنية التي تنقض رأيه ذلك، فالإسلام بنص على اضطهاد المشركين للمسلمين. ) وَاذْكُرُواْ إِذْ أَنتُمْ قَلِيلٌ مُّسْتَضْعَفُون َ فِي الأَرْضِ تَخَافُونَ أَن يَتَخَطَّفَكُمُ النَّاسُ( ([112])، وحثه للمسلمين الذين استضعفوا واضطهدوا من قبل قريش على الهجرة من مكة، حيث وصلوا إلى العجز عن القيام بشعائر دينهم بحرية وأمن، )قَالُوا كُنَّا مُسْتَضْعَفِينَ فِي الْأَرْضِ قَالُوا أَلَمْ تَكُنْ أَرْضُ اللَّهِ وَاسِعَةً فَتُهَاجِرُوا فِيهَا(([113]).
كما أن "وات بتمسكه برأيه في أن الكتب التي أرسلها الرسول صلى الله عليه وسلم للملوك لا تتضمن الدعوة إلى الإسلام يتجاهل ويهمل إجماع مصادرنا الأصلية الصحيحة ومنها البخاري على مضمون ومحتوى هذه الكتب، فهو ينقض الحقائق التاريخية الثابتة ويهملها ليثبت نتائج تقوم على مقدماته الخاطئة، كما أنه بالنتيجة التي قررها من أمر الرسول صلى الله عليه وسلم للمسلمين بصيام يوم عاشوراء، بقوله: (ويحوم شك أقل حول صيام عاشوراء الذي يقع في يوم عيد الكفار اليهود).
وبالرغم من هذه الملاحظات فإنه من البديهي أن محمداً قبيل الهجرة وبعدها يميل لصياغة ديانته على شكل الديانة اليهودية، وتشجيع أتباعه في المدينة على الاحتفاظ بالطقوس اليهودية التي تبنوها([114])، أهما الأدلة المضادة الأخرى التي تبين أمره صلى الله عليه وسلم للمسلمين بمخالفة اليهود حتى في طريقة صيام هذا اليوم، قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "خالفوا اليهود، فإنهم لا يصلون في خفافهم ولا نعالهم"([115])، وقال صلى الله عليه وسلم: "صوموا عاشوراء، وخالفوا فيه اليهود. صوموا يوما قبله ويوما بعده"([116]). أما قوله: (ولقد قلنا في كتابنا "محمد في مكة": إن أفدم الجزاء في القرآن لا تحتوى على أي هجوم على الوثنية، بل يبدو أنها كانت تقول بوجود "توحيد غامض" عند أتباع محمد، ثم أخذ الإلحاح يشتد على وجود إله واحد اشتداد النقد لعبادة الأصنام) ([117])، فهو ينقض به أساس دعوة الإسلام القائمة على التوحيد ونبذ الوثنية وعبادة الأصنام، والأدلة في ذلك كثيرة، منها قوله تعالي: ) وَمَا أُمِرُوا إِلَّا لِيَعْبُدُوا اللَّهَ مُخْلِصِينَ لَهُ الدِّينَ حُنَفَاءَ وَيُقِيمُوا الصَّلاةَ وَيُؤْتُوا الزَّكَاةَ وَذَلِكَ دِينُ الْقَيِّمَةِ ([118])(، وتجاهل كونها أساس دعوة الرسل قبل محمد، قال تعالي: ) وَإِذْ قَالَ إِبْرَاهِيمُ رَبِّ اجْعَلْ هَذَا الْبَلَدَ آمِنًا وَاجْنُبْنِي وَبَنِيَّ أَن نَّعْبُدَ الأَصْنَام(([119]).
المطلب السادس
الانتقائية في المصادر
وقد تعرضنا لذلك في انتقائه للمصادر المتعلقة بروايات قصة بدء الوحي([120]).
والروايات المتعلقة بالكتب والرسائل التي بعثها الرسول للملوك والحكام([121])، إن هذا غيض من فيض، وقليل من كثير، مما وقع فيه "وات" من المغالطات الجريئة والتعدي السافر الفاضح على شخص الرسول صلى الله عليه وسلم ورسالته السامية من خلال تحليلات وافتراضات ومقدمات لا تسندها أدلة ولا براهين مقبولة.
الخاتمة:
وفي نهاية البحث نخلص بالنتائج التالية:
1- إن "وات" يتلاعب بالنصوص، ويحللها كيفما اتفق له، فيشتمل طرحه لفكرة واحدة أكثر من عيب من عيوب المنهجية، ولذا لا يمكن لأحد أن يثق بنتائجه، فهي بعيدة كل البعد عن الصدق والموضوعية.
2- إن نظرة "وات" الإيجابية تجاه بعض الأحداث والقضايا التاريخية التي تتناولها الروايات، والتي يفند بها ادعاءات بعض المستشرقين يخالطهما كثيرا من الأحكام المضطربة والمشوشة والمغالطات لجريئة، مثل تحليله لعلاقة الرسول صلى الله عليه وسلم مع اليهود.
3- إن "وات" بني على المقدمات الخاطئة التي لم يبذل جهدا كافيا للتثبت من سلامتها العديد من النتائج التي تحتاج إلى مراجعة جذرية حتى تسلم له نتائجه، وهذه تعد من أهم أخطائه المنهجية.
4- وإذا كان الكاتب المستشرق قد تعرض لكل هذه الموضوعات بهذا المنهج فإن هذا يعكس تمام مقومات الدراسة والقواعد التي ارتكز إليه وهي قواعد مسيحية وعلمانية، وبالتالي لا يمكن – بأي حال – أن يكون موافقا لمقومات الإسلام والبيئة الإسلامية.
5- يبدو "وات" على مستوى تقنية البحث متفوقا بمعنى الكلمة، وهو يمتلك أداة البحث ومستلزماته، ويعتمد أسلوباً نقدياً مقارناً يثير الإعجاب، ولكنه في الوقت ذاته يدس السم في العسل.
وعموماً: فإن الإحاطة بكل المسائل التي أثارها الكاتب في كتابيه عن الرسول صلى الله عليه وسلم وغيره من المستشرقين في موضوع واحد أو كتاب واحد أمر يصعب إثباته، ولكن توسيع نطاق البحث في مثل هذه الموضوعات قد يعطي الفرصة للرد على مثل هؤلاء، وعليه فإنني أوصى أهل التخصص العلمي في مجال الحديث وعلومه بمواجهة هذا التيار الذي يتبناه هذا المستشرق، ورد شبهه ودحضها، وأن تترجم هذه البحوث النقدية، لتكون في متناول المسلمين وغيرهم من الجنسيات الأجنبية.
وأخيرا أسال الله التوفيق والسداد، وما كان في هذا البحث من صواب فبفضل وتوفيق من الله، وما كان فيه من تقصير فمن نفسي ومن الشيطان، وأستغفر الله العظيم من كل ذنب.
المصادر والمراجع
إفحام النصارى، سليمان الخراشي، المكتبة الشاملة .
تاريخ الأمم والملوك، أبو جعفر محمد بن جرير الطبري، دار الفكر، بيروت، ط1، 1407هـ .
جامع البيان عن تأويل آي القرآن / أبو جعفر محمد بن جرير الطبري؛ وتعليق: محمود شاكر، ط1، بيروت: دار إحياء التراث 1421 هـ .
رؤية إسلامية للاستشراق، د. أحمد عبد الحميد غراب، ط1، دار الأصالة، الرياض، 1408هـ.
الروض الأنف، عبد الرحمن السهيلي، تحقيق عبد الرحمن الوكيل، المصدر: المكتبة الشاملة .
السيرة النبوية، ابن هشام، السيرة النبوية، تحقيق مصطفى السقا وآخرين .
صحيح البخاري / محمد بن إسماعيل البخاري؛ تحقيق: د. ديب مصطفى البغا، ط3، بيروت: دار ابن كثير، 1407 هـ .
صحيح مسلم / مسلم بن الحجاج النيسابوري، تحقيق: محمد عبد الباقي، بيروت: دار إحياء التراث .
الطبقات الكبرى، محمد بن سعد البصري، ت: إحسان عباس، دار صادر – بيروت، الطبعة: 1-1968م.
عمدة القاري شرح صحيح البخاري، العلامة بدر الدين العيني، إدارة الطبعة المنيرية .
"في الدلالات سورة قريش" أحمد عبد الرحمن عيسى، مجلة كلية العلوم الاجتماعية، جامعة الإمام محمد بن مسعود الإسلامية، ص 111 – 115، العدد الأول 1397 هـ .
قراءة نقدية في كتابات "مونتجومري وات في السيرة النبوية، د. عبد الرحمن أحمد سالم، مجلة المسلم المعاصر، بيروت، عدد 82، (1996-1997) .
لسان العرب / ابن منظور، تحقيق أمين عبد الوهاب، محمد لعبيدي، ط1، بيروت: دار إحياء التراث، 1416 هـ .
مجمع الزوائد ومنبع الفوائد، للحافظ نور الدين على بن أبي بكر الهيثمي، دار الفكر، بيروت، طبعة 1412هـ الموافق: 1992 م .
محمد في المدينة، مونتجمري وات، تعريب شعبان بركات، منشورات المكتبة العصرية، بيروت .
محمد في مكة، مونتجمري وات، تعريب شعبان بركات، منشورات المكتبة العصرية، بيروت.
المستدرك على الصحيحين، محمد بن عبد الله الحاكم النيسابوري، تحقيق محمد عطا، دار الفكر، بيروت 1411هـ .
المستشرقون الناطقون بالانجليزية دراسة ناطقة، عبد اللطيف الطيباوي، ترجمة د. قاسم السامرائي، ط1: عمادة البحث العلمي بجامعة الإمام، الرياض، 141 هـ .
المستشرقون، والحديث النبوي، د. محمد بهاء الدين، دار النفائس، ط:1، 1420 هـ .
المستشرقون، نجيب العقيقي، ط: دار المعارف، القاهرة، 1980 م .
مسند الإمام احمد بن حنبل، مصر: مؤسسة قرطبة .
المعجم الكبير، أبو القاسم سليمان بن احمد الطبراني، تحقيق حميد السلفي، وزارة الأوقاف.
مناهج المستشرقين في الدراسات العربية الإسلامية، مجموعة من الباحثين الجزء الأول، مكتب التربية العربي لدول الخليج، ط : 1، الرياض، 1403 هـ .
الوعد المنجز في نقض النص المؤسس، صلاح الزيات، المكتبة الشاملة .
Watt, M. op. Cit.,، نقلاً عن مجلة الجامعة الإسلامية بالمدينة المنورة، موقع ملتقي أهل الحديث.
Ibid, E، نقلاً عن مجلة الجامعة الإسلامية بالمدينة المنورة، من موقع ملتقي أهل الحديث.
[(*)(*)] أستاذ مساعد بقسم الثقافة الإسلامية-كلية التربية، جامعة الملك سعود، المملكة العربية السعودية.
[(*)] هذا البحث مدعوم من قبل مركز بحوث أقسام الدراسات الجامعية للبنات في الدرعية، عمادة البحث العلمي، جامعية الملك سعود.
[1] انظر, رؤية إسلامية للاستشراق, أحمد غراب ,115.
[2] المستشرقون, نجيب العقيقي 2:132, الاستشراق والمستشرقون وجهة نظر, عدنان محمد وزانص7, المستشرقون الناطقون بالانجليزية, عبد اللطيف الطيباوي, ص98, قراءة في كتابات مونتجمري وات, عبد الرحمن سالم86.
[3] انظر, رؤية إسلامية للاستشراق, أحمد غراب,115.
[4] تفسير الطبري ج30/ص251.
[5] اننظر محمد مكة: 85.
[6] صحيح البخاري ج4/ ص1894.
[7] انظر محمد في مكة, من ص85 -102.
[8] انظر, مناهج المستشرقين في الدراسات العربية والإسلامية,ج1/ من 212-224.
[9] صحيح مسلم ج1/ ص144.
[10] صحيح البخاري ج1/ص4.
[11] انظر, مناهج المستشرقين في الدارسات العربية والإسلامية,ج1/من212-224
[12] صحيح البخاري ج4/ص1876.
[13] سيرة ابن كثير-(ج2/ص366), سيتم تناول الرواية في مبحث رد الروايات والحكم بنشوئها
[14]انظر, محمد في المدينة: 12.
[15] قال ابن منظور: الراصد بالشيء الراقب له, رصده بالخير وغيره يرصده ورصداً يرقبه, ورصده بالمكافأة كذلك, والترصد الترقب, لسان العرب ج3/ ص177, مادة: رصد
[16]6 محمد في مكة:115
[17]7 الطبقات الكبري, ج3/ص399
[18]8بق تناول هذه الرواية في مبحث التلاعب بالألفاظ
[19]9حمد في مكة:85
[20]0حمد في المدينة:514
[21]1لعنكبوت:48
[22]2حمد في مكة:93
[23]3لنحل:103
[24]4نظر, تاريخ الطبري:205-309
[25]5نظر, البداية والنهاية, ابن كثير:3/26
[26]6محمد في مكة:86
[27]7محمد في مكة:89
[28]8صحيح البخاري ج1/ص177
[29]9انظر, محمد في مكة:100
[30]0محمد في المدينة: 119
[31]1محمد في المدينة 36
[32]2اريخ الطبري,2/362, واحمد في مسنده, ج3/ص461
[33]3حمد في المدينه: 89
[34]4حمد في المدينة: 91
[35]5محمد في المدينة:489
[36]6حمد في المينة:105
[37]7نظر محمد في المدينة:24
[38]8حمد في المدينة:37
[39]9خرجة البخاري, ج1/ص420,ح1189
[40]0خرجه الحاكم في المستدرك, ج3/ص338, وقال: هذا حديث صحيح الإسناد ولم يخرجاه
[41]1واه الطبراني من طريق سالم بن أبي الجعد عن أبي اليسر بن عمرو الأنصاري قال: "أنا دفعت الراية إلى عبد الله بن رواحة وأصيب, فدفعتها إلى أقرم الانصاري, فدفعها إلى خالد بن الوليد, فقال: لم تدفعها إلى قال أنت أعلم بالقتال مني" لم يرو هذا الحديث عن سفيان بن عيينة إلا أبو إسحاقالمعجم الأوسط ج2/ص179.
[42]2خرجه البخاري ج1/ص420
[43]3حمد في المدينة:37
[44]4صحيح البخاري ج5/ص2308
[45]5محمد في مكة:8
[46]6صحيح البخاري 3/ص1322,3416
[47]7آل عمران:195
[48]8محمد في مكة:8
[49]9انظر المستشرقون والسنة النبوية,95
[50]029حمد في مكة:12
[51]1 محمد في المدينة: 215-217
[52]2محمد في مكة:13
[53]3المستشرقون والحديث النبوي: د
[54]54محمد في مكة170
[55]5قال القاضي عياض:"ما روي من (أن النبي صلى الله عليه وسلم لما قرأ) والنجم (قال: تلك الغرانيق العلا, وإن شفاعتها لترتجي, ويروي: ترتضى) وفي روايه (إن شفاعتها لترتجي, وإنها لمع الغرانيق العلا), وفي أخرى: والغرنقة العلا, تلك للشفاعة ترتجي
فلما ختم السورة سجد وسجد معه المسلمون والكفار لما سمعوه أثني على آلهتهم
وفي رواية أخري: ألا ينزل عليه شيء ينفرهم عنه وذكر هذه القصة, وان جبريل عليه السلام جاء فعرض عليه السورة, فلما بلغ الكلمتين قال له: ما جئتك بهاتين, فحزن لذلك النبي صلى الله عليه وسلم, فانزل الله تعالى تسلية له:( وَمَا أَرْسَلْنَا مِنْ قَبْلِكَ مِنْ رَسُولٍ وَلَا نَبِيٍّ إِلَّا إِذَا تَمَنَّى أَلْقَى الشَّيْطَانُ فِي أُمْنِيَّتِهِ فَيَنْسَخُ اللَّهُ مَا يُلْقِي الشَّيْطَانُ ثُمَّ يُحْكِمُ اللَّهُ آَيَاتِهِ وَاللَّهُ عَلِيمٌ حَكِيمٌ)(الحج:52)
وقوله:( وَإِنْ كَادُوا لَيَفْتِنُونَكَ عَنِ الَّذِي أَوْحَيْنَا إِلَيْكَ لِتَفْتَرِيَ عَلَيْنَا غَيْرَهُ وَإِذًا لَاتَّخَذُوكَ خَلِيلًا (73) وَلَوْلَا أَنْ ثَبَّتْنَاكَ لَقَدْ كِدْتَ تَرْكَنُ إِلَيْهِمْ شَيْئًا قَلِيلًا (74) (الاسراء: 73,74).
فاعلم أكرمك الله أن لنا في الكلام علي مشكل هذا الحديث مأخذين:
أحدهما: في توهين أصله, والثاني: على تسليمه.
أما المأخذ الاول: فكيفك أن هذا حديث لم يخرجه أحد من أهل الصحة, ولا رواه ثقة بسند سليم متصل, وإنما أولع به وبمثله المفسرون والمؤرخون المولعون بكل غريب, المتلقفون من الصحف كل صحيح وسقيم.
وصدق القاضي بكر بن العلاء المالكي حيث قال: لقد بلي الناس ببعض أهل الأهواء والتفسير, وتعلق بذلك الملحدون, مع ضعف تقاته, واضطراب رواياته, وانقطاع إسناده واختلاف كلماته, فقائل يقول: إنه في الصلاة, وآخر يقول: قالها في نادي قومه, حين أنزلت عليه السورة, وآخر يقول: قالها وقد أصابته سنة, وآخر يقول: بل حدث نفسه فسها, وآخر يقول: إن الشيطان قالها على لسانه, وإن النبي صلى الله عليه وسلم لما عرضها على جبريل قال: ما هكذا أقرأتك وآخر يقول: بل أعلمهم الشيطان أن النبي صلى الله عليه وسلم قرأها, فلما بلغ النبي صلى الله عليه وسلم ذلك قال: (والله ما هكذا نزل)- إلى غير ذلك من اختلاف الرواة.
ومن حكيت هذه الحكاية عنه من المفسرين والتابعين لم يسندها أحد منهم, ولا رفعها إلى صاحب, وأكثر الطرق عنهم فيها ضعيفة واهية, والمرفوع فيه حديث شعبة, عن أبي بشر عن سعيد بن جبير عن ابن عباس قال فيما أحسب, الشك في الحديث, أن النبي صلى الله عليه وسلم كان بمكة. وذكر القصة.. انظر, الشفا- (ج2/ ص110).
[56]محمد في المدينة:435
[57]7محمد في المدينة:437
[58]8محمد في المدينة438
[59]9محمد في المدينة:503
[60]0محمد في المدينة:434
[61]1
[62]2سورة الأحزاب :37
[63]3 انظر, الوعد المنجز في تقد النص المؤسس, صلاح الزيات-(1/35)إفحام النصاري, سليمان الخراشي-(1/116)
[64]4انظر محمد في مكة: ص7
[65]5انظر محمد في مكة:12
[66]6محمد في مكة:9
[67]7
[68]محمد في مكة:52
[69]محمد في المدينة:103
[70]0محمد في المدينة:441
[71]7محمد في مكة, ص135
[72]2محمد في مكة, ص135
[73]3محمد في مكة, ص136
[74]4محمد في المدينة:452
[75]5انظر, محمد في مكة: 188
[76]6محمد في مكة: 9
[77]محمد في المدينة: 144
[78]78 محمد في المدينة.
[79] محمد في المدينة:309
[80]80 محمد في المدينة:204
[81]1سورة المائدة:51
[82]2محمد في المدينة: 37
[83]3محمد في مكة:05
[84]4محمد في مكة:13
[85]5 محمد في المدينة:309
[86]6محمد في مكة:13.
[87]87مناهج المستشرقين في الدراسات العربية والاسلامية:1/176
[88]7محمد في مكة:13.
[89]8محمد في مكة: 13.
[90]9وهذا يظهر لنا في رده الروايات التي ذكرناها في مبحث منهج وات في التعامل مع الروايات.
[91]0آل عمران:152
[92] 91 محمد في المدينة:35
[93]2مرت الامثلة علي ذلك في مبحث إهمال الادلة المضادة
[94] محمد في المدينة:38
[95] محمد في المدينة:251
[96]5 محمد في المدينة:251
[97]6 محمد في المدينة:141.
[98]7محمد في المدينة:142.
[99]9قراءة نقدية,148.
[100]00
[101]01انظر, محمد في مكة: من 178-178
[102]02
[103]03سورة محمد:20.
[104]04 محمد في المدينة:279
[105]05 محمد في المدينة 228-229
[106]06 محمد في المدينة 186
[107]07صحيح البخاري ج2/ 944 ص , ح 2518
[108]08تفسير الطبري,ج21/ص151
[109]09 محمد في المدينة:119
[110]10الحشر:9
[111]11مسند احمد ابن حنبل ج3/ص76
[112]12الانفال:26
[113]13النساء:97
[114]14 محمد في المدينة:3.5
[115]15المستدرك علي الصحيحين ح1/ص391, قال الحاكم: هذا حديث صحيح الاسناد ولم يخرجاه
[116]16 وعن عائشة أن النبي صلى الله عليه وسلم أمر بصيام عاشوراء يوم العاشر. رواه البزار, ورجاله رجال الصحيح
[117]17انظر, محمد في المدينة:472
[118]18البينة:5
[119]19
[120]20انظر مبحث التلاعب بألفاظ الروايات ص13
[121] (121)انظر مبحث نشوء الروايات ص39.