صحيح ابن حبان





الفن: الحديث النبوي.

سنة النشر: 1433هـ/2012م

رقم الطبعة: الأولى.
عدد المجلدات: (8 مجلدات)
تحقيق: د.محمد علي سونمز، ود.خالص آي دمير.
إصدار: وزارة الأوقاف والشؤون الإسلامية بدولة قطر.
اسم الكتاب: «المسنَد الصحيح على التقاسيم والأنواع من غير وجود قطع في سندها ولا ثبوت جَرْح في ناقِليها«
سبب تأليف الكتاب: بيّن الإمام سبب تأليفه لصحيحه بقوله: «لما رأيت الأخبار طرقها كثرت، ومعرفة الناس بالصحيح منها قلَّت«.
فعزم على جمع الصحيح الثابت حتى يسهل على المتعلمين الوصول إليه، فتدبّر الصحيح من السنة فوجده ينقسم كما قال: أقسام متساوية متفقة التقسيم غير متنافية:
فأولها: الأوامر التي أمر الله عباده بها.

والثاني: النواهي التي نهى الله عباده عنها.

والثالث: إخباره عما احتيج إلى معرفته.
والرابع: الإباحات التي أبيح ارتكابها.
والخامس: أفعال النبي " صلى الله عليه وسلم" التي انفرد بفعلها..«
ثم رأيت كل قسم منها يتنوع أنواعا كثيرة، ومن كل نوع تتنوع علوم خطيرة....«
إلى أن قال: «وإنا نملي كل قسم بما فيه من الأنواع، وكل نوع بما فيه....«
ثم شرع يذكر هذه الأقسام والأنواع حتى انتهى منها فقال: «فجميع أنواع السنن أربعمائة
ومن هذا التقسيم يظهر سبب تسمية المؤلف كتابه هذا والذي عرف بصحيح ابن حبان باسم «التقاسيم والأنواع «.
أهمية صحيح ابن حبان:

قال الشيخ أحمد شاكر، رحمه الله، في بيان أهمية الكتاب: «صحيح ابن حبان» كتاب نفيس، جليل القدر، عظيم الفائدة، حرَّرَهُ مؤلفه أدق تحرير، وجوَّده أحسن تجويد، وحقق أسانيده ورجاله، وعلل ما احتاج إلى تعليل من نصوص الأحاديث وأسانيدها، وتوثق من صحبة كل حديث اختاره على شرطه، ما أظنه أخل بشيء مما التزم، إلا ما يخطئُ فيه البشر، وما لا يخلو منه عالم محقق.
وقد رتب علماء هذا الفن ونقاده هذه الكتب الثلاثة -التي التزم مؤلفوها رواية الصحيح من الحديث وحده- أعني: الصحيح المجرد؛ بعد «الصحيحين»: البخاري ومسلم- على الترتيب الآتي: صحيح ابن خزيمة، صحيح ابن حبان، المستدرك للحاكم؛ ترجيحًا منهم لكل كتاب منها على ما بعده، في التزام الصحيح المجرد، وإن وافق هذا – مصادفة - ترتيبهم الزمني، عن غير قصد إليه.
وأستطيع أن أجزم - أو أرجح - أن لابن حبان في كتابه شروطا دقيقة واضحة بينة لتصحيح الحديث، وأنه وَفَّى بما اشترط -كما قال الحافظ ابن حجر- إلا ما لا يخلو منه عالم أو كتاب، من السهو والغلط، أو من اختلاف الرأي في الجرح والتعديل، والتوثيق والتضعيف، والتعليل والترجيح.
وهو - فيما رأينا من كتابه - قد أخرج كتابه مستقلًا، لم يبنه على «الصحيحين» ولا على غيرهما، إنما أخرج كتابا كاملا.
وفي «الشذرات» – في ترجمة ابن حبان -: «وأكثر نُقَّادِ الحديث على أن «صحيحه» أصحُّ من «سنن ابن ماجه. «

التعريف بالإمام

هو الإمام الحافظ العلامة أبوحاتم محمد بن حبان بن أحمد بن حبان بن معاذ بن معبد بن سهيد بن هدية بن مرة بن سعد بن يزيد بن مرة بن زيد بن عبد الله بن دارم بن حنظلة بن مالك بن زيد مناة بن تميم التميمي البستي صاحب التصانيف.
ولد سنة بضع وسبعين ومائتين.
من أشهر شيوخه:

الحسين بن إدريس الهروي, وأبو خليفة الجمحي, وأبو عبد الرحمن النسائي, وعمران بن موسى بن مجاشع, والحسن ابن سفيان, وأبو يعلى الموصلي, وأحمد بن الحسن الصوفي, وجعفر بن أحمد الدمشقي, وأبو بكر بن خزيمة, وغيرهم.

من أشهر تلاميذه:

أبو عبد الله الحاكم, ومنصور بن عبد الله الخالدي, وأبو معاذ عبد الرحمن بن محمد بن رزق الله, وأبو الحسن محمد بن أحمد بن هارون الزوزني, ومحمد بن أحمد بن منصور النوقاتي، وغيرهم.

مصنفاته: صنف -رحمه الله- الكثير من التصانيف, منها:
كتاب تفسير القرآن، كتاب التقاسيم والأنواع، وهو المشهور بالصحيح. كتاب التمييز بين حديث النصر الحداني ونصر الحراز، كتاب ثواب الأعمال، كتاب الجرح والتعديل، كتاب الجمع بين الأخبار المتضادة، كتاب روضة العقلاء، كتاب السنن في الحديث، كتاب شعب الإيمان، كتاب صفة الصلاة، كتاب طبقات الأصبهانية، كتاب علل أوهام أصحاب التواريخ، كتاب علل حديث الزهري، كتاب علل حديث مالك، كتاب ما أسند إلى أبي حنيفة، كتاب علل مناقب أبي حنيفة ومثالبه، كتاب غرائب الأخبار، كتاب الفصل بين حدثنا وأخبرنا، كتاب الفصل بين حديث أشعث ابن مالك وأشعث بن سوار، كتاب الفصل بين مكحول الشامي ومكحول الأزدي، كتاب الفصل بين منصور ابن المعتمر ومنصور بن زاذان، كتاب الفصل بين النقلة، كتاب الفصل بين نور بن يزيد ونور بن زيد، كتاب الفصل والوصل، كتاب الأبواب المتفرقة، كتاب الأسامي من يعرف بالكني، كتاب التابعين، كتاب تبع الأتباع، كتاب الثقات، كتاب الضعفاء، كتاب الصحابة، كتاب كنى من يعرف بالأسامي، كتاب ما أسند جنادة من عيادة، كتاب ما انفرد به أهل المدينة من السنن، كتاب ما انفرد به أهل مكة، كتاب ما خالف الثوري شعبة، كتاب ما جعل شيبان سفيان أو سفيان شيبان، كتاب ما جعل عبد الله بن عمر عبيد الله بن عمر، كتاب المسند في الحديث، كتاب المعجم على المدن، كتاب المقلِّين من الحجازيين، كتاب المقلين من العراقيين، كتاب موقوف ما رفع، كتاب وصايا الأتباع وبيان الابتداع في الحديث، كتاب وصف العلوم وأنواعها، كتاب الهداية إلى علم السنن، كتاب مناقب الشافعي، كتاب مناقب مالك, وغيرها.
من ثناء العلماء عليه:
قال أبو سعد الإدريسي: كان من فقهاء الدِّين وحفّاظ الآثار عالما بالطب والنجوم وفنون العلم، وفقَّه الناس بسمرقند.
وقال الحاكم: كان ابن حبان من أوعية العلم في الفقه واللغة والحديث والوعظ, ومن عقلاء الرجال.
وقال الخطيب: كان ثقة نبيلًا فهمًا.
ووصفه الذهبي بقوله: الإمام العلامة، الحافظ المجوِّد، شيخ خراسان. بعض ما أُنكر عليه, وجواب الذهبي عنه:
وقال أبو إسماعيل الهروي: سألت يحيى بن عمار عنه فقال: نحن أخرجناه من سجستان، كان له علمٌ ولم يكن له كبير دين، قدم علينا فأنكرَ الحدَّ لله فأخرجناه.
قال ابن الذهبي: كلاهما مخطئ؛ إذ لم يأت نصٌّ بإثبات الحدِّ ولا بنفيه ومِن حسن إسلام المرءِ تركه ما لا يعنيه.
قال أبو إسماعيل: سمعت عبد الصمد بن محمد بن محمد سمعت أبي يقول: أنكروا على ابن حبان قوله «النبوة: العلم والعمل»، فحكموا عليه بالزندقة وهُجر، وكُتبَ فيه إلى الخليفة فكتَبَ بقتله.ِ
قلتُ (الذهبي): وهذا أيضًا له محمل حسنٌ, ولم يُرِد حصر المبتدأ في الخبر ومثاله: الحجُّ عرفةَ. فمعلومٌ أن الرجل لا يصير حاجًّا بمجرّد الوقوف بعرفة وإنما ذكرَ مهمَّ الحجِّ ومهِمَّ النبوّة؛ إذ أكمل صفات النبيِّ العلمُ والعمل، ولا يكون أحدٌ نبيًا إلا أن يكون عالما عاملًا. نعم؛ النبوّة موهبة من الله تعالى لمن اصطفاه من أولى العلم والعمل، لا حيلة للبشر في اكتسابها أبدًا, وبها يتولّد العلم النافع والعمل الصالح، ولا ريب أن إطلاق ما نُقل عن أبي حاتم لا يسوغ، وذلك نَفَسٌ فلسفيٌّ؟!.
وفاته: مات الإمام أبوحاتم بن حبان -رحمه الله- في شوال سنة أربع وخمسين وثلاث مائة (354), وهو في عشر الثمانين.

شرط ابن حبان في هذا الصحيح:

قال رحمه الله: وأما شرطنا في نقله ما أودعناه كتابنا هذا من السنن، فإنا لم نحتج فيه إلا بحديث اجتمع في كل شيخ من رواته خمسة أشياء:
الأول: العدالة في الدين بالستر الجميل.

والثاني: الصدق في الحديث بالشهرة فيه.
والثالث: العقل بما يحدث من الحديث.

والرابع: العلم بما يحيل من معاني ما يروي.
والخامس: المتعري خبره عن التدليس.
فكل من اجتمع فيه هذه الخصال الخمس احتججنا بحديثه وبنينا الكتاب على روايته وكل من تعرّى عن خصلة من هذه الخصال الخمس لم نحتج به.
منقول