كيف تواجه أعاصير الحقد والحسد؟!


منى يوسف حمدان


قد تصادف في حياتك أناسًا يبتليك الله بصحبتهم ومرافقتهم في حياتك اليومية، تجد في وجوههم الكالحة ابتسامات صفراء، ونفاقًا اجتماعيًّا ظاهرًا واضحًا للعيان، فالبشر معادن، منها النفيس الذي لا يقدر بثمن، وآخر رخيص بخس الثمن.
فإليك أيُّها الفطن الكيّس الذي وهبك الله من نعمه العظيمة؛ إن كنت محسودًا لمحبة زرعها الله لك في قلوب الآخرين، ولمكانة مرموقة اعتليتها في نفوس محيطيك، ولأيادٍ بيضاء تمدّها دومًا لكل من يحيط بك، ولقلب تمتلكه عامر بالحب، حب المكان والزمان، وكل مَن يصادفك في حياتك، قريب أو بعيد.
يا صاحب القلب الكبير، لا تتوقف عن النبض بالحياة والمحبة، واعمل على نشرها، فإنها سبيل خالدي الذكر الحسن الطيب على مر العصور، فالنفوس المريضة لن تستطيع أن تثنيك عن عزمك وهمّتك العالية.
اعتصم بالله دومًا فهو سبحانه معينك، وناصرك، ومحقق غايتك وأمانيك.. أنت تحتاج مزيدًا من الإيمان القوي، واللجوء إلى الله في كل حين، ولن يخيب رجاؤك أبدًا إن أخلصت النيّة ما بينك وبينه سبحانه جل في علاه.
لا تشتكِ لأحد من البشر، فهم عاجزون عن نصرتك، ولتكن شكواك وملجأك إلى الله وحده المشتكى، هو حسبك ونعم الوكيل.
لا تجزع، ولا تيأس، ولا تنظر خلفك؛ لأن صاحب الهمّة العالية لا ينظر إلى سفاسف الأمور، وإلى الصغائر. دعهم يتكالبوا على عرض من الدنيا رخيص، وابحث أنت عن المعالي، وكن أكثر إصرارًا على التميّز في عطائك وبذلك، وقابل حسدهم ومكرهم وبغيهم وظلمهم بالمحبة والقلب الكبير الطاهر العفيف، الذي لا يعرف إلاّ دروب الخير وحسب، وستنال من الله ما تبتغي وأكثر ممّا تتمنى، وبيقين تام. نار الحقد والكراهية والحسد لا تأكل إلاّ صاحبها الذي ابتلي بروح شريرة ستقتله لا محالة.
اللهم اصرف عنا كيد الكائدين، وحقد الحاقدين، وحسد الحاسدين، واجعل حياتنا عامرة بالحب والأمان، والسلام والطمأنينة والسكينة، وتمني الخير لكل الناس، حتى نهنأ في هذه الحياة، ونضع رؤوسنا عند نومنا ونحن في حالة من الراحة، هي غاية كل إنسان.
رسالة خاصة:
لكل مَن حظي بوجود والديه في هذه الحياة، احرص على رضاهما، واطلب الدعاء منهما، والزم برهما تنل خيرًا عظيمًا، فدعاء الوالدين لا يُرد.. واقترب من الضعفاء والمساكين وذوي الحاجة، وكن لهم نعم الأخ والمعين بعد الله، فوالله لن نُنصر إلاّ بضعفائنا، كما علّمنا نبينا وقدوتنا عليه أفضل الصلاة وأتم التسليم.