واو الثمانية في آية الزمر
حيث ذكرت في زمرة المتقين وحذفت عند ذكر زمرة الكافرين , (حتى اذا جاؤوها وفتحت أبوابها )
و هاته الواو التي تسمى (واو الثمانية ) كانت عند العرب أسلوبا في العد فيعدون الى سبعة ثم يدخلون الواو قبل العدد ثمانية
قال الثعلبي في تفسيره ((إن العرب يقولون: واحد، اثنان، ثلاثة، أربعة، خمسة، ستة، سبعة، وثمانية))انتهى
مثل قوله عزوجل (((وَيَقُولُونَ سَبْعَةٌ وَثامِنُهُمْ كَلْبُهُمْ ))
وكذا ( التَّائِبُونَ الْعابِدُونَ الْحامِدُونَ السَّائِحُونَ الرَّاكِعُونَ السَّاجِدُونَ الْآمِرُونَ بِالْمَعْرُوفِ وَالنَّاهُونَ عَنِ الْمُنْكَرِ))
أما الواو في آية الزمر , فمعلوم أن أبواب النار هي سبعة , ولكن أبواب الجنة ثمانية , فزادت على السبعة , ولذلك دخلت واو الثمانية وزيدت في آية أصحاب الجنة لأن أبواهم التي ستفتح لهم هي ثمانية أبواب ولله الحمد .
لكن اعترض بعض كبار النحويين على ذلك منهم أبو علي الغساني والقشيري وقالوا هذه ليست واو الثمانية والعرب لا تعرف نهاية العد الى سبعة ثم تستأنف بالثمانية ,
كما أنكر ابن القيم في حادي الأرواح أن تكون هذه الواو هي واو الثمانية
فحذف الواو في الزمرة الأولى أي زمرة الكفار أصحاب انار , فيه معنى المفاجأة والمباغتة , فحال وصول الكفار الى النار تنفتح الأبواب في وجوههم فيفجؤهم لهيبها ويباغتهم حرها وعذابها اذالالا لهم وزيادة في تعذيبهم وكأن جهنم كانت تنتظرهم متشوقة اليهم متغيظة عليهم
(اذا رأتهم من مكان بعيد سمعوا لها تغيظا وزفيرا)
أما أهل الجنان فانهم لا يدخلونها الا بعد الانتظار و الاستئذان , فدل وجود الواو على وجود فاصل زمني بين الوصول والدخول مصداقا لما رواه مسلم عن أنس رضي الله عنه قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "آتي باب الجنة يوم القيامة فأستفتح فيقول: الخازن من أنت فأقول محمد فيقول بلى أمرت أن لا أفتح لأحد قبلك ))
وفي هذا اظهار لكرامة النبي عليه السلام , وشرفه وعلو منزلته في ذلك المقام فان الدخول لا يتم الا بعد شفاعته صلى الله عليه وسلم .
وقال الكوفيون أن هذه الواو زائدة , وهذا قول ضعيف اذ من المحال أن يكون في القرآن حرف زائد بلا معنى ولا فائدة
ومن قال أن الواو عاطفة وأن جواب (اذا) محذوف دال عليه سياق الكلام , هذا القول أقرب الى الصواب