تابعونا على المجلس العلمي على Facebook المجلس العلمي على Twitter
الدكتور سعد بن عبد الله الحميد


النتائج 1 إلى 19 من 19

الموضوع: المجموع المفيد لمفهوم العبادة

  1. #1
    تاريخ التسجيل
    Jan 2012
    المشاركات
    7,880

    افتراضي المجموع المفيد لمفهوم العبادة

    مفهوم العبادة؟
    الجواب: العبادة لها مفهوم عام، ومفهوم خاص.
    فالمفهوم العام : هي " التذلل لله محبة وتعظيما بفعل أوامره، واجتناب نواهيه على الوجه الذي جاءت به شرائعه ".
    والمفهوم الخاص : يعني تفصيلها. قال فيه شيخ الإسلام ابن تيمية : هي " اسم جامع لكل ما يحبه الله ويرضاه من الأقوال، والأعمال الظاهرة والباطنة كالخوف، والخشية، والتوكل، والصلاة، والزكاة، والصيام، وغير ذلك من شرائع الإسلام " .
    وقد يكون قصد السائل بمفهوم العبادة ما ذكره بعض العلماء من أن العبادة إمّا عبادة كونية، أو عبادة شرعية، يعني أن الإنسان قد يكون متذللا لله - سبحانه وتعالى - تذللا كونيا وتذللا شرعيا.

    فالعبادة الكونية - تشمل المؤمن والكافر، والبر والفاجر لقوله - تعالى -: { إِنْ كُلُّ مَنْ فِي السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ إِلَّا آتِي الرَّحْمَنِ عَبْدًا } . فكل من في السماوات والأرض فهو خاضع لله - سبحانه وتعالى - كونا فلا يمكن أبدا أن يضاد الله أو يعارضه فيما أراد - سبحانه وتعالى - بالإرادة الكونية.
    وأما العبادة الشرعية : فهي التذلل له - سبحانه وتعالى - شرعا فهذه خاصة بالمؤمنين بالله - سبحانه وتعالى - القائمين بأمره، ثم إن منها ما هو خاص أخص كعبودية الرسل، عليهم الصلاة والسلام، مثل قوله - تعالى -: { تَبَارَكَ الَّذِي نَزَّلَ الْفُرْقَانَ عَلَى عَبْدِهِ } وقوله: { وَإِنْ كُنْتُمْ فِي رَيْبٍ مِمَّا نَزَّلْنَا عَلَى عَبْدِنَا } . وقوله: { وَاذْكُرْ عِبَادَنَا إبْرَاهِيمَ وَإِسْحَاقَ وَيَعْقُوبَ } . وغير ذلك من وصف الرسل، عليهم الصلاة والسلام، بالعبودية.
    والعابدون بالعبودية الكونية لا يثابون عليها؛ لأنهم خاضعون لله - تعالى - شاءوا أم أبوا، فالإنسان يمرض، ويفقر، ويفقد محبوبه من غير أن يكون مريدا لذلك بل هو كاره لذلك لكن هذا خضوع لله - عز وجل - خضوعا كونيا.( القول المفيد شرح كتاب التوحيد )---
    تعريف العبادة لغةً:هي التذلل والخضوع فيقال بعير معبد أي مذلل، وطريق معبد أي مذلل، ذللته الأقدام.

    ومنه قول طرفة بن العبد في معلقته المشهورة يصف ناقته:

    تباري عتاقاً ناجيات وأتبعت *** وظيفاً وظيفاً فوق مور معبد

    فقوله: فوق مور معبد: أي فوق طريق مذلل من كثرة السير عليه، فالمور هو الطريق.
    ------- قال الشيخ عبد الرحمن بن سعدي - العبادة روحُها وحقيقتُها تحقيقُ الحبِّ والخضوع لله؛ فالحب التام والخضوع الكامل لله هو حقيقة العبادة، فمتى خلت العبادة من هذين الأمرين أو من أحدهما فليست عبادة؛ فإن حقيقتها الذل والانكسار لله، ولا يكون ذلك إلا مع محبته المحبة التامة التي تتبعها المحاب كلها---وعرفها بتعريف شيخ الاسلام بن تيمية فقال: العبادة والعبودية لله اسم جامعٌ لكل ما يحبه الله ويرضاه من العقائد، وأعمال القلوب، وأعمال الجوارح؛ فكل ما يقرب إلى الله من الأفعال، والتروك فهو عبادة؛ ولهذا كان تارك المعصية لله متعبداً متقرباً إلى ربه بذلك.
    ومما ينبغي التنبيه عليه أن العبادة تطلق إطلاقين:
    1_ الفعل الذي هو التَّعَبُّد.
    2_ المفعول وهو المُتَعَبَّدُ به أو القربة.
    مثال ذلك الصلاة ففعلها عبادة وهو التعبد، وهي نفسها عبادة وهي المتعبد به.
    -------------------------ذكر شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله تعالى في كتابه ((العبودية)) ما معناه
    أن العبد لايخرج في طوره على نوعين :
    1-عبد بمعنى عابد.
    2-عبد بمعنى معبد.
    فالأول عبد مؤمن عابد لله تعالى مطيع لأوامره الشرعية،
    والثاني:عبد بمعنى: مُعبّد، خاضع لإرادة الله الكونية من أقدار كالمرض والمصائب والرزق ونحو ذلك .. فالأول خاص بالمؤمنين وهو العبادة التي يحبها الله ويرضاها، وهو الذي عليه الحساب في الآخرة .. أما الثاني فيشترك فيه المؤمن والكافر بل وجميع المخلوقات، وليس لأحدٍ فيه فضل وانما يؤجر المؤمن بالصير علىالأقدار الكونية المؤلمة من المصائب وغيرها قال علقمة: هو الرجل تصيبه المصيبة فيعلم أنها من عند الله فيرضى ويسلم -------------------

    الفرق بين العبادة وتوحيد العبادة :
    الفرق بينهما ظاهر؛ فالعبادة هي ذات القربة أو فعلها.
    أما توحيدها فصرفها لله وحده لا شريك له.
    --------------------------------------- يقول الشيخ عبد العزيز الراجحي فى شرحه لكلام شيخ الاسلام بن تيمية - فى تعريف العبادة بانها اسم جامع لكل ما يحبه الله ويرضاه من الأقوال والأعمال الباطنة والظاهرة،:
    هذا هو تعريف العبادة، العبادة: هي اسم جامع لكل ما يحبه الله ويرضاه من الأقوال والأعمال الباطنة والظاهرة، هذا هو تحديد تعريف العبادة: اسم جامع، يعني: اسم يجمع كل ما يحبه الله ويرضاه، سواء كان هذا الذي يرضاه الله قولا أو عملا، وسواء كان باطنا أو ظاهرا، سواء كان من أعمال القلوب، أو من أعمال الجوارح، أو من أقوال اللسان.
    فكله داخل في مسمى العبادة، ما دام هذا الشيء يحبه الله ويرضاه فهو عبادة، كل شيء يحبه الله ويرضاه فهو عبادة، سواء كان قولا أو عملا، وسواء كان باطنا أو ظاهرا، سواء كان من أقوال اللسان أو من أقوال القلب، سواء كان قول القلب أو قول اللسان، أو عمل القلب أو عمل الجوارح، كله داخل في مسمى العبادة ما دام هذا الشيء يحبه الله ويرضاه.---------------------------------------------------------------------------------------------------------يقول الشيخ صالح ال الشيخ فى شرح كشف الشبهات-أما العبادة في الشرع فالعلماء عرّفوها بعدة تعريفات نختار منها في هذا المقام ثلاثة:
    • الأول: أن العبادة هي ما طُلب فعله في الشرع ورُتب الثواب على ذلك وهذا ذكره شيخ الإسلام ابن تيمية لما تكلم عن الوضوء، فإذا كان الشيء طلب فعله في الشرع ولم يكن مطلوبا قبل ذلك ورتب على ذلك الفعل الثواب فهذا الفعل عبادة.
    التعريف الثاني: أيضا كلي أيضا ذكره شيخ الإسلام في أول رسالة العبودية هي أن العبادة اسم جامع لكل ما يحبه الله ويرضاه من الأقوال والأعمال الظاهرة والباطنة.
    وعرفه أيضا طائفة من العلماء - ومنهم الأصوليون - بأن العبادة هي ما أمر به من غير اضطراد عرفي ولا اقتضاء عقلي.
    فنخلص من هذا إلى أن العبادة شيء جاء بالشرع لم يكن قبل ذلك، لم يكن قبل ذلك ليس من جهة الفعل والحصول، ولكن من جهة كونه مأمورا به لهؤلاء الناس المعينين، فجاء الشرع بالأمر بأشياء كانت موجودة عند العرب، ولكن كانوا يفعلونها من غير أمر خاص شرعي بذلك، وإنما ورثوها هكذا فلما أمر بها الشرع ورتب عليها الثواب كانت مما يحبه الله ويرضاه، وكانت مأمور بها من غير اقتضاء عقلي لها ولا اطّراد عرفي بها وإنما كانت باطّراد أمر الشارع بها، فخرجت عن كون مقتضى بها جاءت عرفا فقط.
    لهذا الأقوال هذه الثلاثة لتعريف العبادة تلتقي ولا تختلف.
    فإفراد الله سبحانه بالعبادة - معناه - أن يفرد الله سبحانه بكل ما أمر به الشرع؛ بكل ما أمر به الشرع من الأقوال والأعمال الظاهرة والباطنة، فيدخل في ذلك أعمال القلوب مثل الإخلاص والرغب والرهب والخوف والتوكل والإنابة والمحبة والرجاء والاستعاذة؛ استعاذة القلب إلى آخره، ويدخل فيه أيضا الأفعال الظاهرة مثل الدعاء وأنواعه الاستعانة والاستغاثة والاستسقاء والاستعانة الظاهرة إلى غير ذلك، ويدخل فيها الذبح والنذر والصلاة والزكاة والدعاء والحج والعمرة والصلة؛ صلة الرحم وغير ذلك، فالعبادة اسم يعم هذا جميعا، فكما أنه لا يصلي المصلي إلا لله - كذلك لا يستغيث إلا بالله فيما لا يقدر عليه المخلوق، وهكذا في مظاهرها كما أُوضح ذلك مفصلا في كتاب التوحيد
    [شرح كشف الشبهات لصالح ال الشيخ]-----------------------وقال ابن القيم ( والمحبة مع الخضوع هي العبودية التي خلق الخلق لأجلها فإنها غاية الحب بغاية الذل ولا يصلح ذلك إلا له سبحانه والإشراك به في هذا هو الشرك الذي لا يغفره الله ولا يقبل لصاحبه عملا )
    [

    الفوائد ص 183
    --------------قال الشيخ صالح الفوزان- :

    ((*قوله : "فَهَيَ تَتَضَمَّنُ غَايَة الذُّلِّ بِـغَايَـةِ الْمَحَـبَّـة لَهُ" : فـَـعِبادةُ الله-جَلَّ وعَلَا-تتضمَّن معنيين أساسيين :
    غاية الذُّلِّ مع غاية الحب ، لا تكون ذُلًّا فقط بدون محبة ، ولا تكون محبّة فقط بدون ذُلّ ، فإنَّ من ذَلَّ لشيءٍ ولم يحبّه لا يكون عابدًا له ، فتعريف العبادة إجمالًا أنّها غاية الذُّلِّ مع غاية الحبِّ ؛ فالإنْسان يَذلُّ للجبابرة والطواغيت ، ولكنه لا يُحبّهم ؛ فلا يُقال : هذه عبادة ، وكذلك الإنسان يُحبُّ زوجته ، و يُحبُّ أولاده ، ولكنّه لا يذلُّ لهم فلا يُقال : إنّه عَبَدَهُم ؛ فالعبادةُ ما اجتمع فيها : غاية الذُّلِّ مع غاية الحبِّ ، كما قال ابن القيم -رحمه الله- في النونية :
    وَعِـبَاْدَةُ الرَّحَمَـنِ غَايَـةُ حُبِّـهِ ***مـع ذُلِّ عَـابِـدِه هُمَـاْ قُـطْبَـانِ
    وَعَلَيْهِمَــا ْ فَـلَـكُ الْعِبَـادَةِ دَاْئـِرٌ ***مـَاْ دَارَ حــتَّى قـَـامَتَ القُطْبَـانِ

  2. #2
    تاريخ التسجيل
    Jan 2012
    المشاركات
    7,880

    افتراضي رد: المجموع المفيد لمفهوم العبادة

    شروط قبول العبادة

    يشترط لقبول العبادة أن تكون عبادة صحيحة , ولا تكون صحيحة إلا بشرطين :
    الشرط الأول :
    هو مقتضى لا إله إلا الله , فإن مقتضاها إخلاص العبادة لله وعدم الشرك به .

    الشرط الثاني :
    هو مقتضى شهادة أن محمدا رسول الله , فإن مقتضاها وجوب طاعة الرسول صلى الله عليه وسلم واتباع ما شرعه وترك البدع والمحدثات قال تعالى (بلى من أسلم وجهه لله وهو محسن فله أجره عند ربه ولا خوف عليهم ولا هم يحزنون )
    فأسلم وجهه يعني أخلص عبادته لله ( وهو محسن ) أي متبع للرسول صلى الله عليه وسلم .
    وقال شيخ الإسلام بن تيمية وجماع الدين أصلان ( أن لا يعبد إلا الله ولا نعبده إلا بما شرع , لا نعبده بالبدع كما قال تعالى ( فمن كان يرجوا لقاء ربه فليعمل عملا صالحا ولا يشرك بعبادة ربه أحدا )
    وذلك تحقيق الشهادتين , شهادة أن لا إله إلا الله وشهادة أن محمدا رسول الله .
    ففي الأولى أن لا نعبد إلا إياه , وفي الثانية أن محمدا هو رسول الله المبلغ عنه فعلينا أن نصدق بخبره ونطيع أمره وقد بين النبي صلى الله عليه وسلم لنا ما نعبد الله به ونهانا عن محدثات الأمور وأخبرنا أنها ضلالة ....و
    قال شيخ الإسلام : العبادة لها أصلان : ــ
    أ ) الإخلاص : وهو أن لا يعبد إلا الله تعالى . أي لا يبتغي في عبادته سوى مرضاة الله .
    ب) الاتباع : وهو أن لا يعبد الله إلا بما شرع سبحانه من العبادات .
    [ العبودية ص 41 ]

  3. #3
    تاريخ التسجيل
    Jan 2012
    المشاركات
    7,880

    افتراضي رد: المجموع المفيد لمفهوم العبادة

    اركان العبادة
    1 المحبة --- 2والخوف--- 3والرجاء
    قال ابن القيم في بدائع الفوائد { ص 522 } -: وقد جمع الله تعالى هذه المقامات الثلاثة بقوله أولئك الذين يدعون يبتغون إلى ربهم الوسيلة أيهم اقرب ويرجون رحمته ويخافون عذابه - فابتغاء الوسيلة هو محبته الداعية إلى التقرب إليه - ثم ذكر بعدها الرجاء والخوف فهذه طريقة عبادة وأوليائه وربما آل الأمر بمن عبده بالحب المجرد إلى استحلال المحرمات ويقول المحب لا يضره ذنب .
    و قال أيضاً: ولهذا قال بعض السلف من عبد الله تعالى بالحب وحده فهو زنديقومن عبده بالخوف وحده فهو حروري ومن عبده بالرجاء وحده فهو مرجي - ومن عبده بالحب والخوف والرجاء فهو مؤمن.----------قال ابن القيم: "القلب في سيره إلى الله - عزَّ وجلَّ - بمنزلة الطَّائر؛ فالمحبَّة رأسه، والخوف والرَّجاء جناحاه، فمتى سلِم الرَّأس والجناحان، فالطائر جيِّدُ الطيران، ومتى قطع الرأس، مات الطائر، ومتى فقد الجناحان، فهو عرضة لكل صائدٍ وكاسر".----------------قال ابن القيِّم: "السَّلف استحبُّوا أن يُقَوِّي في الصِّحَّة جناح الخوْف على جناح الرَّجاء، وعند الخروج من الدُّنيا يقوِّي جناح الرَّجاء على جناح الخوْف، هذه طريقة أبي سليمان وغيره".
    وقال: "ينبغي للقلْب أن يكون الغالب عليه الخوف، فإذا غلب الرجاء فَسَدَ".
    وقال غيره: "أكمل الأحْوال اعْتدال الرَّجاء والخوف، وغلبةُ الحب؛ فالمحبَّة هي المرْكَبُ، والرَّجاء حادٍ، والخوف سائق، والله الموصل بمنِّه وكرمه". اهـ.
    قال حافظ الحكمي في "المنظومة الميميَّة في الوصايا والآداب العلمية":
    وَاقْنُتْ وَبَيْنَ الرَّجَا وَالخَوْفِ قُمْ أَبَدًا تَخْشَى الذُّنُوبَ وَتَرْجُو عَفْوَ ذِي الكَرَمِ
    فَالخَوْفُ مَا أَوْرَثَ التَّقْوَى وَحَثَّ عَلَى مَرْضَاةِ رَبِّي وَهَجْرِ الإِثْمِ وَالأَثِمِ
    كَذَا الرَّجَا مَا عَلَى هَذَا يَحُثُّ لِتَصْ دِيقٍ بِمَوْعُودِ رَبِّي بِالجَزَا العَظِمِ
    وَالخَوْفُ إِنْ زَادَ أَفْضَى لِلقُنُوطِ كَمَا يُفْضِي الرَّجَاءُ لأَمْنِ المَكْرِ وَالنِّقَمِ
    فَلا تُفَرِّطْ وَلا تُفْرِطْ وَكُنْ وَسَطًا وَمِثْلَ مَا أَمَرَ الرَّحْمَنُ فَاسْتَقِمِ
    سَدِّدْ وَقَارِبْ وَأَبْشِرْ وَاسْتَعِنْ بِغُدُوْ وٍ وَالرَّوَاحِ وَأَدْلِجْ قَاصِدًا وَدُمِ
    فَمِثْلَمَا خَانَتِ الكَسْلانَ هِمَّتُهُ فَطَالَمَا حُرِمَ المُنْبَتُّ بِالسَّأَمِ


  4. #4
    تاريخ التسجيل
    Jan 2012
    المشاركات
    7,880

    افتراضي رد: المجموع المفيد لمفهوم العبادة

    هذا وثاني نوعي التوحيد تو حيد العبادة منك للرحمن أن لا تكون لغيره عبدا ولا تعبد بغير شريعة الإيمان

    فتقوم بالإسلام والإيمان والـ إحسان في سرّ وفي إعلان

    والصدق والإخلاص ركنا ذلك التـ ـوحيد كالركنين للبنيان

    وحقيقة الإخلاص توحيد المرا د فلا يزاحمه مراد ثان

    لكن مراد العبد يبقى واحدا ما فيه تفريق لدى الإنسان

    إن كان ربك واحدا سبحانه فاخصصه بالتوحيد مع إحسان

    أو كان ربك واحدا أنشاك لم يشركه إذ أنشاك رب ثان

    فكذاك أيضا وحده فاعبد لا تعبد سواه يا أخا العرفان

    والصدق توحيد الإرادة وهو بذ ل الجهد لا كسلا ولا متوان

    والسنة المثلى لسالكها فتو حيد الطريق الأعظم السلطاني

    فلواحد كن واحدا في واحد أعني سبيل الحق والإيمان

    هذي ثلاث مسعدات للذي قد نالها والفضل للمنان

    فإذا هي اجتمعت لنفس حرة بلغت من العلياء كل مكان

    والشرك فاحذره فشرك ظاهر ذا القسم ليس بقابل الغفران

    وهو اتخاذ الند للرحمـ ـن أيا كان من حجر ومن إنسان

    يدعوه أو يرجوه ثم يخافه ويحبه كمحبة الديان

    والله ما ساووهم بالله في خلق ولا رزق ولا إحسان

    فالله عندهم هو الخلاق والر زاق مولى الفضل والإحسان

    لكنهم ساووهم بالله في حب وتعظيم وفي إيمان

    جعلوا محبتهم مع الرحمن ما حعلوا المحبة قط للرحمن

    لو كان حبهم لأجل الله ما عادوا أحبته على الإيمان

    ولما أحبوا سخطه وتجنبوا محبوبه ومواقع الرضوان

    شرط المحبة أن توافق من تحب على محبته بلا عصيان

    فإذا ادعيت له المحبة مع خلا فك ما يحب فأنت ذو بهتان

    أتحب أعداء الحبيب وتدعي حبا له ما ذاك في إمكان

    وكذا تعادي جاهدا أحبابه أين المحبة يا أخا الشيطان

    ليس العبادة غير توحيد المحبـ ـة مع خضوع القلب والأركان

    والحب نفس وفاقه فيما يحبـ ـه وبغض ما لا يرتضي بجنان

    ووفاقه نفس اتباعك أمره والقصد وجه الله ذي الإحسان

    هذا هو الإحسان شرط في قبو ل السعي فافهمه من القرآن

    والاتباع بدون شرع رسوله عين المحال وأبطل البطلان

    فإذا نبذت كتابه ورسوله وتبعت أمر النفس والشيطان

    واتخذت أندادا تحبهم كحـ ـب الله كنت مجانب الإيمان

    ولقد رأينا من فريق يدعي الإ سلام شركا ظاهر التبيان

    جعلوا له شركاء والوهم وسو وهم به في الحب لا السلطان

    والله ما ساووهم بالله بل زادوا لهم حبا بلا كتمان

    والله ما غضبوا إذا انتهكت محا رم ربهم في السر والإعلان

    حتى إذا ما قيل في الوثن الذي يدعونه ما فيه من نقصان

    فأجارك الرحمن من غضب ومن حرب ومن شتم ومن عدوان

    وأجارك الرحمن من ضرب وتعـ ـزير ومن سب ومن تسجان

    والله لو عطلت كل صفاته ما قابلوك ببعض ذا العدوان

    والله لو خالفت نص رسوله نصا صريحا واضح التبيان

    وتبعت قول شيوخهم أو غيرهم كنت المحقق صاحب العرفان

    حتى إذا خالفت آراء الرجا ل لسنة المبعوث بالقرآن

    نادوا عليك ببدعة وضلالة قالوا وفي تكفيره قولان

    قالوا تنقصت الكبار وسائر الـ ـعلماء بل جاهرت بالبهتان

    هذا ولم تسلبهم حقا لهم ليكون ذاب كذب وذا عدوان

    وإذا سلبت صفاته وعلوه وكلامه جهرا بلا كتمان

    لم يغضبوا بل كان ذلك عندهم عين الصواب ومقتضى الإحسان

    والأمر والله العظيم يزيد فو ق الوصف لا يخفى على العميان

    وإذا ذكرت الله توحيد رأيـ ـت وجوههم مكسوفة الألوان

    بل ينظرون إليك شزرا مثل ما نظر التيوس إلى عصا الجوبان

    وإذا ذكرت بمدحه شركاءهم يتباشرون تباشر الفرحان

    والله ما شموا روائح دينه يا زكمة أعيت طبيب زمان - [رحم الله بن القيم]

  5. #5
    تاريخ التسجيل
    Jan 2012
    المشاركات
    7,880

    افتراضي رد: المجموع المفيد لمفهوم العبادة

    سئل الشيخ عبد الله بن عبد الرحمن أبا بطين، رحمه الله تعالى: ما قولكم، دام فضلكم، في - تعريف العبادة - وتعريف توحيد العبادة، ؟
    فأجاب: الحمد لله رب العالمين، أما العبادة في اللغة، فهي: من الذل; يقال; بعير معبد، أي: مذلل، وطريق معبد، إذا كان مذللا قد وطأته الأقدام، وكذلك الدين أيضا، من الذل، يقال دنته، فدان، أي: ذللته، فذل ;------- وأما تعريفها في الشرع، فقد اختلفت عباراتهم، في تعريفها، والمعنى واحد.
    فعرفها طائفة بقولهم هي: ما أمر به شرعا، من غير اطراد عرفي، ولا اقتضاء عقلي; وعرفها طائفة بأنها: كمال الحب مع كمال الخضوع ; وقال أبو العباس، رحمه الله تعالى: هي اسم جامع لكل ما يحبه الله ويرضاه، من الأقوال والأعمال، الباطنة والظاهرة.--فالصلاة، والزكاة، والحج، وصدق الحديث، وأداء الأمانة، وبر الوالدين، وصلة الأرحام، والوفاء بالعهد، والأمر بالمعروف، والنهي عن المنكر وجهاد الكفار، والمنافقين، والإحسان إلى الجار واليتيم والمسكين والمملوك من الآدميين والبهائم، والدعاء، والذكر، والقراءة، وأمثال ذلك، من العبادة.
    وكذلك حب الله ورسوله، وخشية الله، والإنابة إليه، وإخلاص الدين له، والصبر لحكمه، والشكر لنعمته، والرضى بقضائه، والتوكل عليه، والرجاء لرحمته، والخوف من عذابه، وأمثال ذلك، فالدين كله داخل في العبادة. انتهى.

    ومن عرفها بالحب من الخضوع، فلأن الحب التام، مع الذل التام يتضمن طاعة المحبوب والانقياد له، فالعبد، هو الذي ذلله الحب والخضوع لمحبوبه، فبحسب محبة العبد لربه وذله له، تكون طاعته; فمحبة العبد لربه وذله له يتضمن عبادته وحده لا شريك له ; والعبادة المأمور بها تتضمن معنى الذل ومعنى الحب، فهي تتضمن غاية الذل لله، بغاية المحبة له، كما قال ابن القيم رحمه الله تعالى:
    ليس العبادة غير توحيد المـ ... حبة مع خضوع القلب والأركان
    والحب نفس وفاقه فيما يحب ... وبغض ما لا يرتضى بجنان
    ووفاقه نفس اتباعك أمره ... والقصد وجه الله ذي الإحسان--------------فعرف العبادة بتوحيد المحبة مع خضوع القلب والجوارح، فمن أحب شيئا وخضع له، فقد تعبد قلبه له، فلا تكون المحبة المنفردة عن الخضوع عبادة، ولا الخضوع بلا محبة عبادة; فالمحبة والخضوع ركنان للعبادة، فلا يكون أحدهما عبادة بدون الآخر، فمن خضع لإنسان مع بغضه له، لم يكن عابدا له، ولو أحب شيئا، ولم يخضع له، لم يكن عابدا له، كما يحب ولده وصديقه. ولهذا لا يكفي أحدهما في عبادة الله تعالى، بل يجب أن يكون الله أحب إلى العبد من كل شيء، وأن يكون أعظم عنده من كل شيء، بل لا يستحق المحبة الكاملة والذل التام إلا الله سبحانه.
    إذا عرف ذلك، فتوحيد العبادة هو: إفراد الله سبحانه بأنواع العبادة المتقدم تعريفها، وهو نفس العبادة المطلوبة شرعا، ليس أحدهما دون الآخر; ولهذا قال ابن عباس: "كل ما ورد في القرآن من العبادة، فمعناه التوحيد" وهذا هو التوحيد الذي دعت إليه الرسل، وأبى عن الإقرار به المشركون. وأما العبادة من حيث هي، فهي أعم من كونها توحيدا عموما مطلقا، فكل موحد عابد لله، وليس كل من عبد الله يكون موحدا، ولهذا يقال عن المشرك: إنه يعبد الله، مع كونه مشركا، كما قال الخليل (: {أَفَرَأَيْتُمْ مَا كُنْتُمْ تَعْبُدُونَ أَنْتُمْ وَآبَاؤُكُمُ الْأَقْدَمُونَ فَإِنَّهُمْ عَدُوٌّ لِي إِلَّا رَبَّ الْعَالَمِينَ}--[مجموعة التوحيد]

  6. #6
    تاريخ التسجيل
    Mar 2010
    المشاركات
    7,532

    افتراضي رد: المجموع المفيد لمفهوم العبادة

    "…من عبد الله تعالى بالحب وحده فهو زنديق…"

    وكيف ذلك؟
    اللهم اغفر لأبي وارحمه وعافه واعف عنه اللهم اجعل ولدي عمر ذخرا لوالديه واجعله في كفالة إبراهيم عليه السلام

  7. #7
    تاريخ التسجيل
    Jun 2022
    المشاركات
    2,228

    افتراضي رد: المجموع المفيد لمفهوم العبادة

    اقتباس المشاركة الأصلية كتبت بواسطة أم علي طويلبة علم مشاهدة المشاركة
    "…من عبد الله تعالى بالحب وحده فهو زنديق…"

    وكيف ذلك؟
    ابنتي الفاضلة\ أحسب أن لدي زيادة علم حول هذه الجزئية.
    المنقول هنا عن ابن القيم, وكأن في أول أمره قبل أن يمن الله عليه بمعرفة شيخ الإسلام ابن تيمية, صوفيا مع الصوفية, يعني ابن بيئته, يبين لك هذا "نزعة أسلوبه" في كتبه.
    .
    ففي الفترة بعد وهن الخلافة العباسية, توسعت فرق الباطل على حساب أهل الحق, جغرافياً وعدداً, وكان المسلمون حديثاً على أديان سابقة وثنية ومزيج من الوثنية مع لمحات من بقايا توحيد قديم
    وكان أشهر "المتمددين" "المتوسعين" الصوفية. وبعضهم وصل به الأمر, أنه "تجاوز الحجب" و "أصبح يجلس مع الله" وأسقط التكاليف الشرعية.
    فابن القيم يفهم ما يتحدث عنه, ويتحدث عن صنف محدد هو من أبطن الناس به معرفة وتجربة. هم فعلاً كانوا زنادقة.
    والآن لو تذهبين للهند, وتصيحين بين الهندوس "أنا احب بوذا الإله" سيضعونك تاجاً على رؤوسهم.
    هناك كتب قديمة لهم تبين هذه المفاهيم, ولكن لن أذكرها . . كتب ظهرت بين القرن الثالث و السابع . .
    .

  8. #8
    تاريخ التسجيل
    Mar 2010
    المشاركات
    7,532

    افتراضي رد: المجموع المفيد لمفهوم العبادة

    " قال أيضاً:
    ولهذا قال بعض السلف
    من عبد الله تعالى بالحب وحده فهو زنديق
    ومن عبده بالخوف وحده فهو حروري

    ومن عبده بالرجاء وحده فهو مرجي
    -
    ومن عبده بالحب والخوف والرجاء فهو مؤمن.------".


    بارك الله فيك، استفسر
    فإن حال الحروري واضح من الخوف
    وحال المرجئ واضح من الرجاء
    وحال المؤمن واضح بين الخوف والرجاء والحب

    أما الزنديق هل يراد أنه يدعي حب الله !!!
    اللهم اغفر لأبي وارحمه وعافه واعف عنه اللهم اجعل ولدي عمر ذخرا لوالديه واجعله في كفالة إبراهيم عليه السلام

  9. #9
    تاريخ التسجيل
    Jan 2012
    المشاركات
    7,880

    افتراضي رد: المجموع المفيد لمفهوم العبادة

    اقتباس المشاركة الأصلية كتبت بواسطة أم علي طويلبة علم مشاهدة المشاركة
    "…من عبد الله تعالى بالحب وحده فهو زنديق…"

    وكيف ذلك؟

    أما الزنديق هل يراد أنه يدعي حب الله !!!


    بارك الله فيك من عبد الله بالحب وحده؛ فهو زنديق متحلل، يدعي أنه يعبد الله بالحب، لكن ما يخاف الله ولا يرجوه؛ ولهذا يذكر عن بعض الصوفية-، وموجود في كتب الوعظ. وينسب إلى " رابعة العدوية " أنها قالت: " ما عبدت الله خوفا من ناره، ولا طمعا في جنته؛ فأكون كأسير السوء، وإنما عبدته حبا لذاته، وشوقا إليه ". تقول: لم أعبده خوفا وطمعا -لا-، إذا عبدته خوفا وطمعا؛ أصير نفعيا مثل الإنسان النفعي، لم تعبده إلا لأجل شيء ينفعك لنفسك، لا: أنا أعبده حبا لذاته فقط، ما في خوف، ولا رجاء. حتى قال بعضهم: إنه يحب العذاب، ويحب النار؛ فقيل له: كيف؟! قال: لأني إذا تمتعت بالجنة؛ معناه: صارت نفسي تميل إليها، أما إذا عذب بالنار؛ صار مخالفا لهواه، هو يرغب العذاب في النار -نعوذ بالله، نسأل الله السلامة والعافية-.
    الصوفية تقول: ما عبدت الله خوفا من ناره، ولا طمعا في جنته؛ فأكون كأسير السوء،
    والله تعالى- أخبر عن أنبيائه ورسله، لما ذكر الأنبياء، لما ذكر إبراهيم ولوط ونوح وداود وسليمان وأيوب وزكريا ويحيى وعيسى، ثم قال: ﴿ إِنَّهُمْ كَانُوا يُسَارِعُونَ فِي الْخَيْرَاتِ وَيَدْعُونَنَا رَغَبًا وَرَهَبًا ﴾ خوفا ورجاء.

    وفي الآية الأخرى: ﴿ يَدْعُونَ رَبَّهُمْ خَوْفًا وَطَمَعًا ﴾- لا بد أن تعبد الله بالحب وبالخوف وبالرجاء، ومن عبد الله بالخوف وحده؛ هذا يكون حروريَّا -على طريقة الحروريَّة الخوارج-، ومن عبده بالرجاء وحده؛ فهو مرجيء، ومن عبده بالحب والخوف والرجاء؛ فهو مؤمن موحد.
    *****
    قال الشيخ محمد بن صالح العثيمين – رحمه الله - :
    والعبادة مبنية على أمرين عظيمين ، هما : المحبة ، والتعظيم ، الناتج عنهما : ( إنهم كانوا يسارعون في الخيرات ويدعوننا رغباً ورهَباً ) الأنبياء/ 90 ، فبالمحبة تكون الرغبة ، وبالتعظيم تكون الرهبة ، والخوف .
    ولهذا كانت العبادة أوامر ، ونواهي : أوامر مبنية على الرغبة ، وطلب الوصول إلى الآمر ، ونواهي مبنية على التعظيم ، والرهبة من هذا العظيم .
    فإذا أحببتَ الله عز وجل : رغبتَ فيما عنده ، ورغبت في الوصول إليه ، وطلبتَ الطريق الموصل إليه ، وقمتَ بطاعته على الوجه الأكمل ، وإذا عظمتَه : خفتَ منه ، كلما هممتَ بمعصية استشعرت عظمة الخالق عز وجل ، فنفرتَ ، ( وَلَقَدْ هَمَّتْ بِهِ وَهَمَّ بِهَا لَوْلَا أَنْ رَأَى بُرْهَانَ رَبِّهِ كَذَلِكَ لِنَصْرِفَ عَنْهُ السُّوءَ وَالْفَحْشَاءَ ) يوسف/ 24 .
    فهذه مِن نعمة الله عليك ، إذا هممتَ بمعصية وجدتَ الله أمامك ، فهبتَ ، وخفتَ ، وتباعدتَ عن المعصية ؛ لأنك تعبد الله ، رغبة ، ورهبة .
    " مجموع فتاوى الشيخ العثيمين " ( 8 / 17 ، 18 ) .
    عبادة الأنبياء والعلماء والأتقياء تشتمل على الخوف والرجاء ، ولا تخلو من محبة ، فمن يرد أن يعبد الله تعالى بإحدى ذلك : فهو مبتدع ، وقد يصل الحال به للكفر .

    قال الله تعالى – في وصف حال المدعوين من الملائكة والأنبياء والصالحين - : ( أُولَئِكَ الَّذِينَ يَدْعُونَ يَبْتَغُونَ إِلَى رَبِّهِمُ الْوَسِيلَةَ أَيُّهُمْ أَقْرَبُ وَيَرْجُونَ رَحْمَتَهُ وَيَخَافُونَ عَذَابَهُ ) الإسراء/ 57 .
    وقال الله تبارك وتعالى – في وصف حال الأنبياء - : ( إِِنَّهُمْ كَانُوا يُسَارِعُونَ فِي الْخَيْرَاتِ وَيَدْعُونَنَا رَغَبًا وَرَهَبًا وَكَانُوا لَنَا خَاشِعِينَ ) الأنبياء/ 90 .
    قال ابن جرير الطبري – رحمه الله - :
    ويعنى بقوله : ( رَغَباً ) : أنهم كانوا يعبدونه رغبة منهم فيما يرجون منه ، من رحمته ، وفضله .
    ( وَرَهَباً ) : يعني : رهبة منهم ، من عذابه ، وعقابه ، بتركهم عبادته ، وركوبهم معصيته .
    وبنحو الذي قلنا في ذلك قال أهل التأويل .
    " تفسير الطبري " ( 18 / 521 ) .
    وقال الحافظ ابن كثير – رحمه الله - :
    وقوله : ( إِنَّهُمْ كَانُوا يُسَارِعُونَ فِي الْخَيْرَاتِ ) أي : في عمل القُرُبات ، وفعل الطاعات .
    ( وَيَدْعُونَنَا رَغَبًا وَرَهَبًا ) قال الثوري : ( رَغَبًا ) فيما عندنا ، ( وَرَهَبًا ) مما عندنا .
    ( وَكَانُوا لَنَا خَاشِعِينَ ) قال علي بن أبي طلحة عن ابن عباس : أي : مصدِّقين بما أنزل الله ، وقال مجاهد : مؤمنين حقّاً ، وقال أبو العالية : خائفين ، وقال أبو سِنَان : الخشوع هو الخوف اللازم للقلب ، لا يفارقه أبداً ، وعن مجاهد أيضاً : ( خَاشِعِينَ ) أي : متواضعين ، وقال الحسن ، وقتادة ، والضحاك : ( خَاشِعِينَ ) أي : متذللين لله عز وجل ، وكل هذه الأقوال متقاربة .
    " تفسير ابن كثير " ( 5 / 370 ) .
    قال شيخ الإسلام ابن تيمية – رحمه الله - :
    قال بعض السلف : " مَن عبد الله بالحب وحده : فهو زنديق ، ومَن عبده بالخوف وحده : فهو حروري – أي : خارجي - ، ومَن عبده بالرجاء وحده : فهو مرجئ ، ومن عبده بالحب والخوف والرجاء : فهو مؤمن موحد .
    " مجموع الفتاوى " ( 15 / 21 ) .
    ******
    قال شيخ الإسلام ابن تيمية –: "ولهذا قد وجد في نوع من المتأخرين من أنبسط في دعوى المحبة حتى أخرجه ذلك إلى نوع من الرعونة والدعوى التي تنافي العبودية"، وقال أيضا: "وكثير من السالكين سلكوا في دعوى حب الله أنواعا من الجهل بالدين، إما من تعدي حدود الله، وإما من تضييع حقوق الله. وإما من إدعاء الدعاوى الباطلة التي لا حقيقة لها [العبودية لشيخ الإسلام ابن تيمية ص 90 طبعة الرئاسة العامة للإفتاء]"،
    وقال أيضا:
    "والذين توسعوا من الشيوخ في سماع القصائد المتضمنة للحب والشوق واللوم والعذل والغرام كان هذا أصل مقصودهم ولهذا أنزل الله آية المحبة محنة يمتحن بها المحب، فقال: {قل إن كنتم تحبون الله فاتبعوني يحببكم الله}.
    فلا يكون محبّا لله إلا من يتبع رسوله، وطاعة الرسول ومتابعته لا تكون إلا بتحقيق العبودية، وكثير ممن يدعي المحبة يخرج عن شريعته وسنته، صلى الله عليه وسلم ، ويدعي من الخيالات ما لا يتسع هذا الموضوع لذكره، حتى يظن أحدهم سقوط الأمر – وتحليل الحرام له"، وقال أيضا: "وكثير من الضالين الذين اتبعوا أشياء مبتدعة من الزهد والعبادة على غير علم ولا نور من الكتاب والسنة وقعوا فيما وقع فيه النصارى من دعوى المحبة لله مع مخالفة شريعته وترك المجاهدة في سبيله ونحو ذلك. انتهى.
    ****
    ثلاث أركان. الركن الأول: المحبة في القلب، والمحبة ما تكون إلا عن تصديق.
    والثاني: الخوف الذي يحجب الإنسان عن محارم الله وعن الشرك.
    الركن الثالث: الرجاء الذي يحمل الإنسان إلى الطمع يدعو الإنسان إلى الطمع في ثواب الله وفي رحمة الله، فإذا لم يكن عنده خوف صار آمنا من مكر الله، لا يبالي بالمعاصي ولا بالكفر، وإذا كان يائسا من روح الله صار متشائما قانطا مسيئا للظن بالله، فلا يعمل لأنه يرى أن العمل لا يفيده، لأنه يرى أنه هالك وكونه يعبد الله بالتصديق بالحب فقط، هذا لا يكفي، ولهذا قال العلماء: من عبد الله بالحب وحده فهو زنديق، هذه طريقة الصوفية من عبد الله بالحب وحده فهو زنديق، ومن عبد الله بالخوف وحده فهو حروري، يعني خارجي من الخوارج خارجي، ومن عبد الله بالرجاء وحده فهو مرجئ، ومن عبد الله بالحب والخوف والرجاء فهو مؤمن موحد، إذا لا بد من المحبة والخوف والرجاء، ولهذا يقول العلامة ابن القيم رحمه الله في الكافية الشافية
    وعبادة الرحمن غايـة حبـه *** مع ذل عابده همـا له قطبان
    وعليهما فلك العبـادة دائر *** ما دار قام حتى دارت القطبان
    عبادة الرحمن هي العبادة غاية الحب مع غاية الذل، وغاية الحب مع غاية الذل لا بد فيها من العبادة، يعني يتعبد الله بغاية الذل مع غاية الحب، فالذليل هو الخاضع لله الخائف الذي يتعبد لله، وهو ذليل والآمن من مكر الله ما ليس عنده ذل ما عنده ذل كما أن اليائس من رحمة الله أيضا ليس عنده طمع في ثواب الله، فكيف يكون مؤمنا

    ****
    قال ابن القيم: "القلب في سيره إلى الله - عزَّ وجلَّ - بمنزلة الطَّائر؛ فالمحبَّة رأسه، والخوف والرَّجاء جناحاه، فمتى سلِم الرَّأس والجناحان، فالطائر جيِّدُ الطيران، ومتى قطع الرأس، مات الطائر، ومتى فقد الجناحان، فهو عرضة لكل صائدٍ وكاسر".
    اقتباس المشاركة الأصلية كتبت بواسطة أم علي طويلبة علم مشاهدة المشاركة

    أما الزنديق هل يراد أنه يدعي حب الله !!!


    قال السبكى فى الفتاوى (وقول مكحول (من عبد الله بالمحبة فهو زنديق)فمعناه من لم يعبده خوفا منه ولا رجاء ولا لصفة أخرى غير المحبة ولا شك أنه متى فرض بهذه المثابة انتفى اعتقاد الوجوب وصار كمن يعمل لمن يحبه عملا لأجل محبته له لا لاستحقاقه عليه ذلك العمل ومن اعتقد هذا في حق الله تعالى فهو كافر وإظهاره للإيمان بلسانه وبطاعاته الظاهرة فقط مثل إظهار الزنديق الإسلام بالشهادتين وإسراره الكفر فلهذا شبهه بالزنديق من جهة أن اعتقاده كفر وعمله عمل الإسلام) انتهى

  10. #10
    تاريخ التسجيل
    Jun 2022
    المشاركات
    2,228

    افتراضي رد: المجموع المفيد لمفهوم العبادة

    أقدم من اعلم أنه قال المؤمن هو من يتساوى خوفه ورجاؤه, هو أمير المؤمنين في الحديث "شعبة بين الحجاج" رحمه الله - النصف الأول من القرن الثاني الهجري- وكان وقتها وسط "المعترك" في نشأته الأولى, بين المرجئة وأضدادهم.
    .
    وحب الله ورسوله فرض على كل مسلم, لما تدركه الفطرة او للأدلة الصحيحة الصريحة, "أنت مع من أحببت"
    كيلا نتوه في متاهات الآخرين صوفية وماشابه--أكره ذكر سيرتهم ولا أعرف كيف احكها من التاريخ والكتب.
    .
    يؤثر عن وهب بن منبه, بعدما سمع أن من قال لا اله الا الله موقنا بها قلبه دخل الجنة أو اثرا شبيهاً, وأنها مفتاح الجنة, قال: كل مفتاح له أسنان "يقصد الأعمال كالصلاة . . ." -- إن لم أتوهم أظن قرأتها قديماً في صحيح البخاري.

  11. #11
    تاريخ التسجيل
    Mar 2010
    المشاركات
    7,532

    افتراضي رد: المجموع المفيد لمفهوم العبادة

    جزاكم الله خيرا
    اللهم اغفر لأبي وارحمه وعافه واعف عنه اللهم اجعل ولدي عمر ذخرا لوالديه واجعله في كفالة إبراهيم عليه السلام

  12. #12
    تاريخ التسجيل
    Jun 2022
    المشاركات
    2,228

    افتراضي رد: المجموع المفيد لمفهوم العبادة

    صحيح البخاري: بَابُ مَا جَاءَ فِي الجَنَائِزِ ، وَمَنْ كَانَ آخِرُ كَلاَمِهِ : لاَ إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ وَقِيلَ لِوَهْبِ بْنِ مُنَبِّهٍ : أَلَيْسَ لاَ إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ مِفْتَاحُ الجَنَّةِ ؟ قَالَ : بَلَى ، وَلَكِنْ لَيْسَ مِفْتَاحٌ إِلَّا لَهُ أَسْنَانٌ ، فَإِنْ جِئْتَ بِمِفْتَاحٍ لَهُ أَسْنَانٌ فُتِحَ لَكَ ، وَإِلَّا لَمْ يُفْتَحْ لَكَ.

  13. #13
    تاريخ التسجيل
    Jan 2012
    المشاركات
    7,880

    افتراضي رد: المجموع المفيد لمفهوم العبادة

    اقتباس المشاركة الأصلية كتبت بواسطة ابو لمى مشاهدة المشاركة
    .
    يؤثر عن وهب بن منبه, بعدما سمع أن من قال لا اله الا الله موقنا بها قلبه دخل الجنة أو اثرا شبيهاً, وأنها مفتاح الجنة, قال: كل مفتاح له أسنان "يقصد الأعمال كالصلاة . . ." -- إن لم أتوهم أظن قرأتها قديماً في صحيح البخاري.
    هذا الكلام على عمومه فى جميع الاعمال انها من شروط الصحة او من شروط لا اله الا الله يحتاج الى توضيح فإنَّ الاعمال ليست شرط صحة وهو منهج الخوارج فى التكفير بالكبائر-نعم الصلاة وحدها يمكن ان نستثنيها من الاعمال ونقول انها شرط صحة لأنَّ تارك الصلاة كافر على الصحيح-أما بقية الاعمال فليست شرط صحة
    فالقول بأن جميع الاعمال شرط صحة هذا قول الخوارج
    ولا شرط كمال أيضا فهذا قول المرجئة-
    وقول اهل السنة ان الاعمال من الايمان وجزء منه ومنها ما هو شرط صحة ومنها ما هو شرط كمال
    و نقول ايضا ان الاعمال من الايمان ولكن منها ما يزول الايمان بزواله كما بينا ومنها ما لا يزول الايمان بزواله كإماطة الاذى عن الطريق كما قال ابن القيم رحمه الله
    والسؤال الذى يمكن ان يوجه الىَّ- ما معنى قول وهب ابن منبه اذا-
    فالجواب معنى قول وهب إلتزام الطاعة من حيث القبول والانقياد فهو يقصد الشرط المُصَحِح
    فهو لا يقصد قول الخوارج فى أنَّ أهل الكبائر لا يدخلون الجنة
    وأما قول وهب الذى نقلته عنه اخى ابو لمى وفيه : " لم يفتح له " ، فله توجيه ايضا - مراده لم يفتح له في أول الأمر ،لأن تحريم دخول الجنة نوعان تحريم أمدى الى امد وتحريم أبدى وهذا خاص بالكفار فقول وهب لم يفتح له يحمل فى أهل الكبائر فى اول الامر وأما من ناقض شروط لا اله الا الله فانه لا يفتح له على الاطلاق لأن شروط لا اله الا الله شروط مصححة للاسلام-كالانقياد والقبول على سبيل المثال
    و بالنسبة لتارك الصلاة فالصحيح أنه كافر كفراََ أكبر
    أرجو أن يكون زال الاشكال فى كلام وهب ابن منبه رحمه الله
    فإن بقى إشكال فيمكن المناقشة فيه
    يؤثر عن وهب بن منبه, بعدما سمع أن من قال لا اله الا الله موقنا بها قلبه دخل الجنة
    قال ابن رشيد : يحتمل أن يكون مراد البخاري الإشارة إلى أن من قال : لا إله إلا الله مخلصا عند الموت كان ذلك مسقطا لما تقدم له ، والإخلاص يستلزم التوبة والندم ، ويكون النطق علما على ذلك
    اقتباس المشاركة الأصلية كتبت بواسطة ابو لمى مشاهدة المشاركة
    .
    يؤثر عن وهب بن منبه, بعدما سمع أن من قال لا اله الا الله موقنا بها قلبه دخل الجنة أو اثرا شبيهاً, وأنها مفتاح الجنة,
    السؤال هنا هل يكفى شرط اليقين وهو عمل قلبى أم لابد من استكمال بقية الشروط
    قال الشيخ حافظ الحكمي رحمه الله تعالى :
    " لم ينتفع قائل لا إله إلا الله بنطقه بها مجردا، إلا حيث يستكملها أي: هذه الشروط السبعة. ومعنى استكمالها: اجتماعها في العبد، والتزامه إياها، بدون مناقضة منه لشيء منها.
    وليس المراد من ذلك عد ألفاظها، وحفظها ، فكم من عامي اجتمعت فيه، والتزمها، ولو قيل له: اعددها، لم يحسن ذلك.
    وكم حافظ لألفاظها، يجري فيها كالسهم ، وتراه يقع كثيرا فيما يناقضها، والتوفيق بيد الله، والله المستعان " انتهى من "معارج القبول" (2 / 418).
    وقال الشيخ عبد العزيز بن باز رحمه الله تعالى:
    " فالواجب على جميع المسلمين أن يحققوا هذه الكلمة، بمراعاة هذه الشروط، ومتى وجد من المسلم معناها، والاستقامة عليه: فهو مسلم، حرام الدم والمال، وإن لم يعرف تفاصيل هذه الشروط، لأن المقصود هو العلم بالحق، والعمل به ، وإن لم يعرف المؤمن تفاصيل الشروط المطلوبة " انتهى من "مجموع فتاوى الشيخ ابن باز" (7 / 58).

    يقول ابن القيم: (والشارعُ صلوات الله وسلامه عليه لم يجعلْ ذلك حاصلاً بمجرَّد قول اللِّسان فقط؛ فإنَّ هذا خلافُ المعلوم بالاضطرار من دين الإسلام؛ فإنَّ المنافقين يقولونها بألسنتهم، وهم تحت الجاحدين لها في الدَّرك الأسفل من النَّار. فلا بدَّ من قول القلب وقول اللسان ، وقول القلب يتضمَّن من معرفتها والتصديق بها، ومعرفةِ حقيقة ما تضمَّنَته من النَّفي والإثبات، ومعرفةِ حقيقة الإلهيَّة المنفيَّة عن غير الله المختصَّة به التي يستحيل ثبوتها لغيره، وقيام هذا المعنى بالقلب عِلمًا ومعرفة ويقينًا وحالاً وعملا - ما يوجب تحريم قائلها على النَّار.
    وكل قول رتَّبَ الشارعُ ما رَتَّب عليه من الثواب، فإنَّما هو القول التام؛ كقوله: ((من قال في يوم سبحان الله وبحمده مائة مرَّة، حُطَّت عنه خطاياه - أو غفرَت ذنوبه - ولو كانت مثل زبَد البحر))؛ [متفق عليه]، وليس هذا مُرتبًا على مجرَّد قول اللسان...؛ فإنَّ الأعمال لا تتفاضل بصورها وعددها، وإنَّما تتفاضل بتفاضل ما في القلوب، فتكون صورةُ العملين واحدة وبينهما في التفاضل كما بين السماء والأرض، والرجلان يكون مقامهما في الصفِّ واحدًا، وبين صلاتيهما كما بين السَّماء والأرض)؛ [مدارج السالكين: منزلة التوبة، الذنوب تنقسم إلى صغائر وكبائر، 1 / 339 - 340

    اقتباس المشاركة الأصلية كتبت بواسطة ابو لمى مشاهدة المشاركة
    .
    قال: كل مفتاح له أسنان "يقصد الأعمال
    قد تقدم ان العمل الوحيد الذى يصح ان يقال عنه شرط صحة الصلاة
    ولكن يمكن أن أُوجه سؤال واجيب عليه ما هى الشروط المصححة لكلمة التوحيد لا اله الا الله

    قال الشيخ حافظ الحكمي في منظومته سلم الوصول :

    العلم واليقين والقبـــــول ***** والانقيـاد فادر ما أقول

    والصـدق والإخلاص والمحبة ***** وفقك الله لما أحبــــه
    هذه هى الشروط المصححة للاسلام التى اذا زال شرط منها صار العبد كافرا أو مشركا أو مرتدا أو منافقا
    أما جعل الاعمال التى هى من جنس الكبائر العملية وتسمى كفر دون كفر وشرك دون شرك-فلا تدخل فى الشروط المصححة للاسلام الا بالاستحلال الاعتقادى وقد بينا ذلك بيانا شافيا فى موضوع الاستحلال- والفاسق الملى-فيمكن الرجوع اليها لمعرفة منهجنا فى حكم مرتكب الكبيرة

    - لابد من التأنى قبل الرد وقراءة ما كتب جيدا

  14. #14
    تاريخ التسجيل
    Jun 2022
    المشاركات
    2,228

    افتراضي رد: المجموع المفيد لمفهوم العبادة

    نحن أخي نبحث عن الأدلة قال الله وقال رسوله, ولا نبحث عن قيل وقال.

  15. #15
    تاريخ التسجيل
    Jan 2012
    المشاركات
    7,880

    افتراضي رد: المجموع المفيد لمفهوم العبادة

    اقتباس المشاركة الأصلية كتبت بواسطة ابو لمى مشاهدة المشاركة
    نحن أخي نبحث عن الأدلة قال الله وقال رسوله, ولا نبحث عن قيل وقال.
    ما دمت تبحث عن قال الله وقال رسوله صلى الله عليه وسلم - فلِما إستدللت إذا بأثر وهب ابن منبه وهو موقوف- ورددت الزيادة فى الحديث المتفق عليه-فَضَحِكَ رَسولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ تَعَجُّبًا وتَصْدِيقًا له-هل هذا هو العلم بالحديث
    يؤثر عن وهب بن منبه...... إن لم أتوهم أظن قرأتها قديماً في صحيح البخاري.
    هل علم الحديث بالظن والتوهم أم نقول- رواه البخارى معلقا
    ينسب لوهب بن منبه: أنه قيل له أليس لا إله إلا الله مفتاح الجنة قال: بلى ولكن ليس مفتاح إلا وله أسنان فإن جئت بمفتاح له أسنان فتح لك وإلا لم يفتح لك. رواه البخاري معلقا. وبعضهم رفع هذا الكلام إلى النبي صلى الله عليه وسلم ولكن ابن حجر يرى احتمال كونه مدرجا من بعض الرواة أدرج كلام وهب في الحديث المرفوع كما قال في الفتح، وذكر في تعليق التعليق تضعيف السند الذي روى به المرفوع.
    اقتباس المشاركة الأصلية كتبت بواسطة ابو لمى مشاهدة المشاركة
    ولا نبحث عن قيل وقال.
    اذا كيف ستفهم جملة وهب ابن منبه فى الاثر الذى ذكرته عنه موقوفا- : " لم يفتح له "
    إن قلت لم يفتح له على الاطلاق والاعمال شرط صحة قلت بقول الخوارج بالتكفير بالكبائر
    وان قلت لا يضر مع الايمان ذنب والاعمال شرط كمال-فقد قلت بقول المرجئة
    وإن قلت ان من الاعمال ما هو من اصل الايمان و يزول الايمان بزواله ومنها ما هو من كمال الايمان الواجب أو المستحب ولا يزول الايمان بزواله فقد قلت بقول اهل السنة
    ونفسر قول وهب ابن منبه فى الاثر الذى ذكرته - فإن جئت بمفتاح له أسنان فتح لك وإلا لم يفتح لك
    المعنى إن جئت بمفتاح له اسنان- وهى شروط لا اله الا الله
    وحقوقها من شرائع الاسلام- فتح لك ابتدائا-لأنه اتى بأسنان المفتاح التى هى
    1- شروط الصحة
    2- حقوق لا اله الا الله وهى اركان الاسلام وشرائعه وهذا من كمال الايمان الواجب- والخلاف فى تارك الصلاة هل هو شرط صحة ام كفر دون كفر معروف
    أما المقصر والمذنب -لم يفتح له في أول الأمر-لماذا-الجواب- لأنه أتى بما قيدت به لا اله الا الله من القيود الثقال والشروط التى يصح بها الاسلام-ولكنه فرط فى حقوقها اما بترك واجب أو فعل محرم ولم يتب-فهذا عند اهل السنة تحت المشيئة
    اما الكافر والمشرك-فلا يفتح له- بمعنى لا يفتح له على الاطلاق- لانه لم يأت بما يصحح توحيده واسلامه-بل أتى بالمنافى لشروط صحة الاسلام-
    فالعلم منافي للجهل، الثاني: اليقين المنافي للشك، الثالث: القبول المنافي للرد، الرابع: الانقيادُ المنافي للترك، الخامس: الإخلاص المنافي للشرك، السادس: الصدق المنافي للكذب، السابع: المحبة المنافية لضدها، وهو البغضاء
    اقتباس المشاركة الأصلية كتبت بواسطة ابو لمى مشاهدة المشاركة
    نحن أخي نبحث عن الأدلة قال الله وقال رسوله, ولا نبحث عن قيل وقال.
    كيف ستفهم الادلة هل ستفهمها بفهمك أم بفهم السلف الصالح

  16. #16
    تاريخ التسجيل
    Jun 2022
    المشاركات
    2,228

    افتراضي رد: المجموع المفيد لمفهوم العبادة

    فَضَحِكَ رَسولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ تَعَجُّبًا وتَصْدِيقًا له-هل هذا هو العلم بالحديث
    هل هذا حديث رسول الله صلى الله عليه وسلم؟
    -
    ماذكره وهب بن منبه هل أنت تكرهه أخي؟
    لم يفعل اي شيء الا انه وافق ايات القران "الذين آمنوا وعلموا الصالحات" وكافة الآيات تحت معناها.
    .
    واشدد نعم لي عتب! ما أقل قال الله وقال رسوله في مثل هذه المواضيع إن لم تكن معدومة . . حتى يرى الغريب القتامة على كلام الناس ... ولا يرى نور الكتاب ونور السنة . . .

    ومقصدي أخي تستخدمون اصطلاحات دخلت لكتب العقيدة من خلال "طوائف اهل الكلام"
    مثلاً "العبادة الكونية" و " العبادة الشرعية" أخبرني بتاريخها وجذورها . .
    أين مفهوم القصد في الأولى لتكون عبادة . .

  17. #17
    تاريخ التسجيل
    Jun 2022
    المشاركات
    2,228

    افتراضي رد: المجموع المفيد لمفهوم العبادة

    كيف ستفهم الادلة هل ستفهمها بفهمك أم بفهم السلف الصالح

    هذا ما ندعو اليه اخي, معرفة السلف الصالح لكي نعرف فهمهم قبل عصور الجدل والكلام والوهن . . .
    .
    فنحن أول خيط في ايدينا آية كريمة زكى الله فيها بعض عباده . . . ولا شك أنهم أهل الحق . . لايعرفون الكثير مما نردده في هذه العصور . . .
    .

  18. #18
    تاريخ التسجيل
    Jan 2012
    المشاركات
    7,880

    افتراضي رد: المجموع المفيد لمفهوم العبادة

    اقتباس المشاركة الأصلية كتبت بواسطة ابو لمى مشاهدة المشاركة
    -
    ماذكره وهب بن منبه هل أنت تكرهه أخي؟
    بل كلامه صحيح أخى الكريم لا غبار عليه - ولكن نحن نفسر المعنى على اصول وقواعد السلف فى باب الايمان والكفر و نفرق بين نفى الايمان المطلق ومطلق الايمان -- وسأسهل لك المسألة جدا حتى تعرف معنى أثر وهب ابن منبه رحمه الله
    وبالمثال يضح المقال
    فى صحيح مسلم- (لا يدخل الجنة قاطع)معناه عند اهل السنة لا يدخلها في أول الأمر مع السابقين بل يعاقب بتأخره القدر الذي يريده الله تعالى-قاله النووى فى شرح مسلم
    ******

    القاعدة اخى ابو لمى لفهم هذا الباب
    أنَّ الخلود في النار نوعان: خلودٌ أمدي إلى أجل، وخلودٌ أبدي.
    - والخلود الأمدي: هو الذي تَوَعَّدَ الله - عز وجل - به أهل الكبائر.
    - والخلود الأبدي؛ المُؤَبد: هو الذي تَوَعَّدَ الله - عز وجل - به أهل الكفر والشرك.
    - فمن الأول: قول الله - عز وجل - {وَمَنْ يَقْتُلْ مُؤْمِنًا مُتَعَمِّدًا فَجَزَاؤُهُ جَهَنَّمُ خَالِدًا فِيهَا}[النساء:93]، فهذا خلود لكنه خلود أمدي؛ لأنَّ حقيقة الخلود في لغة العرب هو المُكث الطويل، وقد يكون مُكْثَاً طويلاً ثُمَّ ينقضي، وقد يكون مُكْثَاً طويلاً مؤبداً.
    - ومن الثاني: وهو الخلود الأبدي في النار للكفار قول الله - عز وجل - {وَمَنْ يَعْصِ اللَّهَ وَرَسُولَهُ فَإِنَّ لَهُ نَارَ جَهَنَّمَ خَالِدِينَ فِيهَا أَبَدًا}[الجن:23]، وكذلك قوله - عز وجل - في آخر سورة الأحزاب {إِنَّ اللَّهَ لَعَنَ الْكَافِرِينَ وَأَعَدَّ لَهُمْ سَعِيرًا(64)خَالِ دِينَ فِيهَا أَبَدًا}[الأحزاب:64-65]، هذا خلود أبدي.
    ولذلك يُمَيَّزْ الخلود في القرآن بالأبدية في حق الكفار، وأما في حق الموحدين فإنه لا يكون معه كلمة (أبداً).
    وهذا الذي بسببه ضَلَّتْ الخوارج والمعتزلة فإنهم رأوا (خالدين فيها) في حق المُرَابي وفي حق القاتل فظنوا أنَّ الخلود نوع واحد، والخلود نوعان.
    ومما يتصل بهذا أيضاً لفظ التحريم في القرآن، ولفظ عدم الدخول للجنة في القرآن، وكذلك عدم الدخول إلى النار.
    يعني لفظ التحريم (إنَّ الله حَرَّمَ الجنة)، أو (حَرَّمَ الله عليه النار)، أو (لا يدخل الجنةَ قاطع رحم)، أو
    (لا يدخلون الجنةَ)، ونحو ذلك.
    فهذه مما ينبغي تأمُلُهَا وهو أنَّ التحريم في القرآن والسنة ونفي الدخول نوعان:
    - تحريمٌ مؤبد .
    - وتحريمٌ إلى أمد.
    كما أنّ نفي الدخول:
    - نفْيُ دخولٍ مؤبد .
    - ونفي دخولٍ إلى أمد.
    فتَحَصَّلَ من هذا أنَّ الخلود في النار نوعان: خلود إلى أمد، وخلود أبدي.
    وأنَّ تحريم الجنة -كما جاء في بعض النصوص- أو تحريم النار وقد يكون تحريماً إلى أمد وقد يكون تحريماً إلى الأبد.
    وكذلك نفي الدخول (لا يدخل الجنة) (لا يدخل النار)هذا أيضا نفي دخولٍ مؤبد أو نفي دخولٍ مؤقت
    وهذا التفصيل هو الذي به يفترق أهل السنة والجماعة أتباع السلف الصالح مع الخوارج والمعتزلة وأهل الضلال بجميع أصنافهم فإنهم جعلوا الخلود واحداً وجعلوا التحريم واحداً وجعلوا نفي الدخول واحداً، والنصوص فيها هذا وهذا.[شرح الطحاوية]

    ******
    اقتباس المشاركة الأصلية كتبت بواسطة ابو لمى مشاهدة المشاركة
    اقتباس المشاركة الأصلية كتبت بواسطة ابو لمى مشاهدة المشاركة
    تستخدمون اصطلاحات دخلت لكتب العقيدة من خلال "طوائف اهل الكلام"
    مثلاً "العبادة الكونية" و " العبادة الشرعية" أخبرني بتاريخها وجذورها . .
    أين مفهوم القصد في الأولى لتكون عبادة . .
    العبادة الكونية المقصود بها الخضوع كونا وانه لا يمكن ان يضاد أمر الله {إِنْ كُلُّ مَنْ فِي السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ إِلَّا آتِي الرَّحْمَنِ عَبْداً}
    العبادة باعتبار التذلل الاختياري والاضطراري لله عز وجل قسمان
    قال ابن عثيمين
    العبادة إما عبادة كونية، أو عبادة شرعية، بمعنى أن الإنسان قد يكون متذللاً لله سبحانه وتعالى تذللا كونيا وتذللاً شرعياً، فالعبادة الكونية عامة، تشمل المؤمن والكافر، والبر والفاجر، لقوله تعالى: {إِنْ كُلُّ مَنْ فِي السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ إِلَّا آتِي الرَّحْمَنِ عَبْداً} [مريم: 93]، فكل ما في السموات والأرض فهو خاضع لله سبحانه وتعالى كوناً، لا يمكن أبداً أن يضاد الله، أو يعارضه فيما أراد - سبحانه وتعالى - بالإرادة الكونية. وأما العبادة الخاصة: وهي العبادة الشرعية، وهل التذلل لله تعالى شرعاً، فهذه خاصة بالمؤمنين بالله سبحانه وتعالى، القائمين بأمره
    وقال ابن عثيمين رحمه الله
    هل يثاب من اختص بالعبادة الكونية عن العبادة الشرعية ؟
    الجواب : هؤلاء لا يثابون عليه، لأنهم خاضعون لله تعالى شاءوا أم أبوا، فالإنسان يمرض ويفقر ويفقد محبوبه من غير أن يكون مريًا لذلك، بل هو كاره لذلك، لكن هذا خضوع لله عز وجل خضوعًا كونيًا.
    وقال ابن عثيمين رحمه الله والعبادة الكونية لا يحمد عليها الانسان لانها بغير فعله لكن قد يحصل منه الشكر عند الرخاء والصبر على البلاء فيحمد عليه
    *********************
    العبودية نوعان
    :عبودية خاصة ،
    وعبودية عامة .
    فالعبودية الخاصة هي :
    عبودية المحبة والانقياد والطاعة التي يشرف بها العبد ويعظم ،وهي التي وردت في مثل قول الله تعالى : الله لطيف بعباده الشورى/19 ، وقوله : وعباد الرحمن الذين يمشون على الأرض هوناً الفرقان/63 ،
    وهذه العبودية خاصة بالمؤمنين الذين يطيعون الله تعالى ، لا يشاركهم فيها الكفار الذين خرجوا عن شرع الله تعالى وأمره ونهيه ، والناس يتفاوتون في هذه العبودية تفاوتاً عظيما ؛
    فكلما كان العبد محباً لله متبعاً لأوامره منقاداً لشرعه كان أكثر عبودية . وأعظم الناس تحقيقاً لهذا المقام هم الأنبياء والرسل ، وأعظمهم على الإطلاق نبينا محمد صلى الله عليه وسلم ولهذا لم يرد ذكر أحد بوصف بالعبودية المجردة في القرآن إلا هو عليه الصلاة والسلام فذكره الله بوصف العبودية في أشرف المقامات كمقام الوحي فقال سبحانه : ( الحمد لله الذي أنزل على عبده الكتاب ولم يجعل له عوجاً ) الكهف/1 ، وفي مقام الإسراء فقال جل شأنه : ( سبحان الذي أسرى بعبده ليلا من المسجد الحرام إلى المسجد الأقصى ) الإسراء/1 ، وفي مقام الدعوة فقال تعالى : ( وأنه لما قام عبد الله يدعوه كادوا يكونون عليه لبداً ) الجن/19 إلى غير ذلك من الآيات .
    فالشرف كل الشرف في استكمال هذه العبودية وتحقيقها ولا يكون ذلك إلا بتمام الافتقار إلى الله تعالى ، وتمام الاستغناء عن الخلق ، وذلك لا يتأتى إلا بأن يجمع الإنسان بين محبة الله تعالى والخوف منه ورجاءِ فضله وثوابه .
    وأما العبودية العامة :
    فهذه لا يخرج عنها مخلوق وتسمى عبودية القهر
    فالخلق كلهم بهذا المعنى عبيد لله يجري فيهم حكمه ،
    و ينفذ فيهم قضاؤه ،
    لا يملك أحد لنفسه ضراً ولا نفعاً إلا بإذن ربه ومالكه المتصرف فيه .
    وهذه العبودية هي التي جاءت في مثل قوله تعالى :
    ( إن كل من في السماوات والأرض إلا آتي الرحمن عبداً ) مريم/93 ،
    وهذه العبودية لا تقتضي فضلاً ولا تشريفاًُ ،
    فمن أعرض عن العبودية الخاصة فهو مأسور مقهور بالعبودية العامة فلا يخرج عنها بحال من الأحوال .
    فالخلق كلهم عبيد لله فمن لم يعبد الله باختياره فهو عبد له بالقهر والتذليل والغلبة .
    اقتباس المشاركة الأصلية كتبت بواسطة ابو لمى مشاهدة المشاركة
    أين مفهوم القصد في الأولى لتكون عبادة . .
    !!!- والسؤال أيضا أين مفهوم القصد فى عبودية الرِقْ

  19. #19
    تاريخ التسجيل
    Jan 2012
    المشاركات
    7,880

    افتراضي رد: المجموع المفيد لمفهوم العبادة

    ...

الكلمات الدلالية لهذا الموضوع

ضوابط المشاركة

  • لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
  • لا تستطيع الرد على المواضيع
  • لا تستطيع إرفاق ملفات
  • لا تستطيع تعديل مشاركاتك
  •