تابعونا على المجلس العلمي على Facebook المجلس العلمي على Twitter
الدكتور سعد بن عبد الله الحميد


النتائج 1 إلى 4 من 4

الموضوع: حكم سؤال الله الرزق بغير كد ولا تعب

  1. #1
    تاريخ التسجيل
    Nov 2012
    المشاركات
    16,352

    افتراضي حكم سؤال الله الرزق بغير كد ولا تعب

    السؤال
    إنني لا أعمل حاليًا، ولم أجد الوظيفة المناسبة لي، وأنا من أسرة مرتاحة ماديا أي أنه من الممكن أن أكون غنيًا عن هذه الوظيفة، وسؤالي هنا ـ مع أنني أحب نعمة المال والثراء: هل يجوز لي الدعاء بأن يرزقني الله الثراء في المال من غير كد؟ أم في ذلك حرج بطلب الحاجة من الله تعالى من غير وجه حق؟.
    أفيدوني؟.




    الإجابــة
    الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:
    فقد سبق أن بينا أن الإسلام يحث على العمل والإنتاج والتكسب المباح، وأن المسلم مطلوب منه أن يأخذ بالأسباب للحصول على ما يريد، وأن ذلك لا يتنافى مع التوكل على الله تعالى، فانظري الفتويين رقم:
    123922، ورقم: 53203 ، وما أحيل عليه فيهما.
    كما سبق أن بينا أنه لا حرج على المسلم أن يسعى بكل وسيلة مشروعة إلى الغنى وإلى الحياة الكريمة، ففي الحديث: نعم المال الصالح للمرء الصالح. رواه أحمد.
    والمال الصالح للمرء الصالح: هو الذي يؤخذ من حله ويوضع في محله.
    ومن الوسائل المشروعة الدعاء، وكان من دعاء النبي صلى الله عليه وسلم: اللهم إني أسألك الهدى والتقى والعفاف والغنى. رواه مسلم.
    ودعا صلى الله عليه وسلم لأنس، وكان في آخر دعائه: اللهم أكثر ماله وولده وبارك له فيه. رواه مسلم.
    ولتعلم السائلة الكريمة أن الغنى المادي ليس هو الغنى الحقيقي، كما جاء في الحديث الصحيح: ليس الغنى عن كثرة العرض، ولكن الغنى غنى النفس. رواه البخاري.
    فكم من شخص غني في المال وفير الثروة، ولكنه مع ذلك فقيرالنفس عديم الأخلاق الحميدة والخصال الفاضلة التي ينبغي للمسلم أن يتحلى بها.
    وعلى أية حال، فلا حرج على المسلم في أن يسأل الله تعالى أن يرزقه المال الحلال من غير كد ولا تعب.
    وللمزيد من الفائدة انظري الفتويين رقم:
    67992، ورقم: 99090 .
    والله أعلم.
    http://fatwa.islamweb.net/fatwa/inde...&Id=127413
    وأمتثل قول ربي: {فَسَتَذْكُرُون ما أَقُولُ لَكُمْ ۚ وَأُفَوِّضُ أَمْرِي إِلَى اللَّهِ ۚ إِنَّ اللَّهَ بَصِيرٌ بِالْعِبَادِ}

  2. #2
    تاريخ التسجيل
    Nov 2012
    المشاركات
    16,352

    افتراضي رد: حكم سؤال الله الرزق بغير كد ولا تعب

    يريد أن يسأل الله أن يرزقه مبلغا محددا
    السؤال:
    هل يجوز أن أدعو الله بمبلغ معين من المال ، مثلا بصيغة : " ارزقني - يا رب - مبلغ كذا من حيث لا أحتسب " أم أنه في هذا الزمان لا تحدث المعجزات . وهل دعائي هذا تصنف إجابته على أنها معجزة أم لا ؟ أفيدوني أفادكم الله ، ووفقكم إلى كل ما هو خير ، واستخدمكم الله في الخير .

    تم النشر بتاريخ: 2010-08-02
    الجواب :
    الحمد لله

    لا ينبغي للمسلم أن يتردد في سؤال الله تعالى جميع حوائجه ، فهو عز وجل يحب من المؤمن أن يتذلل إليه بالسؤال والطلب ، وأن يرفع إليه شكواه مهما صغرت ، بل أمرنا بذلك عز وجل فقال في محكم التنزيل : ( وَاسْأَلُواْ اللّهَ مِن فَضْلِهِ إِنَّ اللّهَ كَانَ بِكُلِّ شَيْءٍ عَلِيماً ) النساء/32
    وعن أبي ذر رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم قال :
    ( يَا عِبَادِي ! كُلُّكُمْ ضَالٌّ إِلَّا مَنْ هَدَيْتُهُ ، فَاسْتَهْدُونِي أَهْدِكُمْ .
    يَا عِبَادِي ! كُلُّكُمْ جَائِعٌ إِلَّا مَنْ أَطْعَمْتُهُ ، فَاسْتَطْعِمُون ِي أُطْعِمْكُمْ .
    يَا عِبَادِي ! كُلُّكُمْ عَارٍ إِلَّا مَنْ كَسَوْتُهُ ، فَاسْتَكْسُونِي أَكْسُكُمْ .
    يَا عِبَادِي ! لَوْ أَنَّ أَوَّلَكُمْ وَآخِرَكُمْ وَإِنْسَكُمْ وَجِنَّكُمْ قَامُوا فِي صَعِيدٍ وَاحِدٍ فَسَأَلُونِي فَأَعْطَيْتُ كُلَّ إِنْسَانٍ مَسْأَلَتَهُ مَا نَقَصَ ذَلِكَ مِمَّا عِنْدِي إِلَّا كَمَا يَنْقُصُ الْمِخْيَطُ إِذَا أُدْخِلَ الْبَحْرَ )
    رواه مسلم (2577)
    قا
    ل ابن رجب رحمه الله :
    " في الحديث دليل على أن الله يحب أن يسأله العباد جميع مصالح دينهم ودنياهم ، من الطعام والشراب والكسوة وغير ذلك ، كما يسألونه الهداية والمغفرة .
    وفي الحديث : ( ليسأل أحدكم ربه حاجته كلها ، حتى شسع نعله إذا انقطع ) ، وكان بعض السلف يسأل الله في صلاته كل حوائجه ، حتى ملح عجينه ، وعلف شاته .
    وفي الإسرائيليات : أن موسى عليه الصلاة والسلام قال : يا رب ! إنه ليعرض لي الحاجة من الدنيا فأستحي أن أسألك . قال : سلني حتى ملح عجينك ، وعلف حمارك .
    فإنَّ كلَّ ما يحتاج العبد إليه إذا سأله من الله فقد أظهر حاجته فيه ، وافتقاره إلى الله ، وذاك يحبه الله ، وكان بعض السلف يستحي من الله أن يسأله شيئا من مصالح الدنيا ، والاقتداءُ بالسنة أَولَى " انتهى .
    "جامع العلوم والحكم" (1/225) .
    تنبيه : حديث ( ليسأل أحدكم ربه .. ) المذكور في النص السابق ، لم يصح مرفوعا ، وإنما صح موقوفا من كلام عائشة رضي الله عنها قالت : ( سَلُوا اللَّهَ كُلَّ شَيءٍ حَتَّى الشِّسعَ ، فَإِنَّ اللَّهَ إِن لَمْ يُيَسِّرهُ لَمْ يَتَيَسَّرْ ) أخرجه أبو يعلى (8/44) وحسنه الألباني في " السلسلة الضعيفة " (رقم/1363).
    وقال الشيخ ابن عثيمين رحمه الله :
    " لا بأس أن يدعو بشيء يتعلَّق بأمور الدُّنيا ؛ مثل أن يقول : اللَّهُمَّ اُرزقني بيتاً واسعاً ، أو: اللَّهُمَّ اُرزقني زوجة جميلة ، أو : اللَّهُمَّ اُرزقني مالاً كثيراً ، أو : اللَّهُمَّ اُرزقني سيارة مريحة ؛ وذلك لأن الدُّعاء نفسه عبادة ولو كان بأمور الدنيا ، وليس للإنسان ملجأ إلا الله " انتهى بتصرف يسير .
    " الشرح الممتع " (3/284) .
    فلا حرج عليك أن تسأل الله رزقا واسعا من المال ، غير أن الأولى والأفضل لك أن تسأل الله بجوامع الدعاء ، فإن كنت تريده مالا ، دعوته بالرزق الواسع ، وإن كنت تريد ذلك المبلغ لقضاء حاجة ، أو سداد دين : دعوت الله بذلك ، ودع الأمر إلى فضل الله وكرمه ؛ فإن كرم الله لا حد له ، وباب جوده مفتوح لا يغلق أبدا ، والكريم يحب أن يُسأل سؤال الواثق بالجود والعطاء ، وليس سؤال المتردد المتشكك في فضل المسؤول وكرمه ، ولا سؤال المتحجر لخزائن الله التي لا تنفد .
    قال شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله :
    " قوله صلى الله عليه وسلم : ( وانصرني على من بغى علي ) دعاء عادل ، لا دعاء معتد يقول : انصرني على عدوي - مطلقا - .
    ومن الاعتداء قول الأعرابي : اللهم ارحمني ومحمدا ولا ترحم معنا أحدا . فقال له النبي صلى الله عليه وسلم : ( لقد تحجرت واسعا ) يريد : رحمة الله .
    وقد جعل الصحابة من الاعتداء ما هو دون هذا من تكثير الكلام الذي لا حاجة إليه ، كما في سنن أبي داود وغيره ، عن ابن سعد قال : سمعني أبي
    وأنا أقول : اللهم إني أسألك الجنة ، ونعيمها ، وبهجتها ، وكذا ، وكذا ، وأعوذ بك من النار ، وسلاسلها ، وأغلالها ، وكذا ، وكذا ، فقال : يا بني ! إني سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول : ( سيكون قوم يعتدون في الدعاء ) فإياك أن تكون منهم ، إنك إن أعطيت الجنة أعطيتها وما فيها من الخير ، وإن أعذت من النار أعذت منها وما فيها من الشر .
    وسعد هذا هو سعد بن أبي وقاص أحد العشرة وأهل الشورى " انتهى.
    " تلخيص الاستغاثة " (1/207) .
    وقد سبق في موقعنا ، في الجواب رقم : (41017) بيان أن ذكر التفاصيل في الدعاء مظنة الوقوع في الاعتداء ، وقد قال تعالى : ( ادْعُوا رَبَّكُمْ تَضَرُّعًا وَخُفْيَةً إِنَّهُ لَا يُحِبُّ الْمُعْتَدِينَ ) الأعراف/55.
    والله أعلم .
    الإسلام سؤال وجواب
    وأمتثل قول ربي: {فَسَتَذْكُرُون ما أَقُولُ لَكُمْ ۚ وَأُفَوِّضُ أَمْرِي إِلَى اللَّهِ ۚ إِنَّ اللَّهَ بَصِيرٌ بِالْعِبَادِ}

  3. #3
    تاريخ التسجيل
    Apr 2011
    المشاركات
    821

    افتراضي رد: حكم سؤال الله الرزق بغير كد ولا تعب

    قال الله تعالى‏:‏ ‏{‏‏وَمَن يَتَّقِ اللَّهَ يَجْعَل لَّهُ مَخْرَجًا وَيَرْزُقْهُ مِنْ حَيْثُ لَا يَحْتَسِبُ وَمَن يَتَوَكَّلْ عَلَى اللَّهِ فَهُوَ حَسْبُهُ إِنَّ اللَّهَ بَالِغُ أَمْرِهِ قَدْ جَعَلَ اللَّهُ لِكُلِّ شَيْءٍ قَدْرًا‏} ‏[‏الطلاق‏:‏ 2- 3‏]‏

  4. #4
    تاريخ التسجيل
    Nov 2012
    المشاركات
    16,352

    افتراضي رد: حكم سؤال الله الرزق بغير كد ولا تعب

    اقتباس المشاركة الأصلية كتبت بواسطة العاصمية مشاهدة المشاركة
    قال الله تعالى‏:‏ ‏{‏‏وَمَن يَتَّقِ اللَّهَ يَجْعَل لَّهُ مَخْرَجًا وَيَرْزُقْهُ مِنْ حَيْثُ لَا يَحْتَسِبُ وَمَن يَتَوَكَّلْ عَلَى اللَّهِ فَهُوَ حَسْبُهُ إِنَّ اللَّهَ بَالِغُ أَمْرِهِ قَدْ جَعَلَ اللَّهُ لِكُلِّ شَيْءٍ قَدْرًا‏} ‏[‏الطلاق‏:‏ 2- 3‏]‏
    جزاكم الله خيرا
    وأمتثل قول ربي: {فَسَتَذْكُرُون ما أَقُولُ لَكُمْ ۚ وَأُفَوِّضُ أَمْرِي إِلَى اللَّهِ ۚ إِنَّ اللَّهَ بَصِيرٌ بِالْعِبَادِ}

الكلمات الدلالية لهذا الموضوع

ضوابط المشاركة

  • لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
  • لا تستطيع الرد على المواضيع
  • لا تستطيع إرفاق ملفات
  • لا تستطيع تعديل مشاركاتك
  •