{افعل ما تراه صحيحًا ولا عليك من ظنون الناس السيئة}.
عبارة يستخدمها (العديد) من الخلق لتسويغ أفعاله المريبة، ثم يستدلّ بعدها بالآيات والأحاديث التي تنهى عن الظنّ.
قلتُ: هذا الكلام صحيح إذا كان الفعل لا يحتمل الظنّ، أو يغلب ويظهر عليه الظنّ الحسن، ولكن إذا كان فعله مريبًا أو يحتمل ظنّ السوء فعليه أن يتذكّر جيدًا الحديث المشهور الذي رواه مسلم 1599: {فمن اتقى الشبهات استبرأ لدينه وعرضه}.
قال الإمام النووي: أي حصل له البراءة لدينه من الذمّ الشرعي، وصان عرضه عن كلام الناس فيه.
شرح صحيح مسلم31/11.
وعليه أن يتذكّر قول يوسف عليه السلام لما استدعاه الملك: {ارجع إلى ربّك فاسأله ما بال النسوة اللاتي قطعن أيدهنّ}.
قال ابن عطية: كان هذا الفعل من يوسف عليه السلام أناةً وصبرًا وطلبًا لبراءة الساحة ... ولأنّه لو سكت سيقول الناس: هذا الذي راود امرأة مولاه فأراد عليه السلام أن يبيّن براءته.
تفسير القرطبي: 169/9.

ماهر أبو حمزة.