تابعونا على المجلس العلمي على Facebook المجلس العلمي على Twitter
الدكتور سعد بن عبد الله الحميد


النتائج 1 إلى 2 من 2

الموضوع: لِمَ يُحْكَم بِكُفْرِ سابّ الصحابة ولَمْ يُحْكَم بِكُفْرِ من قتلهم ؟

  1. #1
    تاريخ التسجيل
    Dec 2010
    المشاركات
    1,179

    افتراضي لِمَ يُحْكَم بِكُفْرِ سابّ الصحابة ولَمْ يُحْكَم بِكُفْرِ من قتلهم ؟

    .............................. ......................

    عبد الرحمن بن عبد الله السحيم

    السؤال :

    لِمَ يُحْكَم بِكُفْرِ سابّ الصحابة ولَمْ يُحْكَم بِكُفْرِ من قتلهم ؟

    السلام عليكم
    بداية أسطر هنا شهادة الحب في الله لشيخنا الفاضل "عبدالرحمن السحيم " فجزاه الله عنا وعن المسلمين خير الجزاء وأعطاه من فضل الدنيا والآخرة خير العطاء ..
    لدي شبهة وردت علي في بحثي في الرد على أحد الكتاب الشيعة في أن الخوارج لا يكفرون وهم لا يسبون الصحابة فحسب ، بل ويقتلوهم .

    والسؤال يقول :

    إذا كان سب الصحابة كفرا والعياذ بالله ، فمن الأولى الحكم بالكفر لفرقة الخوارج ( وأعني بها الفرقة التي قتلت علي رضي الله عنه ) .

    وهنا أنقل لفضيلتكم بعض ما جاء في مقال لكم في موقع صيد الخاطر بعنوان ( والله لا يغفر الله لفلان ) :

    (( بل أرأيت الرجل يتقدّم إليه الخاطب الذي لا يُرتضى دينه ولا خلقه ، بل قد يكون زانيا ، فيُزوّجه ويُعرض عن حكم الله في هذه المسالة ( الزَّانِي لا يَنكِحُ إلا زَانِيَةً أَوْ مُشْرِكَةً )

    فهل يُحكم بكفره وخروجه عن ملّة الإسلام ؟

    الجواب : لا ، بل يُحكم بأنه وقع في الشرك الأصغر ، والشرك الأصغر أكبر من الكبائر ، كما يُقرره شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله .
    هل تستطيع أن تحكم لهؤلاء بالكفر ثم بالخلود في النار ؟!
    وهذا على سبيل المثال ، وعلى هذا فـ قِس .

    وخذ على سبيل المثال :

    الحجاج بن يوسف الثقفي ، وما اشتُهر عنه من سفك الدماء بل سفَكَ دماء بعض الصحابة والعلماء ، كابن الزبير رضي الله عنه وسعيد بن جبير رحمه الله .

    وهذه القضية قضية الدماء كان يعدل فيها عن شرع الله إلى رأيه وجبروته وبطشه .

    والصحابة مُتوافرون ، ومع ذلك لم يَحكموا بكفره ، وإن سمّوه ظالما ، أو قالوا عنه : خبيثاً ، ونحو ذلك ، إلا أنهم لم يُكفِّروه .
    ليُعلم أنه ليس كل من فعل الكفر يُعتبر كافرا
    ولا كل من فعل بدعة يُعتبر مُبتدعاً )) .

    وفي نهاية حديث فضيلتكم ..
    (( ومما ينبغي أن يُعلم أنني هنا لا أتحدث عن الكافر الأصلي إذ قد فُرغ منه .
    لأن من شُبهات القوم قولهم : ( مَن لم يُكفر الكافر فهو كافر )
    وهذا لا خلاف فيه بالنسبة للكافر الأصلي ، أما المرتد ومن طرأ عليه الكفر فقد علمت ما فيه من الخلاف .
    ولذا جرى الخلاف بين علماء السنة في تكفير الخوارج رغم ما ورد فيهم من النصوص الصريحة الصحيحة .

    ولذا يقول العلماء : لا ينبغي الخلاف في تكفير الرافضة
    ووُجد من العلماء قديما وحديثا من يتوقف في تكفير الرافضة ، وإن كان لا ينبغي الخلاف في تكفيرهم !
    فهل من يتوقف في تكفير أمثال هؤلاء يُعتبر كافراً ؟
    الجواب : لا . ))

    فهنا أتت علي الشبهة والحيرة ، في حين تأكد كفر ساب الصحابة ، والخلاف و عدم تأكد كفر من قتلهم ؟

    ومالفرق بين ذنب عبدالرحمن بن ملجم في قتل رابع الخلفاء علي بن أبي طالب وبين الحجاج في قتل حفظة كتاب الله وسنة نبيه ؟

    ولست هنا والله حتى أحصل على فتوى بكفر فلان أو فلان والعياذ بالله فاني أعلم تماما أن من حملوا لواء التكفير سيحملون على عاتقهم لواءا ثقيلا يوم القيامة إلا ما كان بحق .
    والله نسأل أن يهدينا إلى سواء السبيل .
    وفي انتظار قولكم المبارك ..


    الجواب :

    أحسن الله إليك
    وبارك الله فيك
    من حيث العموم ؛ بين الرافضة وبين الخوارِج بون شاسِع .
    فالخوارج أهل تديّن ، والرافضة أهل زندقة
    والخوارِج مرقوا من الإسلام بتأوّل
    والرافضة لم يَدخلوا في الإسلام !

    ولذلك فإن الخلاف في تكفير الرافضة أقلّ من الخلاف في تكفير الخوارِج ، فكثير من العلماء لا يُكفِّرون الخوارج ، وأكثر أهل العلم يُكفِّرون الرافضة ؛ وليس هذا هوى ، ولا هو تحيّز لِفريق دون آخر ، فكلّ من الفريقين واقع في البِدعة ، والِغ فيها !
    أما الرافضة فهم أهل كُفر وزندقة .
    بِخلاف الخوارج فهم أهل دِيانة وتديّن .

    وقد شَهِد عليّ رضي الله عنه بالأمْرَين !
    فقد ذم الذين غالُوا في حُبِّـه ، وأثنى على الذين قاتَلوه !
    وعلى سبيل المثال قول عليّ رضي الله عنه عن الرافضة : لا يبلغني عن أحد أنه فَضَّلَنِي على أبي بكر و عمر إلا جلدته حدّ المفتري .

    ولما لما سُئل عليّ رضي الله عنه عـن أهل النهروان أمشركون هم ؟ قال : من الشرك فـرُّوا .
    قيل : أفمنافقون ؟ قال : إن المنافقين لا يذكرون الله إلا قليلا
    فقيل : فما هم يا أمير المؤمنين ؟ قال : إخواننا بَغَوا علينا فقاتلناهم ببغيهم علينا . رواه ابن أبي شيبة ، ومن طريقه البيهقي في السنن الكبرى .

    وبناء على هذا القول فقد نقل غير واحد إجماع الصحابة على عدم تكفير الخوارج .
    وهذا فيما يتعلّق بالمتقدّمين منهم .

    فالخوارج فَعَلوا ما فَعلوا بتأوّل ، واجتهادٍ خاطئ .
    بِخلاف الباطنية – ومهم الرافضة – الذين أبغضوا أصحاب محمد صلى الله عليه وسلم بل وطَعنوا في دِين الله عز وجلّ بِطعنهم بِعرض رسول الله صلى الله عليه وسلم ، واتِّهام أمهات المؤمنين ، بل والتقرّب بِلعنهن – فيما يُسمى عندهم بِدعاء صَنمي قريش ! – لعن الله الرافضة !

    والخوارِج يَرون أن ما يفعلونه دِيانة ، والرافضة يَفعلون ما يفعلونه خيانة !
    ولذا كان عبد الرحمن بن مُلجَم – لعنه الله – يَرى أنه تقرّب إلى الله بِقتْل علي رضي الله عنه .
    وأخباره مبسوطة في الكامل للمبرّد .

    ولذلك مدح عمرانُ بن حطان ابنَ ملجَم ، فقال :
    يا ضربة من تقي ما أراد بـهـا *** إلا ليبلغ من ذي العرش رضوانا
    إني لأذكره حيناً فـأحـسـبـه *** أوفى البرية عند اللـه مـيزانا

    بكر بن حسان الباهري :
    قل لابن ملجم والأقدار غالبة *** هدمت للدين والإسلام أركانا
    فلا عفا الله عنه سوء فعلته ***ولا سقي قبر عمران بن حطانا
    يا ضربة من شقي ما أراد بها *** إلا ليبلغ من ذي العرش رضوانا
    بل ضربة من غوي أوردته لظى ***وسوف يلقي بها الرحمن غضبانا

    وقال محمد بن أحمد الطبيب :
    يا ضربة من غَدُور صار ضاربها *** أشقى البـرية عند الله إنسانا
    إذا تفكّرتُ فيه ظَـلْتُ ألعنه *** وألعن الكلب عمران بن حطانا !

    فالشاهد من هذا أنهم يَرون ذلك دِيانة ، ويَرونه قُربة .
    وكان الخوارج من أعبد الناس ، ولذا قال عليه الصلاة والسلام : يحقر أحدكم صلاته مع صلاتهم وصيامه مع صيامهم . رواه البخاري ومسلم .

    وقد ذُكِر عن ابن مُلْجَم أنه لا زال يَذكر الله حتى قُطِع لسانه !
    قال المبرّد في صفة قتل ابن مُلْجَم : قال قوم : بل قَطَع يديه ورجليه . وقال قوم : بل قَطَع رجليه ، وهو في ذلك يذكر الله عز وجل . ثم عمد إلى لسانه ، فَشَقّ ذلك عليه ، فقيل له : لَمْ تجزع من قطع يديك ورجليك ونراك قد جزعت من قطع لسانك ؟! فقال : نعم ، أحببت أن لا يزال فمي يذكر الله رطباً !
    قال ابن القيم : وقد نَدِمَ الحسن على تمثيله بابن ملجَم . اهـ .

    والخوارج أهل صِدق وديانة مع ما فيهم من البدعة
    والرافضة أهل كذب وخيانة ..
    والرافضة تُنسَب إلى الباطنية بِخلاف الخوارج .

    ولذا يَرْوِي أهل السنة عن الخوارج ولا يروون عن الرافضة .

    قال شيخ الإسلام ابن تيمية : أهل البدع فيهم المنافق الزنديق ؛ فهذا كافر ، ويكثر مثل هذا في الرافضة والجهمية ، فإن رؤساءهم كانوا منافقين زنادقة ، وأول من ابتدع الرفض كان منافقا ، وكذلك التجهّم فإن أصله زندقة ونِفاق ، ولهذا كان الزنادقة المنافقون من القرامطة الباطنية المتفلسفة وأمثالهم يميلون إلى الرافضة والجهمية لِقُرْبِهم منهم . اهـ .

    بل عَـدّ الرفض أصلا من أصول الزندقة !
    قال شيخ الإسلام ابن تيمية عن الرافضة : وأكثرهم يُكَفّر من خالف قولهم ، ويُسمون أنفسهم المؤمنين ! ومن خالفهم كفارا ! ويجعلون مدائن الإسلام التي لا تظهر فيها أقوالهم دارَ رِدّة ، أسوأ حالا من مدائن المشركين والنصارى ، ولهذا يوالون اليهود والنصارى والمشركين على بعض جمهور المسلمين ومعاداتهم ومحاربتهم ، كما عُرِف من موالاتهم الكفار المشركين على جمهور المسلمين ، ومن موالاتهم الإفرنج النصارى على جمهور المسلمين ، ومن موالاتهم اليهود على جمهور المسلمين ، ومنهم ظهرت أمهات الزندقة والنفاق ! كَزَنْدَقَةِ القرامطة الباطنية وأمثالهم ، ولا ريب أنهم أبعد طوائف المبتدعة عن الكتاب والسنة ، ولهذا كانوا هم المشهورين عند العامة بالمخالفة للسنة ، فجمهور العامة لا تعرف ضد السني إلا الرافضي ! فإذا قال : أحدهم أنا سُني فإنما معناه : لستُ رافضيا ! ولا ريب أنهم شرّ من الخوارج - لكن الخوارج كان لهم في مبدأ الإسلام سيف على أهل الجماعة - وموالاتهم الكفار أعظم من سيوف الخوارج ، فإن القرامطة والإسماعيلية ونحوهم من أهل المحاربة لأهل الجماعة ، وهم منتسبون إليهم ، وأما الخوارج فهم معروفون بالصدق ، والروافض معروفون بالكذب ، والخوارج مَرَقُوا من الإسلام ، وهؤلاء نابذوا الإسلام . اهـ .

    وعبد الرحمن بن ملجَم ومن على شاكلته حَكَم العلماء عليه بالكفر لأنه استحلّ دماء الصحابة رضي الله عنهم .

    قال شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله :

    وهؤلاء الخوارج لهم أسماء يقال لهم الحرورية ؛ لأنهم خَرَجُوا بمكان يُقال له حروراء ، ويقال لهم : أهل النهروان ؛ لأن علياً قاتلهم هناك ، ومن أصنافِهم :الأباضية أتباع عبد الله بن أباض ، والأزارقة اتباع نافع بن الأزرق ، والنجدات أصحاب نجدة الحروري ، وهم أول من كَفَّر أهل القبلة بالذنوب ، بل بما يرونه هم من الذنوب ، واستحلوا دماء أهل القبلة بذلك ، فكانوا كما نعتهم النبي صلى الله عليه وسلم : يَقتلون أهل الإسلام ويَدَعُون أهل الأوثان ، وكَفَّرُوا عليّ بن أبي طالب وعثمان بن عفان ومن والاهما ، وقتلوا علي بن أبي طالب مُسْتَحِلّين لقتله ، قتله عبد الرحمن بن ملجم المرادي منهم ، وكان هو وغيره من الخوارج مجتهدين في العبادة ، لكن كانوا جهالاً ، فارقوا السنة والجماعة ، فقال هؤلاء : ما الناس إلا مؤمن أو كافر ، والمؤمن من فعل جميع الواجبات وترك جميع المحرمات ، فمن لم يكن كذلك فهو كافر مُخَلّد في النار ، ثم جعلوا كل من خالف قولهم كذلك ، فقالوا : إن عثمان وعليا ونحوهما حَكَمُوا بغير ما أنزل الله ، وظلموا فصاروا كفارا ، ومذهب هؤلاء باطل بدلائل كثيرة من الكتاب والسنة . اهـ .

    فمن استحل دماء المسلمين فهو كافِر بذلك ، هذا إذا كان في شأن عامة المسلمين ، فكيف بِسَاداتِ المؤمنين من الصحابة الكرام رضي الله عنهم ؟

    فأنت ترى من خلال هذه الفروق التفريق بين الرافضي والخارجي – وإن كان كل منهما على ضلال – إلا أن بعض الشرّ أهون من بعض !

    والعلماء يُفرِّقون بين من له تأويل مُستساغ ، وبين من ليس له تأويل مُستساغ .
    فيعذرون الأول ، ولا يَعذرون الثاني .

    ألا ترى أن الصحابة عَذروا من شرب الخمر مُتأوّلاً قوله تعالى : (لَيْسَ عَلَى الَّذِينَ آَمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ جُنَاحٌ فِيمَا طَعِمُوا إِذَا مَا اتَّقَوْا وَآَمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ ثُمَّ اتَّقَوْا وَآَمَنُوا ثُمَّ اتَّقَوْا وَأَحْسَنُوا) . كما في مصنف ابن أبي شيبة فيمن شرِبوا الخمر في الشام ، وقالوا : هي لنا حلال وتأوّلوا هذه الآية ، فاستُتِيبوا فتابوا فجُلِدوا الحدّ .

    وكما في مصنف عبد الرزاق فيمن شرِبها وتأوّل ذلك ، وجُلِد الحدّ .

    ومثله قصة المرأة التي تسرّرت عبدها ، وتأوّلت قوله تعالى : (وَمَا مَلَكَتْ أَيْمَانُكُمْ) . كما في مصنف ابن أبي شيبة .

    فالتأويل المستساغ يَدرأ الحدّ ، ويَمنَع من التكفير .

    والله تعالى أعلم .






  2. #2
    تاريخ التسجيل
    Jan 2012
    المشاركات
    7,880

    افتراضي رد: لِمَ يُحْكَم بِكُفْرِ سابّ الصحابة ولَمْ يُحْكَم بِكُفْرِ من قتلهم ؟

    اقتباس المشاركة الأصلية كتبت بواسطة الطيبوني;
    [COLOR=#000000
    عبد الرحمن بن عبد الله السحيم
    فأنت ترى من خلال هذه الفروق التفريق بين الرافضي والخارجي – وإن كان كل منهما على ضلال – إلا أن بعض الشرّ أهون من بعض !

    والعلماء يُفرِّقون بين من له تأويل مُستساغ ، وبين من ليس له تأويل مُستساغ .
    فيعذرون الأول ، ولا يَعذرون الثاني .
    -------
    فالتأويل المستساغ يَدرأ الحدّ ، ويَمنَع من التكفير .
    بارك الله فيك اخى الكريم الطيبونى وفى الشيخ عبد الرحمن بن عبد الله السحيم]------------------------------------موازنة و مقارنة لشيخ الإسلام ابن تيمية
    بين الشيعة الرافضة والخوارج
    قال شيخ الاسلام بن تيمية رحمه الله :
    ( وحال الجهمية والرافضة شر من حال الخوارج ، فإن الخوارج كانوا يقاتلون المسلمين ويدعون قتال الكفار ، وهؤلاء أعانوا الكفار على قتال المسلمين وذلوا الكفار ، فصاروا معاونين للكفار أذلاء لهم ، معادين للمؤمنين أعزاء عليهم ، وكما قد وجد مثل ذلك في طوائف القرامطة والرافضة الجهمية النفاة والحلولية ومن استقرأ أحوال العالم رأى من ذلك عبراً ، وصار في هولاء شبه من الذين قال الله فيهم :{ ألم تر إلى الذين أوتوا نصبياً من الكتاب يؤمنون بالجبت الطاغوت ويقولون للذين كفروا هولاء أهدى من الذين آمنوا سبيلا } -----------
    وقال :
    ( وهؤلاء الرافضة إن لم يكونوا شراً من الخوارج المنصوصين فليسوا دونهم ، فإن أولئك إنما كفروا عثمان وعلياً ، وأتباع عثمان وعلي فقط ، دون من قعد عن القتال ، أو مات قبل ذلك .
    والرافضة كفرت أبا بكر وعمر وعثمان وعامة المهاجرين والأنصار والذين اتبعوهم بإحسان _ رضي الله عنهم ورضوا عنه _ وكفروا جماهير أمة محمد صلى الله عليه وآله وسلم من المتقدمين والمتأخيرين ، فيكفّرون كل من اعتقد في أبي بكر وعمر والمهاجرين والأنصار العدالة ، أو ترضّى عنهم كما رضي الله عنهم ، أو يستغفرلهم كما أمر الله بالإستغفار لهم ، ولهذا يكفّرون أعلام الملة مثل : سعيد بن المسيب ، وأبي مسلم الخولاني ،وأويس القرني ، وعطاء بن أبي رباح ، وإبراهيم النخعي ، ومثل مالك والأوزاعي ، وأبي حنيفة ، وحماد بن زيد وحماد بن سلمة ،و الثوري ،و الشافعي ، وأحمد ابن حنبل ، وفضيل بن عياض ، وأبي سليمان الداراني ،و معروف الكرخي ، والجنيد بن محمد ، وسهل بن عبدالله التستري ، وغير هولاء ويستحلون دماء من خرج عنهم ويسمون مذهبهم مذهب الجمهور ، كما يسميه المتفلسفة ونحوهم بذلك ) .

    وقال :
    ( ويرون أن حج هذه المشاهد المكذوبة وغير المكذوبة من أعظم العبادات ، حتى إن من مشائخهم من يفضلها على حج البيت الذي أمر الله به ورسوله ووصف حالهم يطول.
    فبهذا يتبين أنهم شر من عامة أهل الأهواء ، وأحق بالقتال من الخوارج ، وهذا هو السبب فيما شاع في العرف العام أن أهل البدع هم الرافضة ، فالعامة شاع عندها أن ضد السني هو الرافضي فقط ، لأنهم أظهر معاندة لسنة رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم وشرائع دينه من سائر أهل الأهواء ) .

    وقال :
    ( وأيضاً فالخوارج كانوا يتبعون القرآن بمقتضى فهمهم . وهؤلاء إنما يتبعون الإمام المعصوم عندهم الذي لاوجود له ، فمستند الخوارج خير من مستندهم ، وأيضاً فالخوارج لم يكن منهم زنديق ولاغال ، وهؤلاء فيهم الزنادقة والغالية من لايحصيه إلا الله . وقد ذكر أهل العلم أن مبدأ الرفض إنما كان من الزنديق عبدالله بن سبأ ، فإنه أظهر الإسلام وأبطن اليهودية وطلب أن يفسد الإسلام كما فعل بولص النصراني ، الذي كان يهودياً ، في إفساد دين النصارى ) .
    وقال :
    ( وإنما هؤلاء شرٌّ من الخوارج الحرورية وغيرهم من أهل الأهواء ، لإشتمال مذاهبهم على شر مما اشتملت عليه مذاهب الخوارج ، وذلك لأن الخوارج الحرورية كانوا أول أهل الأهواء خروجاً عن السنة والجماعة) .

    وقال :
    ( وأيضاً فإن الخوارج الحرورية كانوا ينتحلون اتباع القرآن بأرآئهم ويدعون اتباع السنن التي يزعمون أنها تخالف القرآن ، والرافضة تنتحل اتباع أهل البيت وتزعم أن فيهم المعصوم الذي لايخفى عليه شئ من العلم ولايخطئ ؛ لاعمداً ولاسهواً ولا رشداً ) .

    وقال :
    ( والرافضة أشد بدعة من الخوارج ،
    وهم يكفرون من لم تكن الخوارج تكفره كأبي بكر وعمر ، ويكذبون على النبي صلى الله عليه وآله وسلم والصحابة كذباً ما كَذَب أحد مثله ، والخوارج لايكذبون على النبي ولكن الخوارج كانوا أصدق وأشجع منهم وأوفى بالعهد منهم ، فكانوا أكثر قتالاً منهم وهؤلاء أكذب وأجبن وأغدر وأذل )
    .--------------------------------------
    أما بعض الشيعة الأوائل ( المفضلة ) فهم خير من الخوارج :
    هناك طائفة نسبت إلى التشيع ، وقد اندثرت ،

    وليست على نهج الشيعة الرافضة ولا الشيعة الزيدية ، وكان تشيعها ينحصر في تفضيل علي رضي الله عنه على سائر الصحابة رضي الله عنهم وعلى أبي بكر وعمر مع اقرارها بإمامتهما وقد قال شيخ الإسلام في هذه الفئة : ( ولهذا كانت الشيعة المتقدمون خيراً من الخوارج الذين قاتلهم أمير المؤمنين علي بن أبي طالب رضي الله عنه بأمر النبي صلى الله عليه وآله وسلم ، وأما كثير من متأخري الرافضة فقد صاروا شراً من الخوارج بكثير ، بل فيهم من هو أعظم الناس نفاقاً بمنزلة المنافقين الذين كانوا على عهد رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم أوفوقهم أودونهم ، ولهذا قال البخاري صاحب الصحيح في كتاب
    ( خلق أفعال العباد ):

    لاأبالي أصليت خلف الجهمي أو الرافضي أو صليت خلف اليهودي والنصراني ؟ ولا يسلم عليهم ، ولايُعادون ، ولايناكحون ولايشهدون ، ولاتؤكل ذبائحهم ) ------------------------------
    واختلفت الفرقتان في أمور كثيرة منها :
    1- الشيعة غلت في آل البيت وقدستهم ، في حين أن الخوارج الأولين أبغضوهم وناصبوهم العداء لذلك سموا ( ناصبة ) .
    2- الشيعة تعتمد على الكذب في الرواية والتلقي لمصادر الدين ، ويكذبون على الخصوم وعلى أنفسهم ، والخوارج لا يكذبون في الدين ، ولا في الرواية ، ولا على خصومهم ؛ لأنهم يرون الكذب من كبائر الذنوب التي توجب التكفير ، لكن جهلهم أودى بهم إلى اتباع أهواءهم
    3- الخوارج يعلنون أقوالهم وعقائدهم ومواقفهم ، والشيعة يدينون بالتقية (النفاق) ماداموا بين ظهراني المسلمين.
    4- الخوارج يلزمون أنفسهم بقتال المخالفين في أكثر الأحوال ، أما الشيعة فإنهم غالباً لا يقاتلون إلا مع إمام من أئمتهم الذين يزعمون أنهم معصومون ، ويصفونهم بما لا يجوز إلا لله – تعالى- مع علم الغيب ، والتصرف في مقاليد الكون ومصائر العباد وقلوبهم ، والتشريع من دون الله ، لكنهم مع ذلك يسارعون في كل فتنة تضر بالمسلمين .
    5- أكثر الخوارج من الأعراب وأهل الجفاء والغلظة في الطباع ، وأكثر الشيعة من العجم والهمج والرعاع .
    6- من طباع الشيعة الخيانة والغدر والكيد الخفي لخصومهم (أهل السنة)، أما الخوارج فهم بعكس ذلك فإن فيهم صراحة ومعالنة ، ويصدعون بالبراء من خصومهم ، ويعلنون مبادئهم ومواقفهم من الآخرين ، لكن بقسوة وعنف.
    7- الخوارج صعب قيادهم ولا يسلمون لأحد ، أما الشيعة فهم أهل طاعة عمياء ، يتبعون كل ناعق ، وكل من رفع شعاراتهم وادعى محبة آل البيت وتقديسهم والانتصار لهم تبعوه ، وقد يكون زنديقاً أو فاجراً ، ولذلك يكثر فيهم الدجالون ومدعو النبوة ، وأهل الفجور والفحش .
    8- الخوارج يأخذون بظواهر النصوص دون فقه ، ولا اعتبار لدلالة المفهوم ، ولا قواعد الاستدلال ، ولا الجمع بين الأدلة ، ولا اعتبار عندهم لفهم العلماء؛ لذا غلبوا نصوص الوعيد والخوف ، وأهملوا نصوص الوعد والرجاء، والشيعة بعكسهم فهم أهل تأويل وتعطيل للنصوص ، ولا يأخذون بدلالة النصوص اللغوية ولا الشرعية ، ويفسرونها على هواهم ، على النهج الباطني والرمزي والإشاري ، ويتبعون زعماءهم بلا بصيرة ويزعمون لهم العصمة .
    9- الخوارج ليس منهم زنادقة وليس فيهم نفاق ، أما الرافضة فيكثر فيهم وبينهم الزنادقة والمنافقون ؛ لذا تفرعت عنهم المذاهب الباطنية والإلحادية ، وكثرت بينهم دعاوى النبوة ، ودعاوى المهدية ، والمتأمل للتاريخ يجد أكثر المذاهب والنحل الخبيثة والهدامة تنتحل الرافض والتشيع .
    10- مصادر التلقي عند الخوارج أسلم من مصادر التلقي عند الرافضة ، فالخوارج يتبعون القرآن بمقتضى فهمهم – وإن أخطأوا في ذلك- ، أما الرافضة فيتلقون عما يسمونه المعصوم من أئمتهم ، ويكذبون على الأئمة وغيرهم ، بل وعلى الرسول – صلى الله عليه وسلم- ثم يصدقون كذبهم بعد ذلك .
    11- الرافضة تقوم أصولهم على البدع والمحدثات والشركيات ، في الاعتقادات والعبادات وكثير من الاحكام . أما الخوارج فالبدع الشركية وبدع العبادات والقبورية والصوفية فيهم قليلة .
    12- وبالجملة ، فإن الرافضة كانوا عبر التاريخ أضر على الأمة وأعظم كيداً للمسلمين ، وأكثر محادة لله – تعالى- ودينه وسنة رسوله – صلى الله عليه وسلم- وعباده المؤمنين ؛ لأنهم كانوا خوارج من حيث اعتقاد الخروج والعمل عليه وتكفير المسلمين ، ويزيدون على الخوارج في ذلك وفي أصولهم الباطلة التي تخصهم ،كالغلو فى آل البيت والإمامة والعصمة والتقية والرفض والنفاق.[منقول من موقع السكينة]

الكلمات الدلالية لهذا الموضوع

ضوابط المشاركة

  • لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
  • لا تستطيع الرد على المواضيع
  • لا تستطيع إرفاق ملفات
  • لا تستطيع تعديل مشاركاتك
  •