جواهر العمر: الجامعيات الأكثر إقبالاً على القرآن!


هياء بنت عبدالله الدكان



الأستاذة جواهر العمر: الجامعيات أكثر الفئات إقبالا على حفظ القرآن

· على وسائل الإعلام التعريف بدور التحفيظ
· نسعى لعقد منتدى للفتيات
· نصيحتي للأم أن تكونقريبة من ابنتها وقدوة لها

· هذه أبرز الصعوبات التي واجهتني

حوار: هياء الدكان

تراءى لأسماعنا تميز ذلك المكان, والإقبال المتزايد عليه, والتعاون والألفة التي تسوده... مشاعر جميلة توارثتها الدارسات في رحابة.. في رحاب مدرسة "أميمة" لتحفيظ القرآن الكريم في مدينة الرياض.... وللوقوف على أسباب تميز هذه المدرسة والتعرف على نهجها التقينا من كانت بالأمس دارسة واليوم مشرفة على هذا الصرح... متابعة لشؤونه منذ أكثر من ثلاث سنوات...

استوقفناها من زحام أعمالها , فلاقتنا مرحبة.. مبادرة كعادتها.. فكان لنا معها هذا الحوار:

· متى تأسست دار أميمة؟ وما أبرز إنجازاتها؟

تأسست في شهر صفر من عام1414هـ في منطقة غرب الرياض بالمملكة العربية السعودية.
وقد خرجت المدرسة - بفضل الله - 23 خاتمة للقرآن الكريم و435 حافظة (من 5 إلى 20 جزءا) تقريبا ومازال العدد في ازدياد. وتفتح المدرسة أبوابها في القترة الصباحية والمسائية مما جعلها أكثر تميزا. وتقيم المدرسة دورات ودروسا علمية تحرص من خلالها على إثراء الجانب العلمي للدارسات. وتقبل الدارسات من مختلف الأحياء القريبة والبعيدة إقبالا قويا يتضاعف عاما بعد عام.
· كيف تغلبت على صعوبات الإدارة ومتابعة شؤون الدار؟

واجهنا صعوبات كثيرة تتمثل في:
· فن التعامل مع الطالبات ( الطاقات الموجودة ) وحسن استغلالها سواء موظفات أو دارسات.
· المنهجية التي تسير عليها الدار حتى تسنى لها تخريج حافظات وبالتالي خاتمات.
· توفير الموارد المالية.
· ضرورة متابعة شؤون الدار بشكل دائم ومستمر..
ولكن.. بحمد الله.. تغلبنا عليها بفضل الله عز وجل وتيسيره وتوفيقه، وحسن متابعة المشرف لشؤون الدار كبيرها وصغيرها وبعد نظره وسعة اطلاعه، ومشورة الأخوات ذوات الخبرة في هذا المجال، وكان لوقوف الأخوات والمحتسبات، سواء داخل الدار أو خارجها، وخاصة الأخوات القائمات بالتدريس والأعمال الإدارية في الدار، دور كبير في التغلب على هذه الصعوبات, نسأل الله أن يجعل جميع ما قدم في ميزان حسنات الجميع.
ومن الأمور التي سهلت حسن متابعة شؤون الدار: وجود مديرة جيدة عاملة بكل صدق، أحسبها كذلك والله حسيبها.
· ما أكثر الفئات إقبالا على الدار؟

الجامعيات ثم يأتي بعدهن طالبات المرحلة الابتدائية ثم المرحلة الثانوية والمتوسطة ثم التمهيدي ثم الأمهات.
· كم عدد المستويات؟ وما الطريقة المتبعة في تدريس كل مستوى؟

المستويات هي:
· الأمهات بقسميه (القارئات وغير القارئات)
الطريقة المتبعة في تدريس الأمهات غير القارئات هي: تلقن المعلمة الجزء المحدود في الغالب لا يتجاوز الخمسة أسطر ولا يقل عن ثلاثة أسطر بحيث تحفظ الدارسة ولو بنسبة 50% ثم تكمل حفظها عن طريق سماع الشريط مع تعريفها بالحروف الهجائية.
أما بالنسبة للأمهات القارئات: تلقن المعلمة الجزء المحدد عدة مرات وتكون تلاوة مجودة وتقوم بالتكرار معهن حتى يتسنى لهن تصحيح التلاوة ومحاكاة التجويد مع تعريفهن ببعض الأحكام البسيطة من التجويد مثل مشكل المد.. وتحاول أن تحفظ ولو جزءا يسيرا من الآيات ثم تكمل الدارسة حفظها من خلال سماع الشريط والتلاوة من المصحف.
· طالبات المرحلة الابتدائية:
تقسم كل مرحلتين دراسيتين على حدة، ويقسم كل فصل إلى أربع حلقات، كل حلقة لها حفظ خاص يتناسب وقدرات كل مستوى، ثم تقوم المعلمة بتلقين كل حلقة على حدة، ثم يقمن بالتلاوة والحفظ مع محاولة أنهن لا يخرجن إلا وقد حفظن الجزء المحدد بنسبة 100% ثم تقوم بالتسميع لهن في آخر الوقت، ويماثلهن في ذلك المرحلة التمهيدية.
· المرحلة الجامعية والثانوية والمتوسطة:
يبدأ الدرس بتسميع الدرس السابق ثم تلقين المقطع الجديد عدة مرات ثم سماعه من غالبيتهن حتى يتم تصحيح التلاوة، وفي هذا المستوى يخضع جميع الدارسات لدراسة أحكام التجويد مفصلة تحت أربع مستويات، وهي:
1. النون الساكنة.
2. المدود.
3. المخارج.
4. دورة إعداد المعلمات.
· ما الأنشطة التي تمارسها الطالبات في الدار؟ وهل من مناشط أخرى تسعون في إقامتها؟
أنشطة متنوعة، وهي:
· درس التفسير اليومي الذي يتم فيه الوقوف مع بعض الآيات المقرر حفظها، فعلى كل دارسة تحضير موضوع متعلق بالآيات بحيث لا يتجاوز العرض خمس دقائق، وتلقيه أمام أخواتها في الحلقة.
· طرح سؤال الأسبوع في كتيب أو شريط أو تغيير سورة أو مناقشة عامة.
· البرامج: وهي عبارة عن تحضير عدد من الموضوعات التي تتناسب مع دارسات تحفيظ القرآن، وتقوم الدارسات بعرضها أمام جميع الدارسات (مرتين في الفصل الدراسي الواحد ).
· الأطباق الخيرية.
· أما بالنسبة للأنشطة المستقبلية: عقد منتدى للفتيات من المرحلة المتوسطة حتى الجامعيات لمدة أسبوعين، وإقامة دورة علمية مكثفة لمدة أسبوعين أيضا.

· هل نظمت الدار دورات علمية؟ وكيف كان الإقبال عليها؟

الدار لها منهجية تسير عليها منذ افتتاحها، ففي كل صيف تقام دورات علمية لكافة المستويات كالتالي: الجامعيات والموظفات على حدة والثانوية على حدة والمتوسطة على حدة. والدروس العلمية هي: العقيدة والفقه: ثابتة في كل عام, والدرس الثالث يغير من سنة إلى أخرى (سيرة أو حديث أو تفسير).
ومما يشجعنا على الاستمرار في هذا المنهج: الإقبال المتميز من الدارسات، وخاصة الجامعيات منهن، حتى إنه يصل عددهن إلى 120دارسة ثم يأتي بعدها طالبات المرحلة المتوسطة والثانوية بحيث تصل أعدادهن إلى المئة.
· كيف ترون سبل تطوير أداء دور تحفيظ القرآن الكريم؟

في نظري- والله أعلم ـ أن تبدأ كل دار في وضع الأهداف العامة التي وضعتها الإدارة العامة للمدارس النسائية لفتح الدور نصب عينيها ثم تقوم بمقارنة إنتاجها.
· وعلى مستوى دار أميمة ما الجديد الذي طبقتموه لتطوير الأداء؟

تبنينا فكرة إلزام كل دارسة بمراجعة كل ما حفظته خلال كل دورة مع حفظها الجديد ثم تختبر فيه سويا ورغم صعوبة ذلك. إلا أنه مع استشارة القائمات على الدار والإصرار على تنفيذها لاقت الفكرة نجاحا باهرا، ولله الحمد أولا وآخرا.
· ما الدور الذي ترون أن على وسائل الإعلام القيام به تشجيعا على الالتحاق بدورات التحفيظ؟

لا شك أن وسائل الإعلام تستطيع أن تلعب دورا كبيرا في التأثير والإقناع بما لديها من إمكانات، وتشجيعا للالتحاق بدور التحفيظ عليها القيام بالآتي:
· عرض الفضل العظيم في تعلم القرآن وتعليمه بصورة جميلة ومحببة وميسرة.
· التعريف بدور التحفيظ.
· ما أبرز المشكلات التي تعانيها دور تحفيظ القرآن النسائية؟

خسران الطاقات الجيدة وانقطاعها عن الدار بسبب ظروفهن القاهرة، ولكن الله تعالى يعوض هذه الدور بأخريات يواصلن المسير، فهذا دين الله، والله ناصره.

· تشتكي كثير من الأمهات عدم تقبل فتياتهن التوجيه. فكيف يمكن التغلب على هذه المشكلة؟

بتربيتهن بالقدوة أي أن تكون الأم قدوة في أقوالها وأفعالها بأن تنهاها عن الشيء ولا تأتيه وتأمرها بالأمر وهي مطبقة له, هذا أولا. وثانيا: أن تقوم بالتعرف على نفسية ابنتها ومناقشتها بما يتناسب معها، وقبل هذا كله الدعاء الدعاء.
· ماذا تقولين لـهؤلاء:

طالبة الجامعة؟
طالبة الجامعة هي عدتنا، فالله الله أن ينطبق عليها قول الله عز وجل:{وَمَنْ أَحْسَنُ قَوْلًا مِّمَّن دَعَا إِلَى اللَّهِ وَعَمِلَ صَالِحًا وَقَالَ إِنَّنِي مِنَ الْمُسْلِمِينَ}.
أم جعلت ابنتها تترك حفظ القرآن خوفا أن يؤثر ذلك على دراستها؟

هل تعلمين ـ يا أمنا الفاضلة ـ أن القرآن يطرح لها البركة في وقتها وحياتها. وهذا مجرب.
فتاة ترى أن هناك صعوبة في الجمع بين الدراسة وحفظ القرآن في دار التحفيظ؟

عليها بالتعرف على اللاتي سبقنها في هذا المجال، وكيف تم لهن حسن التوفيق بين الدراسة وحفظ كتاب الله.

· بماذا تنصحون الفتاة في ظل كثرة الفتن والمغريات التي تحيط بها؟

عليك أن تعلمي علما يقينا أن الفتن والمغريات تحيط بنا من كل جانب، ولا خلاص منها إلا باتباع شرع الله القويم، ويتمثل في عدد من الجوانب:
· الدعاء بأن يحفظك ربك من الفتن ما ظهر منها وما بطن.
· مصاحبة الصالحات، سواء في الجامعة أو في المدرسة أو في المجال الوظيفي.
· الانضمام إلى قافلة حافظات كتاب الله؛ لأنك تجمعين فيها بين عدة محاسن.